بقلم سومر أمان الدين
قد تتغير الوجوه، وتختلف اللحى، لكن الحقد يبقى واحدًا، والإجرام يتخذ أقنعة شتى، لكنه لا يعرف الله.
تفجير كنيسة سيدة النجاة، وتفجير كنيسة مار الياس، مشهدان منفصلان في الزمان والمكان، لكن الجريمة واحدة.
ذاك يلبس البذلة العسكرية ويحمل الصليب على صدره، وهذا يرتدي العباءة ويطلق لحيته باسم الله.
لكن كليهما ينتمي إلى ذات العقل: عقل ميليشياوي، طائفي، يعيش على الكراهية ويقتات على الفتنة.
سمير جعجع وأبو محمد الجولاني… ليسا سوى وجهين لعملة واحدة.
عملة تصنعها غرف العمليات الخارجية، وتموّلها الدماء المسفوكة في الشوارع ودور العبادة.
عملة مهمتها أن ترفع السلاح في وجه الأبرياء، وأن تفجّر بيوت الله باسم الله.
لا تُخدعوا بالمظاهر.
لا الصليب يصنع الإنسان، ولا اللحية تمنح صاحبها قداسة.
الخيانة واحدة، والدم واحد، ودمار الأوطان له ألف قناع، لكن مصدره عقل واحد.
وإن نسي البعض، فنحن لا ننسى.
كل كنيسة هُدمت، كل مسجد انتُهِك، كل شهيد سقط، كل صرخة وجع… شاهدٌ على أن عدونا ليس الدين، وليس الطائفة، بل هو ذلك الذي يتاجر بدماء الأبرياء ليقبض أثمان الخراب.
أنا لست من أبناء ولاية الفقيه، ولا أُسَلِّم فكري لأي مرجع، ولا أُبايع قائدًا لأنه يحمل صفة دينية.
أنا حرٌّ من كل ولاء مذهبي، ومن كل قيدٍ يسعى لتقزيم الفكر وحصار الإنسان.
لكن حين تتكشّف الوجوه وتسقط الأقنعة، لا خيار أمام الأحرار إلا أن يقفوا في الخندق الصحيح.
أنا مع إيران.
لا لأنني أقلّدها، ولا لأنني أُدين لها بالولاء.
أنا معها لأنها لم تركع، ولأنها أدّت قسطها للعلى في معركة الوجود.
أنا معها لأنها أسقطت هيبة أميركا، وكسرت الحصار، وصنعت قوتها.
أنا معها لأنها اختارت أن تكون شوكة في حلق المشروع الصهيوني بينما كثيرون من العرب يلهثون خلف التطبيع.
لا يعنيني مذهب من يقاتل، ولا شكل صلاته، ولا لون رايته.
يعنيني بندقيته إلى أين تتجه.
يعنيني رايته ضد من ترفرف.
أنا مع كل من يصوّب سلاحه إلى صدر الاحتلال، لا إلى ظهر أبناء وطنه.
الخيانة ليست مذهبًا، والطعن ليس عقيدة.
الخيانة مشروع، والفتنة وظيفة.
من سيدة النجاة إلى مار الياس، من بيروت إلى دمشق، من غزة إلى القدس… الدم واحد.
الدم المباح عند خونة الداخل هو ذاته الدم الذي يرتفع عند أحرار الأمة.
أنا منحاز للحقيقة لا للطائفة.
أنا منحاز للمقاومة لا للتبعية.
أنا مع الذين يقاتلون الاحتلال، لا مع الذين يركعون عند أقدام السفارات.
لا تخدعكم اللحى، ولا تغرّكم الألقاب.
الخيانة واحدة… والموقف لا يتجزأ.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :