افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الاربعاء 25 حزيران 2025

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الاربعاء 25 حزيران 2025

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

سعر الصرف الحقيقي يعود إلى مستويات ما قبل الانهيار: لبنان يراكم الخسائر ويدفنها... مجـدّداً
 

ورد في مرصد لبنان الاقتصادي الصادر أخيراً عن البنك الدولي بعنوان «انعطاف المسار؟»، تحليلاً معمَّقاً لمسار سعر صرف الليرة الحقيقي عن المدّة الممتدّة بين كانون الثاني 2010 وكانون الأول 2024.

ويستند هذا التحليل إلى دراسة سعر الصرف الفعلي الحقيقي أو (Real Effective Exchange Rate – REER)، وهو عبارة عن مؤشّر يستند إلى سنة أساس لقياس تحرّكات الأسعار (سعر الصرف وسعر السلع) بين لبنان والخارج، ما يتيح قراءة القدرة التنافسية لصادرات السلع اللبنانية.

كلما انخفضت القيمة الحقيقية لـ الليرة ازدادت قوّتها التنافسية في الخارج، وكلما ارتفعت قيمتها الحقيقية انخفضت قدرتها التنافسية في الخارج. وهو بذلك، يقدّم فكرة واضحة لقياس قيمة الليرة المثبتة اصطناعياً تجاه الدولار مقابل قيمتها الحقيقية.

إنّ عودة مستويات سعر الصرف الفعلي إلى مستويات ما قبل الانهيار، تعني أنّ الاقتصاد يراكم الخسائر مجدّداً ويدفنها تحت عباءة ثبات سعر الصرف.

نقطة الأساس تبدأ في 2010. ويفترض هذا المؤشّر أنه في 2010 كانت أسعار الاستهلاك المحلّية تساوي 100 نقطة مقارنة مع أسعار الاستهلاك في الخارج.

ثم ارتفعت إلى ذروتها في 2016 مسجّلة 200 نقطة، قبل أن تنحدر إلى 50 نقطة في 2020، وعادت إلى نحو 180 نقطة في 2024. ماذا يعني ذلك؟

لنفترض أنّ الـ100 نقطة هي سلّة من السلع الاستهلاكية في الخارج، وأنّ سعرها في لبنان كان يبلغ ليرة واحدة، ثم انخفض إلى نصف ليرة، أي أنّ الليرة الواحدة صارت تشتري سلّتين من السلع في الخارج.

وبتحويل هذه السلّة الخارجية إلى عملة أجنبية، فإنّ الليرة أصبحت أقوى وتشتري ضعف ما تشتريه العملة الأجنبية المباعة في الخارج. وفي 2020 صارت الليرة تشتري نصف هذه السلّة وفي 2024 عادت إلى مستويات قريبة ممّا كانت عليه في ذروتها في عام 2016.

السؤال الأساسي: هل قوّة الليرة تجاه الخارج أمر جيّد؟ بالطبع لا. فالعملة المحلّية هي بمثابة مقياس لقوّة الاقتصاد بما يستورده من الخارج وما ينتجه في الداخل.

كلما كان الاقتصاد أقوى كانت الليرة أضعف، والعكس صحيح. قوّة الليرة تعني أنّ مَن يملكها لديه قدرة استهلاكية، لكن ليس بالضرورة أنه يملك قوّة إنتاجية. وبالتالي، فإنّ تثبيت سعر الصرف هو إخفاء للواقع الفعلي للاقتصاد الضعيف والهشّ.

فعندما كان التثبيت قائماً طوال العقود الأخيرة، كان سعر الصرف المحدّد من الدولة (سعر الصرف الاسمي) يخفي خسائر الاقتصاد.

أمّا حين انخفضت القيمة الفعلية لليرة إلى نصف ما كانت عليه في 2010، فهي في الواقع عَكَسَت انهيار سعر الصرف في وقت كانت الدولة تتمسّك بسعر صرف رسمي يبلغ 1500 ليرة مقابل الدولار، أي أنّ سعر الصرف الحقيقي لم يظهر في السوق (ظهر في ما يسمّى السوق السوداء).

وعندما عاد المؤشّر إلى الارتفاع فإنّ الأمر يحصل بسبب عودة التثبيت الذي ينتج الدورة نفسها نحو تقوية الليرة رغم ضعف الاقتصاد.

لماذا نريد الليرة ضعيفة أو قوية؟ في العادة تعتمد الدول على قوّتها الاقتصادية لترك العملة تقوى أو تضعف.

ضعف الليرة يعني زيادة قوّتها التنافسية في الخارج، إذ إنّ الصناعات المحلّية ستنتج سلعاً منخفضة الأكلاف ثم يتمّ تصديرها إلى الخارج حيث ستتنافس مع سلع منتجة في بلدان أخرى وبالتالي تصبح أكثر قدرة على منافستها في سعر المبيع.

الدول توازن بين قدراتها التصنيعية وبين أسعار السلع الاستهلاكية المستوردة وبين مستويات الأجور المحلّية، وهذا ما يظهر في سعر الصرف.

لكن إذا جرى تثبيت سعر الصرف، يتمّ إخفاء هذه المعادلة ويتمّ نفخ القدرات الشرائية للمستهلك. وفي لبنان كان المستهلك منفوخ القدرات الاستهلاكية ويشتري السلع المستوردة، ما كبّده خسائر هائلة كانت مختبئة في سعر الصرف المثبت.

وبحسب البنك الدولي، فإنه يمكن تقسيم المرحلة ما بين 2010 و2024 إلى أربع مراحل على النحو الآتي:

• في المرحلة الأولى الممتدّة بين كانون الثاني 2010 حتى آذار 2019، ارتفع المؤشّر بنسبة 107.4%، ما يدلَّ على تآكل تنافسية الأسعار اللبنانية مقارنة بالشركاء التجاريين. أي إنّ قيمة العملة الفعلية ارتفعت وأصبحت الأسعار أعلى. وتزامن ذلك مع ارتفاع واردات لبنان من 13.2 مليار دولار إلى 19.3 مليار دولار قبل اندلاع الأزمة المالية.

• في المرحلة الثانية الممتدّة من بداية الأزمة في نسيان 2019 لغاية تموز 2020، انخفض سعر الصرف الحقيقي بسرعة، على نحو دفع العملة اللبنانية إلى أقصى تنافسيّتها منذ 2010، وذلك بفضل انخفاض قيمة الليرة اللبنانية 475% مقابل الدولار، مقابل زيادة في الأسعار المحلّية بلغت 112% أثناء تلك المدّة؛ وهذا ما أدّى إلى تراجع الواردات من 16.1 مليار دولار إلى 9.8 مليار دولار.

عملياً انخفضت قيمة العملة بنسبة أكبر من ارتفاع الأسعار المحلّية بأكثر من 4 مرات. لكن حصل ذلك بالتزامن مع انخفاض في الصادرات أيضاً.

• في المرحلة الثالثة ما بين آب 2020 وآب 2023 تضاعف مؤشّر سعر الصرف الحقيقي نتيجة تسارع التضخم المحلذي (1953%) مقارنة بانخفاض قيمة الليرة (1092%). ومن الأسباب الأساسية في ذلك كان رفع الدعم ودولرَة الأسعار.

• في المرحلة الأخيرة الممتدّة من أيلول 2023 حتى كانون الأول 2024، أكمل مؤشّر سعر الصرف الحقيقي ارتفاعه، ما أدّى إلى تآكل المكاسب التنافسية للصادرات اللبنانية التي كان يفترض أن يحقّقها بفعل الأزمة والسبب ارتفاع الأسعار المحلّية بنسبة 42% رغم ثبات سعر الصرف الرسمي عند 89,500 ليرة للدولار، فسجّل المؤشّر ارتفاعاً بنحو أربعة أضعاف مستوياته في تموز 2020.

وبحسب التقرير، فإنه رغم انخفاض مؤشّر سعر الصرف الحقيقي الذي ينعكس في العادة إيجاباً على الصادرات، إلا أنّ لبنان لم يستفدْ من هذه الميزة؛ فقد استمر العجز التجاري من دون تحسُّن يُذكر، ويرجع ذلك إلى عوامل هيكلية عديدة، تشمل ضعف الوصول إلى أسواق الخليج، وانقطاع طرق التصدير عبر سوريا، وتراجع الطلب العالمي أثناء جائحة كوفيد-19، واقتصاد محلّي يواجه تحديات تنافسية عالية تكاليف التشغيل (خصوصاً الكهرباء).

بالإضافة إلى درجة عالية من الدولرَة في الأسعار المحلّية التي حدّت من قدرة المصدّرين على خفض أسعارهم بالليرة. وتؤكّد التجربة أيضاً أنّ مرونة استجابة المنظومة الاقتصادية اللبنانية لتغيير سعر الصرف ضئيلة نتيجة تشكيل معظم العقود والأسعار بالدولار (وهي أحد مظاهر الدولرَة الفعلية في السوق).

ينبّه التقرير إلى أنّ هذه الديناميات تستدعي إصلاحات هيكلية عميقة لرفع قدرة القطاعات المنتجة على الاستفادة من تحسين المنافسة السعرية، عبر تعزيز البنية التحتية، وتحسين بيئة الأعمال، وخفض كلفة الإنتاج، وإزالة العقبات اللوجستية، إلى جانب إعادة النظر في مستوى التدخّلات الحكومية في تحديد الأسعار والرسوم.

وفي هذا الوقت، يبقى ثبات سعر الصرف الرسمي عند 89,500 ليرة مقابل الدولار منذ آب 2023، مدعوماً بتراكم فائض الميزانية التي تودعها الوزارات والمؤسّسات العامة لدى مصرف لبنان، وعمليات «تعقيم السيولة» التي يقوم بها المصرف المركزي عبر امتصاص الليرات وتوجيهها نحو شراء الدولارات وإعادة بناء احتياطيّاته.

علماً بأنّ التقرير يشير إلى أنه عندما يتّجه الاقتصاد إلى المزيد من الدولرَة يصعب عليه تحقيق وفورات تنافسية ذات أثر فعلي على الصادرات ويزيد من الهشاشة تجاه الصدمات المستقبلية.

**************************************************

افتتاحية صحيفة البناء:

نتنياهو يوقف الحرب بعد الفشل في تحقيق الأهداف نووياً وصاروخياً… والنظام باقٍ

مَن يحتاج الاتفاق أكثر ومَن يملك الأوراق بعد سقوط الحرب: إيران أم الغرب؟ 
عمليّة نوعيّة للمقاومة في غزة: الاحتلال يعترف بتدمير آليات و20 بين قتيل وجريح

 بعيداً عن خطاب النصر والتباهي بالإنجازات الوهميّة لبنيامين نتنياهو، ونجاح دونالد ترامب بالانتقال سريعاً من صانع الحرب إلى صانع السلام، توقفت الحرب دون أن تحقق أهدافها، حيث تحتفظ إيران بأجهزة تخصيب اليورانيوم وكمية من اليورانيوم المخصب على نسبة مرتفعة، وآلاف العلماء النوويين، بينما سلاح الصواريخ الإيراني قدم أداء مبهراً فاق التوقعات لدى الأعداء والأصدقاء، وتسبّب بالذعر من المستقبل للمستوطنين، الذي سمعوا وزراء حكومة نتنياهو يبشرونهم بأن الحرب لم تنته، وفيما يعترف الغرب بأن ما خسرته إيران قابل للترميم، لا يبدو قرار الحرب قابل للترميم مرة ثانية، والأرجح أنها آخر محاولات إخضاع إيران بالقوة، بعدما انكشفت محدودية القوة الإسرائيلية على خوض الحرب دون مشاركة أميركية فعالة، وظهرت محدودية قدرة أميركا على خوض حرب كاملة، بينما الهدف الحقيقيّ للحرب المتمثل بفتح كوة في جدار التماسك الاجتماعيّ والسياسيّ الإيرانيّ أملاً بإسقاط النظام، سواء على الطريقة العراقيّة أو الطريقة السورية، ما جعل هذا الرهان نوعاً من الوهم الذي لم يعد يشكل جاذبية لاستقطاب أحد، وقد ظهرت الوطنيّة الإيرانية التي جمعت الموالين والمعارضين تحت سقف الدفاع عن الوطن.

السؤال المحوريّ الذي طرحته نهاية الحرب هو مَن يحتاج الآن للاتفاق أكثر إيران أم الغرب، حيث كان رفع العقوبات حافز إيران في السعي للاتفاق ومعه السعي لتفادي الحرب، وضمان سلامة كل المنشآت النووية، أما وقد وقعت الحرب وتضررت المنشآت النووية، بينما فقد الغرب ورقة القوة التفاوضيّة التي كان يمثلها التهديد بالحرب، وإلحاق الضرر بالمنشآت النووية الإيرانية، فيما صار التعامل مع النظام الإسلامي في إيران قدراً لا يمكن تفاديه مع سقوط أوهام إسقاط النظام، لكن هذا النظام بحوزته مخزون من اليورانيوم المخصب على نسبة عالية تثير القلق ومعه آلاف أجهزة التخصيب ولديه آلاف العلماء، ما يثير القلق من برنامج نوويّ سريّ ربما يذهب نحو المنحى العسكريّ في ضوء الطريقة التي جوبه بها برنامجه النووي السلمي سواء من الوكالة الدولية للطاقة الذرية أم من كل دول الغرب، وبعد احتراق ورقة الحرب واستنفاد ورقة العقوبات لم يتبق إلا الحوافز وسيلة لاستعادة إيران إلى التعاون النووي، والحوافز تبدأ من قبول الشروط التي كانت تفاوض إيران على أساسها قبل أن تغوي الحرب أصحابها.

في المنطقة عادت الأضواء إلى غزة مع العملية النوعية التي نفذتها قوات القسام، حيث شهدت خان يونس عملية مركبة أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من عشرين ضابطاً وجندياً، في إطار سلسلة عمليّات نوعيّة يحفل بها سجل المقاومة لشهر حزيران.

بعد انتهاء موجة التصعيد في المنطقة والتي استمرّت 12 يوماً بفعل الحرب الإسرائيلية على إيران مع توقعات عودة المفاوضات بين واشنطن وطهران الأسبوع المقبل، فإن احتمال إعادة إطلاق الحوار الداخلي في لبنان حول سلاح حزب الله يوحي بأن هناك توافقاً دولياً أو داخلياً على ضرورة حلّه، لكن دون فرض شروط مسبقة. وتقول مصادر سياسية لـ»البناء» إن لبنان، قد يكون ورقة على الطاولة أو ساحة اختبار: فتهدئة الوضع فيه سواء عبر تحييد حزب الله أو إدخاله في تسوية داخلية مرتبطة بمدى نجاح المفاوضات الكبرى بين واشنطن وطهران، وقد يؤدي هذا المناخ الإقليمي إلى إحياء ديناميات الحوار الوطني، خاصة إذا دعمتها أطراف خارجية. لكنه في الوقت نفسه قد يواجه رفضًا من بعض القوى الداخلية الرافضة لربط سلاح حزب الله بأي تفاهم خارجي.

واستهلّ رئيس الحكومة نواف سلام زيارته الرسميّة إلى قطر بلقاء مع أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مؤكّدًا «تضامن لبنان مع قطر وإدانته الشديدة للهجوم الإيرانيّ على قاعدة العديد الجويّة، الذي يُعَدّ انتهاكًا صارخًا لسيادة دولة قطر ومجالها الجوّي، وللقانون الدوليّ وميثاق الأمم المتّحدة». وشدّد سلام أمام الأمير على «رفض لبنان القاطع لأيّ اعتداء يهدّد أمن وسلامة دولة قطر ويقوِّض أمن واستقرار المنطقة».

وشدّد الشيخ تميم من جهته، على «دعم قطر المتواصل للجمهوريّة اللّبنانيّة وشعبها الشقيق نحو تحقيق السّلام والتنمية والازدهار»، وتناول اللقاء العلاقات الثنائيّة وسبل دعمها وتنميتها، إضافة إلى عدد من القضايا الإقليميّة والدوليّة ذات الاهتمام المشترك. كما رحّب الجانبان بوقف الحرب بين «إسرائيل» وإيران، مؤكدَيْن أهميّة انعكاس هذا التطوّر إيجابًا على استقرار لبنان وفلسطين ودول الخليج، ولا سيّما بعد الاعتداء الذي تعرّضت له قطر.

وتابع سلام جولته بلقاء رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجيّة القطري الشيخ محمّد بن عبد الرحمن آل ثاني. وفي مؤتمر صحافيّ مشترك، قال سلام: «اتفقنا على الاستمرار في التشاور للتوصّل إلى تفاهمٍ تنفيذيّ حول مساهمة قطر في دعم لبنان في مجال الطاقة، سواء عبر إنشاء محطة لتوليد الكهرباء أو تزويد لبنان بالغاز». وأعرب عن أمله «في أنّ تستقرّ الأوضاع في المنطقة، وأنّ يستأنف الأشقاء القطريون زياراتهم إلى لبنان»، متطلعًا إلى «موسم اصطيافٍ واعد».

وقال سلام إنّه وضع الأمير ورئيس الوزراء في صورة ما أُنْجِز خلال الأشهر الماضية في لبنان «لجهة الإصلاح، مع مشاريع القوانين المقدَّمة، والخطوات الآيلة إلى إعادة تشكيل الإدارة على أسس الشفافيّة والتنافسيّة، والمشاريع المتعلّقة باستقلاليّة القضاء بما يُسهِم في جذب الاستثمارات». وأشار إلى «مسارٍ آخر نعمل عليه، هو بسط سلطة الدولة اللبنانيّة بقواها الذاتيّة على كامل الأراضي اللبنانيّة كما نصّ عليه اتفاق الطائف»، لافتًا إلى أنّه «لا استقرار حقيقيًّا في لبنان ما لم تنسحب «إسرائيل» بالكامل من الأراضي اللبنانيّة التي لا تزال تحتلّها، والمعروفة بالنقاط الخمس». وذكّر بأنّه طلب مجدّدًا دعم قطر والمجتمع الدولي لتحقيق هذا الهدف.

وفي ما يتعلّق بالملفّ الإقليمي، أكد سلام أنّ «العدوان الإسرائيلي على إيران يشكّل انتهاكًا لسيادة الجمهوريّة الإسلامية الإيرانية وللقانون الدولي»، معربًا عن سروره «بأنّ الجهود التي بذلتها قطر أسفرت عن وقف العمليات العسكرية»، آملًا «طيّ هذه الصفحة وفتح باب العمل الدبلوماسيّ». وشدّد على أنّ هذا الموقف «لا يعبّر عن لبنان وقطر فحسب، بل هو موقف عربي موحَّد»، مجدِّدًا السعي إلى «شرق أوسط خالٍ من الأسلحة النوويّة».

وردًّا على سؤال حول عبارة «بسط سلطة الدولة اللّبنانيّة على كامل أراضيها بقواها الذاتيّة»، أوضح سلام أنّها «مقتبسة حرفيًّا من اتفاق الطائف وواردة في البيان الوزاري»، لافتًا إلى أنّ «لبنان يسعى لحشد كلّ ما يمكن حشده من دعم عربيّ ودوليّ لإلزام «إسرائيل» بالانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة ووقف انتهاكاتها اليوميّة للسيادة اللبنانية». وأضاف: «لقد تمكّنا، بالتعاون الداخلي، خلال الأسبوعين الأخيرين من منع جرّ لبنان إلى حرب جديدة في النزاع الإقليميّ، ونحن نتطلّع اليوم إلى صفحة جديدة من العمل الدبلوماسيّ».

وحول إمكان الضغط القطريّ والتركيّ على «إسرائيل»، قال: «نحن نحشد القوى السّياسيّة والدبلوماسيّة بدءًا من أشقائنا العرب وصولًا إلى الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والولايات المتحدة الأميركيّة. لدينا اتفاق لوقف العمليات العدائيّة توصّلنا إليه مع «إسرائيل» في تشرين الثاني الماضي، لكنها لم تلتزم به، وعلينا إلزامها بالتنفيذ». وجدّد دعوته لزيارة رئيس الوزراء القطريّ لبنان قريبًا، فبادله الأخير بالقول: «وعدني دولة الرئيس بزيارتين: واحدة لطرابلس وأخرى للجنوب»، ليردّ سلام ممازحًا: «هذا تفصيل ما كنتُ أريد كشفه، ونحن بانتظار دولته قريبًا».

في سياقٍ منفصل، تلقّى وزير الخارجيّة والمغتربين يوسف رجّي اتصالًا هاتفيًّا، من المفوّضة المسؤولة عن ملفّ الشراكة المتوسطيّة في الاتحاد الأوروبيّ دوبرافكا شوتسا، تناول آخر التطوّرات العسكريّة في المنطقة وانعكاسها على الوضع في لبنان.

وأكّدت شوتسا، خلال الاتصال، استمرار الاتحاد الأوروبي في تقديم الدعم للجيش اللبنانيّ، مشيرةً إلى أهميّة هذا الدعم في ظلّ الأوضاع الأمنيّة الراهنة. وأوضح رجّي من جهته أنّ الحكومة اللبنانيّة ماضية في تنفيذ الإصلاحات الاقتصاديّة والإداريّة، تمهيدًا لانعقاد مجلس الشراكة مع الاتحاد الأوروبيّ المقرّر أواخر العام الحالي.

وأضاف وزير الخارجية أنّ هذه الإصلاحات تهدف إلى تعزيز الاستقرار الاقتصاديّ والاجتماعيّ في لبنان، مشيرًا إلى أنّ التعاون مع الاتحاد الأوروبيّ يمثّل ركيزةً أساسيّة لتحقيق هذه الأهداف.

وليس بعيداً، أقيم في قيادة اليونفيل في الناقورة حفل التسلم والتسليم بين القائد العام المنتهية ولايتة الجنرال الإسباني ارولدو لاثارو والجنرال الإيطالي الجديد دايواتو ابانيارا الذي عيّنه أمين عام الأمم المتحدة انطونيو غوتيرش مطلع الشهر الحالي ليتبوأ منصبه الحالي. وقال ابانيارا «علينا مواصلة تعزيز الاستقرار، والتنسيق الدولي، وتحويل الحوار إلى عمل ملموس. إن إدراك أهميّة الاستقرار لا يكفي؛ بل يجب أن نعمل، بلا كلل على بنائه يومًا بعد يوم. واليوم، تقف اليونيفيل عند لحظة محورية. نحن منخرطون في عملية تكيّف من أجل المستقبل، وهي عملية تحوُّل تُعزّز قدرتنا على أداء مهامنا بفعالية وكفاءة ومصداقية أكبر. يُعيد هذا التكيّف تأكيد مهمتنا الأساسية: حماية المدنيين، ومراقبة وقف الأعمال العدائية، والمساهمة في استقرار جنوب لبنان وفقًا للقرار 1701، ودعم الجيش اللبناني. ويبقى قرار مجلس الأمن 1701 الأساس والوجهة النهائيّة. وهو يجسّد الإرادة الجماعيّة للمجتمع الدولي لتعزيز السلام العادل والدائم والشامل. وفي سعينا لتحقيق هذا الهدف، يجب علينا أن نستمرّ في استكشاف توليفات وحلول واقتراحات مختلفة لتحقيق أهدافنا، مع الأخذ في الاعتبار أنّه لا يمكن لأي منظمة أو أمة أو فرد واحد أن ينجح بمفرده».

واستهدفت طائرة مسيّرة إسرائيليّة، صباح أمس، سيارةً مدنيّةً بصاروخين في منطقة كفردجال بقضاء النبطية، ما أسفر عن سقوط ثلاثة شهداء، وفق الحصيلة الّتي أعلنها «مركز عمليات طوارئ الصحّة العامّة» التابع لوزارة الصحّة اللبنانيّة. وبيّنت المعلومات المتداولة أنّ الشهداء هم أبٌ واثنان من أولاده من بلدة صير الغربيّة. كما وأفيد بسقوط محلقة إسرائيلية في بلدة مركبا.

على خط آخر، أعلنت رئاسة الجمهورية أنّ رئيس الجمهوريّة جوزاف عون أجرى اتصالاً هاتفيّاً بالرئيس السّوريّ أحمد الشرع، قدّم له خلاله التعازي بضحايا التفجير الإرهابيّ الذي استهدف مساء الأحد كنيسة مار الياس للروم الأرثوذكس في حيّ الدويلعة في دمشق.

وجدّد الرئيس عون استنكاره الشديد لهذه الجريمة الّتي راح ضحيتها أبرياء وطالت صرحًا دينيًّا يتمتع بحرمةٍ وقدسيّة، مؤكّدًا تضامن لبنان، رئيسًا وشعبًا، مع عائلات الضحايا، متمنّيًا الشفاء العاجل للجرحى. وأشار الرئيس الشرع من جهته إلى أنّ السلطات الأمنيّة السّوريّة تمكّنت من إلقاء القبض على المتهمين بالمشاركة في تنفيذ الجريمة، وهم ينتمون إلى خلية إرهابيّة، وأوضح أنّ إجراءاتٍ ستتّخذ لمنع تكرار مثل هذه الحوادث.

وأكّد رئيس حزب «القوّات اللبنانية» سمير جعجع بعد لقائه رئيس الجمهوريّة أنّ «لا خلافات شخصية تحتاج إلى «غسل قلوب» مع فخامة الرئيس»، موضحًا أنّ أي تباين يقتصر على مقاربات العمل، بينما «التوافق كامل على الأهداف»، وفي مقدّمها قيام دولة فعليّة بجيشٍ واحد، يكون قرار السّلم والحرب فيها حصرًا داخل مجلس الوزراء.

وأوضح جعجع أنّه والرئيس عون يتبادلان الاتصالات باستمرار «منذ ما قبل الانتخابات الرئاسيّة وبعدها»، وأنّ وجهات النظر «متطابقة مئة في المئة على الرغم من محاولات التشويش». وقال إنّ الأشهر الخمسة المنصرمة شهدت «تقدّمًا كبيرًا» في أكثر من ملفّ، لكنّه دعا إلى تسريع الوتيرة، «لأنّ الظروف لم تعد تحتمل التأخير».

وردًّا على سؤال حول سلاح «حزب الله»، شدّد جعجع على أنّ الوقت قد حان «ليكون للبنان جيش واحد، ويُحصر قرار السّلم والحرب بالحكومة اللّبنانيّة فقط».

***************************************************

افتتاحية صحيفة النهار:

لبنان يرصد بدقة وقف النار الإقليمي: جديّ للغاية... وتساؤلات حول "صفقة"

سلام من الدوحة: تمكّنا في الأسبوعين الأخيرين من منع جر لبنان إلى حرب جديده بأي شكل في النزاع الإقليمي الذي كان دائراً، واليوم نتطلع الى صفحة جديدة من العمل الديبلوماسي 

أسوة بكل دول المنطقة وسواها في العالم، فوجئ لبنان بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، غير المتوقع أبداً فجر أمس في توقيته على الأقل، عن وقف النار بين إسرائيل وإيران. ومع أن هذا التطور شكّل حدثاً سعيداً للمنطقة، فإن لبنان الرسمي والسياسي، بكل اتجاهاته السياسية، سعى إلى تحريك كل قنوات المشاورات والاستقصاء، سعياً إلى تلمّس معلومات دقيقة عن حقائق لا تزال غامضة وقفت وراء ما يعتقد بأنه طلائع صفقة إقليمية اميركية ضخمة سيمر وقت قبل جلاء كل ما تستبطنه. ولكن ما شكّل عاملاً جامعاً في المعطيات التي تبلّغها رسميون وسياسيون تمثّل في التشديد على جدية اتفاق وقف النار، ولو شاب اليوم الأول منه اهتزازات أثارت الشكوك في متانة الاتفاق وجديته. ويُعتقد أن المصادفة التي تزامنت عبرها زيارة رئيس الحكومة نواف سلام للدوحة أمس والمحادثات التي أجراها مع أمير قطر ورئيس وزرائها، قد تكون اتاحت له الاطّلاع على معطيات مهمة تتصل باتفاق وقف النار الذي ذكر أن قطر اضطلعت بدور في المفاوضات التي سبقته وأدت إلى إعلانه.

وتقول مصادر معنية بالاتصالات الديبلوماسية الجارية لتبيّن الوقائع التي تحوط بالاتفاق، إن لبنان يبدو من البلدان الأساسية المعنية بترقب تداعيات وتأثيرات وقف النار بين إسرائيل وإيران، لسبب أساسي هو معرفة ما إذا كان الاتفاق حصل على خلفية صفقة شملت الصواريخ الباليستية الإيرانية إلى جانب الملف النووي، وتالياً نفوذ إيران في المنطقة بما يمس مباشرة واقع "حزب الله" في لبنان. وأشارت إلى أن العامل الموازي في أهميته لتأثير أي صفقة محتملة مع إيران على أذرعها في المنطقة يتعلق بالتمويل، في ظل ترقّب ما يتوقع أن تقدم عليه الإدارة الأميركية بعد وقف النار من تخفيف للعقوبات والحصار المالي على إيران، وهو أمر جوهري سيجري رصده في المرحلة المقبلة لمعرفة تداعيات وقف الحرب الإسرائيلية- الإيرانية على "حزب الله" وسواه من التنظيمات المرتبطة بإيران. وفي ظل ذلك، تضيف المصادر، ستشهد مرحلة ما بعد ترسيخ وقف النار ترقباً في لبنان للاتجاهات التي ستسلكها الدولة في ملف نزع سلاح "حزب الله" وما إذا كانت ستتخذ وتيرة مغايرة لما كانت عليه في الأشهر الماضية، علماً أن إعلان وقف النار ووقف الحرب الإيرانية- الإسرائيلية سيسرّع مبدئياً إعادة طرح ملف السلاح في لبنان على كل المستويات.

ولعل اللافت أن زيارة الرئيس سلام مع وفد وزاري لبناني للدوحة، شكّلت أول تحرّك ديبلوماسي أمس في المنطقة، بعد ساعات قليلة من إعلان الرئيس ترامب وقف النار بين إسرائيل وإيران. واستقبل أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الرئيس سلام والوفد الوزاري ثم عقد لقاء ثنائي بين الأمير ورئيس الحكومة. وأفيد رسمياً أن الجانبين عبرا خلال اللقاء عن ترحيبهما بوقف الحرب بين إسرائيل وإيران، مع تأكيد أهمية أن ينعكس هذا التطور إيجاباً على استقرار لبنان وفلسطين ودول الخليج، خصوصاً بعد الاعتداء الإيراني الذي تعرضت له دولة قطر، والذي دانه الرئيس سلام بشدة معرباً عن تضامنه الكامل مع قطر دولة شعباً. وفي مؤتمر صحافي مشترك للرئيس سلام ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قال سلام: "تم الاتفاق على الاستمرار في التشاور بهدف التوصل إلى تفاهم تنفيذي بشأن مساهمة قطر في دعم لبنان في مجال الطاقة، سواء من خلال إنشاء محطة لتوليد الكهرباء أو تزويد لبنان بالغاز. كما إننا نأمل بأن تستقر الأمور في المنطقة وأن يستأنف الأشقاء القطريون زياراتهم إلى لبنان، ونحن نأمل بأن يكون لدينا موسم اصطياف واعد، كما اطلعت سمو الأمير ورئيس مجلس الوزراء على ما قمنا به في الأشهر الماضية في لبنان، إن كان في مجال الإصلاح حيث يتم التركيز عليه مع مشاريع القوانين التي تقدمنا بها، والخطوات لإعادة تشكيل الإدارة على أسس الشفافية والتنافسية، والمشاريع التي أعددناها والمتعلقة باستقلالية القضاء، ما يساهم في جذب الاستثمارات". وأشار إلى "أن هناك مسارا آخر نعمل عليه، وهو بسط سلطة الدولة اللبنانية بقواها الذاتية على كامل الأراضي اللبنانية كما نص عليه اتفاق الطائف، ولكن الأساس يبقى أن لا استقرار حقيقياً يمكن أن يتحقق في لبنان ما لم تنسحب إسرائيل بالكامل من الأراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلّها، والمعروفة بالنقاط الخمس. وكما في كل اتصالاتي السابقة مع دولة الرئيس، طلبنا مجددًا دعمه، إلى جانب أطراف المجتمع الدولي". وقال إنه "في ما يتعلق بـ"حزب الله" فنحن والحمدلله، تمكنا بالتعاون جميعاً في لبنان في الأسبوعين الأخيرين من منع جرّ لبنان إلى حرب جديده بأي شكل في النزاع الإقليمي الذي كان دائراً، واليوم بعدما توقفت العمليات العسكرية، فنحن نتطلع إلى صفحة جديدة من العمل الديبلوماسي".

في المشهد الداخلي، برزت الزيارة الأولى التي قام بها رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع للقصر الجمهوري في بعبدا منذ انتخاب رئيس الجمهورية جوزف عون. وتحدث جعجع بعد لقائه والرئيس عون، معلناً أن "التواصل لم يتوقف مع الرئيس عون قبل وبعد انتخابه"، وقال: "بحثنا في الأوضاع الأخيرة وأجرينا تقييماً خصوصا للقرارات المطلوبة داخلياً بعد ما حدث وكان التوافق مئة في المئة". وأكد "أن الرئيس عون لديه كل النية والتصميم لقيام دولة فعلية في لبنان وقد حصل تقدم كبير في هذا الخصوص". وأضاف: "لم نوجّه أي رسالة للرئيس عون بل نتواصل معه ونتباحث في المواضيع". ولفت إلى أنه "حان الوقت لأن تقوم دولة فعلية في لبنان، وهي مصلحة كل اللبنانيين قبل أن تكون مطلباً خارجيا". واعتبر أنه "كانت هناك وضعية شاذة في المنطقة، بدءاً من اليمن ووصولاً إلى لبنان، ولم يكن ممكناً أن يستمر ذلك. وأعتقد أننا سنصل إلى تفاهم أميركي- إيراني جدي تبعاً لما يتلاءم مع نظرتنا للأمور ومع مصالح لبنان العليا". وشدّد على أن "لقيام دولة في لبنان يجب أن يكون لدينا جيش واحد وقرار السلم والحرب بيد الحكومة، والدولة هي من تتخذ القرار". ورداً على سؤال، قال: "لم ألمس أي نفس فساد في العهد منذ 5 أشهر".

على الصعيد الميداني الجنوبي وبالتزامن مع إعلان وقف النار بين إسرائيل وإيران استهدفت مسيّرة اسرائيلية سيارة على طريق كفردجال، ما أدى الى اشتعالها وسقوط 3 ضحايا. وأشارت مصادر إعلامية إلى أن أحد المستهدفين بغارة كفردجال بالنبطية هو هيثم بكري المرتبط بـ"حزب الله". وبعد الظهر سقطت مسيّرة إسرائيلية في بلدة مركبا.

وأقيم أمس في قيادة اليونفيل في الناقورة حفل التسليم والتسلم بين القائد العام المنتهية ولايتة الجنرال الإسباني أرولدو لازارو والجنرال الإيطالي الجديد دايواتو ابانيارا، الذي أكد أن "علينا مواصلة تعزيز الاستقرار، والتنسيق الدولي، وتحويل الحوار إلى عمل ملموس. وإن إدراك أهمية الاستقرار لا يكفي؛ بل يجب أن نعمل، بلا كلل على بنائه يومًا بعد يوم. واليوم، تقف اليونيفيل عند لحظة محورية. نحن منخرطون في عملية تكيّف من أجل المستقبل، وهي عملية تحوّل، تُعزز قدرتنا على أداء مهامنا بفعالية وكفاءة ومصداقية أكبر. يُعيد هذا التكيّف التأكيد على مهمتنا الأساسية: حماية المدنيين، ومراقبة وقف الأعمال العدائية، والمساهمة في استقرار جنوب لبنان وفقًا للقرار 1701، ودعم الجيش اللبناني. ويبقى قرار مجلس الأمن 1701 الأساس والوجهة النهائية. وهو يجسّد الإرادة الجماعية للمجتمع الدولي لتعزيز السلام العادل والدائم والشامل".

*********************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية:

تصعيدٌ ديبلوماسي لاستكمال الانسحاب وحديث عن طرح أميركيّ يزامن بين الخطوات
 

وفي اليوم الثاني عشر توقفت الحرب الإسرائيلية ـ الأميركية على إيران، ليتركّز الاهتمام على ما سيكون لنتائجها من انعكاسات وتداعيات على لبنان والمنطقة، في ظل تخوف البعض من أن يكون ما حصل جولة أولى من مجموعة جولات قد تحصل لاحقاً، خصوصاً انّ وقف إطلاق النار المعلن، لم يتضمن أي بنود تُلزم الطرفين المتحاربين بعدم العودة إلى الحرب. والمرجح لبنانياً، أن ينشط الجهد الديبلوماسي اللبناني في اتجاه الراعيين الأميركي والفرنسي للاتفاق على وقف إطلاق النار، بغية وقف الخروقات الإسرائيلية واستكمال الانسحاب الإسرائيلي من التلال الخمس. وهو ما كان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بحث فيه مع الموفد الأميركي توماس براك، الذي وعده بإثارة الموضوع مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خصوصاً انّ رئيس الجمهورية وحسب معلومات لـ «الجمهورية»، شدّد على انّ حصول الانسحاب الإسرائيلي الكامل من شأنه أن يسهّل تنفيذ القرار 1701، ويؤمن الظروف المناسبة لمعالجة موضوع السلاح، إذ لا يمكن البحث في شأنه مع «حزب الله» ما لم يتحقق الانسحاب الإسرائيلي الكامل مما تبقّى من أراضٍ لبنانية محتلة.

وفيما يبدو أنّ لبنان اجتاز «قطوع» التورط في الحرب الأميركية ـ الإسرائيلية على إيران، إذا كانت هذه الحرب قد توقفت فعلاً، يعود إلى الواجهة محلياً ملف اتفاق وقف النار المتعثر منذ توقيعه في 27 تشرين الثاني الفائت.

ولوحظ أنّ إسرائيل تعمّدت في اليومين الأخيرين إطلاق العنان لمسيّراتها في أجواء الجنوب بغير انقطاع، للمرّة الأولى منذ فترة طويلة، كما كثفت ضرباتها في عدد من المناطق.

ووضعت مصادر مطلعة هذا الاستعراض والتصعيد العسكري الإسرائيلي في سياق ممارسة الضغط السياسي على لبنان، واستغلال اللحظة السياسية التي يتحرّك فيها الأميركيون من خلال موفدهم، السفير في تركيا، توماس براك، في سعي منه إلى إقناع لبنان بتنفيذ البند الوارد في القرار 1701 واتفاق وقف النار، والمتعلق بحصر السلاح في يد الدولة اللبنانية، ضمن مهلة محدّدة.

وإذ تردّد أنّ براك «منح» الحكومة مهلة 3 أسابيع ليعود إلى بيروت، ويتبلّغ منها قراراً حازماً بتنفيذ هذا البند، فإنّ اهتمام أركان الحكم يتركز في هذه الفترة على تحضير الصيغة المناسبة للردّ على طرح واشنطن، باللغة التي تفهمها وتقنعها. ويتلخّص الردّ اللبناني بالطلب من الأميركيين أن يضغطوا في المقابل على إسرائيل لتنفيذ البند المتعلق بانسحابها الكامل من كل الأراضي اللبنانية ووقف اعتداءاتها على سيادة لبنان، بحيث يكون هناك تزامن في التنفيذ من الجانبين اللبناني والإسرائيلي.

مقاربة «الثنائي»

وإلى ذلك، قارب مصدر بارز في «الثنائي الشيعي» عبر «الجمهورية»، انعكاسات وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل بالآتي:

«جاء المبعوث الأميركي توماس براك إلى لبنان بعناوين سبق أن تحدث بها الأميركي، لكنه رتّبها بأكثر حنكة وبلغة أخف حدّة، وأراد من خلالها أن يدفع في اتجاه شرعنة حصرية السلاح، وطرح هذا الأمر على مجلس الوزراء، بالإضافة إلى إجراء بعض الخطوات المتزامنة، خصوصاً أنّ وجهة نظر رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب نبيه بري و«حزب الله» الأساسية، هي الانسحاب ووقف العدوان واسترداد الأسرى، كمقدمة لمناقشة الاستراتيجية الوطنية التي من ضمنها سيُطرح ملف السلاح».

وأضاف المصدر «أنّ الغرب مع قسم من الداخل، أولوياتهم مختلفة، تنادي بتسليم السلاح كمقدمة للإنسحاب الإسرائيلي، وكل طرف متمسك بوجهة نظره، والرئيس عون مدرك أنّ طرح نزع السلاح في هذه الظروف يمكن أن يؤدي إلى وضع داخلي غير مستقر، لذلك يحاول إيصال رسالة إلى الأميركيين بضرورة مساعدته في هذا الأمر. وأشار المصدر إلى أنّ الجديد الذي أتى به براك هو فكرة التزامن في الخطوات، أي خطوة من الدولة وخطوة من إسرائيل. وهذا الكلام لم يكن مرتبطاً منطقياً بالعدوان على إيران ولا بنتائج الحرب، لأنّ احداً لم يكن يتوقع أن تصل الامور إلى هذا الحدّ، وأن تندلع مواجهات لمدة إثني عشر يوماً، وأن يخرج الإيراني منتصراً من هذه المعركة قياساً على الأهداف المعلنة وغير المعلنة من إيران، وهناك احتمال كبير في إطار التهدئة في الإقليم والمنطقة، أن تقوم الأطراف الفاعلة بنوع من التفاهمات في ظل المنحى الذي أخذته الاوضاع».

وتحدث المصدر نفسه عن «احتمال أن تتحرك بعض الأمور في المنطقة، خصوصاً أنّ ترامب يعتبر أنّ المحور كمحور تقوده إيران تعرّض لضربة في الملف النووي بمعزل عن التفصيل، وأنّ هذا سيحفّز على التهدئة في المنطقة وإطفاء الحرائق المشتعلة من جانب إسرائيل، وأنّ لبنان في هذه الحال ينتظر اليوم التالي لما بعد اتفاق إطلاق النار وربما ينسحب تهدئة. ثم انّ هناك مجموعة عوامل ترتبط بعضها ببعض وتتعلق بالمحددات الثلاثة؛ أولاً، ما جاء في خطاب القَسَم لرئيس الجمهورية، وثانياً، البيان الوزاري للحكومة الذي وافق عليه وزراء «الثنائي الشيعي» لجهة حصرية السلاح مع حق لبنان في الدفاع عن نفسه وأرضه، والنقطة الثالثة، أنّه حتى الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم قال إنّ الحزب مع تثبيت حصرية السلاح، وانّ سلاح المقاومة مرتبط بالحرب مع إسرائيل. والفكرة الأساسية هنا أنّ هذه السياقات هي سياقات ليست متناقضة إنما متكاملة. وفي النهاية عندما يستردّ لبنان أرضه وسيادته لا ضرورة للسلاح، خصوصاً أنّ المقاومة تتبنّى من الأساس فكرة أن تكون للبنان استراتيجية دفاعية يتفق عليها اللبنانيون».

جعجع في بعبدا

وكان الحدث السياسي الداخلي البارز اللقاء الذي عُقد في القصر الجمهوري بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، الذي زاره للمرّة الاولى منذ إنجاز الاستحقاق الرئاسي. وتحدث بعد اللقاء معلناً انّ «التواصل لم يتوقف مع الرئيس عون قبل إنتخابه وبعده»، وقال: «بحثنا في الأوضاع الأخيرة وأجرينا تقييماً، خصوصاً للقرارات المطلوبة داخلياً بعد ما حدث، وكان التوافق مئة في المئة». وأكّد «انّ الرئيس عون لديه كل النية والتصميم لقيام دولة فعلية في لبنان، وقد حصل تقدّم كبير في هذا الخصوص». وقال: «لم نوجّه أي رسالة للرئيس عون بل نتواصل معه ونبحث في المواضيع». ولفت إلى انّه «حان الوقت لأن تقوم دولة فعلية في لبنان، وهي مصلحة جميع اللبنانيين قبل ان تكون مطلباً خارجياً».

ورداً على سؤال، قال جعجع: «كانت هناك وضعية شاذة في المنطقة بدءاً من اليمن ووصولاً إلى لبنان، ولم يكن ممكناً أن يستمر ذلك. وأعتقد أننا سنصل إلى تفاهم أميركي ـ إيراني جدّي تبعاً لما يتلاءم مع نظرتنا إلى الأمور ومع مصالح لبنان العليا». وشدّد على انّه «لقيام دولة في لبنان يجب أن يكون لدينا جيش واحد وقرار السلم والحرب بيد الحكومة والدولة هي من تتخذ القرار».

ورداً على سؤال، قال جعجع: «لم ألمس «أي نَفَس فساد» في العهد منذ 5 أشهر».

ونقلت مصادر رسمية عن جعجع ارتياحه إلى اللقاء مع عون، وانّ البحث خلاله تناول كل القضايا المطروحة. وقالت هذه المصادر لـ«الجمهورية»، انّ وجهات النظر كانت متقاربة حول مواضيع ومتباينة حول أخرى، ولكن التباين لم يفسد في الود قضية. واشارت إلى أنّ اللقاء الذي دام لأكثر من ساعة شرح جعجع خلاله وجهة نظره من القضايا المطروحة بما فيها موضوع سلاح «حزب الله». وفي المقابل شرح عون وجهة نظره، لافتاً إلى ما يجريه من مشاورات واتصالات داخلية وخارجية في شأن هذه القضايا في إطار ما التزمه في خطاب القَسَم الرئاسي وكذلك في ضوء ما يشهده لبنان والمنطقة من أحداث وتطورات متلاحقة.

عون والشرع

وكان الرئيس عون اتصل مساء أمس بالرئيس السوري احمد الشرع، معزياً بضحايا التفجير الإرهابي الذي استهدف مساء الاحد الماضي، كنيسة مار إلياس للروم الأرثوذكس في حي الدويلعة في دمشق. وكرّر استنكاره لـ«هذه الجريمة التي ذهب ضحيتها أبرياء وطاولت صرحاً دينياً له حرمته وقدسيته»، وأكّد «تضامن لبنان رئيساً وشعباً مع عائلات الضحايا ومتمنياً الشفاء العاجل للجرحى».

وشكر الشرع لعون «التعازي والتضامن مع الشعب السوري»، مؤكّداً أنّ «السلطات الأمنية السورية ألقت القبض على المتهمين بالمشاركة في تنفيذ الجريمة والذين ينتمون إلى خلية ارهابية»، لافتاً إلى «إجراءات ستًتخذ لمنع تكرار ما حصل».

دعم قطري

في غضون ذلك، أكّد رئيس الحكومة نواف سلام من قطر بعد محادثات أجراها مع اميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ومع نظيره رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد عبد الرحمن «ان لا استقرار في لبنان ما لم تنسحب إسرائيل من النقاط الخمس». وقال: «نحمد الله أنّه في الأسبوعين الأخيرين تمكنا من منع جّر لبنان إلى حرب جديدة أو توريطه في النزاع الإقليمي الذي كان دائراً. ونتطلع اليوم إلى صفحة جديدة من العمل الدبلوماسي». وأضاف: «نشكر قطر على دعمها الذي تقدّمه للبنان منذ أكثر من سنتين، ومستمرون في النقاش مع أشقائنا في قطر للتوصل إلى تفاهم لدعمنا في مجال الطاقة».

واعتبر سلام أنّ «العدوان على إيران انتهاك لسيادتها وللقانون الدولي»، مشيرًا إلى أنّ «الجميع يريد منطقة خالية من السلاح النووي». وأمل في أن يؤدي وقف النار بين إيران وإسرائيل إلى العودة للديبلوماسية.

وأكّد سلام «تضامن لبنان مع دولة قطر وإدانته الشديدة للهجوم الإيراني على قاعدة العديد الجوية والذي يُعتبر انتهاكاً صارخاً لسيادة دولة قطر ومجالها الجوي، وللقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة»، مشدّداً على «رفض لبنان القاطع لأي اعتداء يهّدد أمن وسلامة دولة قطر ويقوّض أمن واستقرار المنطقة». وشكر لقطر «مواقفها الداعمة للبنان ومساعدته خلال المرحلة الراهنة التي تمرّ فيها المنطقة».

بدوره، اكّد الشيخ تميم «دعم قطر المتواصل للجمهورية اللبنانية».

فيما أشار رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد عبد الرحمن، إلى أنّه بحث مع سلام في «حاجات لبنان من الطاقة وإمكانية توفير ما يمكن توفيره». مضيفاً انّهما بحثا ايضاً في «جهود إعادة الإعمار وتطورات الإقليم»، وقال: «ندين انتهاكات إسرائيل لسيادة لبنان». مضيفاً: «إننا نتمنى للعلاقات السورية ـ اللبنانية مستقبلاً أفضل وندعم مسار تعزيز العلاقات بين سوريا ودول المنطقة».

في سياق آخر، قال رئيس الوزراء القطري، إنّ «المنطقة مرّت بتحدّيات لم نمرّ فيها منذ فنرة، وكان هناك إعتداء على سيادة قطر. ونحن ندين بأشدّ العبارات اعتداء الحرس الثوري الإيراني على قاعدة العديد القطرية». وأوضح «إننا أدنا منذ اليوم الأول الاعتداءات الإسرائيلية على إيران، والهجوم على دولة قطر من إيران تصرف غير مقبول. وفوجئنا بالهجوم على قاعدة العديد. وأشيد بدور القوات المسلحة في صدّه».

وقال إنّ «تصرفات إسرائيل غير المسؤولة لا تولّد سوى عدم الاستقرار في المنطقة»، مشيرًا إلى «أننا نؤثر دوماً الديبلوماسية والحكمة على أي شيء آخر».

إلى ذلك، أفاد عبدالرحمن بأنّ «أميركا طلبت منا التواصل مع إيران لمعرفة مدى انفتاحها على وقف إطلاق النار»، وقال: «قمنا بالاتصالات اللازمة التي أسفرت عن إعلان الرئيس الأميركي وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل».

*******************************************

افتتاحية صحيفة الديار:

المنطقة ترتاح... ولبنان إلى انفراج

البطريرك يازجي للشرع: لا يكفينا عزاؤكم و«ما حدا يتباكى علينا»
سلام في قطر: الغاز مجدداً وأملٌ بعودة الإعمار

نامت شعوب المنطقة و«ايدها عا قلبها»، جرّاء استهداف قاعدة العديد، رغم التقارير التي تحدثت عن ضربة مدروسة ومنسقة، أُخطر بها المعنيون، ليصحوا على «الطاولة مقلوبة»، انتجها المشهد الذي كان يدور في الكواليس، في لحظة ظن فيها الكثيرون ان الانفجار الاقليمي قد بات حتميا، مع نجاح وساطة قادها امير قطر شخصيا، بطلب من الرئيس الاميركي، في سحب صاعق التفجير، من خلال اتفاق مفاجئ لوقف إطلاق النار، أنهى 12 يوما من التصعيد العسكري وأعاد الهدوء المؤقت إلى المنطقة، فارضًا قواعد اشتباك جديدة.

واذا كانت الضربة الثلاثية التي وجها سلاح الجو الاميركي الى المواقع النووية الايرانية الثلاثة، قد فعلت فعلها، فان الوضع السياسي الداخلي الأميركي أدّى دورا اساسيا، في ظل الضغوط الكبيرة التي واجهها الرئيس دونالد ترامب من قبل قيادات من الحزبين الجمهوري والديموقراطي، الرافضة لانخراط واشنطن في حروب ونزاعات خارجية، لا تخدم المصالح الاميركية

انتصارات نسبية؟

في كل الاحوال، من الواضح ان لكل طرف روايته الخاصة، فواشنطن تقول انها أضعفت برنامج إيران النووي، فيما تؤكد تل ابيب أنها أنهكت إيران، في حين تستطيع طهران بدورها أن تقول إنها صمدت وتصدت لقوى عسكرية أقوى بكثير، ووجهت ضربات موجعة لتل أبيب.

مشهد لا يلغي أن خسائر الأيام الماضية كانت باهظة على الطرفين بنسب متفاوتة، فقد كلفت الحرب إسرائيل مئات الملايين من الدولارات يوميًا، فيما كلفة إصلاح المباني المتضررة لا سيما في تل أبيب وحيفا وبئر السبيع تقدر بأكثر من 400 مليون دولار، فيما سجل مقتل 20 إسرائيليا خلال المواجهات.

أما في إيران، فنظرًا الى الأضرار المادية الكبرى التي لحقت بعدة مناطق، ومنها المواقع العسكرية والنووية، فلا شك أن التكلفة مرتفعة أيضا.

يبقى ان الرئيس ترامب اثبت للعالم تفوق بلاده عسكريا، باستعراض القوة الذي نفذته قواه الجوية باستهداف ثلاث منشآت نووية ايرانية، وديبلوماسيا بتمكنه من لجم تدهور كاد العالم ينزلق معه الى حرب عالمية عبر فرض اتفاق وقف النار على اسرائيل التي تلقت اقوى الضربات الصاروخية من ايران ما ادى الى دمار في عدد من المناطق وسقوط قتلى وجرحى وتعطيل عجلة الاقتصاد في البلاد، وهو ما لم يعتده الكيان. وعلى إيران التي تلقت ضربات كبيرة لبرنامجها النووي وقواعدها العسكرية.

«اللعبة لم تنتهِ»

وعقب اعلان وقف النار، طفت العديد من الأسئلة إلى السطح ، لا سيما بعد تأكيد ترامب أن طهران لن تعيد بناء منشآتها النووية أبدًا، فيما لا يزال الغموض يلف مصير البرنامج الصاروخي الإيراني، لا سيما أن طهران كانت أكدت أكثر من مرة خلال الحرب أنه لا يمكن التفاوض على حقها «الدفاعي».

هل يصمد وقف النار؟

وفي هذا السياق، تتركز عيون المراقبين والعالم أجمع في الوقت الحالي على الساعات والايام المقبلة، من أجل معرفة مدى استمرار هذه الهدنة الهشة، واكتشاف البنود أو المبادئ العامة التي وافقت عليها كل من الاطراف المعنية.

اوساط ديبلوماسية عربية رأت ان فرص صمود وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل مرتفعة، مشيرة إلى أن الحاجة المتبادلة الى ترميم الخسائر، والرغبة الإقليمية والدولية في تجنب التصعيد، تشكل مجتمعة عوامل حاسمة لديمومة التهدئة، فضلا عن مصلحة واشنطن المباشرة في استمراره، بخاصة أن الرئيس ترامب يسعى لتحقيق إنجاز سياسي داخلي، ويأمل عبر التفاوض مع طهران في الوصول إلى معلومات عن نحو نصف طن من اليورانيوم بنسبة 60% تمتلكه إيران، حيث تعد المفاوضات السبيل الوحيد للوصول إلى مصير هذه الكمية من اليورانيوم، مؤكدة أن طهران ستطالب مقابلها بثمن سياسي يتعلق بالعقوبات، سواء من خلال نقل هذه الكمية خارج أراضيها أو التخلي عنها، هذا فضلا عن مخاوف القوى الاقليمية، خصوصا في الخليج، من توسع رقعة المواجهة، وسط تحذيرات من انفجار شامل، كما تدعم قوى دولية كبرى مثل روسيا والصين تثبيت الاتفاق، حماية لمصالحها الإستراتيجية والاقتصادية، ومنها استقرار أسواق الطاقة وتفادي زيادة النفوذ الأميركي في حال استمرار الحرب.

وتابعت الاوساط، بانه على الرغم من احتمال اندلاع مواجهات محدودة مستقبلا، فإنها لن تصل إلى مستوى التصعيد الأخير خلال العامين أو الثلاثة المقبلة، فطهران ترغب في وقف إطلاق النار لإعادة ترتيب أوراقها مع الولايات المتحدة، دون أن يعد ذلك ضعفا منها، بل محاولة للخروج بأقل الخسائر، وتجنب مواجهة مباشرة قد تهدد بقاء النظام واستقرار الدولة.

الانعكاس على لبنان

على الصعيد اللبناني، قالت مصادر سياسية مطلعة ان وقف النار من شانه ان ينعكس ايجابا على لبنان الذي نأى بنفسه عن المواجهات، ونجح في ان يكون على الحياد وخارج اصطفافات المحاور، في ظل الموقف الموحد الذي خرجت به «الترويكا الرئاسية»، متوقعة ان ينعكس ذلك على الوضع العام، فتدخل البلاد مرحلة جديدة بعدما اثبت لبنان انتماءه الى محيطه العربي، من خلال تضامنه مع قطر وجيرانها، ما قد ينعكس على الملفات الاقتصادية واعادة الاعمار، آملة في انطلاق عجلة الحوار حول سلاح حزب الله للوصول الى التفاهم المطلوب

وفيما ابدت المصادر اسفها للعرقلة في انجاز الاصلاحات الاقتصادية، بسبب العراقيل السياسية والصراع القائم على التعيينات المالية، وتاثيرات ذلك في القطاع المصرفي، اعتبرت ان الفرصة لا تزال قائمة امام لبنان «ليلحق الموسم السياحي»، في حال صمود وقف النار وثبت الاستقرار، واوقفت اسرائيل اعتداءاتها.

سلام في قطر

وعقب اعلان وقف اطلاق النار، غادر رئيس الحكومة نواف سلام البحرين مكملا رحلته الى قطر، حيث عُقد اجتماع موسّع بين وفدي البلدين، تبعه لقاء ثنائي بين الأمير والرئي، قبل ان يعقدا مؤتمرا صحافيا مشتركا، قال خلاله الرئيس سلام «اليوم وخلال مباحثاتنا، تم الاتفاق على الاستمرار في التشاور بهدف التوصل إلى تفاهم تنفيذي بشأن مساهمة قطر في دعم لبنان في مجال الطاقة، سواء من خلال إنشاء محطة لتوليد الكهرباء أو تزويد لبنان بالغاز، آملا ان تستقر الامور في المنطقة وان يستأنف الأشقاء القطريون زياراتهم الى لبنان، طالبا «مجددًا دعم قطر، إلى جانب أطراف المجتمع الدولي».

شمال الليطاني؟

في الميدانيات الجنوبية، استهدفت مسيّرة معادية بصاروخين سيارة على طريق كفردجال، ما أدى الى اشتعالها وسقوط 3 ضحايا، فيما سجل سقوط مسيرة اسرائيلية في بلدة مركبا.

وكانت الساعات الماضية قد شهدت عودة كثيفة لحركة المسيرات والمقاتلات الاسرائيلية الى الاجواء اللبنانية، فوق الضاحية الجنوبية وبيروت والجنوب، حيث نفذت اكثر من ثلاثين غارة على مناطق جبلية وحرجية من مرتفعات وهضاب وأودية طالت مناطق جنوبي وشمال الليطاني وصولًا إلى مناطق في إقليم التفاح، وهو ما رات فيه مصادر متابعة صفارة انطلاق لمعركة شمال الليطاني، خصوصا ان هذه الحركة جاءت بعيد زيارة المبعوث الاميركي الخاص الى سورية توماس براك الى بيروت وما حمله من رسائل، كان ابرزها تاكيده على ان لا انسحاب اسرائيلي قبل انجاز مسألة السلاح، في ظل توقف اجتماعات اللجنة الخماسية لمراقبة وقف النار، رغم تغيير رئيسها، الذي علم انه غادر مقر عمله في عوكر منذ فترة.

اليونيفيل من جديد

ليس بعيدا، أقيم امس في قيادة اليونفيل في الناقورة حفل التسلم والتسليم بين القائد العام المنتهية ولايتة الجنرال الإسباني ارولدو لاثارو والجنرال الإيطالي الجديد دايواتو ابانيارا الذي عينه امين عام الامم المتحدة انطونيو غوتيرش مطلع الشهر الحالي ليتبوأ منصبه الحالي، في وقت يشهد التجديد لهذه القوات عملية شد حبال.

وفي هذا الاطار اشارت مصادر ديبلوماسية ان زيارة وكيل الامين العام للامم المتحدة لعمليات السلام الى لبنان، جان بيار لاكروا، قبل ايام، حملت في طياتها ابعادا سياسية وامنية، في ظل المعركة القائمة حول التمديد لقوات الطوارى الدولية، حيث كشفت المصادر ان الاخير رفع تقريرا مفصلا الى الامين العام، لعرضه على اعضاء مجلس الامن، حول مشاهداته في المناطق القريبة من الخط الازرق، فضلا عن رحلته البحرية على متن احدى بوارج القوة الدولية على طول «خط العوامات»، والتي خلصت الى تقييم ميداني للمخاطر الداهمة، وتاكيده على ان الهدوء النسبي الهش قابل للانهيار في اي لحظة ما لم تستكمل المسارات السياسية والامنية الداعمة له، برعاية الامم المتحدة وقواتها، في اطار بيئة دولية داعمة ودينامية حكومية لبنانية تواكب عمل اليونيفيل، في ظل ظروف ميدانية ومناخات اقليمية لا تحتمل التراخي او الغموض.

واكدت المصادر، ان الديبلوماسية اللبنانية ستواجه معركة كبيرة في اروقة مجلس الامن، يختلط فيها السياسي بالشخصي، خصوصا مع تعيين الرئيس دونالد ترامب للنائبة السابقة للمبعوث الاميركي الخاص الى لبنان، مورغان اورتاغوس، في بعثة بلاده في نيويورك، على ان تتولى رئاستها خلفا للسفيرة السابقة دوروثي شاي، مشيرة الى ان الملف الاول الذي باشرت العمل عليه هو اليونيفيل وانهاء خدماتها، رغم ان ثمة مسعى وسطيًا يتحدث عن تعديل مهامها وقواعد اشتباكها، وهو ما يتناقض مع ما اورده لاكروا في تقريره، عن ضرورة تكريس «استمرارية اليونيفيل بصيغتها الحالية من دون اضعاف او تعديل يهدد توازن الردع القائم بصعوبة، فالمعادلة دقيقة والوقت ضيق والخط الازرق لا يحتمل المساومة».

البطريرك اليازجي

وعلى خلفية تفجير كنيسة مار الياس في دمشق، تستمر ردود الفعل، على وقع تهديدات تلقتها كنائس اخرى، اذ توجه بطريرك الروم الأورثوذكس في أنطاكية يوحنا العاشر يازجي، بكلام عالي اللهجة الى الرئيس السوري احمد الشرع، قائلا في عظته خلال تشييع الضحايا، في حضور حشد من المؤمنين:» السيد الرئيس اريد ان اعلمكم اننا في هذه البلد في سورية ان الحادثة، ليس الحادثة الجريمة التي تمت البارحه في كنيسة مار الياس هي الاولى في سورية، من بعد «طوشة الشام» في سنة 1860، من ستة 1860 وحتى الان هي المجزرة الاولى التي تحصل، ونحن لا نقبل ان تحصل في ايام الثورة وفي عهدكم الكريم ، هذا امر ندينه، ونؤكد اننا نحيا ونعيش كعائله واحدة في هذا البلد الكريم». وتابع « لقد تواصل معي، البارحة واول البارحة، العديد من البطاركة ورؤساء الكنائس في كل انحاء العالم، من كل انحاء العالم تواصلوا معي، وسياسيون ورؤساء حكومات ووزراء، ومسلمون من هذه البلد، اننا طيف اساسي مكون في هذا البلد ونحن باقون ونحن موجودون، تذكروا معي تم خطف راهبات معلولة وها نحن ما زلنا موجودين، تم خطف مطراني حلب وقيل كل ما قيل، وها نحن باقون وموجودون وما حدا يتباكى علينا»، وختم « سيادة الرئيس تكلمتم البارحه هاتفيا مع سيادة الوكيل البطريركي لتنقلوا لنا عزاءكم، لا يكفينا هذا، مشكورون على المكالمه الهاتفية، ولكن الجريمة التي تمت هي اكبر من هيك شوي».

هذا وكانت الداخلية السورية قد اعلنت ان منفذي تفجير كنيسة مار الياس في دمشق قدما من مخيم الهول، مشيرة الى ان الدولة السورية حريصة على محاسبة المتورطين في عملية تفجير الكنيسة، اذ الاولوية هي لتوفير الامن للسوريين وحمايتهم من التنظيمات الارهابية.

جعجع في بعبدا

والى الداخل اللبناني، حيث عقد لقاء بين رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في القصر الرئاسي في بعبدا، في توقيت لافت بعد الحملة التي تناولت العلاقة بين الطرفين، وتحدث جعجع بعد اللقاء معلنا انه تم «البحث في الأوضاع الأخيرة وأجرينا تقييما خصوصا للقرارات المطلوبة داخليا بعد الذي حدث وكان التوافق مئة في المئة»، مؤكدا «ان الرئيس عون لديه كل النية والتصميم لقيام دولة فعلية في لبنان» وقد حصل تقدم كبير في هذا الخصوص»، «خاتما بانه «لم يلمس أي فساد في العهد منذ 5 أشهر».

******************************************

افتتاحية صحيفة اللواء:

مصير السلاح قبل التفاوض على تسوية شاملة

عون يستعد لإطلاق الحوار .. وسلام لتفاهم حول الطاقة مع قطر

 لا غروّ في أن المشهد في لبنان والمنطقة بعد انتهاء الحرب «الايرانية – الاسرائيلية» المفترض أنه سيثبت، فاتحاً الباب أمام تسويات في عموم الشرق الاوسط، برعاية الادارة الاميركية، بدءاً من إيران إلى غزة ولبنان، بعيداً عن استباقات متسرعة، أو أحكام تفتقد إلى البنية الواقعية المقنعة.

ومن هذه الوجهة تتجه الإهتمامات إلى الاسبوع الطالع، الذي يبدأ غداً بأول أيام السنة الهجرية، حاملاً معه بوادر حركة سياسية رسمية وحزبية لوضع مسألة السلاح على الطاولة، سواءٌ السلاح الفلسطيني أو سلاح حزب الله.

ووفقاً لمصادر دبلوماسية ينشط لبنان لحشد الدعم الدبلوماسي العربي والدولي لإنهاء الوضع الشاذ في الجنوب، ومنع اسرائيل من استكمال مغامرات التمرد على القرار 1701 ووقف النار، أو السعي للذهاب إلى «حرب صغيرة» أو كبيرة، تفرض على لبنان وحزب الله للذهاب إلى تسوية شاملة، انطلاقاً من وضع ملف السلاح على الطاولة قبل البدء بالتفاوض.

وفي هذا السياق، تشير هذه المصادر الى أنّ الحركة السياسية والدبلوماسية في بيروت خلال الحرب «الايرانية-الاسرائيلية»، والمعلومات التي رشحت عنها، توحي بأنّ شيئاً يُحضر للبنان، وأنّ الحرب إن وقعت ستكون وسيلة ضغط لفرض «التسوية او شروط الحل»، كاشفة النقاب عن أن ما يُتداول في الكواليس الدبلوماسية، يشير إلى تسوية تُبنى على ثلاث ركائز:

أولاً: انسحاب إسرائيلي من كافة نقاط الخلاف الحدودية، وتفاهم بحري وبري شامل.

ثانياً: ترسيم نهائي للحدود البرية مع فلسطين المحتلة وسوريا تحت إشراف دولي، بما يشمل انتشاراً للجيش اللبناني وتعديلات حتمية على دور اليونيفيل.

ثالثاً: وضع ملف السلاح على الطاولة بشكل جدي كشرط مسبق للتفاوض.

على أن المصادر تستدرك قائلة: ان الحديث عن نزع سلاح حزب الله أو وضعه تحت سيطرة الدولة، لم يعد طرحًا داخليًا، بل أصبح جزءاً من معادلة «إقليمية – دولية» بعد التسوية «الأميركية – الإيرانية» التي أوقفت الحرب بين إيران وإسرائيل، كاشفة ان ما يُحكى في الغرف المغلقة يتجاوز فكرة «نزع السلاح» التقليدية، فلا أحد يتخيّل مشهداً تُسلَّم فيه الصواريخ والأسلحة إلى الجيش، بل ما يُطرح هو صيغة «تنظيم السلاح» الباقي بعد العدوان المفترض تحت سلطة الدولة فقط، بعد خروج العدو من كافة الأراضي اللبنانية.

واعتبرت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» ان الساحة المحلية امام عودة الحرارة الى ملفاتها الاساسية بعد انقشاع المشهد الإقليمي ورأت ان هناك مطالبة من الفرقاء المحليين بتحريك عجلة هذه الملفات كي تنطلق الدولة نحو ما التزمت به بعد إنهاء الفراغ الرئاسي وانتخاب العماد جوزاف عون رئيسا للجمهورية.

واكدت هذه المصادر انه يفترض ان تحل إشكالية المناقلات القضائية وهي لا تحتاج الى مجلس وزراء في حين ان تعيينات الفئة الاولى تتطلّب ذلك، مشيرة الى ان ملف السلاح سيعود الى تزخيم بدوره وهو ما شكل محور لقاء الرئيس عون مع الدكتور جعجع في زيارة لها مدلولاتها لاسيما بعد الحديث عن اختلاف في وجهات النظر بينه وبين الرئيس عون، وهو ما لم ينفه جعجع متحدثا عن اختلاف في المقاربات، وفي كل الأحوال وضعت الملفات على الطاولة واستفسر رئيس حزب القوات عن بعض النقاط لاسيما انه الإجتماع الثنائي الاول بينهما.

وفي السياق، أعلن الرئيس نواف سلام أن لا استقرار في لبنان ما لم تنسحب اسرائيل من النقاط الخمس التي ما تزال تحتلها في جنوب لبنان، مؤكداً «أننا تمكنا من منع جرّ لبنان إلى حرب جديدة أو توريطه في النزاع الاقليمي الذي كان دائراً.

سلام وأمير قطر

وخلال اللقاء مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في الديوان الاميري بحضور الوفد اللبناني الذي ضم الوزراء غسان سلامة (الثقافة) جو صدي(الطاقة) فايز رسامني (الاشغال) فادي مكي (التنمية الادارية). أكد الرئيس سلام على تضامن لبنان مع دولة قطر، وإدانته الشديدة اللهجوم الايراني على قاعدة العديد الجوية، والذي يعتبر انتهاكاً صارخاً لسيادة دولة قطر ومجالها الجوي، شاكراً أمير قطر على المواقف الداعمة والمساعدة للبنان.

وعقد الرئيس سلام خلوة مع الامير تميم، قبل الانتقال إلى عقد اجتماع موسع مع الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس الحكومة ووزير الخارجية القطرية.

وفي الاجتماع، تم التطرق إلى مواصلة تقديم الدعم للجيش اللبناني، وضرورة تكثيف الجهود الدولية والإقليمية لوقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان، والتأكيد على المطالبة بانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة وإعادة الإعمار، وبسط الدولة اللبنانية سيادتها على كامل أراضيها، بالإضافة إلى مواصلة العمل في خطة الإصلاح وإقرارها.

وفي ملف اللاجئين السوريين، ناقش الجانبان خططاً عملية تتيح عودة آمنة وكريمة الى ديارهم، وقد أبدت دولة قطر استعدادها الكامل لتقديم الدعم والمساعدات اللازمة في هذا الخصوص بالتعاون مع السلطات السورية.

تأتي هذه الزيارة في إطار تعزيز التعاون العربي المشترك، وتأكيداً على عمق العلاقات التاريخية بين لبنان وقطر، والحرص المشترك على تحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة.

وكشف الرئيس سلام عن السعي إلى تفاهم تنفيذي بشأن مساهمة قطر في دعم لبنان في مجال الطاقة، سواءٌ من خلال إنشاء محطة لتوليد الكهرباء، أو تزويد لبنان بالغاز..

ووجَّه سلام الدعوة لنظيره القطري لزيارة لبنان.

والملف السياسي حضر بين الرئيس «جوزف عون ورئيس حزب القوات اللبنانية» سمير جعجع، الذي كشف أن لدى الرئيس كل النية «ليكون لدينا جيش واحد، وأن يكون قرار السلم والحرب داخل الحكومة اللبنانية التي يجب أن تطرح الامور على طاولتها، مشيراً إلى تقدم كبير حصل في كل المجالات خلال الاشهر الخمسة الماضية.

وأكد جعجع أن قيام دولة فعلية هو مصلحة لكل لبناني، رافضاً مقاربة حزب الله لجهة أن المقاومة قوة للبنان.

اشتباك كلامي

وفي لجنة المال والموازنة، حصل اشتباك بين رئيس اللجنة النائب ابراهيم كنعان والنائب من كتلة التنمية والتحرير علي حسن خليل حول اقتراح فتح اعتماد إضافي لصالح صندوق تعاضد القضاة، وتقرر العودة إلى المناقشة بعد الايضاحات المتعلقة بالواردات وادارة الصناديق وتوزيع الادوار للتصويت على القانون.

وكشف كنعان عن دعوة المرجعيات المالية من وزارة مال وحاكم مصرف لبنان والمعنيين الى جلسة لمعرفة ما يجب ان يصرف ولمن وكيف وهل يجوز تحميل المواطن المزيد من الرسوم والأعباء. وهذه النقاشات تحمي وتهدأ أحياناً ولكن طالما النية الوصول الى قرارات سليمة وايضاحات مطلوبة والتزام الحكومة بالسقوف والاعتمادات فهذا يصب بالخيارات السليمة والأهداف السليمة».

وفي الجنوب، أقيم صباح أمس في قيادة اليونيفيل في الناقورة حفل التسلم والتسليم بين القائد العام المنتهية ولايتة الجنرال الإسباني ارولدو لاثارو والجنرال الإيطالي الجديد دايواتو ابانيارا الذي عينه امين عام الامم المتحدة انطونيو غوتيرش مطلع الشهر الحالي ليتبوأ منصبه الحالي. وقال ابانيارا «علينا مواصلة تعزيز الاستقرار، والتنسيق الدولي، وتحويل الحوار إلى عمل ملموس. إن إدراك أهمية الاستقرار لا يكفي؛ بل يجب أن نعمل، بلا كلل على بنائه يومًا بعد يوم. واليوم، تقف اليونيفيل عند لحظة محورية. نحن منخرطون في عملية تكيّف من اجل المستقبل، وهي عملية تحوّل تُعزز قدرتنا على أداء مهامنا بفعالية وكفاءة ومصداقية أكبر. يُعيد هذا التكيّف التأكيد على مهمتنا الأساسية: حماية المدنيين، ومراقبة وقف الأعمال العدائية، والمساهمة في استقرار جنوب لبنان وفقًا للقرار 1701، ودعم الجيش اللبناني.

الاستهدافات المجرمة

وعلى دأبها كل يوم، استهدفت غارة اسرائيلية سيارة على طريق كفردجال عند تقاطع عدشيت – قاعقعية الجسر، مما أدى إلى سقوط 3 شهداء، وعلم أن الشهداء هم من عائلة واحدة، الأب وابنه وحفيده.

والشهيد يدعى هيثم بكري، وهو مسؤول مالي في حزب الله.

**************************************************

افتتاحية صحيفة الشرق:

محادثات لبنانية – قطرية في الدوحة: ترحيب بوقف الحرب بين إسرائيل وإيران

سلام: نسعى إلى تفاهم لدعم لبنان في مجال الطاقة للكهرباء أو تزويد لبنان بالغاز

قام رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام بزيارة رسمية إلى دولة قطر، مع وفد وزاري ضمّ: وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة، وزير الطاقة والمياه المهندس جو صدي، وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني ووزير التنمية الإدارية الدكتور فادي مكي.

وقد استُقبل الرئيس سلام والوفد المرافق في الديوان الأميري من قِبل صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، حيث عُقد اجتماع موسّع عقبه لقاء ثنائي بين سمو الأمير ودولة الرئيس.

وعبّر الجانبان خلال اللقاء عن ترحيبهما بوقف الحرب بين إسرائيل وإيران، مع التأكيد على أهمية أن ينعكس هذا التطور إيجابا على استقرار لبنان وفلسطين ودول الخليج خصوصا بعد الاعتداء الذي تعرضت له دولة قطر والذي أدانه الرئيس سلام بشدة معرباً عن تضامنه الكامل مع قطر دولة شعباً. وأعقب اللقاء مع سمو الأمير، اجتماع موسع مع معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري، بمشاركة عدد من الوزراء المعنيين من الجانبين. وتم خلال الاجتماع بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وفتح آفاق جديدة للتعاون خصوصاً في مجال الطاقة من خلال خطوات تنفيذية على المديين القريب والمتوسط، وأيضاً في مجالات الأشغال العامة والنقل، والتنمية الإدارية والثقافة.

كما تم التطرق إلى مواصلة تقديم الدعم للجيش اللبناني، وضرورة تكثيف الجهود الدولية والإقليمية لوقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان، والتأكيد على المطالبة بانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة وإعادة الإعمار، وبسط الدولة اللبنانية سيادتها على كامل أراضيها، بالإضافة إلى مواصلة العمل في خطة الإصلاح وإقرارها. وفي ملف اللاجئين السوريين، ناقش الجانبان خططاً عملية تتيح عودة آمنة وكريمة الى ديارهم وقد أبدت دولة قطر استعدادها الكامل لتقديم الدعم والمساعدات اللازمة في هذا الخصوص بالتعاون مع السلطات السورية.

تأتي هذه الزيارة في إطار تعزيز التعاون العربي المشترك، وتأكيداً على عمق العلاقات التاريخية بين لبنان وقطر، والحرص المشترك على تحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة.

مؤتمر صحافي

بعدها ، عقد مؤتمر صحافي مشترك للرئيس سلام ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. وتحدث سلام، فقال: «أولا أود ان أشكركم على استقبالكم لنا أنتم وسمو امير الدولة بعد الظروف الدقيقة التي مرت بها قطر بالامس ، ونحن سعداء باننا كنا اول من هبط في قطر بعد العدوان الذي تعرضت له، ونجدد دعمنا لدولة قطر في وجه العدوان ، كما اننا نجدد شكرنا لدولة قطر على دعمها المتواصل للبنان، ان كان من خلال اللجنة الخماسية ودعمها السياسي المستمر لأكثر من سنتين ،والذي تجلى في العديد من المساعدات بمجالات متعددة، لا سيما دعمها المستمر للجيش اللبناني، وعدد من المشاريع الانمائية الاخرى».

اضاف: «اليوم وخلال مباحثاتنا، تم الاتفاق على الاستمرار في التشاور بهدف التوصل إلى تفاهم تنفيذي بشأن مساهمة قطر في دعم لبنان في مجال الطاقة، سواء من خلال إنشاء محطة لتوليد الكهرباء أو تزويد لبنان بالغاز. كما اننا نامل ان تستقر الامور في المنطقة وان يستأنف الأشقاء القطريون زياراتهم الى لبنان، ونحن نامل ان يكون لدينا موسم اصطياف واعد، كما اطلعت سمو الامير ورئيس مجلس الوزراء على ما قمنا به في الاشهر الماضية في لبنان ان كان في مجال الاصلاح حيث يتم التركيز عليه مع مشاريع القوانين التي تقدمنا بها، والخطوات لاعادة تشكيل الادارة على أسس الشفافية والتنافسية، والمشاريع التي أعددناها والمتعلقة باستقلالية القضاء مما يساهم في جذب الاستثمارات ، كما ان هناك مسارا آخر نعمل عليه، وهو بسط سلطة الدولة اللبنانية بقواها الذاتية على كامل الأراضي اللبنانية كما نص عليه اتفاق الطائف ، ولكن الأساس يبقى أن لا استقرار حقيقيا يمكن أن يتحقق في لبنان ما لم تنسحب إسرائيل بالكامل من الأراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلّها، والمعروفة بالنقاط الخمس. وكما في كل اتصالاتي السابقة مع دولة الرئيس، طلبنا مجددًا دعمه، إلى جانب أطراف المجتمع الدولي». وتابع: «أما في ما يخص الملف الإقليمي، فقد أكدنا، كما فعلنا منذ اليوم الأول، أن العدوان الإسرائيلي على إيران هو انتهاك لسيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وللقانون الدولي. ونحن سعداء بان الجهود التي قامت بها قطر ادت الى وقف العمليات العسكرية ونامل طي هذه الصفحة».

***********************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن:

جعجع للمرة الأولى في بعبدا... لقاء إيجابي وارتياح بينه وبين عون
 

عادت الحرارة إلى الملفات الداخلية، بعد انحسار الحرب السريعة بين إسرائيل وإيران، ولاحقًا بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، وبعدما ضبط دونالد ترامب هذه الحرب وأعلن وقف إطلاق النار، جاءت محادثات رئيس الحكومة نواف سلام في قطر، على رأس وفد وزاري، وكان اللقاء - الحدث في قصر بعبدا بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع.

سلام من قطر : منعنا جرّ لبنان إلى حرب

رئيس الحكومة نواف سلام، وإثر محادثاته في قطر، أعلن أن لا استقرار في لبنان ما لم تنسحب إسرائيل من النقاط الخمس، وتابع سلام: "نحمد الله أنه في الأسبوعين الأخيرين تمكنا من منع جر لبنان إلى حرب جديدة، أو توريطه في النزاع الإقليمي الذي كان دائرًا، ونتطلع اليوم إلى صفحة جديدة من العمل الدبلوماسي".

وأضاف: "نشكر قطر على دعمها الذي تقدمه للبنان منذ أكثر من سنتين، ومستمرون في النقاش مع أشقائنا في قطر للتوصل إلى تفاهم لدعمنا في مجال الطاقة". كذلك، اعتبر سلام أن "العدوان على إيران انتهاك لسيادتها وللقانون الدولي"، مشيرًا إلى أن "الجميع يريد منطقة خالية من السلاح النووي".

وكان الرئيس سلام قام بزيارة رسمية إلى دولة قطر، على رأس وفد وزاري ضمّ الوزراء: وزير الثقافة غسان سلامة، وزير الطاقة والمياه جو صدي، وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني ووزير التنمية الإدارية فادي مكي.

وقد استُقبل الرئيس سلام والوفد المرافق في الديوان الأميري من قِبل الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، حيث عُقد اجتماع موسّع عقبه لقاء ثنائي بين أمير قطر ورئيس الحكومة.

وتلى اللقاء مع الشيخ تميم، اجتماع موسّع مع الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري، بمشاركة عدد من الوزراء المعنيين من الجانبين. وجرى خلال الاجتماع بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وفتح آفاق جديدة للتعاون خصوصًا في مجال الطاقة، من خلال خطوات تنفيذية على المديين القريب والمتوسط، وأيضًا في مجالات الأشغال العامة والنقل، والتنمية الإدارية والثقافة.

كما تم التطرق إلى مواصلة تقديم الدعم للجيش اللبناني، وضرورة تكثيف الجهود الدولية والإقليمية لوقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان، والتأكيد على المطالبة بانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة وإعادة الإعمار، وبسط الدولة اللبنانية سيادتها على كامل أراضيها، بالإضافة إلى مواصلة العمل في خطة الإصلاح وإقرارها.

وفي ملف اللاجئين السوريين، ناقش الجانبان خططًا عملية تتيح لهم عودة آمنة وكريمة إلى ديارهم، وقد أبدت دولة قطر استعدادها الكامل لتقديم الدعم والمساعدات اللازمة في هذا الخصوص بالتعاون مع السلطات السورية.

أفادت معلومات حصلت عليها "نداء الوطن" بأن الملف الأساسي في الزيارة هو ملف الكهرباء، وأن وجود وزير الطاقة جو صدِّي في الوفد كان أساسيًا.

ويُذكَر أن زيارة الرئيس نواف سلام إلى قطر كانت قد قُطِعت إثر الصواريخ الإيرانية التي استهدفت الدوحة، ما استدعى توجهه إلى البحرين، قبل أن يعود لاحقًا إلى قطر ويستأنف المحادثات مع قيادتها.

لقاء عون - جعجع ... الأول في هذا العهد

في تطور سياسي بالغ الأهمية، عُقد لقاء في قصر بعبدا بين رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع.

اللقاء جاء تتويجًا لمسار العلاقة بين بعبدا ومعراب، وما سبقها من علاقة بين اليرزة ومعراب، حين كان العماد عون قائدًا للجيش. ويجدر التذكير بأن "القوات اللبنانية" كانت الداعمة الأولى والرافعة الأساسية لانتخاب العماد عون رئيسًا للجمهورية.

أسهب جعجع في الحديث عن جو اللقاء، فأوضح أنه "لم يكن هناك أي شيء سلبي في القلوب ليكون لقاؤنا بالرئيس عون لقاء غسل قلوب، والتباين في المقاربات طبيعي، فالرئيس عون في موقع الرئاسة الأولى في البلد، ونحن حزب سياسي لدينا أمور سنطرحها دائماً وهو لديه أمور عدة يأخذها بالاعتبار".

ولفت جعجع إلى أن "البعض يظن أن مطلب قيام دولة فعلية في لبنان هو مطلب خارجي ويخضع لمطلب من "الخماسية" أو من أميركا أو الإخوان السعوديين، علمًا أنه مطلب لمصلحة جميع اللبنانيين، فكيف بالحري أن يكون مطلبًا لدول الخارج أيضًا، فلبنان كغيره من البلدان لا يستطيع العيش بمفرده من دون علاقات خارجية".

وتابع جعجع: "أنا اليوم رئيس حزب ورئيس كتلة نيابية كبيرة ولدينا عدد من الوزراء، ولكنني لا أسمح لنفسي أن أستنسب مكان الدولة، وقلت للأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، «إذا كان لديك رأي بما يحصل بين إسرائيل وإيران، فلديك ممثلون داخل الحكومة، فلنناقش هذا الأمر، أما أن يتصرف كل منا بقراره فهذا غير مقبول".

واعتبر جعجع أن هناك تقدمًا كبيرًا، والدولة الحالية مختلفة عما كنا نراه في السابق، وأقول براحة ضمير إنني خلال الأشهر الماضية لم ألمس في أي مكان أي نفَسٍ للفساد، وهذا يكفيني كبداية، ومن يلاحظ أي شبهة فساد فليطلعنا عليها. إن الأساسيات لقيام الدولة موجودة في الشكل الصحيح وبلا فساد، ومن هنا وصاعداً "التوفيق على الله".

الإيجابية سادت اللقاء

علمت "نداء الوطن" أن الإيجابية سيطرت على لقاء جعجع وعون، وهذا هو اللقاء الاول الذي يجمع الرجلين بعد انتخاب عون، وأتى ردًّا على كل محاولات رمي الفتن بين "القوات" والعهد. وخرج كل من عون وجعجع من اللقاء مرتاحًا. وكانت جلسة مصارحة تمّ الحديث خلالها في كل الأمور والهواجس.

واستحوذ ملف السلاح على الحيز الأكبر من الحديث حيث هناك اتفاق على عودة الدولة وبسط سلطتها واستعادة سيادتها. وتحدث الرئيس عون عن الخطوات التي يتّبعها لإنجاح هذا المسار. وكذلك تمت مناقشة الملفات الداخلية وعلى رأسها الإصلاح ومحاربة الفساد. واحتل الوضع الإقليمي حيزًا من البحث، وسط التأكيد على حماية لبنان والنأي بالنفس عن حروب الآخرين. وتم الاتفاق على استكمال التنسيق، خصوصًا في الملفات الكبرى والملفات التي تطرح في مجلس الوزراء.

عون يعزي الشرع

أجرى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون اتصالًا بالرئيس السوري أحمد الشرع وقدم له التعازي بضحايا التفجير الإرهابي. وجدد الرئيس عون استنكاره لهذه الجريمة التي ذهب ضحيتها أبرياء وطاولت صرحاً دينياً له حرمته وقدسيته.

وشكر الرئيس الشرع الرئيس عون على التعزية. لافتاً إلى إجراءات ستتخذ لمنع تكرار ما حصل.

كشف الجريمة

الداخلية السورية كشفت ملابسات التفجير فأعلنت القبض على المنفذين، وهي خلية تتبع لتنظيم "الدولة الإسلامية". وتبيّن أن متزعم الخلية سوري الجنسية، يدعى محمد عبد الإله الجميلي، ويكنّى "أبو عماد الجميلي"، وهو من سكان منطقة الحجر الأسود في دمشق، وكان يعرف بلقب "والي الصحراء" لدى التنظيم.

البطريرك يازجي يرفع الصوت

بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي، توجه إلى الرئيس السوري أحمد الشّرع، خلال وداع ضحايا تفجير كنيسة مار الياس في دمشق، قائلاً: "لا يكفينا اتّصال لتقديم التعازي، نشكركم على المكالمة، لكن الجريمة أكبر من هيك بشوي".

واعتبر يازجي أن الحكومة تتحمل كامل المسؤولية، وقال: "نحن سيادة الرئيس قد هنأناكم بالثورة وعندما صرتم رئيساً للبلاد قمنا بكل ما يجب أن نقوم به، لأننا أبناء هذه البلاد وقمنا بمد اليد وما زلنا ننتظر ان تُمدّ يدٌ إلينا".

توقيف أحد أبرز قياديّي «داعش»

إنجاز أمني لمخابرات الجيش، فبعد سلسلة عمليات رصد ومتابعة أمنية، أوقفت مديرية المخابرات المواطن (ر.ف.)، الملقب بـ"قسورة"، وهو أحد أبرز قياديي تنظيم داعش الإرهابي، وشارك في التخطيط لعمليات أمنية. ضبطت في حوزته كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر الحربية، بالإضافة إلى أجهزة إلكترونية ومعدات لتصنيع الطائرات المسيّرة. وكان الموقوف قد تسلّم قيادة التنظيم في لبنان بعد توقيف سلفه المواطن (م.خ.) الذي عينه التنظيم "والي لبنان"، والملقب بـ"أبو سعيد الشامي"، مع عدد كبير من القادة نتيجة عملية نوعية لمديرية المخابرات بتاريخ 27 /12 /2024.

الحوثيون صداع دائم لأميركا

يبدو أن آخر "أذرع" إيران في المنطقة، ما زال شغالًا، مسؤول عسكري أميركي كبير كشف أمس أن جماعة الحوثي ستُشكل على الأرجح مشكلة مستمرة للولايات المتحدة في المستقبل، حتى بعد توصل واشنطن والجماعة إلى اتفاق الشهر الماضي أنهى حملة جوية أميركية ضدها.

وقال مدير عمليات هيئة الأركان المشتركة: "من المُرجح أن يُشكل الحوثيون مشكلة مستمرة، سنواجهها مجددًا في المستقبل".

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram