النووي في الأفق.. سيناريوهات النهاية روائياً

النووي في الأفق.. سيناريوهات النهاية روائياً

 

Telegram

 

في الحديث عن النووي وتبعاته، لا تستحضر الذاكرة سوى هيروشيما وناغازاكي، فاليابان حتى يومنا هذا، تبقى الدولة الوحيدة في العالم، التي اختبرت الكارثة عبر محوٍ شامل، ضرب البشر والحجر في لحظة واحدة. 
 
كان ذلك في نهاية حرب عالمية مريرة، ومع أن اليابان كانت على شفير الاستسلام، لم تتردد الولايات المتحدة في استخدام القنبلة الذرية مرّتين، لتضع حداً دموياً للصراع، وتترك جرحاً إنسانياً غائراً غير قابل للشفاء.
 
هذا المثال، الذي ظنّ العالم أنه سيظل استثناءً في سجل الحروب، يهدّدنا اليوم بأن يتحوّل إلى سابقة قابلة للتكرار. فالتكنولوجيا العسكرية تطوّرت، والعقيدة النووية لم تتغيّر كثيراً: ما زال هناك من يؤمن بأن التلويح بالقوّة القصوى هو ما يصنع الردع، وأن اللعب عند حافة الهاوية يمكن أن يكون وسيلة للسيطرة.
نهاية البشرية في 72 دقيقة
في كتابها الأخير "الحرب النووية: سيناريو" (2024)، ترسم الصحفية الأميركية آني جاكوبسن، صورة قاتمة لما قد يحدث إذا ما انفلتت أوّل شرارة من جحيم السلاح النووي.
 
تقول: "في أقل من 72 دقيقة، ينتهي العالم كما نعرفه، منجزات 12 ألف عام من الحضارة تنهار في دقائق. هذه ليست رواية خيال علمي، بل سيناريو محتمل، ومبني على مقابلات مع خبراء في السياسة والدفاع والردع النووي".
 
تقدّم جاكوبسن محاكاة سردية حيّة ومفزعة، لأسوأ كابوس يمكن أن يعيشه كوكب الأرض. يبدأ كل شيء بإطلاق كوريا الشمالية لصاروخ نووي يستهدف واشنطن ومحطة طاقة في كاليفورنيا. ثم ترد الولايات المتحدة بـــ 82 رأساً نووياً. تمرّ هذه الصواريخ عبر الأجواء الروسية، فتظن موسكو أنها تحت هجوم أميركي وتطلق ألف رأس حربي دفعة واحدة.
 
في اللحظات الأخيرة، تفجّر كوريا الشمالية نبضة كهرومغناطيسية فوق أميركا، فتعمّ الفوضى. ثم تردّ الولايات المتحدة بكامل ترسانتها ضد روسيا. وتنتهي اللعبة.
ما يميّز الكتاب هو واقعيته المخيفة. ليس فيه تهويل مفتعل، بل تحليل بارد للمنطق النووي الحالي، وهو منطق لا يحتمل الخطأ، ولا يرحم التأخير. تفكيك جاكوبسن لهذا المنطق يفضح هشاشته: السلطة النووية الفردية التي تخوّل لشخص واحد فقط  الرئيس، حيث سيكون المسؤول عن الإبادة.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram