أكبر عمارة سكنية على وجه الأرض في الصين يبلغ عدد سكانها 30.000 ألف نسمة
الشقة السكنية الأكبر في العالم تقع في مبنى "ريجنت إنترناشيونال" الواقع في مدينة هانغتشو بالصين، هذا المبنى ليس مجرد مبنى سكني عادي، بل يُعد مركزًا حضريًا بحد ذاته، حيث يضم ما يقارب 30 ألف نسمة، مما يجعله واحدًا من أكثر المباني كثافة سكانية في العالم.
ريجنت إنترناشيونال: مدينة عمودية في قلب هانغتشو
في قلب مدينة هانغتشو الصينية، يقف صرح معماري يثير الدهشة ويحتار العقل في استيعاب حجمه ونطاقه: مبنى "ريجنت إنترناشيونال".
ليس مجرد ناطحة سحاب سكنية عادية، بل هو ما يمكن وصفه بـ "مدينة عمودية" مكتملة الأركان، تحتضن بين طوابقها عشرات الآلاف من السكان، مقدمةً نموذجًا فريدًا للحياة الحضرية عالية الكثافة.
يُعد "ريجنت إنترناشيونال" واحدًا من أكبر المباني السكنية في العالم من حيث عدد السكان، حيث تتجاوز أعداد قاطنيه الـ 20 ألف شخص، مع قدرة استيعابية تصل إلى نحو 30 ألف نسمة. هذا العدد الهائل من السكان يجعله أشبه بمدينة صغيرة قائمة بذاتها، ولكنه يتميز بكونه محصورًا ضمن حدود جدران مبنى واحد شامخ.
ما يميز هذا الصرح ليس فقط حجمه البشري الهائل، بل الخدمات والمرافق التي يوفرها لسكانها. فالمبنى لا يقتصر على الشقق السكنية فحسب، بل يضم شبكة متكاملة من المرافق الأساسية والترفيهية التي تلبي معظم احتياجات القاطنين اليومية.
يمكن للمقيمين هنا الاستمتاع بوجباتهم في المطاعم المتنوعة، احتساء القهوة في المقاهي العصرية، التسوق في محلات البقالة، وحتى العناية بأنفسهم في صالونات التجميل، كل ذلك دون الحاجة إلى مغادرة المبنى. كما يضم المبنى مرافق ترفيهية قد تشمل حمامات سباحة وصالات رياضية، مما يعزز فكرة الاكتفاء الذاتي ضمن هذا المجتمع العمودي.
تصميم المبنى، الذي كان في الأصل فندقًا فخمًا قبل تحويله إلى مجمع سكني، يعكس هذه الرؤية الشاملة. فقد تم استغلال المساحات الداخلية ببراعة لخلق بيئة معيشية متكاملة، حيث تتراصف الشقق السكنية جنبًا إلى جنب مع المساحات التجارية والترفيهية، مكونة نسيجًا حضريًا متراصًا وعمليًا.
يثير مبنى "ريجنت إنترناشيونال" تساؤلات مهمة حول مستقبل الحياة الحضرية والتحديات التي تواجه المدن المكتظة. فمن جهة، يقدم حلًا عمليًا لمشكلة الكثافة السكانية وتوفير السكن لعدد كبير من الأشخاص في مساحة محدودة. ومن جهة أخرى، يطرح تحديات تتعلق بالتفاعل الاجتماعي، جودة الحياة، وتأثير العيش في بيئة مغلقة إلى هذا الحد على الصحة النفسية والعلاقات الإنسانية.
سواء نظرنا إليه كنموذج رائد للمدن المستقبلية أو كتجربة حضرية فريدة، فإن مبنى "ريجنت إنترناشيونال" في هانغتشو يبقى شاهدًا على الطموح البشري في إعادة تعريف حدود العيش والتنمية العمرانية، ويقدم لمحة عن الكيفية التي قد تتشكل بها مدن الغد.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :
