التطبيع العربي مع الكيان الصهيوني واثره على حقوق الشعب الفلسطيني.

التطبيع العربي مع الكيان الصهيوني واثره على حقوق الشعب الفلسطيني.

 

Telegram

من المتفق عليه أن التطبيع العربي الإسرائيلي هو حلم لدي قادة الحكومات الإسرائيلية المُتعاقبة، ويسعون لتحقيق هذا الحلم دون كلل، من منطلق أن التطبيع خطوة واجبة النفاذ على الحكومات والشعوب العربية لكي يتحقق السلام، ونجد أنه على الرغم من توقيع الكيان الصهيوني اتفاقيات سلام مع مصر، والأردن، ومنظمة التحرير الفلسطينية، ووجود علاقات سرية يرتبط بها الكيان الصهيوني مع الدول العربية، إلا أن الكيان الصهيوني غير راضٍ عن أن علاقاته مع بعض الدول العربية متمثلة في التطبيع السياسي، فهو يرغب بعلاقات مباشرة وواضحة وعلى كافة المستويات تتجاوز القضية الفلسطينية وتبني فقط على أساس العلاقات والمصالح بين الدول. ونظرًا لما تمثله الدول العربية بشكل عام ودول الخليج بشخص خاص من أهمية كبيرة في العالم العربي، فهذه تعد البوابة الشرقية للوطن العربي وصاحبة الموقع الاستراتيجي، فضلاً عن كونها تمثل نقطة الثراء في الدول العربية لما تمتلكه من ثروات نفطية هائلة.
 
وفي هذا الصدد هناك  مجموعة من الأحداث على صعيد الوطن العربي أو على الساحة الدولية سرعت من وتيرة التطبيع مع إسرائيل ومنها ثورات الربيع العربي، واختلاف رؤية غالبية الدول العربية للخطر فأصبحت ترى أن تهديدات إيران أهم من الصراع العربي الإسرائيلي بل أصبح يتم النظر لإسرائيل على أنها حليف استراتيجي للحفاظ على أنظمتهم من الانهيار، ورئاسة دونالد ترامب للولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث انتقلت إدارته من الانحياز لإسرائيل إلى الشراكة الكاملة ودعم المشروع الصهيوني من خلال ضغط الولايات المتحدة الأمريكية المباشر على الدول العربية التابعة لها للمضي قدماً بمشروع التطبيع الكامل مع إسرائيل وذلك تزامناً  مع حالة تجاهل كبير للقضية الفلسطينية.
 
ومن هنا نستطيع القول أن الكيان الصهيوني يسعى بشدة _ وانطلاقًا من أن قضيته الرئيسة هي الأمن _ إلى أتخاذ خطوات تطبيعية تثبت أن الكيان الصهيوني ومواطنيه مقبولين في المنطقة بصفتهم جزءً من المنظومة الإقليمية، ومن خلال دراستنا سنحاول تسليط الضوء على تاريخ العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، وإيضاح غايات ومصلحة إسرائيل في تطبيعها مع الدول المطبعة، ودوافع الدول العربية المختلفة للتطبيع مع إسرائيل، ومسارات هذا التطبيع، ومواقف القوي الخارجية في المجتمع الدولي من التطبيع العربي الإسرائيلي العربي، وسنسعي من خلال دراستنا محاولة تتبع قضية التطبيع الخليجي الإسرائيلي وما ستؤول إليه القضية الفلسطينية بعد التطبيع، والهدف من كل ذلك هو محاولة التعرف على قضية التطبيع وتأثيرها على الأمن القومي العربي.
المركز الديمقراطي العربي
 الرئيسية/الدراسات البحثية
الدراسات البحثيةالمتخصصة
أثر التطبيع على الأمن القومي للدول العربية المُطبعة والمنطقة العربية ٢٠٢٠ – ٢٠٢٤
صورة المركز الديمقراطى العربى المركز الديمقراطى العربى1. سبتمبر 20244٬406 1 ساعات
مجتمع
اعداد : إسماعيل أنور علي عباس , عبير حسن محمد عبد العزيز – إشراف : أ.د. دلال محمود السيد  – كلية الاقتصاد والعلوم السياسية – جامعة القاهرة – مصر
 
المركز الديمقراطي العربي
ملخص الدراسة:
 
شهدت المنطقة العربية منذ عام ٢٠٢٠م حتى الآن الكثير من التطورات والتغيرات في طبيعة العلاقات العربية الإسرائيلية، حيث بدأت موجة تطبيع واضحة من الدول العربية في عام ٢٠٢٠م مع إسرائيل، وذلك في مجالات متعددة منها الاقتصادية والأمنية والعسكرية والثقافية والتكنولوجية والإعلامية وغيرها من المجالات، وذلك لوجود العديد من الأهداف والمصالح التي يسعى كلا الطرفين لتحقيقها من خلال التطبيع، وكان لهذا التطبيع أثره السلبي على الأمن القومي للمنطقة العربية ككل، وكذلك على الأمن القومي للدول المُطبعة بالأخص، ولكن على الجانب الآخر هناك أثر إيجابي للتطبيع على تلك الدول يتضح في مكاسبهم من التطبيع في مجالات مختلفة، وإن كانت الفائدة الأكبر تعود على الطرف الإسرائيلي، ولكن منذ أحداث ٧ أكتوبر٢٠٢٣م في فلسطين هناك عدة سيناريوهات ممكنة لمستقبل التطبيع في ظل هذه الظروف كلاً منها يعتمد على مجموعة من المبررات.
 
Abstract
 
Since 2020 until now, the Arab region has witnessed many developments and changes in the nature of Arab-Israeli relations, as a clear wave of normalization began with the Arab countries in 2020 with Israel, in multiple fields, including economic, security, military, cultural, technological, media, and other fields, due to the presence of many goals and interests that both parties seek to achieve through normalization, this normalization had a negative impact on the national security of the Arab region as a whole, as well as on the national security of the normalized countries in particular, but on the other hand, there is a positive impact of normalization on those countries that is evident in their gains from normalization in  Different fields, although the greatest benefit accrues to the Israeli side, but since the events of October 7, 2023 in Palestine, there are several possible scenarios for the future of normalization under these circumstances, each of which depends on a set of justifications.
 
مقدمة:
 
إن الطابع الغالب على العلاقات العربية الإسرائيلية منذ قيام دولة إسرائيل على أرض فلسطين عام ١٩٤٨م هو طابع صراعي سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وذلك إدراكاً من الجانبين أن دولة إسرائيل ما هي إلا جسمًا غريبًا زُرع في محيط مُعاد له، ومن هنا يدرك الجانب الإسرائيلي أن التخلص من العداء العربي والحصار الموجه تجاه دولتهم، فضلاً عن فرض كيان دولتهم في المنطقة يتطلب الحصول على الشرعية الدولية من خلال الاعتراف بها وقبولها من معظم دول العالم وخاصة الدول العربية التي لطالما غلب الطابع الصراعي على علاقاتهم. ومن ثم، تحاول إسرائيل كسب اعتراف الدول العربية والنظام العربي الرسمي بها من خلال خلق علاقات طبيعية بينها وبين الدول، وتدريجيًا لاحظنا أن هناك تحول لعلاقات الصراع بين إسرائيل والبلدان العربية إلى علاقات طبيعية، وإلى تطبيع وهذا هو الطابع الخطير الذي ينال مرمى الأهداف القومية للشعوب العربية.
 
من المتفق عليه أن التطبيع العربي الإسرائيلي هو حلم لدي قادة الحكومات الإسرائيلية المُتعاقبة، ويسعون لتحقيق هذا الحلم دون كلل، من منطلق أن التطبيع خطوة واجبة النفاذ على الحكومات والشعوب العربية لكي يتحقق السلام، ونجد أنه على الرغم من توقيع الكيان الصهيوني اتفاقيات سلام مع مصر، والأردن، ومنظمة التحرير الفلسطينية، ووجود علاقات سرية يرتبط بها الكيان الصهيوني مع الدول العربية، إلا أن الكيان الصهيوني غير راضٍ عن أن علاقاته مع بعض الدول العربية متمثلة في التطبيع السياسي، فهو يرغب بعلاقات مباشرة وواضحة وعلى كافة المستويات تتجاوز القضية الفلسطينية وتبني فقط على أساس العلاقات والمصالح بين الدول. ونظرًا لما تمثله الدول العربية بشكل عام ودول الخليج بشخص خاص من أهمية كبيرة في العالم العربي، فهذه تعد البوابة الشرقية للوطن العربي وصاحبة الموقع الاستراتيجي، فضلاً عن كونها تمثل نقطة الثراء في الدول العربية لما تمتلكه من ثروات نفطية هائلة.
 
وفي هذا الصدد هناك  مجموعة من الأحداث على صعيد الوطن العربي أو على الساحة الدولية سرعت من وتيرة التطبيع مع إسرائيل ومنها ثورات الربيع العربي، واختلاف رؤية غالبية الدول العربية للخطر فأصبحت ترى أن تهديدات إيران أهم من الصراع العربي الإسرائيلي بل أصبح يتم النظر لإسرائيل على أنها حليف استراتيجي للحفاظ على أنظمتهم من الانهيار، ورئاسة دونالد ترامب للولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث انتقلت إدارته من الانحياز لإسرائيل إلى الشراكة الكاملة ودعم المشروع الصهيوني من خلال ضغط الولايات المتحدة الأمريكية المباشر على الدول العربية التابعة لها للمضي قدماً بمشروع التطبيع الكامل مع إسرائيل وذلك تزامناً  مع حالة تجاهل كبير للقضية الفلسطينية.
 
ومن هنا نستطيع القول أن الكيان الصهيوني يسعى بشدة _ وانطلاقًا من أن قضيته الرئيسة هي الأمن _ إلى أتخاذ خطوات تطبيعية تثبت أن الكيان الصهيوني ومواطنيه مقبولين في المنطقة بصفتهم جزءً من المنظومة الإقليمية، ومن خلال دراستنا سنحاول تسليط الضوء على تاريخ العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، وإيضاح غايات ومصلحة إسرائيل في تطبيعها مع الدول المطبعة، ودوافع الدول العربية المختلفة للتطبيع مع إسرائيل، ومسارات هذا التطبيع، ومواقف القوي الخارجية في المجتمع الدولي من التطبيع العربي الإسرائيلي العربي، وسنسعي من خلال دراستنا محاولة تتبع قضية التطبيع الخليجي الإسرائيلي وما ستؤول إليه القضية الفلسطينية بعد التطبيع، والهدف من كل ذلك هو محاولة التعرف على قضية التطبيع وتأثيرها على الأمن القومي العربي.
 
المشكلة البحثية:
 
التطبيع العربي الإسرائيلي من العوامل التي تؤثر بشكل واضح على الأمن القومي العربي عامة، وعلى الأمن القومي للدول المطبعة مع إسرائيل خاصة، حيث أن تطبيع بعض الدول العربية مثل المغرب والسودان والإمارات والبحرين مع إسرائيل لا يساهم في تحقيق الأمن والاستقرار لهذه الدول وكذلك الأمن القومي للمنطقة العربية ككل، لأنه سلوك يتنافى مع توجهات الأمن القومي العربي واستقراره، ويتجلى هذا التأثير بشكل واضح في القضية الفلسطينية ووجود دولة مُحتلة لأرض عربية، ولكن على الجانب الآخر بالتركيز على دوافع الدول العربية للتطبيع مع إسرائيل نجد أنها تتنوع ما بين دوافع داخلية مثل الوضع الاقتصادي أو الاستقرار السياسي والأمني للدولة أو صانع القرار السياسي نفسه وطبيعة تفاعلاته مع مختلف الأطراف في الداخل، ودوافع خارجية مثل الضغوط الخارجية والمتغيرات الإقليمية والدولية وما تفرضه على الدول من سعي للتعاون وإعادة ترتيب أولويات السياسة الخارجية لهم، على اعتبار أن النظام الدولي قائم بالأساس على تحالفات في مختلف الجوانب سواء سياسية أو اقتصادية أو عسكرية مما يدفع بعض الدول للدخول في تحالفات لحماية أمنها القومي وإن كانت تتعارض مع توجهاتها السياسية العامة، وإن كان من المهم الجمع بين النوعين من الدوافع لتفسير عملية تطبيع هذه الدول مع الكيان الإسرائيلي بشكل واضح، ومن هنا التساؤل الرئيسي للدراسة هو ما هو أثر التطبيع على الأمن القومي للدول العربية المُطبعة، وعلى المنطقة العربية ككل؟
 
ويتفرع عن هذا السؤال عدد من الأسئلة الفرعية كما يلي:
 
١- ما هي مجالات التطبيع العربي الإسرائيلي، وكيف تنعكس في اتفاقيات التطبيع؟
 
٢- ما هي دوافع الدول العربية للتطبيع مع إسرائيل؟
 
٣- كيف يؤثر التطبيع على الأمن القومي للمنطقة العربية ككل، وكذلك القضية الفلسطينية؟
 
٤- كيف يؤثر التطبيع على الأمن القومي للدول العربية المُطبعة مع إسرائيل؟
 
٥- ما هو مستقبل التطبيع العربي الإسرائيلي؟.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram