الراهب الروسي"غريغوري راسبوتين"
الراهب الروسي "غريغوري راسبوتين"
أحد أسوأ رجال الدين سمعة في التاريخ الروسي، إنه الراهب "غريغوري يافيموفيتش راسبوتين" الذي أثار جدلاً واسعاً حتى يومنا هذا، وأصبح مثالاً في انحراف رجال الدين ..!
ولد في 22 يناير عام 1869 في قرية بوكروفسكوي الريفية الواقعة في سيبريا، وظهرت لديه في طفولته رؤى مستمرة عن القوى الإلهية وقدرات الشفاء الخارقة، فمثلاً كان باستطاعته أن يبرئ حصاناً بمجرد لمسه، لكنه اكتسب في فترة مراهقته إسم راسبوتين (أي الفاجر بالروسية) بسبب علاقاته الجنسية الفاضحة.
في سن الثلاثين أصبح زوجاً وأباً لأربعة أطفال، وكان مولعاً بالشرب وسرقة الجياد، وترك قريته وأصبح مسافراً جوالاً في أنحاء روسيا وخارجها .
توجه راسبوتين في رحلاته الدينية الشاقة إلى جبل آثوس باليونان وساعده ذلك على اكتساب أنصار ذوي نفوذ مثل "هيرموجن، أسقف ساراتوي".
"راسبوتين" أحد أكثر الرجال تميزاً في التاريخ، فرغم كونه فلاحاً وأميًّا إلا أنه أصبح مقدساً وسط الفلاحين، وبعدها انتقل إلى القصر الملكي بعد إنقاذه للأبن الأكبر للقيصر نيقولا الثاني.
كان الإبن الأكبر للقيصر مصاب بمرض سيلان الدم فأنقذه راسبوتين فاقتنع القيصر والقيصرة بأنه قديس، وعاش السنوات السبع التالية ناصحاً لهما في القصر وأصبح قريب منها.
بعد هزيمة الجيش الروسي أمام الجيش الألماني قرر القيصر قيادة الجيش بنفسه وترك السلطة بيد الإمبراطورة التي كان راسبوتين مقرباً منها جداً بعد شفاء ابنها الأكبر .. سيطر "راسبوتين" على القرارات الداخلية والخارجية في القصر ورغم كل الاعتراضات والنفور الشديد من اعضاء أسرة رومانوف الحاكمة على راسبوتين وأفعاله الشخصية تجاههم وعدم تعامله معهم بما يليق إلا انهم كانوا يعلمون تأثيره الواسع على القيصر والامبراطورة وحاجتهم الشديدة إليه لعلاج ولي العهد .
كان راسبوتين كلما زاد نفوذه زاد أعدائه خصوصاً أنه اشتهر عنه أنه كان يعيش حياة السُكْر والعربدة خارج القصر الملكي، حتى أن اثنين من الرهبان أنصاره فيما مضى أصبحا على اقتناع تام أنه تجسيد حي للشيطان وحاولا قتله لكنه نجى منهما وأبلغ الامبراطور الذي قرر نفيهما.
عارض راسبوتين دخول بلاده في الحرب مع العثمانيين عام 1913 في دول البلقان، وتحدث إلى القيصر وقال أن الدخول في الحرب يعني نهاية حكم أسرة رومانوف وأن روسيا سوف تعاني منها (كنبوءه) ولكن بالطبع الضغوط الداخلية لم تترك للقيصر أي خيار سوى التدخل العسكري .
عام 1914 تعرض لمحاولة اغتيال فبينما كان في طريقه لإرسال ردّ لبرقية تلقاها رأى متسولة تعترض طريقه وتطلب منه نقوداً، مدّ راسبوتين يده إلى جيبه فأخرجت هي سكيناً وهاجمته بوحشية وأصابت الطعنة المعدة، وتمكن راسبوتين من إعاقة المرأة وسرعان ما تجمع الناس حول المتسولة وجذبوها إلى الوراء، ولكن تم علاجه منها.
وبعد كل هذه السلطة وأثناء الحرب العالمية الاولى
أصبح اللوم كله يقع على كتف راسبوتين بسبب الأوضاع السيئة للبلاد لدرجة أن مدينة سان بطرسبرغ أصبحت تلقب بمدينة الشيطان.
تعد قصة التآمر لاغتياله في 16 ديسمبر عام 1916 من القصص المليئة بالإثارة، حيث تآمر عليه مجموعة من أعدائه ودعوه إلى قصر مويكا بحجة أن إيرينا التي يشاع عنها أنها أجمل امرأة في سان بطرسبرغ تريد مقابلته، وقَبِل راسبوتين الدعوة ووضعوا له السم في الكعك والشراب لكنه كلما أكل وشرب ازداد نشاطاً، وبعد منتصف الليل قرروا اغتياله.. وقد كان من دبر هذا الإغتيال هم بعض أمراء العائلة المالكة
فخرجوا جميعاً بعد اطلاق النار وغادروا المكان
لكن أحدهم تذكر أنه نسي معطفه فعاد ليأخذه وقرر أن يفحص الجثة مرة أخرى فإذا بالشيطان يفتح عينيه ويهجم على رقبته بيديه، فصرخ الأمير حتى سمعه باقي الأمراء بالخارج فأسرعوا إليه وأطلقوا ثلاث أعيرة نارية على راسبوتين وقيدوه بالحبال وألقوا بجسده في نهر نيفا .
ومن العجيب أنه عند اكتشاف الجثة بعد يومين من الواقعة دل التشريح على أن راسبوتين كان لايزال حياً عندما أُلقي به في النهر وأن سبب موته الحقيقي هو الغرق وليس الرصاصات أو السم .
الأغرب من هذا كله أن راسبوتين قبل قتله بأيام أرسل رسالة إلى الامبراطور الكساندرا يقول له فيها:
"إذا قتلني أقاربك فسوف تُقتَل أنت أيضاً" ، وهذا ما حدث بالفعل حيث أن بعد مقتل راسبوتين اُعدِم قيصر روسيا وعائلته على يد الثوار البلشفيين
وصدقت نبوءة راسبوتين.
وقد فسر بعض العلماء في محاولة لفهم عدم تأثره بالسم بإصابته بنقصان الحمض المعوي، ويقول البعض الآخر أن شربه للخمر بكثرة أبطل مفعول السم ولكن انتشرت الإشاعات أنه كان يتعاطى كميات كثيرة من السم يومياً ليحمي نفسه في حالة أن حاول أحداً قتله .
القصة حقيقية تماماً كما ذكرها التاريخ الروسي .
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي