أدب الأسرى في فلسطين أحد تجليات الظاهرة الاستعمارية التي أدت إلى نشوء "دولة" احتلال، تعتمد على القوة والعنف والتعذيب، وتزج بمن يقاومها ومن يعترض على وجودها في المعتقلات والسجون اللاإنسانية.
وتبدو الكتابة في مثل هذا الحال فعل ضرورة ومقاومة يلجأ إليها الأسير، ويخوض صراعات دامية وقاسية ليستحقّها ويسمح له ببعض أدواتها.
وذلك أن السجان الكولونيالي يحاول عزله عن العالم ويحاول قتله وتدميره بكل السبل النفسية والجسدية، فتغدو الكتابة نافذة من نوافذ الحفاظ على الحياة والاتصال بالآخرين وبالعالم الخارجي.
ويحاول الأسير من خلالها التمسك بالصمود والحفاظ على حياته الفعلية والنفسية قدر ما يستطيع، ومعنى هذا أن كتابة الأسرى ليست ضربا من ترف الكتابة أو التعبير عن ميول أدبية طارئة وإنما هي لون أصيل من ألوان التعبير الإنساني، وسبيل من سبل الحياة بأوسع معانيها ومتطلباتها.
ويبدو كتابة الأسرى أقرب إلى أدب تجربة واقعية وتاريخية أكثر مما هو أدب ضارب في التخييل، وإذا كنا نربط بين المبنى والمعنى والشكل والمضمون ونراهما وجهين لكيان واحد يصعب فصل أطرافه ومكوناته، فإننا في أدب الأسرى نرى المضمون يسابق الشكل، ونرى المعنى يستعجل الظهور قبل المبنى.
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي