كريستوفر الفغالي: اسمٌ لبناني يتخطّى الحلبات... إلى العالمية

كريستوفر الفغالي: اسمٌ لبناني يتخطّى الحلبات... إلى العالمية

 

Telegram

 

في عالمٍ طالما احتكرته أسماء أوروبية مدجّجة بالموارد والرعاية، يطلّ من وادي شحرور فتى لبناني في الخامسة عشرة من عمره، ليُحدِث فرقاً حقيقياً في مسارٍ لم يكن يوماً مرسوماً لشباب المنطقة.
كريستوفر الفغالي، الاسم الذي بدأ يتردّد في أروقة الفورمولا الأوروبية، يكتب سطوراً جريئة في سباقات الفورمولا 4 الإسبانية، ويمنح الجمهور العربي سبباً جديداً للإيمان بالمستحيل.
في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، وعلى حلبة «بورتيماو» البرتغالية ضمن الجولة الرابعة من بطولة F4 Spain، دخل كريستوفر بثقة أكبر من عمره، وخرج بأداء يُحسَب له.
في السباق الأول، أنهى الجولة في المركز الخامس، محافظاً على ثباته وسط مجموعة من أكثر السائقين الأوروبيِّين تمرُّساً. السباق الثاني حمل الإنجاز الأكبر حتى الآن: منصة تتويج أولى ومركز ثالث ثمين، خطف فيه الأنظار، وفرضَ اسمه على التغطيات والمتابعين
السباق الثالث لم يكتمل، إذ تعرّض إلى عطل مفاجئ أدّى إلى انسحابه، لكنّ الهدف كان قد تحقّق: نهاية أسبوع تُعدّ الأفضل له حتى اليوم.
غير أنّ الأداء وَحده لا يكفي لتفسير حجم الضجة. فالشاب اللبناني ليس فقط سائقاً واعداً، بل هو أيضاً أول عربي ولبناني ينضمّ إلى برنامج Red Bull Junior Team الشهير، الذي خرّج أبطالاً من طينة الهولندي ماكس فيرستابن والألماني سيباستيان فيتيل. هذا الانضمام لم يأتِ من فراغ؛ بل نتيجة مسيرة بدأت باكراً جداً.
ابن البطل اللبناني عبدو فغالي، وسَليل عائلة لطالما رُبِط اسمها برياضة السيارات في لبنان والمنطقة، لم يكن طفلاً عادياً على الحلبات. بعمر الأربع سنوات، كان يتسابق في الـ»كارتينغ»، وبعمر 9 سنوات رفع راية لبنان عالياً في بطولات Rotax وMENA، جامعاً بين الميداليات والكاريزما.
كريستوفر لم يُعامَل كطفل هاوٍ، بل كموهبة تحتاج صقلاً، وهذا ما حدث. سنة تلو الأخرى، تحوّلت موهبته إلى مشروع سائق محترف. والانخراط في الفورمولا 4 الإسبانية ليس سوى خطوة أولى ضمن رؤية أكبر، بدأها الآن وتستهدف القمة.
ما يُلفت في تجربة كريستوفر ليس فقط أزمنته على الحلبة، بل نُضجِه المبكر في إدارة الإطارات، تكتيكاته الذكية في التجاوز، وقدرته اللافتة على التأقلم مع تغيّرات السباق.
بدأت الصحافة الإسبانية تتابعه، والتقنيّون يَصفونه بـ»الاستثناء»، لا سيّما أنّه ينافس سائقين أكبر منه سناً وأكثر خبرةً.
لكنّ قصة كريستوفر لا تتعلق فقط بالسرعة... بل بالرمزية. لأول مرّة، يرى الجمهور العربي ممثلاً له في برنامج هو المصنع الأبرز لأبطال الفورمولا. لأول مرّة، يدخل شاب من الشرق الأوسط هذا العالم من الباب الواسع، من دون وساطة ولا صدفة، بل بجهد وموهبة والتزام.
هذا يعني الكثير. يعني أنّ طفلاً في بيروت، أو الرياض، أو تونس، قد يرى في كريستوفر نموذجاً. إنّ الهواة في المنطقة يمكنهم أن يحلموا بواقعية. وإنّ النظرة إلى رياضة المحرّكات في العالم العربي قد تتغيّر فعلياً.
اليوم، لبنان أمام فرصة نادرة: أن يُنتج نجماً عالمياً في رياضة عالمية. كريستوفر لا يمثل نفسه، بل يمثل هوية. يمثل بلاده، وجيله، وكل من ظُنّ أنّهم لا يملكون مكاناً في رياضة النخبة.
الطريق طويل، صحيح. وربما لا يزال من المبكر الحديث عن الفورمولا 1. لكن إن استمرّ كريستوفر على هذا النحو، فإنّ اسمه لن يكون فقط من بَين السائقين، بل من بَين أولئك الذين غيّروا وجه رياضة المحرّكات في العالم العربي.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram