لماذا رفضت إسرائيل والولايات المتحدة مخرجات القمة العربية وخطة مصر؟
صوت فلسطين
لم يكن مفاجئًا أن يأتي رفضًا مطلقًا من قبل حكومة الاحتلال الإسرائيلي، ثم تبعه رفض مماثل من قبل الولايات المتحدة بقيادة ترامب، لخطة مصر وقرارات القمة العربية الطارئة بشأن فلسطين. هذا الرفض يعكس المصالح الإستراتيجية للجانبين في إبقاء الوضع على ما هو عليه، دون السماح بأي تغييرات جوهرية قد تؤثر على الهيمنة الإسرائيلية على غزة أو تفرض معادلات جديدة في المنطقة.
1. *إسرائيل ترفض أي تدخل عربي يعطل مشروعها في غزة*
• إسرائيل ترى غزة ساحة حرب، لا منطقة تستحق إعادة الإعمار والاستقرار. الاحتلال يهدف إلى إضعاف المقاومة الفلسطينية، وليس تمكين غزة اقتصاديًا أو سياسياً.
• خطة مصر تحدثت عن إعادة إعمار غزة، مما يعني الاعتراف الضمني بأن غزة باقية، وهذا يتناقض مع المشروع الإسرائيلي القائم على تهجير سكان القطاع أو إبقائهم تحت حصار دائم.
• قرارات القمة، رغم ضعفها، شكلت موقفًا عربيًا جماعيًا، وهو أمر لا تريده إسرائيل، لأنها تعتمد على تفكك العرب وانشغالهم بخلافاتهم الداخلية.
2. *أمريكا ترفض أي دور عربي مستقل خارج سيطرتها*
• الولايات المتحدة تريد احتكار أي حل للصراع الفلسطيني، بحيث يكون وفق رؤيتها الخاصة (صفقة القرن)، وليس من خلال تحرك عربي مستقل.
• رفض واشنطن لقرارات القمة يعكس انحيازها المطلق لإسرائيل، إذ تعتبر أن أي مبادرة عربية تهدف إلى تخفيف الضغط على الفلسطينيين تُضعف أوراق الضغط الإسرائيلية في أي مفاوضات مستقبلية.
• أمريكا لا تريد أن ترى تحالفًا عربيًا قادرًا على فرض سياسات مستقلة، لأنها تفضل أن يكون العرب مجرد تابعين ينفذون السياسات الغربية، وليس صناع قرار.
3. *الرفض الإسرائيلي الأمريكي يعكس مخاوف من تنامي الدور المصري*
• إذا تمكنت مصر من فرض مبادرة ذات تأثير في غزة، فإن ذلك يعزز نفوذها الإقليمي، وهو أمر قد يتعارض مع حسابات إسرائيل وأمريكا.
• واشنطن وتل أبيب ترغبان في تحييد أي دور عربي قوي، حتى لا يصبح لدى الفلسطينيين ظهير سياسي أو عسكري يدعم صمودهم.
4. *الموقف الإسرائيلي الأمريكي يعكس سياسة فرض الأمر الواقع*
• إسرائيل لا تريد وقف العدوان، بل تريد إنهاء غزة ككيان سياسي وعسكري. أي حديث عن وقف إطلاق النار أو إعادة الإعمار يُفسد مشروعها التوسعي.
• أمريكا تدعم إسرائيل بالكامل، وترى أن أي قرار عربي يسعى إلى تخفيف الضغط عن الفلسطينيين يتناقض مع استراتيجيتها في المنطقة.
*النتيجة: رفض يؤكد النفاق السياسي الأمريكي واستراتيجية الاحتلال*
رفض إسرائيل وأمريكا لمخرجات القمة العربية يؤكد أن أي تحرك عربي مستقل، حتى لو كان محدودًا، يُعتبر تهديدًا لمصالح الاحتلال وحلفائه. وبالتالي، فإن أي حل للقضية الفلسطينية لن يأتي من واشنطن أو تل أبيب، بل من إرادة عربية حقيقية تدعم المقاومة وتفرض معادلة جديدة على الأرض.
السؤال الأهم الآن: *هل ستخضع الدول العربية لهذا الرفض، أم ستتخذ خطوات جادة تتجاوز البيانات إلى الفعل؟*
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي