اعتبر الباحث في الشأن العسكري والاستراتيجي، ميخائيل عوض، من أن الضربة الأميركية الأخيرة التي استهدفت مواقع نووية إيرانية ليست سوى استعراض عسكري محدود، موضحًا أن الولايات المتحدة هي من تقود المواجهة بشكل مباشر، فيما يلعب الكيان الإسرائيلي دور الذيل المنفذ.
وقال عوض في تصريح لوكالة شهاب للأنباء، إن الضربة الأميركية لم تلحق ضررا استراتيجيا بإيران، وجاءت ضمن حسابات مدروسة، مشيرًا إلى أن واشنطن تملك حاليًا قنابل خارقة للتحصينات قادرة على تدمير أهداف على عمق 80 مترًا، و لكن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي تبنّى الهجوم، تعمد تجنب استفزاز إيران خشية رد فعل واسع يُفجر المنطقة.
وأضاف عوض: “من غير المستبعد أن ترمب أطلق هذه الضربة بمنطق: هذا ما نستطيعه… وعلى نتنياهو أن يتحمل تبعاته بنفسه”، في إشارة إلى أن واشنطن لا تريد التورط الكامل في تصعيد مفتوح، ويترك الكيان الاسرائيلي يواجه ردود الفعل الإيرانية بمفرده.
المنطقة أمام معادلة صفرية وأشار الباحث إلى أن إيران لا تزال قادرة على الرد بقوة، مستندة إلى قدرات عسكرية أثبتت جدواها بعد أن تمكنت من تجاوز وإسقاط منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية متعددة الطبقات.
وأضاف أن الأسلحة الإيرانية اليوم قادرة على إصابة أهداف في البر والبحر على حد سواء، وهو ما يعني أن “لا قاعدة عسكرية آمنة حتى لو كانت محمية بعشر طبقات من الدفاعات كما هو الحال في إسرائيل”.
وأكد عوض أن المنطقة دخلت مرحلة تحولات جذرية لا يمكن التنبؤ بنتائجها بسهولة، مضيفًا: “ما قبل الحرب لن يكون كما بعدها. نحن أمام سيناريوهين لا ثالث لهما: إما انتصار إيران، ما يعني نهاية نفوذ الكيان الإسرائيلي و الغربي في الإقليم، أو هزيمتها، ما سيفتح الباب أمام واشنطن وتل أبيب للعبث بجغرافية المنطقة ونُظمها بالكامل”.
وأعلنت الولايات المتحدة فجر اليوم تنفيذ ضربة جوية استهدفت منشآت مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، في تطور غير مسبوق منذ سنوات. وجاء القصف بعد تصاعد التوتر بين إيران و”إسرائيل”، وتبادل التهديدات بين الطرفين.الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي لا يزال يشكّل ثقلاً سياسياً داخل الحزب الجمهوري، تبنّى الهجوم صراحة، وصرّح بأن “الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي”، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن “أميركا لا تسعى لحرب مفتوحة”، مما فُسّر على أنه رسالة مزدوجة تعكس التردد الأميركي بين الردع والحرب الشاملة.