اتفاقية سايكس بيكو 1916: لحظة مفصلية في تاريخ المنطقة
في عام 1916، ووسط اشتعال الحرب العالمية الأولى، تم توقيع واحدة من أخطر الاتفاقيات التي غيّرت وجه المنطقة إلى يومنا هذا: اتفاقية سايكس بيكو.
هي معاهدة سرّية عقدتها فرنسا وبريطانيا، بموافقة من الإمبراطورية الروسية ومشاركة لاحقة من إيطاليا، لتقسيم الهلال الخصيب – أي بلاد الشام والعراق – إلى مناطق نفوذ بين القوى الاستعمارية المنتصرة، تمهيدًا لتقسيم الدولة العثمانية بعد سقوطها.
أطراف الاتفاقية:
بريطانيا (مثّلها الدبلوماسي مارك سايكس)
فرنسا (مثّلها فرانسوا جورج بيكو)
روسيا القيصرية (وافقت كمراقب ومستفيد لاحقًا)
إيطاليا (انضمت لاحقًا باتفاقيات منفصلة)
مضمون الاتفاقية:
تم تقاسم المنطقة كالتالي:
فرنسا تأخذ الساحل السوري ولبنان وولاية أضنة (المنطقة الزرقاء).
بريطانيا تحصل على جنوب العراق والكويت ومنطقة الخليج (المنطقة الحمراء).
فلسطين توضع تحت إدارة دولية خاصة (بالاتفاق مع روسيا)، وكانت هذه التهيئة لوعد بلفور لاحقًا.
وتم تقسيم مناطق النفوذ الإضافية إلى مناطق "تحت الإدارة المباشرة" وأخرى "تحت النفوذ" دون إدارة رسمية.
ما الهدف؟
تقاسم الإرث العثماني قبل أن تنتهي الحرب، على فرضية أن الوفاق الثلاثي (بريطانيا وفرنسا وروسيا) سينتصر ويُسقط الدولة العثمانية.
لماذا هي خطيرة؟
تجاهلت تمامًا تطلعات الشعوب العربية في الاستقلال والحرية.
قسّمت أوصال منطقة مترابطة حضاريًا وتاريخيًا.
خلقت حدودًا مصطنعة ما زلنا نعاني من نتائجها حتى اليوم.
شكلت الأساس لما تبعها من وعد بلفور والانتدابات والاحتلالات.
العرب كانوا على الهامش
في الوقت الذي كان فيه العرب يقاتلون إلى جانب الحلفاء ، أملاً في دولة عربية موحدة، كانت هذه المؤامرة تُحاك في الغرف المغلقة... وهكذا، بدل أن يُكافأ العرب على تحالفهم، تم تقسيمهم إلى دول تحت الوصاية والانتداب.
ختامًا:
سايكس بيكو لم تكن مجرد اتفاقية سياسية، بل كانت زلزالاً تاريخيًا أعاد تشكيل خريطة المشرق العربي... وما زلنا نعيش توابعه حتى يومنا هذا.
أكيد! إليك مجموعة هاشتاجات مناسبة للمنشور حول اتفاقية سايكس بيكو، بالعربية والإنجليزية، لتوسيع الوصول والتفاعل:
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي