سلام"قرطة حنكير"
شكل تعيين سعيد، من خلال اتباع آلية دستورية لا غبار عليها، فرصة لـ”قرطة حنيكر”، للنزول عن الشجرة إن أحسنت قراءة المشهد في بعبدا، وفرصة كي تدرك أنّ في البلد، من يفهم بالشأن المالي والمصرفي أكثر من منظّريها الدائرين حول نفسهم مجترّين مفردات شعبوية وأرقاماً ومطلقين أحكاماً قاطعة لا تقبل النقاش
ذكرت مصادر إعلامية، أنّ رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام لوّح بالاستقالة في حال طرح الرئيس جوزاف عون أسماء المرشحين لمنصب حاكم مصرف لبنان على التصويت، إن تعذّر التوافق، متجاهلاً، وهو الضليع في الدستور والمتمسك بحذافيره، أنّ التصويت هو البديل عن التوافق. كما تجاهل أنّ مجلس الوزراء مجتمعاً يمثّل السلطة الإجرائية لا رئيس مجلس الوزراء منفرداً، وإن لم يقتنع بتعيين زيدٍ أو عمر في هذا المنصب أو ذاك بأكثرية النصف أو الثلثين، فليسجل اعتراضه في المحضر، وإن وجد أنّ التفاهم مع رئيس الجمهورية صعب وأنّ الكيمياء مفقودة فليستقل الآن قبل الغد.
حسناً فعل رئيس الجمهورية باستدعاء كريم أنطون سعيد (61 سنة) إلى مجلس الوزراء بهدف الردّ على أسئلة تجول في بال سلام وفريقه الحكومي المكوّن من سبع كفاءات رجالية ونسائية وولّادية.
وحسناً فعل الرئيس باستنفاد كل الوسائل لاستيعاب اعتراض رئيس الحكومة قبل اللجوء إلى التصويت.
شكل تعيين سعيد، من خلال اتباع آلية دستورية لا غبار عليها، فرصة لـ”قرطة حنيكر”، للنزول عن الشجرة إن أحسنت قراءة المشهد في بعبدا، وفرصة كي تدرك أنّ في البلد، من يفهم بالشأن المالي والمصرفي أكثر من منظّريها الدائرين حول نفسهم مجترّين مفردات شعبوية وأرقاماً ومطلقين أحكاماً قاطعة لا تقبل النقاش.
تضمّ “قرطة حنيكر” من خدم في معسكر اليسار لعقود، فلا أفلح لا يساراً ولا يميناً، وظنّ أنه وراء إيصال سلام إلى السراي، إضافة إلى باقة من صنّاع الرأي العام على منصة “أكس” بدوام ونصف الدوام، أي من التاسعة صباحاً إلى ما بعد منتصف الليل. مناصرون للريسة غادة. أسماء ثورية انبثقت من أزمة النفايات الأولى صيف العام 2015 وما تلاها من أزمات وكوارث. مستشارون سابقون من أتباع البروفسور ذو الشعر اللمّاع. نوّاب تغييريون ومشاريع نواب. غيفاريون جدد. قادة من كرتون نجّموا على منصّات رقمية وعلى وسائل التواصل الإجتماعي وفوق “التنجيم” والتحليق عالياً “ريّشوا”.
“قرطة حنيكر” مشتقة من كلمة “أورتة” التركية جماعة أو فرقة، وحنيكر هي كلمة hanger وتعني حمالة الثياب أو التنبل المتطفل، وتقول القصة الشائعة، بحسب نقولا أبو فيصل، أنّ رجلاً بيروتياً حكيماً أوصى أحد أبنائه: يا بنيّ لا تعاشر “قرطة حنيكر” لأنهم لن يكونوا معك “خوش بوش” وإلا بتاكلها “خازوق مبشّم”.
“قرطة حنيكر” عبء على نواف بك لا قوة إسناد سياسي له.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي