تفكيك «النووي» أولوية أميركية | طهران تردّ: لن نفاوض

تفكيك «النووي» أولوية أميركية | طهران تردّ: لن نفاوض

 

Telegram

 

 

طهران | لا تزال إيران ماضية في رفضها التفاوض مع الأميركيين تحت الضغط، فيما تبدي في الوقت نفسه استعدادها للسيناريوات كافة. ويحدث ذلك، في وقت يتحدّث فيه المسؤولون الأميركيون عن ضرورة «تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل»، في ظلّ استمرار الولايات المتحدة في التحشيد عسكريّاً في المنطقة، عبر إرسال مزيد من السفن الحربية والطائرات المقاتلة والقاذفات إليها. وممّا قاله وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في هذا الإطار، إن «أحداً لا يجرؤ حتى أن يفكّر في الاعتداء على إيران»، وإنه «لن تكون هناك حرب والبلاد على أهبة الاستعداد لها».

 

وأضاف أنه «لو لم يكن هناك استعداد، لكانت الحرب قد فُرضت علينا»، مبيّناً أن «هذا التأهّب يشمل استعداد قواتنا المسلحة وكوادر الإغاثة في البلاد». وتابع: «الاستعداد يتيح لنا القوّة والردع بحيث لا يجرؤ أحد على التفكير في الاعتداء على أراضينا». وعن احتمالات التفاوض مع الولايات المتحدة، جدّد الوزير أن «الجمهورية الإسلامية لن تدخل في مفاوضات مباشرة تحت الضغوط القصوى أو التهديد»، مؤكداً أن «هذه سياستنا القطعية والواضحة، وطالما لم يحدث أيّ تغيير أساسي في موقف أميركا من إيران والشعب الإيراني، فلن يكون هناك أيّ حوار مباشر».

 

وتعكس تصريحات عراقجي المعارِضة للمفاوضات المباشرة مع الولايات المتحدة في ظلّ الظروف الحالية، وجهة نظر المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، الذي وصف في اليوم الذي تسلّم فيه وزير الخارجية رسالة ترامب عبر الوسيط الإماراتي، دعوة الولايات المتحدة إلى التفاوض بأنها «خداع للرأي العام العالمي». وفي المواقف الأميركية، كرّر مستشار الأمن القومي، مايك والتز، أن بلاده تسعى إلى «تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل»، وأنها لن تسمح لطهران بامتلاك أسلحة نووية.

 

ونقلت شبكة «سي بي إس نيوز» عنه، قوله إنه «في حال امتلاك طهران أسلحة نووية، سيشتعل الشرق الأوسط بأكمله في سباق تسلّح»، لذا «نريد تفكيكاً كاملاً، وعلى إيران التخلّي عن برنامجها النووي بطريقة شفافة يمكن للعالم كلّه التحقّق منها» وإن «جميع الخيارات مطروحة على الطاولة، وحان الوقت لإيران للتخلّي تماماً عن طموحاتها النووية». وعن توفّر فرصة للدبلوماسية، أشار والتز إلى أنه «لدى ترامب جميع الخيارات. لكن نريد أن نكون واضحين، هذا ليس نوعاً من المعاملة بالمثل كما كان عليه الحال في عهد إدارة أوباما أو بايدن. هذا البرنامج بالكامل، تخلّوا عنه، وإلّا ستكون هناك عواقب».

 

عراقجي: «الاستعداد يتيح لنا القوّة والردع بحيث لا يجرؤ أحد على التفكير في الاعتداء على أراضينا»

 

 

وجاءت تصريحات والتز عالية السقف، بعدما قال المبعوث الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، بنبرة أكثر نعومة، إن رسالة ترامب إلى المرشد الإيراني في شأن اتفاق نووي جديد محتمل، هي «محاولة لتجنّب العمل العسكري». وأضاف لشبكة «فوكس نيوز»: «لسنا بحاجة إلى حلّ كل شيء عسكرياً. رسالتنا إلى إيران هي: دعونا نجلس معاً ونرَ ما إذا كان بإمكاننا، من خلال الحوار والدبلوماسية، الوصول إلى الحلّ الصحيح. إذا استطعنا، فنحن مستعدّون لذلك. وإذا لم نستطع، فإن البديل ليس خياراً جيداً».

 

وعلى رغم تأكيد المسؤولين الإيرانيين سلمية البرنامج النووي، إلا أن تخصيب اليورانيوم بمستواه الحالي خصوصاً، يشكّل الجزء الأكثر إثارة للجدل في هذا البرنامج. وتجدر الإشارة في هذا الإطار، إلى أنه بموجب اتفاق عام 2015، سُمح لإيران بتخصيب اليورانيوم عند مستوى 3.67%، لكن بعد انسحاب ترامب من الاتفاق عام 2018 وإعادة فرض العقوبات على طهران، ردّت هذه الأخيرة بالتخلّي عن التزاماتها بموجب الصفقة، فرفعت مستوى التخصيب إلى 60%.

 

ووفق التقریر الأخیر لـ»لوكالة الدولية للطاقة الذرية»، فإن إيران زادت بطريقة «مقلقة للغاية» مخزوناتها من اليورانيوم المخصّب بنسبة 60%، القريبة من عتبة 90% اللازمة لصنع سلاح نووي. وتمتلك الجمهورية الإسلامية حالياً 250 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصّب بنسبة 60%، وهي كمية تكفي، من حيث المبدأ، لصنع ست قنابل نووية إذا جرى تخصيبها بدرجة أعلى، بحسب معيار الوكالة.

 

ويبدو أن كلام المسؤولين الأميركيين عن «تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل»، يعني وقف عملیة تخصيب اليورانيوم ونقل احتياطاته من داخل إيران إلى دولة أخرى. لكنّ جمیع الأدلة تشير إلى أن الجمهورية الإسلامية ليست في وارد قبول مثل هذه المطالب القصوى، علماً أن الولايات المتحدة كانت قد طالبت في عهد إدارة أوباما بوقف كامل للتخصيب، لكن ما تحقّق في الاتفاق النووي، كان شيئاً آخر. 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram