رفضا لخطاب توماس براك: لبنان ليس تحت الوصاية ولا مهدداً بالزوال

رفضا لخطاب توماس براك: لبنان ليس تحت الوصاية ولا مهدداً بالزوال

 

Telegram

 

 في خضم التوترات الإقليمية والتدخلات الدولية المتكررة في الشأن اللبناني، أثار خطاب المبعوث الأميركي توماس براك موجة من الاستغراب والرفض، بعدما أشار إلى احتمال “سيطرة سورية على لبنان” و”زوال الكيان اللبناني إذا لم تُنفّذ إصلاحات عاجلة”. هذا الكلام، مهما كانت خلفياته الدبلوماسية أو نواياه السياسية، يتنافى مع حقيقة لبنان كدولة مستقلة ذات سيادة، ويعبّر عن قراءة قاصرة للوضع اللبناني، ولموقعه الإقليمي والدولي.   لبنان ليس دولة حديثة الولادة ولا كياناً هشاً وطارئاً. إنه كيان له عمق تاريخي وحضاري، وشعب متعدد ومقاوم استطاع رغم الحروب والأزمات والوصايات أن يصمد ويحافظ على استقلاله. إن حديث براك عن “زوال” لبنان أو “العودة إلى النفوذ السوري” فيه انتقاص واضح من الإرادة الوطنية اللبنانية، وتكرار لنغمة الترهيب التي لطالما استخدمها بعض الدبلوماسيين الغربيين لفرض أجندات غير لبنانية.   أخطر ما في الخطاب الأميركي أنه يعيد إنتاج منطق الوصاية، ولكن هذه المرة بغطاء الإصلاح. فبدلاً من دعم اللبنانيين في اختيارهم السيادي لمسار إنقاذهم السياسي والاقتصادي، يأتي التلويح بالزوال كمجرد وسيلة ضغط. وهذا المنطق مرفوض من حيث الشكل والمضمون، لأنه لا يترك أي هامش للحوار أو الحلول الداخلية، بل يحاول فرض خريطة طريق من الخارج. هذا المضمون يؤكد اننا عالقون في هذا الشرق اللعين منذ ظهور الانبياء فيه واكتشاف الحياة التكنولوجية تتسألون لماذا بدأت تظهر نغمات واعلانات وتصاريح عن ان لبنان ليس كيان او وطن ،وانه جزء من بلاد الشام ، او انه حان الوقت للعودة الى سورية سنية اموية . أما في ما يتعلق بالحديث عن النفوذ السوري، فإن لبنان اليوم لا يخضع لأي هيمنة خارجية من دولة واحدة، بل هو محكوم بتوازنات داخلية معقدة، وبصراع إقليمي شديد التأثير، حيث تتعدد التدخلات ولا تقتصر على طرف دون آخر. وهنا، فإن العودة إلى فزاعة “سورية على أبواب لبنان” تعكس إما جهلاً بالوقائع أو رغبة باستفزاز مكونات لبنانية معينة في هذا التوقيت الحساس. إن خطاب براك يتجاهل عن عمد أن للبنان جيشه المقدام الوطني، ومقاومته الباسلة التي لعبت دوراً حاسماً في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والإرهاب التكفيري، ومؤسسات أمنية وعلى رأسها الامن العام وشعبة المعلومات تحافظ رغم (كل الانهيارات الاقتصادية) على الحد الأدنى من الاستقرار. وهو بذلك يتغاضى عن قدرة لبنان على أن يصوغ استراتيجيته الدفاعية والسيادية ومسار الامن ااقومي اللبناني عبر التوافق الوطني، لا بالتهويل الخارجي.   إن المجتمع اللبناني، رغم انقساماته، يرفض العودة إلى مرحلة الوصاية، أكانت سورية أم غيرها. والرهان الوحيد يجب أن يكون على الحلول الوطنية، وعلى مبادرات إصلاح نابعة من الداخل، بعيداً عن لغة التهديد.   ختاماً،لا تصدقوا ابناء جلدتي لا سنة ولا شيعة ولا روم ولا كاثوليك ولا موارنة ولا دروز ولا باقي الطوائف والمذاهب !! لا علاقة لكل ذلك بمذهب ولا بأي دين ،،انه تهديد وجودي للبنان ، وليس لطائفة او طوائف معينة ، بل للجميع .. انه شرقهم الاوسط الجديد الناتج من الفوضى الهدامة   لبنان يا سادة ليس ساحة مباحة لتبادل الرسائل الإقليمية والدولية. وهو، رغم أزماته، لن يُمحى من الخريطة، وهو ليس ( خطأ تاريخي يحب ان يزال عن الخريطة ) كما تفلسف شيمون بيريز رئيس كيان العدو قبل عام ٢٠٠٠ ولبنان لن يمحى من التاريخ. إن اللبنانيين هم من يقرّرون مستقبلهم، وليس مبعوثين يتحدثون عن الوحودية متهديد بالزوال ويذكرون بلاد الشام ويتناسون انها تضم الهلال الخصيب وهكذا لذن يمكن ان نعود الى الخرائط قبل وعد بلفور المشؤوم المهولون اليوم والمطبلون يخاولون في واقع الأمر تكريس الفوضى ، لتمرير مشاريع التهجير والتقسيم لصالح عنوان تقسيم المقسم وتجزيئ المجزأ الصرخة مدوية ولبنان باق واخيرا اقول :   للعلى انا سرت للخلود .. حافل المنى خافق البنود.. ايه جيشنا كلنا جنود … غنِ مؤمنا امسنا يعود   سر وخل الأرض تمشي تحتنا وليغن الدهر ما شئنا لنا ذكر التاريخ انا من هنا … نحنا اشرقنا فحررنا الوجود نحن في الهيجاء لقنا الردى.. من دروس الموت درسا اسودا   واستعدنا فوق اشلاء العدى… حقنا حيا” كما شاء الجدود نحن للفدى نحن للسماح … راحة الندى نبضة السلاح ارضنا مدى مطلع الصباح… شرقنا هدى مجدنا كفاح   وهل من يسمع ويتعظ؟؟؟ 
العميد الركن بهاء حسن حلال.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram