الخلافات بين زعماء "الكيان الإسرائيلي".. ما حقيقتها؟

الخلافات بين زعماء

 

Telegram

 

كثُر الحديث في الآونة الأخيرة، خاصة في وسائل الاعلام في الكيان الاسرائيلي، عن وجود "خلافات حادة" بين زعماء هذا الكيان، الذي اصطف اغلبهم على الجبهة المواجهة لرئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، حتى ان بعضهم طالب علناً بإسقاطه والتخلص منه الى الأبد.

 

من بين التصريحات التي اثارت ردود فعل واسعة داخل الكيان، تلك التي ادلى بها زعيم حزب "الديمقراطيين" المعارض في الكيان الإسرائيلي يائير غولان ، الذي دعا الى انقاذ "اسرائيل" من حكومة نتنياهو ، لرفضها تسوية الحرب في غزة.

وقال "غولان" إن "نتنياهو" خلال عهد الرئيس الامريكي دونالد ترامب اصبح "مجرد لاعب هامشي فاشل"، وبدلا من الجلوس على طاولة الرئيس الأميركي الإستراتيجية اختار التحالف مع "بتسلئيل سموتريتش" و"إيتمار بن غفير"، محذرا أن "إسرائيل" تقترب من خسارة المساعدات الأميركية السنوية البالغة 3.8 مليارات دولار بسبب تراجع مكانتها في واشنطن.

اما رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي الأسبق إيهود باراك، فقال في منشور على منصة "إكس" امس الاثنين، إن الهدف الحقيقي من الحرب على غزة هو ضمان بقاء نتنياهو، لا "أمن إسرائيل"، وإن هذه حرب من أجل عرشه، لا من أجل الاسرى، داعيا الى ضرورة الإطاحة بنتنياهو لا إنقاذه.

من جهته، انضم زعيم "المعارضة الإسرائيلية" يائير لبيد، الى مجموعة المطالبين باسقاط نتنياهو، وقال في مؤتمر صحفي عقده بالكنيست يوم امس الاثنين، إنه آن الأوان لرحيل حكومة نتنياهو.

الكاتب والمحلل السياسي يوسي هدار، وفي مقال تحت عنوان "بدلا من فطام المساعدات الأميركية، من الأفضل أن نفطم أنفسنا عن نتنياهو"، نشرته صحيفة "معاريف"، شن هجوما لاذعا على نتنياهو، محملا إياه مسؤولية ما وصفه بانهيار الاقتصاد والمجتمع في الكيان، وتدمير العلاقات الحيوية مع الولايات المتحدة، مشيرا الى ان "المصلحة الشخصية والبقاء في السلطة هما الهدفان الوحيدان اللذان يوجهان سلوك نتنياهو"، داعيا الى التحرك لإسقاط نتنياهو.

من الواضح ان الخلافات التي تعصف بالكيان ليس مردها خلاف حول الابادة الجماعية التي تتعرض لها غزة، فجميع هؤلاء متفقون على هذه الابادة، ولكن الخلاف نشب لاسباب منها كما قال لابيد، هو اخفاء نتنياهو لاستراتيجيته في غزة عنهم. وان نتنياهو يحاول اطالة امد الحرب من اجل انقاذ نفسه من مصيره المحتوم وهو السجن. ومنها ايضا ، وهذا هو المهم، ان نتنياهو اختلق خلافا مع الرئيس الامريكي دونالد ترامب، بسبب ما يجري في غزة.

قد يكون هناك مصداقية للسببين الاولين، الا ان السبب الثالث ، الخلاف مع ترامب، فهو خلاف مفتعل تم تسويقه، لاختلاق هوة وهمية بين نتنياهو المطارد من المحاكم الدولية، وبين امريكا، التي تحاول الظهور بمظهر من تختلف مع نتنياهو، حول غزة، والنأي بنفسها عن تداعيات الابادة الجماعية التي ترتكب في غزة، وهو نأي تكذبه الوقائع على الارض منذ ما يقارب من 19 شهرا.

الكل يدعم تدمير غزة، في تل ابيب وفي واشنطن، وليس هناك من اختلاف في هذا ابدا بين الجانبين، خاصة بين ترامب ونتنياهو. فاذا كان هناك اختلاف بين الرجلين ازاء ما يجري في غزة لما قتل نتنياهو المئات من اطفال ونساء غزة وهدد بشن هجوم واسع على غزة، في الوقت الذي كان ترامب يقوم بجولة على بعض دول الخليج الفارسي.

 

حتى الصحافة الامريكية اعترفت بهذه الحقيقة، فهذا موقع أكسيوس الامريكي ينقل عن "مسؤولين إسرائيليين" قولهم أن ترامب لم يضغط على نتنياهو لإنهاء الحرب أو إلغاء العملية البرية الواسعة في غزة.

البعض استند في تسويقه للخلاف بين ترامب ونتنياهو، الى سحب الاول لحاملة الطائرات ترومان من البحر الاحمر، لكن كيرستين فونتين روز، مستشارة ترامب لشؤون الخليج الفارسي ، فندت ذلك في لقاء صحفي ، عندما اكدت ان سحب حاملة الطائرات ترومان، مرتبط باعتبارات لوجيستية وإنسانية، وليس رسالة سياسية لنتنياهو كما يُروَّج. وشدتت على ان الحاملة أمضت فترة طويلة خارج الوطن، وأن توقيت سحبها جاء بعد تراجع "تهديدات الحوثيين"، ما أتاح الفرصة لإعادة الجنود إلى عائلاتهم، وهذه الخطوة لا تعني تخلي واشنطن عن "إسرائيل". وأقرّت بأن الولايات المتحدة لن توقف دعمها الأمني ل"إسرائيل" طالما بقيت تهديدات من أطراف كإيران وحزب الله والحوثيين، معتبرة أن واشنطن ملتزمة بضمان تفوق "إسرائيل" النوعي في المنطقة..

رغم اننا لسنا بحاجة لنقل قول عن مسؤول امريكي لنؤكد دعم ترامب المطلق لنتنياهو، فالامر واضح وجلي لاي مراقب فترامب لم يستخدم أدوات ضغط حقيقية على نتنياهو، رغم أنه الوحيد القادر على وقف الحرب في غزوة، الا انه مازال يمنح نتنياهو الوقت، لانهاء مهمته في غزة.

مارك فايفل، مستشار سابق للأمن القومي ومسؤول الاتصالات السابق للبيت الأبيض، قال في حديث له ان ترامب يتفاوض ويعقد الصفقات، ونتنياهو يقصف غزة بسلاح امريكا، فالمساران، من وجهة نظره، يؤديان إلى نفس النتيجة، وهو القضاء على من اسماهم ب"الوكلاء الذين يتبعون لإيران في المنطقة".

كان وزير المالية في الكيان الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، اكثر الجميع جرأة عندما قال وبشكل لا لبس فيه إن الأميركيين "لم يغيروا موقفهم والرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يزال يريد خطة للهجرة ويدعمنا في قطاع غزة". لذا فكل ما يقال عن وجود خلافات بين زعماء الكيان، هو ذر للرماد في العيون، فهذه الخلافات يجري تضخيمها من اجل اشغال الراي العام الداخلي والخارجي بها، ليتفرغ نتنياهو لغزة ويهجر اهلها، وهو هدف ترامب ايضا، لذلك من المستبعد جدا ، بل من المستحيل، حصول تباين إستراتيجي بين الولايات المتحدة والكيان الاسرائيلي، فهناك علاقة عضوية تربط الكيان الاسرائيلي بامريكا، اقوى بكثير حتى من العلاقة التي تربط نتنياهو بترامب.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram