اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس بمقتل جنديين اثنين في عمليات منفصلة نفذتها فصائل المقاومة في خان يونس وبيت حانون بقطاع غزة، وتحدث وزير الدفاع يسرائيل كاتس عن «يوم صعب» سقط فيه الجندي في سلاح الهندسة القتالية بالفرقة الشمالية يائير إلياهو وجندي مدرعات في الكتيبة 53 أساف زامير.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد أفادت في وقت سابق أمس بمقتل 3 جنود في حوادث عسكرية منفصلة في غزة، اثنان منهم في خان يونس وبيت حانون، وثالث قيد التحقيق فيما قالت مواقع إسرائيلية، إن الرقابة العسكرية الإسرائيلية فرضت تعتيما شديدا على ما وصفته «حادثا صعبا» في القطاع.
إلى ذلك نقلت هيئة البث الإسرائيلية أمس عن مصادر عسكرية «رصدنا في الأيام الماضية جرأة ورغبة لدى المسلحين في غزة لمهاجمة قواتنا».
وأضافت أن «المسلحين الفلسطينيين أدركوا أين تتموضع قواتنا ويعملون بناء على ذلك».
ويأتي ذلك فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أن 5 فرق عسكرية تواصل تنفيذ عملياتها البرية وهجماتها الجوية المكثفة في أنحاء متفرقة من قطاع غزة.
وتحدثت مواقع إعلامية إسرائيلية عن تنفيذ غارات جوية وتحليق مكثف على علو منخفض وقصف مدفعي عنيف، وعن إطلاق مروحية صاروخين على هدفين في وسط خان يونس وإطلاق نار كثيف خلال الدقائق الأخيرة.
من جهتها أفاد مصادر في مستشفيات غزة بسقوط 51 شهيدا في غارات إسرائيلية على القطاع منذ فجر اليوم، بينهم 6 من منتظري المساعدات.
في سياق متصل قالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن رئيس الأركان إيال زامير عارض خلال اجتماع أمني خطة للسيطرة على سكان غزة، محذرا من فقدان السيطرة.
ووفق القناة فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طلب في الاجتماع الأمني تحضير خطة إخلاء سكان غزة نحو الجنوب قبل عودته من واشنطن ما أدى إلى صراخ بين نتنياهو ورئيس الأركان أثناء الاجتماع.
ونقلت القناة الـ13 الإسرائيلية عن مصادر -لم تسمها- أن التوتر كان بشأن الخطوات المقبلة في غزة في حال عدم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وأضافت أن رئيس الأركان أبلغ نتنياهو والمشاركين في الاجتماع بأن الجيش الإسرائيلي لا يستطيع السيطرة على مليوني فلسطيني في القطاع.
ونقل المصدر أن نتنياهو صرخ في زامير قائلا إن «حصار غزة ناجع، لأن احتلالها بالكامل يعرّض الجنود والرهائن للخطر».
أما الوزيران المتطرفان بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، فقد اتهما الجيش خلال الاجتماع الأمني بعدم تنفيذ تعليمات القيادة السياسية.
في غضون ذلك أعلن قيادي في حماس لرويترز، مساء أمس أن الحركة سلّمت الوسطاء ردّها على المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار.
وقال مسؤول فلسطيني مطلع على جهود الوساطة لرويترز إن «رد حماس إيجابي وسيساعد في التوصل لاتفاق».
فيما نقلت «إسرائيل هيوم» عن مسؤول إسرائيلي قوله: «لم نتلق بعد ردا من حماس على مقترح الوسطاء».
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال في وقت سابق أمس إنه يتوقع أن ترد حماس على اقتراحه «الأخير» لوقف إطلاق النار في غزة في غضون 24 ساعة.
ولدى حديثه للصحافيين في قاعدة آندروز المشتركة، وردّه على سؤال عمّا إذا كان ما زال يريد أن تتولى الولايات المتحدة السيطرة على القطاع، كما سبق أن أعلن في شباط، قال الرئيس الأميركي: «أريد للناس في غزة أن يكونوا بأمان، هذا هو الأهمّ».
وتابع: «أريد الأمان للناس في غزة، لقد مرّوا بجحيم».
وأعلن ترامب الثلاثاء أن إسرائيل وافقت على الشروط اللازمة لإتمام وقف إطلاق نار لمدة 60 يوما مع حماس، على أن تعمل مختلف الأطراف خلال هذه الهدنة على إنهاء الحرب.
وقال مصدر مطلع على موقف حماس إن الحركة تطالب بضمانات واضحة بأن مفاوضات لإنهاء الحرب ستجرى خلال وقف إطلاق النار الذي سيسري لمدة 60 يوما، وأنه في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية تلك الفترة، فسيجري تمديد وقف إطلاق النار حتى يتمكن الجانبان من التوصل إلى اتفاق.
وكانت « حماس» قد استكملت مشاوراتها مع الفصائل بشأن مقترح ستيف ويتكوف وقف إطلاق النار، مؤكدة أن القرار النهائي سيُعلن بعد انتهاء المشاورات.
لكن مصدرا مطلعا قال أن الفصائل ستوافق على المقترح مع التحفظ على بعض بنوده.
نسخ الرابط :