برزت بيروت، وفقاً لإحصاءات موقع “نامبيو”، كخامس أغلى مدينة عربيّة عند مقارنة مستوى الأسعار فيها بالأسعار في مدينة نيويورك بحيث بلغ مؤشّر كلفة المعيشة فيها 45.5 لتأتي في المرتبة ال228 في العالم. وبالتالي، فإنَّ الأسعار في بيروت هي 54.5% أقلّ كلفة من تلك في مدينة نيويورك.
و يُظهر التطوّر التاريخي لمؤشّر كلفة المعيشة في بيروت أنَّ الأسعار في لبنان قد زادت بين منتصف الأعوام 2019 و2022 قبل أن تعود وتنخفض في منتصف الأعوام 2023 و2024، علماً أنّها إرتفعت في منتصف العام 2025. يمكن تعليل الإرتفاع في مؤشّر كلفة المعيشة في بيروت بين منتصف الأعوام 2019 و2022 بالأزمة الإقتصاديّة والماليّة التي تمرّ بها البلاد وما خلّفته من غلاءٍ كبير في المعيشة جرّاء تدهور سعر صرف الليرة مقابل الدولار الأميركي. ولكنّ المؤشّر قد تراجع في منتصف العام 2023 إلى 54.0 ومن ثمّ إلى 45.2 في منتصف العام 2024 ليعود ويزيد إلى 45.5 في منتصف العام 2025 بسبب التي شهدتها كافّة المؤشّرات المشمولة.
وفي تعليق على هذه النتائج، أكد الخبير الإقتصادي د. بلال علامة في حديث لموقعنا Leb Economy أنه “من الطبيعي أن تكون بيروت مصنفة من أغلى المدن العربية، والسبب لا يعود لوجود أزمة مالية، إنما بسبب التضخم الهائل الذي أصاب لبنان منذ خمس سنوات حتى الآن”، مشيراً إلى أن “معدل التضخم قفز فوق 500% منذ بداية الأزمة، ومن الطبيعي أن تصبح الأسعار مرتفعة جداً”.
وإعتبر أن “كل ذلك ليس بظاهرة صحية، حيث أن في المقابل مستوى الإستهلاك والإنفاق في بيروت متناقص، إذ أنه في آخر دراسة حصلت خلال شهر أيار قد تناقص معدل التضخم ولم يزداد، وهذا دليل على تناقص الإنفاق والإستهلاك”.
وإذ أشار علامة إلى أن “الأزمة المالية قد أثرت، حيث أن مستوى الأسعار قد إرتفع نتيجة الأزمة المالية وتدهور سعر الصرف”، شدد على أن “ذلك يؤشر إلى ضعف المعالجات التي حصلت خلال الخمس سنوات وسوء الإدارة الذي ما زال يمارس بحق لبنان والحالة المالية والإقتصادية التي يمر بها لبنان، إضافة إلى غياب الإصلاحات والحوكمة الرشيدة للعملية المالية والإدارية اللبنانيّة”.
وتجدر الاشارة الى ان بيروت سجّلت نتيجة 20.2 في مؤشّر أسعار الإيجار (ما يعني أنّ أسعار الإيجار في مدينة بيروت هي أقلّ كلفة من تلك في مدينة نيويورك بنسبة 79.8%) و36.9 في مؤشّر أسعار السلع (أيّ أنّ أسعار السلع في مدينة بيروت أقلّ كلفة بنسبة 63.1% من تلك في مدينة نيويورك) و43.2 في مؤشّر أسعار المطاعم (ما يعني أنّ أسعار المطاعم في مدينة بيروت هي أقلّ كلفة بنسبة 56.8% ممّا هي عليه في مدينة نيويورك) و33.2 في مؤشّر القدرة الشرائيّة (أيّ أنّ القدرة الشرائيّة في مدينة بيروت هي أقلّ بنسبة 66.8% من تلك في مدينة نيويورك).
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي