أعلن حاكم مصرف سوريا المركزي، محمد عبد القادر الحصرية، أنه من المقرر أن يتم ربط سوريا قريبا بنظام "سويفت" الدولي للمدفوعات، وذلك في إطار توجهها نحو ربط اقتصادها بالنظام المالي العالمي.
وأشار الحصرية في تصريح لصحيفة "فاينانشال تايمز" أن سوريا ستُربط بالنظام بشكل كامل خلال أسابيع قليلة، مبينا أن البنك أعد خارطة طريق لإعادة هيكلة النظام المالي والسياسة النقدية في البلاد بهدف استعادة الاقتصاد.
وأوضح حاكم مصرف سوريا المركزي أن المصرف يعمل بالتعاون مع وزارة المالية على خطة لتحقيق الاستقرار الاقتصادي خلال مدة تتراوح بين 6-12 شهرا، تتضمن إصلاح التشريعات المصرفية، وإعادة هيكلة عمل البنك المركزي، بالإضافة إلى مراجعة نظام الضمان الاجتماعي وتمويل الإسكان لتشجيع السوريين في الخارج على الاستثمار في مشاريع البلاد.
أشار الحصرية إلى أن المصرف يهدف إلى تعزيز صورة البلاد كمركز مالي، تماشيا مع التوقعات بزيادة تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة في مجالات إعادة الإعمار والبنية التحتية.
الجدير بالذكر أن سوريا استقطبت خلال الأشهر الستة الماضية ما يقارب 16 مليار دولار من الاستثمارات والمساعدات الدولية، وتعد شركة "يو سي سي هولدينغ" القطرية أكبر مستثمر حتى الآن، حيث خصصت 7 مليارات دولار لبناء أربع محطات كهرباء تعمل بالغاز، بالإضافة إلى محطة طاقة شمسية بقدرة 1 غيغاواط.
أما برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فقد وضع خطة مدتها ثلاث سنوات بقيمة 1.3 مليار دولار، تهدف لإعادة بناء البنية التحتية، وإطلاق منظومة للحماية الاجتماعية، ودعم الشركات الناشئة في المجال الرقمي، كما تعهد المانحون الأوروبيون خلال مؤتمر عُقد في بروكسل في مارس الماضي، بتقديم 6.5 مليار دولار إضافية لدعم جهود إعادة الإعمار.
وبحسب بيانات البنك الدولي، بلغ الناتج المحلي الإجمالي لسوريا في عام 2011 نحو 67.5 مليار دولار، ما وضعها في المرتبة 68 عالميا، إلى جانب دول مثل باراغواي وسلوفينيا، إلا أن الاقتصاد السوري تقلّص بنسبة 85% بحلول عام 2023 نتيجة للصراع الطويل والعقوبات، ليصل إلى 9 مليارات دولار فقط، متراجعا إلى المرتبة 129 عالميا.
نسخ الرابط :