افتتاحية صحيفة الأخبار:
جولة تفاوض ثالثة اليوم
إيران – أميركا: سيناريو الاتفاق المؤقّت يتقدّم
طهران | يصل قطار المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، اليوم، إلى محطته الثالثة، حيث يُجري وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، والممثّل الخاص للرئيس الأميركي، ستيف ويتكوف، جولة جديدة من المحادثات في مسقط، يسبقها اجتماع خبراء الطرفين لإجراء مناقشات تخصّصية.
وأفادت وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء بأن مساعد وزير الخارجية الإيراني، مجيد تخت روانجي، ومساعد وزير الخارجية لشؤون القانون والشؤون الدولية، كاظم غريب آبادي، سيترأسان الوفد الفني الإيراني في «المفاوضات غير المباشرة»، بینما كشفت صحيفة «بوليتيكو» الأميركية، نقلاً عن مصدرَين في الإدارة الأميركية، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب كلّفت المسؤول البارز في وزارة الخارجية، مايكل أنتون، برئاسة الوفد الفني الأميركي.
وجرت الجولتان السابقتان من المحادثات، قبل أسبوعين، في مسقط وروما، بوساطة عمانية، ووصفها الطرفان بـ»الإيجابية» و»المتقدّمة». وللمرة الأولى اليوم، يجتمع فريقا الخبراء، في ما يمكن اعتباره مؤشراً إلى تقدّم المحادثات وولوج الطرفين مرحلة التفاصيل الفنية وصياغة نص الاتفاق، الأمر الذي يمكن أن يشكّل بحد ذاته أصعب مراحل المفاوضات، بالنظر إلى أن «الشيطان يكمن في التفاصيل» دائماً.
وقلّما أدلى الطرفان بتصريحات حول تفاصيل المحادثات، لكنّ الواضح أن البرنامج النووي الإيراني ورفع العقوبات عن إيران، يتصدّران جدول أعمالها، في سيناريو مشابه لما جرى في المحادثات التي أفضت إلى التوقيع على الاتفاق النووي عام 2015؛ بحيث يتم رفع العقوبات الأميركية مقابل ممارسة قيود ومراقبة صارمة على البرنامج النووي الإيراني.
لكن مرور الوقت وتطوير البرنامج النووي الإيراني من جهة، وتكثيف العقوبات الأميركية من جهة أخرى، ساهما في زيادة ارتفاع جدار عدم الثقة بين الطرفين، وهو ما يجعل التوصل إلى اتفاق، أمراً غير سهل. ويدور النزاع حالياً حول مستوى التخصيب الإيراني، وكذلك مخزونات اليورانيوم العالي التخصيب، والذي زاد الآن عن 300 كيلوغرام؛ وهو ما جعل إيران تملك فعلياً القدرة على تصنيع نحو سبع قنابل ذرية، الأمر الذي أثار مخاوف الغرب.
وتمارس واشنطن ضغطاً على طهران لإيصال مستوى تخصيب اليورانيوم إلى الصفر، أو على الأقل إلى المستوى المقبول الذي أقرّه اتفاق عام 2015، أي 3.67%، كما أنها تريد نقل مخزونات اليورانيوم المخصّب إلى خارج إيران. ومن ناحية أخرى، فإن كيفية رفع العقوبات وضمان عدم انسحاب أميركا مجدداً من الاتفاق، يشكّلان محور النقاش الرئيسي بشأن مسألة العقوبات.
وبما أن الخلافات حادّة وسقف التوقعات لدى كل من إيران وأميركا مرتفع، فليس من السهولة بمكان التوصل إلى اتفاق. ولذلك، من المرجّح أن يتحرّك الطرفان في اتجاه اتفاق مؤقت يسيران بموجبه مرحلة بمرحلة؛ وهذا ما يَمثل في ذاكرة صنّاع القرار في طهران بوصفه خبرة اكتسبوها في اتفاق عام 2015، عنوانها أنه لا يجب على الجمهورية الإسلامية أن تفي بجميع التزاماتها في الخطوة الأولى، وإلا فإنها تخسر جميع أدوات الضغط، من دون قياس مدى التزام الطرف الآخر.
وفي هذه الأثناء، قال ترامب، في مقابلة مع مجلة «التايم» أجريت في 22 نيسان الجاري، بحسب وكالة «رويترز»، إنه «مستعد» للقاء المرشد الأعلی الإیراني، آية الله علي خامنئي، أو الرئیس مسعود بزشکیان. کما أعلن ترامب، أول أمس، أن «الأمور تسير بشكل جيد بشأن المفاوضات» مع إيران، مضيفاً: «إننا نجري محادثات جادّة للغاية، وهناك خياران أحدهما ليس جيداً»، متابعاً: «إننا قد نتخذ قراراً جيداً بشأن إيران ويتم إنقاذ حياة الكثيرين».
وفي خضمّ ذلك، تسعى طهران إلى تكثيف مشاوراتها مع الأطراف الدولية الأخرى، بما فيها حليفاها الصين وروسيا والأطراف الأوروبية. وبعد أن سافر إلى موسكو قبيل الجولة الثانية من المحادثات، زار عراقجي، الأربعاء الماضي، عشية الجولة الثالثة، بكين والتقى المسؤولين الصينيين وبحث معهم آخر مستجدات المفاوضات، في ما يمكن أن يعزّز رصيد طهران السياسي في محادثاتها مع واشنطن. وأعلن عراقجي، عشية توجّهه إلى مسقط، أنه جاهز للسفر إلى باريس وبرلين ولندن للحوار معها بهدف تحسين العلاقات.
وكتب، في منشور على منصة «إكس»، أن «الكرة الآن في ملعب الدول الأوروبية الثلاث»، داعياً إياها إلى الابتعاد عن سطوة المجموعات التي تؤثّر على قراراتها، وبالتالي اعتماد مسار مختلف. وكانت الدول الثلاث المذكورة أعلنت، في كانون الأول الماضي، أنها جاهزة لتفعيل «آلية الزناد» أو العودة التلقائية إلى العقوبات الأممية المنصوص عليها في القرار 2233 لمجلس الأمن، بهدف منع إيران من الحصول على سلاح نووي. ومذَّاك، استأنفت طهران محادثاتها مع إدارة ترامب بشأن برنامجها النووي، والتي يذهب محللون ودبلوماسيون إلى أنها لم تكن منسّقة مع الدول الأوروبية. ولذلك، فإن جهود إيران للتشاور مع الأخيرة في هذه المرحلة، منصبّة على كسب دعمها للمسار الدبلوماسي، وإقناعها بعدم تفعيل «آلية الزناد» خلال الأشهر المقبلة.
******************************************
افتتاحية صحيفة البناء:
اليوم جلسة التفاوض الحاسمة بين واشنطن وطهران… وترامب متفائل باتفاق قريب
تراجع مؤيدي الحرب في الكيان إلى 25,1 %… وجيش الاحتلال يتكبد الخسائر
بري: لن نسلّم السلاح الآن قبل تنفيذ الشروط المطلوبة بإنهاء الاحتلال والعدوان
بعد جلستين من التفاوض السياسي غير المباشر بين واشنطن وطهران، على مستوى وفود مفوّضة بالقرار ترأسها من جهة وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي ومن جهة مقابلة المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف، تنعقد اليوم جلسات التفاوض غير المباشر بين الخبراء التقنيين التي تم تأجيلها من يوم الأربعاء، بما توقع الخبراء أن يكون عائداً لخلافات على عناوين التفاوض التقني يخشى أن تؤذي مسار التفاوض استدعت تريثاً ينتظر اليوم ظهور نتائجه، حيث لا يخفي المتابعون خشيتهم من أن تتراجع موجة التفاؤل بالتوصل إلى إطار عام لاتفاق جديد حول الملف النووي الإيراني، حيث قال وزير الخارجية الاميركية مارك روبيو إن واشنطن تطلب تفكيك كل برنامج تخصيب اليورانيوم وتعتبر التخصيب دلالة على الرغبة بامتلاك برنامج عسكري، بينما ترفض إيران، كما رفضت عام 2015 أن تتخلّى عن حقها بتخصيب اليورانيوم، وتعتبر أن البحث العلمي والاستخدامات السلمية الطبية وسواها يستدعيان منها الحفاظ على برامج التخصيب، مع ضمانات بنسبة منخفضة للتخصيب وإطار متفق عليه لتخزين اليورانيوم المخصب، كما تم الاتفاق عليه عام 2015، وإضافة لتخصيب اليورانيوم يتوقع المراقبون تجاذباً حول شمول التفتيش مواقع عسكرية يتمسك الجانب الأميركي بإضافته إلى المواقع النووية في التفتيش، وتعتبره إيران خطاً أحمر لها، لكن اللافت وسط هذا الغموض كلام الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أبدى فيه “استعداده للقاء المرشد الأعلى في إيران السيد علي الخامنئي أو الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان”، مضيفًا “أعتقد أننا نستطيع التوصل إلى اتفاق مع إيران دون شن هجوم عليها وآمل ذلك”.
في المنطقة استعادت غزة الأضواء من غير مدخل المجازر الوحشية التي يرتكبها جيش الاحتلال، حيث سجلت المقاومة عمليات نوعية امتدت على مساحة قطاع غزة، كانت عملية أعلن جيش الاحتلال عن مقتل جنديين وإصابة سبعة آخرين بجراح، في منطقة رفح، بينما أظهرت استطلاعات الرأي داخل الكيان تراجعاً كبيراً في شعبية استمرار الحرب، حيث كشف استطلاع لصالح القناة 13 الإسرائيلية عن أن “25,1 % فقط من الإسرائيليين يؤيدون استمرار الحرب على قطاع غزة٬ و63,7% من الإسرائيليين يؤيدون إنهاء الحرب وإعادة جميع الأسرى”.
في لبنان كلام لرئيس مجلس النواب نبيه بري يحسم النقاش حول ملف سلاح المقاومة وموعد الحوار حوله، وهو الذي مثل لبنان في مفاوضات اتفاق وقف إطلاق النار، حيث أبدى بري تأييده للحوار الذي يقول به رئيس الجمهورية جوزاف عون مع حزب الله، ويعبّر عن ارتياحه إلى تمسّك الرئيس بمواصفاته وشروطه، وتأنّيه المدروس في الكلام عنه وإيضاح مؤدّاه”، وأضاف بري “لكنّ من المهمّ أيضاً الضغط على العدوّ لكي ينفّذ ما عليه من التزامات اتّفاق وقف النار. نحن نفّذنا المطلوب منّا ولا أحد يتشكّك في ذلك. أمّا هو فلا. هذه مسؤولية الأميركيين حتماً، وذلك يعني أيضاً أن لا نسلّم كلّ أوراقنا ونضعها على الطاولة. المطلوب منّا اثنان أنجزهما لبنان، وهما نشر الجيش في الجنوب وانسحاب “الحزب” منه، وهو مذّاك لم يطلق رصاصة. كلاهما تمّا. أمّا المطلوب من “إسرائيل” فليس كذلك. عليها وقف نهائي للنار والانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلّة، وكلاهما لم يحصلا، بل تضاعف “إسرائيل” من اعتداءاتها وغاراتها. لتوقف النار على الأقلّ”. وأكد بري أنه “لن نسلّم السلاح الآن قبل تنفيذ الشروط المطلوبة من العدوّ. سلاحنا هو أوراقنا التي لن نتخلّى عنها بلا تطبيق فعليّ لاتّفاق وقف النار والذهاب إلى حوار في مصيره”.
وفيما غادر رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وعقيلته بيروت متوجهاً الى روما للمشاركة في مراسم تشييع قداسة البابا فرنسيس اليوم في الفاتيكان، جدد عون في كلمة أمام المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، رفض لبنان الحرب والتمسك بالخيار الدبلوماسي لمعالجة الاحتلال الإسرائيلي للجنوب، وقال: «لبنان لم يعد يحتمل الحرب، والخيار الدبلوماسي هو الحل الوحيد ولو أنه يأخذ وقتاً، ونحن نعمل بجهد بالتواصل مع الدول المعنية بعيداً عن الإعلام للضغط على «إسرائيل»، فلسنا هواة إعلام».
وقبيل سفره، تسلم رئيس الجمهورية رسالة خطية من رئيس جمهورية العراق عبد اللطيف جمال رشيد نقلها اليها وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي السيد احمد فكاك البدراني، تضمنت دعوة رسمية لحضور اعمال مؤتمر القمة العربية بدورته العادية الرابعة والثلاثين ومؤتمر القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورته الخامسة اللذين تستضيفهما بغداد (دار السلام) يوم السبت في 17 أيار المقبل.
وفيما علمت «البناء» أن الحوار بين رئاسة الجمهورية وقيادة حزب الله سيأخذ مساراً جديداً أكثر جدية مطلع الشهر المقبل، وأن حزب الله أبلغ رئيس الجمهورية تعاونه وانفتاحه على أي صيغة للحوار وبحث الآليات المتعلقة بمصير السلاح والاستراتيجية الدفاعية، أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري،»أننا لن نسلّم السلاح الآن قبل تنفيذ الشروط المطلوبة من «إسرائيل». سلاحنا هو أوراقنا التي لن نتخلّى عنها بلا تطبيق فعليّ لاتّفاق وقف النار والذهاب إلى حوار في مصيره».
وإذ أكد تأييده للحوار بين رئيس الجمهورية وحزب الله، أعرب عن ارتياحه إلى تمسّك عون بمواصفاته وشروطه. وقال بري في حديث صحافي: «من المهمّ أيضاً الضغط على الجيش الإسرائيلي لكي ينفّذ ما عليه من التزامات اتّفاق وقف النار. نحن نفّذنا المطلوب منّا ولا أحد يشكّك في ذلك. أمّا هو فلا. هذه مسؤولية الأميركيين حتماً، وذلك يعني أيضاً أنه لا نسلّم كلّ أوراقنا ونضعها على الطاولة. المطلوب منّا اثنان أنجزهما لبنان، وهما نشر الجيش في الجنوب وانسحاب «الحزب» منه، وهو مذّاك لم يطلق رصاصة. كلاهما تمّا. أمّا المطلوب من «إسرائيل» فليس كذلك. عليها وقف نهائي للنار والانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلّة، وكلاهما لم يحصلا، بل تضاعف «إسرائيل» من اعتداءاتها وغاراتها. لتوقف النار على الأقلّ».
ومن جانبه لفت رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في مؤتمر صحافي إلى أنّ «نحن مع امتلاك الدولة وحدها للسلاح والقرار باستعمال السلاح بعدما فشل حزب الله بالحصول على ثقة اللبنانيين بكيفية استعماله هذا السلاح، واستعمله باتجاهات لا تفي بالمصلحة اللبنانية، وهذا لا يعني أن ليست «إسرائيل» التي اعتدت على لبنان أو أن نقف إلى جانبها، ولكن هذا يعني أن موقفنا المبدئي هو أن الدولة هي مَن يمتلك السلاح. والقرار اليوم أصبح له حاجة أكثر بسبب الخطأ الاستراتيجي الذي ارتكبه حزب الله ولأن مصلحة لبنان بتحييد لبنان عن صراعات المنطقة لحمايته».
واعتبر باسيل أن «ما يحصل في الحكومة خطير، وهو تكريس للوجود غير الشرعي الذي أصبح بمرتبة احتلال بشري لأكثر من مليوني سوري، وهم يشكلون من 200 الى 250 نازحاً بالكيلومتر المربع»، مشدداً على أن «هذا خطر على هويتنا». وركّز على أنّ «السيادة اللبنانية تُمسّ اليوم بوجود مليوني أجنبي غرباء على أرضنا رغماً عنا»، لافتاً الى أن «القوانين المحلية والقوانين الدولية غير محترمة بإبقاء النازحين السوريين على ارض لبنان طالما ان سبب مجيئهم الى لبنان انتفى».
ورأى باسيل أنّ «المجتمع الدولي أصبح مديناً لنا لأننا نحمل عبء أزمة لم نقم بها، المجتمع الدولي هو من قام بها هو والنظام في سورية، وبالتالي يتوجب على المؤسسات الدولية أن تدفع للبنان الخسائر الواقعة عليه»، معتبرًا أنه «يمكن تحقيق عودة النازحين إذا نحن دفعنا بهذا الاتجاه».
الى ذلك لا تزال وقائع جلسة مجلس النواب التشريعية حاضرة في المشهد الداخلي، لا سيما إقرار قانون السرية المصرفية، فيما تساءلت مصادر نيابية عبر «البناء» كيف يجري التوافق على تمرير هذا القانون لأنه مطلب خارجي أميركي – أوروبي، فيما تؤجل كل الاقتراحات التي تتعلق بالأمن الوجودي للبنان كملف النازحين السوريين وبمعالجة تداعيات الحرب لا سيما في المناطق المدمرة والمتضررة في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية. ونبهت المصادر الى أن لا قيمة لأي من القوانين أكان السرية المصرفية أو اصلاح المصارف من دون معالجة ملف النزوح السوري في لبنان والذي يشكل خطراً وجودياً – سياسياً واجتماعياً وأمنياً وديموغرافياً واقتصادياً، وكشفت أن المجتمع الدولي يرفض حتى اللحظة التعاون مع أي خطة لإعادتهم الى بلدهم، ويضغط باتجاه إبقائهم في لبنان لأسباب سياسية.
وبحسب مصادر حكومية، فإنه لم تتسن للحكومة مناقشة اقتراح قانون وقف التحويلات المالية الخارجية للنازحين السوريين في لبنان، وطلب الرئيس نواف سلام تأجيل البحث بالاقتراح حتى يظهر مسار المفاوضات التي يجريها مع القيادة السورية الجديدة. ولذلك فإن ذلك وفق المصادر طلب مهلة لاستكمال المفاوضات مع القيادة السورية حيث طرح مجموعة ملفات من بينها موضوع النازحين وفي حال توصلنا مع سورية الى خريطة طريق فعندها يسهل حل الملف، وإلا سيبقى اقتراح القانون مطروحاً على الهيئة العامة بعد شهرين.
ووفق المعلومات فإن الحكومة تعدّ خطة متكاملة من خلال اللجنة المختصة التي يرأسها نائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري، وأنجزت الوسائل لتسهيل عملية إعادة 400 ألف نازح كدفعة أولى.
ولفتت المعلومات الى أن سورية أصبحت آمنة مع تسلم النظام الجديد وبالتالي تحوّل النازحون في لبنان الى نازحين اقتصاديين وليس سياسيين، ما يستوجب من المجتمع الدولي تحويل المساعدات المالية للنازحين في سورية وليس في لبنان لتشجيعهم على العودة، خاصة أن بعض الدول بدأت برفع العقوبات جزئياً عن سورية.
وفي سياق ذلك، أفيد بأنّ «240 نازحًا سوريًّا غادروا بلدة عرسال في البقاع الشّمالي أمس، إلى القلمون الغربي عبر معبر الزمراني على الحدود اللّبنانيّة – السّوريّة، بإشراف الجيش اللّبناني وبمؤازرة دوريّة من المخابرات، وبحضور وفد من المفوضيّة السّامية للأمم المتّحدة لشؤون اللّاجئين ودورية من الأمن العام اللّبناني».
ےوأشار إلى أنّها «المرّة الأولى الّتي تغادر فيها هذه الدّفعة من النّازحين السّوريّين إلى القلمون الغربي من دون أي شروط أو موافقات مسبَقة للعودة».
إلى ذلك، نقلت وزارة الخارجية الأميركية، عن نائبة الموفد الرئاسي الأميركي مورغان أورتاغوس، إشادتها بإقرار لبنان لقانون السرية المصرفية، ودعمها للإصلاحات الاقتصادية الملحة في قطاعه المصرفي والمالي.
من جهته، كتب السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو عبر حسابه على «أكس»: «يشكّل إقرار قانون السرية المصرفية في مجلس النواب خطوة واعدة على طريق الإصلاحات الاقتصادية والمالية. إعادة الثقة في القطاع المصرفي تمرّ أيضاّ عبر إقرار مشروع القانون حول إصلاح القطاع المصرفي في المرحلة التالية».
أما السفير البريطاني هاميش كاول فكتب عبر منصة «اكس»: «يسعدني أن أرى مجلس النواب اللبناني يقّر قانون رفع السرية المصرفية الجديد». وأكد «ان الشفافية حيوية للثقة والاستثمار والمساعدة والمساءلة». وختم: «هذه إشارة قوية للالتزام بالإصلاحات الضرورية لمستقبل لبنان. من الرائع رؤية رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والوزراء والنواب يمهدون الطريق لها».
أمنياً، أعلنت قيادة الجيش في بيان ان «بتاريخ 24 /4 /2025، حصل تبادل لإطلاق النار في منطقة الهرمل عند الحدود اللبنانية السورية بعد إطلاق نيران من الجانب اللبناني باتجاه الأراضي السورية نتيجة خلافات حول أعمال تهريب، وردَّ الجانب السوري على مصدر النيران، ما أدى إلى وقوع جرحى من الجانبين. على أثر ذلك، اتخذت وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة تدابير أمنية استثنائية على طول الحدود بهدف تحديد مصدر إطلاق النار داخل الأراضي اللبنانية، ونفذت عمليات دهم بالتزامن مع عمليات رصد وتتبع من قبل مديرية المخابرات، فأوقِف بنتيجتها المواطن (أ.أ.) المشتبه بتورطه في إطلاق النار، إضافة إلى انتمائه إلى مجموعة مسلحة تنشط في أعمال التهريب. في موازاة ما سبق، أجرت قيادة الجيش اتصالات مكثفة مع السلطات السورية ما أفضى إلى احتواء التصعيد، فيما تستمر الوحدات العسكرية في اتخاذ التدابير اللازمة لضبط الوضع، ويجري العمل على ملاحقة بقية المتورطين في عملية إطلاق النار.
على صعيد أمني آخر، أشارت نائبة النّاطق الرّسمي باسم «اليونيفيل» كانديس آرديل (Kandice Ardiel)، إلى أنّ «أثناء قيام جنود حفظ سلام بدوريّة دعمًا للقرار 1701 صباح اليوم، بالقرب من طيردبا، تعرّضت دوريّتهم للاعتراض مرّتَين من قِبل أشخاص بملابس مدنيّة».
ولفتت في تصريح، إلى أنّ «جنود حفظ السّلام سلكوا طريقًا بديلًا، وتمّت ملاحقتهم لبعض الوقت، لكنّهم تمكّنوا من مواصلة دوريّتهم المخطَّط لها. وقد أَبلغنا الجيش اللبناني بالحادثة».
وذكّرت آرديل الجميع بأنّ «قوّات حفظ السّلام تعمل، بالتّنسيق الوثيق مع الجيش اللّبناني، لدعم الحكومة اللبنانية في تنفيذ القرار 1701 في هذه المرحلة الحسّاسة. وأي محاولة للتّدخّل في أداء قوّات حفظ السّلام لواجباتها، تتعارض مع التزام لبنان بالقرار 1701».
******************************************
افتتاحية صحيفة النهار
لبنان مقيماً وحاضراً برئيسه في وداع البابا… موقف لافت لبري: لن نسلم السلاح الآن!
التطور الأبرز في ما يتصل بملف الجنوب فتمثل أمس في موقف لافت جداً أثار ترددات متحفظة لدى المؤيدين والدافعين بقوة لنزع سلاح “الحزب” بأسرع فرصة.
يشارك لبنان، رسمياً ودينياً وشعبياً وعاطفيا أيضاً، في وداع البابا فرنسيس اليوم علماً أن مراسم الوداع على مستوى الطوائف المسيحية بدأت منذ البارحة حيث أقيمت صلاة المرافقة لراحة نفس البابا مساء في حريصا وستكون هناك وقفة مهيبة ظهر اليوم مع قرع أجراس الكنائس حزناً في كل لبنان. وعلى المستوى الرسمي يتمثل لبنان برئيس الجمهورية العماد جوزف عون وعقيلته السيدة نعمت عون اللذين وصلا أمس إلى روما للمشاركة في مراسم الجنازة المهيبة التي ستقام للبابا فرنسيس اليوم في الفاتيكان وسط مشاركة كثيفة لعدد كبير من زعماء العالم الذين توافدوا أمس من سائر انحاء العالم. وألقى عون والوفد المرافق النظرة الأخيرة على جثمان البابا فرنسيس المسجّى في كاتدرائية القديس بطرس. وقال عون من روما: “وجودي هنا اليوم كرئيس للجمهورية اللبنانية ليس فقط لتقديم التعازي بوفاة البابا فرنسيس، بل لأجدد التأكيد على الدور الروحي والرسالي الذي يحمله لبنان في هذا العالم . نحن هنا لنقول إن لبنان، رغم كل جراحه، سيظل نموذجاً للوحدة في التنوع، ومنارة للقيم الإنسانية التي حملها قداسة البابا ودافع عنها، متشبثاً بالقيم التي لا تزول، من أجل عالم أكثر عدالة ورحمة”.
ورغم انشداد الأنظار من كل العالم إلى حدث جنازة البابا اليوم لم تغب تطورات الوضع الداخلي اللبناني عن الواجهة علماً أن ملف الأوضاع الساخنة والمضطربة في الجنوب تبقى في واجهة الأولويات اللبنانية. وقبيل سفره إلى روما أمس تسلم رئيس الجمهورية رسالة خطية من رئيس جمهورية العراق عبد اللطيف جمال رشيد نقلها إليه وزير الثقافة والسياحة والاثار العراقي أحمد فكاك البدراني، تضمنت دعوة رسمية لحضور أعمال مؤتمر القمة العربية بدورته العادية الرابعة والثلاثين ومؤتمر القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورته الخامسة اللذين تستضيفهما بغداد (دار السلام) يوم السبت في 17 أيار المقبل.
أما التطور الأبرز في ما يتصل بملف الجنوب فتمثل أمس في موقف لافت جداً أثار ترددات متحفظة لدى المؤيدين والدافعين بقوة لنزع سلاح “الحزب” بأسرع فرصة، وتمثل بإعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري في حديث صحافي “أننا لن نسلّم السلاح الآن قبل تنفيذ الشروط المطلوبة من إسرائيل. سلاحنا هو أوراقنا التي لن نتخلّى عنها بلا تطبيق فعليّ لاتّفاق وقف النار والذهاب إلى حوار في مصيره”، وإذ أكد تأييده للحوار بين رئيس الجمهورية والحزب، أعرب عن إرتياحه إلى تمسّك عون بمواصفاته وشروطه. وقال بري: “من المهمّ أيضاً الضغط على الجيش الإسرائيلي لكي ينفّذ ما عليه من التزامات اتّفاق وقف النار. نحن نفّذنا المطلوب منّا ولا أحد يشكّك في ذلك. أمّا هو فلا. هذه مسؤولية الأميركيين حتماً، وذلك يعني أيضاً أنه لا نسلّم كلّ أوراقنا ونضعها على الطاولة. المطلوب منّا اثنان أنجزهما لبنان، وهما نشر الجيش في الجنوب وانسحاب “الحزب” منه، وهو مذّاك لم يطلق رصاصة. كلاهما تمّا. أمّا المطلوب من إسرائيل فليس كذلك. عليها وقف نهائي للنار والانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلّة، وكلاهما لم يحصلا، بل تضاعف إسرائيل من اعتداءاتها وغاراتها. لتوقف النار على الأقلّ”.
في سياق متصل بترددات إقرار قانون السرية المصرفية في الجلسة التشريعية لمجلس النواب أول من أمس بدا لافتاً تلاحق ردود الفعل الغربية المرحبة بهذه الخطوة. ونقلت وزارة الخارجية الأميركية عن نائبة الموفد الرئاسي الأميركي إلى المنطقة مورغان أورتاغوس، إشادتها بإقرار لبنان لقانون السرية المصرفية، ودعمها للإصلاحات الاقتصادية الملحة في قطاعه المصرفي والمالي.
من جهته، كتب السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو عبر حسابه على “إكس”: “يشكّل إقرار قانون السرية المصرفية في مجلس النواب خطوة واعدة على طريق الإصلاحات الاقتصادية والمالية. إعادة الثقة في القطاع المصرفي تمرّ أيضاّ عبر إقرار مشروع القانون حول إصلاح القطاع المصرفي في المرحلة التالية”.
أما السفير البريطاني هاميش كاول فكتب عبر منصة “إكس”: “يسعدني أن أرى مجلس النواب اللبناني يقّر قانون رفع السرية المصرفية الجديد”. وأكد “ان الشفافية حيوية للثقة والاستثمار والمساعدة والمساءلة”. وختم: “هذه إشارة قوية للالتزام بالإصلاحات الضرورية لمستقبل لبنان. من الرائع رؤية رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والوزراء والنواب يمهدون الطريق لها”.
في الملف القضائي المتصل بمرفأ بيروت مثل أمس رئيس الحكومة الأسبق حسان دياب أمام المحقق العدلي في ملف تفجير مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار لإستجوابه. وحضر معه وكيلاه النقيبان أمل حداد ورشيد درباس بحضور عدد من المحامين من ممثلي جهة الادعاء الشخصي. وخرج دياب من دون الإدلاء بأي تصريح، وتحدث وكيله رشيد درباس معتبراً أن دياب متمسك بالتحقيق وقد رد على كل الاسئلة وتبلغ بالجلسة عبر الاعلام واتى لعدم عرقلة التحقيق بالرغم من أنه تقدم سابقاً بدعوى مداعاة الدولة. وقال دياب بعد مغادرته قصر العدل إنَّ الجلسة كانت ممتازة.
وفي سياق متصل، أفيد بأن وفداً قضائياً فرنسياً سوف يزور بيروت الاثنين المقبل بطلب من القضاء اللبناني لتزوده بآخر نتائج تحقيقاته حول انفجار المرفأ ويحق له الإطلاع على نتائج تحقيقات لبنان، كما أفيد بأن فرنسا سلّمت لبنان نتائج تحقيقاتها حول التربة وصور الأقمار الاصطناعية بانفجار المرفأ، وأن نسبة كبيرة من التحقيق بانفجار مرفأ بيروت تم إنجازها وتبقت بعض الثغرات قبل إنتهاء التحقيق ولا مهلة محددة لإنجازه، وأن الدول كافة تعاونت مع لبنان وأعطته صور الأقمار الاصطناعية بعد انفجار المرفأ وستكشف بعد انتهاء التحقيق.
****************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية:
عون: الحل بالديبلوماسية وما عاد فينا نحمل الحـرب
بعد "السريّة" خطوات إصلاحية والحدود تهريب وتوتير
الوضع اللبناني مُثقَل بمجموعة من الأولويات الملحّة والتحدّيات الصعبة، وجميعها تتسمّ بصفة الاستعجال، وتوجب تضافر جهود كل السلطات في البلاد لبتّها وضبط البلد بصورة أكيدة على سكة التعافي والانفراج على كل المستويات. وإذا كانت مجموعة الخطوات الإصلاحية المَوعودة متمَوضعة على رأس قمّة الأولويات بوصفها جاذبة للمساعدات الخارجية للبنان، والرهان هنا على قدرة الحكومة على الإيفاء بتعهّداتها والتزاماتها في هذا المجال، إلّا أنّه في موازاة ذلك، تتبدّى تحدّيات تنطوي جميعها على صعوبات ومخاطر، سواء ما يتصل بالجبهة السورية التي بدأ التوتّر يلوح في أجوائها من جديد مغلّفاً بخلاف مهرّبين، أو الجبهة الجنوبية في ظل التفلّت الإسرائيلي من اتفاق وقف إطلاق النار والتمادي في الاعتداءات على المناطق اللبنانية، أو ما يتصل بسلاح «حزب الله» وكيفية مقاربة هذا الملف الذي يُشكّل عنواناً خلافياً وانقسامياً حاداً بين فريق يدعو إلى نزعه فوراً لانتفاء جدواه وصلاحيّته، وفريق يرفض ذلك بصورة قاطعة. وبين هذَين الفريقَين تتموضع المقاربة الرئاسية لهذا الملف، التي ترى الديبلوماسية والحوار مع الحزب سبيلاً وحيداً لبلوغ حلّ لهذا الأمر.
عون: ما عاد فينا
وأكّد رئيس الجمهورية جوزاف عون خلال زيارته المجلس الاقتصادي الاجتماعي، أمس، رداً على سؤال حول الحل في الجنوب: «لا حل إلّا بالديبلوماسية وقد قلتُ في بكركي: بدّكن الحرب ما عاد فينا نحمل لغة الحرب».
وتوجّه عون إلى أعضاء المجلس قائلاً: «جئتُ إليكم اليوم، طالباً مساعدتي، ومساعدة كل مسؤول في لبنان، على الانتقال فوراً إلى المرحلة الثالثة. جئتُ إليكم اليوم، لأكشف لكم سراً مكشوفاً، تعرفونه مثلي وأكثر. إنّ المسؤول، يحتاج ربما إلى مقوّماتٍ كثيرة. وغالباً إلى أشخاص كُثر. لكنّه يحتاج أولاً إلى من يقول له «لا». ولو بصيغة مهذبة مخفّفة، من نوع: «نعم، ولكن». شرط ألا تكونَ «لا» كيدية أو ثأرية أو أنانية أو عدمية. ولا تكون حتماً، «لا» من نوع قوم حتى إقعد محلّك. المسؤول الحكيم يحتاج كل لحظة، إلى «لا» مبنية على العلم، البحث، الخُبراتِ المتراكمة، النزاهة الفكرية، وخصوصاً خصوصاً، على هاجس السعي إلى المصلحة العامة».
ولفت إلى أنّه «في الشأن العام، ثمة مدرستان، مدرسة تعتقد بأنّ السياسة هي نشاط سلطوي، محوره الحاكم، وهدفه خير الحاكم، أو خير حزب الحاكم، أو خير «الحزب الحاكم»، وهناك مدرسة ثانية، تؤمنُ بأنّ السياسة هي نشاط إنساني، محوره الإنسان، وهدفه خيرُ الإنسان، كل إنسان، أولاً وأخيراً، وأنا من المدرسة الثانية».
وأضاف رئيس الجمهورية: «أنا إبن هذه الأرض، الطالع من جذورها وترابها وعرق الجباه الكادحة، بلا عِقد من أي نوع، ولا ادّعاءات من أي صنف. لذلك، أنا أحتاجُ إليكم، كما إلى كل لبناني حر، أحتاجُ إلى رأيكم، إلى مشوَرتكم. وأنا هنا اليوم، أتعهّد لكم بأن أكون معكم، أحمي واجبَكم وحقكم، وأحتمي برأيكم وفكركم، لنحقق جميعاً خير أهلنا وشعبنا، خير الإنسان، في وطن الإنسان لبنان».
وغادر الرئيس عون ترافقه السيدة الأولى نعمة عون إلى الفاتيكان للمشاركة في مراسم تشييع البابا فرنسيس. وقبل مغادرته تلقّى رسالة خطية من الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد تضمّنت دعوة رسمية لحضور أعمال مؤتمر القمة العربية بدورته العادية الـ34، ومؤتمر القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورته الخامسة اللذَين تستضيفهما بغداد يوم السبت 17 أيار.
الخطوات الإصلاحية
من جهة ثانية، وبعد إقرار قانون السريّة المصرفية (وبات نافذاً بعد نشره في الجريدة)، كواحد من الخطوات والإجراءات المطلوبة التي يعوِّل عليها لبنان لفتح باب المؤسسات المالية الدولية أمام مدّه بالمساعدات المالية التي من شأنها أن تُعيد بث الحياة في شرايينه الاقتصادية والمالية، وتُمكّنه من تجاوز أزمته المزمنة، يُنتظر أن تكرّ سبحة الإجراءات المتبقية، التي توازي أهمية قانون السريّة المصرفية وربما تفوقها، بدءاً بوضع قانون إعادة هيكلة القطاع المصرفي حيّز التنفيذ السريع، وكذلك الأمر بالنسبة إلى سائر القوانين الإصلاحية المنجزة، التي تنتظر تطبيقها.
وأوضح مصدر وزاري رداً على سؤال لـ«الجمهورية»: «إنّ الخطوات والإجراءات التالية ستتوالى تباعاً خلال الأيام القليلة المقبلة، ولاسيما في ملف التعيينات، والخطوات الاصلاحية التي تستعيد ثقة المجتمع الدولي بلبنان».
وإذ أشار المصدر الوزاري إلى «تصميم رئيس الجمهورية على الإنجاز، ووضع البلد على سكة الانقاذ والاصلاح. رئيس الجمهورية ماضٍ في مسيرة إعادة تعافي البلد، على رغم من صعوباتها وتحدّياتها الكثيرة، والقوانين الإصلاحية المنجَزة تُشكّل عاملاً مساعداً في هذه المسيرة، وهي بالتالي مندرجة في رأس قائمة الأولويات الرئاسية، إذ سيصار إلى مقاربتها بما يُحقق مصلحة البلد منها، سواء لناحية إصدار المراسيم التطبيقية لهذه القوانين، أو تعديل بعضها وتحديثها ومواءمتها مع متطلبات المرحلة الراهنة، إن كانت هذه القوانين تتطلّب التعديل أو التحديث».
إشادة دولية
إلى ذلك، تلاحقت الإشادات الدولية بإقرار قانون السريّة المصرفية، وفي هذا الإطار أكّد السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو: «إنّ إقرار قانون السريّة المصرفية يُشكّل خطوة واعدة على طريق الإصلاحات الإقتصادية والمالية. إعادة الثقة في القطاع المصرفي تمرّ أيضاً عبر إقرار مشروع القانون حول إصلاح القطاع المصرفي في المرحلة التالية».
بدوره، كتب السفير البريطاني في لبنان هاميش كاول عبر منصة «إكس»: «يسعدني أن أرى مجلس النواب اللبناني يقّر قانون رفع السريّة المصرفية الجديد. إنّ الشفافية حيوية للثقة والاستثمار والمساعدة والمساءلة. هذه إشارة قوية للالتزام بالإصلاحات الضرورية لمستقبل لبنان. من الرائع رؤية رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والوزراء والنواب يُمهّدون الطريق لها».
ونقلت وزارة الخارجية الأميركية عن نائبة الموفد الرئاسي الأميركي إلى المنطقة مورغان أورتاغوس، إشادتها بإقرار لبنان لقانون السريّة المصرفية، ودعمها للإصلاحات الاقتصادية الملحّة في قطاعه المصرفي والمالي.
ملف السلاح
من جهة ثانية، لا توقيت رئاسياً لبدء الحوار الثنائي مع «حزب الله» حول ملف السلاح، والموعد وفق ما يجري التداول حوله في أوساط رسمية مؤجّل إلى حين اكتمال ظروفه، علماً أنّ ترجيحات بعض المسؤولين تُقلّل من احتمال حصوله قبل انسحاب إسرائيل من المناطق اللبنانية التي تحتلها، ولاسيما من النقاط الخمس على الحدود الجنوبية.
واللافت في هذا السياق، ما أكّد عليه مسؤول كبير، بقوله لـ«الجمهورية»: «إنّ ملف سلاح «حزب الله» أبعد من لبنان، والضغط الأميركي قديم جديد حوله، وفي الداخل هناك مستعجلون للخلاص من سلاح الحزب، لكن لننتظر ما ستفضي إليه المفاوضات الأميركية- الإيرانية، التي على ضَوء نتائجها ستتحدّد بوصلة التعاطي مع سلاح «حزب الله».
ويبرز في هذا السياق أيضاً، ردّ سفير غربي على سؤال لـ«الجمهورية»، مرجّحاً احتمال وصول واشنطن وطهران إلى اتفاق، لأنّ كلا الطرفَين في حاجة إلى هذا الاتفاق. وأضاف: «بديهي القول إنّ الاتفاق النووي المرتقب، إن تمّ التوصّل إليه كما هو متوقع، فإنّه سيطوي حقبة طويلة من الخلافات والتوترات بين البلدَين، وستكون له ارتدادات إيجابية شاملة سواء بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران بصورة مباشرة، أو على مستوى مناطق نفوذهما، ولبنان بالتأكيد ستشمله هذه الارتدادات، وآمل أن يحصل ذلك على وجه السرعة». وعمّا إذا كانت إسرائيل قادرة على إفشال الاتفاق، فردّ: «أستبعد ذلك».
الحدود الشرقية
من جهة ثانية، يُخيِّم هدوء مشوب بالحذر الشديد في أجواء الحدود الشرقية مع سوريا، بعد الاشتباكات التي شهدتها خلال الساعات الأخيرة بين مسلحين على جانبَي الحدود، وتخلّلها استهداف قرى لبنان بمسيّرات وصواريخ.
وأبلغ مرجع أمني إلى «الجمهورية» قوله إنّ «الوضع على الحدود مع سوريا لا يبعث على الاطمئنان»، لافتاً إلى «رصد تحرّكات مُريبة في الجانب الآخر من الحدود، ولوحظ تزايدها في الآونة الأخيرة».
ورداً على سؤال عمّا يتردّد في أنّ سبب التوتر المتجدّد، لا طابع سياسياً له، بل هو محصور بين مهرّبين، أوضح المرجع: «كل الأمور متداخلة ببعضها البعض، وخلاف المهرّبين وصراعهم أمر وارد، خصوصاً أنّه قائم منذ سنوات طويلة».
على أنّ المرجع عينه استدرك قائلاً: «في موازاة صراع المهرّبين، ينبغي ألّا نُخرِج من حسباننا وجود أمور أخرى ومعطيات أمنية مرتبطة بالتطوّرات الأخيرة التي شهدتها سوريا، التي أعقبتها جولات متعدّدة من الاشتباكات على الحدود، وصولاً إلى الاشتباكات السابقة قبل بضعة أسابيع، تبعث على الحذر، والخشية من نوايا مبيتة لتحريك الجبهة السورية في اتجاه القرى اللبنانية الحدودية، خصوصاً أنّ البيانات السورية بالأمس، عادت إلى التركيز مجدّداً على «حزب الله» واتهامه بقصف مناطق سورية».
بيان الجيش
وحول هذا الأمر، صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه بيان جاء فيه أنّه «بتاريخ 24/4/2025، حصل تبادل لإطلاق النار في منطقة الهرمل
عند الحدود اللبنانية- السورية بعد إطلاق نيران من الجانب اللبناني باتجاه الأراضي السورية نتيجة خلافات حول أعمال تهريب، وردّ الجانب السوري على مصدر النيران، ما أدّى إلى وقوع جرحى من الجانبَين. وعلى إثر ذلك، اتخذت وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة تدابير أمنية استثنائية على طول الحدود بهدف تحديد مصدر إطلاق النار داخل الأراضي اللبنانية، ونفّذت عمليات دهم بالتزامن مع عمليات رصد وتتبّع من قِبل مديرية المخابرات، فأوقِف بنتيجتها المواطن (أ.أ.) المشتبه بتورطه في إطلاق النار، بالإضافة إلى انتمائه إلى مجموعة مسلّحة تنشط في أعمال التهريب».
وأضاف البيان: «في موازاة ما سبق، أجرت قيادة الجيش اتصالات مكثفة مع السلطات السورية ما أفضى إلى احتواء التصعيد، فيما تستمر الوحدات العسكرية في اتخاذ التدابير اللازمة لضبط الوضع، ويجري العمل على ملاحقة بقية المتورّطين في عملية إطلاق النار».
استعدادات واسعة في الفاتيكان لتأبين البابا فرنسيس
يشهد الفاتيكان اليوم مراسم تأبين رسمية للبابا فرنسيس بمشاركة دينية وسياسية وشعبية واسعة، حيث امتزجت مظاهر الحزن والتكريم في أجواء مهيبة تجسد أثر الراحل على العالم الكاثوليكي وخارجه.
بدأت الاستعدادات بوصول القناصل والديبلوماسيِّين ومسؤولي الدولة إلى ساحة القديس بطرس، حيث جرى نصب منصة خاصة لاحتضان مراسم التأبين. ونُشِرت حواجز أمنية وتنظيم دخول المئات من المؤمنين الذين اصطفوا منذ الصباح الباكر، وسط تواجد لافت لعناصر الحرس السويسري ومختلف الأجهزة الأمنية الفاتيكانية، حرصاً على سير الاحتفالية بسلاسة وكرامة.
يحضر القداس التأبيني عشرات الأساقفة والكهنة والكاردينالات من مختلف أنحاء العالم، على رأسهم رئيس الأساقفة دييغو رافيلي، ماستر المراسم الرسولية، الذي يتولى الإشراف على تفاصيل الطقس الليتورجي. وتأتي مشاركة كبار رجال الدين تأكيداً على البُعد الروحي لاحتفال الوداع، إذ ستُرتل الترانيم الغريغورية وتتلى صلوات باللاتينية، وفق ما أوصاه البابا فرنسيس نفسه بتبسيط الطقوس وتوجيهها صوب البعد الراعوي والإنساني.
لم يقتصر الحضور على رجال الدين، بل يشارك رؤساء دول وملوك ونخب سياسية من أوروبا وأميركا وإفريقيا وآسيا، وعدد من السفراء المعتمدين لدى الكرسي الرسولي. وقد عُقدت لقاءات ثنائية على هامش المراسم بين قادة دول وحكومات، تعبيراً عن الاحترام للدور الذي قام به البابا فرنسيس في تعزيز الحوار بين الأديان والسلام العالمي. كما سيتواجد آلاف المؤمنين أمام أبواب البازيليك وخارج الأسوار.
******************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
ارتياح مالي ودبلوماسي لرفع السرية المصرفية.. ومصير السلاح في دائرة البحث
استئناف إعادة السوريين إلى بلادهم.. و«اليونيفيل» تعترض على إخراج عناصرها من طيردبا
سدَّد لبنان الرسمي إسهامات جيّدة، أعادت الاعتبار للتعامل الدولي الإيجابي معه، عبر إقرار قانون السرية المصرفية، في إشارة عملية، وجدية من أن لبنان ملتزم خارطة الطريق لإعادة بناء مستقبله السياسي والانمائي والاقتصادي.
ويُفتتح الأسبوع الطالع عشية اقتراب موعد التوجُّه الى صناديق الاقتراع لتجديد الهيئات الاختيارية والبلدية، بسلسلة انتظارات، بدأت بسفر الرئيس جوزف عون وعقيلته السيدة نعمت عون الى روما للمشاركة في وداع البابا فرنسيس، على أن يزور دولة الامارات العربية الاربعاء، ثم ينعقد مجلس الوزراء بعد ذلك..
ويبحث مجلس الوزراء في موضوع تشكيل الهيئة الناظمة للقنب الهندي الذي وضع على جدول أعمال الجلسة، بهدف تسمية أعضاء اللجنة المختصة، كما نقل عن رئيس الحكومة نواف سلام النائب في تكتل «الجمهورية القوية» جورج عقيص «لأن استثمار القنب الهندي لغايات طبية وبدء تطبيق هذا القانون الذي صدر من سنوات عدة، من شأنه توفير فرص زراعية بديلة لمزارعي البقاع». كما يبحث مشروع قانون استقلالية القضاء ومشاريع اصلاحية اخرى الى جانب جدول الاعمال.
ومن المفترض ان تباشر لجنة الدفاع والداخلية والامن والبلديات النيابية بحضور نائب رئيس المجلس الياس بوصعب في درس اقتراحات القوانين المتعلقة بالانتخابات البلدية لوضع تصوُّر موحَّد خلال مهلة الشهر التي حددها مجلس النواب.
لكن رئيس اللجنة النائب جهاد الصمد قال لـ«اللواء»: «أنا بعد الجلسة لم اتبلغ شيئاً حتى الآن حول إحالة الاقتراحات الى اللجنة وقد دخلنا في عطلة نهاية الاسبوع، وهناك اصول للتبليغ، الامر بيد النائب بوصعب فهو المولج بمتابعة الموضوع. لكن برأيي ان هناك اشكالية اساسية تحيط بالموضوع وهي ضيق الوقت. فخلال مهلة شهر لدرس الاقتراحات تكون الانتخابات قد انتهت، عدا عن ان اي بحث بالتعديل لبيروت سيخلق اشكاليات كثيرة. لذلك اعتقد ان الانتخابات ستجري وفق القانون الحالي، وليذهب المعنيون بالانتخابات في بيروت الى التوافق لتأمين المناصفة، علماً ان دستور الطائف ينص على المناصفة في وظائف الفئة الاولى فقط وليس في البلديات ومأموري الاحراج وغيرها من وظائف».
اضاف رداً على سؤال: «هل اذا ضم ألمجلس البلدي اكثرية اسلامية تضيع حقوق المسيحيين او اذا ضم اكثرية مسيحية تضيع حقوق المسلمين؟ يجب ان نخرج من هذا المنطق الطائفي ونعود الى المواطنية».
عون في روما
وفور وصوله الى روما، توجَّه الرئيس عون برفقة عقيلته الى كنيسة القديس بطرس في الفاتكيان، حيث يُسجَّى جثمان البابا الراحل، لالقاء النظرة الاخيرة قبل اقفال النعش، وللصلاة من اجل نفسه كما كان قد اوصى البابا فرنسيس قبل وفاته، اذ طلب من المؤمنين ان يذكروه في صلواتهم بعد وفاته.
وقبيل سفره، تسلَّم رئيس الجمهورية رسالة خطية من رئيس جمهورية العراق عبد اللطيف جمال رشيد نقلها اليه وزير الثقافة والسياحة والاثار العراقي السيد احمد فكاك البدراني، تضمنت دعوة رسمية لحضور اعمال مؤتمر القمة العربية بدورته العادية الرابعة والثلاثين ومؤتمر القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورته الخامسة اللذين تستضيفهما بغداد (دار السلام) يوم السبت في 17 أيار المقبل.
وعشية الزيارة، زار عون المجلس الاقتصادي والاجتماعي، واكد أن القانون المعدّل للمجلس، الذي أقره المجلس النيابي، بات يُلزم الحكومة باستشارة المجلس في الشؤون الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، ويمنح هذا الحق أيضاً للمؤسسات الدستورية الأخرى، قائلاً: «لا تتنازلوا عن هذا الحق ولا تتساهلوا في أدائه».
وختم بالقول: «أتعهد أن أكون معكم، أحمي واجبكم وحقكم، وأحتمي برأيكم وفكركم، لنحقق جميعاً خير أهلنا وشعبنا، خير الإنسان في وطن الإنسان، لبنان».
وقال: «أنتم المعبّرون عن كل يدٍ تتعب وتكدّ لتنتج في أرضنا وبلدنا»، مشدداً على أن السياسة في جوهرها يجب أن تكون «نشاطاً إنسانياً محوره الإنسان وهدفه خير الإنسان، لا نشاطاً سلطوياً هدفه خير الحاكم أو حزبه».وأكد عون انتماءه إلى المدرسة الثانية في السياسة، قائلاً: «أنا ابن هذه الأرض، الطالع من جذورها وترابها وعرق الجباه الكادحة، بلا عُقد ولا ادعاءات»، مضيفاً: «أنا أحتاج إليكم، كما إلى كل لبناني حر، أحتاج إلى رأيكم ومشورتكم وخبراتكم».
بري والسلاح والحوار حوله
وعلى صعيد الحوار بين بعبدا والحزب حول السلاح، افادت معلومات ان الحوار بين الرئيس عون والحزب حول ملف السلاح، يتم عبر مستشار الرئيس العسكري العميد المتقاعد أندره رحال ورئيس لجنة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا، وحول هذا الامر، أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري، «اننا لن نسلّم السلاح الآن قبل تنفيذ الشروط المطلوبة من إسرائيل».
وقال: «سلاحنا هو أوراقنا التي لن نتخلّى عنها بلا تطبيق فعليّ لاتّفاق وقف النار والذهاب إلى حوار حول مصيره».
واذ اكد تأييده للحوار بين رئيس الجمهورية والحزب، اعرب عن إرتياحه إلى تمسّك عون بمواصفاته وشروطه. وقال بري في حديث لـ «أساس ميديا»: «من المهمّ أيضاً الضغط على الجيش الإسرائيلي لكي ينفّذ ما عليه من التزامات اتّفاق وقف النار. نحن نفّذنا المطلوب منّا ولا أحد يشكّك في ذلك. أمّا هو فلا. هذه مسؤولية الأميركيين حتماً، وذلك يعني أيضاً أنه لا نسلّم كلّ أوراقنا ونضعها على الطاولة. المطلوب منّا اثنان أنجزهما لبنان، وهما نشر الجيش في الجنوب وانسحاب «الحزب» منه، وهو مذّاك لم يطلق رصاصة. كلاهما تمّا. أمّا المطلوب من إسرائيل فليس كذلك. عليها وقف نهائي للنار والانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلّة، وكلاهما لم يحصلا، بل تضاعف إسرائيل من اعتداءاتها وغاراتها. لتوقف النار على الأقلّ».
ارتياح في صندوق النقد
وحسب مصادر لبنانية في واشنطن، فإن المسؤولين في صندوق النقد الدولي، قابلوا بارتياح ملحوظ، قرار الاصلاحات المالية والمصرفية، لا سيما إلغاء السرية المصرفية وتعديلات قانون النقد والتسليف، وهما القانونان اللذان كان يطالب باقرارهما الصندوق.
إشادة أميركية وفرنسية
نقلت وزارة الخارجية الأميركية، عن نائبة الموفد الرئاسي الأميركي مورغان أورتاغوس، إشادتها بإقرار لبنان لقانون السرية المصرفية، ودعمها للإصلاحات الاقتصادية الملحَّة في قطاعه المصرفي والمالي.
وكتب السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو عبر حسابه على «أكس»: «يشكّل إقرار قانون السرية المصرفية في مجلس النواب خطوة واعدة على طريق الإصلاحات الاقتصادية والمالية. إعادة الثقة في القطاع المصرفي تمرّ أيضاً عبر إقرار مشروع القانون حول إصلاح القطاع المصرفي في المرحلة التالية».
واعتبر البريطاني هاميش كاول عبر منصة «اكس»: «يسعدني أن أرى مجلس النواب اللبناني يقّر قانون رفع السرية المصرفية الجديد». واكد «ان الشفافية حيوية للثقة والاستثمار والمساعدة والمساءلة». وختم: «هذه إشارة قوية للالتزام بالإصلاحات الضرورية لمستقبل لبنان. من الرائع رؤية رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والوزراء والنواب يمهدون الطريق لها».
200 مليون لشبكة أمان
الى ذلك، كشفت وزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيد انه تم الاتفاق مع البنك الدولي على مساعدة بقيمة 200 مليون دولار لدعم برنامج امان للاسر الاكثر فقراً وللتوسعة التفصيلية لتشمل العائلات المتضررة من الحرب. وكشفت أن الوزارة ستباشرة الاجراءات المطلوبة خلال الاشهر القليلة المقبلة.
دياب أمام المحقق ووفد فرنسي الاثنين
قضائياً، يزور وفد قضائي فرنسي بيروت الاثنين المقبل، بطلب من القضاء اللبناني لتزويده بآخر نتائج تحقيقات فرنسا حول انفجار المرفأ، ويحق له الإطلاع على نتائج تحقيقات لبنان.
كما أفيد بأن فرنسا سلّمت لبنان نتائج تحقيقاتها حول التربة وصور الأقمار الاصطناعية بانفجار المرفأ، وأن نسبة كبيرة من التحقيق تم إنجازها وتبقت بعض الثغرات قبل إنتهاء التحقيق ولا مهلة محددة لإنجازه، وأن الدول كافة تعاونت مع لبنان وأعطته صور الأقمار الاصطناعية بعد انفجار المرفأ وستُكشف بعد انتهاء التحقيق .
وحول المسار القضائي الداخلي، مثل رئيس الحكومة الأسبق حسان دياب أمام المحقق العدلي في ملف تفجير مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار لإستجوابه. وحضر معه وكيلاه النقيبان امل حداد ورشيد درباس وعدد من المحامين من ممثلي جهة الادعاء الشخصي.
وخرج دياب من دون الإدلاء بأي تصريح وتحدث وكيله رشيد درباس فقال: «إن دياب متمسك بالتحقيق وقد ردّ على كل الاسئلة وتبلغ بالجلسة عبر الاعلام وأتى لعدم عرقلة التحقيق، بالرغم من انه تقدم سابقا بدعوى مداعاة الدولة».
وقال دياب بعد مغادرته قصر العدل ان الجلسة كانت ممتازة.
استئناف الترحيل
وفي ما خص اعادة النازحين السوريين الى بلادهم، استأنف الأمن العام اللبناني عمليات الترحيل عن بلدة عرسال، فمنذ الصباح اصطفت حافلات وشاحنات صغيرة أمام معبر الزمران في جرود عرسال، لنقل 80 عائلة سورية نحو قرى القلمون الغربي باشراف الجيش اللبناني ومدونين عن المفوضية السامية للاجئين.
ميدانياً، تمكنت قيادة الجيش اللبناني من احتواء التصعيد في منطقة الهرمل بعد اطلاق النار في الجانب اللبناني باتجاه الاراضي السورية، واوقفت المواطن اللبناني المشتبه بتورطه، في اطار نشاط مجموعات التهريب عبر الحدود اللبنانية – السورية.
إشكال بين الأهالي واليونيفيل
وفي تطور، هو الاول من نوعه، بعد اتفاق وقف النار، اذ دخلت قوة من اليونيفيل الى بلدة طيردبا (قضاء صور)، وتمكنت احتجاجات الاهالي من اخراجها من البلدة.
وقالت الناطقة باسم «اليونيفيل» كانديس آرديل، ان جنود حفظ السلام كانوا يقومون بدورية انفاذاً للقرار 1701، عندما تعرضوا للاعتراض من قبل اشخاص بملابس مدنية.. وقد أُبلغ الجيش اللبناني بالحادثة، معتبرة ان محاولة التدخل في أداء قوات حفظ السلام لواجباتها تتعارض مع التزام لبنان بالقرار 1701.
****************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
القضاء الفرنسي يسلّم لبنان الاثنين تقريراً فنياً نهائياً لملف انفجار المرفأ
بعد 5 سنوات على الجريمة… استجواب رئيس سابق للحكومة
بيروت: يوسف دياب
يصل إلى بيروت، الاثنين المقبل، وفدٌ قضائي فرنسي، للقاء المحقق العدلي في قضيّة انفجار مرفأ بيروت، القاضي طارق البيطار، ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود، والنائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار، ووزير العدل عادل نصّار. تأتي الزيارة بالتزامن مع تحقيقات مكثّفة يُجريها القاضي البيطار مع قادة أمنيين وسياسيين كان آخِرهم رئيس حكومة لبنان السابق حسّان دياب، الذي جرى استجوابه لأكثر من ساعتين، الجمعة.
وأوضح مصدر قضائي أن الوفد الفرنسي «يضمّ قاضيين من دائرة التحقيق في باريس يتوليان إجراء التحقيق الفرنسي في انفجار مرفأ بيروت، الذي قُتل فيه ثلاثة أشخاص وأُصيب العشرات من أبناء الجالية الفرنسية في بيروت، من بين نحو 220 قتيلاً، وسبعة آلاف جريح وقعوا جراءه. وأكد المصدر، لـ«الشرق الأوسط»، أن «الجانبين اللبناني والفرنسي سيتبادلان المعلومات بما يفيد مصلحة التحقيقين ويسرّع وتيرة عملهما».
لكنّ الأهم من ذلك، وفقاً للمصدر، أن «البيطار سيتسلّم التقرير الفني الشامل الذي أعدّه خبراء فرنسيون حضروا من باريس في اليوم التالي لوقوع الانفجار؛ أيْ في الخامس من أغسطس (آب) 2020، وعملوا لأكثر من أسبوعين على الأرض، حيث عاينوا الأضرار، ورفعوا العينات، وأجروا كشفاً ميدانياً»، مشيراً إلى أن لبنان «تلقّى، في السابق، ثلاثة تقارير فرنسية؛ الأول يتعلّق بالتربة، والثاني بالأقمار الاصطناعية، والثالث تقنيّ، إلّا أن التقرير المنتظَر وصوله مع الفريق القضائي الفرنسي، يوم الاثنين، سيكون شاملاً ويعوَّل عليه للإجابة عن كثير من النقاط التي يحتاج إليها الملفّ اللبناني».
تلبية لطلب البيطار
وكان المحقق العدلي قد سطّر استنابة إلى السلطات الفرنسيّة، قبل رفع يده، نهاية عام 2022، بفعل دعاوى الردّ التي أُقيمت ضدّه، ولم يتلقّ إجابة عليها. وكشف المصدر القضائي أن «الوفد الفرنسي يأتي إلى لبنان تلبية لطلب البيطار، للاطلاع على آخِر المعطيات التي توصّل إليها الفرنسيون، وليضعهم في صورة تطورات الملفّ من الجانب اللبناني». وقال: «هناك بعض الأمور الواجب استكمالها من الخارج، وسيُصدر المحقق العدلي استنابات بشأنها إلى أكثر من دولة، خصوصاً ما يتعلّق بالباخرة روسوس، وشحنة النترات ومسارها، والشركات والأشخاص الذين اشتروها، لكن هذه الخطوة مؤجَّلة إلى ما بعد وصول التقرير الفرنسي، المرجّح أن يحسم نقاطاً لا تزال بحاجة إلى توضيح».
مثول دياب
ومَثل رئيس الحكومة السابق حسان دياب أمام المحقق العدلي الذي استجوبه على مدى ساعتين ونصف الساعة، بحضور وكيليه القانونيين الوزير السابق رشيد درباس، ونقيبة المحامين السابقة في بيروت أمل حداد، وحضور وكلاء الادعاء الذين يمثلون الضحايا وذويهم.
وفي حين رفض دياب الإدلاء بأي تصريح، أشار النقيب درباس إلى أن موكله «أصر على الحضور كي لا يكون سبباً في عرقلة التحقيق». وإذ وصف الجلسة بأنها «مريحة»، قال: «قدّم موكلي أجوبة واضحة على كلّ الأسئلة التي طُرحت عليه، وأن المحقق العدلي أدار الجلسة بحكمة، إذ إنه كلّما طرح القاضي البيطار سؤالاً على الرئيس حسان دياب، كان يبرز له مستنداً ويطلب منه الاطلاع عليه بعد إعطاء جوابه».
وأضاف درباس: «ركزنا، خلال الجلسة، على مسألتين؛ الأولى أن الرئيس حسان دياب هو من أحال قضية انفجار المرفأ إلى المجلس العدلي، والثانية تمسكنا بمبدأ صلاحية المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، وسندلي بذلك في حال إحالتنا إلى المجلس العدلي، لكن نأمل أن ينتهي الأمر بمنع المحاكمة عن الرئيس دياب».
ولم يحدد البيطار موعداً لاستجواب النائب الحالي ووزير الأشغال السابق غازي زعيتر، في هذه القضية، وعزا المصدر القضائي السبب إلى أن المحقق العدلي سيؤخر الجلسات إلى ما بعد انتهاء مهمة الوفد الفرنسي، كما أنه قد يؤخر استدعاء زعيتر إلى ما بعد شهر أيار (مايو) المقبل، وهو موعد انتهاء الدورة العادية للبرلمان اللبناني التي لا يجوز ملاحقة النواب خلالها.
****************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
عون نعمل بصمت من أجل الحلّ الديبلوماسي
الى روما طار رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وعقيلته للمشاركة في مراسم تشييع قداسة البابا فرنسيس اليوم في الفاتيكان ، حيث ستجتمع كوكبة من رؤساء دول العالم لمناسبة الحدث الجليل. وفور وصوله امس القى عون وعقيلته والوفد المرافق النظرة الاخيرة على جثمان البابا.
اما في بيروت فيستمر الدوران في حلقة نزع السلاح والانتخابات البلدية، في ظل مواقف متقدمة اطلقها اليوم رئيس المجلس نبيه بري وضع فيها تسليم السلاح في خانة الاشتراط على اسرائيل تنفيذ الشروط المطلوبة منها.
لن نسلم السلاح
فقد أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري، “اننا لن نسلّم السلاح الآن قبل تنفيذ الشروط المطلوبة من إسرائيل. سلاحنا هو أوراقنا التي لن نتخلّى عنها بلا تطبيق فعليّ لاتّفاق وقف النار والذهاب إلى حوار في مصيره”، واذ اكد تأييده للحوار بين رئيس الجمهورية والحزب، اعرب عن إرتياحه إلى تمسّك عون بمواصفاته وشروطه. وقال بري في حديث لـ”أساس ميديا”: “من المهمّ أيضاً الضغط على الجيش الإسرائيلي لكي ينفّذ ما عليه من التزامات اتّفاق وقف النار. نحن نفّذنا المطلوب منّا ولا أحد يشكّك في ذلك. أمّا هو فلا. هذه مسؤولية الأميركيين حتماً، وذلك يعني أيضاً أنه لا نسلّم كلّ أوراقنا ونضعها على الطاولة. المطلوب منّا اثنان أنجزهما لبنان، وهما نشر الجيش في الجنوب وانسحاب “الحزب” منه، وهو مذّاك لم يطلق رصاصة. كلاهما تمّا. أمّا المطلوب من إسرائيل فليس كذلك. عليها وقف نهائي للنار والانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلّة، وكلاهما لم يحصلا، بل تضاعف إسرائيل من اعتداءاتها وغاراتها. لتوقف النار على الأقلّ”.
دعوة الى القمة
وقبيل سفره، تسلم رئيس الجمهورية رسالة خطية من رئيس جمهورية العراق عبد اللطيف جمال رشيد نقلها اليها وزير الثقافة والسياحة والاثار العراقي السيد احمد فكاك البدراني، تضمنت دعوة رسمية لحضور اعمال مؤتمر القمة العربية بدورته العادية الرابعة والثلاثين ومؤتمر القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورته الخامسة اللذين تستضيفهما بغداد ( دار السلام) يوم السبت في 17 أيار المقبل.
اشادة اميركية
الى ذلك وغداة اقرار قانون السرية المصرفية في الجلسة التشريعية امس، نقلت وزارة الخارجية الأميركية، عن نائبة الموفد الرئاسي الأميركي مورغان أورتاغوس، إشادتها بإقرار لبنان لقانون السرية المصرفية، ودعمها للإصلاحات الاقتصادية الملحة في قطاعه المصرفي والمالي.
…وفرنسية
من جهته، كتب السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو عبر حسابه على “أكس”: “يشكّل إقرار قانون السرية المصرفية في مجلس النواب خطوة واعدة على طريق الإصلاحات الاقتصادية والمالية. إعادة الثقة في القطاع المصرفي تمرّ أيضاّ عبر إقرار مشروع القانون حول إصلاح القطاع المصرفي في المرحلة التالية”.
…وبريطانية
اما السفير البريطاني هاميش كاول فكتب عبر منصة “اكس”: “يسعدني أن أرى مجلس النواب اللبناني يقّر قانون رفع السرية المصرفية الجديد”. واكد “ان الشفافية حيوية للثقة والاستثمار والمساعدة والمساءلة”. وختم: “هذه إشارة قوية للالتزام بالإصلاحات الضرورية لمستقبل لبنان. من الرائع رؤية رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والوزراء والنواب يمهدون الطريق لها”.
دياب يمثل
في المقلب القضائي، مثل رئيس الحكومة الأسبق حسان دياب أمام المحقق العدلي في ملف تفجير مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار لإستجوابه. وحضر معه وكيلاه النقيبان امل حداد ورشيد درباس بحضور عدد من المحامين من ممثلي جهة الادعاء الشخصي. وخرج دياب من دون الإدلاء بأي تصريح وتحدث وكيله رشيد درباس معتبرا أن دياب متمسك بالتحقيق وقد رد على كل الاسئلة وتبلغ بالجلسة عبر الاعلام واتى لعدم عرقلة التحقيق بالرغم من انه تقدم سابقا بدعوى مداعاة الدولة. وقال دياب بعد مغادرته قصر العدل ان الجلسة كانت ممتازة. وفي سياق متصل، افيد بأن وفدًا قضائيًا فرنسيًا سوف يزور بيروت الاثنين المقبل بطلب من القضاء اللبناني لتزوده بآخر نتائج تحقيقاته حول انفجار المرفأ ويحق له الإطلاع على نتائج تحقيقات لبنان، كما أفيد بأن فرنسا سلّمت لبنان نتائج تحقيقاتها حول التربة وصور الأقمار الاصطناعية بانفجار المرفأ، وأن نسبة كبيرة من التحقيق بانفجار مرفأ بيروت تم إنجازها وتبقت بعض الثغرات قبل إنتهاء التحقيق ولا مهلة محددة لإنجازه، وأن الدول كافة تعاونت مع لبنان وأعطته صور الأقمار الاصطناعية بعد انفجار المرفأ وستكشف بعد انتهاء التحقيق .
تدابير حدودية
امنياً، اعلنت قيادة الجيش في بيان ان “بتاريخ 24 /4 /2025، حصل تبادل لإطلاق النار في منطقة الهرمل عند الحدود اللبنانية السورية بعد إطلاق نيران من الجانب اللبناني باتجاه الأراضي السورية نتيجة خلافات حول أعمال تهريب، وردَّ الجانب السوري على مصدر النيران، ما أدى إلى وقوع جرحى من الجانبين. على أثر ذلك، اتخذت وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة تدابير أمنية استثنائية على طول الحدود بهدف تحديد مصدر إطلاق النار داخل الأراضي اللبنانية، ونفذت عمليات دهم بالتزامن مع عمليات رصد وتتبع من قبل مديرية المخابرات، فأوقِف بنتيجتها المواطن (أ.أ.) المشتبه بتورطه في إطلاق النار، إضافة إلى انتمائه إلى مجموعة مسلحة تنشط في أعمال التهريب. في موازاة ما سبق، أجرت قيادة الجيش اتصالات مكثفة مع السلطات السورية ما أفضى إلى احتواء التصعيد، فيما تستمر الوحدات العسكرية في اتخاذ التدابير اللازمة لضبط الوضع، ويجري العمل على ملاحقة بقية المتورطين في عملية إطلاق النار.
****************************************
افتتاحية صحيفة الديار
ما سر الحملة الاميركية على جنبلاط؟
محمود عباس في بيروت ودمشق لبحث السلاح الفلسطيني
تحسينات على الأجور الاثنين والعام الدراسي «مبتور» ونفق المطار بلا إنارة – رضوان الذيب
الشروط الاميركية الاسرائيلية للحل لم تتبدل قطعيًا بين 2003 و2025، وحملها وزير خارجية اميركا الاسبق كولن باول الى دمشق وتضمنت: طرد مسؤولي حركة ح والجهاد الاسلامي والفصائل الفلسطينية من سورية ولبنان، محاصرة الحزب، ومنذ العام 2003 دخلت المنطقة في حروب وتوترات صغيرة وكبيرة ومتغيرات لتنفيذ ما تريده واشنطن.
وفي المعلومات المؤكدة، ان واشنطن تريد من لبنان وسورية مباشرة الاجراءات الفورية لطرد مسؤولي حركة ح والجهاد الاسلامي وبعض الفصائل من اراضيهما، ودمشق باشرت حملة اعتقالات واسعة شملت مسؤول الجهاد الإسلامي في سورية المهندس خالد خالد والمسؤول التنظيمي ياسر الزفري والعديد من الكوادر، كما وصلت الحملة الى بعض قيادات حركة ح، وسيتبع ذلك زيارة لمحمود عباس الى سوريا ولبنان قريبا لمناقشة كل التفاصيل المتعلقة بالسلاح الفلسطيني وحصره بمنظمة التحرير الفلسطينية ووجود حركة ح والجهاد في سورية ولبنان واوضاع المخيمات.
وفي المعلومات ايضا، ان واشنطن لن تتخلى عن شروطها وضغوطها تجاه لبنان وسورية لتنفيذ ما تريد، والاعتداءات الاسرائيلية على مسؤولي حركة ح والجهاد ستتوسع في الاسابيع المقبلة لخلق بيئة شعبية ضاغطة لترحيلهم. وفي معلومات مؤكدة، ان الاميركيين يراقبون التصريحات السياسية للقيادات اللبنانية بدقة عالية ويشرفون بشكل مباشر على كل المسائل، وتواصل مسؤولون اميركيون رفيعون مع بعض القيادات اللبنانية وسألوهم عن مواقفهم الاخيرة الرافضة للتطبيع مع العدو الاسرائيلي، وعاتبوهم «هل انتم معنا او ضدنا ؟» «انتم معنا عليكم الالتزام بسياساتنا، وضدنا فأنتم لستم حلفاءنا». وفي هذا الاطار، كان لافتا مدى التوتر العالي بين جنبلاط والمسؤولين الاميركيين في المنطقة، ولم يقتصر على ارتاغوس فقط، مما ادى الى تدخل الرياض للتهدئة ، لكن الزعيم الجنبلاطي كان حاسما «اذا استمررتم في انتقاداتكم لن اسكت وسأرد» علما انه لم يحصل اي اتصال بين جنبلاط والسفارة الاميركية منذ الجدال الأخير.
وفي المعلومات، ان الاستياء الاميركي من جنبلاط يعود الى نزوله المباشر والعملي على الأرض وقيادة التصدي لمحاولات التطبيع مع اسرائيل في السويداء من قبل شيخ عقل الدروز في جبل العرب حكمت الهجري، ونجح جنبلاط، من خلال اتصالاته مع الأمير حسن الأطرش والشيخين يوسف جربوع والحناوي، في خلق بيئة درزية واسعة ضد التطبيع ومع الحكم السوري الجديد، وعبروا عن ذلك بتظاهرات واسعة وحاشدة، وامنوا التواصل مع محافظ السويداء التابع للشرع، علما ان مندوبا دائما لجنبلاط في سورية يتولى التحركات ودعم إجراءات النظام في السويداء. لكن اللافت، ان اسرائيل سمحت امس لـ600 شيخ درزي من سورية بزيارة مقام النبي شعيب في فلسطين المحتلة ولقاء الشيخ موفق ظريف في حضور مسؤولين اسرائيليين، وهذه الخطوة هي الأولى منذ 1948 .
لكن اللافت يبقى، حجم تدخلات الموساد الاسرائيلي في منطقة السويداء والجولان لخلق فتنة سنية درزية، مع المعلومات عن اختفاء 22 شابا درزيا في حمص كانوا متوجهين الى لبنان عبر المعابر غير الشرعية، وتم العثور على جثة احد الشباب .
واللافت، ان جنبلاط يتعرض لحملة محلية وخارجية مصحوبة بانتقادات عنيفة بسبب مواقفة الرافضة للتطبيع مع العدو، بالإضافة إلى وقوفه ضد مشاريع التفتيت واقامة الكانتون الدرزي من الزرقاء في الأردن الى حاصبيا وتحويل الدروز الى «حرس حدود».
هذه التطورات التطبيعية، حسب المعلومات، تغذيها أخطاء جماعة احمد الشرع ايضا، من خلال عمليات الخطف ضد كل مواطن يخرج من السويداء، كما قاموا بمحاولات لاقتحام أحياء في ريف المحافظة وطرد الدروز منها، لكن الطيران الاسرائيلي تدخل سريعا وضرب كل محاولاتهم الهجومية.
تحقيقات انفجار المرفا
ذكرت تقارير اعلامية فرنسية وعربية، ان فرنسا أعطت لبنان نتائج تحقيقاتها حول التربة وصور الأقمار الصناعية المتعلقة بانفجار مرفا بيروت، مضيفة ان الوفد القضائي الفرنسي يصل الى بيروت الاثنين. وكشفت التقارير الاعلامية، ان معظم الدول تتعاون مع التحقيق اللبناني وسلمته صور الأقمار الصناعية. وكان الرئيس السابق للحكومة حسان دياب، قد مثل امام قاضي التحقيق في انفجار المرفأ طارق ذياب في حضور محاميه، واستمرت التحقيقات لساعتين ونصف ووصفها دياب بانها جرت في اجواء جيدة.
تحسينات على الأجور الاثنين
تجتمع لجنة المؤشر للرواتب والأجور الاثنين برئاسة وزير العمل محمد حيدر، لدرس كل الأوراق المقدمة من القطاعات النقابية والاقتصادية للتوافق على خلاصة مشتركة لتصحيح الرواتب والاجور بعد سلسلة اجتماعات للجنة المؤشر، في ظل اقرار الجميع بان الرواتب الحالية غير منصفة، لكن الوصول الى سلسلة جديدة للرتب والرواتب امر مستحيل قبل المباشرة بالاصلاح الإداري وتصحيح وضع القطاع العام.
وفي المعلومات، ان التوافق تم على تحسين الرواتب في المرحلة الحالية كون الحد الأدنى للموظف يصل الى 18 مليون ليرة في الشهر، بينما معظم مراكز الدراسات توصلت الى استنتاج، بان ما تحتاج اليه عائلة مكونة من 4 أشخاص يصل الى حدود 50 مليون ليرة بالشهر، اما الرواتب فقد خسرت 56 ضعفا من قيمتها مقارنة بالرواتب قبل عام 2019، لكن بعض المشاركين في لجنة المؤشر يستبعدون الوصول الى توافق حول التحسينات بسبب رفض الهيئات الاقتصادية لاي زيادة .
وعلم ايضا، ان النقاشات ستتناول الغبن اللاحق بتعويضات الموظفين الذين غادروا الخدمة بعد عام الـ 2019 وتقديمات تعاونية موظفي الدولة والضمان الصحي. وحسب بعض الخبراء الذين واكبوا عمل لجنة المؤشر، فان المشكلة الأساسية تبقى في تغطية تكاليف الزيادة دون ضرائب جديدة على المواطنين .
المتعاقدون في المدارس واصلوا اضرابهم
واصل المتعاقدون في التعليم الاساسي اضرابهم للأسبوع الثالث، بينما تراجع المعلمون في الملاك الرسمي عن الإضراب، بعد تلقيهم وعودا بان وزارة المالية تقوم باعداد الجداول المالية الجديدة ومتفرعاتها وبدل الإنتاجية مع مفعول رجعي منذ اول شباط، على ان تبدأ عمليات تحويل الأموال الى المصارف مطلع الاسبوع المقبل. في المقابل، واصل المتعاقدون اضرابهم للأسبوع الرابع وهم يشكلون 75% من أفراد الهيئة التعليمية واكثر، مما يعرقل عودة الدراسة الى وضعها الطبيعي في كل لبنان ، اما الدراسة للطلاب السوريين بعد الظهر فهي تسير بشكلها الطبيعي، وهدد المتعاقدون مع وزارة التربية بتصعيد التحركات والامتناع عن المشاركة في الامتحانات وعمليات المراقبة والتصحيح.
وعلم، ان وزارة التربية تدرس فكرة تمديد العام الدراسي او تقليص البرامج اذا استمر الإضراب ولم تتخذ اي قرار حتى الان.
نفق المطار والموت اليومي
لم تتجاوب وزارة الاشغال حتى الان مع نداءات المواطنين باضاءة نفق المطار رغم حوادث القتل اليومية وزحمة السير وعذابات المواطنين. وكان وزير الاشغال السابق علي حمية قام بانارة النفق بالحد الأدنى وبتمويل من بعض الشركات، لكن الانارة معطلة منذ شهر دون اي تحرك من الوزارة.
****************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
عون: الحل دبلوماسي وإن كانت نتيجته غير سريعة
«أرنب» بري: الانسحاب أولاً …و«الحزب» يتحرّش بـ «اليونيفيل» وبقاعاً
عاد لبنان إلى مربع ظنّ اللبنانيون أنهم غادروه، تمثل بالموقف المفاجئ لرئيس مجلس النواب نبيه بري المتماهي مع موقف «الحزب» من السلاح. أتى هذا التطور بعد أيام من التمرّد الدبلوماسي الذي قاده سفير إيران في لبنان مجتبى أماني ضد وزارة الخارجية التي استدعته مرتين لمساءلته حول تدخله السافر في ملف سلاح «الحزب».
واكتمل المربع أمس بعودة ظاهرة تحرش «الأهالي» في الجنوب بقوات «اليونيفيل» متوازياً مع انخراط «الحزب» في توتير الأوضاع على الحدود الشرقية بين لبنان وسوريا.
ماذا قال بري في ما وصف بأنه «أرنب» جديد يخرجه من كمه كعادته في مرات عدة؟ فقد قال في حديث إعلامي أمس: «إننا لن نسلّم السلاح الآن قبل تنفيذ الشروط المطلوبة من إسرائيل… نحن نفّذنا المطلوب منّا ولا أحد يشكّك في ذلك. أمّا الإسرائيلي فلا. هذه مسؤولية الأميركيين حتماً»
ورأت مصادر وزارية عبر «نداء الوطن»، أن هذا أول موقف للرئيس بري معلن بعد المواقف المتوترة لـ «الحزب». وكان الانطباع أن بري مع رئيس الجمهورية جوزاف عون يذهبان إلى تلبية الالتزامات المتعلقة ببسط سيادة الدولة. أضافت: «أن بري يقول تقريباً كلام «الحزب» حول السلاح».
عون وملف السلاح
في المقابل، شدد رئيس الجمهورية جوزاف عون على الحل الدبلوماسي، «فاللبنانيون ملوا الحروب»، قائلا: «إن العمل الدبلوماسي قد لا يعطي نتيجته سريعاً، لكننا نعمل يومياً مع الجهات الدولية بعيداً عن الإعلام لتحقيق الغاية المطلوبة». وأتى موقف الرئيس عون قبيل توجهه أمس وعقيلته إلى روما للمشاركة في تشييع البابا فرنسيس.
وفي وقت يبقى ملف السلاح الأساس على الساحة، تتجه كتلة «الاعتدال الوطني» إلى تكثيف اللقاءات من أجل تسريع تسليم السلاح، وفي هذا الإطار يؤكد النائب وليد البعريني لـ «نداء الوطن» أنه «لا مفر من تسليم السلاح وحصره بيد الدولة، ونحن ككتلة ندعم عمل الرئيس عون في هذا الإطار، وأي تأخير في حل هذا الملف سيجلب الويلات على لبنان، لذلك ندعو «الحزب» إلى المبادرة وتسليم سلاحه إلى الجيش لأنه حامي الجميع».
إلى ذلك، يواكب لبنان مع العالم وداع البابا فرنسيس، وأكدت مصادر بكركي لـ «نداء الوطن»، أن البابا أحب لبنان كما أحبه اللبنانيون ورحيله خسارة لكل البلد وليس للكاثوليك فقط، وهو الذي رافقنا في أصعب مرحلة منذ تأسيس الكيان، وكان يتابع أدق التفاصيل، وبالطبع ستبقى عين الفاتيكان وقلبه مع بلدنا».
غليان شيعي بعد تغريدة السفير الإيراني
توازياً، يشهد الوسط الشيعي في لبنان غلياناً متصاعداً بعد تغريدة السفير الإيراني مجتبى أماني، التي اعتُبرت تغطية على مفاوضات طهران مع واشنطن، ما فتح الباب أمام موجة انتقادات من داخل البيئة الشيعية نفسها، بما في ذلك أصوات قريبة من «الحزب».
من الجنوب إلى البقاع: «الحزب» يتحرّش
ميدانياً، أقدم «شابان» من بلدة طيردبا شرق صور، كانا على متن دراجة نارية، على اعتراض طريق دورية مؤللة تابعة لقوات «اليونيفيل» أثناء مرورها في أحد شوارع البلدة، ما اضطر الدورية إلى التراجع ومغادرة المكان.
وتعليقاً على الحادثة، قالت مصادر سياسية لـ «نداء الوطن»، إنّ الحادث ليس عفوياً وربما جاء كردّ فعل ولـ «ردّ الاعتبار»، بعد الجولة التي أجراها أول من أمس الخميس وفد أميركي، داخل موقع عسكري سابق لـ «الحزب» في يحمر الشقيف، برفقة الجيش، بموازاة تحرّك ميداني للقوة الفرنسية العاملة في «اليونيفيل» في منطقة وادي الحجير.
واستغربت المصادر نفسها هذا الاعتداء الجديد، مذكّرة أنّه «لدى توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، زار قائد «اليونيفيل» أرولدو لاثارو الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، وأبلغهما أن قواته بحاجة للدخول إلى بعض المناطق بكل حرية من أجل تنفيذ مهامها. وحينها حصل منهما على موافقة ضمنية، وعليه تحرّكت قوات «اليونيفيل» منذ ذلك الحين، بطريقتين: أحياناً دخلت، بمرافقة الجيش اللبناني، إلى مناطق كانت محظورة عليها سابقاً، وأحياناً أخرى، نفذت سلسلة دوريات من دون مواكبة الجيش، ولم يحصل أي إشكال».
من جهتها، جدّدت مصادر السراي الحكومي «دعم الحكومة الكامل للجيش اللبناني والمهام التي يقوم بها بالتعاون مع قوات «اليونيفيل» التي يحتاجها لبنان ويريد تمديد مهمتها».
في البقاع، نجح لبنان وسوريا في ضبط توتر أمني مفاجئ أول من أمس الخميس، وأعلنت قيادة الجيش في بيان لها أمس «أن تبادلاً لإطلاق النار وقع الخميس في منطقة الهرمل، بعد إطلاق نيران من الجانب اللبناني باتجاه الأراضي السورية نتيجة خلافات حول أعمال تهريب، وردَّ الجانب السوري على مصدر النيران، ما أدى إلى وقوع جرحى من الجانبين. على أثر ذلك، اتخذت وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة تدابير أمنية استثنائية على طول الحدود».
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع السورية، «أن «الحزب» أطلق 5 قذائف مدفعية من لبنان باتجاه القصير في ريف حمص وتم الرد. وأوقفت القوات السورية الرد على مصادر النيران في لبنان بطلب من الجيش اللبناني».
ملف تفجير المرفأ: تعاون دولي ومرحلة تحقيق متقدمة
قضائياً، يتجه المحقق العدلي القاضي طارق البيطار إلى تعزيز التعاون القضائي الدولي في ملف تفجير مرفأ بيروت، بالتزامن مع وصول وفد قضائي فرنسي إلى بيروت بعد غد الإثنين ، لتسليم تقرير نهائي يتضمن نتائج تحقيقات أمنية وفنية أجراها خبراء فرنسيون منذ عام 2020، عقب مقتل ثلاثة فرنسيين بالانفجار.
وأمس، أنهى القاضي البيطار استجواب رئيس الحكومة الأسبق حسان دياب الذي حضر الجلسة رغم عدم تبليغه رسمياً بسبب تواجده سابقاً خارج البلاد. وقد نصحه مفتي الجمهورية بالحضور، كما التقى رئيس البرلمان نبيه بري قبل الجلسة. دياب، برفقة محاميه رشيد درباس، شدد على احترامه التحقيق لكنه أكد أن صلاحية محاكمته تعود إلى المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، كونه أحال الملف إلى المجلس العدلي بعد الانفجار.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :