افتتاحية صحيفة النهار:
مبارزة تصاعدية بين التزامات الدولة وتعنّت "الحزب سلام يتعهّد عدم السكوت عن أي سلاح خارج السلطة
الرئيس عون: "استمرار الاحتلال الإسرائيلي يعقّد الأمور وينتهك الاتفاق الذي وقعته إسرائيل، وما يطلبه لبنان هو انسحاب إسرائيلي كامل حتى يتمكن الجيش اللبناني من الانتشار
قبل أن تطوى نهائياً تداعيات الانتخابات البلدية والاختيارية التي بدأت بعدها أمس انتخابات اتحادات البلديات ورؤساء مجالس البلديات التي لم ينتخب رؤساء بلدياتها، بدأ الحكم والحكومة تركيز الاتصالات الديبلوماسية وإعلاء المواقف لإنجاز نشر الجيش في الجنوب ومضاعفة الضغوط على إسرائيل، باعتبار أن الحلقة التالية يفترض أن تطلق المساعي الجديّة للبدء بإعادة إعمار المناطق المدمرة والمتضررة.
غير أن هذا الاتجاه لم يحجب التعقيدات التي لا تزال ماثلة بقوة أمام الدولة اللبنانية التي بالكاد تمكّنت من المونة على الولايات المتحدة الأميركية لتمرير انتخابات الجنوب السبت الماضي، من دون تصعيد إسرائيلي كان يمكن أن يعطل الجولة الرابعة والنهائية من الانتخابات. وقد شكّل استئناف الغارات والعمليات الإسرائيلية التي كان آخرها عصر أمس على السلسلة الشرقية رسالة واضحة حيال عدم حصول أي تغيير إيجابي في المنحى الميداني جنوباً وعبر الجنوب، ولو أن ملف انتشار الجيش اللبناني واستكماله في جنوب الليطاني وإعلان الاتجاه إلى سحب السلاح الفلسطيني من المخيمات، بدءاً بمخيمات بيروت يفترض أن يشكلا تطورا مفصلياً لجهة بدء المعالجات الديبلوماسية الناجعة وتحديداً المعالجات الأميركية لملف بسط السيادة اللبنانية.
ولا تقتصر المحاذير التي عادت إلى الظهور بقوة مع استئناف الغارات الإسرائيلية على مناطق لبنانية جنوبية أو بعيدة عن الجنوب، بل إن المواقف النمطية للأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم الذي اختار اليوم التالي لانتخابات الجنوب ليعيد ترداد معزوفة المقاومة والتمسك بثلاثية "جيش شعب مقاومة" في تحدً مباشر للمواقف والالتزامات التي يدأب على إطلاقها كل من رئيس الجمهورية جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، باتت تثير التساؤلات بعمق أكبر وأكثر اتساعاً عما يراهن عليه الحزب بعد كل هذا الطوفان الكارثي الذي تسبّب به للبنان؟
ولذا اكتسب أحدث موقف أعلنه رئيس الحكومة نواف سلام أمس طابعاً ودلالات بارزة للغاية، إذ أعلن أن "المنطقة شبعت من الاستقطاب الإيراني - الأميركي"، وقال: "عصر تصدير الثورة الإيرانية انتهى". وأعرب عن أمله بعودة العرب إلى لبنان، وقال في حديث تلفزيوني: "الأشقاء العرب وأصدقاؤنا في العالم كانوا قد فقدوا ثقتهم بلبنان، ونعمل ليل نهار على استعادة ثقة العرب بلبنان، وآمل أن يعود العرب إلى لبنان كما عاد لبنان إليهم، وبدعم الأشقاء العرب وأصدقائنا في العالم سنكون أقدر على النجاح. ولبنان سيكون أرضاً جاذبة للاستثمارات العربية، والعمل جارٍ على توفير الشروط التي تسمح بعودة التصدير للسعودية".
وعن مسألة السلاح في لبنان، قال: "لن نسكت عن بقاء أي سلاح خارج سلطة الدولة". وفي ما يتعلق بسلاح المخيمات في لبنان، أكد سلام أن "الخطر في سلاح المخيمات هو أن يتحول إلى فتنة فلسطينية- فلسطينية، وقوة فلسطين اليوم ليست بالسلاح وإنما بالاعتراف الدولي والديبلوماسية".
بدوره، أبلغ رئيس الجمهورية جوزف عون وفداً من الكونغرس الأميركي استقبله قبل ظهر أمس في حضور السفيرة الأميركية ليزا جونسون، أن "لبنان ملتزم تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 وأن الجيش اللبناني انتشر في جنوب الليطاني ويقوم بدوره كاملاً في تطبيق ما اتفق عليه في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، في وقت لا تزال إسرائيل تواصل أعمالها العدائية ضد لبنان وتحتل التلال الخمس ولم تُعد بعد الأسرى اللبنانيين، على رغم المراجعات المتعددة التي يقوم بها لبنان، ولا سيما مع الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا راعيتي الاتفاق الذي مُدّد العمل به حتى 18 شباط/ فبراير 2025 من دون أن تفي إسرائيل بما التزمته".
وشدّد على أن "استمرار الاحتلال الإسرائيلي يعقّد الأمور وينتهك الاتفاق الذي وقعته إسرائيل، وما يطلبه لبنان هو انسحاب إسرائيلي كامل حتى يتمكن الجيش اللبناني من الانتشار حتى الحدود الجنوبية وحمايتها، والجيش سيواصل انتشاره حتى يبلغ عديده نحو عشرة آلاف عسكري، مع الإشارة إلى اتّساع المساحة في الجنوب والواقع الجغرافي والطبيعي فيه".
وعن الحوار مع الفلسطينيين في لبنان، أبلغ الرئيس عون الوفد أن "المحادثات مع رئيس دولة فلسطين محمود عباس كانت جيدة واسفرت عن اتفاق على تطبيق مبدأ حصرية السلاح على المخيمات الفلسطينية أيضاً، وتم تشكيل لجان مشتركة لتنفيذ ما اتفق عليه، على أن يبدأ تسليم السلاح في منتصف الشهر المقبل في ثلاثة مخيمات فلسطينية في بيروت، علماً أن الرئيس الفلسطيني قدم كل الدعم للدولة اللبنانية وللجيش، وستتم متابعة مراحل تطبيق الاتفاق مع الفلسطينيين لأن القرار متخذ ولا رجوع عنه".
ولفت إلى أنه "تم تفكيك ثلاثة معسكرات فلسطينية في الشمال والجبل والجنوب".
في غضون ذلك، بدأت انتخابات اتحادات البلديات أمس في المناطق بدءاً بالمتن الشمالي حيث فازت رئيسة بلدية بتغرين ميرنا المر على رئيسة بلدية بكفيا - المحيدثة نيكول الجميل في انتخابات رئاسة الاتحاد.
وقد فازت المرّ على الجميّل المدعومة من حزبي الكتائب و"القوات اللبنانية" والنائبين ابراهيم كنعان وإلياس بو صعب بنتيجة 22 صوتا مقابل 11.
واستمرت جلسات انتخاب رؤساء المجالس البلدية ونوابهم في قضاء البترون في مكتب قائمقام البترون، وعقدت جلسات انتخاب رؤساء بلديات الضنية ونوابهم، بعدما كانت هذه الجلسات قد بدأت يوم الجمعة الماضي، وذلك في مقر القائمقامية في بلدة سير بإشراف قائمقام قضاء المنية - الضنية جان الخولي.
وفي أول الأصداء الخارجية للاستحقاق الانتخابي البلدي في لبنان، نوّهت السفارة الفرنسية عبر حسابها على "إكس" بهذه الانتخابات، وكتبت: "الانتخابات البلديّة 2025: إن إرادة الحكومة تنظيم هذه الانتخابات المنتظرة منذ العام 2022، ومشاركة الناخبين تعبيراً عن التزامهم كمواطنين، تُعيدان لبنان إلى مسار الحياة الديموقراطية. إنّ حُسن سير عمليّة الاقتراع يكرّس مبدأ احترام الاستحقاقات الدستورية".
أما على الصعيد الميداني، فأغار الطيران الإسرائيلي مرتين عصر أمس على السلسلة الشرقية في مرتفعات بلدة بريتال شرقي بعلبك. وكان أحد أبناء بلدة بيت ليف نجا بعد استهدافه وهو على متن دراجته النارية من مسيّرة إسرائيلية أطلقت في اتجاهه صاروخين، عند الثانية من بعد منتصف الليل. وأعلنت وزارة الصحة عن إصابة مواطنَين في العدوان الإسرائيلي ليلاً على بلدتي بيت ليف ومجدل زون.
إلى ذلك، حلّقت مسيّرة إسرائيلية على علو منخفض في أجواء بيروت والضاحية الجنوبية.
************************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية:
اتحاد بلديات المتن: تسونامي يهزم الهيمنة والاستئثار... المر: مَن حاولوا التسييس كبّروا حجم خسارتهم
إنتهى الإستحقاق البلدي والاختياري، لينتقل التركيز تلقائياً على سائر الاستحقاقات، سواء في ما يتصل بالإصلاحات والإنجازات المطلوبة من الحكومة التي بدأت الشكوى تتصاعد من مستويات سياسية مختلفة، من بطء العجلة الإنتاجية التي وعدت بتسريعها، أو في ما يتعلق بالاستحقاق النيابي الذي بدأت التحضيرات العملية لوضعه على نار حامية، عبر الإقتراحات المتعدّدة المطروحة لتعديل القانون الإنتخابي الحالي الذي يُحيطه تأكيد غالبية القوى السياسية على استحالة السَير بقانون مشوّه تعتريه شوائب وثغرات لا تُعَدّ ولا تحصى.
تسونامي متني
إذا كان الإستحقاق البلدي قد اتسم بنكهات معيّنة سياسية وعائلية في مختلف المناطق، إلّا أنّه ارتدى أهمية قصوى في منطقة المتن الشمالي، التي أثبتت أنّها عصية على كل المحاولات التي استمات خليط من القوى السياسية والحزبية، لتغيير الوضع القائم فيها، والاستيلاء على بلدياتها والقبض على اتحاد بلديات المتن، تارةً بنفخ الأحجام، تارةً ثانية بالضغط والتهديد، وتارةً ثالثة بالتهويل وبَث الشائعات، وتارةً رابعة بالإستقواء بعضلات الغَير والتلطّي خلف رئيس الجمهورية، ومحاولة إنزال هذه المراجع إلى لعبتهم الرخيصة. إذ لم يعدموا وسيلة إلّا واستخدموها لتحقيق غايتهم، من دون أن يتمكنوا من الإخلال بميزان الوفاء في المتن الذي كان ردّه صادماً للعابثين به عبر ما يُشبه "تسونامي بلدي" أذاب الثلج وبيّن المرج، وكانت نتيجته الصارخة إلحاق هزيمة مدوية بمنطق الإستئثار والهيمنة، وبقاء اتحاد بلديات المتن في اليد الأمينة عليه وعلى المنطقة وأهلها؛ كل أهلها من دون استثناء.
22 مقابل 11
العنوان الصارخ للهزيمة المدوّية صاغته بالأمس انتخابات رئاسة اتحاد بلديات المتن، التي رسمت صورة المتن على حقيقته، بفوز رئيسة بلدية بتغرين السيدة ميرنا المر برئاسة الاتحاد، إذ نالت 22 صوتاً، فيما نالت رئيسة بلدية بكفيا - المحيدثة نيكول الجميّل 11 صوتاً.
ويتبدّى في هذه النتيجة الفارق الشاسع والكبير بين السيدة ميرنا المر، ونيكول الجميّل، والذي يُعدّ بلا أدنى شك انتصاراً موصوفاً ومضاعفاً للمر، على اعتبار أنّ الجميّل احتشد خلفها حلف سياسي داعم لها على رأسه "الكتائب" و"القوات اللبنانية"، ومعهما نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب والنائب ابراهيم كنعان... وراهن هذا الحلف في لحظة ما على أنّ ما يملكه من قدرات سياسية وحزبية وغير ذلك، سيُمكّنه من انتزاع اتحاد بلديات المتن والسيطرة عليه، إلّا أنّ الرياح سارت بغَير ما تشتهي سفنه، وجاءت بخسارة موصوفة ومدوّية لحزب "الكتائب"، تُعدّ الأقسى والأصعب عليه في مسلسل خساراته في الانتخابات البلدية في المدن المسيحية الكبرى من زحلة إلى جزين وزغرتا والمتن.
فضح المستور
وكشفت مصادر مطلعة ان السيدة نيكول الجميل فضحت المستور بلسانها وعبر الاعلام ان رئيس الجمهورية يدعم وصولها الى رئاسة الاتحاد، بعدما كان شقيقها رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل، يبلغ عدداً من رؤساء البلديات ان الرئيس جوزيف عون يريد وصول نيكول الى رئاسة الاتحاد، وبذلك كان يحاول زج اسم رئيس الجمهورية في استحقاق محلي للاستقواء به على غيره، وبالتالي حمّل الرئاسة الخسارة مع خسارته وشقيقته، وكاد ان يتسبب بتشويه صورة العملية الانتخابية الناجحة في كل لبنان.
كلمة المر
في أعقاب انتهاء انتخابات اتحاد بلديات المتن الشمالي، عبّر نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية والدفاع الوطني السابق دولة الرئيس الياس المر عن أسفه لتحوّل الاستحقاق البلدي من إنمائي إلى معركة سياسية بحتة بين مرشحَين اثنَين لرئاسة اتحاد البلديات.
وأشار المرّ إلى أنّ مَن حاولوا تسييس الانتخابات كبّروا حجم خسارتهم، قائلاً: "الانتخابات أصبحت خلفنا، واليوم الفائز الحقيقي هو المتن الشمالي بأكمله، بـ54 بلدية و99 بلدة".
وأكّد أنّ "الرئيسة ميرنا المر، وكعادتها، ستُبقي أبواب منزلها ومكاتبها والاتحاد مفتوحة أمام جميع البلديات، سواء كانت معها أو ضدّها"، مشدّداً على أهمية طَيّ صفحة الماضي.
وفي إشارة إلى الحملة الإعلامية التي رافقت الانتخابات، بالإضافة إلى تخوين الناس وتزوير الأرقام، قال المر: "لا نُريد العودة إلى الوراء. نحن من بيت لم يتعاطَ يوماً بالفساد، وأيدينا نظيفة. فليتّهمونا بالسياسة كما يشاؤون، لكن خلال 30 سنة في الحُكم لم يتمكن أحد من اتهامنا بملف فساد". وأضاف: "كبّروا الحجر حتى وقع على رأسهم".
وختم بتوجيه الشكر لجميع من شارك في العملية الانتخابية، قائلاً: "أشكر مَن انتخب إلى جانب الرئيسة ميرنا المر، فهذا الانتصار يُهدى لهم. وأشكر أيضاً مَن اختار التصويت ضدّها. لكن على الصعيد السياسي، كانت النتيجة واضحة: 22 مقابل 11، ثُلثا المتن قال كلمته".
وكتب النائب ميشال الياس المر عبر حسابه على منصة "إكس": "مبروك للمتن، السيد الحرّ المستقل. مبروك للمتن الوفاء والإنماء. ولعيونك أبو الياس. مبروك ميرنا ميشال المر".
وفد أميركي
سياسياً، جدّد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون التأكيد على أنّ "لبنان ملتزم تطبيق القرار 1701، وأنّ الجيش اللبناني انتشر في جنوب الليطاني ويقوم بدوره كاملاً ، في وقت لا تزال إسرائيل تواصل أعمالها العدائية ضدّ لبنان وتحتل التلال الخمس ولم تُعِد بعد الأسرى اللبنانيِّين، على رغم من المراجعات المتعدّدة التي يقوم بها لبنان، لا سيما مع الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا.
وأكّد عون خلال استقباله، أمس، وفداً من الكونغرس الأميركي برئاسة السيناتور أنغوس كينغ، أنّ "استمرار الاحتلال الإسرائيلي يُعقّد الأمور وينتهك الاتفاق الذي وقّعت عليه إسرائيل، وما يطلبه لبنان هو انسحاب إسرائيلي كامل حتى يتمكن الجيش اللبناني من الانتشار حتى الحدود الجنوبية وحمايتها، وهذا المطلب ليس فقط مطلب الدولة اللبنانية، بل مطلب الشعب اللبناني عموماً والجنوبيِّين خصوصاً، الذين يَعتبرون أنّ الجيش قادر على حمايتهم وتأمين سلامتهم".
ولفت إلى تعاون الجيش مع "اليونيفيل"، مشيراً إلى أنّ الجيش سيواصل انتشاره حتى يبلغ عديده نحو 10 آلاف عسكري".
وزار الوفد الأميركي، أيضاً رئيس الحكومة نواف سلام الذي أكّد للوفد "إصرار الحكومة اللبنانية على بسط سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية، بما فيها معالجة مسألة السلاح الفلسطيني في المخيّمات، وفق خطة زمنية وُضِعت وسيبدأ العمل على تنفيذها"، مشدّداً على "أهمية دعم الجيش اللبناني ليعزّز سلطته على الحدود وفي الداخل". ودعا إلى "زيادة الضغط الأميركي على إسرائيل لتنسحب من الأراضي اللبنانية التي ما زالت تحتلها، ولوَقف خروقاتها للسيادة اللبنانية".
بري: مُصمّمون على التحرير
إلى ذلك، أكّد رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ"الجمهورية" "أنّهم مهما حاولوا لن يتمكنوا من التأثير علينا، وكلما زادوا من ضغوطهم واعتداءاتهم، نزداد إصراراً على حماية بلدنا، وتصميماً وعزماً أكثر وأكبر من أي وقت مضى على تحرير أرضنا المحتلة من قِبل العدو الإسرائيلي".
ورداً على سؤال، لفت برّي إلى أنّه حتى الآن لم نلحظ أي خطوات ملموسة لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، مضيفاً: "موقفنا ثابت من ناحية الإلتزام باتفاق وقف إطلاق النار وبمندرجات القرار 1701، لكنّ المطلوب هو أن يبادروا (مشيراً إلى الأميركيِّين) إلى إلزام إسرائيل باحترام هذا الإتفاق ووقف اعتداءاتها، فهذا الأمر هو الأساس، ويجب أن يحصل قبل أي أمر آخر".
ورداً على سؤال، أعرب بري عن بالغ ارتياحه وسروره بإنجاز الانتخابات البلدية والاختيارية، واصفاً مُجرَيات العملية الانتخابية في منطقة الجنوب بأنّها راقية وتفوق برقيها أي مكان في العالم، آملاً أن يَلي ذلك التركيز على أولوية إعادة الإعمار، مؤكّداً أنّه "لا يجوز على الإطلاق البطء في هذا المجال".
وحول ملف الانتخابات النيابية، قال برّي إنّ النقاش حول هذا الأمر قد بدأ في مجلس النواب، من دون أن يُحدّد مدى زمنياً لهذا النقاش، مضيفاً أنّ القانون الانتخابي لا بُدّ أن يخضع إلى التعديل، كونه لا يصلح على الإطلاق أن تجري الانتخابات على أساس ثغراته وشوائبه، وسنسعى جاهدين في هذا الاتجاه.
وعمّا تردّد عن أنّ نائبة المبعوث الأميركي إلى المنطقة مورغان أورتاغوس ستصل إلى بيروت الثلاثاء المقبل، نفى بري علمه بموعد وصولها وقال إنّه سمع عن زيارتها في الإعلام ولا شيء أكثر من ذلك.
زيارة أورتاغوس
على صعيد زيارة أورتاغوس المعلن عنها إلى بيروت، فلا جديد حولها أو حول موعد وصولها أو برنامج لقاءاتها، سوى نقاشات عمومية بين أوساط سياسية. كان أبرزها ما دار خلال لقاء عُقِد قبل أيام، وجمع مجموعة من رجال الأعمال والمال وديبلوماسيِّين أجانب.
وبحسب معلومات موثوقة لـ"الجمهورية"، فإنّ بعض الحاضرين أثاروا تساؤلات حول خلفية ما أعلنته أورتاغوس في كلمتها في منتدى قطر الاقتصادي الأسبوع الماضي، وخصوصاً إشارتها إلى أنّ صندوق النقد الدولي ليس الخيار الوحيد أمام لبنان، وأنّ لديها خطة كبيرة ورؤية قد تمكّن لبنان من الاستغناء عن صندوق النقد". وأنّ أحد السفراء أكّد رداً على هذه التساؤلات بأنّه يتفهّم حجم المفاجأة التي أحدثها كلام أورتاغوس، كاشفاً عن ورود استفسارات عديدة حول هذا الأمر وردت من أكثر من مصدر لبناني رسمي وسياسي، ومرجّحاً أن يكون ما صدر عنها هو رأي شخصي.
وأوضح أنّ معلوماته تؤكّد أنّ ما قالته أورتاغوس لا يعكس بالضرورة موقف الإدارة الأميركية التي تدعم بقوة حصول برنامج تعاون بين لبنان وصندوق النقد، ولا يوجد لديها أي خطط بديلة عن هذا الأمر.
صفقة تبادل
من جهة ثانية، وفيما تواصلت الإعتداءات الإسرائيلية على المناطق الجنوبية، والخروقات المتمادية للسيادة اللبنانية التي تركّزت بالأمس في تحليق مكثف للطيران التجسسي في أجواء بيروت والضاحية الجنوبية، كشفت مصادر متابعة لملف الأسرى اللبنانيِّين لدى إسرائيل لـ"الجمهورية" عن تطور مهمّ مرتبط بهذا الملف، قد يحصل خلال الأيام القليلة المقبلة، مشيراً إلى أنّ اتصالات حثيثة جرت على أكثر من صعيد داخلي وعراقي، وعلى الخط الأميركي- الإسرائيلي، بمشاركة مباشرة من رئاسة لجنة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار، لفتح آفاق إيجابية لهذا الملف. والأجواء تشي بتقدّم في محاولة إنضاج صفقة تبادل محتملة في وقت قريب يُصار فيها إلى إفراج إسرائيل عن نحو 15 لبنانياً أسرتهم خلال العدوان الأخير، مقابل الإفراج عمَّن توصف بباحثة إسرائيلية من أصل روسي إليزالبيت تسوركوف، التي تشير بعض المعلومات إلى أنّها محتجزة لدى إحدى كتائب "حزب الله" في العراق.
******************************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
ملفّ السلاح الفلسطيني: هل تسعى أطراف الوصاية إلى توريط الجيش في حمام دم جديد؟
لا أحد يعرف سبب المبالغة الواضحة في بيانات المسؤولين الرسميين، في لبنان وفي السلطة الفلسطينية، بشأن ما يُطلق عليه مشروع نزع سلاح المخيمات في لبنان.
وإذا كان معلوماً أن الملف يمثّل مطلباً أميركياً - إسرائيلياً في هذه المرحلة بالذات، فإنه بالنسبة إلى لبنان، يتطلب الكثير من العناية في مقاربته، سيما أن أبناء المخيمات أنفسهم، لديهم ما يقولونه في الموضوع، كما أنه لا يمكن للعاملين على الملف إخفاء الهدف الفعلي من المشاريع المطروحة الآن.
منذ توقّف الحرب الأهلية في لبنان، انتقل الملف الفلسطيني إلى مرحلة جديدة، كان البارز فيها التحوّل الاستراتيجي الذي قاده الراحل ياسر عرفات، والذي قلب الطاولة على رأس الفلسطينيين قبل الآخرين. وكانت النتيجة بعد طول عناء أن منظمة التحرير الفلسطينية وقواها التقليدية لم تعد تشكّل القوة الوحيدة التي تتحكم بالقرار الفلسطيني.
ومع مرور الوقت، احتلت القوى الجديدة مُمثَّلة بحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" موقعاً متقدّماً، سرعان ما تعاظم على شكل قوة مقاومة داخل الأراضي المحتلة وفي قطاع غزة بعد تحريره عام 2005. وسرعان ما باتت قوة الحركتين الجهاديتين تظهر تباعاً في كل ساحة يعيش فيها فلسطينيون، خصوصاً في لبنان وسوريا والأردن.
منذ عقد تقريباً، وبعدما انحصر اهتمام سلطة رام الله بآليات التنسيق مع قوات الاحتلال والانخراط الكامل في النظام الرسمي العربي، كانت الفصائل المحسوبة على السلطة، خصوصاً حركة "فتح"، تشهد انقسامات متوالية، جعلتها في أكثر الأماكن أكثر من فريق، ولو أن سلطة رام الله بقيت تدير التنسيق بين جميع الأجنحة، مستفيدة من أنها صاحبة القرار المالي، كون السلطة بقيت مصدر التمويل لهذه الأجنحة بوجهيْها السياسي والعسكري.
لكنّ سلطة رام الله تدرك أن أجنحة "فتح" ليست كلها على الموجة نفسها مع رام الله، وهو ما بدأ ينعكس تراجعاً لنفوذ السلطة في مخيمات اللاجئين خارج فلسطين. وإذا كانت الفصائل المتوافقة مع السلطات السورية حافظت على حضورها القوي في دمشق، فإن علاقة الأخيرة مع سلطة رام الله لم تكن سيئة طوال الوقت. إلا أنها لم تضع أي قيود على قوى المقاومة من الفلسطينيين.
بينما ظلّ الأردن يعيش موجات هبوط وصعود على مستوى المزاج العام، رغم تفوّق التيار الإسلامي بين فلسطينيي الأردن، وهو ما يتقاطع مع نفوذ حركة "الإخوان المسلمين". لكنّ الأمور بقيت خاضعة لسقف السلطات الأردنية التي لا تزال تمنع المساهمة الفعّالة لسكان الأردن من الفلسطينيين في دعم إخوانهم داخل الأراضي المحتلة.
أما في لبنان، الساحة التي بقيت مفتوحة رغم كل النفوذ الذي مارسته سوريا سابقاً وتمارسه السعودية وأميركا حالياً، فقد حافظت سلطة رام الله على نفوذها وعلاقاتها مع القوى اللبنانية كافة، وظلت على الدوام شريكة للحكومات اللبنانية المتعاقبة في الإدارة العامة لملف اللاجئين الفلسطينيين. لكن، في المقابل، كانت قوى المقاومة، توسّع دائرة حضورها الشعبي داخل المخيمات، وعلى الساحة اللبنانية، ولا سيما حركتي "حماس" والجهاد الإسلامي، مستفيدتَين من وقائع لبنانية داعمة، سواء لجهة ما وفّره حزب الله من غطاء ورعاية لكوادر المقاومة الفلسطينية، أو باستفادة "حماس" من وجود الفرع اللبناني لحركة الإخوان، المتمثّل بالجماعة الإسلامية.
وفوق ذلك، كان هناك صراع على الإمساك بالمخيمات، لكنه ظل مرتبطاً بتوترات على خلفيات أمنية وجنائية وحتى سياسية، خصوصاً بعدما تعزّز وجود المجموعات الإسلامية المتشدّدة داخل المخيمات التي ضمّت مروحة واسعة من المجموعات السلفية الدعوية أو المقاتلة، وبعضها كان له دور في دعم أنشطة داخل لبنان وخارجه تتعلق بتنظيم "القاعدة" ومتحوراته، من "النصرة" إلى "داعش" وغيرهما.
في هذه الأثناء، كان سكان المخيمات في لبنان، يعانون مشكلة مزدوجة: مشكلة حقوقهم المدنية غير المعترف بها لبنانياً، ومشكلة الوضع الأمني داخل المخيمات.
وفي الأولى، لم يعرف اللاجئون منذ وصولهم إلى لبنان عام 1948 أي وضعية هادئة، وظلوا على الدوام محط قهر وطعن في إنسانيتهم، وقد برزت العنصرية اللبنانية تجاههم على مستويات مختلفة، ولم يعد الأمر يقتصر على قوى اليمين التقليدية، وهو ما انعكس هجرة لقسم كبير من أبناء المخيمات إلى الغرب أساساً، بينما نجح بعض الميسورين منهم في الخروج للعيش خارج المخيمات، وبقي فقط الفقراء الذين يواجهون كل مصاعب الحياة، من بطالة ومرض ونقص فرص التقدّم، وحيث تنمو بين أحضانهم مجموعة من الفتوات، تحوّلت مع الوقت إلى عصابات يأمل أبناء المخيمات التخلصَ منها طوال الوقت، خصوصاً أن هذه المجموعات التي تتصارع على الفتات، تستخدم السلاح لمعالجة خلافاتها، حتى بات بالإمكان القول إن أبناء المخيمات في لبنان هم أول من يريد نزع هذا النوع من السلاح.
لكن، لدى البحث في ما تريد السلطات اللبنانية والفلسطينية القيام به، يجب النظر إلى أن الهاجس لا يتعلق بتحسين أوضاع الفلسطينيين في لبنان، ذلك أن الحل الوحيد الشامل يمكن تحقيقه في حالة إزالة المخيمات من أساسها، والإقرار بحق هؤلاء في الإقامة الكاملة في لبنان، مع الاعتراف بحقوقهم المدنية كاملة، وصولاً إلى منحهم الجنسية.
وهو ملف محل خلافات كبيرة داخل لبنان، ليست كلها متعلقة بالموقف المبدئي الداعم لحق العودة، بقدر ما يتصل الأمر بالتوازن الطائفي، ما يقود عملياً إلى أنه لا يوجد في لبنان من يريد نزع السلاح من أجل تحسين ظروف الفلسطينيين، بل لتحقيق رغبة الوصاية الأميركية - السعودية - الإماراتية، ومن خلفها إسرائيل، لإنهاء أي وجود ديموغرافي يمكن أن يشكّل في أي وقت مصدر تهديد لأمن العدو وكيانه. وهو الهدف الأساسيّ من كل خطة نزع السلاح.
ولأن الأمور بهذا الوضوح، يجدر التحدّث عن ملف نزع السلاح كما هو، لا كما يجري تزيينه من القائمين على الملف.
وإذا كانت سمة هذه المرحلة هي الوضوح، فإن من يريد نزع السلاح، بالطريقة التي تُطرح، إنما يريد تلبية شروط جهات الوصاية الأميركية - الخليجية، والأهم تحقيق رغبة العدو، ليس لأن سلاح المخيمات في لبنان يهدّد أمن الكيان، بل لأن القاعدة الجديدة التي تحكم العقيدة الأمنية لكيان العدو بعد "طوفان الأقصى" تقوم على فكرة نزع أي نوع من القدرات من يد كل من يمكنه أن يشكل تهديداً له ولو بعد سنوات طويلة.
وبهذا المعنى، فإن ما تريده إسرائيل يتوافق عملياً مع ما تريده سلطة رام الله التي يقول رئيسها محمود عباس علناً إنه ضد أي نوع من المقاومة المسلحة ضد الاحتلال، داخل فلسطين وخارجها.
ولأن الأمر على هذا النحو، لم يكن مستغرباً سعي عباس إلى توريط الدولة اللبنانية والجيش والأجهزة الأمنية في معركة ستقود حتماً إلى حمام دم جديد، على شاكلة ما حصل في مخيم نهر البارد.
سلام متحمّس وعباس يبيع الهواء: حذر أمني رسمي من الطرح الفلسطيني
أظهرت وقائع الاجتماعات التي عقدها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في بيروت، أن رئيس الحكومة نواف سلام بدا أكثر حماسة من رئيس الجمهورية جوزيف عون في مقاربة ملف سلاح المخيمات، إذ أبلغ عباس رئيس الجمهورية أنه لا يمانع دخول الجيش اللبناني إلى المخيمات ونزع السلاح بالقوة.
إلا أن عون أكّد أن الجيش ليس في وارد الدخول إلى المخيمات، ولا يريد الصدام مع أحد، وينبغي البحث عن وسيلة أخرى لمعالجة الملف، وهذا الرأي تتبنّاه أيضاً الأجهزة الأمنية الرسمية التي تخشى حمام دم في أي مواجهة، ولا تريد تكرار تجربة نهر البارد.
وهي ترى أنه يمكن الوصول، من خلال الحوار ومواقف حازمة، إلى اتفاق يجعل السلطات اللبنانية مسؤولة عن أمن المخيمات ومنع استخدامها ضد ما يهدّد الأمن في لبنان، بما في ذلك معالجة الملفات الجنائية وملفات المطلوبين للقضاء اللبناني ومكافحة الجريمة وتجارة المخدّرات وترويجها.
وعندما عرض عباس أن تتولى منظمة التحرير الملف، كان واضحاً أنه لا يملك الأدوات الكافية، إذ إنه يواجه أولاً مشكلة عدم موافقة أطراف في حركة "فتح" على ما يقوم به، وقد عبّر المعارضون عن مواقفهم في بيانات كثيرة صدرت بعد مغادرته بيروت، علماً أن أجواء هذه الأطراف كانت سلبية بعدما ناقش عباس الملف مع رئيس الحكومة نواف سلام، مستبعداً كلاً من السفير الفلسطيني في بيروت أشرف دبور والمسؤول الأبرز في حركة فتح - ساحة لبنان فتحي أبو العردات.
ويبدو أن التحفظات التي أبداها عون في لقائه مع عباس اختفت تماماً في لقاء الأخير مع سلام الذي وافق على مقترحات عباس، ودعا فوراً إلى اجتماعات تنسيقية لممثّلين عن الأجهزة الأمنية والوزارات المعنية، وكاد الصدام يقع في أحد الاجتماعات، عندما قال مسؤولون أمنيون إنه لا علم لهم بوجود اتفاق على خطط وجداول زمنية.
لاحقاً، بدا واضحاً أن المشكلة تكمن في أن سلام سار مع عباس على خلفية غير واضحة، علماً أنه يُفترض برئيس الحكومة معرفة الواقع الحقيقي لخريطة النفوذ داخل مخيمات لبنان، وأن عباس لا يملك القدرة ولا النفوذ اللذين يتيحان له تنفيذ ما يعد به.
وهو ما دفع بمسؤول رسمي بارز إلى الحديث عن توضيحات ضرورية ستصل إلى رئيس الحكومة، تركّز على أن هناك آليات للحوار مع الفصائل الفلسطينية التي تعمل ضمن هيئة العمل الفلسطيني المشترك، للتنسيق في كل الأمور، كما أن الحديث عن مباشرة العمل في بعض المخيمات الصغيرة في بيروت سيجعل الملف "أضحوكة"، لأن ما يراد خارجياً لا يتعلق بأسلحة فردية يحملها حراس يقفون على أبواب مقرات لفصائل فلسطينية في مخيم لا يوجد فيه سكان.
من جهة أخرى، كانت الجهات الرسمية اللبنانية في أجواء اتصالات أجرتها الفصائل الفلسطينية في ما بينها، ركّزت على وضع آلية عمل لمعالجة ملف المطلوبين وتجار ومروّجي المخدّرات في مخيّمَيْ شاتيلا وبرج البراجنة، حيث يُفترض تشكيل قوة عسكرية مشتركة تتولّى معالجة الملف بالقوة، وتسليم المتورّطين للسلطات اللبنانية، تلبية لمطالب أبناء المخيمات أولاً، وسكان الجوار ثانياً.
****************************************
افتتاحية صحيفة الديار:
تناغم بين حزب الله وعون... والهوّة تكبر مع سلام!
لا ثقة «إسرائيليّة» بضغوط ترامب: لبنان ليس سوريا
مُفاجأة اتحاد بلديات المتن تربك «معراب» و«الصيفي»
وضعت حروب الازقة البلدية اوزارها، ودخلت القوى السياسية في "تقريش" حسابات الربح والخسارة، لاستثمارها في الاستحقاق النيابي بعد عام. حقق "الثنائي الشيعي" مبتغاه، واثبت بالارقام والوقائع ان اي رهان خارجي وداخلي، على ضعف اصابه بين جمهوره بعد الحرب مجرد اوهام، والتعويل على المعارضة الشيعية رهان على سراب.
"الثنائي المسيحي" خاض حرب "داعس والغبراء"، واكتشفت "القوات" والتيار" نقاط الضعف والقوة لدى كل منهما، ولم ينجح احدهما من الغاء الآخر، مع تسجيل تقدم ملحوظ غير حاسم لـ"معراب"، لكن بات لدى الطرفين ما يبنى عليه لبناء تحالفات رابحة في الانتخابات النيابية، خصوصا بعدما خسرت "القوات" وحلفاؤها بالامس معركة اتحاد المتن امام آل المر "والتيار"، في مفاجاة من العيار الثقيل اربكت حسابات الطرفين، الذين بنوا حساباتهما على نحو خاطىء.
اما السنة فلم يكن مفاجئا ان تظهر نتائج الانتخابات تشتت الشارع، في غياب رافعة "تيار المستقبل" ومشاركته في الانتخابات التشريعية، اذا حصلت، ستعيد "خلط الاوراق".
الحزب "التقدمي الاشتراكي" لا يزال الاكثر تمثيلا عند الدروز، لكن نسب تأييده تراجعت، وهذا يحتاج الى تقييم جدي قبيل الاستحقاق النيابي، خصوصا ان "التغييريين" الذين يمكن الجزم انه كانوا اكبر الخاسرين في هذا الاستحقاق، لم يسجلوا تقدما الا في الساحة الدرزية!
الهوة بين عون وسلام
وفي اول حراك سياسي بعد انقشاع غبار الاستحقاق البلدي، كشفت زيارة نواب كتلة "الوفاء للمقاومة" الى بعبدا امس، ليس فقط عن الهوة الكبيرة بين حزب الله ورئيس الحكومة نواف سلام، وانما بين مقاربة الرئيس جوزاف عون ورئيس الحكومة لملف سلاح المقاومة، حيث يبدو الرجلان على طرفي نقيض، في ظل اصرار سلام على انهاء بقية الود المتبقي مع الحزب. ولا يتوانى عن اطلاق التصريحات الاستفزازية التي ترضي الخارج، دون ان يلتفت الى تداعياتها الداخلية، فيما يتعامل الرئيس عون بحكمة متناهية وود غير مفتعل مع الملف، وهو ما ظهر بالامس خلال الاجتماع في القصر الجمهوري، حيث كان التفاهم المتبادل عند حدوده القصوى، واتسمت الاجواء بالايجابية والصراحة.
لقاء ايجابي وودي
وان لم يكن اللقاء جزءا من الحوار المفترض بين الجانبيين، الا انه يأتي في سياق استكمال تبادل الافكار والمعلومات، التي لم تتوقف على نحو غير مباشر بين الطرفين حول الاوضاع العامة في البلاد، وخصوصا التحدي الذي يفرضه الاحتلال "الاسرائيلي".
وبحسب مصادر مطلعة، اطلع عون الوفد على طبيعة الضغوط الاقليمية والدولية على لبنان، واطلعهم على الجهد الديبلوماسي الذي يبذله لاجبار "اسرائيل" على تنفيذ القرار 1701. وتم استعراض نتائج الانتخابات الاخيرة، وملف اعادة الاعمار، واثنى الحزب على مواقف الرئيس ومقاربته للامور، وشرح النائب محمد رعد وجهة نظر الحزب، التي تم تظهيرها من خلال كلمة الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الذي حدد اولويات المقاومة، وتم الاتفاق على تكثيف التواصل للوصول الى المقاربة الامثل لحماية البلاد.
حزب الله - بعبدا
وكان رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، اكد أن مساحة التفاهم مع رئيس الجمهورية واسعة ويعوّل عليها. وقال بعد لقائه ووفد من الكتلة، رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، إن اللقاء تطرق إلى مسألة حفظ السيادة الوطنية، وضرورة إنهاء الاحتلال "الإسرائيلي"، ووقف الخروقات المتكررة المدعومة من الدول الضامنة، وإعادة الإعمار وحفظ الاستقرار وتحرير المؤسسات، عبر الالتزام بالاستحقاقات الدستورية، كما حصل مؤخراً في الانتخابات البلدية والاختيارية.
وشدّد على أن مساحة التفاهم مع الرئيس عون "واسعة ويُعوَّل عليها"، مضيفاً: "نحن لا نرى أنفسنا ملزَمين بتوقيت أو مكان أو أسلوب معيّن، طالما أن الرئيس يحرص على تحقيق الأولويات، وفي طليعتها: حفظ السيادة، إنهاء الاحتلال ووقف الخروقات.
ووفق مصادر مطلعة تم الاتفاق بين عون ووفد الحزب على إبقاء التواصل مفتوحا، وشرح رئيس الجمهورية للوفد تصوره لـ"الحفاظ على سيادة الدولة وحماية اللبنانيين".
لا رد على سلام
في موقف يظهر عمق الخلاف بين حزب الله ورئيس الحكومة، رد رعد على سؤال حول تصريحات سلام التي قال فيها ان " زمن تصدير الثورة الايرانية انتهى، ولن يسمح بوجود اي سلاح غير شرعي"، انه لن يعلق على كلامه للحفاظ على بقية ود موجودة.. كما غمز رعد من قناة سلام ايضا بالتشديد على ان العيد هو "عيد المقاومة والتحرير" وليس عيد التحرير فقط، لانه دون مقاومة لم يكن للتحرير ان يحصل.
وكان وفد حزب الله قد التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، حيث تناول اللقاء التطورات الاوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية، ونتائج الانتخابات البلدية والاختيارية وشؤون تشريعية.
تشكيك "اسرائيلي"
في هذا الوقت، بدأت الشكوك الجدية لدى مراكز القرار لدى العدو، بامكانية نجاح الولايات المتحدة في نزع سلاح حزب الله، عبر ما اسمته تطبيق النموذج السوري في لبنان. وفي تقرير نشرته صحيفة "هارتس الاسرائيلية"، اشارت الى الأصل في نموذج سوريا، الذي خلقه ترامب برفعه العقوبات، استناداً إلى تعهد مستقبلي للرئيس احمد الشرع، يكمن في نقل المسؤولية عن سلوك الرئيس السوري إلى رعاية السعودية وقطر وتركيا. هكذا حرر ترامب نفسه ظاهرياً، من الانشغال بدولة بعيدة أخرى، التي لا تهدد حدود الولايات المتحدة. ولأن سوريا ما زالت دولة "مشبوهة"، وبؤرة احتكاك خطيرة مع "إسرائيل"، فربما تتطور فيها مواجهة عنيفة تجر الولايات المتحدة وتعيدها إلى الساحة.
لبنان لا يشبه سوريا!
ولفتت الصحيفة الى ان ترامب يطمح إلى التوصل إلى تسوية مشابهة مع لبنان أيضاً، لكن الوضع اكثر تعقيدا ومن المشكوك النجاح هناك، "فالنظام في لبنان في معضلة تشبه معضلة نظام الشرع: كيف ينزع السلاح "غير القانوني"، بدون الوصول إلى مواجهة عنيفة قد تتدهور إلى حرب أهلية". واشارت الى ان "الولايات المتحدة تضغط على الرئيس عون للبدء على الفور بنزع السلاح من شمال الليطاني، وليس من جنوبه فقط. ولكن عون يخشى من أن إجراء عنيف سيجعل الدولة ساحة قتال داخلية. هو يفضل حواراً يثمر اتفاقات، في حين أن الولايات المتحدة تعتقد أن عون لا يمكنه ضمان نجاح هذا الحوار في إنهاء قضية حزب الله كتنظيم عسكري"؟!. وهنا أيضاً عدة فروقات جوهرية بين الوضع في سوريا والوضع في لبنان. وخلافاً لسوريا، فإن أي دولة عربية لم تعرض على ترامب ضمان سلوك الحكومة اللبنانية أمام حزب الله، أو أنها ستنفذ الإصلاحات الاقتصادية العميقة التي يجب عليها تنفيذها كشرط لتقديم المساعدات.
ما هي خيارات ترامب؟
ولفتت "هارتس" الى ان ترامب يستطيع التحرر من عبء لبنان، كما انفصل عن سوريا، بصورة تضمن عدم حدوث مواجهة عنيفة تهدد "إسرائيل" أو تورط الولايات المتحدة، لكن عليه أن يقرر إذا كان سيطبق نموذج سوريا في لبنان، وإعطاء حكومتها الاعتماد الذي منحه للشرع، أي السماح لها بإدارة الحوار مع حزب الله كلما احتاجت لذلك، أو استخدام ثقل المكبس والمخاطرة بفقدان السيطرة. وثمة احتمال ثالث، وهي إدارة الظهر وترك لبنان يدير شؤونه مع "إسرائيل" كساحة محلية لا تتعلق بالولايات المتحدة، اي منح حكومة نتانياهو "الضوء الاخضر" لتفعل ما تريده؟!
الخطر من الشرق؟
وفي سياق متصل، كشف تقرير اميركي عن بدء الادارة الاميركية بالاشراف على إعادة دمج وتأهيل وتوحيد القوى الأمنية السورية المسلحة، التي كانت ضمن جبهات من التيارات الإسلامية، لكن من الواضح أن الجانب السعودي مهتم بتمويل وتأهيل وتدريب وتمويل برامج، لتمكين قوات الجيش السوري الجديدة، عنوانها العريض هذه المرة امكانية تجهيز مقاولة عسكرية خاصة، تتولى فيها مجموعات سورية منظمة ومدربة ومؤهلة التصدي، لما تبقى من قوات حزب الله شمالي الليطاني في لبنان إن دعت الحاجة وفي أي وقت. يعني ذلك أن الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها العرب مهتمون ضمنا بالتجهيز لمواجهة ليس بين سوريا الجديدة و"إسرائيل"، ولكن بينها وبين حزب الله وما تبقّى من قواته.
الاعتداءات "الاسرائيلية"
في هذا الوقت، وسعت قوات الاحتلال من دائرة اعتداءاتها امس، وشنت غارات جوية على جرود بلدة بريتال في البقاع، واصابت احدى الغارات مدرسة البلدة، حيث سقط شهيد وعدد من الجرحى. وكان احد ابناء بلدة بيت ليف نجا باعجوبة بعد استهدافه، وهو على متن دراجته النارية، من مسيّرة "اسرائيلية"، أطلقت في اتجاهه صاروخين.
واعلنت وزارة الصحة عن إصابة مواطنين إثنين في العدوان "الإسرائيلي" ليل امس الاول على بلدتي بيت ليف ومجدل زون. كما حلقت مسيّرة "إسرائيلية" امس على علو منخفض في أجواء بيروت والضاحية الجنوبية.
ملف المخيمات الى اين؟
اكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون لوفد أميركي برئاسة السيناتور انغوس كينغ، تشكيل لجان لبنانية- فلسطينية، وان العمل سيبدأ في منتصف الشهر المقبل في 3 مخيمات فلسطينية في بيروت، لمعالجة مسألة وجود السلاح الفلسطيني فيها".
وفي هذا السياق، تفيد المعلومات الى ان خطة معالجة ملف السلاح الفلسطيني على "الطاولة" قريبا، لكن دون وضوح بعد في كيفية الوصول الى خواتيمه. فملف سحب السلاح الفلسطيني سيبدأ في الشهر المقبل على نحو شكلي، في مخيمات لا يوجد فيها اصلا اسلحة ثقيلة، وهي مخيمات شاتيلا ومارالياس وبرج البرجانة، حيث سيتم تسليم بعض القاذفات الصاوخية من نوع "اربي جي" واسلحة متوسطة.
اما في شهر تموز فيتم التعامل مع مخيمات لا اسلحة فيها، وهي مخيم الجليل في البقاع والبدواي في الشمال، حيث لا مجموعات متشددة، وهناك تعاون بين مخابرات الجيش وكل الفصائل اثمرت عام 2023 اتفاقا مع الجبهة الشعبية، جرى بعدها تسليم الاسلحة في كافة المناطق اللبنانية، وليس فقط في المخيمات.
اما مخيما ضبية والبارد فلا اسلحة فيهما، ويبقى التحدى الاكبر في مخيمات الجنوب التي ستترك للمرحلة الاخيرة، الرشيدية والمية ومية والبص، وخصوصا مخيم عين الحلوة، حيث تنتشر مجموعات متشددة، ولا خطة حتى الآن على كيفية التعامل معها، فضلا على عدم وجود تفاهم نهائي بعد مع باقي الفصائل غير المنتمية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
معركة اتحاد المتن...
وفي مفاجاة من العيار الثقيل، وفي نتيجة شكلت صدمة لـ "معراب" "والصيفي"، فازت رئيسة بلدية بتغرين ميرنا المر على رئيسة بلدية بكفيا - المحيدثة نيكول الجميل، في انتخابات رئاسة اتحاد بلديات المتن. وقد فازت المرّ على الجميّل المدعومة من حزبي "الكتائب" و"القوات "، والنائبين ابراهيم كنعان وإلياس بو صعب، بفارق كبير، إذ ربحت بنتيجة 22 صوتا مقابل 11 صوت.
...ونتائج الجنوب
على الصعيد الانتخابي، إذا كان "لثنائي الشيعي" حقق الفوز في معظم البلدات الجنوبية، وأظهرت الأرقام فوارق كبيرة جداً بين لوائحه ولوائح أخرى منافسة في صور والنبطية، فإن نتائج بلدية صيدا أظهرت خروقات بين 3 لوائح، ففاز 10 أعضاء من لائحة "سوا لصيدا" المدعومة من النائبة السابقة بهية الحريري ورئيس بلدية صيدا السابق محمد السعودي ورجل الأعمال مرعي أبو مرعي، و8 أعضاء من لائحة "نبض البلد" المدعومة من النائب أسامة سعد، و3 أعضاء من لائحة "صيدا بدها ونحنا قدها" المقربين من "الجماعة الإسلامية.
مسيحياً، انتهت المبارزة في جزين بإعلان فوز "التيار" وعازار بالمقاعد الـ 18، وبفارق 550 صوتاً..
باسيل: "التيار" حاضر وقوي
من جهته، عرض رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل في مؤتمر صحافي نتائج الانتخابات في الجنوب، واشار الى ان "التيار خضع لخيارات الناس في الانتخابات البلدية، التي كان طابعها عائليا أكثر، وقال: ان الفوز باتحاد المتن هو البداية، وتابعوا الى النهاية التي ستكون بجزين واتحاد بلديّاتها، حيث حاولوا "القوات" القول انهم خسروا المدينة وربحوا الاتحاد، وانا اقول اننا ربحنا معظم بلديّات قضاء جزين، وسنرى نتيجة الاتحاد لاحقاً".
واوضح انه "في جزين والجنوب اظهر التيار مجدداً حضوره وقوّته على مستوى البلديات والرؤساء والأعضاء والمخاتير، وذلك في صيدا والزهراني في صور وبنت جبيل، في مرجعيون وحاصبيا، في النبطية وجزين، ولا مشكلة عندنا بالتحالف مع النائب السابق ابراهيم عازار ومع اي كان في لبنان ولا نستحي، هم يستحون بتحالفاتهم ويحاولون ان يبقوها سرية، هم تحالفوا مع حزب الله ومع "القومي" ومع افرقاء الممانعة، وعندما نقوم نحن بهذا الأمر نصبح غير سياديين وهم يكونون سياديين".
********************************************
افتتاحية صحيفة اللواء:
انفراج داخلي وترحيب دولي بعد إنجاز الانتخابات البلدية والإختيارية
«حزب الله» يبحث عن مساحة انتماء الى الدولة.. واللقاء مع سلام بعد عودته من أبوظبي
أنجز لبنان استحقاقاً ديمقراطياً، ووطنياً، بما اعاد اليه صورة يانعة من الجدية والمسؤولية، والسعي لإعادة إحياء الدولة ومؤسساتها المحلية والسياسية والادارية وسط ترحيب دولي، وتأكيد فرنسي أن حسن سير عملية الاقتراع بأنه من مبدأ احترام الاستحقاق الدستوري.
لكن الاحتلال الاسرائيلي، ما إن انتهت انتخابات المرحلة الرابعة والاخيرة في محافظتي الجنوب والنبطية، حتى عاد الى توتير الاجواء، وتسيير المسيّرات، واغتيال المواطنين، سواءٌ الذين يلجأون الى الدراجات النارية في تحركاتهم او السيارات العادية، فضلاً عن قصف طاول الاماكن البعيدة عن الجنوب، عند السلسلة الشرقية للبنان.. وعلى تخوم البقاع الشمالي.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان اللقاء الذي جمع الرئيس جوزاف عون مع وفد كتلة الوفاء للمقاومة هو الاول بعد مشاركة الوفد في الإستشارات النيابية الملزمة وغير منفصل عن حراك الوفد في اتجاه الرئاسات الثلاث، في رسالة اراد الوفد ولاسيما حزب الله ارسالها في ما خص التواصل مع الدولة اللبنانية، مشيرة الى ان اللقاء مع الرئيس عون بالتحديد له مدلولاته في خضم الحوار حول السلاح الذي اعلن الرئيس عون ان المسار المتصل به لن يكون بالقوة.
ولاحظت المصادر ان موقف الكتلة لم يُعطِ أية اجوبة حول تسليم السلاح انما كان لافتا ما قاله النائب رعد من ان لا امتيازات للدولة دون واجبات وعندما تتساوى الإمتيازات والواجبات يحصل التفاهم.
لكن المصادر قرأت هذا اللقاء في سياق بدء التواصل مع قصر بعبدا حول ملفات متعددة.
الى ذلك، تردد ان مجلس الوزراء يعقد جلسته هذا الاسبوع ويحمل عنوان تقييم الانتخابات البلدية والإختيارية وتمرير بعض التعيينات وبت استقالة مدير عام هيئة اوجيرو عماد كريدية وتعيين احمد عويدات مديرا عاما جديدا .
وحول اعادة الاعمار، نقل عن مصادر ان التعويل الأبرز على مؤتمر خماسي دولي يعمل رئيس الجمهورية على ترتيبه وتشارك فيه الامارات العربية المتحدة والسعودية وأميركا وفرنسا ومصر لدعم لبنان.
الرئيس عون رداً على سؤال نواب حزب الله عن الخروقات الاسرائيلية: «ما عم غلّي» مش عم وقف اتصالات مع كل الوفود والمعنيين وآخرهن اليوم (الوفد الاميركي).
رعد في بعبدا: مساحة التفاهم واسعة
وكان البارز سياسيا امس، زيارة رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد لرئيس الجمهورية جوزاف عون يرافقه نواب الكتلة علي عمار، حسين الحاج حسن، امين شري وحسن فضل الله، وجرى بحث للأوضاع العامة في البلاد في ظل التطورات المتسارعة، خصوصا على الساحة الجنوبية، والاتصالات التي تجريها الدولة اللبنانية لالزام إسرائيل تنفيذ بنود اتفاق وقف الاعمال العدائية الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني من العام الفائت.
وقال رعد : أن ليس هناك من أبواب مغلقة لتبادل الأحاديث والأفكار مع فخامة الرئيس في أي مستوى من المستويات وليس هناك محطة نفتح فيها الأبواب لأنها مفتوحة منذ الاستحقاق الرئاسي وسنستمر بكل ما من شأنه تحقيق السيادة وحفظ الاستقرار وإعطاء كل ذي حق حقه في هذا البلد من افراد ومكونات أساسية فيه.
واضاف رعد: تداولنا مع رئيس الجمهورية في حفظ السيادة الوطنية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي والخروقات المدعومة من الدول الضامنة وإعادة الإعمار وحفظ الاستقرار وتحرير المؤسسات عبر الاستحقاقات.
اضاف رداعلى سؤال: ليس للدولة امتيازات خاصة بها دون التزامها بواجباتها، وعندما يتساوى الاثنان أي الواجبات والالتزامات، يحصل التفاهم.
وأكد ان مساحة التفاهم مع رئيس الجمهورية واسعة يعول عليها، ونحن لا نجد أننا ملزمون بتوقيت ولا بأمكنة ولا بأساليب طالما أن الأمور تسير بعناية من فخامته.
وتابع: نُصرّ على أن هذا العيد هو عيد المقاومة والتحرير لا عيد التحرير فحسب لأن التحرير أنجزته المقاومة. واللبنانيون تنعموا بالتحرير بفضل المقاومة وتحمل أهالي الجنوب معاناة الاحتلال.
ومن جهة أخرى، ردَّاً على سؤال حول تصريح رئيس الحكومة نواف سلام الذي قال فيه «ان عصر تصدير الثورة الإيرانية قد انتهي» قال رعد: ارفض التعليق حفاظا على بقية الودّ.
وافيد عن اتفاق بين عون ورعد على «إبقاء التواصل مفتوح بينهما، وأن عون قدّم لحزب الله طرحا للحفاظ على سيادة الدولة وحماية اللبنانيين». وعلمت «اللواء» من مصادرمتابعة ان اللقاء لا يعني بالضرورة بداية الحوارالمباشر بين الطرفين حول موضوع سلاح المقاومة والذي يتولاه حالياً مستشار الرئيس العميد اندره رحال، لكنه يمهد لاحقا للحوار لمباشر في الوقت المناسب، وقدّم كُلٌّ من عون ورعد وجهة نظره حول الوضع الجنوبي.
واكدت المصادر ان اللقاء خلق جوّاً ايجابياً بين الطرفين لكنه بحاجة الى متابعة.
وكان رعد قد زار الرئيس نبيه بري معايداً بعيد المقاومة والتحرير. حيث تناول اللقاء بحث لتطورات الاوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية والميدانية ونتائج الانتخابات البلدية والاختيارية وشؤونا تشريعية.
وقال رعد بعد لقاء بري: ما حصل إبان الاستحقاق الانتخابي البلدي والاختياري في كافة المناطق والمحافظات إنما يدل على تمسك شعبنا بخيار المقاومة والتنمية ، وكان وفيا لهذا الخيار.
سلام الى دبي
ووصل الرئيس نواف سلام مساء امس، الى دبي للمشاركة في قمة الاعلام العربي، وسيلقي كلمة رئيسية ضمن فعاليات اليوم الثاني للقمة اليوم.
وقبل سفره، اطلق سلام في السرايا منتدى التبادل المعرفي الحكومي التابع لوزارة شؤون مجلس الوزراء في دولة الإمارات العربية المتحدة مع لبنان. في حضور مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء للتنافسية والتبادل المعرفي عبد الله لوتاه والقائم بأعمال السفارة الاماراتية في لبنان فهد الكعبي على راس وفد اماراتي من صندوق ابو ظبي للتنمية ومن مكتب التبادل المعرفي الحكومي التابع لرئاسة الوزراء الاماراتية.
كما حضر عن الجانب اللبناني وزراء: المالية ياسين جابر، الاقتصاد عامر البساط، المهجرين والتكنولوجيا والمعلومات والذكاء الاصطناعي كمال شحادة، الاتصالات شارل الحاج ، التنمية الإدارية فادي مكي، الأشغال العامة والنقل فايز رسامني، الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية، رئيس مجلس الإنماء والإعمار محمد علي قباني ، اضافة الى عدد من المستشارين.
والقى الرئيس سلام كلمة مماجاء فيها: ان صندوق أبو ظبي للتنمية لعب دورًا أساسيًا في دعم لبنان منذ أواخر السبعينيات، وكان شريكًا موثوقًا في العديد من محطاتنا التنموية.
وادلى سلام بحديث خاص لقناة «سكاي نيوز عربية» التي تبث من دبي مماقال فيه: الأشقاء العرب وأصدقاؤنا في العالم كانوا قد فقدوا ثقتهم بلبنان، ونعمل ليل نهار على استعادة ثقة العرب بلبنان، وآمل في أن العرب سيعودون إلى لبنان كما عاد لبنان إليهم، بدعم الأشقاء العرب وأصدقائنا في العالم سنكون أقدر على النجاح.
وأشار إلى أن «لبنان سيكون أرضا جاذبة للاستثمارات العربية، والعمل جار على توفير الشروط التي تسمح بعودة التصدير للسعودية».
وأوضح أنه يأمل: «بتغيير قواعد العملية السياسية في لبنان، وقال: العملية السياسية في لبنان خلفت حروبا، كانت هناك عدة محاولات لإصلاح النظام السياسي ولكنها لم تنجح.
وتابع: أن «اتفاق الطائف طُبق بشكل انتقائي مما أفسد العملية السياسية، ويجب العودة لاستكمال تطبيق ما لم يطبق منه.واللامركزية الإدارية واستقلال القضاء بنود لم تطبق من اتفاق الطائف، هناك عدة ثغرات في اتفاق الطائف يجب العمل على تجاوزها..
وعن مسألة السلاح في لبنان، قال سلام لن نسكت عن بقاء أي سلاح خارج سلطة الدولة.
اضاف: أن عصر تصدير الثورة الإيرانية انتهى، وكلي ثقة أن أكثرية الشعب اللبناني تقف إلى جانبنا، قوتي باستعادة ثقة الناس بالدولة ومشروعي إعادة بناء الدولة، ما يهمنا هو ثقة الناس وليس إرضاء الحاشية، أدرك أن هناك مصالح متجذرة ونحن نقوم بمواجهتها.
وذكر سلام إن «التخوين في لبنان أصبح من الأسلحة السياسية، وقال سلام انه «حزين لأن هناك جزءا محتلا من لبنان، نحن طلاب سلام ولكننا نريد سلاما عادلا ومستداما».
قرض الكهرباء وتخفيض الرسوم
واقرت لجنة المال النيابية قرض البنك الدولي بقيمة 250 مليون دولار، ويتعلق بالطاقة المتجددة وتعزيز شبكة الطاقة الكهربائية، وهو يوفر الطاقة الشمسية الى حد 250 ميغاوات، ويعيد تأهيل 3 محطات كهرومائية، وتعيين الكفاءات التشغيلية، ومدته 30 سنة.
واعادت اللجنة النظر بعدد من الرسوم، التي وردت في موازنة العام 2025، مثل الرسم على المشروبات الغازية والفنادق.
عون يصوّت لأول مرة
وواكبت الدولة، على اعلى المستويات اجراء الانتخابات البلدية في الجنوب، حيث انتقل الى هناك الرئيس جوزف عون من صيدا الى النبطية، الى مسقط رأسه في بلدة العيشية حيث ادلى بصوته لاول مرة منذ 40 عاماً، اي بعد ان عاد الى الحياة المدنية، وكمواطن قبل ان يكون رئيساً.
وعليه يكون لبنان انجز يوم السبت الماضي استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية بجدارة على مدى 20 يوماً، في خطوة بدت حسب مراجع وقوى سياسية مدخلاً تجريبياً لإستحقاق الانتخابات النيابية عام 2026، وهوما اشار اليه رئيس الحكومة نواف سلام خلال متابعته العملية الانتخابية البلدية للجنوب السبت، حيث اعلن من وزارة الداخلية «بدء العمل للتحضير للانتخابات النيابية المرتقبة في العام المُقبل، لافتاً إلى جهوزية وزارة الداخلية التي كانت عالية جداً»، وفق تعبيره، في ما بدا انه تعهد آخر من الحكومة لإنجاز الاستحقاق النيابي، الذي ستكون فيه المنازلة السياسية لا سيما بين القوى المسيحية اقوى من المنازلة البلدية التي جرت في بلديات جبل لبنان والبقاع وبخاصة في زحلة التي ربحتها القوات اللبنانية، والجنوب وبخاصة في جزين التي ربحها التيار الوطني الحر.
وقد بلغت نسبة الاقتراع في محافظتي لبنان الجنوبي والنبطية حسب وزارة الداخلية 36،94 % بتراجع عن انتخابات 2016، وكما كان مقدراً فازت لوائح ثنائي امل وحزب الله بأغلبية بلديات اقضية الجنوب تزكية واقتراعاً، ما عدا خروقات بسيطة سجلتها لوائح المستقلين في بعض قرى صور و صيدا- الزهراني.
والمفارقة ان يوم الانتخاب الجنوبي مرّ بهدوء تام حيث لم يسجّل اي اعتداء اواستفزاز اسرائيلي إلّا في فجر الاحد بعد انتهاء الانتخابات بغارات اغتيال استمرت حتى مساء الاثنين.
وقد انتهت ابرز المعارك البلدية السياسية المسيحية امس، بإنتخاب رئيسة بلدية بتغرين ميرنا ميشال المر رئيسة لإتحاد بلديات المتن الشمالي وفوزهاعلى رئيسة بلدية بكفيا – المحيدثة نيكول امين الجميل مرشحة القوات اللبنانية وحزب الكتائب وبعض نواب المتن (الياس بوصعب وابراهيم كنعان) ، بفارق 22- 11 صوتاً. وبقيت العين على معركة اتحاد بلديات زغرتا-الزاوية. واتحاد بلديات زحلة – البقاع الاوسط وهوالمختلط مسيحياً واسلامياً. اما على مستوى القرى الاسلامية فتبرزمعركة اتحاد بلديات البقاع الغربي، واتحادات بلديات الشمال.
يشار إلى أن في لبنان ٦١ اتحاد بلديات، تضم ٧٠٨ من أصل ١٠٦٥ بلدية، بسبب وجود بلديات غير منضوية ضمن الاتحادات. ويجري الصراع السياسي على ترؤس الاتحادات.
السلاح الفلسطيني قريباً
وفي مجال آخر، انطلق عمل خلال عطلة عيد المقاومة والتحرير مسار البحث في تسليم سلاح المخيمات الفلسطينية بعد زيارة الرئيس محمود عباس الى بيروت، حيث افيد بأن «موضوع سحب السلاح الفلسطينيّ سيبدأ منتصف حزيران المقبل من مخيمات بيروت الثلاثة: برج البراجنة وشاتيلا ومار الياس. ويشمل لاحقا مخيمات الجليل في بعلبك والرشيدية في صور والبداوي في طرابلس. ويبقى مصير سلاح مخيم عين الحلوة في صيدامعلقاً للبحث لاحقاً.
وكان هذا الموضوع خلال اليومين الماضيين مدار مواقف لرئيسي الجمهورية والحكومة اللذين اكدا ان قرار سحب سلاح المخيمات لا رجوع عنه.
الاعتداءات
على صعيد الاعتداءات الاسرائيلية، شن الطيران الإسرائيلي بعد الظهر، 3 غارات على السلسلة الشرقية في مرتفعات بلدة بريتال شرقي بعلبك.. اما جنوبا، فنجا احد ابناء بلدة بيت ليف باعجوبة بعد استهدافه وهو على متن دراجته النارية من مسيّرة اسرائيلية، أطلقت في اتجاهه صاروخين، عند الثانية من بعد منتصف الليل. واعلنت وزارة الصحة عن إصابة مواطنين إثنين في العدوان الإسرائيلي ليلاً على بلدتي بيت ليف ومجدل زون. الى ذلك، حلقت مسيّرة إسرائيلية اليوم على علو منخفض في أجواء بيروت والضاحية الجنوبية. الى ذلك، إعترض عدد من المواطنين سيارة تابعة لـ «اليونيفل» في منطقة الليلكي بالضاحية الجنوبية لبيروت.
ومساءً شن الاحتلال الاسرائيلي غارة من مسيرة استهدفت سيارة في راميا ومعلومات عن اصابات.
وليلاً، تحركت قوة مشاة اسرائيلية الى شرق ميس الجبل، من دون دخول الجرافات.
**********************************************
افتتاحية صحيفة البناء:
ويتكوف يكشف عن تقدم صفقة تمهّد لنهاية الحرب: حماس وافقت بانتظار نتنياهو
تسونامي بلدي للثنائي جنوبا… والتيار يهزم القوات بتحالفاته في جزين واتحاد المتن
قاسم: لا تطلبوا منا شيئاً بعد… ورعد من بعبدا: إطار تعاون وحوار واسع مع عون
بينما تستعد موسكو لتسليم مسودة اتفاق إنهاء الحرب في أوكرانيا لطرحها على طاولة التفاوض وسط تكتم روسي على ما إذا كانت الوثيقة التي تتم مراجعتها بصورة نهائية في الكرملين، قالت مصادر إعلامية إن الوثيقة سوف تحافظ على الثوابت الروسية التي تتضمن اعترافاً بالهوية الروسية للولايات الأربع التي أعلنت موسكو ضمّها، والتزاماً بحياد أوكرانيا وعدم امتلاكها أي نوع من أسلحة الدمار الشامل، وعدم تواجد أي قواعد عسكرية أجنبية في أوكرانيا وضمانات بعدم انضمامها الى أي أحلاف عسكرية، وبينما توضع مسودة حل وسط اقترحته عمان لحل الخلاف الإيراني الأميركي حول تخصيب اليورانيوم، والحل وفقاً للمصادر الايرانية يحفظ لإيران حقها بالتخصيب ولا يتضمن امتناعاً ولو مؤقتاً عن التخصيب، وتتراوح المقترحات الوسط بين منشأة إيرانية بالشراكة مع دول إقليمية مثل قطر والسعودية لتخصيب اليورانيوم يكون مركزها إيران، أو التخصيب في بلد صديق تختاره إيران ولا تعترض عليه أميركا، أو الجمع بين المقترحين بالتخصيب على درجة منخفضة في إيران والتخصيب العلمي على درجة 20% خارجها.
في هذا المناخ فاجأ المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف الجميع بالكشف عن تقدّم في مسار التفاوض حول وقف إطلاق النار في غزة، ووفقاً لمصادر أميركية إعلامية فإن مقترح ويتكوف يتضمن، هدنة لمدة 60 يومًا، يتم خلالها إفراج حماس عن 10 أسرى إسرائيليين (5 في اليوم الأول و5 في اليوم الستين) بالإضافة إلى تسليم جثامين أسرى متوفين، مقابل إفراج «إسرائيل» عن عدد يتفق عليه لمئات الأسرى الفلسطينيين، وتنفيذ انسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق في غزة التي دخلتها في الجولة الأخيرة، والبدء بإدخال مساعدات إنسانية بواقع 1000 شاحنة يوميًا، ويظلل هذه المرحلة تقديم ضمانات أميركية لبدء مفاوضات نحو وقف دائم للحرب، ونقلت المصادر عن ويتكوف قوله إن هذا المقترح يحظى بموافقة إسرائيلية، معتبرًا أنه «فرصة حقيقية» لإنهاء الحرب.
مصادر حركة حماس أكدت موافقتها على مقترح ويتكوف، بينما لا تزال الكرة في الملعب الإسرائيلي ورد رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو، الذي صرّح بأن هناك تطوراً هاماً في قضية الأسرى سوف يظهر اليوم أو غداً، ثم نفى مكتبه أن يكون المقصود صفقة قريبة قيد الإنجاز، بل تأكيد وجود بحث جدي بمشروع صفقة.
في لبنان كانت عطلة الأسبوع وعطلة عيد المقاومة والتحرير مليئة بالتطورات المهمة داخلياً، حيث حملت نتائج الانتخابات البلدية جنوباً صورة تسونامي للثنائي الوطني الذي حصد فوزاً كاسحاً مثل استفتاء شعبياً هو الأول بعد الحرب الإسرائيلية التي راهن الكثيرون على تسببها بتفكيك علاقة الثنائي بالبيئة الشعبية الحاضنة التي شكلت خزان إمداد المقاومة، حيث أظهرت النتائج سواء حيث فازت لوائح الثنائي البلديّة بالتزكية أو حيث جرت المنافسات، ان الوزن الشعبي للثنائي زاد زخماً وتماسكاً، بينما كانت الانتخابات التي شهدتها مدينة جزين وبلدات القضاء، وتبعتها انتخابات اتحاد بلديات المتن، نصراً كاسحاً للتيار الوطني الحر وتحالفاته التي شملت النائب السابق إبراهيم عازار في جزين وآل المر في المتن، بينما أصيبت القوات اللبنانية بهزيمة مدوية في الاستحقاقين ما تسبب بخسارة الصورة التي حاولت رسمها عن تزعم الشارع المسيحي بعد انتخابات زحلة، حيث انتصرت القوات على اللائحة المدعومة من حزب الكتائب.
لبنانياً أيضاً وعلى خلفية حلول عيد المقاومة والتحرير، تحدث الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم فأعاد تثبيت محطات تاريخية في حياة المقاومة منذ الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 وإسقاط اتفاق 17 أيار والتحرير المتتالي للمناطق اللبنانية المحتلة وصولاً إلى الشريط الحدودي بفعل المقاومة وتضحياتها، وانتهاء بالتحرير عام 2000، كما عدّد «خمسة استنتاجات من عيد المقاومة والتحرير: أولًا، إن المقاومة نشأت لضرورة في المواجهة، لأنه لا يمكن أن يبقى لبنان بلا مواجهة لهذا العدو، والمقاومة هي الحل الطبيعي عندما لا يكون الجيش قادرًا، وهي السند للجيش عندما يكون قادرًا. ثانيًا، نقلت لبنان من الضعف إلى القوة. ثالثًا، المقاومة تبيّن أنها الخيار الوحيد للتحرير. رابعًا، انتهت قدرة «إسرائيل» على التوسع في لبنان، لم تعد قادرة على أن تقضم في لبنان أو أن تتوسّع في لبنان، حتى ولو قامت بأعمال متعددة. خامسًا، زمن الانتصارات الذي افتتح بهذا الانتصار العظيم في أيار سنة 2000 أحدث تحوّلًا في فلسطين المحتلة، وانطلقت مجددًا المقاومة المسلحة، وصنعت المعجزات، واستطاعت أن تُربك هذا العدو، وأن تجعله على طريق الزوال، ثم تحدّث عن الحرب الأخيرة واتفاق وقف إطلاق النار وسلاح المقاومة، فقال عقدت الدولة اللبنانية اتفاق وقف إطلاق النار بشكل غير مباشر مع الكيان الإسرائيلي، الدولة اللبنانية التزمت، ونحن التزمنا كمقاومة بالكامل. في المقابل هناك 3300 خرق إسرائيلي، أي عدوان، ونحن الآن مستمرون في تلقي العدوان الإسرائيلي». وشدّد قاسم على أنّه «ليكن واضحاً عند الجميع، لا تطلبوا منا شيئاً بعد الآن. فلتنسحب «إسرائيل»، وتوقف عدوانها، وتُفرج عن الأسرى، وتنتهي من كل الالتزامات الموجودة في الاتفاق، وبعد ذلك لكل حادث حديث». ورأى أنّ «أميركا هنا تتحمل المسؤولية، لأنها هي التي ترعى استمرار العدوان، كما رعته في بدايته، هنا وفي غزة وفي كل مكان».
بالتوازي وبمناسبة عيد المقاومة والتحرير زار وفد من كتلة الوفاء للمقاومة برئاسة رئيسها النائب محمد رعد القصر الجمهوري والتقى الرئيس العماد جوزف عون، وتحدث رعد بعد الزيارة فقال «في اللقاء مع الرئيس عون تبادلنا وجهات النظر عن التحديات والأولويات وفي مقدمتها حفظ السيادة الوطنية وإنهاء الاحتلال ووقف العدوان». ولفت رعد إلى أن «مساحة التفاهم مع الرئيس مساحة واسعة يعول عليها ونحن لا نجد أننا ملزمون بتوقيت ولا بأمكنة ولا بأساليب طالما أن الأمور تسير بعناية من فخامته». وقال «لا أبواب مغلقة لتبادل الأحاديث والأفكار مع فخامة رئيس الجمهورية في أي مستوى من المستويات وستستمر هذه الأبواب مفتوحة».
وأكّد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، في كلمة له بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، أنّ «عيد التحرير غيّر مسار المنطقة سياسيًا وثقافيًا وجهاديًا»، مشيرًا إلى أنّ «المقاومة صنعت تحرير لبنان واستقلاله الجديد»، داعيًا في الوقت نفسه إلى أنْ «تنسحب «إسرائيل» وتؤدّي كل التزاماتها وبعدها لكل حادث حديث»، مشدّدًا على أنّ «الدولة هي المسؤولة»، مطالبًا إياها بأنْ «تتحرّك بفعالية أكبر».
وقال الشيخ قاسم: «لا بدّ من توجيه شكر خاص إلى قائد الجيش العماد هيكل الذي أصدر بيانًا يعبّر عن وطنيته ووطنية الجيش»، حيث قال: «إنّها مناسبة تاريخية بإنجازاتها والتحرير إنجاز».
وشدّد على أنّ «عيد المقاومة والتحرير هي المقدّمة التي صنعت كل ما بعده، وانتهت قدرة «إسرائيل» من التوسّع في لبنان، وسنبقى دائمًا في مقولة وثلاثية الجيش والشعب والمقاومة لنصنع المستقبل والتحرير».
ونبّه الشيخ قاسم إلى أنّ «السلاح أداة تُستَخدم وقت الحاجة وبالطريقة المناسبة وبتقدير المصلحة، والمقاومة هي فعل إرادة وشعب وخيار». وأشار إلى أنّ «الدولة اللبنانية عقدت اتفاقًا لوقف إطلاق النار بشكل غير مباشر مع العدو، والدولة اللبنانيّة التزمت ونحن التزمنا كمقاومة بالكامل».
وشدّد على أنّ «هذه المقاومة هي رفض للاحتلال وعدم الاستسلام، والمقاومة خيار أحيانًا تقاتل وتردع وأحيانًا تصمد وتمنع وأحيانًا أخرى تصبر وتبقى جاهزة». تابع قوله: «نحن الآن مستمرّون في تَلقّي العدوان «الإسرائيلي»، وليكن واضحًا لدى الجميع: لا تطلبوا منا شيئًا بعد الآن، فلتنسحب «إسرائيل» وتؤدّي كل التزاماتها وبعدها لكل حادث حديث».
وجزم الشيخ قاسم بأنّ «أميركا تتحمّل المسؤولية لأنّها هي التي ترعى استمرار العدوان كما رعته هنا وفي غزة»، مطالبًا الدولة بأنْ «تتحرّك الدولة بفعالية أكبر». وخاطب الدولة بالقول: «طالبوهم (للصهاينة) أسكتوهم اصرخوا في وجوههم، فلبنان يجب أنْ يكون قويًا واثقًا حرًّا مع أبنائه ومع شعبه».
وأكّد أنّ «الدولة هي المسؤولة، وإذا فشلت في أدائها فإنّ الخيارات الأخرى موجودة»، مشدّداً على أنّ «المقاومة لا تسكت على ضيم ولا تستسلم وهي تصبر وتعطي وقتًا، لكن يجب التحرّك».
وأكّد أنّ «أميركا بطولها وعرضها لم تتمكّن من الاستمرار بعدوانها على اليمن فانسحبت أمام هؤلاء الأبطال الشجعان الذين قدّموا من أجل غزة وفلسطين».
وجدّد الشيخ قاسم تأكيده أنّه إذا «إسرائيل» استغلّت القوة العسكرية للضغط علينا بعدوانها المستمر فهذا سيزيدنا تصميمًا وإصرارًا». وأضاف: «تقولي لي متى، لا أعرف، ولكنّ الظلم الكبير لا يمكن أنْ يستمر»، ذاكرًا أنّ «المقاومة منهج واتجاه والسلاح أداة تُستخدم وقت الحاجة والطريقة المناسبة وتقدير المصلحة».
وحذّر من أنّه «إذا كانت أميركا تعتقد أنّها بالضغط على المسؤولين اللبنانيين وعلى لبنان أنّها تستطيع تحقيق الشروط «الإسرائيلية» أقول لها: لن تحقّقوا ما لم يتحقّق في الحرب».
وحدّد الشيخ قاسم مصير «إسرائيل» بأنّها «إلى الهاوية، وهي مستمرة بدعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب للاستمرار في العدوان»، ناصحًا ترامب بأنّه «أمام فرصة العمر للتحرّر من قبضة «إسرائيل».
بدوره، أشار رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد من قصر بعبدا بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، إلى أن «في اللقاء مع الرئيس عون تبادلنا وجهات النظر عن التحديات والأولويات وفي مقدمتها حفظ السيادة الوطنية وإنهاء الاحتلال ووقف العدوان». ولفت رعد، الى أن «مساحة التفاهم مع الرئيس مساحة واسعة يُعوّل عليها ونحن لا نجد أننا ملزمون بتوقيت ولا بأمكنة ولا بأساليب طالما أن الأمور تسير بعناية من فخامته».
وقال «لا أبواب مغلقة لتبادل الأحاديث والأفكار مع فخامة رئيس الجمهورية في أي مستوى من المستويات، وستستمر هذه الأبواب مفتوحة». وتابع «لقاؤنا اليوم بفخامة رئيس الجمهورية، هو باختيار من حزب الله وكتلة الوفاء للمقاومة، للتبريك بعيد المقاومة والتحرير الذي نحتفي به منذ 25 عاماً، تنعّم فيها اللبنانيون بفضل المقاومة وما أنجزته من تحرير للبنان، وطرد العدو الإسرائيلي المحتل بمقاومة أبناء الجنوب وأبناء لبنان كافة وبتضحياتهم وصبر أهلهم وتحملهم المعاناة والمواجهة لغطرسة العدو الذي لا يعترف بقوانين ولا يقيم وزناً لحقوق الإنسان، ولا يستحقّ شرعية لا من هنا ولا من هناك».
ولفت الى أن «للأسف، من بعض الدول الضامنة لوقف إطلاق النار، وإعادة إعمار ما هدّمه العدوان، وحفظ الاستقرار وتحريك المؤسسات عبر الاستحقاقات الانتخابية كالتي شهدناها في الاستحقاق الانتخابي البلدي والاختياري أخيراً».
وقال «لنبدأ بالبحث الآخر المتصل بالإصلاح السياسي والإداري وما يستحقه أهلنا في كل المناطق والمحافظات من تسهيلات وتطوير للقوانين، انطلاقاً من تقدير السلطة للمصلحة اللبنانية، والقوى السياسية الممثلة للناس في مجلس النواب».
وعن تعليقه على تصريح رئيس الحكومة نواف سلام لجهة انتهاء عصر تصدير الثورة الإيرانية، وعدم السكوت على أي سلاح خارج سلطة الدولة، أجاب «لا أرغب في التعليق على هذا التصريح حفظاً على بقية ودّ موجودة».
وكان سلام، لفت إلى أن «المنطقة شبعت من الاستقطاب الإيراني الأميركي»، معرباً عن أمله في أن العرب سيعودون إلى لبنان كما عاد لبنان إليهم.
وأضاف سلام في حديث لـ»سكاي نيوز عربية» أن «الأشقاء العرب وأصدقاؤنا في العالم كانوا قد فقدوا ثقتهم بلبنان، ونعمل ليل نهار على استعادة ثقة العرب بلبنان، ونأمل في أن العرب سيعودون إلى لبنان كما عاد لبنان إليهم، بدعم الأشقاء العرب وأصدقائنا في العالم سنكون أقدر على النجاح».
وأشار إلى أن «لبنان سيكون أرضاً جاذبة للاستثمارات العربية، والعمل جار على توفير الشروط التي تسمح بعودة التصدير للسعودية»، مشيراً إلى أن «عصر تصدير الثورة الإيرانية انتهى»، مضيفا :»نحن طلاب سلام لكننا نريد سلامًا عادلاً ومستدامًا». وأمل سلام «بتغيير قواعد العملية السياسية في لبنان، العملية السياسية في لبنان خلفت حروباً، كانت هناك عدة محاولات لإصلاح النظام السياسي ولكنها لم تنجح، واتفاق الطائف طُبّق بشكل انتقائي مما أفسد العملية السياسية، وتجب العودة لاستكمال تطبيق ما لم يطبق منه».
من جهة أخرى، أكد سلام خلال لقائه عضوي مجلس الشيوخ الأميركي السناتور أنغوس كينغ وجايمس لانكفورد، بحضور السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون، «إصرار الحكومة اللبنانية على بسط سيادتها على كامل أراضيها بما في ذلك معالجة مسألة السلاح الفلسطيني في المخيمات، والذي وضعت بشأنه خطة زمنية وسيبدأ العمل على تنفيذها»، مشدداً على «أهمية دعم الجيش اللبناني كي يعزز سلطته على الحدود وفي الداخل». ودعا سلام الى «زيادة الضغط الأميركي على «إسرائيل» كي تنسحب من الأراضي اللبنانية التي ما زالت تحتلها، ولوقف خروقاتها للسيادة اللبنانية».
في غضون ذلك، وفيما مرّ استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي النبطية والجنوب بسلام وهدوء من دون اعتداءات إسرائيلية بالتزامن مع استعادة الجنوبيين واللبنانيين أجواء عيد المقاومة والتحرير، اخترقت جرافتان إسرائيليتان الخط الازرق وتوغلتا داخل الأراضي اللبنانية في منطقة كروم المراح شرق ميس الجبل، وقامت بأعمال تفتيش في المنطقة. ولفتت المعلومات الى ان قوة المشاة الإسرائيلية لا زالت تتحرك داخل الأراضي اللبنانية شرق ميس الجبل متخطية أحد المنازل، حيث أستخدم الجنود المصابيح من دون دخول الجرافات التي بقيت قرب الحدود.
كما أفيد بأن جيش الاحتلال أشعل حريقاً كبيراً في المساحات المفتوحة في الأراضي اللبنانية بين قرية الغجر وبلدة العباسية وبين الغجر وسهل الماري.
وتخوّفت مصادر سياسية عبر «البناء» من «نيات إسرائيلية بتوسيع العدوان على لبنان في محاولة جديدة من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لاستفزاز حزب الله واستدراجه لجولة قتالية جديدة قد يحتاجها نتنياهو لإعادة شدّ العصب الداخلي في ظل المأزق الذي يواجهه في ظل المزيد من تفكك الحكومة والمجتمع في الكيان الإسرائيلي». وحذرت المصادر من «ارتفاع نسبة خطر توسيع الحرب كلما اقترب موعد انتخابات الكنيست في «إسرائيل» وتقدم المفاوضات الأميركية الإيرانية حول الملف النووي باتجاه إنجاز اتفاق». ولمست المصادر تقصيراً فاضحاً من الدولة والحكومة اللبنانية حيال الاعتداءات الإسرائيلية باستثناء إطلاق المواقف وجهود دبلوماسية خجولة لا تُسمن ولا تغني من جوع، في وقت تطالب الولايات المتحدة الدولة في لبنان بالضغط على المقاومة لنزع سلاحها! وحمّلت المصادر الراعي الأميركي والفرنسي مسؤولية الاعتداءات الإسرائيلية وأي تطور عسكري على الحدود يؤدي الى تجدد الحرب، الأمر الذي سيطيح بالقرار 1701 وإعلان وقف إطلاق النار ويهدد الأمن والاستقرار على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة.
وأبلغ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وزيرة خارجية فنلندا إلينا فالتونين خلال استقباله لها في قصر بعبدا، في حضور وزير الخارجيّة والمغتربين يوسف رجي وسفيرة فنلندا لدى لبنان آن ميسكانن، أن «لبنان متمسّك ببقاء قوة «اليونيفيل» في الجنوب، نظراً للدور المهم الذي تلعبه في المحافظة على الأمن والاستقرار في المنطقة، تنفيذاً لقرار مجلس الأمن الرقم 1701»، مقدراً «مشاركة القوة الفنلندية في عداد «اليونيفيل»، ومحيياً تضحيات رجالها في خدمة السلام».
وأكد الرئيس عون ان «وجود الجيش اللبناني الى جانب «اليونيفيل» في الجنوب، يطمئن سكان المنطقة الحدودية الذين يتطلعون الى انسحاب «إسرائيل» من التلال التي تحتلها، ووقف الأعمال العدائية، وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في تشرين الثاني الماضي». وشدّد على «التنسيق القائم بين الجيش و»اليونيفيل»، فضلاً عن الخدمات الاجتماعية والصحية والإنسانية والتربوية التي تقدّمها القوات الدولية لاأبناء البلدات التي تنتشر فيها، والفائدة الاقتصادية من وجودها».
وشرح الرئيس عون للوزيرة الفنلندية ما تقوم به الحكومة على صعيد الإصلاحات وملء الشواغر في المراكز الأساسية في إدارات الدولة، إضافة الى نتائج الزيارات التي قام بها الى عدد من دول الخليج والتي أثمرت إجراءات لصالح لبنان.
على مقلب آخر، شهد الجنوب بالتوازي مع احتفال التحرير الوطني عرساً انتخابياً ديمقراطياً تمثل بإنجاز الانتخابات النيابية والاختيارية بأجواء من الهدوء والأمن والديمقراطية وروح تنافسية في بعض القرى والمدن مقابل تزكية في نصف القرى، وفوز للوائح التنمية والوفاء في معظم القرى التي شهدت معارك انتخابية، لا سيما في مدينتي النبطية وصور، ولفتت أوساط ثنائي حركة أمل وحزب الله لـ»البناء» الى أن نتائج بلديات الجنوب ومخاتيره أسقطت رهانات الخارج وبعض الداخل على انقلاب في مزاج بيئة المقاومة على خيارات الثنائي، وبالتالي ثبت الأخير قوته في الجنوب رغم كل ما تعرّض له الجنوب والجنوبيون من نسف وتدمير وتهجير وقتل واحتلال واعتداءات، لم تنجح بالتأثير على المزاج العام لجمهور المقاومة، موضحة أن القرى والمدن التي شهدت انتخابات ضمت لوائح اختلفت إنمائياً لكنها متحدةً سياسياً حول خيار المقاومة والثنائي.
أما في جزين فردّ التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لحزب القوات اللبنانية «ضربة زحلة»، محققاً بالتحالف مع النائب السابق إبراهيم عازار فوزاً كاسحاً في معظم بلديات ومخاتير قرية جزين وبلدية المدينة، وقال رئيس التيار جبران باسيل: «قلنا سابقاً إننا خضعنا لخيارات الناس في الانتخابات البلدية التي طابعها عائلي أكثر، وباكورة الاتحادات هي فوزنا اليوم بأهم اتحاد بلديات بلبنان وهو اتحاد بلديات المتن، بفوز صديقتنا السيدة ميرنا المر بالاتحاد بفضل تحالفنا نحنا وآل المر الكرام في الأكثرية الساحقة من بلدات المتن وتحالفنا نحنا وايّاهم باتحاد البلديات في مواجهة القوات والكتائب وبعض النواب»، ولفت الى «أن التيار لا زال القوّة الكبرى، ويتنافس كما دائماً هو والقوات على الناخبين وليس صحيح لا التسونامي القواتي سيظهر ذلك في الاتحادات، ولا صحيح أن التيار انتهى بل هو أقوى بكثير بالانتخابات البلدية من 2016 وعدد المخاتير والأعضاء والرؤساء يثبت ذلك».
وذكر بأن «القوات تعرف من خلال الاستطلاعات اننا لوحدنا في جزين المدينة والقضاء، نحن أقوى منهم بكثير، والفرق كبير بيننا وبينهم ويصل إلى ضعفين وأكثر في عدّة أماكن في جزين، وبما خص بلدية جزين – عين مجدلين، إن صحّ أننا ربحنا بفضل التحالف، متسائلاً «كيف ربحوا بجونيه، أليس بسبب تجميعهم لخمس قوى ليفوزوا؟ كان بقي النائب فريد هيكل الخازن، ولو بقي معنا كنا فزنا (3 استطلاعات أظهرت الموضوع)، فاضطروا إلى ضمّه معهم ليربحوا ويقيموا الحلف الخماسي الأطلسي للفوز علينا».
وكان التيار بالتحالف مع آل المر فازا باتحاد بلديات المتن على تحالف حزبي الكتائب والقوات.
وأشار الوزير السابق الياس المر في تصريح تلفزيوني تعليقاً على فوز رئيسة بلدية بتغرين ميرنا المرّ برئاسة اتحاد بلديات المتن، الى ان الانتخابات انتهت وكنا نأمل أن تكون إنمائية، ولكن للأسف تم تحويلها إلى معركة سياسية وهي معركة بلدية، وهناك من عمل على تكبير حجم خسارته بعد تحويل المعركة إلى معركة سياسية. وأكد المر بأن «الرئيسة ميرنا المر ستفتح مكتبها لكل البلديات، على أمل أن تكون الانتخابات أصبحت وراءنا، ونقول لكل من زوّر بالأرقام ومن «هبط حيطان»، ونحن بيت لم يكن يوماً على يده دم ولم نتعاط بالفساد، وهناك من كبر الحجر ووقع على رأسه، وهذا الانتصار للبلديات التي صوّتت لميرنا المر والاتحاد هو لكل البلديات».
وختم المر «22 – 11، تلتين المتن قال كلمته».
***********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط:
عون: معالجة السلاح الفلسطيني ستبدأ في 3 مخيمات ببيروت يونيو المقبل
طالب بانسحاب إسرائيلي كامل من الأراضي اللبنانية
أعلن الرئيس اللبناني جوزيف عون أن معالجة السلاح الفلسطيني ستنطلق من 3 مخيمات في بيروت منتصف يونيو (حزيران) المقبل، مجدداً المطالبة بانسحاب إسرائيلي كامل من الأراضي التي احتلها الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان «حتى يتمكن الجيش اللبناني من الانتشار حتى الحدود الجنوبية وحمايتها».
كلام عون جاء خلال استقباله وفداً من الكونغرس الأميركي برئاسة السيناتور آنغوس كينغ. وأبلغ عون الوفد أن «لبنان ملتزم بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، والجيش اللبناني انتشر جنوب الليطاني، ويقوم بدوره كاملاً في تطبيق ما اتفق عليه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، في وقت لا تزال إسرائيل تواصل أعمالها العدائية ضد لبنان، وتحتل التلال الخمس، ولم تُعِد الأسرى اللبنانيين بعد، رغم المراجعات المتعددة التي يقوم بها لبنان، لا سيما مع الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا راعيتي الاتفاق الذي مدد العمل به حتى 18 فبراير (شباط) 2025 من دون أن تفي إسرائيل بما التزمت به».
وأكد عون للوفد أن «استمرار الاحتلال الإسرائيلي يعقّد الأمور، وينتهك الاتفاق الذي وقَّعته إسرائيل»، مشيراً إلى أن «ما يطلبه لبنان هو انسحاب إسرائيلي كامل حتى يتمكن الجيش اللبناني من الانتشار حتى الحدود الجنوبية وحمايتها، وهذا المطلب ليس فقط مطلب الدولة اللبنانية، بل مطلب الشعب اللبناني عموماً والجنوبيين خصوصاً، الذين يرون أن الجيش قادر على حمايتهم وتأمين سلامتهم».
وأكد عون، رداً على أسئلة أعضاء الوفد، أن «الجيش اللبناني يتعاون مع قوة (اليونيفيل) تعاوناً كاملاً، ويسيّر معها دوريات مشتركة، كما تقدم البعثة الأممية المؤقتة في جنوب لبنان، خدمات اجتماعية وإنسانية للأهالي في مختلف القرى الجنوبية، وبالتالي فإن دورها مهم وأساسي، ولهذا طلب لبنان التمديد لها سنة إضافية».
ولفت إلى أن «الجيش سيواصل انتشاره حتى يبلغ عديده نحو 10 آلاف عسكري، مع الإشارة إلى اتساع المساحة في الجنوب والواقع الجغرافي والطبيعي فيه».
السلاح الفلسطيني
وعن الحوار مع الفلسطينيين في لبنان، أبلغ عون أعضاء الوفد أن «المحادثات مع رئيس دولة فلسطين محمود عباس (في بيروت الأسبوع الماضي) كانت جيدة، وأسفرت عن اتفاق على تطبيق مبدأ حصرية السلاح على المخيمات الفلسطينية أيضاً، وتم تشكيل لجان مشتركة لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه»، كاشفاً أن «تسليم السلاح سوف يبدأ في منتصف الشهر المقبل في 3 مخيمات فلسطينية في بيروت، علماً أن الرئيس الفلسطيني قدم كل الدعم للدولة اللبنانية وللجيش، وستتم متابعة مراحل تطبيق الاتفاق مع الفلسطينيين؛ لأن القرار متَّخَذ ولا رجوع عنه. ولفت إلى أنه «تم تفكيك 3 معسكرات فلسطينية في الشمال والجبل والجنوب».
العلاقة مع سوريا
وعن العلاقة بين لبنان وسوريا، أبلغ عون الوفد ان «التواصل مستمر بين الحكومتين اللبنانية والسورية لمعالجة المسائل العالقة بين البلدين، لا سيما الوضع الأمني على الحدود»، مشيراً إلى أن «القرار الأميركي برفع العقوبات الأميركية عن سوريا هو خيار جيد، ومن شأنه أن يحسن الاقتصاد في سوريا، ما يجعل إمكانية عودة النازحين السوريين من لبنان إلى بلادهم أفضل مما هي الآن، وذلك لمساهمة هؤلاء النازحين في إعادة النهوض باقتصادهم السوري». وشدد عون على أن «عودة النازحين السوريين ضرورية، لا سيما بعد زوال الأسباب التي أدت إلى نزوحهم. وعلى الأمم المتحدة أن تقدم لهم المساعدات في سوريا لتشجيعهم على العودة».
تمسك بـ«اليونيفيل»
والتقى عون كذلك وزيرة خارجية فنلندا إلينا فولتومن، وأكد لها تمسّك لبنان ببقاء قوة «اليونيفيل» في الجنوب، نظراً للدور المهم الذي تلعبه مع الجيش اللبناني في المحافظة على الأمن والاستقرار في المنطقة وتطبيق القرار 1701.
بدورها، أعربت الوزيرة الفنلندية عن استعداد بلادها لتعزيز العلاقات الثنائية، ووجّهت دعوة إلى عون ووزير الخارجية يوسف رجي، الذي شارك في المحادثات، للقيام بزيارة رسمية إلى فنلندا.
**********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق:
عون يلتقي الحزب وسلام: لا رجوع عن قرار تسليم السلاح
على وقع رفض الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم امس، ايَ حديث عن السلاح قبل ان ينفّذ الجانب الاسرائيلي اتفاقَ وقف النار، جدد رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، تأكيد قرار حصر السلاح بيد الدولة وبسط سيادتها على كامل اراضيها.
منتصف حزيران
امس، اكد الرئيس عون لوفد أميركي برئاسة السيناتور Angus King “اننا شكّلنا لجاناً لبنانية -فلسطينية، وسيبدأ العمل في منتصف الشهر المقبل في 3 مخيمات فلسطينية في بيروت لمعالجة مسألة وجود السلاح الفلسطيني فيها”. واشار الى ان “البدء برفع العقوبات الأميركية عن سوريا خيارٌ جيد، لأن تحسين الاقتصاد السوري يساعد في حلّ أزمة النازحين السوريين في لبنان، الذين عليهم العودة للمساهمة في إنعاش اقتصاد بلدهم”. وقال “على الأمم المتحدة أن تقدّم المساعدات للنازحين في بلادهم وليس في لبنان”…
عون – رعد
ويفترض ان تكون مواقف الحزب وقاسم المتشددة مِن السلاح، حضرت في لقاء جمع بعد ظهر امس الرئيس عون ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في قصر بعبدا.
لن نسكت
بدوره، اكد رئيس الحكومة خلال لقائه الوفد الاميركي “اصرار الحكومة اللبنانية على بسط سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية، بما فيها معالجة مسألة السلاح الفلسطيني في المخيمات، وفق خطة زمنية تم وضعها وسيبدأ العمل على تنفيذها”، مشددا على “أهمية دعم الجيش اللبناني كي يعزز سلطته على الحدود وفي الداخل”. ودعا رئيس الحكومة الى “زيادة الضغط الأميركي على اسرائيل كي تنسحب من الأراضي اللبنانية التي ما زالت تحتلها، ولوقف خروقاتها للسيادة اللبنانية”. وقد تناول اللقاء ايضا المسار الاصلاحي الذي تنتهجه الحكومة، بالإضافة إلى المستجدات في سوريا ورفع العقوبات عنها مما سيسهل عودة النازحين السوريين إلى ديارهم. ايضا، قال سلام في حديث تلفزيوني، ان المنطقة شبعت من الاستقطاب الإيراني الأميركي، معربا عن أمله في أن العرب سيعودون إلى لبنان كما عاد لبنان إليهم. وأضاف “الأشقاء العرب وأصدقاؤنا في العالم كانوا قد فقدوا ثقتهم بلبنان، ونعمل ليل نهار على استعادة ثقة العرب بلبنان. واردف “لن نسكت عن بقاء أي سلاح خارج سلطة الدولة”. وإذ أكد أن عصر تصدير الثورة الإيرانية انتهى، عبّر عن ثقته بأن “أكثرية الشعب اللبناني تقف إلى جانبنا، قوتي باستعادة ثقة الناس بالدولة ومشروعي إعادة بناء الدولة، ما يهمنا هو ثقة الناس وليس إرضاء الحاشية، أدرك أن هناك مصالح متجذرة ونحن نقوم بمواجهتها”.
قاسم
وكان الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم،اكد، إن الحزب “لن يسمح لأحد بنزع سلاحه”، في الوقت الذي تضغط فيه الولايات المتحدة على بيروت لإجباره على تسليم أسلحته.
وأكد أن من يدعو لنزع سلاح المقاومة بالقوة يقدم خدمة مجانية للعدو الإسرائيلي، وهدفه الفتنة بين المقاومة والجيش اللبناني، وهذه الفتنة لن تحصل.
وأضاف “سنواجه من يعتدي على المقاومة ويريد نزع سلاحنا، وننصح بألا يلعب معنا أحد هذه اللعبة”.
وقال “عندما يُدعى إلى الحوار سنكون جاهزين، لكن ليس تحت ضغط الاحتلال وعدوان الاحتلال”، مضيفا “يجب أن تنسحب إسرائيل وتُوقف عدوانها، وأيضا على الدولة اللبنانية أن تبدأ بالالتزام بإعادة الإعمار”، مشيرا إلى أن هذا “سيمثل خطوة مهمة من أجل أن ندخل إلى نقاش الإستراتيجية الدفاعية”.
وحذر أمين عام حزب الله، إسرائيل من مواصلة اعتداءاتها على لبنان، مؤكدا أن حزبه ليس ضعيفا، ويملك خيارات للرد على هذه الاعتداءات في الوقت المناسب حال لم تتوقف.
وبشكل يومي، ترتكب إسرائيل خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع مع حزب الله قبل نحو 5 أشهر، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى.
وقال قاسم إن إسرائيل تعتدي يوميا على لبنان حتى بلغ عدد اعتداءاتها 2700 رغم عدم وجود ذريعة لديها لذلك بعد توقيعها اتفاق وقف إطلاق النار.
غارات
وامس، شن الطيران الإسرائيلي بعد الظهر، 3 غارات على السلسلة الشرقية في مرتفعات بلدة بريتال شرقي بعلبك.. اما جنوبا، فنجا احد ابناء بلدة بيت ليف باعجوبة بعد استهدافه وهو على متن دراجته النارية من مسيّرة اسرائيلية، أطلقت في اتجاهه صاروخين، عند الثانية من بعد منتصف الليل. واعلنت وزارة الصحة عن إصابة مواطنين إثنين في العدوان الإسرائيلي ليلاً على بلدتي بيت ليف ومجدل زون. الى ذلك، حلقت مسيّرة إسرائيلية اليوم على علو منخفض في أجواء بيروت والضاحية الجنوبية. الى ذلك، إعترض عدد من المواطنين سيارة تابعة لـ”اليونيفيل” في منطقة الليلكي بالضاحية الجنوبية لبيروت.
فوز المر
على خط “انتخابي” آخر، فازت رئيسة بلدية بتغرين ميرنا المر على رئيسة بلدية بكفيا – المحيدثة نيكول الجميل في انتخابات رئاسة اتحاد بلديات المتن. وقد فازت المرّ على الجميّل المدعومة من حزبي الكتائب و”القوات اللبنانية ” والنائبين ابراهيم كنعان وإلياس بو صعب، بفارق كبير، إذ ربحت بنتيجة 22 صوتا مقابل 11.
السفارة الفرنسية
من جانبها، كتبت السفارة الفرنسية عبر حسابها على “إكس”: الانتخابات البلديّة 2025: إن إرادة الحكومة تنظيم هذه الانتخابات المنتظرة منذ العام 2022، ومشاركة الناخبين تعبيراً عن التزامهم كمواطنين، تُعيدان لبنان إلى مسار الحياة الديموقراطية. إنّ حُسن سير عمليّة الاقتراع يكرّس مبدأ احترام الاستحقاقات الدستورية.
*********************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن:
لبنان على كف تصعيد "الحزب" واستياء أميركي من البطء الرسمي
سلام يعلن انتهاء "زمن تصدير الثورة الإيرانية" ورعد يلوّح بتراجع "الودّ" مع السراي
اختار "حزب الله" أمس توقيت زيارته الأولى العلنية لقصر بعبدا غداة إعلان أمينه العام الشيخ نعيم قاسم تمسكه بالسلاح. وقرنَ "الحزب" القول بالفعل باعتراض سيارة تابعة لـ "اليونيفيل" في منطقة الليلكي بالضاحية الجنوبية لبيروت. كما ترافق لقاء بعبدا مع إعلان السلطات السورية ضبط شحنة صواريخ كانت تعبر سوريا إلى "الحزب" في لبنان.
وبدت هذه الزيارة التي جرى تعليق الآمال عليها سابقاً بأنها تمثل كذبة في سياق تضييع الفرص على لبنان في مرحلة دقيقة من تاريخه. ولا تفيد هنا كل العبارات التي استخدمها رئيس وفد "الحزب" النائب محمد رعد التي أراد فيها تزيين العلاقات بين حارة حريك وبين رئيس الجمهورية جوزاف عون طالما أن الزيارة رافقها "التسويف والمماطلة واللعب على الألفاظ في ما يتعلق بقرار "الحزب" حول السلاح" وفق تقدير المراقبين. ورأى هؤلاء أن تضييع الفرص "يفسر لماذا لم يدع رئيس الجمهورية إلى لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب بينما دعيَ الرئيس السوري أحمد الشرع، ما يعكس استياء أميركياً من أن الأمور في لبنان تسير ببطء شديد وسط تموضع رسمي لبناني في الرهان على التطورات الخارجية الأميركية الإيرانية".
وعلمت "نداء الوطن" أن زيارة وفد "كتلة الوفاء للمقاومة" تشكل تمهيداً للحوار الذي ينوي الرئيس عون عقده ريثما تنضج الظروف. وفي المعلومات أن عون شرح للوفد كل ما يحيط بالوضع العام وخصوصاً لجهة بسط الدولة سيطرتها على كامل الأراضي وتمسّك بكل تصاريحه السابقة، في حين كان موقف الكتلة نابعاً من مواقفهم التي تؤكد ضرورة تحرير الأسرى وانسحاب اسرائيل ووقف الخروقات قبل البحث بأي أمر آخر. وفي الخلاصة لا يزال عون عند موقفه بحصرية السلاح و"الحزب" متمسك بانتظار انطلاق الحوار.
خطاب قاسم خطير ولبنان في حلقة مفرغة
وقرأت أوساط دبلوماسية عربية عبر "نداء الوطن" الخطاب الأخير للأمين العام لـ "حزب الله" بأنه يعود إلى ما قبل الحرب انطلاقاً من معادلة جيش وشعب ومقاومة. وكرر قاسم معادلة "الاستقرار مقابل الإعمار" والتمسك بمسألة المقاومة والسلاح. إنه كلام خطير".
وتطرقت إلى زيارة رعد والوفد المرافق فقالت إن "الحزب" يدرك "حجم الضغط الأميركي الكبير على رئيسي الجمهورية والحكومة للقول نحن نتكلم مع الرئيس عون. لكن في الجوهر الأمور واقفة". أضافت: "خطاب الشيخ قاسم عالي السقف والنبرة وكأن لا شيء تغير: فليس هناك سلطة سياسية ، ولا حدود قد أقفلت بين لبنان وسوريا، ولا أقفلت الحدود مع إسرائيل التي تستهدفهم يومياً في وقت ليس بمقدورهم الرد، وليس المشروع الإيراني الكبير في المنطقة في أزمة".
وتابعت: "كأن "حزب الله" ما زال في مرحلة يتحكم فيها بالقرار الأمني والعسكري والسياسي وبقرار الحدود مع سوريا وإسرائيل". ورأت في تصريح النائب رعد أمس و"كأنه يقول لا نريد أن نضع رئيس الجمهورية في وجهنا. تنازل في الشكل ولا تنازل في المضمون".
وخلصت الأوساط إلى القول إن "حزب الله" أكد أنه "ليس في وارد إنهاء مشروعه المسلح وأن إيران لا تريد أن يتخلى "حزب الله" عن مشروعه. وفي المقابل، تكتفي السلطة على لسان رئيسي الجمهورية والحكومة بتسجيل المواقف المبدئية المتصلة بالسيادة لكن لا خطوات على أرض الواقع . إن لبنان يدور في الحلقة المفرغة".
سلام: انتهى عصر تصدير الثورة الإيرانية
من ناحيته، قال رئيس الوزراء، نواف سلام، إن "عصر تصدير الثورة الإيرانية انتهى ولن نسكت عن بقاء أي سلاح خارج سلطة الدولة". وأضاف سلام في لقاء خاص مع "سكاي نيوز عربية": "إن المنطقة شبعت من الاستقطاب الإيراني الأميركي، معرباً عن أمله في أن العرب سيعودون إلى لبنان كما عاد لبنان إليهم".
ورداً على سؤال قال سلام: "التحول الكبير مع "حزب الله" هو الموافقة عن طريق الرئيس بري في تشرين الثاني الماضي على ما سمّي ترتيبات وقف الأعمال العدائية، ما يعني التزامه ("حزب الله") الكامل بالقرار 1701، وأكثر من ذلك تصويت نواب "حزب الله" على البيان الوزاري لحكومتنا الذي ينص على حصرية السلاح بيد الدولة، وعلى بسط سلطة الدولة بقواها الذاتية على كامل أراضيها وفقاً لما جاء في اتفاق الطائف كما ينص على أن للدولة وحدها قرار الحرب والسلم".
وحسبما ذكر سلام فإن "التخوين في لبنان أصبح من الأسلحة السياسية، ولم تستفزني الهتافات ("حزب الله" في المدينة الرياضة) التي اتهمتني بأني صهيوني".
في المقابل سئل رعد لدى مغادرة وفد "الحزب" عن تعليقه على تصريح سلام لجهة انتهاء عصر تصدير الثورة الإيرانية، وعدم السكوت على أي سلاح خارج سلطة الدولة؟ فأجاب: "لا أرغب في التعليق على هذا التصريح حفاظاً على بقية ودّ موجودة".
الجنوب بين سيطرة الجيش وغارات إسرائيل التي بلغت بريتال
في سياق متصل، أكدت مصادر رسمية لـ "نداء الوطن" أن منطقة جنوب الليطاني أصبحت بنسبة 90 في المئة تحت سيطرة الجيش، إذ لم يعد هناك من تواجد مسلح لـ "حزب الله" ولا تحركات بشرية حتى في الأنفاق التي حفرها "الحزب"، كما أن الجيش اللبناني فجر معظم الأسلحة والذخائر التي كانت بحوزة "الحزب".
في المقابل، شن الطيران الإسرائيلي بعد ظهر أمس، 3 غارات على السلسلة الشرقية في مرتفعات بلدة بريتال شرقي بعلبك.
جنوباً، نجا أحد ابناء بلدة بيت ليف بأعجوبة بعد استهدافه وهو على متن دراجته النارية من مسيّرة إسرائيلية، أطلقت في اتجاهه صاروخين، عند الثانية من بعد منتصف الليل.
وأعلنت وزارة الصحة عن إصابة مواطنين اثنين في العدوان الإسرائيلي ليلاً على بلدتي بيت ليف ومجدل زون.
إلى ذلك، حلقت مسيّرة إسرائيلية أمس على علو منخفض في أجواء بيروت والضاحية الجنوبية.
قضائياً، أبلغ المحقق العدلي طارق البيطار أمس كلاً من مدعي عام التمييز السابق القاضي غسان عويدات والقاضي غسان خوري للمثول أمامه في قضية المرفأ.
بلديات
من ناحية ثانية، وبعد انتهاء الانتخابات البلدية والاختيارية جرت أمس انتخابات اتحاد بلديات المتن ففازت رئيسة بلدية بتغرين ميرنا المر برئاسة الاتحاد على منافستها رئيسة بلدية بكفيا نيكولا الجميل .
من ناحيته، عقد رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل مؤتمراً صحافياً برر فيه تحالفه مع "حزب الله". وسئل عن اتهام "القوات اللبنانية" لـ "التيار" بالتحالف مع "حزب الله" في جزين، فردّ باسيل بسؤال: "أين يوجد "حزب الله" في جزين، وإذا شمّ الناس ريحة وفيق صفا في جزين نخسر 1000 صوت ونحن و"حزب الله" بالكاد نتواصل ويتهموننا بالتحالف معه".
نسخ الرابط :