بين التفسير النفسي والاعتقاد الطبي.. مفهوم الأحلام ورموزها وتأويلاتها
يعدّ تفسير الأحلام أمرا شائعا لدى حضارات ودولة مختلفة، مثل: الصين والهند وبلاد فارس. من ذلك المعتقدات الهندوسية القديمة التي تنظر للحلم على أنه واحد من الحالات الثلاث التي تعيشها الروح: حلم، يقظة، نوم. ويحدث الحلم حين تغادر الروح الجسد وتهيم في عالم الأحلام إلى أن يستيقظ الحالم.
اهتمّ أصحاب الديانة اليهودية بتفسير الأحلام على نحو خاص لإيمانهم بالقدرة على استخلاص الدروس منها ولعدها وسيلة لتلقي الوحي.
وربط العبرانيون القدماء أحلامهم بدينهم بشكل كبير، وفرقوا بين الأحلام الجيدة (التي تأتي من الله) والأحلام السيئة (التي تأتي من الأرواح الشريرة).
كما عُنِي المسيحيون أيضا بتفسير الأحلام، وأعطوها الأهمية ذاتها بعدّها مصدرا لتلقي الوحي.
أما المسلمون فقد صنفوا الأحلام 3 أنواع:
"الرؤيا" وهي من الله تعالى، وقد يراد بها التبشير بالخير أو التحذير من الشر.
"حديث الشيطان" وهو ما يراه النائم من مكروه.
"أضغاث الأحلام" وهي الأحلام اليومية التي لا تحمل أي معنى أو أنها تعكس ما عاشه الحالم خلال يقظته.
منهج فرويد في تفسير الأحلام
يعدّ سيغموند فرويد مؤسس التحليل النفسي أول من تحدث عن تفسير الأحلام وربطها بعلم النفس، وقد ألف كتابا مشهورا في هذا الأمر وُسِمَ بـ "تفسير الأحلام".
ففي أواخر القرن الـ19، وضع فرويد نظرية مفادها أن الأحلام انعكاس لـ"رغبات العقل اللاواعي" للشخص الحالم، بمعنى آخر يحاول الحالم تحقيق رغباته اللاواعية من خلال الأحلام، وفي معظم الأحيان تتعلق تلك الرغبات بذكريات الطفولة وتجاربها، وقد تعكس المخاوف المختبئة في عالم اللاوعي وتظهر في الأحلام.
ويقود تحليل فرويد إلى استنتاج يوضح أنه لا يوجد تفسير واحد للأحلام ينطبق على الجميع، فكل شخص يرى في أحلامه ما يتعلق به، من تجارب ورغبات ومخاوف لا تشبه بالضرورة رغبات الآخرين ومخاوفهم.
ويؤيد الكثيرون هذه النظرية في وقتنا الحالي رغم الانتقادات التي طالت فرويد في ذلك الوقت، إذ يعتقد كثيرون أن الأحلام تخبرهم الكثير عن رغباتهم اللاواعية، وقد أجرى باحثون استطلاعا شمل طلابا من الولايات المتحدة والهند وكوريا الجنوبية، ووجدوا أن 74% من الهنود، و 65% من الكوريين الجنوبيين، و56% من الأميركيين يعتقدون أن لأحلامهم محتوى ضمنيا يزودهم بنظرة ثاقبة حول معتقداتهم ورغباتهم اللاواعية.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي