افتتاحية صحيفة الأخبار:
محاولة جديدة لإسكات «الأخبار»
نشر المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية بياناً مقتضباً، قال فيه إن «الرئاسة تهيب بوسائل الإعلام عدم التطاول على أي جهة خارجية صديقة للبنان»، وأضاف: «حرية التعبير مقدّسة، لكنّ هذه الحرية لها مقتضيات ثابتة، أولها الحقيقة وثانيها الانتظام العام في مجتمع ديمقراطي».
المنشور، صدر خلال الوقت المقرّر لزيارة الرئيس عون إلى الكويت، وهو جاء من دون مقدّمات، ولم يُرفق بشروحات حول خلفيته وحول الهدف منه.
لكنّه بيان يحمل، إشارة «تنبيه» تقول إن رئاسة الجمهورية، لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء ما يجري تناوله في وسائل الإعلام ويستفزّ «الجهات الخارجية الصديقة للبنان».
طبعاً، يحصل ذلك دون أن يقال للإعلاميين، وللجمهور أيضاً، من هو المقصود بالجهات الخارجية الصديقة، وهل هي لائحة مفتوحة لا تقف عند أي اعتبار، كذلك، لم تتم إفادة الناس، حول آلية التدقيق لمعرفة ما إذا كان المنشور نقداً لهذه الجهات، هو حقيقة أم مجرّد رأي. والأهم، في المنشور، هو الإشارة الأخيرة إلى جهة «الانتظام العام في مجتمع ديمقراطي»، كونها عبارة فضفاضة تحتاج فعلياً إلى شرح.
كان يمكن للبيان أن يمر مرور الكرام. لكن ما يدفعنا في «الأخبار»، إلى التعامل مع المنشور بجدية بالغة، سببه ما يحصل معنا منذ عدة شهور، وتحديداً خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان. عندما بادرت «الجهات الخارجية الصديقة» إلى حملة عنيفة ضدنا.
وهذه الجهات، كما نعرفه - وفق معايير السلطات الرسمية في لبنان - هي نفسها الجهات التي كانت تدعم الحرب الإسرائيلية، لا بل عملت ولا تزال، في سياق معركة سياسية وإعلامية تصبّ في خدمة الآلة الإعلامية للعدو.
وهي جهات خارجية تصنّفها السلطة اللبنانية بأنها صديقة، وغالباً من يكون المقصود، هو دول الغرب وفي مقدّمتها الولايات المتحدة الأميركية، والدول العربية ولا سيما الأنظمة الحاكمة في دول الخليج العربي، علماً أن بيان الرئاسة أمس، كان يستهدف «الأخبار» بصورة مباشرة، حتى ولو لم يعلن القصر عن ذلك، وهو جاء تحت ضغط، أن الرئاسة تواجه استفسارات دول عربية قرّرت السماح لمواطنيها بالسفر إلى لبنان، لكنها تخشى عليهم جراء عمليات الهجوم الإعلامي على حكومات بلدانهم، علماً أن في السلطة عندنا، من يعتقد بأن على لبنان أن يقف على طول الشارع لتحية أقل من عشرة مواطنين إماراتيين قدموا إلى لبنان!
قد لا يكون مفيداً الآن، الحديث عن تفاصيل ما كان يدور خلال الحرب نفسها حول «الأخبار»، أو كشف المناقشات التي جرت مع الأميركيين والسعوديين والإماراتيين، وبعض الجهات اللبنانية، بشأن إيجاد الآلية المناسبة لإسكات «الأخبار».
وهي حملة انخرط فيها «كتبة التقارير» و«صبيان السفارات» و«محترفو الابتزاز المالي»، علماً أن هؤلاء، ظلوا كما هم، «كسالى»، ولا يبذلون أي جهد، حتى بتمييز ما يقوله بعضُهم عن بعض، أو ربما، يصرّ «المايسترو» على إلزامهم بنوتة موحّدة.
لكننا نجد الآن، أن علينا واجب التحدّث علناً عما يحصل، وذلك ربطاً بما يبدأ منذ عدة أسابيع، عندما انطلقت حملة دعاوى قضائية ضدنا، من قبل جهات معلومة وأخرى لا تزال مجهولة، لكنها تتعلق بملفين اثنين: الأول، يتعلق بالجامعة الأميركية في بيروت، والثاني يتعلق بالسياسات العامة والإعلامية التي تقوم بها السعودية والإمارات في لبنان.
وبينما، كنا نحن، كما بقية اللبنانيين، ننتظر من كل السلطة السياسية، وليس من رئاسة الجمهورية على وجه الخصوص، المبادرة إلى موقف وإجراء، ضد «إعلام الفتنة» الذي يتعمّد التحريض ضد المقاومة، أو يسيء بقذارة إلى رموز وطنية كبيرة، كما هو الحال في التعرّض للشهيد السيد حسن نصرالله، فقد فوجئنا بأن الاهتمام منصبّ هذه المرة أيضاً، على سبل إرضاء أطراف الوصاية الأميركية والسعودية على كل شيء في لبنان.
وإذا كان الطرفان، قد أنفقا خلال العقدين الماضيين، ولا يزالان الكثير من الأموال على وسائل إعلامية عربية ولبنانية، وعلى إعلاميين في لبنان والمنطقة، من أجل خوض حرب تحريض مفتوحة ضد المقاومة وضد مناصريها، فإن فشل هؤلاء في تحقيق النتائج المرجوّة، عاد ليدفعهم من جديد، إلى التحريض على الأصوات التي تواجه ما يقومون به، وتفضح ما يقومون به. والمؤسف، أن في لبنان، وفي مؤسسات الدولة على وجه التحديد، من يتصرف وفق رغبات الأوصياء إياهم.
يعرف أهل السلطة، كما أهل الإعلام، أن نضالات طويلة خيضت لأجل عدم إخضاع الإعلاميين لغير محكمة المطبوعات، وصولاً إلى ما يشبه العرف لدى العاملين في الحقل الإعلامي، بأن لا يمتثلوا أمام أي مسؤول قضائي خارج إطار محكمة المطبوعات.
صحيح أن القوانين الموجودة، تتيح للنيابة العامة التمييزية فتح تحقيق في أي دعوى تصلها، كما لديها الحق في تقدير نوعية الملاحقة.
وصحيح أيضاً، أنه سبق للنيابة العامة أن استمعت إلى اعلاميين في مقابلة أولى، ثم أحالتهم على محكمة المطبوعات، وكان للأمر أن يسير بشكل طبيعي، وعلى هذا النحو، لولا أن الحملات القائمة، لا تهدف إلى مقاضاة عادية تحصل بين مؤسسة إعلامية ومتضررين من نشرها لأخبار تخصّهم، بل هناك ما هو أبعد من ذلك، وأكثر خطورة. وهذا ما يوجب موقفاً أكثر وضوحاً:
لقد حصل أن تلقّت إدارة الجريدة، وزملاء فيها، اتصالات من المباحث المركزية لأجل الإبلاغ عن مواعيد لجلسات تحقيق. كما حصل أن قام أفراد من هذه الوحدة، بزيارة منازل بعض الزملاء لتأكيد التبليغ وفق ما يُعرف بالأصول المتّبعة، ولكن، يبدو أن الطريقة التي تمّت فيها الاتصالات، واللغة التي استُخدمت من قبل العناصر المكلّفين بالتبليغ، لم تكونا لطيفتين على الإطلاق، بل إن في أغلب الأحيان، تحدّث المتصلون بطريقة تذكّر بكل الحكايات عن عمل عَسس أجهزة الاستخبارات في دولة تحكمها عصابة أو سلطة انقلابية، أو مجموعة اختارها المستعمر الأجنبي.
وقد أجرت «الأخبار» اتصالات مع جهات معنية بهذا الجانب، وكنّا ندرس طريقة للتعاون مع السلطات القضائية، انطلاقاً من رغبتنا في كشف أن ما يجري لا يتعدّى إطار الضغط والترهيب، وكوننا نقدّر عالياً موقف قضاة كبار، ليسوا من الذين يتورّطون في أجندة الجهات التي تقف خلف هذه الادّعاءات، لكن، تبيّن لنا أن ما يجري هو محاولة جديدة لتطويعنا، وترهيبنا، ودفعنا إلى خطوات تهدف في النهاية إلى القبول بصفقات وتسويات جوهرها كمّ الأفواه، خصوصاً بعدما تبيّن أن الطرف الآخر، لم يجد سوى إجراءات ساذجة ومهينة بحق من يقف خلفها، وهو ما بدا واضحاً عندما طلبت إدارة الجامعة الأميركية من الجسم الأكاديمي فيها مقاطعة «الأخبار»، في إجراء لم يعد معمولاً به في أي بلد يحكمه مستبدّون.
لذلك، نجد لزاماً علينا قول الآتي:
أولاً: نجدّد رفضنا المثول أمام أي سلطة قضائية خارج محكمة المطبوعات، مع كامل احترامنا لجميع العاملين في سلك القضاء.
ثانياً: نعلن تمسّكنا بحقنا في إبداء الرأي حول كل أمر يتعلق بالشأن العام، ونحن لا نميّز بين مواطن لبناني أو مسؤول لبناني أو مقيم على الأراضي اللبنانية، ولن نتعامل مع أي جهة خارجية وفق حسابات ومصالح تقررها السلطة السياسية.
ثالثاً: إن ما يحصل في الحقل الإعلامي، من عملية استيلاء شاملة، لن يفيد في تغيير موقف من يرفض الوصاية، وإن الاستنسابية في تعريف الحرية، ليست سوى أداة قمع لن نقبل بها، وسوف نواجهها بكل ما يتيح لنا القانون من جهة، وبكل ما يفترض أن نقوم به، مهما كانت الأكلاف.
رابعاً: إن الواقعية تقتضي منا عدم مخاطبة وزارة الإعلام، أو أي جهة نقابية أو إطار يخصّ مؤسسات الإنتاج الإعلامي، كوننا نعرف طبيعة تركيبتها، والمناخ الذي تشكّلت فيه، كما نعرف أن فيها جهات وشخصيات تتمنّى هي قبل الآخرين، إسكاتنا.
لذلك، اقتضى التوضيح!
*******************************************
افتتاحية صحيفة البناء:
مسارات تفاوضية متسارعة لإنهاء قلق الحروب في مسقط وجنيف واسطنبول
بعد انفرادها بالتفاوض مع إيران واليمن واشنطن تنفرد بالتفاوض مع حماس
بلديات الشمال: فوضى إدارية وأمنية وضعف المشاركة وبقي القديم على قدمه
شهد يوم أمس الأحد محطات وإعلانات تشير إلى نجاحات في المسارات التفاوضية، وفيما كانت المفاوضات الأميركية الإيرانية في مسقط تتجاوز عنق الزجاجة في ضوء تصريحات أميركية صدرت عن المبعوث الرئاسي ستيف ويتكوف اعتبر فيها إلغاء إيران لبرنامج تخصيب اليورانيوم شرطاً حاسماً لاستمرار المفاوضات، مقابل إعلان وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي عن اعتبار التخصيب منجزاً تقنياً وطنياً لا تراجع عنه. وبعد نهاية جولة المفاوضات التي وصفها الطرفان بالمعقدة والصعبة والمفيدة في آن واحد، تقول مصادر متابعة للمفاوضات إن الاتجاه نحو التفاوض على تخفيض نسبة التخصيب سوف يشكل الحل الوسط لإنجاح مسار التفاوض الذي يشكل هدفاً للطرفين، على قاعدة استبعاد الخيارات الأخرى، بينما كانت واشنطن وبكين تعلنان إحداث تقدّم كبير في مسار التفاوض حول الرسوم الجمركية والتبادل التجاري بين البلدين، وبدت بكين التي رفضت سياسة الرسوم الجمركية وتبنت خيار التفاوض ودعت إليه قد حققت مكسباً بجلب الجانب الأميركي إلى التفاوض على بدائل للرسوم بعدما اكتشف الأميركيون عدم تجاوب السوق مع خيار الحرب التجارية، كما قالت أرقام البورصة مراراً خلال شهر، وبعدما بدأت سلاسل التوريد تعاني نقصاً كبيراً في السلع الاستهلاكية من نقاط البيع، وأغلب السلع من منشأ صيني، فيما شركات التكنولوجيا الأميركية التي تتخذ من الصين مكاناً لتصنيع منتجاتها لا تجد جدوى اقتصادية لانتقالها إلى اميركا، وكان الاختراق الأهم على مسار الحرب الروسية الأوكرانية حيث اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا في اسطنبول دون شروط مسبقة، ليعلن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي أنه سيذهب إلى اسطنبول الخميس للقاء الرئيس بوتين، وأنه يتوقع وقف إطلاق النار اليوم، وتأتي كل هذه التطورات التفاوضية، بعد إعلان وقف إطلاق نار هندي باكستاني، بمسعى أميركي، بقي ثابتاً رغم بعض الخروقات.
في المنطقة، وبالتزامن مع إنجاز التقدم على مسار التفاوض الأميركي الإيراني، والغضب الإسرائيلي من هذا المسار، وبعدما كان الاتفاق الأميركي اليمني سبباً إضافياً للغضب الإسرائيلي، كشفت حركة حماس عن اتفاق مع الجانب الأميركي على قيامها بالإفراج عن الأسير الإسرائيلي الكسندر عيدان الذي يحمل الجنسية الأميركية، مقابل فتح بوابات العبور أمام المساعدات الإنسانية وإنهاء حرب التجويع المفروضة إسرائيلياً على سكان قطاع غزة، بينما رحّبت مصر وقطر بالاتفاق الذي رأت أنه خطوة على طريق إعادة التفاوض على إنهاء الحرب وتدفق المساعدات، واكتفى الجانب الإسرائيلي بالقول إنه تلقى إحاطة أميركية بالإفراج عن الأسير الكسندر عيدان، بينما تحدّث الإعلام الإسرائيلي عن ضربة أميركية ثالثة على رأس بنيامين نتنياهو.
لبنانياً كانت الانتخابات البلدية في الشمال محطة ثانية للانتخابات البلدية، لم تحمل أي مفاجآت سياسية حول الأحجام والأوزان ولم تشر إلى أي تغيير سياسي، بينما تراجعت نسبة المشاركة فيها 10% عن النسبة التي سجلتها انتخابات جبل لبنان مع مشاركة دون الـ 35%، وكثير من الفوضى الإدارية والأمنية انتهت بإطلاق نار عشوائي في طرابلس وإصابة الإعلامية ندى أندراوس برصاصة طائشة.
فيما تترقب الساحة الداخلية زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى المنطقة ونتائجها على الإقليم برمته ومن ضمنها لبنان، تضاربت المعلومات حول زيارة جديدة للمبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس الى بيروت وما ستحمله الى المسؤولين فيما يتعلق بالإصلاحات وبسلاح المقاومة.
ووفق معلومات “البناء”، فالمرجح أن يعلن الرئيس الأميركي خلال زيارته الى السعودية والإمارات وقطر، تأييده لإعلان الدولة الفلسطينية، أما إطلاق مسار التطبيع بين “إسرائيل” ودول الخليج وترتيب العلاقة مع دول المنطقة والخليج فالمتوقع أن يُعلن بعد مؤتمر القمة العربية المرتقبة في الرياض أو جدة، خصوصاً أن هناك قمة متوقعة بين ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس السلطة الفلسطينية محمود والرئيس السوري أحمد الشرع في السعودية، أما الاتفاق الأميركي مع إيران بشأن النووي فغير متوقع خلال الشهرين المقبلين.
ولم يُعرف إذا كانت القمة ستضمّ إلى جانب ترامب وبن سلمان والشرع، رئيس الجمهوريّة اللبناني جوزاف عون! فيما كانت المعلومات المتداولة حتى مساء أمس، أن الرئيس عون سيكون في القمة بناء لطلب السعودية وإصرار الأمير محمد بن سلمان.
ووفق معلومات “البناء” من مصادر خارجيّة أن هناك قمتين قبل القمة العربية التي لم يُحسم جدول أعمالها بعد، القمة الأولى ستجمع ترامب وبن سلمان وعباس والشرع وعون، والقمة الثانية بين ترامب وملوك وأمراء دول الخليج، على أن يكون الملف اللبناني بنداً رئيسياً على جدول أعمال القمة العربية المقبلة حيث من المتوقع أن تصدر توصيات لمصلحة لبنان فيما يتعلق بالحدود اللبنانية مع كل من فلسطين وسورية.
إلى ذلك علمت “البناء” أن المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس ستزور لبنان خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وستجري مباحثات مع رئيس الجمهورية جوازف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري حول ملف سلاح حزب الله استكمالاً لزيارتها السابقة، في ضوء التصعيد الإسرائيلي الأخير في النبطية، على أن يجدّد لبنان موقفه الرسمي على لسان الرئيسين عون وبري برفض الاعتداءات الإسرائيلية وضرورة الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب ووقف الاعتداءات قبل أي بحث بسلاح المقاومة.
ولفتت مصادر مطلعة على موقف المقاومة لـ”البناء” أن المقاومة قوية ولا زالت تملك قدرات كبيرة وإرادة عالية ومستعدة للدفاع عن لبنان عندما تستدعي الحاجة وفي الوقت الذي تراه مناسباً، كما لن تنجر الى التوقيت الإسرائيلي لاستدراج المقاومة إلى حرب، لا سيما أن المقاومة تقف اليوم خلف الدولة والخيار الدبلوماسي للضغط على “إسرائيل” للانسحاب من الجنوب وتثبت الحدود الدولية.
ورفضت المصادر فرض أيّ إملاءات خارجية أميركية على لبنان تصب في خدمة العدو الإسرائيلي، وبالتالي لن نسمح بأي طرح لأورتاغوس أو أي مسؤول خارجي بنزع سلاح المقاومة وتجريد لبنان من ورقة قوة وكشفه عسكرياً وأمنياً أمام العدو الإسرائيلي والمجموعات الإرهابية. وأكدت المصادر أن قيادة المقاومة مستعدة للحوار مع رئيس الجمهورية حول السلاح واستراتيجية الأمن الوطني لحماية لبنان من كل الأخطار والتهديدات.
في غضون ذلك، مرّ قطوع الجولة الثانية من الانتخابات البلدية في الشمال رغم وقوع أكثر من إشكال في مناطق مختلفة ما أدى الى تدخل الجيش اللبناني، وسط احتدام المعركة في بلديات عدة، حيث وصلت نسبة الاقتراع إلى 50 في المئة في بعض المناطق. وقتل شخص وأُصيب طفل حالته حرجة جداً نتيجة إطلاق الرصاص الطائش في بحنين – المنية، فيما حذر وزير الداخلية المواطنين من إطلاق النار مع صدور النتائج.
ونشرت وزارة الداخلية والبلديات مقارنة نسب الاقتراع بين عامَي 2016 و2025 في محافظتي لبنان الشمالي وعكار حتى الساعة 7 مساءً بين عامي 2025. وأظهرت أن مجموع نسبة الاقتراع في محافظتي الشمال وعكار في عام 2025 بلغت 39.36%، بينما كانت قد بلغت النسبة في عام 2016 45.30%.
وتوقفت عمليّة الانتخابات البلديّة والاختياريّة داخل مدرسة تكريت الرسميّة في عكار بسبب مناكفات حصلت في باحة المدرسة وتدخّل الجيش.
وأوضح وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، أنّ الإشكالات الأمنية كانت نسبتها مرتفعة في الانتخابات النيابية والاختيارية في الشمال وعكار، موضحًا أنّه “تمت معالجة الإشكالات من قبل القوى الأمنية أو الجيش”. وذكر، في تصريح من وزارة الداخلية، أنّ “سبب الإشكالات اندفاع الناس للمشاركة في الانتخابات”.
وأوضح الحجار أنّ عدم التحاق الموظفين في وزارة الداخلية إلى الشمال قد يكون سببه المشقة والتكاليف، مؤكدًا أن جميع الموظفين تمّ تبليغهم عبر اتصال هاتفي وهذا استحقاق وطني وواجب وطني. وأضاف “الموظّفون يقومون بواجبهم وأحييهم فهؤلاء هم المسؤولون عن نجاح أيّ عمليّة انتخابيّة ومن دونهم لا يمرّ الاستحقاق”.
بدوره، أشار رئيس الحكومة نواف سلام، في تصريح من وزارة الداخلية، إلى أنّه “كانت هناك سرعة وجدية بالتعامل مع الشكاوى التي وصلت خلال النهار في الانتخابات النيابية والاختيارية”، مضيفًا “من المؤسف توقف عملية الانتخاب لأكثر من مرة”. ولفت إلى أنّ “الشكاوى ستحول إلى القضاء المختص وستتم ملاحقة من تم توقيفهم”، مشددًا على أهمية ضبط عمليات الرشى خلال الانتخابات البلدية والاختيارية. ورأى أنّ نسبة الاقتراع في محافظتَي الشمال وعكار مقبولة جدًا.
وفازت لائحة تيار المردة في بلدية زغرتا – إهدن، وقال النائب طوني فرنجية: “أهدي هذا النصر في زغرتا الى شهداء إيطو”. فيما أعلن “الوطني الحر” فوز المزيد من المخاتير بمناطق في طرابلس والبترون وعكار وزغرتا والكورة.
سياسياً، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط يرافقه رئيس اللقاء الديمقراطي النيابي النائب تيمور جنبلاط، حيث تناول اللقاء بحث تطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية.
الى ذلك، أكد رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون أن العلاقات مع دولة الكويت متجذرة في التاريخ ومبنية على الاحترام المتبادل والتعاون الوثيق على مختلف الصعد. وأوضح الرئيس عون لوكالة الأنباء الكويتية “كونا” لدى وصوله إلى الكويت في زيارة رسمية: “أود أن أعبر عن بالغ تقديري وامتنان الشعب اللبناني للدعم المستمر الذي قدّمته وتقدّمه دولة الكويت للبنان خاصة في الظروف الصعبة التي مر بها وطننا. فدولة الكويت كانت ولا تزال سنداً قوياً للبنان في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والإنسانية”. وأوضح أنه خلال هذه الزيارة “سنبحث مع الأشقاء في الكويت سبل تعزيز التعاون الثنائي وتفعيل الاتفاقيات المشتركة بين بلدينا بما يخدم مصالح شعبينا الشقيقين وستكون فرصة للتأكيد على أن اللبنانيين ينتظرون عودة أشقائهم الكويتيين إلى بلدهم الثاني لبنان لا سيما خلال فصل الصيف المقبل لتزهو الربوع اللبنانية من جديد بوجودهم”.
وتابع الرئيس عون: “سنتطرق إلى التحديات التي تواجه المنطقة والقضايا ذات الاهتمام المشترك وسبل تعزيز العمل العربي المشترك في ظل الظروف الراهنة”.
في الموازاة، ذكرت رئاسة الجمهورية، في بيان صادر عن مكتب الإعلام، جميع وسائل الإعلام اللبنانية الكريمة بضرورة التحلّي بالمسؤولية الوطنية، والقانونية، والأخلاقية، في هذه الظروف الحساسة بالذات. وأهابت بالجميع عدم التطاول، تجنياً أو تلفيقاً أو تركيباً، على أي جهة خارجية صديقة للبنان، وخصوصاً من الأشقاء العرب، وبالأخص في قضايا وتوقيت تلامس حدّ التآمر على المصالح الوطنية العامة.
وكرّرت رئاسة الجمهورية تمسكها الكامل بحرية التعبير وبقدسيّتها، مذكّرة المعنيين بهذه الحرية بأن لها مقتضيات ثابتة، أولها الحقيقة، وثانيها الانتظام العام في مجتمع ديمقراطي، تماماً كما ينصّ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وأكدت أن أي خروج عن هذه المقتضيات، يُعرّض مرتكبه لوقوعه خارج إطار الحرية، وفي خانة الارتكاب المشهود.
************************************************
افتتاحية صحيفة النهار:
"تحصّن" مسيحي وتمدّد سيادي وطرابلس "ائتلاف"... زيادة لافتة للمخالفات في الشمال ومشاركة متفاوتة
الفارق بدا واضحاً بين الجولتَين لجهة تراجع نسبة المشاركة في الاقتراع في الجولة الثانية في لبنان الشمالي فيما كانت أكبر في عكار
مرّت الجولة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان التي أجريت في محافظتي لبنان الشمالي وعكار على غرار الجولة الأولى في مسار انجاز هذا الاستحقاق وفق معايير معقولة بجهوزية أمنية عالية. ولكن الفارق بدا واضحا بين الجولتين لجهة تراجع نسبة المشاركة في الاقتراع في الجولة الثانية في لبنان الشمالي فيما كانت اكبر في عكار كما في ارتفاع سقف المخالفات الإدارية والرشاوى والإشكالات التي تعددت في الكثير من الأقضية وبعضها تسبب بإشكالات أمنية.
وعلى رغم ان النتائج الأولية للانتخابات تستلزم انتظارا لساعات متقدمة من الليل فان المعالم الأولية أبرزت مجموعة وقائع أساسية من ابرزها انه على غرار الجولة الأولى في جبل لبنان فان المعارك والمواجهات والتنافسات الحامية طبعت أقضية "الشمال المسيحي" أي البترون والكورة وزغرتا وبشري وبعض عكار اكثر منها في "الشمال الإسلامي" وبدا من النتائج الأولية ان "القوى الكبيرة" خرجت محتفظة بحصونها ومواقعها في المدن فيما ينتظر إحصاء نتائج البلدات في الأقضية في الساعات المقبلة لتبيان الخط البياني لرصد حجم التغييرات المحتملة التي يبدو انها ستكون لمصلحة تحالف "القوات" الكتائب مجد حرب في البترون والكورة ، و"القوات" وميشال معوض في قرى قضاء زغرتا، و"القوات" في بشري بلدة وقضاء . واما طرابلس ، الذي اتجهت اليه الأنظار لرصد طبيعة الخلفيات السياسية السنية التي ستتقدم بين ستة لوائح تنافست على بلدية ثاني اكبر المدن اللبنانية فإنها أفرزت معركة فاترة ترجمتها النسبة الأقل والاضعف في المشاركة من بين كل مناطق الشمال وعكار . وتشير النتائج الأولية الى فوز غير كامل للائحة "رؤية طرابلس" المدعومة من نواب المدينة وفي مقدمهم اللواء اشرف ريفي وفيصل كرامي مع احتمالات خرقها بعدد من المقاعد المنافسة.
وقد تنافست في مدينة البترون لائحتان: "كلّنا للبترون" التي يقودها رئيس البلدية مرسيلينو الحرك، مستندًا إلى تحالف واسع نادر بين "القوات اللبنانية" والكتائب والمردة وبدعم مباشر من رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، و"للبترون وأهلها" المعارضة . وتشير النتائج الأولية الى فوز محسوم للائحة الحرك . وأبرزت النتائج الأولية فوز عدد كبير من المخاتير في بلدات قضاء البترون بدعم من تحالف "القوات " والكتائب والمحامي مجد حرب بما يؤشر الى تقدم كبير لهذا التحالف في البلديات.
وفي بلدات حامات، عبرين، بُقسميا، ودوما، تواجهت لوائح مدعومة من أحزاب "القوات اللبنانية"، والكتائب و"التيار الوطني الحر"، و"المردة"، إلى جانب شخصيات مستقلة . أما في تنورين، مسقط رأس النائب السابق بطرس حرب، فتنافست لائحة "تنورين قبل الكلّ" المدعومة منه ومن "القوات اللبنانية" مع لائحة شبابية مستقلة تحمل اسم "تجمّع تنمية تنورين".وتشير النتائج الأولية الى دعم لائحة حرب – القوات.
وفي مدينة زغرتا تنافست لائحتان رئيسيتان: "سوا لزغرتا وإهدن"، المدعومة من تيار "المردة" وحلفائه، و"بلدنا بلديتنا"، إلى جانب عدد من المستقلين بدعم ضمني من النائب ميشال معوض .وتشير النتائج الأولية إلى فوز لائحة المردة.
أما في بلدات القضاء حيث المعركة أكثر حدّة، فقد شهدت مراكز الاقتراع إقبالاً كثيفًا لا سيّما في رشعين. وتتسم أردة، عشاش، ومجدليا بمعارك انتخابية محتدمة بين لوائح مدعومة من المردة وحلفائهم، وأخرى مدعومة من "حركة الاستقلال" وحلفائها.
وتنافست في مدينة بشري لائحتان رئيسيتان: "بشري لجمهورية قوية"، المدعومة من "القوات اللبنانية"، و"بشري سوا أقوى" اللائحة المدعومة من النائب وليم طوق واظهرت النتائج فوزا حاسما لمصلحة اللائحة المدعومة من "القوات"في البلدة كما في بلديات القضاء.
وتزامنًا مع ضعف الإقبال على صناديق الاقتراع، توالت الشكاوى بشأن العقبات الكبيرة التي واجهها المندوبون. وقد اشتكى العديد من المرشحين في طرابلس من تأخير إصدار التصريحات لعشرات المندوبين، باستثناء لائحة "رؤية طرابلس" التي حظيت بتسهيلات كبيرة من المحافظة.
وفي عكار سجلت إشكاليات عدة متعلقة بعدم وصول صناديق الاقتراع، وعادت وارتفعت نسبة الإقبال في البلدات العكارية. ومع ازدياد الاقبال، حصل العديد من الاشكالات في أقلام الاقتراع .
وبلغت نسبة الاقتراع النهائية في لبنان الشمالي 36.06 في المئة وفي عكار 47.47 في المئة.
وسجّلت وزارة الداخلية نحو 450 شكوى فيما أبرزت مجريات الانتخابات البلدية في مختلف المناطق أن المعارك الانتخابية احتدمت في مناطق محددة ضمن كل قضاء، مع تسجيل العديد من الإشكالات الإدارية والأمنية، ولا سيّما في عكار وطرابلس، وسط شائعات عن عمليات شراء للأصوات.
وسارع رئيس مجلس الوزراء نواف سلام الى الإعلان أنه يتابع سير العملية الانتخابية في الشمال عن كثب مع وزير الداخلية. وكتب عبر حسابه على منصة "إكس”: "أثمّن سرعة تدخل الأجهزة الأمنية لضبط المخالفات ومحاولات الرشوة. لن نتهاون مع تكرار هذه التجاوزات، لا في الشمال، ولا في بيروت أو البقاع أو الجنوب لاحقاً. ومع اقتراب إغلاق الصناديق، أدعو المواطنين في الشمال جميعاً الى المشاركة بكثافة. هذه فرصتهم للتعبير عن احتياجاتهم وطموحاتهم، فتنمية بلدنا تبدأ ببلداتنا".
ولدى زيارته مساء وزارة الداخلية قال سلام "معروف لكل من تابع العملية خلال النهار عدد الشكاوى التي وردت والأهم هو سرعة التعامل معها والجدية التي برهنت عنها قوى الأمن والجيش والمؤسف ان تكون العملية توقفت لأكثر من ساعة وفي أحد الأقلام لساعتين وآمل ألا يتكرر الأمر في بيروت أو البقاع."
وهنأ سلام وزارة الداخلية بهذه التجارب والآداء آملًا أن تجرى الانتخابات في البقاع وبيروت والجنوب بطريقة جيدة أيضًا.
أضاف سلام: "نتعلّم من الإشكالات التي حصلت اليوم والأداء سيكون أفضل في بيروت والبقاع والجنوب ومن الضروري كشف هوية الذين يقفون خلف المال الإنتخابي ومعاقبتهم".
ولفت إلى "اننا سنستمر بالسعي لتأمين العملية الانتخابية في الجنوب عبر الاتصالات السياسية والدبلوماسية" وقال: "لا أستطيع أن أعطي ضمانات".
وفي سياق المخالفات حصل تلاسن ومشادات في أحد أقلام الاقتراع في بلدة عيات وتدخل الجيش لتهدئة الأمور والعملية الانتخابية مستمرة بشكل طبيعي ، كما افيد عن توقف الانتخابات في بلدية مارتوما في عكار، بسبب إشكال كبير داخل قلم الاقتراع وتتم المعالجة من قبل الحيش والقوى الامنية. واستمرت الإشكالات الأمنية في بخعون - قضاء الضنية منذ افتتاح صناديق الاقتراع. وقد حصلت أعمال عنف استدعت تدخل الجيش. كما أفيد عن حصول اشكال كبير في بلدة فنيدق امام مركز اقتراع للنساء، وجرى الاعتداء على جندي، وقد ادى الاشكال الى جرح مواطن اثر طعنه بسكين، وصلت قوة من مغاوير البحر، الى مركز الاقتراع. وحصل إشكال كبير وتضارب بين عدد من الاشخاص في أحد مراكز الاقتراع في بلدة برقايل - قضاء عكار .وتوقف عمليّة الانتخابات داخل مدرسة تكريت الرسميّة في عكار بسبب مناكفات حصلت في باحة المدرسة والجيش يتدخل.
عون في الكويت
في غضون ذلك ، وصل رئيس الجمهورية العماد جوزف عون الذي كان تفقد صباحا غرفة عمليات قوى الامن الداخلي في بيروت واطلع على الإجراءات المتخذة لجولة الشمال الانتخابية عصرا يرافقه وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، الى المطار الأميري في الكويت، في مستهل زيارة رسمية الى دولة الكويت، تلبية لدعوة من أمير الدولة الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح. وكان أمير الكويت في استقباله، وإلى جانبه ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح.
وعبر الرئيس عون عن "بالغ تقديره وامتنان الشعب اللبناني للدعم المستمر الذي قدمته وتقدمه دولة الكويت للبنان، خاصة في الظروف الصعبة التي مر بها وطننا. فدولة الكويت كانت ولا تزال سنداً قوياً للبنان في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والإنسانية". وقال "خلال هذه الزيارة، سنبحث مع الأشقاء في الكويت سبل تعزيز التعاون الثنائي وتفعيل الاتفاقيات المشتركة بين بلدينا، بما يخدم مصالح شعبينا الشقيقين ، وستكون فرصة للتأكيد على ان اللبنانيين ينتظرون عودة أشقائهم الكويتيين إلى بلدهم الثاني لبنان لاسيما خلال فصل الصيف المقبل لتزهو الربوع اللبنانية من جديد بوجودهم. كما سنتطرق إلى التحديات التي تواجه المنطقة والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وسبل تعزيز العمل العربي المشترك في ظل الظروف الراهنة".
**********************************************
افتتاحية صحيفة الديار:
اقبال متوسط وإشكالات أمنية في انتخابات الشمال
عون في الكويت: نحن بحاجة لاستثمارات لا لهبات
ترامب الى السعودية... سفير اميركا في «اسرائيل»: الرئيس لن يعترف بدولة فلسطينية
أنجزت الحكومة اللبنانية الجولة الثانية من الانتخابات البلدية وان كان تخللتها اشكالات متعددة ونسبة اقبال تُعتبر متوسطة الى ضعيفة مقارنة بانتخابات جبل لبنان. اذ بلغت نسبة الاقتراع يوم امس في الشمال 33% و44% في عكار بينما كانت قد بلغت الاحد الماضي 45.16%.
وردت مصادر معنية في حديث لـ»الديار» ضعف الاقبال الى عدة عوامل منها ان قسما كبيرا من الناخبين المسيحيين يستهجنون «التحالفات الهجينة» التي شهدتها الكثير من البلدات والقرى اضافة الى الاستياء السني من استمرار تغييب رئيس الحكومة السابق سعد الحريري عن المشهد السياسي كما بسبب الخلافات العائلية التي دفعت الكثيرين الى الاحجام عن التصويت.
وتتجه الانظار راهنا الى البقاع وبيروت اللذين يشهدان الاحد المقبل جولة ثالثة من الاستحقاق البلدي حيث وبخلاف الجولتين السابقتين حيث كان الاهتمام بالصوت المسيحي، تتركز الانظار على استعداد البيئة الشيعية لاعطاء ثقتها من جديد لـ «الثنائي الشيعي» كما على البيئة السنية وما اذا كانت ستعبّر عن استيائها من وضعية الحريري بتجنب التوجه الى صناديق الاقتراع.
اشكالات وفوضى
وبالعودة لانتخابات الشمال وعكار، سجّلت الجمعية اللبنانية من أجل ديموقراطية الانتخابات (لادي) عددا كبيرا من الاشكالات وتحدثت عن فوضى و «مخالفات جسيمة» في اكثر من مركز اقتراع، ولعل ابرزها في بخعون - قضاء الضنية وهي اشكالات بدأت منذ افتتاح صناديق الاقتراع. وقد حصلت أعمال عنف استدعت تدخل الجيش. كما أفيد بوقوع إشكال داخل أحد مراكز الاقتراع في بلدة مار توما – عكار، على خلفية توزيع لوائح انتخابية، ما استدعى تدخل الجيش لضبط الوضع. كما أشارت الجمعية إلى أنّ إشكالات مماثلة أدّت إلى توقف عملية الاقتراع لأكثر من ساعة في بلدة فنيدق – عكار والى اشكال في ثانوية المنية الرسمية. وتوقفت العملية الانتخابية في بلدة السفيرة قضاء المنية - الضنية بسبب اشكال وقع بين مواطنين داخل قلم اقتراع خاص بالاناث، حصل فيه تضارب وتحطيم كراسي، ما اضطر عناصر الجيش والقوى الامنية الى التدخل لفض الاشكال واعادة الامور الى نصابها. كما تدخل الجيش في رشعين وبرقايل لحل اشكالات قبل وقت قليل من اقفال صناديق الاقتراع.
وأفادت «الوكالة الوطنيّة للإعلام»، بـ «توقّف الانتخابات البلدية والاختياريّة في بلديّة مار توما في عكار، بسبب إشكال كبير داخل قلم الاقتراع، تمت معالجته من قبل عناصر الجيش اللّبناني والقوى الأمنيّة».
كذلك سُجلت مخالفات جسيمة في ثانوية مرياطة الرسمية وفي مركز اقتراع في البداوي. وتحدثت «لادي» عن توزيع بونات بنزين مقابل أصوات في ثانوية طرابلس الرسمية للبنات. كما تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر أحد المسؤولين عن ماكينة انتخابية في بلدة عندقت – قضاء عكار، وهو يقوم بدفع مبلغ 200 دولار أميركي لامرأتين.
وأقر وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار بأنّ الاشكالات الأمنية كانت نسبتها مرتفعة في الانتخابات النيابية والاختيارية في الشمال وعكار، موضحًا أنّه «تمت معالجة الاشكالات من قبل القوى الأمنية أو الجيش». وقبيل اقفال صناديق الاقتراع شدد الحجار على ان «إجراء الاستحقاق الانتخابي في وقته هو في حد ذاته انتصار لمنطق الدولة والإنماء المحلي» ودعا إلى «الالتزام بالتعبير عن الرأي ومراقبة عملية الفرز بكلّ حضارة وأخلاق».
وتابع رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون سير الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي الشمال وعكار، من خلال زيارة غرفة العمليات لقوى الامن الداخلي حيث قال ان «الانتخابات البلدية والاختيارية ليست بسياسية، إنما إنمائية، ونتطلع إلى أن يعطي هذا الأمر انعكاساً إيجابياً للانتخابات النيابية» مؤكداً أن «الاستحقاقات الدستورية سوف تنفذ بوقتها». وناشد عون المواطنين «ألا يصوتوا للشخص، إنما للمشروع الذي يبقى الأساس في إنماء القرى والمدن»، مشدداً على «عدم السماح للعامل المالي بأن يندس فيما بينكم، لأن من يشتريك الآن فسيبيعك لمدة 6 سنوات».
من جهته، أعلن رئيس الحكومة نواف سلام انه تابع «سير العملية الانتخابية في الشمال عن كثب مع وزير الداخلية» مثمنا سرعة تدخل الأجهزة الأمنية لضبط المخالفات ومحاولات الرشوة». وأضاف: «لن نتهاون مع تكرار هذه التجاوزات، لا في الشمال، ولا في بيروت أو البقاع أو الجنوب لاحقاً».
عون في الكويت
وبعدها توجه عون الى دولة الكويت تلبية لدعوة أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح. وقالت مصادر رسمية لبنانية لـ «الديار» ان على جدول أعمال الرئيس بعد زيارة الكويت، زيارة الى مصر والعراق وسلطنة عمان.
وأوضح عون في مقابلة مع التلفزيون الكويتي ان زيارته الى الكويت «تأتي من ضمن سلسلة الزيارات التي يقوم بها الى الدول العربية، وبالأخص الخليجية»، مؤكدا أن «الكويت محطة أساسية بالنسبة الى لبنان» الذي يتطلع الى تفعيل العمل الديبلوماسي بين البلدين والبحث في الملفات الاقتصادية والإنمائية وتشجيع الكويتيين على المجيء الى لبنان.
وأشار عون الى ان المشاريع الأساسية التي يحتاج إليها لبنان في المرحلة الراهنة تتعلق بالطاقة والمرافىء والمطار والكهرباء، مشددا على ان «لبنان ليس بحاجة الى هبات بل الى استثمارات وعلى ان الكويت قادرة على المساهمة ببناء إعادة الثقة وانا واثق من التوافق مع سمو الأمير على مشاركتها في عدد من المشاريع».
وجدد موقف لبنان المؤيد للمبادرة العربية للسلام، وقال ردا على سؤال: «نحن عدنا الى العرب ونريد من العرب ان يعودوا إلينا».
وأعاد التأكيد ان قرار حصر السلاح بيد الدولة قد اتخذ وما من احد يريد أي صراع عسكري دموي والحل يكون بالتحاور حتى مع السلطة الفلسطينية.
من جهته، شدد القائم بأعمال سفارة الكويت لدى لبنان المستشار ياسين الماجد على أن زيارة الرئيس عون الى دولة الكويت «تمثل محطة مهمة في تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، وتعكس عمق العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين الشقيقين». وأكد الماجد «حرص دولة الكويت واستمرارها في دعم استقرار لبنان ووحدة شعبه، انطلاقا من الروابط التاريخية والمواقف الثابتة التي تجمع بين الشعبين الشقيقين».
ترامب في الخليج
في هذا الوقت، من المتوقع ان يصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الاثنين إلى المنطقة في زيارة تشمل السعودية وقطر والإمارات. ومن المرتقب ان يبحث خلالها ابرام صفقات تجارية كبرى، كما ملفات ساخنة ابرزها المفاوضات مع ايران والوضع في غزة. وكانت صحيفة «جيروزاليم بوست» نقلت عن مصدر خليجي قوله إن الرئيس ترامب يعتزم الإعلان رسميًا عن اعترافه بدولة فلسطينية. فيما عاكس سفير الولايات المتحدة في «اسرائيل» هذه التوقعات مصرحا بان الرئيس الاميركي ترامب لا يعتزم الاعترف بدولة فلسطينية في الوقت الراهن.
واستبق نتنياهو مواقف ترامب قائلا: «لا أعتقد أنكم ستسمعون عن دولة فلسطينية... ترامب لن يعترف بدولة فلسطينية ويعرض أمن إسرائيل للخطر».
وتؤكد مصادر مواكبة للزيارة «ان لا شيء محسوم في هذا الاطار بعد»، لافتة في حديث لـ «الديار» الى انه «وفي حال حصل ذلك، فانه يعني اتساع الهوة كثيرا بين ترامب ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو الذي يرفض كليا اي حديث عن دولة فلسطينية، ويعتبر ان ما حققه خلال العام الماضي، سواء في غزة او لبنان او سورية، يفترض ان يؤدي الى طي صفحة دولة فلسطين الى الابد». وتضيف المصادر: «في حال تبنى ترامب المطلب العربي والفلسطيني باقامة دولة فلسطينية، فانه سيضع نتنياهو امام امر واقع يرفض الخضوع ع له، بعدما كان يأمل ان يدعمه في احلال السلام في المنطقة على جثة الدولة الفلسطينية».
*********************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية:
الأنظار إلى الرياض انتظارًا لترامب وتعويل إقليمي على جولته
لم تحجب الجولة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية التي جرت أمس في منطقة الشمال، الاهتمامات بالتطورات الإقليمية والدولية المتلاحقة، حيث تستعد منطقة الخليج لجولة الرئيس الاميركي دونالد ترامب عليها غداً، حيث ستشمل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وقطر، وهي الزيارة الخارجية الأولى له منذ عودته إلى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني الماضي، ويعوّل المراقبون عليها لإطلاق حلول لأزمات المنطقة، في الوقت الذي شهدت سلطنة عمان أمس الجولة الرابعة من المفاوضات الأميركية- الإيرانية حول الملف النووي الإيراني ودور إيران ونفوذها الإقليمي.
تستعد دول الخليج لاستقبال ترامب في جولته التي تشمل السعودية وقطر والإمارات، وسط تساؤلات حول دوافع هذه الزيارة وأهدافها في ظلّ تحوّلات إقليمية ودولية متسارعة، من الحرب الأوكرانية إلى التصعيد مع إيران، مرورًا بالمفاوضات الدائرة حول قطاع غزة والاتفاق الأميركي ـ الحمساوي حوله. وتُمثّل هذه الجولة الترامبية محاولةً لتعزيز التحالفات التقليدية، لكنها تثير أيضًا إشكاليات تتعلق بمدى قدرة واشنطن على الحفاظ على دورها كفاعل مركزي في منطقة تزداد انزياحًا نحو تعددية قطبية.
وفيما الملفات اللبنانية الساخنة، ولا سيما منها ملف سلاح «حزب الله» والملف المالي ـ المصرفي، موضع نقاشات مؤجّلة على الأرجح، ترتدي أهمية خاصة الجولات العربية لرئيس الجمهورية، بدءاً بدول الخليج. فبعد المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، زار رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أمس دولة الكويت، حيث الهدف يبقى إياه: إعادة بناء الجسر الذي انقطع سابقاً مع العرب، وتفعيل علاقات لبنان العربية. وستكون الخطوات اللاحقة هذا الشهر في اتجاه مصر، ثم العراق. وتزامنت الزيارة مع إعلان عون مجدداً أنّ القرار بوحدة السلاح الشرعي على الأراضي اللبنانية متخذ، لكن الأمر لا يمكن أن يتمّ إلّا بالحوار.
تغطية عربية
وقالت مصادر ديبلوماسية معنية لـ«الجمهورية»، إنّ موقف عون مدروس تماماً من حيث التوقيت، إذ يوجّه رسالة إلى الخارج مفادها أنّ الدولة اللبنانية تحتاج إلى التغطية السياسية الخارجية، والعربية تحديداً، لإنجاز الخطوات المطلوبة منها. فالعرب يفترض أن يكونوا الأكثر تفهماً لظروف لبنان، وأن يدعموا دولته أمام المجتمع الدولي. وهذا الدور يمكن أن يكون فعّالاً جداً نظراً إلى تزامن زيارة عون الحالية للكويت مع بدء الرئيس الأميركي دونالد ترامب جولته الخليجية غداً.
في غضون ذلك نسبت صحيفة «القدس» إلى «مصدر مطلع» أن لقاءً سيُعقد في الرياض غداً ويجمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بمشاركة كلّ من الرئيس عون والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس السوري أحمد الشرع.
لكن مصادر رسمية لبنانية نفت لـ«الجمهورية» من الكويت وجود أي اتفاق على لقاء من هذا النوع، وقالت انّ عون يزور العاصمة الكويتية حالياً، وانّ المحادثات الرسمية ستبدأ اليوم بينه وبين المسؤولين الكويتيين. وأكّدت انّ المحادثات الأولية التي جرت بين عون وأمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تناولت التعاون المستقبلي بين البلدين، وأظهرت «إستعدادات كويتية طيبة» لمساعدة لبنان في مختلف المجالات.
وكان عون قال لدى وصوله إلى الكويت: «يسرّني أن ألبّي اليوم دعوة كريمة من أخي صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت. وتأتي زيارتي هذه تأكيداً لعمق العلاقات التاريخية والأخوية المميزة التي تجمع لبنان والكويت، وهي علاقات متجذرة في التاريخ ومبنية على الاحترام المتبادل والتعاون الوثيق على مختلف الصعد. وأود أن أعبّر عن بالغ تقديري وامتنان الشعب اللبناني للدعم المستمر الذي قدّمته وتقدّمه دولة الكويت للبنان، خاصة في الظروف الصعبة التي مرّ فيها وطننا. فدولة الكويت كانت ولا تزال سنداً قوياً للبنان في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والإنسانية».
وأضاف: «خلال هذه الزيارة، سنبحث مع الأشقاء في الكويت سبل تعزيز التعاون الثنائي وتفعيل الاتفاقيات المشتركة بين بلدينا، بما يخدم مصالح شعبينا الشقيقين، وستكون فرصة للتأكيد على انّ اللبنانيين ينتظرون عودة أشقائهم الكويتيين إلى بلدهم الثاني لبنان، لاسيما خلال فصل الصيف المقبل، لتزهو الربوع اللبنانية من جديد بوجودهم.
كما سنتطرق إلى التحدّيات التي تواجه المنطقة والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وسبل تعزيز العمل العربي المشترك في ظل الظروف الراهنة. وأتطلع إلى لقاء سمو أمير دولة الكويت والمسؤولين الكويتيين، وأثق بأنّ هذه الزيارة ستفتح آفاقاً جديدة للتعاون بين بلدينا وشعبينا الشقيقين».
وقبيل توجّه عون إلى الكويت ظهر امس ذكّرت رئاسة الجمهورية، في «وسائل الإعلام اللبنانية الكريمة» بـ«ضرورة التحلّي بالمسؤولية الوطنية، والقانونية، والأخلاقية، في هذه الظروف الحساسة بالذات».
وأهابت بالجميع «عدم التطاول، تجنّياً أو تلفيقاً أو تركيباً، على أي جهة خارجية صديقة للبنان، وخصوصاً من الأشقاء العرب، وبالأخص في قضايا وتوقيت تلامس حدّ التآمر على المصالح الوطنية العامة».
وكرّرت رئاسة الجمهورية «تمّسكها الكامل بحرّية التعبير وبقدسيتها، مذكّرة المعنيين بهذه الحرّية بأنّ لها مقتضيات ثابتة، أولها الحقيقة، وثانيها الانتظام العام في مجتمع ديموقراطي، تماماً كما ينص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وأكّدت أنّ أي خروج عن هذه المقتضيات، يُعرّض مرتكبه لوقوعه خارج إطار الحرّية، وفي خانة الارتكاب المشهود».
انتخابات الشمال وعكار
في غضون ذلك، جرت أمس الانتخابات البلدية والاختيارية في منطقة الشمال وسط إجراءات أمنية وعسكرية مشدّدة، وتخلّلتها مخالفات متنوعة في بلديات عدة، وسُجّل فيها تراجع في نسبة المقترعين عمّا كانت في الانتخابات السابقة التي جرت قبل 9 سنوات، وطغى على العملية الانتخابية في بعض بلديات طابع التنافس بين النواب والسياسيين من جهة وبين الناخبين الناقمين على أدائهم وعدم وفائهم بوعودهم التنموية للناس من جهة ثانية، وقد تجلّى هذا الامر في مدينة طرابلس وجوارها خصوصاً.
وقالت أوساط سياسية لـ«الجمهورية»، انّ وقائع الانتخابات البلدية والاختيارية في منطقة الشمال أظهرت فتوراً لافتاً لدى المزاج السنّي، عكسته نسبة التصويت المنخفضة. ولفتت إلى انّه كان يؤمل تسجيل معدل اقتراع أكبر في الشمال عموماً وفي الوسط السنّي خصوصاً، وخصوصاً بعد مرور 9 سنوات على آخر انتخابات بلدية تخلّلها تمديد لثلاث سنوات، وفي ظل تراكم المشكلات الإنمائية والخدماتية التي تحتاج إلى المعالجة.
وأشارت هذه الاوساط إلى انّ من بين أسباب برودة المشاركة السنّية في العملية الانتخابية شمالاً غياب المرجعية السنّية التي كان يمثلها تيار «المستقبل» والرئيس سعد الحريري، والافتقار إلى العنوان السياسي الجاذب الذي يستطيع شدّ العصب والتحفيز على التصويت، والتحالفات الهجينة غير المقنعة، وعدم قدرة الماكينات الانتخابية للوائح وداعميها على إقناع الناخبين بالمشاركة، وضعف الثقة في الشعارات المرفوعة ومطلقيها بعد التجارب السابقة المريرة.
وتساءلت المصادر عمّا اذا كان ضعف الإقبال السنّي على الاقتراع في الشمال سينسحب على بيروت أيضاً، خصوصاً مع انكفاء تيار «المستقبل» الذي كان اللاعب الأقوى على الساحة السّنية في العاصمة.
إقفال الصناديق
وقد أقفلت في السابعة مساء أمس صناديق الاقتراع في محافظتي لبنان الشمالي وعكار لتبدأ عملية فرز الاصوات. ووزعت وزارة الداخلية والبلديات نسب الاقتراع في محافظتي لبنان الشمالي وعكار، بعد إقفال صناديق الاقتراع: طرابلس 25.04%، زغرتا 38.77%، بشري 32.03%، المنية الضنية 49.96%، الكورة 38.92%، البترون 48.26%. وبلغ عدد الناخبين 614295 ناخباً في الشمال و294647 ناخباً في عكار، أما عدد المقترعين فبلغ: الشمال 220562 مقترعاً و 139363 مقترعاً في عكار، وبلغت النسبة في الشمال 35.90% وفي عكار 47.30%.
عون وسلام
وقبيل سفره إلى الكويت تفقّد الرئيس عون غرفة العمليات في قوى الأمن الداخلي في بيروت لمتابعة الانتخابات البلدية والإختيارية في محافظتي الشمال وعكار، واعتبر «انّ الانتخابات البلدية والإختيارية ليست بسياسية إنما إنمائية»، مناشداً المواطنين «ان يصوّتوا ليس للشخص إنما للمشروع الذي يبقى الأساس في إنماء القرى والمدن»، وقال: «نتطلع إلى ان يعطي هذا الأمر إنعكاساً إيجابياً للإنتخابات النيابية في أيار المقبل. والإستحقاقات الدستورية سوف تُنفّذ بوقتها».
ومن جهته رئيس الحكومة نواف سلام هنأ من وزارة الداخلية الوزير احمد الحجار على «نجاح المرحلة الثانية من الانتخابات»، آملا في «أن يتحسن الأداء أكثر في المراحل المتبقية». ولفت إلى أنّ «اهم ما في الامر أنّ الانتخابات قد جرت بوقتها وهذا حق للناس لأنّ فيها تجديد الدم بعروق البلديات التي هي الأداة الانمائية الرئيسية». ورأى أنّ «نسبة الاقتراع في بعض المناطق كطرابلس لم تكن متدنية بل أقل مما كانت عليه في المرات السابقة ولا تزال نسبتها مقبولة. ورغم تدنيها فنسبتها مقبولة جداً».
وعن ضمانات أخذتها الدولة لإجراء انتخابات في الجنوب قال سلام: «سنسعى ونجّند ما يمكن حشده عن طريق الاتصالات السياسية والديبلوماسية لأمن أجراء العملية ولا يمكن اعطاء ضمانات لاحد».
بري وجنبلاط
سياسياً، إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة أمس الرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط يرافقه رئيس «اللقاء الديموقراطي» رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط، حيث تناول اللقاء بحث لتطورات الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية.
********************************************
افتتاحية صحيفة اللواء:
بلديات الشمال: انكفاء في طرابلس وتقدم «القوات» على حساب التيار العوني
ترحيب أميري بعون في الكويت.. ودعوة رئاسية لعودة العرب إلى لبنان
أنجز لبنان المرحلة 2 من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي الشمال وعكار، بنسب متفاوتة من المقترعين وأفرزت جملة متغيِّرات وثوابت في المشهد الانتخابي، على أن يترك هذا المشهد بصماته على المحطة الثالثة الأحد المقبل في 18 الجاري في بيروت والبقاع وبعلبك- الهرمل، بعد يوم انتخابي متوتر في بعض مناطق الشمال.
وفازت 85 بلدية بالتزكية من اصل 285 بلدية، تنافست العائلات والتحالفات، والضغوطات من اجل تسجيل حضور او كسب المقاعد.
وطغت عمليات التشطيب على المشهد في طرابلس، حيث خاضت الانتخابات 6 لوائح (ثلاث مكتملة، وثلاث غير مكتملة).. وسط انكفاء عن التصويت.
وفي المقلب المسيحي، سُجِّل تقدمٌ كبيرٌ لتحالف حزبي «القوات اللبنانية» والكتائب مع شخصيات حليفة بمواجهة التيار الوطني وحلفائه.
وتميزت الانتخابات بالتشنج، والاشكالات الامنية واوقفت مديرية امن الدولة سورياً جاء للاقتراع بهوية لبنانية..
ونظراً للاشكاليات، توقف التصويت في بلدية مار توما في عكار، بعد اشكال في أبعد الاقلام، سارع الجيش والقوى الامنية لمعالجته..
أجندة الأسبوع
أنجزت الدولة امس الجولة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي لبنان الشمالي وعكار، وسط حماوة بالغة بين العائلات والاحزاب السياسية في عدد من الاقضية لا سيما في المدن والبلدات الكبرى. على ان يعود النشاط الرسمي الى ما كان عليه قبل الانتخابات، حيث يعقد مجلس النواب جلسة تشريعية يوم الخميس المقبل في 15 أيار، فيما لم يتحدد موعد جلسة لمجلس الوزراء، بانتظار عودة رئيس الجمهورية جوزف عون من الكويت اليوم التي وصلها عصر امس.
وتجري الاحد المقبل الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظات بيروت والبقاع وبعلبك– الهرمل. تليها انتخابات محافظتي الجنوب والنبطية.
ولفتت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» ان العمل جار من اجل استكمال مناقشة ملفات اساسية وابرزها التعيينات وفق الآلية المتفق عليها داخل مجلس الوزراء، ولفتت الى انه متى أنجزت الخطوات التي نصت عليها الآلية فإن التعيين لهذا المنصب او ذاك يُدرج على جدول الاعمال، يعني ان هذا التعيين سيخرج من الحكومة بعد اجتيازه المراحل في الآلية.
ورأت المصادر ان الشفافية توسم هذا الأمر وهذا متفق عليه بين المعنيين.
الى ذلك توقفت المصادر عند مواصلة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون جولاته الخليجية والتي ترسم مسارا جديدا في علاقات لبنان مع دول الخليج ما ينعكس ايجابا على تطور هذه العلاقات ومن هنا تأتي زيارته الى دولة الكويت ولقائه اميرها الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، حيث تحضر العلاقات التاريخية بين البلدين، وفي خلال المحادثات يكرِّر الرئيس عون شكر لبنان وتقديره لما قدمته دولة الكويت له وللبنانيين، وسيشرح الإجراءات المتخذة في ملف الأصلاحات، على ان يخرج عنها قرارات كويتية بشأن مواصلة دعم لبنان وعودة الرعايا الكويتيين الى لبنان.
عون في الكويت
وفي الكويت، يجري الرئيس جوزف عون محاثات مع امير دولة الكويت الشيخ مشعل الاحمد الجابر الصباح.
وكان رئيس الجمهورية وصل الى الكويت على رأس وفد رسمي الى المطار الاميري في الكويت عند الخامسة والنصف من بعد ظهر امس، في مستهل زيارة رسمية الى دولة الكويت، تلبية لدعوة من أمير الدولة الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.
وكان أمير الكويت في استقبال الرئيس عون على ارض المطار، وإلى جانبه ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، بالإضافة إلى القائم بأعمال سفارة لبنان في الكويت أحمد عرفة.
وضم الوفد اللبناني: وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، القائم بأعمال سفارة لبنان في الكويت أحمد عرفة، مدير عام المراسم والعلاقات العامة في رئاسة الجهورية الدكتور نبيل شديد، المستشار الشخصي للرئيس العميد اندره رحال، والمستشارين جان عزيز، نجاة شرف الدين، ومريم عيد، ومدير الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا.
وبعد استراحة قصيرة في القاعة الأميرية، ودَّع أمير الكويت الرئيس عون على أرض المطار قبل توجهه إلى مقر اقامته في قصر بيان، يرافقه ولي العهد الكويتي.
وجدد عون في تصريح للتلفزيون الكويت تأييد لبنان للمبادرة العربية للسلام، وقال:
«نحن عدنا الى العرب ونريد من العرب أن يعودوا إلينا».
واكد على ان قرار حصر السلاح بيد الدولة قد اتخذ وما من أحد يريد أي صراع عسكري دموي والحل يكون بالتحاور حتى مع السلطة الفلسطينية.
واعتبر الرئيس عون ان الكويت كانت ولا تزال سندا للبنان في المجالات السياسية والاقتصادية والانسانية.
اضاف: وخلال هذه الزيارة، سنبحث مع الأشقاء في الكويت سبل تعزيز التعاون الثنائي وتفعيل الاتفاقيات المشتركة بين بلدينا، بما يخدم مصالح شعبينا الشقيقين، وستكون فرصة للتأكيد على ان اللبنانيين ينتظرون عودة أشقائهم الكويتيين إلى بلدهم الثاني لبنان لاسيما خلال فصل الصيف المقبل لتزهو الربوع اللبنانية من جديد بوجودهم.كما سنتطرق إلى التحديات التي تواجه المنطقة والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وسبل تعزيز العمل العربي المشترك في ظل الظروف الراهنة. وأنا وأثق بأن هذه الزيارة ستفتح آفاقاً جديدة للتعاون بين بلدينا وشعبينا الشقيقين.
واستقبل عون في مقر اقامته أركان السفارة اللبنانية في الكويت واطلع منهم على أوضاع الجالية.
واهاب مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية بوسائل الإعلام «عدم التطاول على اي جهة خارجية صديقة للبنان، واكد ان حرية التعبير مقدسة لكن هذه الحرية لها مقتضيات ثابتة، أولها الحقيقة، وثانيها الانتظام العام في مجتمع ديموقراطي.
واعتبر الوزير رجي زيارة الرئيس للكويت بادرة تقديم ووفاء للكويت وشعبها على دعمها المتواصل للبنان.
وشدد رجي على اهمية التواصل، وقال: لطالما كانت الكويت الدولة السباقة في دعم لبنان، وهي شريك اساسي في مسيرة نهوضه.
جلسة التشريع
نيابياً، تبحث جلسة التشريع النيابية في 83 اقتراح قانون معجلاً مكرراً، اغلبها تتعلق بتعديل قانون أصول المحاكمات الجزائية وتعديل قانون اصول المحاكمات المدنية وتعديل قانون العقوبات. الى جانب : اقتراحات بـ: منع بيع الموجودات الذهبية الا بموجب نص تشريعي. وتخصيص ارض مطمر نفايات الكوستا برافا لإنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية لإنارة مطار بيروت ودعم الطاقة في بيروت. وتعديل نظام الموظفين وتعديل سن نهاية الخدمة والتقاعد. وترقية رتباء في قوى الامن الداخلي. وعدم الإعتداد بالحصانات والأذونات والتراخيص المسبقة للملاحقة والتحقيق والمحاكمة في جريمة إنفجار مرفأ بيروت. وإعفاء مالكي الأبنية الخاضعة لأحكام قوانين الإيجارات الإستثنائية والتي كان آخرها قانون الإيجارات الجديد تاريخ 9/5/2014 وتعديلاته من المسؤولية القانونية مدنيا وجزائياً. وضم التعويضات الدائمة المتقاعدي الجيش والأجهزة الأمنية إلى أساس معاشهم التقاعدي. وإقتراح القانون المعجل المكرر المتعلق بمعاشات أفراد الجيش والقوات المسلحة والأمن العام وقوى الأمن الداخلي وأمن الدولة وشرطة مجلس النواب. واقتراح القانون المعجل المكرر الرامي إلى إلغاء الإمتحانات الرسمية للشهادة المتوسطة. واقتراح بتخفيض مدة السنة السجنية.وتعديل نظام مجلس شورى الدولة. وإقرار اللامركزية في إنتاج ونقل وتوزيع الطاقة الكهربائية. الوقف الفوري لألعاب القمار الألكتروني لعدم وجود قانون ينظمه. تشريع التدريب العسكري وخدمة العلم . تعديل القانون رقم ٤١ الصادر في الجريدة الرسمية العدد ٤٨ تاريخ 26/11/2015 والذي يحدد شروط إستعادة الجنسية اللبنانية. إعفاء المدن والبلدات والقرى في محافظتي النبطية والجنوب من رسوم المياه والكهرباء والغرامات المتوجبة عليهم. إعفاءات من بعض الضرائب والرسوم وإعفاء ورثة الشهداء اللبنانيين الذين إستشهدوا أو يستشهدون نتيجة الإعتداءات الإسرائيلية. ضمان وإيفاء الودائع تعويض المودعين وخاصة مالكي حسابات بالليرة اللبنانية. منح تعويض للمتضررين من إنهيار سعر النقد الوطني.
وإستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، الرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط، يرافقه رئيس «اللقاء الديمقراطي النيابي» رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط، حيث تناول اللقاء بحث لتطورات الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية.
انتخابات الشمال
بلغ مجموع نسبة الاقتراع في انتخابات محافظتي الشمال عموما بعد اقفال صناديق الاقتراع الساعة السابعة مساء وحسب وزارة الداخلية:39.36%. 35.90% في محافظة الشمال، و47.30% في محافظة عكار، وبلغ عدد الشكاوى بلغ 512.
ووزعت وزارة الداخلية والبلديات نسب الاقتراع في اقضية محافظتي لبنان الشمالي وعكار، بعد إقفال صناديق الاقتراع وجاءت كالآتي:
طرابلس 25.04%
زغرتا 38.77%
بشري 32.03%
المنية الضنية 49.96%
الكورة 38.92%
البترون 48.26%
يشار الى أن عدد الناخبين هو:
محافظة الشمال: 614295
محافظة عكار: 294647
أما عدد المقترعين فبلغ:
الشمال 220562
عكار 139363
ودعا وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار المواطنين إلى الالتزام بالتعبير عن الرأي ومراقبة عملية الفرز بكلّ حضارة وأخلاق. وقال: أن الجو العام إيجابي رغم الإشكالات التي حصلت «وسنتشدّد بحماية الصناديق وعمليات الفرز»، معتبر ان إجراء الإستحقاق الإنتخابي في وقته هو في حد ذاته انتصار لمنطق الدولة والإنماء المحلي.
وتفقد الرئيس عون قبل سفره غرفة عمليات قوى الامن الداخلي في وزارة الداخلية لمتابعة انطلاق الجولة الثانية من الانتخابات، كما حضر الى وزارة الداخلية وزير الدفاع ميشال منسى لمواكبة الاجراءات الامنية لضمان امن الانتخابات من غرفة العمليات، التي كان يرأسها وزير الداخلية احمد الحجار، واجتمعا به واطلعامنه على سير انطلاق الانتخابات. كما وصل بعد اقفال الصناديق مساء، رئيس الحكومة نواف سلام إلى غرفة العمليات في وزارة الداخلية والبلديات يرافقه نائب رئيس الحكومة طارق متري.
وقال سلام: معروف لكل من تابع العملية خلال النهار عدد الشكاوى التي وردت والأهم هو سرعة التعامل معها والجدية التي برهنت عنها قوى الأمن والجيش والمؤسف ان تكون العملية توقفت لأكثر من ساعة وفي أحد الأقلام لساعتين وآمل ألا يتكرر الأمر في بيروت أو البقاع.
وهنأ سلام وزارة الداخلية بهذه التجارب والآداء آملًا أن تجرى الانتخابات في البقاع وبيروت والجنوب بطريقة جيدة أيضًا.
أضاف سلام: نتعلّم من الإشكالات التي حصلت اليوم والأداء سيكون أفضل في بيروت والبقاع والجنوب ومن الضروري كشف هوية الذين يقفون خلف المال الإنتخابي ومعاقبتهم.
وأكد ان الأهم هو إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية ذلك أن من حق الناس أن يحاسبوا ممثليهم الذين مضت على ولايتهم 9 سنوات، والأهم تجديد الدم في عروق البلديات التي تشكّل الأداة الإنمائية الأساسية.
وتابع: اننا سنستمر بالسعي لتأمين العملية الانتخابية في الجنوب عبر الاتصالات السياسية والدبلوماسية وقال: لا أستطيع أن أعطي ضمانات.
واكد على توقيف المتسببين بالاشكالات والرشاوى.
واظهر تشكيل اللوائح في انتخابات البلديات والمجالس الاختيارية في محافظتي الشمال وعكار، ان العائلات هي التي هي التي دفعت الاحزاب الى الالتحاق بها خلافا للانتخابات البلديه السابقة، بحيث فرضت العائلات نفسها على اللوائح في المدن والبلدات على الاحزاب التي اضطرت الى دعم عدد قليل من المرشحين ودعم اللائحة باكثريتها التي تضم العائلات.
كما اظهرت حماوة المعركة الانتخابية البلدية وما تخاللها من اشكالات وتضارب وطعن، ان العائلات هي التي تخوض هذه الانتخابات وهي التي تهتم بها وهي التي تتابع مجرياتها اما الاحزاب فاكتفت بالإدلاء بالمواقف بتأييد هذه اللائحه او تلك وتهنئة هذه اللائحة او تلك وتجيير انتصارها الى دعمها لها، بينما الحقيقة ان العائلات هي التي شكلتها ودعمتها وهي التي سمت المرشحين بالاغلبية في اللوائح.
عدا ذلك تميزت انتخابات الشمال بحماوة عائلية – سياسية بالغة في طرابلس وعكار والضنية- المنية بصورة خاصة، اما في اقضية البترون والكورة وبشري وزغرتا، فظهر ان الاحزاب وضعت ثقلها اكثر من بقية المناطق، وكانت واضحة اتجاهات المعركة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وتيار المردة والحزب السوري القومي الاجتماعي بجناحيه، الى جانب العائلات ايضا التي ايضا تدخلت في تشكيل اللوائح مع ان بعض العائلات كانت منقسمة على ذاتها بين هذه اللائحه وتلك.
والى ذلك كانت مواقف اكثر زعماء الاحزاب تؤكد ان همها هو انتصار العائلات وليس الاحزاب، وان المعركة بطابعها البلدي هي معركة انمائية وليست سياسية بالغالب، وظهر ذلك في تصريحات جبران باسيل وسليمان فرنجية وفيصل كرامة وزعماء آخرين.
وتركزت اشكالات في فنيدق وبخعون، وضبطت رشوة مالية في شكا تمت ملاحقتها واحتواؤها.
وفي بخعون، وقعت اشكالات امنية منذ ساعات الصباح الاولي، عالجها الجيش، وضبط الوضع.. وكذلك وقع اشكال في مدينة بحنين بين مناصري لاذحتين متنافستين.. واشكال آخر في فنيدق، حيث اعتدى على جندي في الجيش اللبناني.
وفي زغرتا، حصل توتر امام قلم اقتراع في كفرياشيت- زغرتا بعد اعتراض ناخب، هويته غير واضحة، وحصل اشكال آخر في رشعين.
وفي عكار، مدرسة تكريت الرسمية، حصلت مناكفات استدعت تدخل الجيش اللبناني، وفي برقايل، تحول صندوق الاقتراع الى ساحة اشتباك.
وفي الضنية، بلدة السفيرة، وقع اشكال كبير، بقيت تفاصيله غير واضحة.
وخلال عمليات الفرز، جرى اطلاق نار في بعض المناطق الشمال، وتحدث المعلومات عن سقوط ضحية في بلدة عين الذهب- عكار، وطالب الوزير حجار بملاحقة مطلقي النار.
وألقى الجيش اللبناني على سارق احد صنادق الاقتراع في عكار.
ولاحظ الوزير احمد الحجار ان «الاشكالات الامنية كانت نسبتها مرتفعة في الانتخابات البلدية والاختيارية في الشمال وعكار، وتمكنت القوى الامنية من معالجتها والسيطرة على الوضع»، عازيا السبب لاندفاع الناس للمشاركة، وعدم التحالف بع الموظفين في مراكز عملهم، لكنه وجه تحية للموظفين الذين لولاهم لا يمر الاستحقاق.
وفي طرابلس، سجل اقبال خجول في طرابلس، منذ فتح صنادق الاقتراع حتى اقفالها، ووصف النائب اشرف ريفي المعركة بالانماذية وليست بالسياسية.
ونقل عن احدى النسوة فقدت ثقتها بأن الانتخابات ستحدث تغيراً.
وفازت اللوائح المدعومة من «القوات اللبنانية» في عندقت طاني حنا) وفي بشري فازت اللائح المدعومة من الجمهورية القوية، وفي رشميا فازت اللائحة المدعومة من «القوات» مقابل اللائحة المدعومة من التيار الوطني الحر.. وفي تنورين فازت اللائحة المدعومة من مجد حرب بالتحالف مع حزبي الكائب والقوات اللبنانية.
• كما فازت اللائحة القوات «قوتنا بوحدتنا» في بلدة بزيزا - الكورة المدعومة من التيار في اجدبرا في البترون في مواجهة لائحة الكتائب والقوات بنتيجة 8-1.
• فوز لائحة «التيار» كاملة بنتيجة 9 - 0 وفوز المختار المدعوم من التيار في منجز في عكار.
• فوز اللائحة المدعومة من التيار في ديربلّا في البترون.
• فوز لائحة الدكتور حمزة عبيد كاملة، في عين التينة- الضنية.
• فوز لائحة شكا بتستاهل المدعومة من القوات والكتائب في شكا.
• واعلن عن فوز اللائحة المدعومة من «القوات» والتيار الوطني الحر في عندقت - عكار.
• وسجل تيار المردة تثبيتاً لقوته الانتخابية في منطقة زغرتا.
وفازت اللائحة من المردة في زغرتا فضلاً عن 12 بلدية في القضاء.
********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط:
الرئيس اللبناني في الكويت لبحث سبل تعزيز التعاون وتفعيل الاتفاقيات المشتركة
وصل الرئيس اللبناني جوزيف عون إلى الكويت في زيارة رسمية تستمر يومين، تلبيةً لدعوة من أمير الدولة الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.
وكان أمير الكويت في استقبال الرئيس عون على أرض المطار، إلى جانبه ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، بالإضافة إلى القائم بأعمال سفارة لبنان لدى الكويت أحمد عرفة.
وبعد وصوله إلى الكويت يرافقه وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، قال الرئيس عون إن زيارته تأتي تأكيداً «على عمق العلاقات التاريخية والأخوية المميزة التي تجمع لبنان والكويت، وهي علاقات متجذرة في التاريخ ومبنية على الاحترام المتبادل والتعاون الوثيق على مختلف الصعد».
وعبّر عون عن تقديره «وامتنان الشعب اللبناني للدعم المستمر الذي قدمته وتقدمه دولة الكويت للبنان، خصوصاً في الظروف الصعبة التي مر بها وطننا. فدولة الكويت كانت ولا تزال سنداً قوياً للبنان في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والإنسانية».
وأوضح أنه خلال «هذه الزيارة، سنبحث مع الأشقاء في الكويت سبل تعزيز التعاون الثنائي وتفعيل الاتفاقيات المشتركة بين بلدينا، بما يخدم مصالح شعبينا الشقيقين، وستكون فرصة للتأكيد على أن اللبنانيين ينتظرون عودة أشقائهم الكويتيين إلى بلدهم الثاني لبنان، لا سيما خلال فصل الصيف المقبل لتزهو الربوع اللبنانية من جديد بوجودهم».
ولفت إلى أنه «سيتم البحث في التحديات التي تواجه المنطقة والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وسبل تعزيز العمل العربي المشترك في ظل الظروف الراهنة»، معبراً عن ثقته «بأن هذه الزيارة ستفتح آفاقاً جديدة للتعاون بين بلدينا وشعبينا الشقيقين».
وقبل وصوله بساعات إلى الكويت كان الرئيس عون قد أكدّ في حديث لقناة «الأخبار» الكويتية، أن لبنان اتخذ قراراً لا تراجع عنه بشأن حصرية قرار السلاح بيد الدولة، وأن الدولة تعمل على تفكيك مخيمات التدريب ومصادرة الأسلحة اللبنانية والفلسطينية، مشدداً على أهمية استكمال هذه المرحلة بالحوار وتجنب أي صراع دموي.
كما أكدّ الرئيس اللبناني على أن «قرار حصر السلاح بيد الدولة قد اتُّخذ، وما من أحد يريد أي صراع عسكري دموي، والحل يكون بالتحاور».
وأوضح الرئيس عون أن «الدولة اللبنانية موجودة أينما كان. هناك مشكلة السلاح، السلاح اللبناني وغير اللبناني، أي السلاح الفلسطيني. وقد تم تفكيك مخيمات التدريب الفلسطيني خارج المخيمات. وفي جنوب لبنان، يقوم الجيش اللبناني بجهد جبار لمعالجة جميع هذه الأوضاع، ومخازن الذخيرة والأنفاق يقوم الجيش بتدميرها أو مصادرة ما فيها. ولكن العبء كبير على المؤسسة العسكرية، وتباعاً نحن نسير نحو تحقيق كامل هذا الأمر، الذي يتم حله بالتحاور، وبالتشاور مع الآخر لبلوغه. فما من أحد يريد أي صراع عسكري دموي. والحل يكون بالتحاور حتى مع السلطة الفلسطينية».
*********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق:
نسب متدنية في انتخابات الشمال.. والرئيس عون في الكويت
انجزت الجولة الانتخابية البلدية الثانية في محافظتي الشمال وعكار، بحضور الدولة بكل أجهزتها لتأمين يوم نموذجي ثان، يشبه ما حصل في المرحلة الاولى في جبل لبنان ، وترى في هذا الانجاز، عاملا سيساعدها في تسريع عملية بناء الثقة المفقودة، بينها وبين المواطنين وبينها والمجتمع الدولي العربي والغربي، وذلك بالتزامن مع بدء زيارة رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون الى الكويت.
معارك “عائلية” وسياسية
واتخذت الانتخابات في بعض المناطق والقرى والبلدات الشمالية، طابعا عائليا، وفي بعضها الآخر، طابعا سياسيا واضحا. وفي وقت تُعتبر انتخابات البترون وشكا وحامات وتنورين والكورة… من أبرز المناطق التي تشهد مواجهات بين خطين سياسيين متعارضين.
و أشرف وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار من غرفة العمليات المركزية الخاصة بالإنتخابات البلدية والإختيارية في مبنى الوزارة، على العملية . كما تفقد الرئيس عون غرفة العمليات.
نسب الاقتراع
وحسب وزارة الداخلية بلغت المشاركة في الاقتراع بحسب الاقضية في محافظتي لبنان الشمالي وعكار، قبل اقفال صناديق الاقتراع:
%44.14 عكار
%22.59 طرابلس
%37.01 زغرتا
%32.95 بشري
%46.58 المنية- الضنية
%37.26 الكورة
%46.51 البترون.
تحضيرات للجنوب
ايضا، ترأس الوزير الحجار اجتماعاً تحضيرياً للإنتخابات البلدية والإختيارية في محافظتي لبنان الجنوبي والنبطية، حضره محافظ لبنان الجنوبي منصور ضو، محافظ النبطية هويدا الترك، المقائمقامون، أعضاء غرفة العمليات المركزية الخاصة بالانتخابات البلدية والاختيارية وفريق عمل الوزارة.
جلسة تشريعية
سياسيا، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جلسة عامة تشريعية تعقد عند الحادية عشرة من قبل وبعد ظهر يوم الخميس الواقع فيه 15 أيار 2025 وذلك لدراسة اقتراحات القوانين المعجلة المكررة، وعددها 83.
في الكويت
ايضا، وبينما انطلق مسار عودة الخليجيين والعرب الى بيروت سياحيا واقتصاديا، من المأمول ان تساهم زيارة الرئيس عون الى الكويت التي بدأها أمس في تزخيم هذه العملية، كتب النائب نعمة افرام على منصة “أكس”: التقيت بسعادة السفير وليد البخاري في جلسة مميّزة وعميقة كعادتها، ناقشنا خلالها أهمية إعادة السياحة السعودية الى لبنان وتفعيل العلاقات الاقتصادية بين البلدين. إذا نجحنا هذا الصيف في استقطاب 300 ألف سائح سعودي، فقد يؤمّن ذلك للاقتصاد اللبناني أكثر من 5 مليار دولار، وهو أمر حيوي في ظلّ الظروف الحالية. كما تطرّقنا إلى ملف الصادرات اللبنانية إلى المملكة، ونأمل أن تحمل الأشهر المقبلة أخباراً إيجابية في هذا المجال.
ترحيب كويتي
وأكد القائم بأعمال سفارة الكويت لدى لبنان المستشار ياسين الماجد، أن زيارة الرئيس عون دولة الكويت تمثل محطة مهمة في تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، وتعكس عمق العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين الشقيقين” .
وقال الماجد إن زيارة الرئيس اللبناني “تأتي تلبية لدعوة كريمة من صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه”.
وشدد على “حرص دولة الكويت واستمرارها في دعم استقرار لبنان ووحدة شعبه، انطلاقا من الروابط التاريخية والمواقف الثابتة التي تجمع بين الشعبين الشقيقين” .
وأضاف الماجد: “أن دولة الكويت وبتوجيه سام من سمو أمير البلاد لبت نداء الإنسانية والواجب والاخوة خلال عدوان قوات الاحتلال الإسرائيلية الأخير على لبنان بتسيير جسر جوي إغاثي لمساعدة الأشقاء في لبنان” .
وأوضح أن ذلك “يأتي تأكيدا على التزام دولة الكويت الثابت بالوقوف الى جانب لبنان في مختلف الظروف” .
وبين أن “توقيت الزيارة يكتسب أهمية خاصة لاسيما أنها تأتي في أعقاب انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة، مما يعزز فرص الدفع بالعلاقات الثنائية نحو آفاق أرحب”، مؤكدا “دعم دولة الكويت لمسيرة الاستقرار السياسي والتنمية في لبنان”. وتستمر زيارة الرئيس عون والوفد المرافق له إلى البلاد يومين، يجري خلالها مباحثات رسمية مع أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.
اعتراف اميركي
أمنيا، وبينما لا يزال التصعيد الاسرائيلي العسكري الاخير، في الواجهة، ويعول لبنان على زيارة مرتقبة للمبعوثة الاميركية مورغان اورتاغوس الى بيروت لوضع حد له، يبدو ان الرهان يكبر على انعطافة الرئيس الاميركي دونالد ترامب في التعاطي مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو. فعلى وقع معلومات عن فتور في العلاقة بين الرجلين جراء تهوّر نتنياهو في غزة واليمن، رجحت صحيفة “جيروساليم بوست” نقلا عن وكالة “ذا ميديا لاين” الأميركية أن يعلن الرئيس ترامب اعتراف الولايات المتحدة بدولة فلسطين خلال القمة العربية في السعودية. ووفقا للصحيفة فقد كشف مصدر ديبلوماسي خليجي، رفض الكشف عن هويته أو منصبه، لوكالة “ذا ميديا لاين” أن “الرئيس دونالد ترامب سيصدر إعلانا بشأن دولة فلسطين والاعتراف الأميركي بها، وأنه ستتم إقامة دولة فلسطينية دون وجود حركة حماس”. وأضاف المصدر بحسب ما نقلت “روسيا اليوم”، ايضا: “إذا صدر إعلان أميركي بالاعتراف بدولة فلسطين، فسيكون هذا أهم تصريح يغير موازين القوى في الشرق الأوسط، وسينضم المزيد من الدول إلى اتفاقيات إبراهيم”.
رئيس الجمهورية في الكويت مقدّراً وممتناً للدعم المستمرّ للبنان:
نتطلّع إلى عودة أشقائنا وأثق بفتح آفاق جديدة للتعاون بين بلدينا
عبر رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون عن «بالغ تقديره وامتنان الشعب اللبناني للدعم المستمر الذي قدمته وتقدمه دولة الكويت للبنان، خاصة في الظروف الصعبة التي مر بها وطننا»، مؤكدا ان «دولة الكويت كانت ولا تزال سنداً قوياً للبنان في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والإنسانية». وصل الرئيس عون يرافقه وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، الى المطار الأميري في الكويت، بعد ظهر أمس، في مستهل زيارة رسمية الى دولة الكويت، تلبية لدعوة من أمير الدولة الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.
وكان أمير الكويت في استقبال الرئيس عون على ارض المطار، وإلى جانبه ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، بالإضافة إلى القائم بأعمال سفارة لبنان في الكويت أحمد عرفة. وبعد استعراض ثلة من حرس الشرف، اصطحب أمير الكويت الرئيس عون إلى القاعة الأميرية، حيث عزف النشيدان اللبناني والكويتي، ثم صافح رئيس الجمهورية الوفد الكويتي المستقبِل الذي ضم رئيس الحرس الوطني الشيخ مبارك الحمود الجابر الصباح، رئيس مجلس الوزراء بالإنابة الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء شريدة عبدالله المعوشرجي، وزير الدفاع وزير الداخلية بالانابة الشيخ عبدالله علي عبدالله السالم الصباح، وزير الخارجية عبدالله علي اليحيا وكبار المسؤولين في الدولة. كما صافح أمير الكويت أعضاء الوفد اللبناني، الذي ضم: وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، القائم بأعمال سفارة لبنان في الكويت أحمد عرفة، المدير العام للمراسم والعلاقات العامة في رئاسة الجهورية الدكتور نبيل شديد، المستشار الشخصي للرئيس العميد اندره رحال، والمستشارين جان عزيز، نجاة شرف الدين، ومريم عيد، ومدير الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا. ورافقت الرئيس عون بعثة الشرف الكويتية برئاسة المستشار في الديوان الأميري محمد عبدالله أبو الحسن. وبعد استراحة قصيرة في القاعة الأميرية، ودع أمير الكويت الرئيس عون على أرض المطار قبل توجهه إلى مقر اقامته في قصر بيان، يرافقه ولي العهد الكويتي.
وقال عون، في تصريح: «يسرني أن ألبّي اليوم دعوة كريمة من أخي صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت. وتأتي زيارتي هذه تأكيداً على عمق العلاقات التاريخية والأخوية المميزة التي تجمع لبنان والكويت، وهي علاقات متجذرة في التاريخ ومبنية على الاحترام المتبادل والتعاون الوثيق على مختلف الصعد».
أضاف: «أود أن أعبر عن بالغ تقديري وامتنان الشعب اللبناني للدعم المستمر الذي قدمته وتقدمه دولة الكويت للبنان، خاصة في الظروف الصعبة التي مر بها وطننا. فدولة الكويت كانت ولا تزال سنداً قوياً للبنان في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والإنسانية.
وقال: «وخلال هذه الزيارة، سنبحث مع الأشقاء في الكويت سبل تعزيز التعاون الثنائي وتفعيل الاتفاقيات المشتركة بين بلدينا، بما يخدم مصالح شعبينا الشقيقين، وستكون فرصة للتأكيد على ان اللبنانيين ينتظرون عودة أشقائهم الكويتيين إلى بلدهم الثاني لبنان لا سيما خلال فصل الصيف المقبل لتزهو الربوع اللبنانية من جديد بوجودهم. كما سنتطرق إلى التحديات التي تواجه المنطقة والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وسبل تعزيز العمل العربي المشترك في ظل الظروف الراهنة».
وختم عون: «أتطلع إلى لقاء سمو أمير دولة الكويت والمسؤولين الكويتيين، وأثق بأن هذه الزيارة ستفتح آفاقاً جديدة للتعاون بين بلدينا وشعبينا الشقيقين». وكان الرئيس عون، أكد في مقابلة مع التلفزيون الكويتي، ان زيارته الى دولة الكويت تأتي من ضمن سلسلة الزيارات التي يقوم بها الى الدول العربية، وبالأخص الخليجية، مؤكدا
أن «الكويت محطة أساسية بالنسبة الى لبنان» الذي يتطلع الى تفعيل العمل الديبلوماسي بين البلدين والبحث في الملفات الاقتصادية والإنمائية وتشجيع الكويتيين على المجيء الى لبنان».
ولفت الى «ان هدف الزيارة يتمثل بتوجيه الشكر الى دولة الكويت على دعمها المستمر للبنان في الظروف التي يمر بها، وعلى استضافتها جالية لبنانية هي ثاني جالية عربية تقصدها منذ عشرينيات القرن الماضي، وقد اصبح أبناؤها فاعلين ضمن مجتمعها المحلي». مضيفا: «اما على الصعيد السياسي، فنحن نتطلع الى تفعيل العمل الديبلوماسي والبحث في الملفات الاقتصادية ومنها الاستثمارات وسبل دعم الكويت للاقتصاد اللبناني، بالإضافة الى الملف الإنمائي ولا سيما لجهة المشاريع الجديدة او تلك غير المكتملة او المتعثرة».
وعن دور الكويت في دعم الاستقرار اللبناني في المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان، أوضح رئيس الجمهورية «ان الكويت لعبت أدوارا كبيرة في السابق منذ بداية الحرب في العام 1973، وقد استضافت في العام 1988 القمة العربية، ومن ثم القمة السداسية في العام 1989. كما كانت لها محطات أخرى في العام 2006 وقد تبرعت بحوالي 300 مليون دولار لاعادة الاعمار و180 مليون دولار للبنى التحتية. وآخر المحطات كانت في العام 2022 وتمثلت بالمبادرة الكويتية لترميم العلاقة بين لبنان والخليج والتي تضمنت عدة نقاط منها: التزام لبنان بسياسة النأي بالنفس، ومنع استخدامه كمنصة سياسية، وتشديد الرقابة على تهريب المخدرات، والتزام لبنان بالقرارات الدولية، واجراء إصلاحات داخلية، والتعاون مع الأجهزة الأمنية وضمان استقلالية القضاء «وهذه البنود مذكورة في خطاب القسم والبيان الوزاري، ونحن في صدد تطبيقها». من هنا، فان دور الكويت ضروري في العمل الديبلوماسي الناشط والعمل الاقتصادي كما العمل الإنمائي، خاصة وان لبنان قد مر بحرب ويعاني حاليا من وضع اقتصادي سيء».
وكشف الرئيس عون «ان المشاريع التي قامت بها الكويت في لبنان لا تعد ولا تحصى، ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر، صوامع القمح في بيروت التي أنشئت العام 1969 ، والتعهد بإعادة بنائها بعد انفجار مرفأ بيروت العام 2020، ومشروع ري الجنوب القناة 800 لنقل مياه الري لحوالي 13 الف هكتار، ومشروع الصرف الصحي في منطقة مرجعيون، ومشروع تطوير شبكات الكهرباء، ومشاريع تأهيل الطرق وربطها بالمرافىء، ومشاريع تحديث شبكات الصرف الصحي في مناطق متعددة «ونحن نريد إعادة تفعيل هذه العلاقات على كل المستويات». وردا على سؤال، اعتبر الرئيس عون ان كل المشاريع الإنمائية أساسية في إعادة الاستقرار، ومن بينها مشاريع تربوية وصحية، وكذلك إعادة ترميم بعض المدارس والمستشفيات التي تضررت بفعل الحرب الإسرائيلية الأخيرة بالإضافة الى مشاريع أخرى (…)».
وأوضح ان المشاريع الأساسية التي يحتاج إليها لبنان في المرحلة الراهنة تتعلق بالطاقة والمرافىء والمطار والكهرباء، مشددا على ان «لبنان ليس بحاجة الى هبات بل الى استثمارات وعلى ان الكويت قادرة على المساهمة ببناء إعادة الثقة وانا واثق من التوافق مع سمو الأمير على مشاركتها في عدد من المشاريع (…)». وعما ينتظره لبنان لجهة إعادة مسار العلاقات اللبنانية – الخليجية، لا سيما وأن الكويت ترأس راهنا مجلس التعاون الخليجي، اكد رئيس الجمهورية ان الكويت بإمكانها، إنطلاقا من مركزها الحالي، تنشيط العلاقات الديبلوماسية المشتركة، «وهذا هو هدفي من الزيارات الى دول الخليج، لأننا مررنا بمرحلة عانت منها العلاقات من بعض الـتأزيم، فلنقم من جهتنا بإعادة مد جسور ثقة بيننا وبين دول الخليج ككل. ونحن نعول على مساعدة الكويت في هذا الإطار». أضاف: «كما أتطلع الى تشجيع الاشقاء الكويتيين على المجيء الى لبنان. هذا هو الهدف من الزيارة، وهذا ما نتوقعه من صاحب السمو». وحول القضايا الإقليمية، أشار رئيس الجمهورية الى «ان لبنان والكويت يتشابهان، على الرغم من بعد المسافات الجغرافية بينهما. فكلاهما دولتان صغيرتان جغرافيا، ولديهما تحديات عليهما مواجهتها. والكويت تحاول عزل نفسها من تأثير هذه التحديات، وكذلك الأمر بالنسبة الى لبنان الذي يحاول الا يجعل التحديات المحيطة به ذات تأثير عليه. وهذا الأمر ليس سهلا، لا سيما وان هناك إحتلالا إسرائيليا في جنوب لبنان والوضع في سوريا متفجر. وبالتالي هناك تشابه في السياسية الخارجية التي نتبعها كلانا. وعلى مر السنوات، كانت الكويت تلعب دورا توفيقيا بين مختلف المواقف العربية. من هنا، التحديات كبيرة، واوجه التشابه كبيرة ايضا.» وعن موقف لبنان من القضية الفلسطينية عامة ومما يحصل في غزة خاصة، اكد الرئيس عون «ان لبنان مع المبادرة العربية التي إنبثقت عن قمة بيروت العربية في العام 2002، ومع حل الدولتين والموقف العربي الموحد. وما يوافق عليه العرب نحن نسير به (…)». وسئل الرئيس عون عما يريده لبنان من القمة العربية التي تستضيفها بغداد، فقال: «العودة الى العرب. نحن عدنا الى العرب، ونريد من العرب ان يعودوا إلينا (..)». وأعاد التأكيد «ان قرار حصر السلاح بيد الدولة قد اتخذ وما من احد يريد أي صراع عسكري دموي والحل يكون بالتحاور حتى مع السلطة الفلسطينية»، وقال: «الدولة اللبنانية موجودة أينما كان. هناك مشكلة السلاح، وانا تحدثت في خطاب القسم واكرر ان قرار حصر السلاح بيد الدولة قد إتخذ وتبقى كيفية التنفيذ. وهناك السلاح اللبناني وغير اللبناني أي السلاح الفلسطيني. وقد تم تفكيك مخيمات التدريب الفلسطيني خارج المخيمات. وفي جنوب لبنان يقوم الجيش اللبناني بجهد جبار لمعالجة كافة هذه الأوضاع، ومخازن الذخيرة والأنفاق يقوم الجيش بتدميرها او مصادرة ما فيها. ولكن العبء كبير على المؤسسة العسكرية، وتباعا نحن نسير نحو تحقيق كامل هذا الأمر، الذي يتم حله بالتحاور، وبالتشاور مع الآخر لبلوغه».
***********************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن:
انتخابات الشمال معارك "بلديات" والعين على "الاتحادات"
إذا كانت هناك من عناوين يمكن أن تُعطى للانتخابات البلدية والاختيارية في الشمال، فهي: الاتحادات، ارتفاع نسب الاقتراع في بعض المدن والبلدات والقرى، في مقابل تدني مستوياتها في مدن وبلدات وقرى أخرى، الخروقات والإشكالات والمال الانتخابي.
بالنسبة إلى العنوان الأول، يمكن اعتبار أن المعركة الحقيقية هي معركة اتحادات، التي تتوارى خلف البلديات، فالأحزاب والتيارات خاضت عملياً معركة الاتحادات أكثر مما خاضت معركة البلديات، وكانت الأسئلة التي طُرِحَت طوال النهار الانتخابي أمس هي: مَن سيفوز برئاسات اتحادات البترون وزغرتا وبشري؟
المعركة عند المسيحيين
بهذا المعنى، كانت المعركة "عند المسيحيين"، إذا صحَّ التعبير، فأقضية البترون وبشري وزغرتا هي مسيحية بامتياز، وقد خاضت القوى المسيحية هذه المعارك على هذا الأساس.
ومنذ أمس بدأت تتشكَّل خارطة "القوى البلدية" ذات الطابع السياسي، فبعد اتحادات بلديات المتن الشمالي وكسروان وجبيل، هناك اتحادات بلديات البترون وبشري وزغرتا، هذا التكتل البلدي يمكن أن يشكِّل "حالة نيابية" ستكون لها انعكاساتها على الانتخابات النيابية في مثل هذا الشهر من السنة المقبلة.
تفاوت نِسَب الاقتراع
العنوان الثاني هو التفاوت في نسب الاقتراع بين بلدة وبلدة، ففي بعض البلدات وصلت نسبة المقترعين إلى أكثر من 71 في المئة، في مقابل ضعف النِسَب في مدن وبلدات أخرى، أما الأسباب فمتفاوتة، فارتفاع نِسَب الاقتراع عائدٌ إلى المنافسات السياسية أكثر منها للإنمائية، أما انخفاض نسب المقترعين في بلدات ومدن أخرى فعائد إلى أن تلك المدن والبلدات ليست فيها منافسات سياسية.
خروقات ورشاوى وضحية
العنوان الثالث هو الخروقات والإشكالات والمال الانتخابي، واللافت أن هذا العنوان بدا بالجرم المشهود، سواء لجهة المال أو لجهة الإشكالات، وهذه النسبة جاءت مرتفعة قياساً بالجولة الأولى من الانتخابات في جبل لبنان يوم الأحد الفائت.
وعقب إقفال صناديق الاقتراع، أدى إطلاق النار ابتهاجاً إلى سقوط ضحية من جراء الرصاص الطائش في عكار. وسرعان ما طالب وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار بالتوقف الفوري عن إطلاق النار وأكد أن الأجهزة الأمنية ستعمل بكل جدية وصرامة على تحديد هوية مطلقي النار وملاحقتهم، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم.
عون في الكويت
رئيس الجمهورية جوزاف عون تفقد غرفة العمليات التابعة لقوى الأمن الداخلي في الأشرفية للاطلاع على عملها في الجولة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية ذلك قبل أن يغادر يرافقه وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، إلى الكويت، تلبية لدعوة من أمير الدولة الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.
وفي تصريح له لدى وصوله، قال: "سنبحث مع الأشقاء في الكويت سبل تعزيز التعاون الثنائي وتفعيل الاتفاقيات المشتركة بين بلدينا، بما يخدم مصالح شعبينا الشقيقين، وستكون فرصة للتأكيد على أن اللبنانيين ينتظرون عودة أشقائهم الكويتيين إلى بلدهم الثاني لبنان لا سيما خلال فصل الصيف المقبل لتزهو الربوع اللبنانية من جديد بوجودهم".
في الموازاة، كشفت مصادر سياسية أن الاستعدادات على قدم وساق لاستكمال الزيارات العربية للرئيس عون ، والتي ستشمل مصر والعراق، بعد زيارة الكويت.
عدم التطاول على أصدقاء لبنان
وفي موقف لافت يعكس حجم الانزعاج من الفوضى المستشرية في بعض الإعلام وبعض الصحف، بيان لافت لمكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية، أهاب بوسائل الإعلام "عدم التطاول على أي جهة خارجية صديقة للبنان"، مؤكداً أن "حرية التعبير مقدسة لكن هذه الحرية لها مقتضيات ثابتة، أولها الحقيقة، وثانيها الانتظام العام في مجتمع ديمقراطي".
وعُلِم أن الدوائر الرسمية منزعجة من الحملة التي تشنها إحدى الصحف على دول الخليج، في لحظة سياسية بالغة الحساسية، ما قد يتسبب في إبطاء الزخم الخليجي تجاه لبنان.
رجّي واستعادة الزخم الكويتي
وزير الخارجية، الذي يرافق رئيس الجمهورية في زيارته للكويت، أعرب في حديث لوكالة الأنباء الكويتية (كونا)، عن تمنياته بأن تسهم الزيارة في استعادة الزخم الكويتي المعهود، والمساعدة في مسيرة النهوض بلبنان القائمة على الإصلاحات الاقتصادية والسياسية التي يعمل على تنفيذها رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والوزراء أعضاء الحكومة.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :