حين كانت لورا دوميني تتابع دراساتها لنيل شهادة الدكتوراه في الفيزياء بجامعة ستانفورد، ركّزت بحوثها على النيوترينوات، وهي جسيمات أولية بالغة الضآلة حتى في نظر الفيزيائيين، وقد تبدو لعامة الناس وكأنها من نسج الخيال.
تكاد هذه الجسيمات تفتقر لأي كتلة، وهي محايدة كهربائياً، ما يسمح لها باختراق أي مادة كما لو كان قوامها الهواء. في هذه اللحظة تحديداً، تعبر تريليونات من هذه "الجسيمات الشبحية" جسدك من دون أن تشعر بها، مواصلة رحلات بدأ كثير منها بعد ثانية واحدة فقط من الانفجار العظيم.
حتى أجهزة الرصد المستخدمة لاكتشاف هذه النيوترينوات مدهشة أيضاً. فهي مصممة على شكل حجرات كهفية في أعماق الأرض، مملوءة بالماء الثقيل أو الآرجون السائل، تغطيها مجسّات ضوئية فائقة الحساسية أو شبكات دقيقة من الأسلاك.
بين حين وآخر، وبفضل ما يُعرف بـ"القوة الضعيفة"، يتفاعل أحد النيوترينوات مع جسيم دون ذري داخل هذه الحجرات، ما يتيح للأدوات العلمية رصده. وقد عملت دوميني على تطوير خوارزمية تعلّم آلي قادرة على التعرّف إلى هذه التفاعلات، ما يساعد الفيزيائيين على مواصلة رسم صورة أوضح للنيوترينو، وسبر أغوار هذا الكون العجيب من خلاله.
نالت دوميني شهادة الدكتوراه في 2023، لكن بخلاف زملائها الذين التحقوا ببرامج أبحاث فيزياء فلكية تقليدية أو شركات تقنية أو شركات مالية تستند إلى الخوارزميات، اختارت الانضمام إلى برنامج زمالة ما بعد مرحلة الدكتوراه في كامبريدج، بولاية ماساتشوستس الأميركية، ضمن "مركز هارفارد وسميثسونيان للفيزياء الفلكية"، وبالتحديد مشروعه "جاليليو"، الذي يعمل على تطوير نوع مختلف من أجهزة الرصد.
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي