افتتاحية صحيفة الأخبار:
السلطة ترى وتسمع… ولا تتكلّم | العدوّ: باقون حتى إشعار آخر بدعم أميركي
يوماً بعد يوم، تتكشّف ملامح المؤامرة الإسرائيلية – الأميركية التي تُنفّذ عند الحدود الجنوبية، في ظل ما يُسمّى «اتفاق وقف إطلاق النار»، وفي غياب تام لما يُسمّى «لجنة الإشراف على تطبيق الاتفاق»، والأهم في ظل صمت مطبق، ويكاد يكون مشبوهاً، لأركان السلطة في لبنان، ولدعاة «السيادة»، وكأنّ الاحتلال والخروقات اليومية وأعمال الاغتيال والقصف من أقصى الجنوب إلى أقصى البقاع الشمالي تجري في بلد آخر، إذ لم يصدر عن رئاستَي الجمهورية والحكومة أي بيان تعليقاً على إعلان وزير حرب العدو يسرائيل كاتس، أمس، بأن «إسرائيل حصلت على ضوء أخضر أميركي للبقاء في المنطقة العازلة في لبنان من دون قيود زمنية. وسنبقى إلى أجل غير مسمى. والأمر يعتمد على الوضع لا على الوقت، ومستقبل قواتنا في المنطقة العازلة في جنوب لبنان مرتبط بالوضع هناك».
فيما شدّد بيان لوزارة الخارجية الفرنسية على أنّ «الاتفاق بين إسرائيل ولبنان ينص بوضوح على ضرورة انسحاب إسرائيل بما في ذلك النقاط الخمس». واعتبر النائب جميل السيد أن كلام كاتس «يعني استمرار الاحتلال في الجنوب خلافاً لاتفاق وقف إطلاق النار وللضمانات الدولية، وخلافاً للمساعي الدبلوماسية التي أعلن لبنان أخيراً اللجوء إليها». وأضاف: «جيشنا معروف بكفاءة ضباطه وعناصره لكنه غير مجهّز لمواجهة إسرائيل، فماذا ستفعل دولتنا؟ أعتقد بأنّ الدولة ستفعل كما في أعوام 1978 و1982 و2006، ستنتظر نتائج الدبلوماسية لعدة سنوات، ولن تتجرّأ على مواجهة الاحتلال إلا بالخطابات الكاذبة، وسترمي بالمسؤولية على أي مقاومة تتصدّى للاحتلال وستعتبرها خروجاً على السيادة الوطنية للدولة».
الإقرار العلني وعدم اعتماد التورية في كون قرار الإبقاء على الاحتلال يأتي بضوء أخضر أميركي، يؤكّدان ما يتغافل عنه البعض، أن السياسة العدوانية الإسرائيلية تجاه لبنان، من استمرار الاحتلال إلى مواصلة الاعتداءات، تأتي في سياق خطة رسمت معالمها وحدّدت ضوابطها وأهدافها وإيقاعها الولايات المتحدة، وهي ترجمة لاستراتيجية أميركية – إسرائيلية تطاول أيضاً سوريا وغزة والضفة… والبيئة الإقليمية برمّتها.
كما أن ما يشهده لبنان من ضغوط أمنية وسياسية هو محاولة لاستكمال ما عجز عنه العدو خلال حربه الأخيرة على المستوى الاستراتيجي، يبدأ من محاولة منع المقاومة استعادة كامل عافيتها وترميم قدراتها، ولا ينتهي بمحاولة إلحاق لبنان بمخطط التطبيع في المنطقة. ومن شروط ذلك تجريد لبنان من عنصر القوة الذي منع العدو في الحرب الأخيرة من اجتياح جنوب لبنان. ولعل من أهم رسائل ومؤشرات هذا القرار الإسرائيلي – الأميركي، أنه يضع الدولة اللبنانية أمام مسؤولياتها، ويشكّل تحدياً لخيارها الدبلوماسي الذي يكرر رئيسا الجمهورية والحكومة التمسّك به، والذي يمر حصراً بالعاصمة الأميركية لإقناعها بالضغط على إسرائيل للانسحاب، فيما هي من يغطي الاحتلال وسياساته العدوانية!
كلام كاتس يأتي غداة ما كشفته «الأخبار» أمس عن نية العدو توسعة النقاط الخمس المحتلة إلى عشر وربما أكثر، وتكريس منطقة عازلة بعمق حوالي كيلومترين على طول الحدود الجنوبية. وهو ما تؤكده الاعتداءات اليومية وورش الأشغال لاستحداث مراكز عسكرية وسواتر ترابية لمنع أهالي البلدات الحدودية من الوصول إلى منازلهم وأراضيهم القريبة من الحدود بإطلاق الرصاص والقنابل الصوتية.
المنطقة العازلة هي عملياً منطقة محتلة تتوغل فيها قوات الاحتلال بين الحين والآخر كما فعلت في الضهيرة وكفركلا في اليومين الماضيين. وتضاف إلى مناطق محتلة بالتواجد المباشر للاحتلال الذي يتمدّد لناحية فلسطين وسوريا على السواء. وكشفت مصادر مطّلعة لـ«الأخبار» أن جيش العدو تمركز في قمة جبل الشيخ من الجانبين السوري واللبناني، والتي يبلغ ارتفاعها أكثر من 2800 متر، وتشرف من الجهة اللبنانية على مرجعيون وحاصبيا والريحان والبقاع الغربي وسهل البقاع، ومن الجهة السورية على الجولان ودمشق وريفها والزبداني وجديدة يابوس وصولاً إلى الأردن.
وأوضحت المصادر أن قوات الاحتلال تمركزت في مواقع تنتشر فيها قوات «أندوف» التابعة للأمم المتحدة منذ عام 1974، كقصر عنتر ومقام الإله شوبا، وتمتد من أعالي وادي جنعم في أطراف شبعا الشمالية باتجاه أعالي بلدات قضاء راشيا من دير العشاير إلى حلوة وينطا وبكا.
وكان احتلال قمة جبل الشيخ محور اللقاء أمس بين النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس الجمهورية جوزف عون في قصر بعبدا. ونبّه جنبلاط بعد الزيارة إلى أن «المشروع الإسرائيلي الصهيوني هو تقسيم كل المنطقة وأنا قلق جداً، ولا بد من مواجهة هذا الأمر الذي يتطلب من القوى الحية القومية الوطنية العربية في سوريا الوقوف في وجهه».
واعتبر أن «استقرار لبنان مبني على استقرار سوريا، ويمكننا تحصين لبنان في حال الأسوأ»، محذّراً من «الخطر الصهيوني الذي يتمدد ويتمركز على أعالي جبل الشيخ ويلغي اتفاقات سابقة على غرار اتفاق عام 1974. لذا لا يمكن للعرب أن يبقوا في خنادقهم الخلفية. فحماية الأمن القومي العربي تبدأ من لبنان وسوريا والأردن».
وواصل العدو الإسرائيلي أمس اعتداءاته في جنوب الليطاني وشماله. ولليوم الثاني على التوالي، نفّذت مُسيّرات إسرائيلية ثلاث غارات على الهرمل بالقرب من متوسطة الهرمل الرسمية الثالثة التي كان يوجد فيها أكثر من 500 طالب، وتزامناً مع خروجهم من المدرسة، ما أدّى إلى سقوط شهيدين.
واستهدفت مُسيّرة ليلاً غرفة في أطراف دير قانون النهر بجوار مدفن الأمين العام لحزب الله الشهيد السيد هاشم صفي الدين. وكان العدو قد استهدف صباحاً منزلاً في أطراف عيناثا من دون وقوع إصابات. وتحدّث شهود عيان عن أن الاستهداف تمّ بمروحية أباتشي حلّقت من فوق جبل الباط في أطراف عيترون حيث تتمركز قوات الاحتلال.
على صعيد متصل، يزور رئيس الحكومة نواف سلام الجنوب اليوم برفقة قائد الجيش بالإنابة حسان عودة وعدد من الوزراء، في جولة تشمل ثكنتي الجيش في صور ومرجعيون ومدينة الخيام.
*******************************************
افتتاحية صحيفة البناء:
ترامب يستقبل زيلينسكي اليوم ويوقع معه اتفاق المعادن: أثق بالتزام بوتين بوعوده
عمليات دهس في الأراضي المحتلة عام 48 وعشرات الجرحى بعضهم في خطر
كاتس: باقون بتغطية أميركيّة في لبنان وجنوب سورية ومحور فيلادلفيا في غزة
يتقدّم الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسرعة في مسار الملف الرئيسي لسياسته الخارجية، المتمثل بترتيب العلاقات الأميركي الروسية بصورة تنهي النزاع الأوكراني بما يطمئن روسيا ويحقق لها مكاسب استراتيجية على حساب أوكرانيا وأوروبا، مقابل وقف الصراع الأميركي الروسي والاتجاه نحو وقف سباق التسلح بين الدولتين الأهم في السباق النووي والتقليديّ عسكرياً في العالم. وبعدما ظهرت ممانعة أوروبية وأوكرانية أمام خطة ترامب، لم تلبث الوقائع أن قالت عكس ذلك، فاستقبل ترامب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ثم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ثم يستقبل اليوم الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي لتوقيع اتفاق تقاسم الثروات المعدنية الأوكرانية بين كييف وواشنطن، وهو ما كان قد أعلن ترامب أنه شرط أميركي لاستعادة علاقات إيجابية بين العاصمتين.
في المنطقة بينما تتعثر انطلاقة مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق غزة، التي نص الاتفاق على بدئها في اليوم السادس عشر من المرحلة الأولى، التي تشارف على النهاية، مع اليوم الثاني والأربعين، تصاعدت أعمال المقاومة في الأراضي المحتلة عام 1948 حيث سجلت عمليتا دهس كبيرتان في كل من حيفا والخضيرة شمال تل أبيب، سقط فيها عشرات الجرحى، جراحات بعضهم خطيرة.
في المنطقة أيضاً ولبنان خصوصاً، جاء إعلان وزير الحرب في كيان الاحتلال يسرائيل كاتس صادماً عن نية تل أبيب بدعم وترخيص من واشنطن، البقاء في الأراضي اللبنانية المحتلة بصفتها منطقة أمنية إسرائيليّة يسمّيها بالعازلة، ومثلها البقاء في منطقة محور فيلادلفيا في غزة، رغم أن نصوص اتفاق وقف إطلاق النار في كل من لبنان وغزة تنص على الانسحاب من هذه المناطق، وما أثار الاستغراب أن يقول كاتس إن هذا البقاء يتم بترخيص أميركي بالبقاء دون مهلة زمنية، بينما أكد كاتس بقاء جيش الاحتلال في الجولان إلى الأبد، وفي المناطق التي أعلنها رئيس حكومته بنيامين نتنياهو مناطق منزوعة السلاح في محافظات درعا والسويداء والقنيطرة، بتغطية أميركية أيضاً، رغم كل ما قدّمته حكومة الشام الجديدة لكيان الاحتلال من خدمات أهمها إضعاف محور المقاومة وقطع وصل خطوط إمداده.
ولم تمضِ أربع وعشرون ساعة على نيل الحكومة الجديدة الثقة النيابية والمواقف التي أطلقها رئيس الحكومة نواف سلام والنواب المتحدثون في مناقشة البيان الوزاري في المجلس النيابي حول استمرار الجهود الدبلوماسيّة لحث المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل للانسحاب من النقاط الخمس ووقف الاعتداءات والخروق للقرار 1701، حتى كشف وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس «أنّنا تلقّينا الضوء الأخضر من واشنطن لبقاء قواتنا في المنطقة العازلة في جنوب لبنان». وأضاف كاتس: «لا سقف زمنيًّا لبقاء قواتنا في المنطقة العازلة بجنوب لبنان».
مصادر سياسيّة حذرت عبر «البناء» من تداعيات الكلام الإسرائيلي والنيات المبيتة للبنان في ظل المشروع الأميركي – الإسرائيلي الأخطر المتمثل بتهجير الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية إلى مصر والأردن وسورية والسعودية، وتغيير الواقع الجيوبوليتيكي في المنطقة لمصلحة «إسرائيل» تمهيداً لفرض اتفاقيات السلام والتطبيع على الدول العربية، ومن ضمنها سورية ولبنان، كما قال وزير الخارجية الأميركي منذ أيام.
ورأت المصادر في كلام وزير الحرب الإسرائيلي تعبيراً عن النيات الإسرائيلية باستمرار الاحتلال الإسرائيلي لجزء من الجنوب يخفي نيات لتوسيع العدوان الإسرائيلي لجهة التوسّع في الأراضي اللبنانية في مراحل لاحقة والاستعداد لحرب مقبلة أو محاولة لاجتياح قرى حدوديّة في جنوب الليطاني، إضافة إلى استمرار الاعتداءات على القرى الحدودية والعدوان الجوّي على الجنوب والبقاع. وشددت المصادر على استمرار العدوان الإسرائيلي يشكّل نكسة للعهد وللحكومة الجديدة وهما أمام الامتحان الأكبر لجهة الضغط واستخدام العلاقات الجيّدة مع الأميركيين والقوى الغربية والعربية للضغط على «إسرائيل» للانسحاب من الجنوب والالتزام بالقرار 1701.
وعلمت «البناء» من جهات رسميّة أن رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الخارجية يبذلان مساعي دبلوماسية مكثفة باتجاه الدول النافذة لا سيما الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والسعودية وقطر، للضغط على «إسرائيل» للانسحاب من النقاط الخمس على الحدود. على أن الحكومة ووزارة الخارجية لم تطبق حتى الساعة مقرّرات الاجتماع الرئاسيّ الذي عقد في بعبدا في الثامن عشر من الشهر الحالي، لا سيما التوجه إلى مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار من المجلس يلزم «إسرائيل» بالانسحاب.
ووفق المعلومات، فإن المسؤولين الأميركيين أكدوا للمسؤولين اللبنانيين أن واشنطن تسعى للضغط على «إسرائيل» للانسحاب من كامل الأراضي اللبنانية، لكنها تربطه بتطبيق لبنان للقرار 1701 ومن ضمنه القرار 1559.
في المواقف الدولية، شدّدت وزارة الخارجية الفرنسية، على أنّ «الاتفاق بين «إسرائيل» ولبنان ينص بوضوح على ضرورة انسحاب «إسرائيل» بما في ذلك النقاط الخمس»، في وقت تتواصل فيه اعتداءات الجيش الإسرائيلي على لبنان.
وعلّق النائب اللواء جميل السيد على كلام وزير الحرب الإسرائيلي بالقول: «إذا صحّ هذا الكلام فإنه يعني استمرار الاحتلال في الجنوب خلافاً لاتفاق وقف النار وللضمانات الدولية، وخلافاً للمساعي الدبلوماسية التي أعلن لبنان مؤخراً اللجوء إليها. من جهة ثانية، جيشنا معروف بكفاءة ضباطه وعناصره لكنه غير مجهّز أبداً لمواجهة «إسرائيل»، فماذا ستفعل دولتنا؟ أعتقد أنّ الدولة ستفعل كما في عام 1978 و1982 و2006، ستنتظر نتائج الدبلوماسية لعدة سنوات، ولن تتجرأ على مواجهة الاحتلال إلا بالخطابات الكاذبة، وسترمي بالمسؤوليّة على أي مقاومة تتصدّى للاحتلال وستعتبرها خروجاً على «السيادة الوطنية للدولة»، وأردف «ليس للضعيف مكانٌ في هذا العالم».
إلى ذلك، أفيد بأنّ الرئيس سلام يزور اليوم برفقة قائد الجيش بالإنابة اللواء الركن حسان عوده ثكنتي صور ومرجعيون ويتفقد مدينة الخيام.
وكشفت أوساط واسعة الاطلاع لـ»البناء» الى أن الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من لبنان في المدى المنظور لأهداف متعددة، أهمها إبقاء التفاوض على انسحاب حزب الله وسلاحه من جنوب الليطاني والضغط على الحكومة اللبنانية لتطبيق القرارات الدولية تحت النار الإسرائيلية، إضافة الى محاولة استثمار الضغط الإسرائيلي العسكري بفرض مشروع السلام والتطبيع بين إسرائيل ودول المنطقة.
وفي هذا السياق تقوم وسائل إعلام تدور في الفلك الأميركي الإسرائيلي بالترويج بأن الكونغرس الأميركي يحضّر قانوناً يمنح الحكومة اللبنانية ستين يوماً لنزع سلاح حزب الله وإلا سيوقف المساعدات الأميركية للجيش اللبناني، كما يُصار إلى ربط التمويل الخارجي لإعادة الإعمار والمساعدات ومؤتمرات الدعم الدولي للبنان، بموضوع سلاح حزب الله واتفاقية السلام.
غير أن وزير الخارجية جو رجي كشف في حديث تلفزيوني أنه «لم يفاتحنا أحد بموضوع السلام مع «إسرائيل»، وهذا الأمر دقيق ويناقَش في مجلس الوزراء لو حصل. كما أن معلومات دبلوماسية أكدها وزير الخارجية جو رجي أمس، بأن دولاً أوروبية وعربية وخليجية سعت لدى واشنطن لتخفيف الضغط الأميركي والدولي على الدولة اللبنانية لاعتبارات تتعلق بتركيبة الوضع الداخلي اللبناني وبتوازنات قوى معينة لا تسمح بتنفيذ أي أجندة دولية بشكل كامل، ولذلك وافقت واشنطن على تخفيف الضغط والشروط الدولية على لبنان ومنح الحكومة ورئيس الجمهورية فرصة لمعالجة الأزمات الداخلية بهدوء حفاظاً على الاستقرار الداخلي والسلم الأهلي».
ميدانياً، واصل العدو الإسرائيلي عدوانه على لبنان، وبعد يوم واحد فقط على استهداف منطقة القصر، شنت مسيّرة إسرائيلية غارة على منطقة الهرمل، ثم عاود جيش الاحتلال استهداف المكان نفسه بعد وقت قصير بغارتَين متتاليتَين.
وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة، في بيان، أن «الغارتين اللتين نفذهما العدو الإسرائيلي بمسيّرة استهدفت سيارة في مدينة الهرمل، أدّتا في حصيلة أولية إلى سقوط شهيد وإصابة شخص بجروح».
إلى ذلك، تتجه الأنظار نحو الخارج مع الزيارة الخارجية الأولى لرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الى المملكة العربية السعودية ومنها الى مصر للمشاركة في القمة العربية، لما تشكله من اختبار لمدى التزام دول الخليج ومن خلفها المجتمع الدولي والأميركي تحديداً بتقديم الدعم للعهد الجديد وللحكومة الجديدة المدعومة من الأميركيين والدول الخليجية. علماً أن أوساطاً دبلوماسية تؤكد لـ»البناء» أن الدول العربية والخليجية والأوروبية لن تقدم دولاراً واحداً من دون الضوء الأخضر الأميركي، مضيفة أن المجتمع الدولي لن يفرج عن الأموال للبنان قبل تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية وتطبيق القرارات الدولية كافة.
وأوضح مدير عام وزارة الاقتصاد محمد أبو حيدر أنّ الاتفاقيات التي سيتم توقيعها خلال زيارة رئيس الجمهورية للسعودية أصبحت شبه جاهزة، مشيرًا الى أنّ لبنان حريص على أفضل العلاقات مع الدول العربية. وفي حديث إذاعي، أكد أنّ الالتزام بالإصلاح مطلوب من كل المجتمع الدولي ولكن هناك بعض الترتيبات اللوجستية المطلوبة وسنجتمع بالمستشار الاقتصادي للرئيس جوزاف عون لهذا الغرض.
وهنأ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الحكومة رئيساً وأعضاء على نيلها ثقة مجلس النواب، كما توجه بالشكر للمجلس النيابي، رئاسة وأعضاء، على أدائهم هذا الواجب الدستوري، وثمّن الرئيس عون ثقة من منحها من النواب، ومقدّراً من لم يمنحها، «إذ ان المعارضة في نظامنا الديمقراطي البرلماني، هي حق وواجب وضرورة ومسؤولية». ونوّه الرئيس عون بالمواقف الوطنية الجامعة، لجهة الانفتاح على مبدأ الحوار، كما على التسليم بسقف الدولة اللبنانية في القضايا الوطنية الكبرى، والتي ظهرت في سلسلة مواقف بارزة في الأيام الماضية، مما يشكل أساساً يبنى عليه في ورشة الإنقاذ الوطني المطلوب.
وأشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس، في بيان، إلى أنّ «الولايات المتحدة الأميركية تهنئ الشعب اللبناني على التصويت الناجح على الثقة للحكومة في 26 شباط»، موضحة «أننا نشيد برئيس الحكومة نواف سلام ونتمنى لحكومته النجاح تحت قيادة الرئيس جوزاف عون». وقالت إنّه «لفترة طويلة، حُرم الشعب اللبناني من وجود هيئة حاكمة يمكنها توحيد البلاد وإعادة بناء مؤسسات الدولة اللبنانية».
وأكّدت الخارجية الأميركية أنّ «أميركا ستتعاون مع الحكومة اللبنانية الجديدة في سن الإصلاحات الاقتصادية المطلوبة بشكل عاجل، وسنواصل دعمنا للقوات المسلحة اللبنانية في تنفيذها لوقف الأعمال العدائية».
وتلقى الرئيس نواف سلام برقية تهنئة من ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، لمناسبة تأليف الحكومة ونيلها الثقة. وعبر ولي العهد في برقيته عن «أصدق التهاني، وأطيب التمنيات بالتوفيق والسداد لدولته، ولشعب الجمهورية اللبنانية الشقيق المزيد من التقدم والرقي».
كما رحّب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية بحصول الحكومة اللبنانية الجديدة على ثقة مجلس النواب اللبناني، في 27 شباط 2025، مؤكداً أهمية هذه الخطوة كدفعة إضافية من شأنها دعم استعادة الاستقرار في لبنان، والحفاظ على سيادته، ومقدراته، في ظل التحدّيات التي يشهدها المشهد السياسي اللبناني، وما يحيط به من تطورات إقليمية بالغة الدقة، وأكد أن حصول الحكومة الجديدة في لبنان على ثقة مجلس النواب يُعدّ تطوراً إيجابياً جديداً يعكس تطلع القوى السياسية اللبنانية إلى تجاوز حالة الجمود السياسي، والانخراط في جهود بناء توافق وطني يُعلي من مصلحة لبنان وشعبه، خاصة في ضوء الأزمة الاقتصادية الحادة التي تمرّ بها البلاد.
ورحبت قيادتا حزب الله وحركة أمل بنيل الحكومة الجديدة ثقة المجلس النيابي و»دعوتها إلى تكثيف جهودها والتفرغ في متابعة ملف الترميم وإعادة إعمار ما هدمه العدو الإسرائيلي، وتوجيه جميع إدارات الدولة نحو المناطق المتضررة والمدمّرة، والبدء بإصلاح البنى التحتية ومتابعة أوضاع النازحين من القرى المدمرة ولاسيما قرى وبلدات المواجهة الأمامية» . وبحث المجتمعون في «الاستحقاق المقبل، ألا وهو الانتخابات البلدية والاختيارية والمقرّر إجراؤها في شهر أيار»، وأكدوا «جهوزيتهم التامة للمشاركة في هذا الاستحقاق الكبير». وأكد الجانبان «ضرورة التنسيق الدائم والتعاون بين القيادتين بناءً للاتفاق الموقع بين الجانبين. واتفقا على «تشكيل لوائح مشتركة بين «حزب الله «وحركة «امل» في جميع المناطق اللبنانية بالتعاون والتنسيق مع العائلات والفعاليات وانتخاب مجالس بلدية واختيارية ذات كفاءة وفعالية وديناميكية لمتابعة الملفات التي تنتظرها ولاسيما ملف إعادة الإعمار وعودة الحياة إلى القرى المدمرة».
****************************************
افتتاحية صحيفة النهار
السعودية منطلق العهد والحكومة إلى حشد الدعم… إسرائيل تتظلل بموافقة أميركية على “منطقة عازلة”!
الادّعاء على 20 شخصاً بينهم 4 موقوفين في حادث الاعتداء على اليونيفيل على طريق مطار بيروت .
اكتسب تلميح الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط من قصر بعبدا إلى ضغوط ستمارس على لبنان لتغيير اتفاق الهدنة مع إسرائيل دلالات دقيقة وسط التحديات التي يواجهها العهد والحكومة الجديدة في معركتهما الديبلوماسية لحمل إسرائيل على الانسحاب من النقاط التي تحتلها على الحدود الجنوبية، في حين تمضي تل أبيب قدماً في “التحاف” الغطاء الأميركي لإطالة احتلالها. وإذ بدا واضحاً أن هذه المعركة تفرض نفسها بين الأولويات التي ستكون عنوان التحرك الخارجي الأول لرئيس الجمهورية العماد جوزف عون في زيارته إلى المملكة العربية السعودية مطلع الأسبوع المقبل ومن بعدها مشاركته في القمة العربية الاستثنائية في القاهرة، بدت الأوساط الوثيقة الصلة ببعبدا كما بالسرايا الحكومية متفائلة بالمعطيات المبشرة بانفتاح سعودي كبير على صفحة جديدة من تطوير العلاقات بين لبنان والمملكة السعودية بما يشكل مؤشراً إلى ترجمة الدعم السعودي والخليجي وكذلك الدولي لانطلاقة العهد والحكومة. وهو أمر ستشكل زيارة الرئيس عون للسعودية اختباراً أساسياً له، علماً أن التهنئة السعودية العاجلة التي تلقاها رئيس الحكومة نواف سلام بعد ساعات قليلة من نيل حكومته الثقة النيابية ليل الأربعاء عكست دلالات بارزة لجهة دعم الرياض لرئاسة سلام ولحكومته. وتترقب الأوساط المعنية نتائج زيارة رئيس الجمهورية للرياض من زاوية رسم إطار جديد وفعال ودافئ لتطوير العلاقات وتوظيف الدعم الذي يحتاج إليه لبنان ناهيك عن أهمية التنسيق حيال القضايا العربية والإقليمية عشية القمة العربية.
وقد تلقى الرئيس نواف سلام برقية تهنئة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لمناسبة تأليف الحكومة ونيلها الثقة عبّر فيها عن “أصدق التهاني، وأطيب التمنيات بالتوفيق والسداد لدولته، ولشعب الجمهورية اللبنانية الشقيق المزيد من التقدم والرقي”.
كما رحبت وزارة الخارجية المصرية بحصول الحكومة اللبنانية الجديدة على ثقة مجلس النواب اللبناني، مؤكدة “أهمية هذه الخطوة كدفعة إضافية من شأنها دعم استعادة الاستقرار في لبنان، والحفاظ على سيادته، ومقدراته، في ظل التحديات التي يشهدها المشهد السياسي اللبناني، وما يحيط به من تطورات إقليمية بالغة الدقة”.
وكان جنبلاط حذّر عقب لقائه الرئيس عون أمس من أنه “بما أن الخطر الصهيوني يتمدّد ويجتاح في الضفة ويتمركز على أعلى جبل الشيخ ويلغي اتفاقيات سابقة لا يمكن للعرب أن يبقوا في خنادقهم الخلفية، فحماية الأمن القومي تبدأ من لبنان سوريا والأردن”.
فرنسا… ومؤتمر الدعم
وفي غطار المواكبة الفرنسية للتطورات اللبنانية، وفي إطار الاستعداد أيضاً لتنظيم مؤتمر لحشد الدعم لإعادة الإعمار في لبنان زارت الأمينة العامة لوزارة الشؤون الخارجية الفرنسية آن ماري ديسكوت بيروت والتقت رئيس الحكومة ووزير الخارجية يوسف رجي وتناولت محادثاتها أبرز التحديات التي تواجه الحكومة. وأكدت آن ماري ديسكوت استمرار المساعي الفرنسية لتحقيق انسحاب إسرائيل من النقاط التي لا تزال تحتلها، وتطبيقها للقرار 1701. وشدّدت على أهمية دور الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل في جنوب لبنان وضرورة تعزيزه. كما تحدثت عن وجود نية فرنسيّة لتنظيم مؤتمر دولي خاص بلبنان لتوفير الدعم المالي له، على أن يسبق ذلك انطلاق الحكومة اللبنانية بورشة الإصلاحات، وإعادة تفعيل عمل مؤسسات الدولة وإداراتها.
وفي الجانب المتعلق بملف اتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل أصدر الرئيس نجيب ميقاتي بياناً علّق فيه على المناقشات النيابية حول هذا الملف، علماً أن رئيس مجلس النواب نبيه بري كان أعلن في المناقشات أنه لم يجرِ التوقيع على أي اتفاق. ولكن ميقاتي أكد أن حكومته السابقة “اخذت علماً بموضوع ترتيبات وقف إطلاق النار ووافقت على مضمونها، كجزء لا يتجزأ من قرار مجلس الأمن الرقم 1701، وذلك بعد صدورها ببيان مشترك عن الولايات المُتحدة الأميركية وفرنسا. وفي اليوم ذاته الذي صدر فيه قرار الحكومة بتاريخ 27-11-2024، وجّهت الأمانة العامة لمجلس الوزراء كتاباً إلى الأمانة العامة لمجلس النواب تضمّن نسخة عن قرار مجلس الوزراء ومرفقاته المتعلق بالتشديد مجدداً على الالتزام بتنفيذ القرار رقم 1701 الصادر عن مجلس الأمن بمندرجاته كافة والالتزامات ذات الصلة”.
وفي تطوّر جديد يتصل بموقف إسرائيل من التموضع الطويل في النقاط الخمس المحتلة أشار أمس وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى “أنّنا تلقّينا الضوء الأخضر من واشنطن لبقاء قواتنا في المنطقة العازلة في جنوب لبنان”. وأضاف كاتس: “لا سقف زمنيًّا لبقاء قواتنا في المنطقة العازلة بجنوب لبنان”. وتزامن ذلك مع تجدّد غارات المسيّرات الإسرائيلية أمس على منطقة الهرمل لمرتين استهدفت في احداهما سيارة بيك آب وأفيد عن مقتل سائقها.
ولكن وزارة الخارجية الفرنسية ردّت على كاتس، فاكدت أنّ “الاتفاق بين إسرائيل ولبنان ينص بوضوح على ضرورة انسحاب إسرائيل بما في ذلك النقاط الخمس”.
الادّعاء على 20
أما التطور القضائي البارز ذات الصلة باليونيفيل الذي سجل أمس، فتمثل في ادّعاء مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي على 20 شخصاً بينهم أربعة موقوفين، و2 قاصرين في حادثة الاعتداء على موكب لليونيفيل في طريق المطار في 15 شباط الحالي.
وأفادت المعلومات، أن التهمة التي وُجّهت إلى هؤلاء هي محاولة قتل عناصر الموكب عبر إحراق الآلية والاعتداء على القوى الامنية وتشكيل مجموعة للمس في السلطة وسلب أموال قيمتها 29 ألف دولار كانت في محفظة نائب قائد قوات اليونيفل الذي كان يغادر لبنان إلى بلاده بعد انتهاء خدمته.
**************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
مساع فرنسية لانسحاب إسرائيل من الجنوب… وكاتس يهدد بالبقاء لأجل غير مسمى
غارات على بعلبك ومطالب لبنانية بالضغط على تل أبيب
أكدت الأمينة العامة لوزارة الشؤون الخارجية الفرنسية آن ماري ديسكوت من بيروت استمرار المساعي لتحقيق انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، في حين قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن قواته «ستبقى إلى أجل غير مسمى» في المنطقة العازلة على طول الحدود مع لبنان، وإن انتشارها هناك «يعتمد على الوضع القائم».
وأتى ذلك في وقت تستمر فيه الخروقات الإسرائيلية في الجنوب، وكان آخرها استهداف سيارة بغارتين في منطقة الهرمل في بعلبك، ما أدى إلى سقوط قتيلين بحسب «الوكالة الوطنية للإعلام»، وذلك بعد ساعات على اغتيال قيادي في «الحزب» على طريق الهرمل – القصر، مساء الأربعاء.
مطالب لبنانية بالانسحاب
وتستمر الجهود الداخلية والخارجية لتنفيذ الانسحاب الإسرائيلي الكامل من لبنان، وهو ما كان محوراً أساسياً في لقاء ديسكوت، برئيس الحكومة نواف سلام، حيث تناولا أبرز التحديات التي تواجه الحكومة، لا سيما ضرورة استكمال الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة، إضافة إلى ملف إعادة الإعمار.
والتقت ديسكوت وزير الخارجية يوسف رجّي الذي عرض معها الوضع في جنوب لبنان بشكل خاص، والجهود التي تقوم بها فرنسا، في إطار عضويتها في لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية، لدفع إسرائيل إلى الالتزام الكلّي بالاتفاق.
وأكد الوزير رجّي للوفد الفرنسي ضرورة الضغط على إسرائيل لإنهاء احتلالها للأراضي اللبنانية بشكل كامل، ووقف خروقاتها واعتداءاتها واستباحتها للسيادة اللبنانية، وتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي أعلن لبنان مراراً التزامه بتطبيقه. كما شدّد على ضرورة إنهاء ملف النزوح السوري في لبنان وعودة النازحين إلى بلادهم بعدما انتفت أسباب وجودهم وباتت الظروف في سوريا تسمح بعودتهم، وذلك من خلال مساعدتهم على إعادة بناء مدنهم وقراهم وتوفير مقومات العيش لهم.
من جهتها، أكدت آن ماري ديسكوت استمرار المساعي الفرنسية لتحقيق انسحاب إسرائيل من النقاط التي لا تزال تحتلها، وتطبيقها للقرار «1701». وشددت على أهمية دور قوات «اليونيفيل» والجيش اللبناني في جنوب لبنان، وضرورة تعزيز هذا الدور. كما تحدثت عن وجود نية فرنسيّة لتنظيم مؤتمر دولي خاص بلبنان لتوفير الدعم المالي له، على أن يسبق ذلك انطلاق الحكومة اللبنانية بورشة الإصلاحات، وإعادة تفعيل عمل مؤسسات الدولة وإداراتها.
كاتس: منطقة عازلة على الحدود مع لبنان
في غضون ذلك، لا تزال تل أبيب متمسكة بالبقاء في لبنان، وهو ما عبّر عنه وزير الدفاع يسرائيل كاتس خلال مؤتمر لقادة المجالس الإقليمية في إسرائيل حيث قال: «هناك منطقة عازلة (على الحدود مع لبنان)، حصلنا على ضوء أخضر أميركي، قدمنا لهم خريطة وسنبقى إلى أجل غير مسمى، الأمر يعتمد على الوضع لا على الوقت».
وكان من المقرر أن تنسحب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان في 18 فبراير (شباط) الحالي بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين الجانبين في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024.
وفي موعد الانسحاب، قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إن بلاده «ستبقى مؤقتاً في خمس نقاط استراتيجية عالية» في جنوب لبنان، مشيراً إلى أن هذه المواقع «ضرورية لأمننا».
وأضاف ساعر: «بمجرد أن تنفذ لبنان التزاماتها ضمن الاتفاق، لن تكون هناك حاجة للاحتفاظ بتلك النقاط».
وعدّ لبنان «استمرار الوجود الإسرائيلي في أي شبر من الأراضي اللبنانية احتلالاً».
كما ينص الاتفاق على أن ينسحب «الحزب» إلى شمال نهر الليطاني، على بعد نحو 30 كيلومتراً من الحدود، وتفكيك بنيته التحتية العسكرية المتبقية في الجنوب.
**************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الحكومة أمام امتحان صعب… وضوء أخصر أميركي لإسرائيل بعدم الانسحاب
كان اليوم الأول للحكومة بعد نيلها ثقة مجلس النواب هادئاً سياسياً، يفترض أن يكون هدوء ما قبل عاصفة العمل الكبير الذي ينبغي ان تنطلق به الاسبوع المقبل، وذلك بعد أن يعود رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون من زيارته للرياض الاثنين، ومن ثم من القاهرة في اليوم التالي التي سيرأس إليها وفد لبنان إلى القمة العربية الطارئة. ولكن ما نغّص هذا الهدوء أمران، الأول إسرائيلي، حيث تحدثت تل أبيب عن حصولها على «ضوء أخضر أميركي للبقاء في المنطقة العازلة في لبنان دون قيود زمنية»، والثاني، مقال نُشر في صحيفة «الوطن» السعودية ينتقد سلباً أداء رئيس الحكومة نواف سلام في تأليف حكومته، في الوقت الذي تلقّى برقية تهنئة من ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بتأليف الحكومة ونيلها الثقة، عبّر له فيها عن «أصدق التهاني، وأطيب التمنيات بالتوفيق والسداد لدولته، ولشعب الجمهورية اللبنانية الشقيق المزيد من التقدّم والرقي».
وعلمت «الجمهورية»، أنّ زيارة الرئيس عون للرياض ستكون سريعة، إذ ستدوم يوماً واحداً وسينتقل منها إلى القاهرة للمشاركة في القمة العربية، والغاية منها شكر المملكة العربية السعودية على الدعم الذي قدّمته للبنان، خصوصاً لجهة إنجاز الاستحقاق الرئاسي الذي جاء نتيجة الجهود التي بذلها المسؤولون عن الملف اللبناني في الإدارة السعودية في إطار المجموعة وخارجها، من وزير الخارجية الامير فيصل بن فرحان إلى الامير يزيد بن فرحان والدكتور نزار العلولا والسفير وليد البخاري. وستتطرق المحادثات إلى آفاق المرحلة لبنانياً واقليمياً ودولياً، ولن يحصل خلال الزيارة أي توقيع على أي اتفاقيات ثنائية لأنّها لم تجهز للتوقيع بعد، وستُوقع في زيارة موسعة لاحقة سيقوم بها عون للرياض ويرافقه فيها الوزراء المعنيون.
انتقاد لأداء سلام
ولفت الأوساط السياسية مقال نشرته أمس صحيفة «الوطن» السعودية، وتضمن انتقادات لسلام الذي رأت أنّ عليه «إثبات قدرته على القيادة وإلّا فسيجد نفسه مجرد اسم في قائمة طويلة من الفرص الضائعة».
وقالت انّ «تكليف نواف سلام بتشكيل الحكومة، وهو خيار حمل في ظاهره بُعدًا إصلاحيًا واستقلاليًا(…) غير أنّ التوقعات سرعان ما اصطدمت بالواقع، إذ سرعان ما ظهر أنّ وعود السيادة والاستقلال والكفاءة، وعدم الخضوع للمحاصصة السياسية، لم تصمد تماماً عند أول اختبار حقيقي». وأوضحت أنّه «عند تشكيل الحكومة، عاد منطق المحاصصة بقوة، حيث مُنح الثنائي الشيعي أربعة وزراء، بينما تسبب إصراره على تسمية الوزير الخامس في تعطيل الحكومة فترة طويلة، في مشهد يعيد إنتاج الأزمة نفسها التي أوصلت لبنان إلى وضعه الحالي». واعتبرت أنّ سلام «اكتفى بدور المتفرج» على إقفال طريق المطار «بدلاً من اتخاذ موقف حاسم يكرّس فكرة أنّ عهد الفوضى قد انتهى. وبدلاً من التصدّي لهيمنة الحزب على القرار السيادي، تحدث عن تفعيل مطار القليعات في عكار، وكأنّ المشكلة الحقيقية تكمن في عدد المطارات لا في قدرة الدولة على فرض سيادتها».
ورأت «الوطن» أنّ «المؤسف أنّ هذه الأزمة ليست حكرًا على نواف سلام وحده، بل تعكس أزمة قيادة في البيوت السياسية السنّية. فمنذ اغتيال رفيق الحريري، لم تتمكن الزعامات السنّية من تقديم بديل قادر على مواجهة مشروع «الحزب» وإيران في لبنان». وأشارت إلى أنّ «نواف سلام يواجه اليوم خطر التحول إلى نسخة لبنانية من عبدالله حمدوك في السودان، الذي جاء من قِبل الأمم المتحدة، لكنه تصرّف كمن لا يرى شيئًا ولا يسمع شيئًا»، معتبرة أنّ «الأكثر إحباطًا لو شعر اللبنانيون بأنّ الآمال التي رافقت التغيير السياسي في لبنان بدأت تتلاشى، وشعروا مجدداً بالإحباط وخيبة الأمل، مما قد يؤدي إلى تراجع ثقة المجتمع الدولي بلبنان، خصوصًا إذا استمرت الحكومة في تقديم التنازلات لـ»الحزب» على الرغم من ضعفه السياسي والشعبي المتزايد، فكيف يمكن للعالم أن يثق بحكومة تبدو عاجزة عن مواجهة تنظيم يخسر نفوذه لكنه لا يزال يفرض شروطه؟».
الشرط الأول والأخطر
في ظل هذه التطورات، وبعد أن نالت الحكومة الثقة ووضعتها في الجيب، وأطلقت صافرة الانطلاق، أصبحت الأمور أكثر وضوحاً حول ما هو المطلوب من لبنان. ولعلّ الاختبار الأول والأخطر الذي ستواجهه هو تحرير الأراضي المحتلة بالديبلوماسية، ووضع استراتيجية عامة للأمن القومي، عمادها نزع السلاح من كافة التنظيمات، واحتكار الدولة وأجهزتها للتسليح وبسط السيادة على كل الأراضي اللبنانية. وفي هذا الإطار قال مصدر سياسي مطلع على كواليس الديبلوماسية لـ«الجمهورية»، انّ «هذا الشرط هو الأول والأخير وكل ما عدا ذلك، شعر ووعود ليست بجديدة، لأنّ المشكلة ليست في الإصلاحات التي تحتاج الى قرار سياسي، ولا بإطلاق عجلة الدولة التي تحصل عادة بالتوافق وبتوزيع الحصص كما حصل في الاستحقاقات الدستورية، فاللبنانيون يعرفون جيداً كيف يمررون بعضهم لبعض، ويتقاسمون الجبنة، لكن التحدّي الكبير سيكون في تنفيذ الأجندة المطلوبة من لبنان، وتنفيذ ما التزمت به الحكومة، وهذا هو الممر الإلزامي لفتح «الحنفية» الخضراء والّا، لا شيء سيسلك، وسيشتد الكباش. وعنوان المرحلة المقبلة هو كيفية تطبيق القرار 1701، ووفقاً لأي تفسير.
ورشة نهوض
وفي سياق متصل، أكّدت مصادر نيابية لـ«الجمهورية» انّ «مرحلة ما بعد نيل الحكومة الثقة النيابية هي غير ما قبلها، وبالتالي منذ اليوم سيبدأ الجد، وعلى الرئيس سلام والوزراء ان يشمّروا عن زنودهم ويطلقوا ورشة نهوض في كل الاتجاهات». وأشارت إلى «أنّ المطلوب منذ الآن تفعيل آليات العمل الوزاري على كل المستويات، بحيث يتحول مجلس الوزراء خلية نحل لا وكر دبابير». واعتبرت المصادر «انّ الحكومة وضعت نفسها تحت ضغط كبير وامتحان صعب نتيجة لجوئها إلى تكبير الحجر في البيان الوزاري الذي يوحي بأنّه يحتاج إلى عهد كامل حتى يُنفّذ، في حين أنّ المهلة المتوافرة أمام الحكومة لتطبيقه لا تتعدى حدود الفترة الفاصلة عن موعد إجراء الإنتخابات النيابية في ربيع السنة المقبلة». وشدّدت المصادر نفسها على «أنّ حجم التحدّيات من جهة وضيق الوقت من جهة أخرى يتطلبان من الحكومة سلوكاً غير كلاسيكي وغير نمطي، بغية مضاعفة الإنتاجية وتحقيق ما أمكن من إنجازات خلال عام ونيف فقط، تحت طائلة فقدان صدقيتها».
العصي في الدواليب
وكان الرئيس عون هنأ الحكومة بنيلها ثقة مجلس النواب، وقال أمام زواره: «نأمل الّا يضع احد العصي في دواليب تنفيذ بيانها الوزاري، علماً انّ الوزراء يضعون نصب عيونهم مهمّة المساهمة في بناء الدولة»، مشدّداً على «اننا وضعنا الأمور على المسار الصحيح، ونأمل ان تتضافر جهود الجميع وتعاونهم لتحقيق الهدف المشترك وهو بناء الدولة الجديدة». وكرّر القول: «لقد تعب لبنان من حروب الآخرين على أرضه، ومن تحارب سياسييه ومسؤوليه، ويحق له ان يأخذ فترة نقاهة سياسية وإقتصادية وأمنية».
جنبلاط
وإلى ذلك، قال الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط بعد زيارته عون: «بعد طول انتظار أصبح للبنان رئيس. وهذا الرئيس مع فريق العمل في الوزارة (الحكومة) نأمل فيه الخير من أجل الاستقرار والإصلاح». وإذ لفت إلى أنّ التحدّيات كبيرة، أكّد أننا سنكون إلى جانب الرئيس وقال: «علينا أن نواجه هذه التحدّيات شيئاً فشيئًا من دون أن ننسى المخاطر المحيطة وفي مقدمها بقاء الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب». وأضاف: «كما فهمت من خلال لقاءاتي مع المسؤولين العرب هناك جدول أعمال ولا بدّ من الإصلاح المقرون بالمساعدات».
وعمّا إذا كان موضوع السلاح من ضمن الشروط، قال جنبلاط: «السلاح من ضمن اتفاق الطائف، ومن البنود الأساسية في خطاب القَسَم اتفاق الهدنة، وأعتقد أنّه سيكون هناك ضغوط على لبنان لتغيير اتفاق الهدنة. لكنني أنصح بالتمسّك به». وختم: «بما أنّ الخطر الصهيوني يتمدّد ويجتاح في الضفة ويتمركز على أعلى جبل الشيخ ويلغي اتفاقيات سابقة، لا يمكن للعرب أن يبقوا في خنادقهم الخلفية. فحماية الأمن القومي تبدأ من لبنان سوريا والأردن».
تطورات ذات مغزى
وشهدت الساعات الـ24 الأخيرة تطورات ذات مغزى في ما يتعلق بالعقدة الأساسية الكامنة في الجنوب، أي مدى استعداد إسرائيل لالتزام اتفاق وقف النار، القاضي بالانسحاب التام من الأراضي اللبنانية والوقف التام للعمليات العسكرية. ففيما كانت إسرائيل تواصل خرقها لوقف النار في شمال خط الليطاني، وقد استهدفت أمس منطقة الهرمل حيث سقط شهيد وجرحى، قال وزير دفاعها يسرائيل كاتس: «حصلنا على ضوء أخضر من الولايات المتحدة للبقاء في المنطقة العازلة في لبنان دون قيود زمنية»، معتبراً أنّ «مستقبل قواتنا في المنطقة العازلة بجنوب لبنان مرتبط بالوضع هناك».
وهذا الموقف رفضته فرنسا التي أعلنت أمس بلسان الخارجية الفرنسية أنّ «الاتفاق بين إسرائيل ولبنان ينص بوضوح على ضرورة انسحاب إسرائيل بما في ذلك النقاط الخمس». وأكّدت «ضرورة احترام سيادة سوريا وأراضيها»، مضيفة: «نرفض دخول إسرائيل المنطقة العازلة وعليها الانسحاب».
**************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
إنشاء «صندوق الإعمار» على الطاولة و250 مليون دولار من البنك الدولي
بن سلمان يؤكد على الدعم بعد الثقة.. وخلاف أميركي – فرنسي حول تمادي إسرائيل بالخروقات
على مسافة يومين فقط، وغداة نيل حكومة «الإصلاح والانقاذ» الثقة بـ95 صوتاً، وهي ثقة عالية نسبياً، يستعد الرئيس جوزف عون، الذي ثمن الثقة النيابية للحكومة، لا سيما لجهة التسليم بسقف الدولة في القضايا الوطنية الكبرى، للقيام بأول زيارة له في الخارج، بزيارة المملكة العربية السعودية لعقد اجتماعات واتفاقيات مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان واجراء محادثات، على درجة من الأهمية، عشية انعقاد القمة العربية الطارئة في مصر غداً، حول القضية الفلسطينية.
بالتزامن، تزايدت المخاطر الاسرائيلية، في ضوء ما اعلن في تل ابيب عن ضوء أخضر اميركي لاعتداءاتها على لبنان، وعدم الانسحاب من النقاط الخمس التي تحتلها عند الحدود جنوب لبنان، امتداداً الى جنوب سوريا، والاستمرار بالغارات والاغتيالات في الجنوب والبقاع وصولاً الى الهرمل..
ويشتد الخرق الاسرائيلي، على مرأى العالم، لاتفاق وقف النار مع انتظام الحياة الدستورية في لبنان بعد نيل الحكومة ثقة نيابية كبيرة ما يُبشّر بإنطلاقة واعدة للعهد الجديد وللحكومة الجديدة تبدأ تباشيرها بجولة رئيس الجمهورية جوزف عون على بعض الدول العربية وفرنسا، وبجلسة اولى لمجلس الوزراء من المرجح ان تعقد الاسبوع المقبل او الذي يليه، وقد يجري فيها حسب معلومات «اللواء» من مصادر وزارية تعيين القادة العسكريين والامنيين من قائد الجيش الى مديرين عامين لقوى الامن الداخلي والامن العام وامن الدولة وغيرها، كما يدرس آلية التعيينات الادارية والدبلوماسية والمالية تمهيداً لملء الشغور الكبير في الادارات والمؤسسات الرسمية، الى جانب متابعة عملية تمويل اعادة الاعمار خلال جولات رئيس الجمهورية ولاحقاً جولات رئيس الحكومة.
لكن المصادر الوزارية اوضحت لـ «اللواء» ان لا شيء واضحاً بعد حول التعيينات العسكرية والامنية ولم يتبلغ وزيرا الدفاع والداخلية اي معلومات عن التعيينات وموعد الجلسة، ولا دعوة الى جلسة لمجلس الوزراء حتى الان. فما زال الكثير من الوزراء يدرسون ملفاتهم ويعدون خططهم بإنتظار ما يقرره الرئيس نواف سلام عن موعد الجلسة والدعوة لها رسمياً خاصة ان رئيس الجمهورية المعني الاول بتعيين قائد الجيش قد يكون خارج لبنان.الا اذا انعقد مجلس الوزراء في السرايا لبحث جدول اعمال اداري اجرائي لا تعيينات فيه.
برقية ولي العهد السعودي
لاقت خطوة نيل الحكومة الثقة، استعداداً لمباشرة مهامها ارتياحاً عربياً ودولياً، فقد تلقى الرئيس نواف سلام تهنئة من ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، لمناسبة نيل الحكومة الثقة، معبراً عن أمله بالتوفيق والسداد للرئيس سلام، ولشعب الجمهورية اللبنانية الشقيق المزيد من التقدم والرقي.
وجدد المتحدث باسم الخارجية المصرية التأكيد على وقوف مصر الدائم الى جانب الدولة اللبنانية، ودعمها لكافة المساعي الهادفة الى تحقيق مصالح اللبنانيين، مشددا على اهمية العمل المشترك لمساعدة لبنان على تجاوز التجاذبات الاقتصادية والسياسية الراهنة.
وهنأ الولايات المتحدة في بيان مساء امس «شعب لبنان على تصويت الثقة الناجح في 26 شباط للحكومة».
وتمنت لحكومة الرئيس نواف سلام النجاح تحت قيادة الرئيس جوزف عون، واكد ان اميركا تتعاون مع الحكومة الجديدة في لبنان بينما تنفذ الاصلاحات الاقتصادية الضرورية بشكل عاجل، واعلنت عن الاستمرار في دعم الجيش اثناء تنفيذ وقف الاعمال العدائية.
البنك الدولي
كما تلقى الرئيس سلام التهنئة بالثقة من وفد البنك الدولي برئاسة نائب الرئيس عثمان ديون والمدير الاقليمي للبنك جان كريستوف كاريه، خلال استقباله في السراي، في أول يوم عمل بعد الثقة.
وتم التطرق الى البرنامج الطارئ لدعم لبنان في اعادة الاعمار، وضرورة انجاز الاصلاحات المطلوبة.
واعلن ديون انه ذكر امام الرئيس سلام بأن هناك مبلغاً وقدره 736 مليون دولار اميركي جاهزاً ومخصصاً لـ 4 مشاريع في قطاعات: المياه – الطاقة، الزراعة واصلاح المالية العامة، وتمت المواقفة عليها، بانتظار التصديق عليها من مجلس الوزراء ومجلس النواب.
وكشف ديون عن البحث بالبرامج الطارئ لاعادة اعمار لبنان وبقدره 5 مليار دولار اميركي، سسهم البنك الدولي فيه بنحو 250 مليون دولار، وسيعمل مع الحكومة لتأمين المبلغ الباقي من اجل البدء بالمرحلة الاولى من اعادة الاعمار.
الاتفاقيات جاهزة
وعشية توجه رئيس الجمهورية الى الرياض الاحد فمصر الاثنين المقبل، أوضح مدير عام وزارة الاقتصاد محمد أبو حيدر أنّ الاتفاقيات التي سيتم توقيعها خلال زيارة رئيس الجمهورية للسعودية أصبحت شبه جاهزة، مشيراً الى أنّ لبنان حريص على أفضل العلاقات مع الدول العربية. وأكد أنّ الالتزام بالإصلاح مطلوب من كل المجتمع الدولي ولكن هناك بعض الترتيبات اللوجستية المطلوبة وسنجتمع بالمستشار الاقتصادي للرئيس جوزاف عون لهذا الغرض.
واستمرت المواكبة الفرنسية للضع اللبناني الجديد، حيث زارت الأمينة العامة لوزارة الشؤون الخارجية الفرنسية آن ماري ديسكوت لبنان والتقت رئيس مجلس الوزراء نواف سلام في حضور السفير الفرنسي في بيروت هيرفيه ماغرو، وجرى عرض ابرز التحديات التي تواجه الحكومة، لا سيما ضرورة استكمال الانسحاب الاسرائيلي من كافة الاراضي اللبنانية المحتلة، اضافة الى ملف اعادة الاعمار…
كما التقت ديسكوت وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي بحضور ماغرو، وعرض معهما للأوضاع في لبنان والمنطقة بشكل عام، وللوضع في جنوب لبنان بشكل خاص والجهود التي تقوم بها فرنسا، في إطار عضويتها في لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية، لدفع اسرائيل الى الالتزام الكلّي بالاتفاق. وأكد الوزير رجّي للوفد الفرنسي ضرورة الضغط على اسرائيل لإنهاء احتلالها للأراضي اللبنانية بشكل كامل، ووقف خروقاتها واعتداءاتها واستباحتها للسيادة اللبنانية، وتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي أعلن لبنان مراراً التزامه بتطبيقه. كما شدد على ضرورة إنهاء ملف النزوح السوري في لبنان وعودة النازحين الى بلادهم بعدما انتفت أسباب وجودهم وباتت الظروف في سوريا تسمح بعودتهم، وذلك من خلال مساعدتهم على إعادة بناء مدنهم وقراهم وتوفير مقومات العيش لهم.
وأكدت ديسكوت استمرار المساعي الفرنسية لتحقيق انسحاب اسرائيل من النقاط التي لا تزال تحتلها، وتطبيقها للقرار 1701. وشددت على أهمية دور الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل في جنوب لبنان وضرورة تعزيزه. كما تحدثت عن وجود نية فرنسيّة لتنظيم مؤتمر دولي خاص بلبنان لتوفير الدعم المالي له، على أن يسبق ذلك انطلاق الحكومة اللبنانية بورشة الاصلاحات، وإعادة تفعيل عمل مؤسسات الدولة وإداراتها.
وفي سياق المواكبة الخارجية ايضاً، استقبل الوزير رجّي المبعوث الخاص لكندا الى سوريا وعضو البرلمان الكندي عمر الغبرا، ترافقه سفيرة كندا لدى لبنان ستيفاني ماكولم، وبحث معهما الأوضاع في لبنان وسوريا، بالإضافة الى قضية النازحين السوريين. وأكد الوزير رجّي حاجة سوريا لدعم المجتمع الدولي من خلال رفع العقوبات عنها وتقديم المساعدات الاقتصادية لها، وضرورة تغيير المقاربة الدولية ومقاربة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لملف النزوح السوري بعد تبدّل الظروف في سوريا، وتحوّل النازحين السوريين في لبنان الى نازحين اقتصاديين. كما شدد الوزير رجّي أمام الغبرا، الذي تعتبر بلاده من الممولين لوكالة الأونروا، على أهمية استمرار عمل الوكالة وتمويلها في لبنان، طالما لم تنتف الحاجة لها بعد.
وأعرب المبعوث الكندي عن تفهمه لهواجس لبنان حيال النزوح السوري، وأكد دعم كندا لسوريا قوية ومستقرة وتحترم دول الجوار. كما أثنى على دور الجالية اللبنانية ومساهمتها الفعّالة في المجتمع الكندي، ووجه دعوة للوزير رجّي لزيارة كندا، فوعد بتلبيتها في أقرب فرصة ممكنة.
بالمقابل، أعلن وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس «أنّنا تلقّينا الضوء الأخضر من واشنطن لبقاء قواتنا في المنطقة العازلة في جنوب لبنان». وأضاف كاتس: لا سقف زمنيًّا لبقاء قواتنا في المنطقة العازلة بجنوب لبنان.
لكن وزارة الخارجية الفرنسية ردت لاحقاً على كاتس بالقول: ان الاتفاق بين إسرائيل ولبنان ينص بوضوح على ضرورة انسحاب إسرائيل بما في ذلك من النقاط الخمس.
كما اكد الجنرال غيوم بنشان الذي يترأس الجانب الفرنسي في لجنة المراقبة الأميركية الفرنسية التي تراقب وقف إطلاق النار في جنوب لبنان في لقائه مع الصحافة خلال زيارة سريعة لباريس «لهدف مهم» إن الجيش اللبناني يقوم بعمل دقيق جداً ويتقدم بحذر في مناطق مختلفة، ثم إن بقاء القوات الإسرائيلية في خمس نقاط تقيّد تحرّك الجيش اللبناني وتلزمه ضمان أمن مداخل هذه المناطق حيث توجد القوات الإسرائيلية في المواقع الخمسة.
وقال: أن العمل الكبير الذي قام به الجيش اللبناني يعزز صدقية الرئيس والحكومة الجديدة في لبنان لضمان أمن جميع الأراضي اللبنانية. وكشف أنه حتى اليوم (امس) تمت أكثر من 170 عملية للجيش اللبناني لنزع أو تفجير مواقع سلاح غير شرعي.
وقال إن القوة الفرنسية مستمرة في عملها مع القوات الأميركية وبالتنسيق مع اليونيفيل والجيش اللبناني حتى يتم الانسحاب الإسرائيلي كلياً من الأراضي اللبنانية وتتمكن قوات الجيش اللبناني من الانتشار كاملاً في الجنوب اللبناني. وأكد أيضاً أن الجيش اللبناني يقوم بعمل كبير في مساعدة سكان الجنوب على العودة إلى منازلهم وضمان أمنهم ببذل جهود كبرى.
جنبلاط للتمسك باتفاق الهدنة..
ونصح النائب السابق وليد جنبلاط بعد لقاء الرئيس عون في بعبدا بالتمسك باتفاق الهدنة، ولاحظ ان الخطر الصهيوني يتمدد، وقال: «لا يمكن للعرب أن يبقوا في خنادقهم الخلفية، وحماية الأمن القومي العربي تبدأ من لبنان وسوريا والأردن».
السنيورة: القوة بالوحدة
ورأى الرئيس فؤاد السنيورة ان اسرائيل عدوة، وتبحث عن كل ما تستطيع الوصول اليه لخلق النفور بين اللبنانيين، وبالتالي يجب ان نتوحد، وان يدرك لبنان انه يقوم على وحدته الداخلية وقوته ليست بحجم الاسلحة بل بوحدة ابنائه.
وفي مجال حياتي- حيوي، اعلنت مؤسسة كهرباء لبنان عن تخفيض الاجراءات والتدابير لاحترازية لتجنب عتمة شاملة. واشارت الى ان التغذية اليومية عادت بين 6 و8 ساعات يومياً.
خرق الاتفاق مستمر
وعلى ارض الممارسات، قطعت قوات الاحتلال الطريق بين حولا ومركبا، وهددت باطلاق النار لى كل من حاول الاقتراب.
وسجل تحليق مكثف للطائرات المسيرة الاسرائيلية في البقاع، مع مواصلة دولة الاحتلال الانتهاكات اليومية للسيادة اللبنانية.
واعلنت وزارة الصحة عن سقوط شهيدين بغارة من مسيرة للاحتلال استهدفت سيارة في مدينة الهرمل.
واعلن الجيش الاسرائيلي مهاجمة نقطة مراقبة تابعة للحزب في عيناتا.
**************************************
افتتاحية صحيفة الديار
المنطقة العازلة تمهيد للتقسيم وجنبلاط يحذّر من الفوضى
الحكومة أمام اختبار إعادة الإعمار بلا ابتزاز – ابراهيم ناصرالدين
لم تمض ساعات معدودات على نيل حكومة العهد الاولى الثقة في مجلس النواب، وسط ترحيب محلي ودولي، حتى رد كيان الاحتلال عمليا بالمزيد من الغارات بقاعا وجنوبا، وسياسيا، باعلان وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس ان «اسرائيل» حصلت على الضوء الأخضر من ادارة الرئيس دونالد ترامب لبقاء قواتها في المنطقة العازلة في جنوب لبنان، مضيفا ان «لا سقف زمنيًّا لبقاء قواتنا هناك»، وفيما ساد الصمت في واشنطن وكذلك في بيروت حيث لم يصدر اي موقف رسمي ردا على هذه العربدة الاسرائيلية، كان لافتا صدور موقف وزارة الخارجية الفرنسية ردا على كاتس، حيث اكدت ان «الاتفاق بين إسرائيل ولبنان ينص بوضوح على ضرورة انسحاب إسرائيل بما في ذلك النقاط الخمس». وهو موقف يعكس حقيقة الخلاف الفرنسي –الاميركي حيال مقاربة الاوضاع في لبنان التي شكلت هاجسا مقلقا لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، الذي زار قصر بعبدا بالامس حاملا هواجسه الى رئيس الجمهورية جوزاف عون الذي يستعد لجولته الخارجية، محذرا، وفق المعلومات، من دفع الموقف في الداخل اللبناني نحو الصدام بفعل سياسات اليمين الاسرائيلي المتطرف وتغطية الادارة الاميركية للافكار التوسعية الاسرائيلية التي تهدد بتقسيم سورية، ونشر الفوضى في لبنان من خلال التمهيد لفرض التطبيع معتبرا ان التمسك باتفاق الهدنة هو السقف الذي يحمي لبنان. وقد لفتت مصادر ديبلوماسية اوروبية الى ان وجود القوات الاسرائيلية في مواقع في الجنوب لا يرتبط بواقع امني، بل يهدف الى تجميع اوراق ضغط تفاوضية يبنى عليها لاحقا لمواكبة الخطة الاميركية لفرض التطبيع على دول المنطقة بما فيها لبنان. وفي هذا السياق، تبقى ورقة اعادة الاعمار اولى التحديات امام الحكومة، وهي كـ «قنبلة موقوتة» في طريق السلطة السياسية التي ستكون في الفترة المقبلة امام اسئلة ملحة حيال كيفية تأمينها دون الرضوخ للابتزاز الخارجي الذي تقوده اميركا لمصلحة «اسرائيل»؟
لماذا يشعر جنبلاط بالقلق؟
ووفق مصادر مطلعة، فان قلق رئيس الحزب التقدمي السابق وليد جنبلاط ياتي انطلاقاً من سورية، حيث ما يزال الغموض يكتنف مصير الجنوب السوري الذي يسعى رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو للسيطرة الكاملة عليه بذريعة توفير الأمن لإسرائيل. وفي ظل تجاهل الإدارة السورية الجديدة حتى الآن لهذا التطور الخطر وتجنب التصعيد مع إسرائيل، في ظل حالة عدم الاستقرار الحاصلة في الداخل، والتوتر القائم مع فصائل الجنوب السورية في السويداء حيث يرفض الدروز سيطرة فصائل إدلب على الحكم، ويرفضون الانضمام إلى العملية السياسية إلا وفق شروط وضمانات تضمن لهم أن يكونوا شركاء، مع الخوف المسيطر أن تتم معاملة الدروز معاملة العلويين في الساحل، وتُرتكب ضدهم انتهاكات ذات طابع مذهبي من قبل المتشددين المسلحين المنضوين في إطار هيئة تحرير الشام. فيما الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم يعلن موقفا حتى الآن من الإدارة السورية الجديدة.
جنبلاط والسلاح
وكان جنبلاط اكد بعد لقاء رئيس الجمهورية جوزاف عون ان التحديات كبيرة جداً ولكن، «سنكون الى جانب رئيس الجمهورية وعلينا مواجهة التحديات شيئاً فشيئاً من دون ان ننسى المخاطر المحيطة، وفي مقدمها بقاء الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب». واشار الى انه فهم من خلال لقاءاته مع بعض المسؤولين العرب والسفراء، ان هناك جدول اعمال مقرون بإصلاح لنيل المساعدات التي اعتدنا الحصول عليها في مرحلة معينة من التاريخ. وقال «لا اعتقد اننا سنحصل عليها من دون اصلاح لا بد منه، وقد اتى رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء بفريق عمل، اعتقد انه يستطيع القيام بهذه الأمور». وردا على سؤال ما اذا كان السلاح من ضمن الشروط؟ أجاب: هو من ضمن اتفاق الطائف، واتفاق الهدنة هو من اهم البنود التي وردت في خطاب القسم. واعتقد ان لبنان سيتعرض لضغوط من اجل تغيير هذا الاتفاق، فيما انصح واتمسك شخصياً به.
تقسيم سورية
وعبر جنبلاط عن قلقه من تقسيم سورية بعد كلام نتنياهو عن السويداء، ولفت الى ان المشروع الإسرائيلي الصهيوني هو تقسيم كل المنطقة، «ونعم انا قلق جداً، ولا بد من مواجهة هذا الامر الذي يتطلب من القوى الحية القومية الوطنية العربية في سورية الوقوف في وجه هذا الامر لان استقرار لبنان مبني على استقرار سورية، ويمكننا تحصين لبنان في حال الأسوأ. وقال» ان الخطر الصهيوني يتمدد، ويدمر في غزة، ويجتاح في الضفة، ويتمركز على أعالي جبل الشيخ ويلغي اتفاقات سابقة على غرار اتفاق العام 1974، لا يمكن للعرب ان يبقوا في خنادقهم الخلفية، فحماية الامن القومي العربي يبدأ من لبنان وسورية والأردن.
الاعتداءات مستمرة
ميدانيا، تحاول قوات الاحتلال فرض امر واقع من خلال تحويل الغارات الى فعل يومي ينتهك السيادة اللبنانية. وفي هذا السياق، أغارت مسيّرة إسرائيلية على منطقة الهرمل مساء امس، ثم عاود الجيش الإسرائيلي استهداف المكان نفسه بعد وقت قصير بغارتَين متتاليتين، واستهدفت إحدى الغارات سيارة «بيك أب» في الهرمل، وقد ادت الغارة إلى سقوط شهيدين وإصابة شخص آخر بجروح. كما استهدف الطيران الاسرائيلي بلدة عيناتا في الجنوب.
اغتيال نصرالله؟
على صعيد آخر، كشف السفير الاسرائيلي السابق في واشنطن، مايك هرتسوغ، ان الاميركيين اتهموا «اسرائيل بالجنون» والتهور بعد اغتيال الامين العام للحزب السيد نصرالله، واتهمت الادارة الاميركية نتانياهو بجرها الى الحرب.
واشار هرتسوغ، الى أن وزير الخارجية الأميركي السابق، أنتوني بلينكن، قرر فرض عقوبات على وحدة 504 وهي من أكثر الوحدات أهمية وسرية في الجيش الإسرائيلي. وقد تم ايقاف القرار في اللحظة الأخيرة. ولفت ايضا الى انه بالاضافة الى اغتيال نصرالله، كان استهداف ايران مفاجئا للاميركيين، وقال» كانت لحظات صعبة، وثمة حالات تهجم فيها الأميركيون علي أكثر من مرة، وقالوا أنتم مجانين، وقعتم على رأسكم، كيف فعلتم أمراً كهذا يؤدي إلى التصعيد؟ ستجروننا إلى الحرب لأنكم لم تفكروا حتى النهاية، وعندئذ تطلبون منا المجيء لإنقاذكم»… وختم في حديثه لصحيفة «اسرائيل اليوم» بالقول «كانت جدالات قاسية على أمور فعلتها إسرائيل هي في نظرهم خطوة أبعد مما ينبغي».
ترحيب بالثقة للحكومة
وغداة الثقة المريحة لحكومة العهد الاولى، وبانتظار تحويل الاقوال الى افعال، تتجه الانظار الى الزيارة الخارجية الاولى لرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الى المملكة العربية السعودية نهاية الاسبوع، وبعدها الى مصر للمشاركة في القمة العربية. وقد هنأ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الحكومة رئيسا وأعضاء على نيلها ثقة مجلس النواب، كما توجه بالشكر للمجلس النيابي، رئاسة وأعضاء، على أدائهم هذا الواجب الدستوري، وثمّن الرئيس عون ثقة من منحها من النواب، ومقدرا من لم يمنحها، «إذ ان المعارضة في نظامنا الديموقراطي البرلماني، هي حق وواجب وضرورة ومسؤولية». ونوه الرئيس عون بالمواقف الوطنية الجامعة، لجهة الانفتاح على مبدأ الحوار، كما على التسليم بسقف الدولة اللبنانية في القضايا الوطنية الكبرى، والتي ظهرت في سلسلة مواقف بارزة في الأيام الماضية، مما يشكل أساسا يبنى عليه في ورشة الإنقاذ الوطني المطلوب.
تهنئة من الرياض والقاهرة
وكان اول المهنئين من الخارج ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الذي ابرق لرئيس الحكومة نواف سلام لمناسبة تأليف الحكومة ونيلها الثقة. وعبر ولي العهد في برقيته عن «أصدق التهانئ، وأطيب التمنيات بالتوفيق والسداد لدولته، ولشعب الجمهورية اللبنانية الشقيق المزيد من التقدم والرقي»… كما رحب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية بحصول الحكومة اللبنانية الجديدة على ثقة مجلس النواب اللبناني.
الموقف الفرنسي
وكانت الأمينة العامة لوزارة الشؤون الخارجية الفرنسية آن ماري ديسكوت زارت رئيس الحكومة نواف سلام يرافقها السفير الفرنسي في بيروت هيرفيه ماغرو ، وابلغته دعم بلادها للتحديات التي تواجه الحكومة، لا سيما ضرورة استكمال الانسحاب الاسرائيلي من كافة الاراضي اللبنانية المحتلة،اضافة الى ملف اعادة الاعمار
القضاء والاعتداء على «اليونيفيل»
قضائيا، ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي على 20 شخصا بينهم أربعة موقوفين، و2 قصار في حادثة الاعتداء على موكب لليونيفيل في طريق المطار في 15 شباط الحالي. وفي المعلومات، فإن «التهمة الموجهة لهؤلاء هي محاولة قتل عناصر الموكب عبر احراق الآلية والاعتداء على القوى الامنية وتشكيل مجموعة للمس في السلطة وسلب أموال قيمتها 29 الف دولار كانت في محفظة نائب قائد قوات اليونيفل الذي كان يغادر لبنان إلى بلاده بعد انتهاء خدمته.
**************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
عون يهنّئ الحكومة على نيلها الثقة ويثمّن التسليم بسقف الدولة
الشرق – هنأ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الحكومة رئيسا وأعضاء على نيلها ثقة مجلس النواب، كما توجه بالشكر للمجلس النيابي، رئاسة وأعضاء، على أدائهم هذا الواجب الدستوري، وثمّن الرئيس عون ثقة من منحها من النواب، ومقدرا من لم يمنحها، «إذ ان المعارضة في نظامنا الديمقراطي البرلماني، هي حق وواجب وضرورة ومسؤولية».
ونوه الرئيس عون بالمواقف الوطنية الجامعة، لجهة الانفتاح على مبدأ الحوار، كما على التسليم بسقف الدولة اللبنانية في القضايا الوطنية الكبرى، والتي ظهرت في سلسلة مواقف بارزة في الأيام الماضية، مما يشكل أساسا يبنى عليه في ورشة الإنقاذ الوطني المطلوب.
الى ذلك، شهد قصر بعبدا امس سلسلة لقاءات سياسية وديبلوماسية ورياضية.
في هذا السياق، استقبل الرئيس عون رئيس مجلس أمناء وقف البر والإحسان ورئيس مجلس أمناء جامعة بيروت العربية النائب السابق الدكتور عمار حوري على رأس وفد ضم في عداده، رئيس وامين مجلس أمناء جامعة بيروت العربية البروفسور وائل نبيل عبد السلام، ورئيس الاكاديمية البحرية في الإسكندرية الدكتور إسماعيل عبد الغفار، ورئيس مكتبة الإسكندرية الدكتور احمد زايد، ونائب رئيس جامعة الإسكندرية الدكتور سعيد علام.
واكد الرئيس عون الدستور وخطاب القسم يشكلان خارطة طريق لبناء لبنان الجديد، ولبناء دولة فعلية. لقد تعب لبنان من حروب الاخرين على أرضه، ومن تحارب سياسييه ومسؤوليه، ويحق له ان يأخذ فترة نقاهة سياسية وإقتصادية وأمنية.»
وأشار رئيس الجمهورية الى ان الحكومة نالت بالأمس ثقة المجلس النيابي، «ونأمل الا يضع احد العصي في دواليب تنفيذ بيانها الوزاري، علما ان الوزراء يضعون نصب عيونهم مهمة المساهمة في بناء الدولة»، مشددا على «اننا وضعنا الأمور على المسار الصحيح، ونأمل ان تتضافر جهود الجميع وتعاونهم لتحقيق الهدف المشترك وهو بناء الدولة الجديدة.»
وكرر الرئيس عون ان العالم ينتظرنا، وعلينا ان نثبت له اننا اصبحنا قادرين على إدارة مقدرات البلاد بطريقة فيها الكثير من الشفافية والعدالة بما يحفظ كرامة الجميع ويعيد الثقة بين المواطنين ودولتهم كما وبين لبنان والخارج»، مشيرا الى «أن القطاع الجامعي ككل، له دور أساسي في هذه المهمة، لأن له إحتكاكا يوميا مع الجيل الطالع الذي يترقب توجيهات القيمين عليه»، مشيدا «بمحافظة هذا القطاع على مقوماته وأهمية جودته، لا سيما في المرحلة الصعبة منذ بضع سنوات الى اليوم، وهذا دليل على الإرادة الصلبة لمواجهة كافة التحديات»، وموضحا «ان المستوى العلمي في لبنان ثروة لا تنضب، وخريجي القطاع الجامعي فيه هم مدعاة إفتخار سواء في لبنان او أينما حلوا في الخارج، والفضل يعود الى كافة القيمين على هذا القطاع ليبقى لبنان منارة للعلم.»
دبلوماسياً، استقبل الرئيس عون القائم بالاعمال بالوكالة في سفارة لبنان في الكويت السيد احمد عرفة الذي بحث معه في العلاقات اللبنانية-الكويتية وأوضاع الجالية اللبنانية في الكويت.
وفي قصر بعبدا، قنصل لبنان العام في سيدني السيد شربل معكرون الذي اطلع الرئيس عون على أوضاع الجالية اللبنانية فيها.
على صعيد آخر، استقبل الرئيس عون الدكتورة جويس عزام، التي نجحت في العام 2019 بتسلق قمة جبل ايفرست لتصبح ثالث لبناني ورابع امرأة عربية تحقق هذا الإنجاز مكملة بذلك تحدي تسلق القمم السبع، اذ سبق لها ان تسلقت جبل دينالي في اميركا الشمالية وكليمنجارو في افريقيا والبروس في أوروبا وبونكاك جايا وجبل كوزيوسكو في اوقيانوسيا واكونكاجوا في أميركا الجنوبية وفينسون ماسيف في انتارتيكا.
**************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
“الممانعة” تدقُ إسفين “التطبيع” لتوريط العهد
بعد حصول حكومة «الإصلاح والإنقاذ» برئاسة الرئيس نواف سلام على ثقة المجلس النيابي بـ 95 صوتاً، وانصرافها إلى وضع آلية تنفيذية للبيان الوزاري الذي يتماهى بالكامل مع خطاب القسم، والذي يشكل العمود الفقري لبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها، وتحريرها من الوجود الإسرائيلي ووقف خروقاتها، وإعادة الإعمار من خلال صندوق خاص ووضع برنامج الإصلاحات وإقرار آلية التعيينات على المستويات كافة، وعشية زيارة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى المملكة العربية السعودية، لإعادة تمتين العلاقة معها وشكرها على مواقفها الأخيرة تجاه لبنان، لا ينفك إعلام الممانعة عن إثارة الفتن الداخلية، من خلال الترويج لسيناريوات، هدفها ضرب انطلاقة العهد ووضع عصي العرقلة في عجلة الحكومة الجديدة.
يهوّل إعلام الممانعة على الشعب اللبناني الذي سئم توريطه في حروب عبثية لا يزال يدفع ثمنها، بالحرب الأهلية مستنداً إلى تصريح المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي أعرب عن اعتقاده بإمكانية أن يلحق لبنان وسوريا بقطار التطبيع من خلال انضمامهما إلى اتفاقيات السلام الإبراهيمية، كما أعرب عن تفاؤله بشأن الجهود المبذولة راهناً لإقناع السعودية بالانضمام إلى اتفاقية سلام مع إسرائيل.
سيناريو الممانعة «الجهنّمي»
رسم إعلام الممانعة سيناريو «جهنمياً» يجافي الواقع، ويتعارض مع مواقف وثوابت الرئيس جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام. يخلص هذا السيناريو، إلى تحول الولايات المتحدة الأميركية إلى خطة بديلة، بعد فشل إسرائيل في الإجهاز على «المقاومة»، تقوم على فرض واشنطن سياسات أكثر حدة في مواجهة «الحزب»، وتسهيلها وصول الرئيس عون والرئيس سلام لدفعهما إلى خطة عمل تستهدف إزالة العوائق من أمام مشروع التسوية مع إسرائيل.
تحاول الممانعة من خلال إعلامها، التصويب في اتجاه ملف «التطبيع» الذي يعتبر في الوقت الراهن ملفاً حساساً للغاية، بهدف توريط العهد الجديد في دهاليزه ووضعه في مواجهة مع الموقف الأميركي الذي كان الراعي الرسمي مع الجانب الفرنسي لاتفاق وقف إطلاق النار الذي منح ضوءاً أخضر للإبقاء على الوجود الإسرائيلي في التلال الخمس الاستراتيجية وخلق منطقة عازلة، الموقف الذي ترجمه وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بقوله أمس، «تلقّينا الضوء الأخضر من واشنطن لبقاء قواتنا في المنطقة العازلة في جنوب لبنان ولا سقف زمنيّاً لبقائنا في المنطقة العازلة»، بالإضافة إلى خرق الجانب الإسرائيلي السيادة اللبنانية، في كل مرة يحاول فيها «الحزب» إعادة تموضعه وبناء بنيته العسكرية.
«التطبيع المقنّع»
ألا يعتبر التوقيع على هذا الاتفاق نوعاً من الإذعان والاستسلام والتطبيع المقنّع مع الجانب الإسرائيلي، على غرار مع حصل في اتفاقية ترسيم الحدود البحرية، والتي خرج منها لبنان خاسراً وطنياً وسياسياً واقتصادياً بعدما تنازلت السلطة اللبنانية بما فيها «الحزب» عن الخط 29 الذي يشطر «حقل كاريش» إلى قسمين، الأمر الذي جعل هذا الحقل يخرج من حصة الإسرائيلي.
إن هذا السيناريو الذي يروج له «الحزب»، يتعارض بالكامل مع مشاركته في الحكومة، ومنحها الثقة على لسان رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد في جلسة مناقشة البيان الوزراي، والذي أسهب في تعميم مبدأ الشراكة.
يخلص هذا التناقض بحسب مصادر، إلى تصاعد وتيرة صراع الأجنحة داخل الحزب الواحد، بين من يريد حقيقة الانخراط في العمل السياسي، وبين من يصر على العرقلة ورفض تسليم السلاح والتملص من اتفاق الهدنة الممهور بموافقة «الحزب» ورمي كرة إعادة الإعمار في ملعب الدولة اللبنانية.
هذا السيناريو غير الموفق لإعلام الممانعة، يصوب بالمباشر على رئيس الجمهورية الذي عُرف طيلة قيادته المؤسسة العسكرية، بمناقبيته ومواقفه الوطنية الصارمة في وجه الإسرائيلي، وعلى رئيس الحكومة الذي حقق من خلال توقيعه على قرار محكمة العدل الدولية التي كان يرأسها، إصدار مذكرات توقيف في حق رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ما عجز عنه محور المقاومة وتحديداً سلاح «الحزب».
جنبلاط إلى جانب الرئيس
كل هذه الوقائع التي تطول، وتظهر زيف ادعاءات المحور وإفلاسه على المستويات كافة، تصطدم بالزخم الدولي الذي يحيط بقصر بعبدا، ومساعي الرئيس عون في المضي قدماً في عملية الإصلاح، منوهاً في الأمس بالمواقف الوطنية الجامعة لجهة الانفتاح على مبدأ الحوار، كما على التسليم بسقف الدولة اللبنانية في القضايا الوطنية الكبرى، والتي ظهرت في سلسلة مواقف بارزة في الأيام الماضية، مما يشكل أساساً يبنى عليه في ورشة الإنقاذ الوطني المطلوب.
كما لفتت زيارة الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، إلى القصر، وإعلانه الوقوف إلى جانب الرئيس ومواجهة التحديات وفي مقدمها بقاء الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب. ورداً على سؤال عن المطلوب من لبنان لترجمة الدعم العربي والدولي له، أجاب جنبلاط: «هناك جدول أعمال مقرون بإصلاح لنيل المساعدات التي اعتدنا الحصول عليها في مرحلة معينة من التاريخ. وبالتالي، لا أعتقد أننا سنحصل عليها من دون إصلاح لا بد منه، وقد أتى رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء بفريق عمل، أعتقد أنه يستطيع القيام بهذه الأمور».
زيارة سريعة إلى السعودية
وعشية زيارة الرئيس عون إلى المملكة العربية السعودية التي باتت مؤكدة الإثنين المقبل، علمت «نداء الوطن» أن الزيارة ستكون سريعة لشكر المملكة على مواقفها الأخيرة تجاه لبنان والرئيس، وستليها زيارات لاحقة لمناقشة مواضيع وملفات تهم البلدين.
الزيارة التي سيرافقه فيها وزير الخارجية يوسف رجي، لن تشمل توقيع اتفاقيات على عكس ما يشاع، لأن الحكومة اللبنانية شُكلت حديثاً، والبحث في الاتفاقيات يحتاج إلى دراسة بين الوزراء المعنيين في كلا البلدين وهذا ما يستلزم مزيداً الوقت.
وعن إمكانية إقرار دعم سعودي للدولة والأجهزة الأمنية، فالأمر لا يزال غير واضح ويتعلق بالقيادة السعودية.
وفي ما خص ملف التعيينات الإدارية علمت «نداء الوطن» أن الرئيس عون، يصر على اعتماد آلية شفافة واضحة، يتم الاتفاق عليها في مجلس النواب والإعلان عنها لاحقاً، انطلاقاً من أن العهد يتجنب أي «دعسة ناقصة» ويصر على إجراء «نفضة» إدارية شاملة.
أما بالنسبة إلى تعيين قائد جديد للمؤسسة العسكرية، فستكون الكلمة الفصل للرئيس عون ابن هذه المؤسسة، إيماناً منه بأن المرحلة المقبلة أمنية بامتياز، تحتاج إلى جدية في تطبيق القرارات الدولية، وفرض سلطة الدولة، إذ لا يجوز التلاعب بمصير ودور المؤسسة العسكرية، ومن هذا المبدأ يُفترض اختيار قائد على قدر المرحلة.
وختمت المصادر بالإشارة إلى إصرار الرئيس عون والرئيس سلام ووزير الداخلية أحمد الحجار على إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في موعدها، لاعتبارها استحقاقاً وامتحاناً مفصلياً للعهد والحكومة لا يجوز الرسوب فيه.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :