هل سمعت يوماً عن جائزة تُمنح للأبحاث التي "لا تُفيد البشرية إطلاقاً"؟ نعم، لا تتفاجأ! إنها جائزة "إيج نوبل" (Ig Nobel Prize)، وهي الوجه الساخر والمقلوب من العملة العلمية لجائزة نوبل الشهيرة.
هذه الجائزة العجيبة تُمنح سنويًا في شهر سبتمبر، في نفس توقيت توزيع جوائز نوبل الحقيقية، وتقام في قاعة جامعة هارفارد العريقة بحضور جمهور مكون من 1200 شخص — جميعهم لا يعرفون هل يضحكون أم يصفقون — وأحيانًا يفعلون الأمرين معًا! ويزيد الطين طرافة أن من يُسلم الجوائز هم علماء سبق لهم الفوز بجائزة نوبل الأصلية، وكأنهم يباركون للعلماء "الذين أبدعوا في اللامعقول".
الجائزة لا تُمنح لأي بحث عشوائي، بل تُعطى للاكتشافات التي تثير الضحك أولاً، ثم تثير التفكير بعدها… أحيانًا! مثلًا، حصل فريق بحثي على الجائزة لدراسته العلمية حول لماذا لا تنقلب القهوة داخل الفناجين أثناء المشي! وهناك من نالها بسبب تطوير "بنطال مضاد للأفاعي"، وآخر لأن بحثه أثبت أن اللحية البشرية تطورت لتكون درعًا واقيًا من اللكمات! (صدق أو لا تصدق، كل هذا موثق).
لكن أشهر قصة في تاريخ هذه الجائزة تعود إلى العالِم الروسي-الهولندي أندري جيم (Andre Geim). ففي عام 2000، فاز بجائزة إيج نوبل لأنه جعل ضفدعًا يطير باستخدام قوة المغناطيس وتأثيرها على الماء في جسم الضفدع — نعم، ضفدع طائر مغناطيسي! وبالطبع، ضحك الجميع... لكن بعد عشر سنوات فقط، في عام 2010، فاز نفس الرجل بجائزة نوبل الحقيقية في الفيزياء عن اكتشافه مادة الجرافين، أخف مادة وأقوى من الفولاذ، مما جعله أول إنسان في التاريخ يفوز بالجائزتين معًا — في سابقة علمية وكوميدية فريدة من نوعها!
باختصار، جائزة "إيج نوبل" تقول لنا: العلم لا يجب أن يكون دائمًا جادًا... أحيانًا الضحك يوصلنا إلى أعظم الاكتشافات!
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي