في اليوم العالمي لحرية الصحافة: العالم يحتفل.. وغزة تنزف

في اليوم العالمي لحرية الصحافة: العالم يحتفل.. وغزة تنزف

 

Telegram

 

في الثالث من أيار من كل عام، يخصّص العالم مساحة لتكريم الصحافة وحرية الكلمة، احتفاءً بما يفترض أن يكون أحد أعمدة الديمقراطية الحديثة.

غير أن هذه المناسبة التي أطلقتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 1993، باتت تحمل في طيّاتها مفارقة موجعة، لا سيما حين تتصدّر غزة واجهة المشهد، لا كرمز لحرية التعبير، بل كساحة لإبادة الإعلاميين والحقيقة.

في العام 1991، اجتمع الصحافيون الأفارقة في ويندهوك، ناميبيا، وأطلقوا بياناً يؤكد أن حرية الصحافة ضرورة لا ترف، وأن الإعلام الحر والمستقل والتعددي هو حجر الزاوية لكل نظام ديمقراطي، وبعد أكثر من ثلاثة عقود، تقف غزة لتقدّم شهادة حية على ما تعنيه مقاومة الصحافي بالكلمة في وجه آلة حرب لا ترحم.


منذ السابع من تشرين الأول 2023، لا تُحصى المشاهد الدامية لصحافيين قضوا فقط لأنهم كانوا يحملون كاميرا أو دفتر ملاحظات.

212 صحافياً ارتقوا في غزة تحت نيران الاحتلال، بينهم مراسلون ومصورون ومحررون يعملون في مؤسسات محلية وعالمية، و409 آخرون أُصيبوا، بعضهم فقد أطرافه، وبعضهم لن يتمكن من العودة إلى عمله مرة أخرى، أما المعتقلون، فعددهم لا يقل عن 48، تعرّض بعضهم للتعذيب وسوء المعاملة، في انتهاك فاضح لكل ما نصّت عليه المواثيق الدولية.

في المقابل، تنعم بعض الدول بحماية راسخة لحرية الصحافة، وتُصان فيها حقوق الصحافيين، ويتقدم فيها الإعلام كمؤسسة رقابة ومساءلة، هذا التفاوت الصارخ في معايير حماية الصحافيين حول العالم، تعكسه سنوياً تقارير “مراسلون بلا حدود”، وتُظهر أن حرية الصحافة لم تعد مجرد قضية مهنية، بل معركة أخلاقية وسياسية في آن.


اليوم، وبينما تُرفع الشعارات وتُلقى الخطب في العواصم عن حرية التعبير، يتردّد صوت خافت من تحت أنقاض غزة، حيث يمارس الصحافيون أدوارهم في أخطر بيئة مهنية في العالم، وقال المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع: “يُذبح صحافيو غزة على الهواء مباشرة.. والعالم يحتفل بصمت”.

في الحقيقة، لم تعد حرية الصحافة مجرّد مطلب حقوقي، وباتت ضرورة أخلاقية لحماية الضمير الإنساني، فبينما تتحدث الأمم المتحدة عن أهمية الإعلام في دعم الديمقراطية، تثبت غزة أن الصحافي هو آخر حارس للحقيقة في زمن العتمة، وأن الكلمة قد تساوي الحياة أو الموت.

في اليوم العالمي لحرية الصحافة، لا يكفي أن نحتفل، بل علينا أن نحاسب.


على من صمت، وعلى من قتل، وعلى من ساوم على دماء من أرادوا فقط أن يرووا الحقيقة.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram