نحن ،حتى ألآن، عالقون في زاوية ردود الفعل، في مواجهة ما يخطط لبلادنا في الخفاء، وينفذ على مراحل . فلم تبدر عنا اية افعال تأخذ طابع الجدية والتخطيط العلمي الرصين والدقيق . فباستثناء الدعوة لبعث نهضة سورية قومية اجتماعية التي اطلقها انطون سعاده اوائل الثلاثينيات من القرن الماضي لم يقم اي قائد على مستوى الامة بالتحديد العلمي لما يخطط لها بالاضافة لوضع خطة مواجهة هذا المخطط.
فسعاده أستشرف الخطر وحدده ووضع الخطة النظامية المعاكسة لمواجهته ، اي تخطى ردود الفعل وأكد على ضرورة الفعل والمبادرة الى وضع اسس المواجهة .
قام ببث الوعي أولا وباستنهاض الوجدان القومي ثانيا ورسم خطة المواجهة القائمة على بناء نهضة قومية اجتماعية تكون هي الرد على ما خطط وما زال يخطط لبلادنا .
لقد كان الوعي مغيبا تحت طبقات من الجهل والتعصب والانانية والطائفية والعشائرية والانقسامات الاثنية والمناطقية .
وكان الوجدان القومي امرا مجهولا وحقلا غريبا فكان عليه الحفر عميقا ليميط اللثام عنه ويسلط الضوء عليه .
نجح الى حد بعيد بعيد واكثر مما يتصور اعداؤه واعداء امته .
ولذلك تآمروا عليه
ارعبهم فاستعجلوا الخلاص منه
كانوا عصبة من اجانب طامعين ومن "اصحاب سلطة" متعاملين وأجراء عند من استخدمهم من الاجانب .
فاين نحن الآن بعد ستة وسبعين عاما على غياب محرك الوعي ومحفز الوجدان القومي وباعث النهضة ؟
اين نحن من فعل النهوض الاول في بلادنا ؟
اين نحن وماذا فعلنا لنخرج من النفق المظلم الذي وضعنا فيه الاعداء ؟
واين نحن من كل ما يخطط لبلادنا ؟
اسئلة كثيرة تنتظر اجابات .
ولكن السؤال الابرز بينها والاكثر الحاحا ربما هو :
اذا كان الغرب المتآمر الطامع ومعه الكيان الصهيوني يعتمد سياسة المراوحة التي يبدو كأنها تترك الامور مفتوحة على اكثر من احتمال وكلها احتمالات قاتلة ، فما هو مدى وعينا لما يخطط من جهة ، واين هم مفكرونا الذين يحاولون تلمس ابعاد هذه الاحتمالات جميعا ؟
وقبل ذلك كله ماذا فعلنا لنحصن مجتمعنا الذي يزداد تفسخا واهتراء ؟
بل ماذا فعلنا بمشروع النهضة الذي ارهقناه بامراضنا وعللنا واخطرها مرض الانانية القاتلة؟
اليس غريبا ومستهجنا بل باعثا على الريبة أننا ندمر بايدينا الحركة الوحيدة التي وجدت لاطلاق وعينا وتحفيز وجداننا القومي ؟
اليس باعثا على الريبة أن تمترس كل فئة منا في "خندقها" مدعية انها الفئة الناجية
بينما كل "خنادقنا" مكشوفة للعدو ومتاحة له في كل حين ؟
اوليس غريبا ومستهجنا بل باعثا على الريبة أن لا يحرك كل هذا الويل الذي يحل بنا ضمائرنا فنتعالى على انانياتنا وصغائرنا وذواتنا المتورمة ؟
الا يحفزنا كل هذا الدمار الشامل الماحق الذي يحيق بنا من كل صوب على تغليب مصلحة بلادنا وامتنا على مصالحنا الشخصية ؟
ليست دعوة لليأس أوالتأييس ..بل دعوة لصحوة ضمير ..ولإستفاقة وعي طال غيابه او تغييبه !
حليم رزوق
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :