يوم الأرض الفلسطيني... غزة تواجه التهجير والإبادة

يوم الأرض الفلسطيني... غزة تواجه التهجير والإبادة

 

Telegram

 

 

الهندي: الاحتلال الإسرائيلي يسعى جاهداً لإفشال نموذج المقاومة

 

المصري: القضية الفلسطينية تتعرض لأخطر مخطط لمصادرة الأرض وتهويدها

 

يمر يوم الأرض على الفلسطينيين في قطاع غزة هذا العام، في ظلّ ظروف صعبة واستثنائية مع استمرار حرب الإبادة للعام الثاني على التوالي، وحضور أكثر وضوحاً لمخططات التهجير التي تستهدف طرد أهالي غزة من أرضهم. ويوم الأرض الفلسطيني هو يوم يُحييه الفلسطينيون في 30 مارس/ آذار من كلِ سنة، وتَعود أحداثه لشهر مارس 1976 بعدما قامت السلطات الإسرائيلية بمصادرة آلاف الدونمات من الأراضي بالداخل المحتل، ما تسبب في اندلاع حراك جماهيري فاعل تحول لاحقاً لإحيائه سنوياً بسلسلة من الفعاليات على مستوى الداخل والخارج.

 

وتبدو المشاريع الإسرائيلية التوسعية الهادفة للتمدد في قطاع غزة قائمة من خلال توسعة المنطقة العازلة وعدم الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، أحد التحديات التي تواجه الفلسطينيين في ذكرى يوم الأرض. وبات الاحتلال الإسرائيلي يمنع الفلسطينيين من الوصول إلى الأراضي الموجودة في المناطق الشرقية بالتوازي مع مخططات التهجير التي يطرحها عبر حكومته الائتلافية والتي تستهدف تشجيع التهجير الطوعي في ظل تراجع وتيرة التهجير القسري خلال فترة الحرب.

 

أسقط أهل غزة منذ 7 أكتوبر 2023 مشروع التهجير القسري وخطة الجنرالات وتمكنوا من العودة بناء على اتفاق وقف النار

 

ويمني الاحتلال الإسرائيلي نفسه بأن توافق عدد من الدول على استقبال عشرات الآلاف من الفلسطينيين بعدما أنشأ وزير الأمن يسرائيل كاتس إدارة خاصة من أجل تهجير الفلسطينيين قسرياً من القطاع.

 

تحديات جسام في يوم الأرض

وتعكس ذكرى يوم الأرض هذا العام تحديات جسام، أبرزها غياب رؤية واضحة لانتهاء حرب الإبادة إلى الآن في ظل تجدد العدوان الإسرائيلي على غزة في 18 مارس الحالي، فضلاً عن عدم وجود اتفاق حقيقي بشأن تطبيق الخطة المصرية الخاصة بغزة التي جاءت لمواجهة خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتهجير أهل القطاع. بالتوازي مع ذلك، يعيش الفلسطينيون فصولاً متجددة من المعاناة عكست تمسكهم بالأرض، لا سيما بعدما أسقطوا سابقاً مشروع التهجير القسري وخطة الجنرالات (الخاصة بشمال القطاع) وتمكنوا من العودة بناء على اتفاق الدوحة لوقف إطلاق النار.

 

رصد

ومع تجدد الحرب الإسرائيلية، تراجع الحديث عن تهجير الفلسطينيين قسراً وبات الحديث ينصبّ على مشاريع تهجير "طوعية" تستهدف نقلهم إلى دول ثالثة عبر إسرائيل بهدف تفريغ القطاع من أهله وصولاً إلى إفراغه بشكل كامل. ويروج الاحتلال والإدارة الأميركية أن القطاع غير صالح للعيش بفعل التدمير الكبير الذي طاوله بفعل الحرب المتواصلة للعام الثاني، وعدم بدء عملية إعادة الإعمار، للترويج لفكرة التهجير الطوعي خلال الفترة الحالية.

 

وتقول فاطمة الداية من مدينة غزة إن إفشال مخطط التهجير يتطلب موقفاً فلسطينياً موحداً، إلى جانب جهود دبلوماسية تُمارس ضغطاً على المجتمع الدولي لرفض هذه المخططات والتأكيد على حق الفلسطينيين في البقاء على أرضهم. وتضيف الداية في حديث لـ"العربي الجديد" بذكرى يوم الأرض أن الفلسطينيين متمسكون بأرضهم رغم المعاناة التي يعيشونها جراء استمرار حرب الإبادة وغياب الإسناد الحقيقي لهم وعدم وجود أي بوادر تضع حدّاً لهذه الحرب المستمرة للعام الثاني على التوالي.

 

هاني المصري: مخطط التهجير ليس قدراً محتوماً إذا توحّد الفلسطينيون ثم انتقلوا لتشكيل جبهة عالمية عريضة تنقذ القضية

حكومة نتنياهو تريد "حسم الصراع"

أما محمود الخواجة، فلم يتمكن من الوصول إلى أرضه الواقعة شرقي مدينة خانيونس جنوب القطاع منذ شهور طويلة جراء حرب الإبادة الإسرائيلية وتعمّد الاحتلال استهداف الفلسطينيين حتى خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. ويقول الخواجة لـ"العربي الجديد"، إنه متمسك بحق العودة وبأرضه التي يزرعها ويرفض أي مشروع للتهجير خارج القطاع كون فلسطين للفلسطينيين وحدهم ولا يحق لأحد أن يهجرهم خارجها سواء بالحرب أو بشكل طوعي. ويضيف: "بدهم يهجرونا من جديد ويكرروا نموذج نكبة عام 1948 ونكسة عام 1967، (..) لكن فش مكان نروح عليه غير أرضنا في غزة أو يقبلوا بعودتنا للأراضي التي هجّر منها أبناؤنا وأجدادنا داخل فلسطين المحتلة".

 

ومنذ تولي الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو عاد الحديث عن التهجير وتصفية القضية الفلسطينية عبر ما يعرف بـ"حسم الصراع" للواجهة، لا سيما في ظل وجود أحزاب التيار الديني القومي داخل الائتلاف سواء بتهجير أهالي غزة أو الضفة.

 

في الأثناء، يقول عضو المكتب السياسي لحركة حماس، سهيل الهندي، إن غزة اليوم تقاتل دفاعاً عن الشعب الفلسطيني، في إشارة تعكس تمسك المقاومة بالحقوق والثوابت الفلسطينية والأرض. ويضيف الهندي لـ"العربي الجديد" أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى جاهداً لإفشال نموذج المقاومة الفلسطينية، لكنه سيظل يفشل في ذلك بفضل صمود الشعب الفلسطيني عموماً وأهالي غزة على وجه الخصوص.

 

ويؤكد عضو المكتب السياسي لـ"حماس" تمسك الحركة بمشروع المقاومة وعدم التخلي عنه، والصبر إلى جانب الفلسطيني على الرغم من الإبادة التي يشنها الاحتلال والمخططات التي تستهدف تصفية القضية. ويلفت إلى أن مشاريع التهجير ليست جديدة على الشعب الفلسطيني وتعود تاريخياً إلى خمسينيات القرن الماضي حينما سعى الاحتلال الإسرائيلي لنقل الفلسطينيين إلى سيناء وتوطينهم في تلك المنطقة للتخلص من القضية الفلسطينية.

 

ورغم تراجع تصريحات ترامب بشأن تهجير غزة وأهلها، إلا أن نتنياهو ووزراء حكومته ما يزالون يتمسكون بخطته المعلنة ورفض أي خطة بديلة عنها بذرائع أمنية وخشية تكرار أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 مرة أخرى.

 

من جانبه، يرى مدير مركز مسارات للأبحاث والدراسات الاستراتيجية، هاني المصري، أن القضية الفلسطينية تتعرض لأخطر مخطط لمصادرة الأرض وتهويدها وطرد سكانها، وهذا يعود إلى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية هي حكومة من المتطرفين الدينيين والسياسيين الذين يتبنون برنامج الحسم، وهو برنامج تصفية القضية الفلسطينية وإقامة "إسرائيل الكبرى".

 

ويقول المصري لـ"العربي الجديد" إن الفلسطينيين مطالبون بالعمل على إفشال هذا المخطط من خلال بلورة رؤية وبرنامج سياسي قادر على مواجهة التحديات والمخاطر وتوظيف الفرص المتاحة، وهذا يتطلب الوحدة أولاً وأخيراً. أما إذا لم تستطع الحركة السياسية الفلسطينية الراهنة والنظام السياسي الفلسطيني بمختلف مكوناته التصرف بسرعة وباتجاه صحيح، فالجميع سيندم، وفق تعبير المصري، وسيتسبب ذلك في مصادرة الأراضي وتهجير الشعب الفلسطيني. ويشير إلى أن مخطط التهجير ليس قدراً محتوماً على القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، ويمكن الرد عليه إذا توحّد الفلسطينيون أولاً ثم انتقلوا عبر برنامج وطني موحد نحو تشكيل جبهة عالمية عريضة تنقذ القضية الفلسطينية.

 

 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram