افتتاحية صحيفة الأخبار:
جلسة 30 حزيران النيابية: مبارزة سياسية على وقع الحرب الإقليمية: باراك ينتظر أجوبة حول الإصلاحات والسـلاح
فيما المنطقة كلها مشغولة في رصد ارتدادات الضربة الأميركية على منشآت ايران النووية، انشغل لبنان في البحث عمّا يحميه من تداعيات أي تصعيد، خصوصاً أنه يعتبر نفسه في قلب الخطر إذ لا تزال جبهة لبنان "غير محسومة". من هنا، يتمحور التركيز الرسمي في بيروت على ضرورة تجنيب لبنان الانخراط في المواجهة الإقليمية، مع رصد كيفية تصرّف حزب الله مع التطورات، وإن يكن هذا الأمر وحده ما يشغل بال الدولة.
في الساعات الماضية، انشغل المسؤولون في التفكير بما قدّمه المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا السفير لدى تركيا توماس باراك إليهم أثناء زيارته إلى بيروت الأسبوع الماضي، إذ أشار أمامهم أنه سيعود "بعد ثلاثة أسابيع للحصول على جواب".
وباراك الذي أكّد أنّ "رئيسه دونالد ترامب جدّي جداً في التعامل مع الملف اللبناني وأنّ على اللبنانيين أن يقدّموا شيئاً جدّياً في ما يتعلّق بملف سلاح حزب الله"، أبلغَ المعنيين أنه "يجب أن يحصل على جواب واضح".
وعلمت "الأخبار" أنّ البحث جارٍ حول صيغة محدّدة للاتفاق عليها وتقديمها للمبعوث الأميركي عندَ مجيئه، إلا في حال حصول طارئ ما مرتبط بالحرب بدّل في موعد الزيارة، ومن بين الأفكار المطروحة لا سيّما من قبل الفريق بالمحيط برئيس الجمهورية، عرض "تزامني" يقوم على تنفيذ إسرائيل انسحابها من النقاط التي احتلتها ووقف اعتداءاتها، وفي نفس الوقت تقدّم الدولة اللبنانية بالتنسيق مع حزب الله خطوة كبيرة بشأن السلاح، وليس بالضرورة أن تكون جنوب الليطاني.
ويأتي هذا العرض بينما ينقسم اللبنانيون حول الأولويات، نزع السلاح أولاً أو الانسحاب الإسرائيلي، إذ ثمّة مَن يريد للبنان التخلّي عن كل أوراق القوة مقابل لا شيء، علماً أنّ إسرائيل نفسها رفضت أي دعوة للانسحاب والالتزام بقرار وقف إطلاق النار وتصرّ على نزع السلاح بالكامل من دون تقديم أي وعود أو ضمانات في المقابل.
أما الجانب الآخر من مهمة باراك، فيتعلّق ببرنامج الإصلاحات في لبنان، إذ كشفت مصادر مطّلعة أنّ المبعوث الأميركي تحدّث مطولاّ عن أنّ مسار الإصلاحات المالية والاقتصادية في لبنان لا يزال بطيئاً، وأنّ هناك ملاحظات على كثير من التعيينات التي جرت، وهناك خشية من عودة لبنان ليتعامل مع النظام المالي والنقدي وفق رغبات النافذين من أصحاب المصارف.
ويفترض أن يبحث باراك في زيارته المقبلة هذه النقاط، إضافة إلى ما أسمته المصادر "سلوك الرّؤساء حيال المسائل الداخلية".
وقد نوقِش أمس ملف الحرب على طاولة هيئة مكتب المجلس في عين التينة، برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري، وفي حضور نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب وأمينَي السر النائبين هادي أبو الحسن وآلان عون والمفوضين النواب ميشال موسى وكريم كبارة وهاغوب بقرادونيان وأمين عام مجلس النواب عدنان ضاهر.
وكرّر برّي أنّ لبنان لن يدخل في هذه المعركة وحزب الله ملتزم بعدم الانخراط، مذكّراً بأن المقاومة لم تطلِق رصاصة واحدة منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار في تشرين الثاني الماضي، فعلّق أبو صعب إنّ "القلق ليس من لبنان وإنما من النوايا الإسرائيلية، إذ يُمكن للعدو أن يبادر إلى عمل عدواني للهروب من أزمته".
وأمام هذه التطورات والهواجس، تقرّر عقد جلسة نيابية في 30 حزيران الجاري، قالت مصادر نيابية إنها "ستكون مخصّصة لإقرار قوانين عاجلة، لا سيّما تلكَ التي أرسلتها الحكومة، خاصة المنح المالية التي أقرّتها الحكومة للعسكريين، واتفاقيات الحكومة مع البنك الدولي وتحديداً اتفاق القرض بقيمة 250 مليون دولار مع البنك الدولي المخصّص لتحديث قطاع الكهرباء، والـ200 مليون دولار المخصّصة للزراعة.
وفيما قالت المصادر إنّ "المشاريع المتعلّقة بقانون الانتخابات قد تطرح في الجلسة خصوصاً مع إصرار حزب القوات على تهريب اقتراح قانون بصفة المعجل المكرّر بعيداً من اللجان وذلك قد يثير نقاشاً محتدماً"، توقعت المصادر أن تتحول الجلسة إلى حلبة اشتباك سياسي خصوصاً أنها تعقد للمرة الأولى بعد بدء الحرب، وتوسع رقعة الانقسام الداخلي والتحريض المتزايد على حزب الله بحجة أنه قد يورط لبنان في الحرب اسناداً لإيران.
***********************************************
افتتاحية صحيفة البناء:
إيران ترد على عدوان أميركا باستهداف قيادة المنطقة الوسطى في «عديد قطر»
ترامب يعلن التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب بين إيران و«إسرائيل» خلال 24 ساعة
يوم حافل صاروخياً يهزّ تل أبيب ويقطع كهرباء اسدود ويصيب منشآت استراتيجيّة
السؤال المحوري الذي يُطرح بقوة بعد الرد الإيراني على العدوان الأميركي وإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن عدم رغبته بالرد وتوجيهه الشكر لإيران لإبلاغ مسبق بنيّة الردّ وتفادي وقوع ضحايا، هو ماذا عن “إسرائيل”، وكيف يمكن أن تقفل المنازلة الإيرانية الإسرائيلية بعدما بدا أن المنازلة الأميركية الإيرانية قد أقفلت؟
الجواب الذي قدّمه الرئيس ترامب يقول بأن اتفاقاً تمّ التوصل إليه لوقف إطلاق النار فجر اليوم، يضمن خلال اثنتي عشرة ساعة انتهاء الحرب بين “إيران” و”إسرائيل”، دون أن يوضح التفاصيل وجوهر الاتفاق، ودون أن يصدر ما يوضح ويؤكد ذلك من طهران وتل أبيب.
إيران اتخذت قرارها الشجاع وخاطرت بدخول حرب مع أميركا، وهي في قلب المنازلة مع “إسرائيل”، حيث استهدفت قيادة المنطقة الأميركية الوسطى التي أدارت الهجوم المزدوج على إيران، الذي نظّمته قيادة المنطقة الوسطى بغواصات أطلقت صواريخ توماهوك وطائرات بي 2 الشبحيّة التي أطلقت قنابل جي بي يو 57 المتخصّصة باستهداف الأهداف العميقة في باطن الأرض، وتمثّل الرد بإطلاق دفعة من الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى استهدفت القاعدة الأميركية، وجاء بيان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد تغريدة أول أمس تحدّث فيها عن تغيير النظام، ليعلن أنه يريد السلام ولا يريد الحرب، ويلحق ذلك بتغريدة قال فيها، “تهانينا للجميع! وافقت «إسرائيل» وإيران على وقف إطلاق نار شامل وكامل (بعد حوالي ست ساعات، بعد أن تُكمل «إسرائيل» وإيران مهمتيهما الأخيرة والمستمرّة!) لمدة ١٢ ساعة، وعندها تُعتبر الحرب منتهية! رسميًا، ستبدأ إيران وقف إطلاق النار، وفي الساعة ١٢:٠٠، ستبدأ «إسرائيل» وقف إطلاق النار، وفي الساعة ٢٤:٠٠، سيُعلن العالم رسميًا انتهاء الحرب التي استمرّت ١٢ يومًا». وأضاف «خلال أي وقف لإطلاق النار، سيبقى الطرف الآخر مسالمًا ومحترمًا. وبافتراض أن الأمور تسير كما ينبغي، وهو ما سيحدث، أودّ أن أهنئ كلا البلدين، «إسرائيل» وإيران، على امتلاكهما القدرة على التحمّل والشجاعة والذكاء لإنهاء ما يُسمّى «حرب الاثني عشر يومًا».
وختم ترامب بالقول «هذه حربٌ كان من الممكن أن تستمرّ لسنواتٍ وتدمر الشرق الأوسط بأكمله، لكنها لم تقع ولن تقع أبدًا! حمى الله «إسرائيل»، حمى الله «إيران»، حمى الله الشرق الأوسط، حمى الله الولايات المتحدة الأميركية، حمى الله العالم!».
ما أعلنه الرئيس الأميركي بقي دون تفاصيل حول ماهية الاتفاق، ودون تأكيد الاتفاق من أي طرف آخر خصوصاً إيران و»إسرائيل»، وبانتظار أن تصدر التوضيحات اللازمة، سيبقى الإعلان على ذمة ترامب وحده، مع أهمية أن الكلام صادر عن الرئيس الأميركي ولا يُعقل أن يكون مجرد تمنيات، خصوصاً أنه جاء عقب زيارة وزير خارجية إيران عباس عراقجي إلى موسكو ومواقف روسيّة مساندة لإيران واستعدادات لتزويدها بحاجاتها من السلاح، وعلى الأرجح مفاوضات روسية اميركية حول مستقبل الحرب، ربما تكون وفرت الفرص للتوصل إلى الاتفاق الذي شكلت ضربة إيران قاعدة العديد أحد بنوده، بعدما كان نهار أمس يوماً صاروخياً حافلاً في كيان الاحتلال أصاب تل أبيب منه نصيب كبير وتسبب بانقطاع الكهرباء في أسدود، وإصابة منشآت استراتيجية شمالاً وجنوباً.
ظلّ لبنان تحت تأثير موجة الأحداث الساخنة التي تضرب الشرق الأوسط والخليج منذ العدوان الإسرائيلي على إيران الأسبوع الماضي، وما تلاها من تداعيات دفعت بالولايات المتحدة الأميركية للدخول على خط الحرب الإيرانية – الإسرائيلية واستهداف المنشآت النووية في إيران التي ردت أمس بقصف قاعدة العديد الأميركية في قطر، ما يضع المنطقة أمام احتمالين وفق مصدر مطلع على الوضع الإقليمي والدولي: أن تكون الضربة الأميركية والرد الإيراني منسقاً ولو بشكل غير مباشر لرغبة الطرفين بتجنب الحرب بينهما ووضع نهاية للتصعيد بين «إسرائيل» وإيران مع حفظ ماء وجه «تل أبيب» وبالتالي فتح مسار الدبلوماسية من جديد نحو اتفاق أميركي – إيراني يشمل المنطقة إلى جانب الملف النووي، أو تسارع وتيرة التصعيد الأميركي ضد إيران التي ستضطر مجدداً إلى استهداف قواعد أميركية عسكرية جديدة في دول خليجية أخرى وبالتالي تحول الحرب الى إقليمية ستترك تداعيات كبرى اقتصادية وأمنية وسياسية وبيئية على المنطقة برمتها وما يزيد الخطر هو دخول قوى إقليمية وربما دولية على خط الصراع وتتحول حرباً طويلة الأمد لا أحد يعرف نهاياتها التي ستكون كارثيّة على الجميع. ووفق ما يشير المصدر لـ»البناء» فإن «اتصالات أميركية – روسية – صينية – أوروبية تجري دورياً لاحتواء التصعيد، حيث أعلنت موسكو عن استعدادها للوساطة بين الأطراف المتحاربة، وكذلك تضغط الصين عبر مجلس الأمن الدولي لوقف النزاع والعودة إلى طاولة التفاوض فيما الأوروبيون يتفاوضون مع طهران عبر اجتماعات الرباعية في فيينا، ويجري البحث عن حلول تبدأ بوقف إطلاق النار والاتفاق على نقاط عدة، لكن هذه المفاوضات إن بدأت بشكل جدي ورسمي فإنها ستأخذ وقتاً طويلاً ولن تكون على البارد بل عالحامي».
وسادت أجواء من الترقب والحذر الداخل اللبناني في ظل مخاوف من امتداد شرارة الحرب الى لبنان مع التصعيد الإسرائيلي العسكري والسياسي ضد لبنان، إضافة الى اقتحام خلاف جديد الوضع السياسي والحكومي الداخلي بعد استهداف إيران للقاعدة الأميركية في قطر، حيث انقسم المسؤولون كما الشارع حيال تقييم الضربة وموقع واصطفاف لبنان بين إيران وقطر، حيث سارع رئيسا الجمهورية والحكومة الى إدانة الضربة الإيرانية لقطر.
وأعرب رئيس الجمهوريّة جوزاف عون عن إدانته “«الاعتداء» الّذي تعرّضت له دولة قطر”، معتبرًا أنّه “يشكّل انتهاكًا لسيادة دولة شقيقة، وخطوة من شأنها زيادة التوتّر في المنطقة، واتساع رقعة المواجهات العسكريّة، فضلًا عن تأثيرها السّلبي على المساعي الجارية لوقف التّصعيد والعودة إلى طاولة المفاوضات، الّتي من شأنها وحدها إيجاد الحلول المناسبة الّتي تعيد الهدوء والاستقرار إلى المنطقة”. ورأى في تصريح، أنّ “قطر الشّقيقة الّتي لعبت دائمًا دورًا إيجابيًّا لحل النّزاعات الّتي شهدتها المنطقة في السّنوات الماضية ولا تزال، تلقى من لبنان رئيسًا وشعبًا كل التّضامن والدّعم، في ما يحفظ سيادتها وسلامة أراضيها وشعبها الشّقيق”.
بدوره، استنكر رئيس مجلس الوزراء نواف سلام بأشد العبارات «الاعتداء» الذي تعرّضت له دولة قطر الشقيقة، وأكد تضامن لبنان الكامل معها حكومة وشعباً.
وأجرى رئيس الجمهورية مساء أمس اتصالاً هاتفياً بسلام مطمئناً بعد هبوط الطائرة التي كانت تقله إلى قطر في مملكة البحرين بعد إغلاق المجال الجوي القطري نتيجة «الاعتداء» التي تعرّضت له دولة قطر مساء اليوم. وأجرى الرئيسان عون وسلام تقييماً للتطورات المستجدّة.
ووفق المعلومات تمّ تحويل مسار طائرة سلام إلى البحرين جراء الضربات الإيرانية على قطر.
وأفيد بأنّ شركة طيران الشرق الأوسط ألغت رحلاتها للّيلة أمس إلى قطر والإمارات، أمّا الطّائرة الّتي كانت متوجّهة إلى قطر وعلى متنها سلام فحطّت في البحرين، حيث قامت بتعبئة الفيول للعودة إلى لبنان، إذا تمكّنت من الحصول على موافقة السّلطات البحرينيّة.
وأعلنت شركة طيران شرق الأوسط الخطوط الجوية اللبنانية في بيان “إلغاء رحلاتها من العراق وإليه (بغداد وإربيل والنجف) أمس نظراً لاستمرار إغلاق المجال الجوي العراقي”.
ميدانياً، شنّ العدو الإسرائيلي موجة غارات عنيفة على مناطق عدة في جنوب لبنان، استهدفت أطراف انصار- الزرارية وتبنا – البيسارية وعزة وبصليا ووادي حومين الفوقا، وعلى أطراف المحمودية ومنطقة البريدج في اطراف بلدة جباع وكفرملكي.
كما شنّت الطائرات المعادية سلسلة غارات قويّة على الدمشقية والعيشية والريحان والمحمودية والقطراني وسمع صداها في أرجاء الجنوب. كما ألقت محلقة إسرائيلية قنبلة صوتية باتجاه عائلة كانت تتفقد منزلها في خلة وردة في عيتا الشعب.
ووضعت أوساط سياسيّة التصعيد الإسرائيلي في إطار محاولة الحكومة الإسرائيلية ترميم قوة الردع الإسرائيلية التي تآكلت في الحرب مع إيران بعد الضربات القاسية التي تلقتها خلال عشرة أيام وحرف الأنظار عن الخسائر وانهيار الأوضاع الداخليّة وبالتالي رفع معنويات المستوطنين والجبهة الداخلية المنهارة. ولفتت الأوساط لـ”البناء” الى أن التصعيد أيضاً هو ضربة استباقية لحزب الله تحمل رسائل تحذير إسرائيلية لقيادة حزب الله وللحكومة اللبنانية من مغبة دخول الحزب على خط الحرب الإسرائيلية الأميركية – الإيرانية، ما يحمل مخاوف إسرائيلية واضحة من دخول جبهات أخرى في المنطقة إلى جانب إيران ما يجعل الوضع الإسرائيلي كارثياً ويضع مستقبل الكيان على طريق الزوال”.
وتشير جهات على صلة بموقف المقاومة لـ”البناء” الى أن قيادة المقاومة في لبنان تراقب بدقة التطورات المتسارعة والدخول الأميركي على خط استهداف إيران، وترى بأن إيران ربحت الجولة الأولى من الحرب مع “إسرائيل” وأسقطت أهدافها الأساسية وألحقت بالكيان خسائر استراتيجية وتاريخية وتملك إيران قدرات وإمكانات تمكنها من الدفاع عن نفسها والصمود لوقت طويل، وبالتالي ليست بحاجة حتى الآن لأي مساعدة من حلفائها في المنطقة، وبالتالي دخول الحزب قد لا يكون ضرورة في هذه المرحلة، لكنه يستكمل جهوزيته لمواجهة كافة الاحتمالات من ضمنها استدارة إسرائيلية إلى لبنان لاستكمال الحرب بشكل موسع لتحقيق أهداف خبيثة تتعلق بمشروع الشرق الأوسط الجديد وللتعويض عن خسائر الكيان الكبرى بالحرب مع إيران. وفي كافة الأحوال وفق ما تؤكد الجهات أن الجمهورية الإسلامية في إيران لن تُترك وحدها في مرحلة ما.
وأعلن الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في حديث لموقع “العهد” أن “«الاعتداء» على إيران سيكون له أثمان كبيرة جداً لأن المنطقة بأكملها في خطر”. وقال: “إيران ستنتصر لأنَّها صاحبة حق ومُعتدًى عليها… ولديها قيادة الولي الفقيه الشجاع والمصمّم على أن تكون إيران عزيزة وقوية”. وأضاف قاسم: “إيران لديها شعبٌ متماسك ترك خلافاته ليكون موحَّداً في مواجهة العدوان الأميركي الإسرائيلي”. وشدّد على أن “تهديد ترامب باغتيال الإمام الخامنئي عملٌ دنيء وفي الوقت نفسه دليلُ ضعف”، لافتاً إلى أن “الرئيس الأميركي جاهلٌ مكانة هذا المرجع الكبير عند المسلمين وفي العالم وجاهلٌ للتداعيات الخطيرة لمثل هذه التهديدات».
************************************************
افتتاحية صحيفة النهار
التداعيات الاقتصادية للحرب تنافس القلق الأمني… تصعيد مفاجئ جنوباً يتّسع إلى شمال الليطاني
الوقائع الضاغطة باتت تكشف التراجع المتدحرج في الحجوزات المتصلة بحركة السياح، كما في انعكاس حركة المطار في اتجاه المغادرة بعدما شهدت المنطقة أجواء حربية أدت إلى شلّ معظم الحركة الجوية المدنية
مع أن النقطة المحورية التي تشغل المسؤولين الرسميين والقوى السياسية منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية – الإيرانية تتركز على تجنيب لبنان أي تورّط في الحرب وتداعياتها من خلال “الحزب” تحديداً، فإن المواقف المجمعة على محاذير هذا الاحتمال وأخطاره لم تحجب الجانب الآخر من تداعيات الحرب المتصلة بآثارها المباشرة على الواقع الاقتصادي، والتي بدأت تتّسع بشكل ملحوظ بعد اقتراب الحرب من طي أسبوعها الثاني. وإذ يحاذر المسؤولون في الغالب إبراز المعطيات والمعلومات المتصلة بتراجع الرهانات اللبنانية على صيف واعد وموسم سياحي، كانت التوقعات حياله قد بلغت الحديث عن مئات ألوف الوافدين والسياح والمغتربين تجنباً لتعميم مناخ تشاؤمي، فإن الوقائع الضاغطة باتت تكشف التراجع المتدحرج في الحجوزات المتصلة بحركة السياح، كما في انعكاس حركة المطار في اتجاه المغادرة بعدما شهدت المنطقة أجواء حربية أدت إلى شلّ معظم الحركة الجوية المدنية. وتشير الأوساط المعنية في هذا الصدد إلى أن تراجع الرهانات على الموسم السياحي الصيفي بالإضافة إلى ترقّب انحسار الحرب للعودة إلى ملفات إعادة الإعمار ودعم لبنان والمشاريع العالقة في كل هذا المجال، صارت تشكّل الأولويات الضاغطة الأساسية على الحكومة والدولة كلاً، بما يفسر جانباً من جوانب اندفاع أهل الحكم إلى التشديد المتكرر على تجنيب لبنان أي انزلاق نحو التورّط في الحرب.
وفي سياق تزخيم شبكة التواصل بين لبنان ودول الخليج العربي، توجه رئيس الحكومة نواف سلام بعد ظهر أمس إلى قطر ووصل الى الدوحة قبل إقفال الأجواء أمام الملاحة الجوية عصراً. ومن المقرر أن يلتقي سلام اليوم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. وأمس اجتمع سلام في السرايا مع المستشار الاقتصادي للمبعوث الخاص لرئيس الجمهورية الفرنسية إلى لبنان جاك دو لا جوجي وتناول البحث المستجدات في مسار الإصلاحات الاقتصادية في لبنان، بما يتضمن قانون إعادة هيكلة المصارف المحال من الحكومة إلى المجلس النيابي، كذلك إعداد قانون الفجوة المالية، تمهيداً لإبرام الاتفاق مع صندوق النقد الدولي والتحضيرات الجارية لعقد مؤتمر المانحين في فرنسا.
في غضون ذلك، تقرّر عقد جلسة تشريعية لمجلس النواب الاثنين 30 حزيران الحالي. وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري ترأّس لهذه الغاية في عين التينة اجتماعاً لهيئة مكتب مجلس النواب. ولم يغب الوضع الحرج للبنان وسط مجريات الحرب عن الاجتماع، إذ نقل نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب حول الخشية من تمدّد الصراع بين إيران وإسرائيل إلى لبنان عن الرئيس بري أنه “عاد وأكد لنا أنه منذ إعلان وقف إطلاق النار إلى اليوم، المقاومة في لبنان لم تطلق ولا رصاصة، والرئيس بري باقٍ على كلامه وإن شاء الله لبنان يبقى محايداً، ولكن لا يكفي أن نكون مقتنعين بذلك، المطلوب من العدو الإسرائيلي أن يقتنع، لأنه إذا وصل العدو إلى مكان يبحث فيه عن مخرج ما، الخشية أن يفتعل هو مشكلة، أما نحن في لبنان حتى الآن، فكل القيادات والرئيس بري ورئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء هم في الاتجاه نفسه”.
وفي المقابل، مضى الأمين العام لـ”الحزب”، الشيخ نعيم قاسم في إبراز مواقف الحزب المتضامنة مع إيران، فاعتبر أن “إيران ستنتصر لأنَّها صاحبة حق ومُعتدَى عليها”. وقال إن “إيران لديها قيادة الولي الفقيه الشجاع والمصمّم على أن تكون إيران عزيزة وقوية”. وشدّد على أن “تهديد ترامب باغتيال الإمام الخامنئي عملٌ دنيء وفي الوقت نفسه دليلُ ضعف”، وقال: “الاعتداء على إيران سيكون له أثمان كبيرة جداً لأن المنطقة بأكملها في خطر”. وشدّد على أننا “نحتفظ لأنفسنا بالقرار والخيار المناسب الذي نتخذه في وقته إذا لم تنجح فرصة الدولة في تحقيق أهدافها”، لافتاً إلى أنه “على الدولة أن تمارس كلّ ضغوطها وتستثمرعلاقاتها الدولية لتُلزم إسرائيل بالانسحاب”، وأعلن أن “المقاومة حاضرة لأي خيار تتخذه الدولة لوقف العدوان وانسحاب إسرائيل”.
أما في الجانب الإسرائيلي، فأكد مسؤول إسرائيلي لمحطة “الحدث” أن “الحزب لم يشارك في القتال إلى جانب إيران لأنه تعرّض للردع”، واعتبر أن “إنجازاتنا في سوريا ولبنان قللت من احتمال تورط “الحزب” في العملية الحالية”.
وشهد الوضع في الجنوب تصعيداً إسرائيلياً لافتاً بعد ظهر أمس، إذ شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات جوية اتّسعت نحو شمال الليطاني وشملت الزهراني والنبطية، مستهدفاً المنطقة الواقعة بين مزرعة المحمودية وبلدة العيشية. وطاولت الغارات العنيفة أطراف بلدات انصار- الزرارية وتبنا- البيسارية قضاء صيدا وعزة وبصليا ووادي حومين الفوقا. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف مواقع عسكرية ومنصات صاروخية لـ”الحزب” شمال الليطاني، واعتبر أن وجود اسلحة للحزب في شمال الليطاني يُعد خرقا للتفاهمات.
وأدى سقوط بقايا صاروخ اعتراضي في المنطقة الواقعة بين مجدل سلم وخربة سلم في قضاء بنت جبيل، إلى نشوب حريق في المنطقة. وسُمِعت أصوات قوية في معظم بلدات الجنوب نتيجة الصواريخ الاعتراضية. كما حلّق الطيران المسيّر الإسرائيلي، في أجواء عدد من القرى والبلدات في قضاء صور، خصوصاً تلك البلدات المحاذية لمجرى الليطاني من القاسمية حتى طيرفلسيه، وأيضاً فوق الضاحية الجنوبية حيث كشف الجيش اللبناني على أحد الأبنية في منطقة الحدث – حي الأميركان بحثاً عن وسائل عسكرية.
في جانب آخر من المشهد الداخلي، سُجل تفاعل واسع لردود الفعل اللبنانية المنددة بالانفجار الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار الياس للروم الأرثوذكس في حي الدويلعة في دمشق أول من امس. وأبرق الرئيس جوزف عون إلى الرئيس السوري أحمد الشرع معزياً بضحايا التفجير الإرهابي. ودان البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي التفجير محذراً من انقلاب على حقيقة هذا الشرق.
ودانت الهيئة التنفيذية لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان “بأشدّ العبارات التفجير الإرهابي، واعتبرت أن هذا الاعتداء المشين لا يستهدف فقط المؤمنين المسيحيين، بل يطال القيم الإنسانية والدينية جمعاء، ويُظهر مجددًا الوجه البشع للإرهاب الذي لا يفرّق بين مكان مقدّس وآخر، ولا يعرف حرمة لزمان أو لمكان.
وتعبّر الهيئة التنفيذية عن تضامنها العميق مع بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، ومع عائلات الشهداء والجرحى” . كما دان التفجير عدد كبير من الشخصيات، وقال رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في السياق، إن “أقصى تمنياتنا أن يتولى الحكم الجديد في دمشق ملاحقة فلول “داعش” حتى آخر واحد منهم، وأقصى تمنياتنا أيضاً أن تبادر دول المنطقة والعالم بأسره إلى ملاحقة هذا السرطان ومكافحته حتى القضاء عليه نهائيا”.
*******************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
إيران تستهـدف القاعدة الأميركية في قطر… ترامـب: شكـراً إيـران.. حان الآن وقت السلام
نار الحرب في تسارع ملحوظ على مثلث المواجهة المفتوحة بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، وباتت تنذر بسقوطها في المحظور الخطير الذي يهدّد بوضع المنطقة برمّتها على كفّ احتمالات مجهولة. والجديد في ذروة اشتعال المواجهات الجوية والصاروخية بين إسرائيل وإيران، حوّلت إيران استهدافاتها إلى القواعد العسكرية الأميركية في الخليج، وأطلقت ما سمّتها عملية «بشائر الفتح»، وركّزت بصورة خاصة على قاعدة «العديد» في قطر باستهداف صاروخي لها رداً على الضربة الأميركية التي استهدفت منشآتها النووية.
وذكر موقع «إكسيوس»، انّ عدداً من الصواريخ سقط في القاعدة. ونقلت قناة «الجزيرة» عن مسؤول أميركي انّه لم تُسجّل أي إصابات في صفوف القوات الأميركية في قطر.
وقال ترامب على موقعه «تروث سوشيل»: «أود أن أشكر إيران على التحذير المُبكر، الذي سمح بعدم فقدان أرواح وعدم إصابة أي أحد في قاعدة العديد في قطر، ربما الآن يمكن لإيران أن تتقدم نحو السلام والانسجام في المنطقة، وسأشجع بحماس إسرائيل على أن تفعل الشيء نفسه».
واعتبر ترامب بان «ايران ردّت رسميًا على تدميرنا لمنشآتها النووية برد ضعيف جدًا، وهو ما كنا نتوقعه، وقد تصدينا له بفعالية كبيرة. تم إطلاق 14 صاروخًا – أُسقط منها 13، وصاروخ واحد تُرك لأنه كان متجهًا نحو وجهة غير مهددة. يسعدني أن أبلغكم أنه لم يُصب أي أميركي بأذى، ولم تُسجل أضرار تُذكر. والأهم من ذلك، أنهم أخرجوا ما في صدورهم، ونأمل ألا يكون هناك المزيد من الكراهية».
وقد أشاع هذا التطور حالاً من التوتر الشديد في دول الخليج، وخصوصاً في نقاط انتشار القواعد الأميركية التي رفعت مستوى استنفارها في مواجهة هذا التطوّر. كما فرض حالاً من الترقب لردّ الفعل الأميركي على هذا الإستهداف، ولاسيما أنّ الولايات المتحدة حذّرت إيران من مغبة التعرّض لقواعدها في المنطقة. وبرز ما نقلته شبكة «سي.إن.بي.سي» عن مسؤول في الإدارة الأميركية، «أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتواجد في غرفة العمليات مع وزير الدفاع ورئيس الأركان المشتركة، وذلك بالتزامن مع بدء الهجوم الإيراني». وكان الأبرز ما نقلته شبكة «سي ان ان» عن مسؤول في البيت الأبيض بأنّ «الرئيس ترامب مستعدّ للتصعيد العسكري إذا لزم الأمر». الّا انّه أضاف «انّ ترامب لا يرغب في مزيد من التدخّل العسكري في المنطقة».
وفيما قال مسؤول إسرائيلي انّ الهجوم الإيراني «بدا أكبر مما كان يُقدّر في البداية»، أعلن الحرس الثوري الإيراني «أنّ القواعد الأميركية والأهداف العسكرية المتنقلة في المنطقة ليست نقطة قوة في هذا الدفاع الوطني، بل هي نقطة ضعف وشوكة في خاصرة هذا النظام المولع بالحروب، وانّ رسالة العمل الحاسم الذي قام به أبناء الأمّة في القوات المسلحة واضحة وصريحة للبيت الأبيض وحلفائه، بأنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تترك اي اعتداء على سلامة اراضيها وسيادتها وأمنها الوطني دون ردّ تحت أي ظرف من الظروف».
واكّد المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني «أنّ الهجوم على قاعدة العديد في قطر، هو ردّ يأتي في إطار الردّ بالمثل وبما يتوافق مع القوانين الدولية وحق الدفاع المشروع لقواتنا المسلحة. وقد نُفّذت العملية بنجاح تام مستهدفة قاعدة العديد الجوية الأميركية التي تعدّ من أكبر القواعد الأميركية في المنطقة»، لافتاً إلى «انّ عدد الصواريخ المستخدمة مساوٍ لعدد القنابل التي استخدمتها الولايات المتحدة في هجومها على المنشآت النووية». وقال: «انّ الهدف العسكري الذي تمّ ضربه يقع بعيداً من المناطق السكنية والمراكز الحضرية في دولة قطر، ولم تنطوِ العملية على ايّ تهديد أو خطر على الشعب القطري الشقيق او على أمن الدولة القطرية».
وقال الرئيس الإيراني مسعود بزكشيان: «لم نكن البادئين بالحرب ولم نكن نرغب بها، لكننا لن نترك العدوان على إيران العظيمة من دون ردّ. وسندافع عن أمن هذا الوطن العزيز بكلّ كياننا وسنردّ على كلّ جرح يصيب إيران بإيمان وحكمة وعزيمة».
وأثارت الضربة الإيرانية ردود فعل عربية ودولية، مستنكرة التصعيد ومندّدة بالاعتداء على سيادة قطر. واعلنت الدوحة «انّها تحتفظ بحقها في الردّ»، ورأت الخارجية القطرية «انّ استمرار مثل هذه الأعمال العسكرية التصعيدية من شأنه أن يقوّض الأمن والاستقرار في المنطقة».
على انّ اللافت للانتباه في هذا المجال، ما ذكرته صحيفة «نيويورك تايمز» حول انّ «إيران أخطرت قطر مسبقاً بالهجمات على قاعدة العديد الأميركية»، وقالت: «انّ إيران نسّقت الهجمات على قاعدة العديد مع مسؤولين قطريين». وايضاً ما كشفته وكالة «رويترز» عن انّ «إيران أبلغت الولايات المتحدة قبل ساعات من شنّها هجمات على قطر، وأبلغت الدوحة أيضاً». وبعد الضربة على القاعدة الأميركية نقلت «رويترز» عن مسؤول إيراني قوله: «نتحلّى بالعقلانية لبدء عملية ديبلوماسية بعد معاقبة المعتدي». وكانت «رويترز» قد نقلت في وقت سابق أمس، عن مسؤولين أميركيين قولهم «إنّ واشنطن لا تزال تسعى إلى حل ديبلوماسي، لكنها ترى في الوقت نفسه خطرًا كبيرًا لردّ إيراني وشيك يستهدف القوات الأميركية». وقال أحد المسؤولين للوكالة «إنّ الردّ الإيراني المحتمل قد يحدث خلال يوم أو يومين».
سبحة طويلة
وعلى المسرح الحربي ذاته، سبحة طويلة من الأسئلة المتراكمة في الأجواء الإقليمية، تكرّ سؤالاً تلو سؤال، يتوخى كلّ منها جواباً ملحّاً – حول ما هو مخفي – لا يبدو ميسّراً حتى لدى العالمين بالغيب السياسي والعسكري وعباقرة التحليل، ومنها؛
إلى أين تتّجه الحرب، أم أنّها ستطول وتستمر وتستعر اكثر؟
ما هي الخطوة الأميركية التالية بعد ضرب المنشآت النووية الإيرانية؟
هل إنّ هدف الضربة الأميركية هو تدمير البرنامج النووي أم هي تمهيد لهدف تغيير النظام؟
هل انتهى البرنامج النووي الإيراني فعلاً؟
هل فشلت الضربة الأميركية، وهل دقيق ما يُقال عن أنّ ترامب تسرّع فيها، وتورّط في حرب مفتوحة وشاملة قد لا تكون فيها إيران وحدها بل معها حلفاؤها في محورها وفي مقدمهم الروس والصينيون؟
ماذا لو بيّنت الوقائع فعلاً أنّ البرنامج النووي لم ينته، فهل سيعيد ترامب الكرّة بصورة أقسى وأعنف؟
ماذا عن إسرائيل التي هللت لما اعتبرته الانتصار التاريخي العظيم وزوال الخطر النووي، من ثمّ عادت لتطرح عبر مستوياتها الإعلامية والعسكرية شكوكاً حول تدمير البرنامج النووي، فهل ستستمر في حربها على إيران؟
إذا كان هدف واشنطن هو البرنامج النووي فقط ولا تستهدف تغيير النظام في إيران، فماذا ستفعل إذا ما استمرت إيران في توجيه الضربات الصاروخية لإسرائيل؟
هل إنّ فرص وقف الحرب ما زالت متوفّرة؟
هل تحتمل إسرائيل حرباً طويلة الأمد، وكذلك الأمر بالنسبة إلى إيران؟
أيّ إيران بعد الحرب؟
أيّ إسرائيل بعد الحرب؟
إيران هدّدت بإغلاق مضيق هرمز فهل ستفعل، وماذا لو فعلت؟
أيّ منطقة بعد هذه الحرب، وأيّ واقع إقليمي ودولي سينتج منها؟
متاهات ملغومة!
العالم كلّه يبدو متحفّزاً للتطوّرات، والميدانان العسكري والسياسي في أعلى درجات التجييش الحربي، ومساحة المخاوف آخذة في الإتساع من مفاجآت تُسرّع الإنزلاق نحو واقع اقليمي ودولي خطير يتنازعه معسكران متواجهان في متاهات مجهولة وملغومة بالإحتمالات الصعبة، وهو ما تتقاطع قراءات وتحليلات وصفت بالعاقلة، على التحذير من عواقب هذا الإنزلاق – إنْ وقع – على مساحة العالم بأسره.
وبمعزل عن الإنتصارات المعلنة من هذا الجانب أو ذاك، فإنّ تقديرات المحلّلين تتفق على أنّ ادعاء النصر والحسم المسبق في واقع حربي مفتوح، لا يمكن حسمه بالتصريحات والمواقف المعلنة، بل من الارض وما حدث عليها، فضلاً عن أنّه يجافي وقائع الحرب الضروس التي تتبدل وتتقلّب في كلّ ساعة ربطاً بما يخفيه دخانها من إمكانات مجهولة ومفاجآت غير محسوبة. وخصوصاً انّ الحرب ما زالت في بداياتها، وكل الأطراف تتحضّر للأسوأ وكأنّها متيقنة من انزلاق الامور نحو اشتعال اكبر واوسع على مستوى المنطقة. ولعلّ أكثر شراراتها اشتعالاً يتبدّى في تلويح إيران بإغلاق مضيق هرمز، وفي التهديد الأميركي من مغبة لجوء إيران إلى الردّ او إلى إغلاق المضيق، حيث يُعتبر هذا الإجراء بمثابة إعلان حرب اقتصادية عالمية. وقد أطلق البيت الأبيض إشارة بالأمس قال فيها انّ واشنطن تراقب من كثب الوضع في مضيق هرمز، ومن الغباء أن يتخذ النظام الإيراني خطوة إغلاق المضيق. وثمة واحدة من هذه الشرارات قد تبدّت في الساعات الأخيرة مع اعلان رئيس مجلس الشورى الإيراني تعليق التعاون مع وكالة الطاقة الذرية.
حشد الدعم
وفيما تحاول إيران حشد حلفائها، وتبرز في هذا السياق زيارة وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي إلى موسكو أمس، والمحادثات التي وصفت بالمهمّة، التي أجراها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وقت ترفض فيه إيران الدعوة الأميركية إلى طي صفحة الحرب والانتقال إلى السلام، والأمر ذاته كشفه الإعلام الإسرائيلي ومفاده «أنّ اسرائيل وجّهت إلى إيران رسالة مفادها اننا نريد إنهاء الحرب. وجاء ردّ إيران بأنّ الوقت لم يحن بعد».
قلق حتى إشعار آخر
على انّ تطورات الحرب المشتعلة بين إسرائيل وإيران، وما يلوح في أفقها من مخاطر تمدّدها، ترخي بثقلها الكبير على المشهد الداخلي، الذي يؤكّد مرجع كبير لـ«الجمهورية» بأنّ الواقع اللبناني محكوم بقلق شديد حتى إشعار آخر».
وإذا كان المرجع عينه متيقّناً من أي طرف داخلي، و«الحزب» على وجه الخصوص، لا يسعى إلى مغامرات مكلفة على البلد، «فجسمنا رخو، لا يحتمل أي خطوة او خضة تضعنا في مهب الريح»، فإنّه في موازاة ذلك يعبّر عن تخوّف كبير من أن تدفع إسرائيل إلى التصعيد، باعتبارها صاحبة المصلحة في استمرار الحرب واتساعها، لعلها تحقق بذلك النصر ليس بعضلاتها بل بعضلات الولايات المتحدة الأميركية التي فضح دخولها في هذه الحرب، عجز إسرائيل عن الحسم في وجه إيران.
ولفت المرجع رداً على سؤال، إلى انّ «كل شيء ممكن بما في ذلك الحرب الشاملة، ولكن ثمة مخاطر ومحاذير دولية كبرى ماثلة في طريقها، لا اقول انّها تلغيها، بل تقلل من احتمال وقوعها، وتعزز من التقاء الأطراف على مخرج يقود إلى عودتهم للجلوس على طاولة المفاوضات، لأنّ في ذلك مصلحة للأميركيين والإيرانيين».
لا خوف على لبنان
ورداً على سؤال لـ«الجمهورية» اكّد مصدر رسمي «أن لا خوف على لبنان من أن تتمدّد شرارات الحرب اليه، في ظلّ قرار متفق عليه بين كلّ الأطراف بالنأي بلبنان عن هذه الحرب». كاشفاً انّ «التواصل المباشر وغير المباشر لم ينقطع بين الجهات المسؤولة في الدولة وبين «الحزب»، والأجواء كانت اكثر من مريحة، وما اكّد عليه الحزب في هذا الشأن يدعو إلى الاطمئنان على كل المستويات».
إلى ذلك، وفي موازاة التأكيدات الجازمة من قبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بأنّ لا احد راغباً في الحروب أو جرّ لبنان اليها، وكذلك تأكيدات رئيس المجلس النيابي نبيه بري على التحصين الداخلي، وعلى عدم تدخّل «الحزب» في هذه الحرب، برز إعلان الامين العام لـ«الحزب» الشيخ نعيم قاسم على «أنّ المقاومة باقية ومستمرة وترمّم نفسها، وهي حاضرة لأي خيار تتخذه الدولة لوقف العدوان الإسرائيلي». وقال: «اننا نحتفظ لأنفسنا بالقرار والخيار المناسب الذي نتخذه في وقته إذا لم تنجح فرصة الدولة في تحقيق اهدافها».
تشريع واستنكار
على صعيد داخلي آخر، يعقد المجلس النيابي الاثنين المقبل جلسة تشريعية لإقرار مجموعة من الاقتراحات ومشاريع القوانين، ودعا اليها الرئيس بري، بعد اجتماع هيئة مكتب المجلس التي اجتمعت برئاسته في مقر رئاسة المجلس في عين التينة. وخلال الاجتماع أكّد بري انّه «ومنذ اعلان وقف إطلاق النار لليوم المقاومة في لبنان لم تطلق ولا رصاصة، وانّه باق على كلامه. وإن شاء الله لبنان يبقى محايداً. ولكن لا يكفي ان نكون مقتنعين بذلك، المطلوب من العدو الإسرائيلي ان يقتنع، لأنّ العدو اذا وصل إلى مكان يبحث فيه عن مخرج ما، فيخشى ان يفتعل مشكلة».
*******************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
لبنان يدين الإعتداء الإيراني.. وطائرة سلام اتجهت إلى البحرين
الإحتلال يوسّع إعتداءاته شمال الليطاني.. وبري يتخوف من الغدر الإسرائيلي
طغت التطورات المتسارعة في منطقة الخليج على ما عداها، سواءٌ لجهة أوضاع اللبنانيين هناك، أو مسار حركة الاتصالات والتعاون الرسمي والاقتصادي بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي.
ورأت مصادر سياسية مطلعة عبر «اللواء» ان التعاطي الرسمي مع التطورات في المنطقة سليم لاسيما ان المواقف الصادرة عن رئيسي الجمهورية والحكومة تصب في سياق الموقف المتخذ من موضوع الحياد.
الى ذلك، أوضحت المصادر نفسها ان هناك سلسلة اجتماعات ستعقد من اجل مواكبة هذه التطورات في حين ان إتصالات الرئيس عون الديبلوماسية لم تتوقف،وقبل الاعلان عن الاستهداف الايراني لقاعدة «العديد» في قطر، حيث تتحدث المصادر الايرانية عن تواجد قوات أميركية هناك، كانت الاهتمامات تتركز على الاجراءات في الدوحة وبعض دول الخليج قبل الضربة الايرانية هناك التي ووجهت باستنكار عربي ولبناني واسع.
وأدان الرئيس نواف سلام الاعتداء الذي تعرضت له دولة قطر الشقيقة، مؤكداً تضامن لبنان الكامل معها حكومة وشعباً.
وبالتزامن مع القصف، تم تحويل مسار طائرة الرئيس نواف سلام إلى البحرين، أثناء توجُّهه الى قطر حيث أمضى ليلته في المنامة على أن يصل الدوحة اليوم.
وعلمت «اللواء» أن الجانب القطري أجرى اتصالات مع الرئيس سلام للاطمئنان والتأكيد على إتمام الزيارة اليوم.
وقبل ان يتوجه الرئيس سلام إلى قطر حيث كان من المقرر أن يجتمع مع اميرها تميم بن حمد آل ثاني ورئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ويعود مساء الى بيروت، استقبل في السراي قبل الظهر المستشار الاقتصادي المبعوث الخاص لرئيس الجمهورية الفرنسية الى لبنان جاك دو لا جوجي في حضور وزير الاقتصاد والتجارة عامر البساط والسفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو. وتناول البحث المستجدات في مسار الإصلاحات الاقتصادية في لبنان، بما يتضمن قانون إعادة هيكلة المصارف المحال من الحكومة إلى المجلس النيابي، كذلك اعداد قانون الفجوة المالية، تمهيدا لابرام الاتفاق مع صندوق النقد الدولي والتحضيرات الجارية لعقد مؤتمر المانحين في فرنسا.
بري: خشية من غدر إسرائيل
وعلى هامش اجتماع مكتب مجلس النواب، الذي انعقد بعد ظهر أمس في عين التينة برئاسة الرئيس نبيه بري حضر الوضع في لبنان والجنوب، حيث سمع النواب من رئيس المجلس تقييمه للوضع، مشيراً أن لبنان ومنذ اعلان وقف اطلاق النار لليوم والمقاومة لم تطلق اي رصاصة، ولبنان يمكن أن يبقى محايداً، مضيفاً: ولكن لا يكفي أن نكون نحن مقتنعين بذلك فالمطلوب من العدو الاسرائيلي أن يقتنع، لأنه أي العدو أذا وصل إلى مكان يبحث فيه عن مخرج ما، الخشية من أن يفتعل مشكلة، مشيراً أن غدر اسرائيل، وهي معروفة بالخداع والغدر.
وكرر الرئيس بري أننا في لبنان حتى الآن، وكل القيادات، والرئيسين عون وسلام ومجلس الوزراء بنفس الاتجاه.
واتفق على عقد جلسة تشريعية لمجلس النواب، وعلى جدول أعمالها تسعة مشاريع واقتراحات قوانين تتعلق بالقرض من البنك الدولي لقطاع الزراعة وقطاع الطاقة والكهرباء وتمكين البلديات من التمويل من البنك الدولي.
تكريم الجسر
ونظمت الهيئات الاقتصادية برئاسة الوزير السابق محمد شقير حفلاً تكريمياً لرئيس مجلس الانماء والاعمار السابق المهندس نبيل الجسر في غرفة بيروت وجبل لبنان، برعاية الرئيس سلام، ممثلاً بنائب رئيس الحكومة طارق متري.
ووصف الوزير متري المهندس الجسر بأنه كان يؤلف في سلوكه بين الصلابة والمرونة، بين الجدية وروح الدعابة.
وكان الوزير شقير استهل الحفل بالقول: أردنا أن نكرم رجلاً وطنياً استثنائياً أعطى بحب وصمت ووفاء لبلده على مدى سنوات طويلة، وأشرف على مشاريع نوعية وتنافسية في مجالات: شبكات الطرق، البنى التحتية، المشاريع البيئية وتنموية والكهرباء والصرف الصحي.
وكانت كلمة لنائب رئيس مجلس الانماء والاعمار ابراهيم شحرور أشاد فيها بمزايا نبيل الجسر وأخلاقه الحميدة وحكمته وقيادته والانجازات التي حققها المجلس على مستوى لبنان.
ورأى المكرَّم أن ما يعتز به عمله على تأمين التمويل الميسر لمشاريع وطنية كبرى، ومنها مشاريع بمئات ملايين من الدولارات مثل انشاء سد بسري، ومشروع النقل العام في بيروت الكبرى، وتوسعة أوتوستراد الجنوب والصرف الصحي في كسروان، وتطوير مرفأ طرابلس والاوتوستراد العربي بين طرابلس والحدود السورية.
وبعد الكلمات قدم شقير للجسر ميدالية الهيئات الاقتصادية تقديراً لعطاءاته واسهاماته الكبيرة في مجال إعادة الاعمار وتطوير البنى التحتية على مستوى لبنان.
غارات شمال الليطاني
وعلى الصعيد الميداني، شنت الطائرات الاسرائيلية غارات بعد ظهر أمس على مرتفعات جبل الريحان والعيشية.
واستخدمت في العدوان الجوي صواريخ ارتجاجية احدث دويها انفجارات قوية تردد صداها في معظم المناطق الجنوبية ، كما تسببت الغارات العنيفة على الوادي بين كفروة وعزة وزفتا بحريق كبير في أحراج السنديان التابعة لوقف كنيسة مار يوسف في كفروة .
وحلّق الطيران المسيّر المعادي في اجواء بيروت والضاحية الجنوبية على علو منخفض ولساعات طويلة.
وشن العدو غارة ليل الاحد الاثنين من طائرة مسيّرة استهدفت أطراف منطقة المحافر الواقعة بين بلدتي العديسة والطيبة في جنوب لبنان. تسبب الهجوم في أضرار مادية في محيط الموقع المستهدف دون تسجيل إصابات بشرية.
ونفّذ الجيش اللبناني، عملية تفتيش في أحد المباني بمنطقة الحدث – حي الأميركان، بحثًا عن وسائل عسكرية، وذلك استجابة لطلب لجنة الإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار.
كما عثر الجيش على بقايا صاروخ لم ينفجر من مخلفات العدوان على منطقة المريجة خلال الحرب.
*******************************************
افتتاحية صحيفة الديار
إيران تردّ بقصف القاعدة الأميركيّة في قطر… وترامب لا يرغب بمزيد من التدخل العسكري
صواريخ إيرانيّة نوعيّة تضرب أهدافاً حيويّة وعسكريّة في أسدود وصفد
جلسة تشريعيّة الإثنين لإقرار الزيادة للعسكريين وقرضان من البنك الدولي للطاقة والزراعة
لم يتأخر رد ايران على الهجوم الاميركي الذي استهدف منشآتها النووية، وجاء بعد اقل من 48 ساعة، بضربة صاروخية استهدفت قاعدة العديد الاميركية في قطر.
وقد اعلنت طهران ان هذا الرد هو تحت عنوان «بشارة الفتح»، مؤكدة في بيان للحرس الثوري عن استهداف قاعدة العديد في قطر «بهجوم صاروخي مدمر وقوي». وقال البيان «هذه رسالة واضحة وصريحة للبيت الابيض وحلفائه، ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لن تترك اعتداء على سلامة اراضيها وسيادتها وامنها الوطني، دون رد تحت اي ظرف من الظروف».
وقال الحرس الثوري محذرا «سنحول اي عدوان على ايران تسريعا لانهاء البنية العسكرية الاميركية في المنطقة».
واكدت طهران ايضا في بيان آخر للقيادة العسكرية «الدفاع عن سيادة وارض ايران، حتى لو احترق الشرق الاوسط».
وذكرت مصادر ايرانية ان القاعدة في قطر استهدفت بست صواريخ باليستية، فيما نقل موقع «اكسيوس» الاميركي عن مصادر اميركية سقوط 3 صواريخ في القاعدة. وقال مسؤول اميركي ان القاعدة كانت اخليت في وقت سابق باجراء احترازي.
بدورها، اكدت وزارة الدفاع القطرية التصدي للصواريخ، مشيرة الى اخلاء القاعدة مسبقا.
وقالت ان الهجوم لم يسفر عن ضحايا او اصابات. كما اكدت وزارة الخارجية ان قطر تحتفظ بحق الرد، مشددة في الوقت نفسه على الحل وفق المفاوضات والحوار.
وفي المقابل، اكد مجلس الامن القومي الايراني ان هذه الخطوة لا تهدد قطر، لانها بلد صديق وشقيق. واضاف: ضربنا قاعدة العديد الاميركية بستة صواريخ، لان اميركا ضربت منشآتنا بست قنابل.
في هذا الوقت، بقي الرئيس الاميركي في اجتماع مع وزير الدفاع والقيادة العسكرية المشتركة في غرفة العمليات لمتابعة الموقف. ونقلت عنه محطة الـ «سي ان ان» انه لا يرغب في مزيد من التدخل العسكري في المنطقة، ويريد ان تنتهي العمليات العسكرية بين ايران و«إسرائيل».
وجدد التأكيد ان الهجوم الاميركي على المنشآت النووية الايرانية الثلاث ادى الى تدميرها، معتبرا ان وسائل الاعلام التي تدعي غير ذلك كاذبة، وتحاول التقليل من شأن الضربة.
وقال مسؤول في البنتاغون ان القاعدة الاميركية في قطر تعرضت لصواريخ باليستية قصيرة ومتوسطة، وانه لم تحدث خسائر بشرية، بسبب اتخاذ اجراءات احترازية مسبقة.
ونقلت الوكالات عن مسؤول اميركي ان القوات الاميركية اتخذت استعدادات في عموم المنطقة تحسبا لهجمات اخرى، وهي في حالة تأهب قصوى في العراق.
وتخلل الهجوم الايراني اغلاق الاجواء في قطر والبحرين والامارات العربية المتحدة.
وطرحت اسئلة عديدة بعد الرد الايراني مساء امس وموقف الرئيس الاميركي، واعلان رئيس حكومة العدو نتنياهو عن قرب الانتهاء من تحقيق اهداف الهجوم «الاسرائيلي».
وذكرت تقارير ديبلوماسية ان فكرة اغلاق ايران لمضيق هيرمز صرف عنها النظر، لا سيما بعد زيارة وزير الخارجية الايرانية عباس عراقجي لموسكو ولقائه الرئيس الروسي بوتين، الذي وصف العدوان «الاسرائيلي» على ايران بانه غير مبرر، واكد دعم الشعب الايراني.
ووصف عراقجي الزيارة بانها جيدة، معربا عن ارتياحه لاجواء اللقاء.
وتعاملت المصادر بحذر تجاه الوضع، اكان على صعيد نتائج الرد الايراني ام على صعيد استمرار المواجهات المتصاعدة بين ايران و«اسرائيل».
وعلى الصعيد الميداني، نفذت ايران امس 3 هجمات صاروخية واسعة على «اسرائيل»، مستخدمة صواريخ باليستية نوعية، منها صاروخ خيبر لاول مرة وهو متعدد الرؤوس. واصابت الصواريخ اهدافا حيوية وعسكرية مهمة، منها مركز قيادة عسكرية في صفد، ومحطة طاقة في اسدود في الجنوب ادت الى انقطاع التيار الكهربائي عن 8 آلاف منزل ومبنى.
كما اغار الطيران «الاسرائيلي» بكثافة على طهران، واستهدف مطارات ايرانية والطرق المؤدية لمنشأة فوردو النووية. كما قصف اماكن مدنية مثل الاذاعة والتلفزيون والهلال الاحمر وسجن ايفين.
من جهة اخرى، نفذ الطيران «الاسرائيلي» عدوانا جويا جديدا واسعا على مناطق عديدة في النبطية وجزين، في اطار اعتداءاته وخروقاته المتكررة لاتفاق وقف النار.
جهود تحصين لبنان واجواء زيارة الموفد الاميركي
وفي خضم هذا الوضع المتفجر في المنطقة، تركز الاهتمام المحلي على تجنيب لبنان تداعيات او مخاطر الحرب التي شنتها «اسرائيل» واميركا على ايران.
وقالت مصادر مطلعة لـ«الديار» امس، ان ما ينقل عن اجواء الرؤساء الثلاثة يعطي انطباعا بان لبنان هو بمعزل ومنأى عن الحرب، مشيرة الى ان تاكيد الرئيس نبيه بري امام هيئة مكتب المجلس مجددا بان لا حرب في لبنان، يعكس اجواء بعبدا والسراي ايضا.
واضافت المصادر ان نتائج زيارة الموفد الاميركي توم باراك للبنان كانت جيدة، وانه ابدى تفهمه وارتياحه لاداء الدولة اللبنانية مع التطورات، منذ اعلان وقف اطلاق النار مع «اسرائيل».
مصدر: الجدل حول الحرب والسلم مفتعل وفي غير محله
وفي توصيفه للوضع الراهن، اكد مصدر سياسي بارز لـ«الديار» ان «اثارة الجدل حول الحرب والسلم في لبنان تجري احيانا بطريقة مفتعلة وفي غير محلها، لان اركان الدولة يبذلون جهودا جيدة ومثمرة لتحصين الوضع اللبناني، وتجنيبه مخاطر الحرب بين ايران من جهة واميركا و«إسرائيل» من جهة ثانية».
واضاف «لم يصدر عن لبنان اي موقف قبل هذه الحرب وخلالها، يعطي مبررا للعدو للقيام بالعدوان. فلبنان منذ اعلان وقف اطلاق النار التزم التزاما كاملا بهذا الاتفاق، كذلك فعل الحزب ، لكن العدو «الاسرائيلي» هو الذي يسعى وفق استراتيجية نتنياهو الى استمرار التصعيد وابقاء المنطقة في وضع متفجر».
وقال المصدر «ان المنطقة اليوم في بيئة متفجرة تطاول اي بلد فيها ومنها لبنان، وان ما يقوم به المسؤولون اللبنانيون هو موضع تقدير داخلي وخارجي».
الرئيس عون يعزي الشرع ويدين التفجير الارهابي
من جهة اخرى، توالت امس ردود الفعل المنددة للتفجير الارهابي، الذي استهدف كنيسة مار الياس للروم الارثوذكس في دمشق. وابرق رئيس الجمهورية جوزاف عون الى الرئيس السوري احمد الشرع معزيا بضحايا هذا التفجير الارهابي. ودان باشد العبارات هذا العمل الارهابي الجبان، مؤكدا تضامن الجمهورية اللبنانية رئيسا وشعبا مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة.
كما اتصل ببطريرك الروم الارثوذكس يوحنا العاشر اليازجي في الاطار نفسه.
جلسة الاثنين لاقرار الزيادة للعسكريين
على صعيد آخر، يعقد مجلس النواب جلسة تشريعية عامة يوم الاثنين المقبل، لمناقشة واقرار 9 مشاريع واقتراحات قوانين، ابرزها فتح اعتماد بقيمة 15،965،076،000،000 ليرة لاعطاء منحة مالية شهرية للعسكريين (١٤ مليون شهريا ) وللمتقاعدين العسكريين (١٢ مليون شهريا ) اعتبارا من 1/7/2025. وكان مجلس الوزراء اقر مؤخرا مشروع القانون هذا واحاله الى المجلس.
وقالت مصادر نيابية لـ«الديار» ان هذا البند سيكون من ابرز البنود على جدول اعمل الجلسة العامة، بعد ان اقرته اللجان المشتركة امس بالاجماع، وبعد ان تقرر في اجتماع هيئة مكتب المجلس النيابي الذي ترأسه الرئيس نبيه بري بعد ظهر امس، ادراجه في جدول اعمال الجلسة المرتقبة يوم الاثنين الى جانب 8 قوانين اخرى، ابرزها قرضان من البنك الدولي، واحد للزراعة وآخر للطاقة والكهرباء.
وأعلن نائب رئيس المجلس الياس بوصعب عن حرص الرئيس بري على الوفاء بما تعهد به، لجهة عقد جلسة تشريعية عامة قبل نهاية هذا الشهر، وهذا ما سيحصل بانعقاد الجلسة يوم الاثنين المقبل في 30 الجاري. واكد على مواكبة المجلس لعمل الحكومة في درس واقرار مشاريع القوانين، ومنها قروض البنك الدولي للقطاعات والامور الحيوية، مشيرا الى جلسات اللجان المتتالية بوتيرة سريعة في هذا المجال.
بري على موقفه
واستنكر مكتب المجلس برئاسة الرئيس بري بشدة التفجير الارهابي الذي استهدف كنيسة مار الياس في دمشق. وقال «ان الارهاب لا طائفة ولا دين له، وان رعاته هم اعداء الله ولرسالته السماوية السمحاء».
ونقل بوصعب عن الرئيس بري « انه عاد واكد لنا انه منذ اعلان وقف اطلاق النار الى اليوم لم تطلق المقاومة رصاصة واحدة، وانه باق على كلامه وانشاءالله يبقى لبنان محايدا، ولكن لا يكفي ان نكون نحن مقتنعين بذلك، المطلوب ان يقتنع العدو «الاسرائيلي» بذلك، لانه اذا وصل الى مكان يبحث منه عن مخرج فالخشية ان يفتعل هو مشكلة».
وقال مصدر نيابي لـ«الديار» ان الرئيس بري جدد تأكيده امام هيئة مكتب المجلس بان لبنان سيكون بمنأى عما يحصل من الحرب، التي تشنها «اسرائيل» على ايران، لكنه ابدى حذره من ان تلجأ الى العدوان على لبنان من دون اية حجة او مبرر، كما فعلت وتفعل دائما. واوضح المصدر ان الاجواء الراهنة تظهر بوضوح ان حزب الله ليس بوارد التدخل في هذه الحرب.
وكانت اللجان النيابية المشتركة اقرت امس، 3 قوانين ادرجت في جدول اعمال الجلسة العامة الاثنين المقبل هي: فتح الاعتماد لزيادة رواتب العسكريين والمتقاعدين العسكريين اعتبارا من 1 تموز المقبل. وقرض البنك الدولي لقطاع الزراعة، وقانون تمكين البلديات.
واثار عدد من النواب موضوع زيادة رواتب موظفي القطاع العام والمتقاعدين المدنيين. واقر وزير المال بهذا الحق لكنه قال، حسب مصادر نيابية لـ«الديار»، ان هذا الموضوع هو قيد الدرس بعناية، لا سيما لجهة درس تأمين المال الكافي لتغطيته. واشار الى ان الوزارة والحكومة تأخذان بعين الاعتبار درس الامور المتعلقة بوضع العاملين في القطاع العام، وانها تدرسها في الوقت الحالي.
*******************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط:
قنوات تواصل مفتوحة بين «حزب الله» والمسؤولين في لبنان
تأكيد على «الحياد» يترك ارتياحاً رئاسياً
بعد 10 أيام على بدء المواجهات الإيرانية - الإسرائيلية، تبدو المواقف اللبنانية تصب في الاتجاه نفسه مع تباين نسبي يختلف بحسب التوجهات السياسية لكل فريق، بين من يتضامن بشكل كامل ونهائي مع إيران، ومن يركّز على أمر أساسي؛ وهو تحييد لبنان من الحرب الدائرة وعدم توريطه بها.
وكان موقف رئيس الجمهورية، العماد جوزيف عون، واضحاً بتأكيده، الأحد، أن "لبنان قيادة وأحزاباً وشعباً، مدرك اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أنه دفع غالياً ثمن الحروب التي نشبت على أرضه وفي المنطقة، وهو غير راغب في دفع المزيد ولا مصلحة وطنية في ذلك، لا سيما أن تكلفة هذه الحروب كانت وستكون أكبر من قدرته على الاحتمال".
من هنا يبدو واضحاً أن التواصل المباشر وغير المباشر بين المسؤولين في لبنان و"حزب الله" الذي لا تزال مواقفه تحت الدعم المعنوي والتضامن، قائماً.
وهذا التواصل كان قد بدأ منذ اللحظة الأولى عبر قيادة الجيش اللبناني، التي نقلت قراراً حاسماً من رئاستي الجمهورية والحكومة إلى الحزب بعدم توريط لبنان، فيما يبدو أن رئيس البرلمان نبيه بري، الذي سبق أن وصفه الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم بـ"الأخ الأكبر"، يتولى بدوره هذه المهمة ويصدر مواقف تعكس توجهّه وتوجّه الحزب من خلفه، وكان قد حسم مرات عدة أن لبنان لن يدخل في الحرب.
وتقول مصادر وزارية مقربة من رئاسة الجمهورية لـ"الشرق الأوسط"، إن الرئاسة اللبنانية مطمئنة إلى وحدة الموقف اللبناني والإجماع الذي يؤكد حرص كل الأفرقاء على عدم زج لبنان في هذه الحرب، مشيرة إلى أن البيان الذي صدر مساء الأحد عن رئيس الجمهورية، وتحدث خلاله عن الموقف اللبناني الجامع يعكس حقيقة توجّه الأفرقاء، بمن فيهم المسؤولون في "حزب الله" الذين أكدوا مراراً أن الحزب لن يدخل في الحرب. وتلفت إلى أن التواصل مع "حزب الله" يتم بشكل مباشر أو غير مباشر عبر مديرية المخابرات والأجهزة الأمنية.
وفي ردّ على سؤال عما إذا كان الموقف "حزب الله" حاسم، أو قد يتبدّل "إذا أتت الإشارة من الخارج"، وهو ما يخشى منه اللبنانيون اليوم، تكتفي المصادر بالقول: "لم يعُد هناك من إشارات خارجية".
والخشية من تمدد الصراع بين إيران وإسرائيل إلى لبنان كانت حاضرة في اجتماع هيئة مكتب مجلس النواب، برئاسة بري الاثنين، وهو ما لفت إليه نائبه إلياس بو صعب، مشيراً إلى أن بري عاد وأكد أنه ومنذ إعلان وقف إطلاق النار إلى اليوم، لم تطلق المقاومة في لبنان رصاصة "وهو باقٍ على كلامه، وإن شاء الله لبنان يبقى محايداً، ولكن لا يكفي أن نكون نحن مقتنعين بذلك. المطلوب من العدو الإسرائيلي أن يقتنع، لأنه أي العدو الإسرائيلي، إذا وصل إلى مكان يبحث فيه عن مخرج ما". وأضاف: "الخشية أن يفتعل هو مشكلة، أما نحن في لبنان حتى الآن فإن كل القيادات، دولة الرئيس بري أكد هذا الكلام، وكذلك كلام رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء، بالاتجاه نفسه".
كذلك، تؤكد مصادر نيابية في كتلة "التنمية والتحرير"، التي يرأسها بري، أنه إضافة إلى التواصل الدائم والمستمر بين الأخير و"حزب الله"، فإن قنوات التواصل مفتوحة بين الحزب ورئاستي الجمهورية والحكومة، إما بشكل مباشر أو عبر الجيش اللبناني. وتجدد التأكيد على ما سبق أن قاله بري لجهة أن لبنان لن يدخل في الحرب، وتقول لـ"الشرق الأوسط": "رئيس البرلمان عندما يطلق مواقف حاسمة حيال حيادية لبنان لا يكون ذلك مبنياً فقط على الاتصالات، إنما أيضاً على حرصه على لبنان، لا سيما في هذه المرحلة، حيث لا بدّ أن تتقدم فيها لغة العقل ومصلحة البلد، وألا نقدم ذرائع للإسرائيلي الذي لا يتوقف بدوره عن الاعتداء على لبنان وممارسة انتهاكاته للقرارات الدولية واتفاق وقف إطلاق النار".
تضامن "حزب الله"
وفي قراءة سريعة لمواقف "حزب الله" في الساعات الأخيرة، تحديداً منذ ضرب إسرائيل المنشآت الإيرانية، يبدو لافتاً التزامه بـ"حياد لبنان" والاكتفاء بالتضامن مع إيران، مع التأكيد أن طهران قادرة على الدفاع عن نفسها.
وهذا ما أشار إليه البيان الذي أصدره "حزب الله" مساء الأحد، بحيث اكتفى بإعلان "التضامن الكامل مع الجمهورية الإسلامية، قيادةً وشعباً"، معرباً عن ثقته "في قدرة إيران القوية... على مواجهة هذا العدوان وإذاقة العدو الأميركي والصهيوني مرّ الهزيمة"، بعيداً عن التهديد والوعيد بدعم طهران.
كذلك وبعدما كان الشيخ نعيم قاسم، قال: "نحن إلى جانب إيران بكل أشكال الدعم التي نراها مناسبة وتُسهم في وضع حد للعدوان الأميركي - الإسرائيلي الذي يستهدفها"، وهو ما لاقى ردود فعل رافضة في لبنان، فإنه جدّد، الاثنين، موقفه التضامني مع إيران، وأكد في الوقت عينه في مقابلة تلفزيونية، أن إيران ستنتصر لأنَّها صاحبة حق ومُعتدَى عليها، و"الاعتداء عليها ستكون له أثمان كبيرة جداً، لأن المنطقة بأكملها في خطر".
ورغم التصعيد الإسرائيلي - الأميركي، لا تزال تدور مواقف المسؤولين بالحزب في إطار الدعم المعنوي والتضامن. وقال النائب في الحزب علي فياض: "نعيش أياماً تاريخية ومفصلية من عمر الأمة ووضع المنطقة، مشروع المواجهة مع العدو الإسرائيلي والتصدي للهيمنة الأميركية، بلغ مرحلة متقدمة، سَيقرر في ضوء نتائجها حقائق كثيرة تتصل بمستقبل المنطقة العربية - الإسلامية"، مضيفاً: "ليس بوسع أي كان، أكان كياناً أم فرداً أم مجتمعاً، عندما يتعرض وجوده لخطر، إلا أن يدافع عن وجوده وعن حقوقه ومصالحه"، مشيراً إلى أنه "يجب على أهلنا ومجتمعنا أن يعوا هذه الحقيقة جيداً، فنحن لسنا في موقع الاعتداء على أحد، إنما في موقع الدفاع عن النفس والوجود".
********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
إيران تردّ بهجوم صاروخي على قاعدتين أميركيتين في قطر والعراق
توعد رئيس هيئة الأركان الإيرانية عبد الرحيم موسوي بالرد “الحاسم والقاطع” على الضربات الأميركية التي استهدفت المنشآت النووية في إيران، بينما أشارت تقديرات في الولايات المتحدة إلى أن الرد قد يأتي خلال يوم أو يومين. لكن طهران نفذت تهديدها امس، ونقل موقع “أكسيوس” عن مسؤول اسرائيلي ان طهران قصفت بـ6 صواريخ باتجاه قواعد أميركية في الدوحة، وهذا ما تحدته طهران، وكانت معلومات غير مؤكدة تحدثت عن ضرب قاعدة عين الأسد الاميركية في العراق.
وكان نقل عن مسؤوليْن أميركيين، أن تقديرات الولايات المتحدة تشير إلى أن إيران قد تشن قريبا هجمات انتقامية على القوات الأميركية في الشرق الأوسط.
وقال أحد المسؤوليْن للوكالة -مشترطا عدم نشر اسمه- إن الهجمات الإيرانية قد تأتي خلال يوم أو يومين.
وقال مسؤول إيراني رفيع لشبكة “سي إن إن” الأميركية إن الحرب الحالية قد تستمر عامين وإن بلاده مستعدة لذلك وتسعى لتدفيع واشنطن ثمن الحرب بشكل مباشر.ورأى المسؤول الإيراني أن الدعوات إلى وقف مؤقت لإطلاق النار هي خدعة تهدف لتقييم مدى استعداد إيران لمواصلة الحرب.
وأشار المسؤول إلى أن المعنويات في إيران مرتفعة و”المطالبة الهائلة من الشعب الإيراني بضرب إسرائيل غير مسبوقة”.
وأوضح أن هذه الدعوات من الشعب لضرب إسرائيل “عنصر أساسي في تصعيد خطط المعركة”.
بزشكيان: لا مفر من الرد
وكان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قال في وقت سابق إنه لا مفر من تلقي الولايات المتحدة ردا على هجومها على المنشآت النووية الإيرانية.
كما توعد قائد الجيش الإيراني أمير حاتمي أميركا برد حاسم على عدوانها على إيران. في حين قال المتحدث باسم مقر خاتم الأنبياء المركزي بإيران إن “عمليات قوية وعواقب وخيمة تنتظر الولايات المتحدة ردا على جريمتها”، مؤكدا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد يكون من بدأ الحرب “لكننا نحن من سينهيها.”
وكان أحد أعضاء مجلس الأمن القومي بالبرلمان الإيراني قد أعلن أن الحرس الثوري مستعد لإغلاق مضيق هرمز، مما دفع نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس للقول إن “تعطيل إيران لحركة الملاحة في المضيق سيكون انتحارا بالنسبة لها”.
*******************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
إسرائيل تلاحق “الحزب” شمال الليطاني
لبنان يدين العدوان الإيراني على قطر وقاسم يطعن بالتطمينات الرسمية
دخلت أمس الحرب بين إيران من جهة وبين الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل من جهة ثانية مرحلة غير مسبوقة، بعدما تساقطت الصواريخ الباليستية الإيرانية على قاعدة العديد الأميركية في قطر، ما أحدث تداعيات واسعة النطاق في المنطقة والعالم وإدانات عربية واسعة انضم إليها لبنان، واعتبر رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أن «الاعتداء الذي تعرضت له دولة قطر يشكل انتهاكًا لسيادة دولة شقيقة وخطوة من شأنها زيادة التوتر في المنطقة واتساع رقعة المواجهات العسكرية، فضلًا عن تأثيرها السلبي على المساعي الجارية لوقف التصعيد والعودة إلى طاولة المفاوضات، التي من شأنها وحدها إيجاد الحلول المناسبة التي تعيد الهدوء والاستقرار إلى المنطقة».
الرئيس عون رأى أن «دولة قطر الشقيقة التي لعبت دائمًا دورًا إيجابيًا لحل النزاعات التي شهدتها المنطقة في السنوات الماضية ولا تزال، تلقى من لبنان رئيسًا وشعبًا كل التضامن والدعم في ما يحفظ سيادتها وسلامة أراضيها وشعبها الشقيق».
وفي ظل التطورات المتسارعة، ألغت شركة طيران الشرق الأوسط رحلاتها إلى قطر والإمارات، أما الطائرة التي كانت متوجهة إلى الدوحة وعلى متنها رئيس الحكومة نواف سلام فحطت في البحرين نتيجة التطورات.
رئيس الجمهورية أجرى اتصالاً هاتفياً بسلام مطمئناً وجرى تقييم للتطورات المستجدة .
من جهته دان سلام الاعتداء الذي تعرضت له قطر، وأكد على تضامن لبنان الكامل معها حكومة وشعبًا، وتمنى لها ولأهلها السلامة من أي مكروه.
توقيت موقف قاسم
في الغضون، تبخر تأكيد رئيس مجلس النواب نبيه بري بأن «الحزب» 200 % لن يحرك ساكنًا، ولم ينتظر أمينه العام الشيخ نعيم قاسم مرور أكثر من 24 ساعة على بيانَي رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، اللذين طمأنا اللبنانيين أول من أمس بأن الحرب الدائرة حول السلاح النووي الإيراني لن تصل إلى لبنان، كي يقول قاسم أمس: «إن المقاومة باقية ومستمرة، تُرمِّم وضعها وتحتفظ لنفسها بتوقيت «القرار والخيار المناسب».
ولفتت أوساط دبلوماسية لـ «نداء الوطن» إلى أن توقيت موقف قاسم بعد الضربة الأميركية للمنشآت النووية الإيرانية، وما تلاها من مواقف من رئيسي الجمهورية والحكومة، ينطوي على وضوح مباشر لجهة استعداد «الحزب» للتعامل مع الحرب الدائرة وفق التوقيت الإيراني.
تحذير دبلوماسي من ازدواجية القرار
كيف قرأت الأوساط الدبلوماسية تطور مواقف «الحزب الدائرة بين إيران من جهة، وبين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة ثانية؟ تجيب هذه الأوساط بالقول إن مواقف «الحزب» تعني «استمرار واقع ازدواجية القرار السيادي في لبنان، وتحديدًا ما يتعلق بقرار الحرب والسلم». كما أتى توقيت كلام قاسم، بمثابة تحدّ واضح ليس فقط لبيانات رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، بل لمنطق الدولة ككل، وكأنه يكرّس من جديد معادلة «الحزب يقرّر والدولة تلحق».
أضافت: «إن خطورة مواقف الأمين العام لـ «الحزب» تكمن في أمرين:
1. الرسالة إلى الخارج، بأن «الحزب» ما زال يحتفظ بقراره العسكري ويحتفظ بدور الذراع الإقليمي لإيران، وهذا قد يُفسر كإشارة استعداد للمواجهة، أو حتى للاستدراج إلى مواجهة.
2. الرسالة إلى الداخل، برفض صريح لبيانات رسمية عليا، واستخفاف ببيان وزاري يُفترض أنه يمثل كل مكونات الحكومة، بما فيها «الحزب» نفسه.
ورأت «أن الدولة، كي تحافظ على صدقيتها، لا يمكن أن تكتفي بالمواقف الرمزية. مطلوب منها موقف مباشر واضح لا لبس فيه، يؤكد أن لا جهة يمكن أن تضع لبنان في مهب الحرب، خصوصًا في ظل التوازنات الهشة داخليًا وخطورة أي استدراج خارجي».
ولفتت إلى أن البيانَين الصادرَين عن رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة كانا بلغة «العموميات»، ولم يرتفعا إلى مستوى خطورة كلام الشيخ نعيم قاسم».
وخلصت الأوساط الدبلوماسية إلى القول: «عندما يبعث «الحزب» برسالة بهذه الصراحة إلى الأميركيين والإسرائيليين من الأرض اللبنانية، فعلى الدولة ألا ترد بـرجاء أو تمنّ على «الحزب»، بل ببيان رسمي واضح وصارم يتضمن العناصر الآتية: إن قرار الحرب والسلم حصري بيد الدولة اللبنانية. وأن أي جهة تُطلق مواقف عسكرية أو عمليات دون قرار رسمي سيتم التصدي لها مباشرة. وإذا الدولة لم ترفع صوتها الآن في لحظة مفصلية، فمتى ستفعل؟ إن السكوت أو التعتيم سيعنيان قبولًا ضمنيًا بما يعلنه «الحزب»، ويكرّسان حالة الدولة المتفرّجة على أراضيها. إن الرسائل الواضحة لا يردّ عليها إلا برسائل أوضح».
غارات إسرائيلية تغطي الجنوب
ميدانيًّا، أغار الطيران الحربي الإسرائيلي عصر أمس، على أطراف عدد من القرى والأودية والتلال في مناطق النبطية وجزين والزهراني. وتركزت الغارات على منطقة مريصع بين بلدتي أنصار والزرارية، ووادي كفرملكي في منطقة إقليم التفاح، والوادي بين بلدات عزة، كفروة زفتا ودير الزهراني.
كما طاولت الغارات المعادية المنطقة بين مزرعة المحمودية وبلدة العيشية، ومنطقة الدمشقية إلى الشرق من مجرى نهر الخردلي، ووداي برغز. كذلك تعرضت تلة البريج في أطراف بلدة جباع لغارة جوية.
واستخدمت في الغارات، صواريخ ارتجاجية أحدث دويها انفجارات قوية تردد صداها في معظم المناطق الجنوبية. كما تسببت الغارات العنيفة على الوادي بين كفروة وعزة وزفتا، بحريق كبير في أحراج السنديان التابعة لوقف كنيسة مار يوسف في كفروة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو التابع له شنّ هجومًا على «مواقع عسكرية تابعة لـ «الحزب» شمالي نهر الليطاني في لبنان»، مشيرًا إلى أن المواقع المستهدفة تضمّ «منصات لإطلاق الصواريخ ومخازن أسلحة».
واعتبر الجيش الإسرائيلي، في بيان، أن «وجود هذه الأسلحة ونشاط «الحزب» في المنطقة، يُشكّلان خرقًا فاضحًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان»، مشددًا على أنه «سيواصل العمل لإزالة أي تهديد ضد دولة إسرائيل».
وأتى التصعيد السياسي والميداني في وقتٍ واحد، ليُشير إلى أن محاذير عودة الحرب إلى الجبهة اللبنانية لم تعد أمرًا افتراضيًا، ما يستدعي التعامل معه بطريقة رسمية مختلفة عمّا جرى في الشهور الأخيرة.
إسرائيل «تتحسّب» لردّ محتمل من «الحزب»
وفي إسرائيل، رفع الجيش مستوى التأهب على الجبهة الشمالية، بدءًا من أمس الأول الأحد، تحسبًا لأي ردّ محتمل من «الحزب»، تضامنًا مع إيران، حسبما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية. وبحسب تقديرات في الجيش الإسرائيلي، فإن «الحزب» قد يفكر في الانضمام إلى الحرب القائمة بين إسرائيل وإيران.
استنكار لبناني واسع لتفجير دمشق
من جهة ثانية، عمّ الاستنكار لبنان على مختلف المستويات جراء التفجير الإرهابي الذي استهدف مساء الأحد كنيسة مار الياس للروم الأرثوذكس في حي الدويلعة في دمشق. أبرق رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى الرئيس السوري أحمد الشرع معزيًا بضحايا العمل الإرهابي. وكان الرئيس عون أجرى صباحًا اتصالًا هاتفيًا ببطريرك الروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي، وقدّم له التعازي بضحايا التفجير الإرهابي للكنيسة، وتمنى الشفاء العاجل للجرحى.
وصدر عن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بيان جاء فيه: «أقصى تمنياتنا أن يتولى الحكم الجديد في دمشق ملاحقة فلول «داعش» حتى آخر واحد منهم».
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :