ما وراء البحر الميت: كنوز سياحية تحيط بأخفض بقاع الأرض

ما وراء البحر الميت: كنوز سياحية تحيط بأخفض بقاع الأرض

 

Telegram

 

يُعد البحر الميت أحد أعجب الظواهر الطبيعية في العالم، فهو ليس فقط أخفض نقطة على سطح الأرض، بل أيضًا بحيرة مالحة فريدة تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم بسبب خصائصها العلاجية المذهلة. لكن، ما يجهله كثيرون هو أن ما يحيط بهذه البحيرة من معالم تاريخية وطبيعية وثقافية لا يقل إثارة عن البحر نفسه. تقع هذه المنطقة بين الأردن وفلسطين، وتحتضن في محيطها سلسلة من الوجهات التي تُمثل نافذة على التاريخ القديم، والديانات السماوية، والتضاريس النادرة التي تُشكّل وجهة مثالية لعشاق المغامرة والهدوء في آنٍ واحد.

وادي الموجب: طبيعة خلابة ومغامرات لا تُنسى
من أبرز المناطق التي تحيط بالبحر الميت هو وادي الموجب، والذي يُعرف بأنه أحد أكثر الأودية إثارة في الأردن. يشق هذا الوادي طريقه عبر جبال شاهقة، ليصب في البحر الميت، ويُعد من المحميات الطبيعية التي تحتضن تنوعًا بيئيًا هائلًا. تتوفر فيه مسارات مشي مائية وجبلية تتيح للزوار فرصة خوض مغامرات فريدة وسط شلالات وجداول عذبة. لمحبي الرياضات الطبيعية، يمكنهم ممارسة التسلق، المشي في الأنهار، وحتى التخييم، في تجربة مثالية تمزج بين الطبيعة والهدوء والمغامرة.

جبل نيبو: إطلالة تاريخية وروحية
على بُعد مسافة قصيرة من البحر الميت يقع جبل نيبو، الذي يُعتبر موقعًا مقدسًا وتاريخيًا عظيمًا، ويُعتقد أنه المكان الذي وقف فيه النبي موسى عليه السلام ليرى "أرض الميعاد". من قمة الجبل، يمكن للزائر أن يشاهد بانوراما مدهشة تمتد لتشمل البحر الميت، نهر الأردن، وحتى القدس في الأيام الصافية. يضم الموقع كنيسة بيزنطية تعود للقرن الرابع الميلادي، مزينة بفسيفساء مذهلة تصور مشاهد من الحياة الزراعية والحيوانية. إنه مكان يجمع بين التأمل الروحي والاستمتاع بجمال الطبيعة، ويُعد من أبرز المحطات التي لا يُمكن تفويتها عند زيارة المنطقة.

مادبا: مدينة الفسيفساء والتراث الحي
إلى الشمال من البحر الميت تقع مدينة مادبا، والتي تشتهر عالميًا بفسيفسائها القديمة، خاصة خريطة مادبا الشهيرة التي تعود للقرن السادس الميلادي، وهي أقدم خريطة جغرافية للأراضي المقدسة. تحتفظ المدينة بجوها التراثي الفريد، حيث تنتشر فيها الكنائس القديمة، والمراكز الحرفية التي تعلّم فنون الفسيفساء حتى اليوم. زيارة مادبا تعني الانغماس في تاريخ طويل من الحضارات، حيث التقت الثقافات النبطية، الرومانية، والبيزنطية في بوتقة واحدة.

رغم أن البحر الميت وحده كفيل بأن يكون مقصدًا سياحيًا عالميًا لما يملكه من خصائص علاجية فريدة وتجربة سباحة لا مثيل لها، إلا أن ما يحيط به من معالم يجعل الرحلة إلى هذه المنطقة تجربة متكاملة تجمع بين الجمال الطبيعي، العمق التاريخي، والروحانية. سواء كنت من هواة الاسترخاء، أو تسعى لاكتشاف مسارات طبيعية نادرة، أو تبحث عن أثر حضاري وديني، فإن ما وراء البحر الميت يقدّم لك رحلة استثنائية لا تُنسى، تستحق أن تُكتشف بكل تفاصيلها.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram