"أقوى جيش في أوروبا"..مهمة ثقيلة تنتظر الحكومة الألمانية الجديدة

 

Telegram

 

"أقوى جيش في أوروبا"..مهمة ثقيلة تنتظر الحكومة الألمانية الجديدة
أقوى جيش في أوروبا
ألمانيا يجب أن تكون المحور الرئيسي لحلف الناتو حسب المستشار ميرتس(الجزيرة)
ناصر جبارة
29/6/2025-آخر تحديث: 08:12 (توقيت مكة)
هل المقارنة جائزة بين المستشار الألماني، فريدريش ميرتس وكارل فون كلاوزِفِتس (Karl von Clausewitz)، أحد أكبر منظري الحروب في التاريخ؟
 
الأول رئيس حكومة أكبر وأهم دولة أوروبية كلما حانت المواجهة في أوروبا بين الشرق والغرب، والثاني نار على علم ومرجعية لا بد منها في جميع الأكاديميات العسكرية الغربية.
 
الأول أخذ على عاتقه في أول خطاب أمام البرلمان (بوندستاغ) مهمة بثقل الجبال، والثاني بدأ عملا لم يكتمل ورغم ذلك، وضع كتابه "عن الحرب" نظرية الحروب وفلسفتها.
 
الأول ولد في عام 1955 في بلدة بوسط غرب ألمانيا أشهر معْلم فيها غابة، والثاني في عام 1780 في بلدة ألمانية أخرى تفاخر بقلاعها، ثم توفي بالكوليرا في عام 1831 في برِسلاو (فروتسواف البولندية حاليا).
 
للوهلة الأولى، تبدو المقارنة صعبة بين السياسي ميرتس والعسكري فون كلاوزِفِتس صاحب مقولة "الحرب هي امتداد للسياسة بوسائل أخرى". ولكن مقولة فون كلاوزِفِتس الأهم من وجهة نظر هذا التحقيق هي: "إذا أردت السلام، فحضّر للحرب".
معادلة الردع هذه كانت فعليا المركز الذي حام حوله المستشار الألماني في خطابه أمام السلطة التشريعية الأولى، علما بأنه غلّفها عن قصد أو غير قصد بكلمات أخرى جاءت في ترجمة حرفية على الشكل التالي: "من يريد السلام عليه أن يكون مستعدا للحرب (...) نريد أن نكون قادرين على الدفاع عن أنفسنا حتى لا نكون مضطرين إلى الدفاع عن أنفسنا".
 
ولكن المستشار الألماني استنسخ مواطنه فون كلاوزِفِتس في مواقع أخرى وأضاف في الخطاب ذاته "يجب أن تكون ألمانيا المحور الرئيسي للناتو"، وهذا يعني تلقائيا أن تكون الشوارع والجسور والسكك الحديدية والموانئ والمطارات الألمانية جاهزة لتحريك القوات الأوروبية بسرعة البرق في اتجاه الشرق.كل ذلك يتطلب -بحسب ميرتس- "بناء أقوى جيش تقليدي في أوروبا".
 
هذه المهمة الثقيلة تضع ألمانيا وحكومة ميرتس أمام أسئلة صعبة:
 
هل تستطيع ألمانيا بالفعل تحقيق هذا الهدف الطموح؟
ما العقبات التي تقف في وجه الخطة الألمانية؟
ما القدرات الحالية للجيش الألماني مقارنة بجيوش أوروبية أخرى؟
كيف همّشت الحكومات الألمانية المتعاقبة جيشها في العقدين الماضيين؟
لماذا يتخوف الألمان من هجوم روسي محتمل في عام 2029؟
وما العقيدة العسكرية (الكتاب الأبيض) للجيش الألماني؟
المستشار الألماني يعرف أن هذه المهمة ثقيلة جدا لأن جيش بلاده تعرض في العقود الماضية لتهميش ممنهج ولأن المشاكل التي يعاني منها هذا الجيش تشمل ثلاثة مجالات لا غنى عن النهوض بها إذا أرادت ألمانيا أن تكون قادرة على ضمان السلام من خلال الاستعداد للحرب هي الجنود والسلاح والمال. هذه المجالات الثلاثة تتفرع عنها 99 عقبة، بحسب وصف إحدى أكبر الصحف الألمانية، (دي تسايت).
 
99 عقبة
رئيس الاتحاد الألماني للشؤون الدفاعية والأمنية (EuroDefense) العقيد المتقاعد رالف تيله فصّل في جميع العقبات التي تقف في وجه الخطة الألمانية، ولكنه عنون هذه العقبات بما وصفه بـ"بطء وقلة معرفة" حكومة المستشار فريدريش ميرتس.
 
ويقول تيله في حديث مع الجزيرة نت إن ألمانيا -من الناحية النظرية- "قادرة بلا شك" على بناء أقوى جيش تقليدي في أوروبا، ولكنه اشترط وقوف فريق حكومي مختلف خلف هذا الهدف قائلا "بناء أقوى جيش في أوروبا يتطلب مختصين أذكياء قادرين على اتخاذ قرارات سريعة جدا وأنا لا أرى في الوقت الراهن أن المسؤولين الحاليين يستطيعون القيام بهذه المهمة".
 
وبغض النظر عن بطء وقلة معرفة الحكومة، فإن المشكلة الأساسية تكمن -وفق العقيد المتقاعد- في قِدَم الأنظمة الدفاعية للجيش الألماني.
 
تيله يضيف أن من يريد أن يبني جيشا قويا "يجب عليه أن يكون في قمة التقدم (العسكري) ولكن ألمانيا ليست كذلك لأن أنظمتنا الدفاعية قديمة (...) صحيح أن بعض الأنظمة التي حصلنا عليها مؤخرا متطورة، ولكننا نحتاج إلى أنظمة قادرة على إحداث قفزة إلى المستقبل، الأمر الذي يتطلب ربط جميع الأنظمة الدفاعية بعضها ببعض لتشمل حتى مجالات الفضاء والكوابل البحرية والذكاء الاصطناعي (...). ربما وضع الفريق الحكومي الحالي هذا الهدف نصب عينيه ولكنني لا أرى ذلك في الوقت الراهن".
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram