ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، في أول أيام عيد الفطر مجزرة بحق نازحين في خان يونس، ونفذت غارات كثيفة أسفرت عن عشرات الشهداء والجرحى في قطاع غزة.
وتركزت الغارات إلى حد كبير على خان يونس ورفح جنوبي القطاع لكنها شملت مناطق أخرى بينها أحياء في مدينة غزة.
وأفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 20 شخصا -بينهم أطفال ونساء- بنيران قوات الاحتلال في القطاع منذ فجر اليوم.
وفي الساعات الأولى من أول أيام العيد، دوّت الانفجارات نتيجة الصواريخ وقذائف المدفعية الإسرائيلية في عدة مناطق بالقطاع.
وقالت قناة الأقصى الفضائية إن 17 شهيدا وصلوا لمجمع ناصر الطبي في خان يونس جراء غارات إسرائيلية استهدفت جنوبي قطاع غزة منذ الفجر.
مجازر العيد
مجزرة بالمواصي
وأفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 9 أشخاص -بينهم نساء وأطفال- وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي استهدف خياما للنازحين بمنطقة المواصي غرب خان يونس.
وبثت وسائل إعلام فلسطينية صورا لأطفال شهداء بملابس العيد استهدفتهم طائرات الاحتلال بينما كانوا يلهون بالقرب من الخيام.
وقبل ذلك كان أربعة شهداء من عائلة القاضي، سقطوا في قصف آخر استهدف خيمة نزوحهم غربي المدينة أيضا، كما سقط شهيدان و10 مصابين جراء قصف نفذته مسيرة إسرائيلية على مجموعة من المواطنين في مخيم خان يونس، فيما استشهدت طفلة وسقط خمسة مصابين جراء قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلًا لعائلة القهوجي في بلدة بني سهيلا شرقي المدينة، كما استشهد شاب وأصيب آخرون جراء قصف خيمة تؤوي نازحين في ذات البلدة، وآخر من عائلة العقاد في قصف استهدف منزلا في وسط خان يونس.
وترافق ذلك مع قصف مدفعي وإطلاق نار مكثف من الدبابات الإسرائيلية على بلدة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس، والتي هدد سكانها بالنزوح القسري.
وفي مشاهد مؤلمة وحزينة خرجت جنازات الضحايا من مستشفى ناصر في مدينة خان يونس، في ساعات الصباح الأولى لعيد الفطر، وقد جرى دفنها في مقبرة المدينة القريبة.
وعلى وقع الحصار المشدد على غرب مدينة رفح جنوبي القطاع، شنت قوات الاحتلال عدة هجمات على المدينة، حيث سقط مواطن شهيدا، وأصيب أخرون جراء قصف منزلا شرقي المدينة، فيما سقط 10 إصابات بنيران قوات الاحتلال وسط رفح، جراء استهدافات من قبل جيش الاحتلال الذي يحتل “محور فيلادلفيا”، كما أصيب طفلان في قصف من مسيرة الاحتلال على المدينة، وحسب مصادر محلية فإن المناطق الشرقية للمدينة تعرضت أيضا لعمليات إطلاق نار وقصف مدفعي عنيف.
اختفاء المسعفين
وجاء ذلك في وقت لا يزال حي تل السلطان غربا يخضع لحصار مشدد، حيث يمنع الاحتلال وصول أي طواقم إغاثة للسكان، كما يحرمهم من وصول إمدادات الطعام والمياه.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إنه لليوم الثامن على التوالي، لا يزال مصير 9 من مسعفينا مجهولاً عقب إطلاق النيران بشكل مباشر عليهم من قبل قوات الاحتلال ما أدى لإصابة عدد منهم قبل انقطاع الاتصال معهم، وذلك عند توجههم لتلبية نداء لتقديم خدمات الإسعاف الأولي لعدد من المصابين جراء قصف في منطقة الحشاشين غرب رفح، وعبرت عن شعورها بالصدمة لقيام قوات الاحتلال باستهداف المسعفين خلال تأديتهم لعملهم الإنساني.
وأضافت في بيان أصدرته “️أن استهداف الاحتلال لمسعفينا وشارتهم الدولية لا يمكن اعتباره إلا جريمة عن سبق الإصرار والترصد، يحاسب عليها القانون الدولي الإنساني الذي يستمر الاحتلال في انتهاكه على مرأى ومسمع العالم”، مؤكدة أن عدم معرفة مصير المسعفين هو بمثابة “فاجعة كبيرة ليس فقط لنا بالهلال الأحمر وإنما للعمل الإنساني والإنسانية”، وحملت سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن سلامة وحياة المسعفين، وطالبت المجتمع الدولي بالضغط على سلطات الاحتلال للكشف عن مصير الطاقم المفقود، كما دعت المجتمع الدولي والدول الموقعة على اتفاقيات جنيف التحرك بخطوات جادة من شأنها توفير الحماية للطواقم الطبية.
إلى ذلك فقد تواصلت الهجمات المدفعية على المناطق الواقعة شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، كما تعرضت أطراف مخيمي البريج والمغازي الشرقية لقصف مماثل وعمليات إطلاق نار كثيف.
أما في مدينة غزة، فقد سقط شهيد وعدد من المصابين، جراء قصف الطيران الحربي ثلاث مركبات في مناطق متفرقة في حي التفاح شمال شرق المدينة، واستهدف الطيران المروحي بالنيران الرشاشة الثقيلة المناطق الشرقية لحي الشجاعية شرقي مدينة غزة
وسقط شهداء ومصابون، في استهداف طال منزلا في منطقة الجرن شمال قطاع غزة، كما سقطت شهيدة ومصاب جراء إطلاق طائرات مسيرة إسرائيلية “كواد كوبتر” النار على بيت لاهيا، وجاء ذلك على وقع استمرار الهجمات العنيفة على عدة مناطق هناك، خاصة تلك التي هددها جيش الاحتلال بالنزوح القسري.
إلى ذلك فقد أفرجت قوات الاحتلال عن خمسة أسرى من معبر كرم أبو سالم جنوبي القطاع، كانت قد اعتقلتهم خلال فترة الحرب، من عدة مناطق في قطاع غزة، وقد وصل الأسرى منهكين وعليهم علامات الإعياء، بسبب التعذيب وقلة الطعام في سجون الاحتلال.
وفي السياق، قالت حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” أن العيد يحل “وشعبنا الفلسطيني في قطاع غزّة والضفة الغربية والقدس، يواجه عدواناً صهيونياً همجياً، وسط حصار وتجويع وقتل وتدمير، في ظلّ صمت دولي مخزٍ ودعم أمريكي مطلق للاحتلال”.
ودعت الفلسطينيين إلى “تعزيز أواصر التكافل والتعاضد، وتجديد العهد على مواصلة طريق الصمود والمقاومة حتى التحرير والعودة”، كما طالبت الأمة العربية والإسلامية إلى مضاعفة جهود الدعم والإسناد للشعب الفلسطيني في غزة، ودعتها كذلك إلى “تحمّل مسؤولياتها في تصعيد الفعاليات الشعبية والضغط لوقف العدوان ورفع الحصار، ومناصرة قضية فلسطين العادلة حتى تحقيق النصر وزوال الاحتلال”.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :