وفي خضمّ التحضيرات المادية من فستان الزفاف، وضيوف، وتنظيم، غالباً ما يُهمل الجانب النفسي للعروس والذي يُعدّ جوهراً في إنجاح هذا الانتقال، فكيف تتحضّر العروس نفسياً لاستقبال حياتها الزوجية بثبات ووعي وطمأنينة؟... سؤال حملته "سيّدتي" إلى الاختصاصية في علم النفس أنزيف بولاطيان، وعادت بالإجابة الآتية.
من الطبيعي أن تشعر العروس بمزيج من المشاعر: الفرح، الحماسة، القلق والحزن أحياناً لفكرة مغادرة منزل الأهل؛ هذه المشاعر ليست علامة ضعف، بل دليل على وعي داخلي بأن المرحلة القادمة مصيرية.
على العروس أن تسمح لنفسها بعيش هذه المشاعر دون مقاومة، لأنّ الاعتراف بها هو الخطوة الأولى نحو التوازن النفسي.
في فترة التحضيرات، قد تقع العروس في فخ المثالية: "يجب أن يكون كل شيء مثالياً"، مما يخلق ضغطاً نفسياً وتوتراً غير مبرر.
التذكير الدائم بأن الزواج لا يبدأ من يوم الزفاف، بل من العلاقة التي تُبنى بعده، يساعدها على إعادة التركيز إلى ما هو أهم: الراحة النفسية والاستعداد للحياة المشتركة.
قد يهمك الإطلاع على العلاج بالطاقة يسرّع الشفاء الذاتي للجسم من الأمراض المختلفة.. اختصاصية تشرح
الزواج هو تغيير في الهوية النفسية والاجتماعية، لذلك ننصح العروس بأن تفتح حواراً صادقاً مع نفسها:
هذه الأسئلة تساعد على النضج العاطفي واستقبال المرحلة الجديدة بوعي، لا بوهم.
العديد من الاختصاصيين اليوم يقدمون جلسات "التحضير النفسي للزواج"، وهي جلسات توجيهية تساعد العروس على:
هذه الجلسات ليست دليلاً على وجود مشكلة، بل على وعي صحي ووقائي.
من المهم جداً أن تعيش العروس لحظة "الوداع" من منزل الأهل بسلام داخلي، وأن ترتب علاقتها بهم بطريقة ناضجة. ليس على العروس أن تقطع جذورها، بل أن تعي أنها بدأت فصلاً جديداً مع حفاظها على امتنانها ومحبتها لبيئتها الأولى.
في فترة ما قبل الزواج، يُفضّل أن تتحدث العروس مع شريكها عن مفاهيم جوهرية، مثل:
الاتفاق على هذه المبادئ يُشعر العروس بالأمان ويقلل من المفاجآت التي قد تسبّب لها اضطراباً نفسياً لاحقاً.
التحضير النفسي لا ينفصل عن العناية بالجسد، من هنا ضرورة:
كلّ ذلك يعزز استقرار المزاج ويخفف من التوتر.
من الضروري أن تدخل العروس زواجها الجديد من دون ترسّبات أو جروح عاطفية لم تُشفَ.
إن كان هنالك ماضٍ ثقيل أو مشاعر غير منتهية، من الأفضل العمل عليها مسبقاً من خلال جلسات نفسية، حتى لا تنتقل هذه المشاعر إلى العلاقة الجديدة.
الزواج ليس خاتمة الحكاية الرومانسية، بل بدايتها.
على العروس أن تغيّر المفهوم المثالي الذي تربّت عليه وتفهم أن الزواج الحقيقي يقوم على الشراكة، التفاهم، والمجهود المتبادل، لا على القصص الحالمة فقط.
تحضير العروس نفسياً هو استثمار في نجاح العلاقة الزوجية من اليوم الأول، هو قرار أن تعيش التجربة بجمالها ومسؤوليتها، وأن تُقبل عليها بكامل وعيها، لا فقط بفستانها الأبيض.
وهنا أوجّه نصيحة لكل عروس: لا تؤجّلي مشاعرك، احترميها، افهميها، واختاري الدخول إلى الحياة الجديدة من مكان داخلي هادئ ومحب.
نسخ الرابط :