جرمانا أسيرة المخاوف: كابوس الساحل لا يزال جاثماً

جرمانا أسيرة المخاوف: كابوس الساحل لا يزال جاثماً

 

Telegram

 

شهدت مدينة جرمانا في ريف دمشق هدوءاً نسبياً، عقب يوم من الاشتباكات العنيفة التي اندلعت بين مجموعات من أبناء المدينة وعناصر من ما بات يُعرف بـ«المجموعات الرديفة» التابعة لـ«الأمن العام» السوري، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين، وسط مساعٍ متواصلة لإنهاء التوتر وإعادة الأوضاع إلى سابق عهدها. وعلى الرغم من مسارعة الإدارة الجديدة إلى عقد اتفاق لوقف إطلاق النار، وتعهّدها بـ«محاسبة المتورّطين»، عبّر العديد من سكان جرمانا عن «شكوكهم» إزاء جدية الحكومة في تنفيذ وعود المحاسبة، مستندين في ذلك إلى تجربة الساحل، حيث لا يزال الجناة أحراراً من دون أي محاسبة تُذكر.

ودفعت هذه الهواجس كثيرين إلى النزوح من جرمانا نحو المناطق المجاورة، أو إلى بلدات في ريف دمشق ومدينة السويداء، خوفاً من تجدّد الهجمات، خصوصاً بعد ما شهدته بلدة أشرفية صحنايا من أحداث دموية. وكانت تسارعت موجات النزوح بعد إعلان الاتفاق مساء أول أمس، واستمرّت حتى ساعات الظهيرة من يوم أمس، قبل أن تباشر الحواجز الأمنية في المدينة منع خروج المدنيين، تحت مبرّر «الحرص على سلامتهم وممتلكاتهم».

وفي سياق متصل، عزّزت الفصائل المحلية التي تتولّى حماية المدينة وجودها الميداني، بعد وصول تعزيزات من مدينة السويداء، في محاولة لضبط الأمن، وتيسير الحياة اليومية للمدنيين عبر تأمين المستلزمات الأساسية كالمواد الغذائية والخبز والخُضر. كما شهدت المدينة زيارة وفد من وجهاء ومشايخ محافظة السويداء، بهدف تقديم «الدعم المعنوي» لأهالي جرمانا والمدافعين عنها، والتشديد على أهمية الحفاظ على السلم الأهلي ورفض كل محاولات زرع الفتنة بين أبناء الوطن الواحد.

وفي اتصالات هاتفية أجرتها «الأخبار» مع عدد من سكان المدينة، قالت أم أنس إنّها نزحت مع عائلتها إلى منزل أحد أقاربها هرباً من شدة الاشتباكات، مشيدة بـ«حالة التكاتف الاجتماعي والتلاحم بين أبناء المدينة من مختلف المكوّنات»، ومعبّرة عن استغرابها من «حجم التجييش الطائفي ضد مدينة تضمّ طيفاً واسعاً من مكوّنات المجتمع ولم تعرف التفرقة يوماً».

كما دعت «الحكومة الجديدة إلى إقصاء العناصر المتطرّفين الذين لا يتلاءمون مع مفهوم الوحدة الوطنية». ومن جهته، رفض رامي «محاولات إسرائيل تقديم نفسها كحامية لدروز سوريا»، مؤكداً أن «معظم أبناء الطائفة ينظرون إلى إسرائيل كعدو يحتلّ أرضاً سورية، وأن انتماءهم الوحيد هو لسوريا». وطالب «الحكومة السورية بالكفّ عن التعيينات ذات اللون الواحد، والعمل على بناء مؤسّسات أمنية وعسكرية تمثّل جميع السوريين»، مشدّداً على ضرورة محاسبة «المقاتلين الأجانب والمتطرّفين الذين شاركوا في الهجوم على جرمانا». أما أمل، فقد ألقت باللائمة على الإدارة السورية في ما حدث، معتبرة أنّها هي «من فتحت الطريق للمتطرّفين لمهاجمة المدينة».

وعبّرت عن دهشتها من أن «تسجيلاً مصوّراً ثبت لاحقاً زيفه، كان كفيلاً بإشعال هذا الكم من العنف». ورأت أنّ «السلطات اليوم أمام اختبار حقيقي: إما أن تثبت أنها راعية لجميع السوريين، أو تظهر طائفيتها وانحيازها»، مضيفة أنّ «ما جرى غريب عن طبيعة المجتمع السوري ويجب ألّا يتكرّر».

وحول الوضع الحالي في المدينة، أفاد عضو لجنة السلم الأهلي في جرمانا، عرب نصر، في تصريح إلى «الأخبار»، بأنّ المدينة تشهد حالياً «هدوءاً حذراً يرافقه قلق واضح لدى السكان من ممارسات المسلحين الخارجين عن القانون والتابعين لفكر متطرّف». وعلى الرغم من هذا التوتر، إلا أنّ «حالة الهدوء تُحترم في الشارع، والضحايا شُيّعوا من دون تسجيل أي احتكاكات» بحسب نصر، الذي أكّد أنّه «لا وجود لمشاكل بين مكوّنات المدينة، لكنّ الجميع ينتظر أن تستعيد الدولة دورها الكامل في حماية المواطنين، ووضع حد لحالات الانفلات الطائفي».

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram