بالتزامن مع إعلان الولايات المتحدة الأميركية شطب «هيئة تحرير الشام»، التي تحكم سوريا حالياً، من قوائم الإرهاب، وتأكيد المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توماس برّاك، من بيروت، بدء المحادثات المباشرة بين الإدارة السورية الجديدة وتل أبيب، وصل الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، إلى الإمارات العربية المتحدة، في زيارة هي الثانية من نوعها منذ تولّيه الرئاسة في كانون الثاني الماضي.
وتأتي الزيارة التي أُعلن أنها تأتي في سياق جولة خليجية تهدف إلى جذب الاستثمارات إلى سوريا بعد رفع العقوبات المفروضة على دمشق، تعزيزاً للدور الذي تلعبه أبو ظبي في توسيع قنوات التواصل بين تل أبيب والإدارة السورية الجديدة، والتي بدأ تشكّلها قبل نحو شهرين. وهي قنوات تندرج في إطار مسارات عديدة متوازية، ترعاها الولايات المتحدة بشكل رئيسي، بهدف هندسة اتفاق يفضي إلى انضمام سوريا إلى ما يُعرف بـ«اتفاقات آبراهام» التي رعاها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في ولايته السابقة، وأفضت إلى أكبر موجة تطبيع عربية، شملت الإمارات والبحرين والمغرب والسودان.
وأجرى المبعوث الأميركي إلى سوريا، والذي يشغل منصب سفير بلاده في أنقرة أيضاً – ويتمتّع بعلاقات قوية مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، ومع دول الخليج بشكل عام -، خلال الفترة الماضية، جولات مكّوكية بين عواصم عربية وتل أبيب، قبل أن يصل إلى بيروت، حيث أعلن بدء التواصل بين تل أبيب ودمشق التي من المُنتظر أن يزورها خلال الساعات القادمة، ليدشّن، على ما يبدو، انطلاق مسار الحوار المباشر.
وفي مرحلته الأولى، يهدف هذا الحوار إلى التوصّل إلى اتفاقات أمنية تتم خلالها حلحلة بعض المشكلات بين الطرفين، في ظل إعلان إسرائيل تمسّكها بالجولان السوري، ومساعيها لتجذير وجود عسكري طويل الأمد في المناطق التي احتلّتها بعيد سقوط نظام بشار الأسد، والتي تشمل مساحات واسعة من القنيطرة وريفَي دمشق ودرعا، بما فيها من مرتفعات جبلية استراتيجية، ومنابع المياه العذبة.
وفي وقت تلتزم فيه الإدارة الجديدة الصمت حيال السيناريوات التي يجري تسريبها عبر بعض وسائل الإعلام حول ما يمكن التوصّل إليه من اتفاقات مع إسرائيل (بعضها يتحدّث عن قبول الإدارة بسيطرة إسرائيل على ثلثي الجولان وتأجير الثلث الثالث، إلى جانب انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي احتلتها بعد سقوط نظام الأسد، باستثناء بعض المرتفعات، بما فيها قمة جبل الشيخ)، تبدو الولايات المتحدة شديدة الحماسة للوصول إلى اتفاق يبدو أنه سيُنجز بشكل سريع، في ظل إعلان برّاك أن الشرع منفتح على «السلام»، وإعلان الإدارة السورية الجديدة رغبتها في «تصفير مشاكلها الخارجية» قبل نهاية العام الحالي.
وفي هذا السياق، يبدو قرار الولايات المتحدة شطب «هيئة تحرير الشام» من قوائم الإرهاب بالتزامن مع زيارة مبعوثها إلى بيروت وإعلانه بدء التواصل بين الإدارة السورية وتل أبيب، بمثابة دفعة أميركية لهذا المسار، خصوصاً أن القرار موقّع بتاريخ الـ23 من حزيران الماضي.
وفي إطار إعلانها عن الخطوة، ذكرت وزارة الخارجية الأميركية أنه سيتم تطبيق الأمر ابتداءً من اليوم، في وقت قدّمت فيه واشنطن مسوّدة قرار تقضي بشطب اسم الشرع وجماعته «هيئة تحرير الشام» من قوائم الإرهاب الأممية، على أن يتم تنفيذ هذا الإجراء قبل شهر أيلول المقبل، والذي سيشهد مشاركة الرجل في اجتماعات الأمم المتحدة، باعتباره أول رئيس سوري يتحدّث من على منبر الأمم المتحدة في نيويورك منذ نحو ستين عاماً.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :