من أفغانستان إلى إيران... ترامب يعلق على سياسة أسلافه الخارجية

من أفغانستان إلى إيران... ترامب يعلق على سياسة أسلافه الخارجية

 

Telegram

 

أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب جدلاً في أيار 2025 حين وجّه انتقادات لاذعة لسياسات التدخل الخارجي التي تبناها أسلافه في البيت الأبيض، قائلاً: "في نهاية المطاف، من يُطلق عليهم بناة الأمم دمّروا أمماً أكثر مما بنوها"، في إشارة واضحة إلى الغزو الأميركي للعراق عام 2003.
وأضاف: "المتدخلون تدخلوا في مجتمعات معقدة لم يفهموها". وقد رأى بعض المحللين في تصريحاته، التي جاءت خلال زيارة إلى الرياض، تلميحاً إلى أن التدخل الأميركي في شؤون المنطقة قد أصبح من الماضي في عهد ترامب الثاني.
لكن بعد أكثر من شهر بقليل، شنت الولايات المتحدة هجوماً على ثلاث منشآت نووية إيرانية، ما أعاد واشنطن إلى دائرة الصراع بين إيران وإسرائيل. وعلق ترامب على الضربة بالقول: "كان هدفنا تدمير قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم ووقف التهديد النووي الذي تمثله الدولة الراعية الأولى للإرهاب في العالم".
يُظهر التاريخ أن التدخلات الغربية لم تسر دائماً كما كان مخططاً لها. فوفق الكاتب اللبناني الأميركي فواز جرجس، أستاذ سياسات الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد، ظل التدخل الأميركي ثابتاً في علاقات الشرق الأوسط منذ أواخر الأربعينيات، والضربات الجوية الأخيرة ضد إيران مثال واضح على ذلك.
في عام 1953، أطاحت الولايات المتحدة وبريطانيا برئيس الوزراء الإيراني المنتخب محمد مصدق، الذي تعهّد بتأميم النفط الإيراني، عبر انقلاب عسكري قادته المؤسسة العسكرية الإيرانية بدعم غربي مباشر. وقد أقرّ مسؤولون أميركيون رسميًا دور واشنطن في الانقلاب، الذي يظل حجر الزاوية في العداء الإيراني الأميركي.
كما حاولت واشنطن التأثير على سياسات الرئيس المصري جمال عبد الناصر، لكنها لم تنجح كثيراً في تغييره.
وفي 1979، غزت القوات السوفيتية أفغانستان، ووجدت نفسها في مواجهة حركة المجاهدين الإسلامية التي دعمتها الولايات المتحدة وحلفاؤها، في محاولة لاستنزاف الجيش السوفيتي.
هذه العملية السرية التي عرفت بـ"عملية الإعصار"، وُصفت بأنها أكبر عملية سرية في تاريخ وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية.
بعد الانسحاب السوفيتي، غرقت أفغانستان في حرب أهلية ظهرت فيها حركة طالبان التي تلقت دعمًا أميركيًا سابقًا. ومع تأسيس تنظيم القاعدة على يد قدامى المحاربين، جاءت هجمات 11 سبتمبر 2001 لتقود إلى غزو أميركي واسع في أفغانستان بهدف طرد طالبان والقضاء على التنظيم الإرهابي.
في 1990، اجتاحت القوات العراقية الكويت، ما دفع الولايات المتحدة وقوى عالمية إلى تشكيل تحالف لطرد العراق في حرب الخليج 1991.
وبعدها بسنوات، شنّت الولايات المتحدة غزو العراق عام 2003 بزعم وجود أسلحة دمار شامل، وهو ما لم يُثبت لاحقاً، ما أدى إلى حالة من الفوضى وتكثيف العنف الجهادي، مع بروز تنظيم الدولة الإسلامية لاحقًا.
ويؤكد خبراء أن هذه التدخلات كانت تحاول مواجهة قوى تعارض المصالح الأميركية وحلفائها، مع دعم مستمر لإسرائيل، التي كانت أكبر مستفيد من المساعدات الأميركية.
وفي تشرين الأول 2001، بدأت الولايات المتحدة غزو أفغانستان بهدف طرد طالبان، مع سيطرة سريعة على العاصمة وتأسيس حكومة جديدة، لكن القتال استمر حتى سحب القوات عام 2021، وما تبعه من سيطرة طالبان على البلاد مجدداً، في مشهد وصفه بعض السياسيين الأميركيين بـ"سايغون بايدن".
ويشير الدكتور وليد حزبون، أستاذ دراسات الشرق الأوسط، إلى أن معظم التدخلات الأميركية خلال الحرب الباردة كانت جهداً لتحقيق توازن ضد القوى المعادية، بينما في عهد كلينتون بدأ نهج مختلف هدف إلى تنظيم بنية أمنية تخدم المصالح الأميركية في المنطقة، تشمل دفع السلام واحتواء إيران والعراق.
ويختتم حزبون بأن ما يحتاجه الشرق الأوسط الآن هو دعم جهود إقليمية مشتركة لتحقيق أمن مستدام بدلاً من الاعتماد على القوة العسكرية الأميركية وحلفائها.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram