تواجه الطائفة الدرزية اليوم تحديات كبيرة تهدد وحدتها وهويتها، في ظل متغيرات إقليمية ودولية تعيد تشكيل المشهد السياسي والاجتماعي في المنطقة. هذه التحديات تأتي في وقت تحاول فيه إسرائيل التدخل في شؤون الطائفة، بينما تتصاعد الانقسامات الداخلية وتتعرض الثوابت الوطنية للتهديد.
التدخلات الإسرائيلية: محاولات لتقسيم الطائفة
كشفت مصادر درزية عن مخاوف كبيرة من التدخلات الإسرائيلية التي تسعى إلى استغلال الطائفة الدرزية لتحقيق أهداف سياسية. فقد تم تنظيم زيارات لشخصيات درزية سورية إلى فلسطين المحتلة تحت ستار ديني، مما أثار ردود فعل غاضبة من قبل قيادات الطائفة. هذه الزيارات، التي حظيت بتغطية إعلامية عالمية، تهدف إلى تقديم صورة مغلوطة عن قبول الدروز للتطبيع مع إسرائيل، وهو ما ينفيه قادة الطائفة في لبنان وسوريا.
مشيخة العقل في لبنان: رفض واضح للتطبيع
تصدت مشيخة عقل الطائفة الدرزية في لبنان، بقيادة الشيخ سامي أبي المنى، لمحاولات استغلال الطائفة درزيًا وسياسيًا. وأصدرت تحذيرات صارمة من المشاركة في أي زيارات إلى فلسطين المحتلة، خاصة في ذكرى زيارة مقام النبي شعيب. كما أصدر أهالي الجولان بيانًا يدينون فيه زيارة الوفد الدرزي إلى إسرائيل، مؤكدين تمسكهم بثوابتهم الوطنية والعربية.
انقسامات داخلية: صراعات تهدد الوحدة الدرزية
وأشارت المصادر إلى أن المحاولات الأخيرة لتطبيع العلاقات بين بعض القيادات الدرزية في سوريا باءت بالفشل. وقد رد قادة الطائفة بعنف على هذه المحاولات، معتبرين إياها محاولة للالتفاف حول الثوابت الدرزية. هذه الانقسامات تهدد بتفكك الوحدة الدرزية، التي كانت قد تعافت نسبيًا في العقود الماضية.
تحذيرات من مشروع الكانتون الدرزي
أكدت المصادر أن التحذيرات من مشروع الكانتون الدرزي تتصاعد، خاصة بعد أن نقل الملك الأردني عبدالله الثاني مخاوفه إلى قيادات درزية بشأن امتداد هذا المشروع إلى منطقة الزرقاء في الأردن، حيث يعيش أبناء الطائفة الدرزية. هذه التحذيرات تأتي في ظل مخاوف من أن تكون إسرائيل وراء هذه المحاولات لتقسيم الطائفة وإضعافها.
الوحدة الدرزية: التحدي الأكبر
في ظل هذه التحديات، تبرز أهمية الحفاظ على وحدة الطائفة الدرزية كأولوية قصوى. القيادات الدرزية في لبنان وسوريا والأردن تعمل على تعزيز التضامن بين أبناء الطائفة، ورفض كل المحاولات الرامية إلى تقسيمهم أو استغلالهم. هذه الجهود تأتي في وقت تحتاج فيه الطائفة إلى التمسك بثوابتها الوطنية والقومية أكثر من أي وقت مضى.
في الختام ، يمكن القول إن الطائفة الدرزية تواجه اليوم تحديات كبيرة تهدد وحدتها وهويتها. ومع ذلك، فإن التضامن والوحدة يبقيان السلاح الأقوى لمواجهة هذه التحديات. في هذه المرحلة الحرجة، يبقى الحفاظ على الثوابت الوطنية والعربية هو الطريق الوحيد لضمان مستقبل آمن ومستقر لأبناء الطائفة الدرزية.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :