عاصفة آدم: بين التضخيم الإعلامي والواقع الجوي في لبنان - تحليل مفصّل لنشرة الأب خنيصر
- بيئة وصحة
- Icon News
- 09:53 am - فبراير 21 , 2025
اين هي العاصفة التي لم يشهد مثيلها لبنان منذ خمسين عاماً؟ النشرة الاخيرة للاب خنيصر.
الاحوال الجوية في لبنان والمنطقة ليومَي الأحد والاثنين 16 و 17 شباط 2025
تقرير للاب ايلي خنيصر المتخصص في الاحوال الجوّية وعلم المُناخ في بوسطن
قبل دخول Adam، اصدر الاب ايلي خنيصر نشرته الجوية الرسمية على موقع سبوت شوت وقد كان له مقابلة عبر اذاعة اغاني اغاني مع الاعلامية السيدة ميراي مزرعاني في نفس اليوم وقد شدد على النقاط التالية:
يُقسم المنخفض الى قسمين:
الموجة الاولى:
سيبدأ Adam فجر الخميس بأمطار غزيرة مصحوبة بعواصف رعدية وتساقط للبرَد ساحلاً، الى ان تدخل الموجة القطبية مساء، فتتساقط الثلوج المحلية نحو 1200 و 1000 متر، وصباح الجمعة نحو 850 متر بشكل متفرق وذلك بسبب تدني درجات الحرارة،
يدخل لبنان يوم الجمعة في حالة عدم استقرار، يتخللها تساقط محلي للثلوج على ان يبدأ Adam بقسمه الثاني يوم السبت ولغاية يوم الاثنين
الموجة الثانية:
سوف تتدفّق الرطوبة ايام السبت والاحد والاثنين نحو لبنان تترافق مع اشتداد البرودة القطبية، فتتساقط الثلوج في عدة مناطق لبنانية كما رصدتها الاقمار الصناعية ( البقاع الغربي والاوسط والشمال والجبال الغربية) وبشكل متفاوت. وبعض الحبال الجنوبية.
تنخفض درجات الحرارة وتنهار لتتراوح بقاعا بين الاحد والثلاثاء -4/-9 وعلى الجبال الغربية على 1200 متر بين -3/-8 وعلى الساحل 1/4.
سيكون Adam قاسياً بقسمه الثاني بسبب وصول الjet sream القطبي نحو الحوض الشرقي للبحر الابيض المتوسط مع رطوبة محدودة وثلوج.
صدمة ما بعدها صدمة وبروباغاندا وضجة اعلامية واقاويل غير مبنية على ارشيف ووقائع ودراسات، جعلت من Adam سخرية هذا الموسم فماذا في التفاصيل؟
يعود تأخر اصدار الاب ايلي نشرته الجوية الى قبل ٦ ساعات من دخول Adam لبنان، الى مراقبة التضخيم الحاصل، وقد اصدر وثائقياً شرح فيه كيف تتشكل المنظومة الجوية بين المرتفع القطبي ومنخفض البحر الاحمر وكيف سيؤثر ارتفاع الضغط، سلبا، على نوعية السحب اذا تخطى الضغط الجوي 1018 وكيف ستكون هذه الموجة قاسية بالبرودة اكثر من الثلوج.
وبدأ الهواة منذ اسبوع تحديد التراكمات الثلجية ووعدوا المواطنين بعاصفة لم يشهدها لبنان منذ عقود، وصار التيك التوك ومعه صفحات الفايس بوك والمواقع الاخبارية، اسياد الساحة بالتضخيم وكأنه (بالون وانفجر) وبدت نماذج الطقس على هواتفهم ترصد ثلوجاً كثيرة، وبدأت خيبات الامل تظهر على وجوه الكل حين تراجعت النماذج ولم يعد اللبنانيون يشاهدون الثلوج على هواتفهم الذكية، فجاء التبرير لهذا الفشل: انحرفت العاصفة،
لقد كرر الاب خنيصر كلمته مرّتين ولم يفهمها احد حين قال: ايها اللبنانيون، آدم هو كالتالي: 35% هطولات (بين الامطار والثلوج وتساقط البرَد)، وهو 15% انفراجات ( اي طقس مشمس) وهو 50% برودة قطبية وجليد ( من الجمعة ولمدة اسبوع) وسيكون للمناطق الشمالية حصة الاسد من الثلوج فمنذ بداية هذا المنخفض بدت ارقامه تشير الى انه سيكون اعتياديا.
ما هي البصلة المحروقة؟
حين دخل المنخفض الجوّي لبنان، حددته الاقمار الصناعية كمدة زمنية من الاربعاء ليلا ولغاية يوم الاثنين، علماً ان كل منخفض يتعرض الى بعض الانفراجات، وحين تشتد فعاليته ويدخل في الذروة، يميل الى الانحسار مع انتهاء المدة المحددة له،
امّا عند اهل الشرق الاوسط، فيجب على كل منخفض ان يخضع لرغباتهم وارادتهم بمعنى؛ افرغ الحمولة بساعاتك الاولى ودبر حالك كيف تحوّش رطوبة وخليك ع نفس الوتيرة.
لا احد ينتظر لتنتهي مدة المنخفضات الجوية التي تضرب بالعادة لبنان والجوار، واذا ظهرت الانفراجات، يُفرغ البعض سمومهم وسخرياتهم على النشرات الجوية والسؤال يُطرح: لماذا لا تقومون بعملية مسح نماذج الطقس عن هواتفكم وهي التي خدعتكم منذ البداية؟ الم يقل الاب خنيصر للكثيرين: يجب ان يتم تنقيص 30% مما ترونه قبل ٥ ايام على هواتفكم؟
البصلة المحروقة مرضٌ يعاني منه الكثيرون، لا يمكنهم انتظار وقت الذروة، فتبدأ السخريات على مواقع التواصل الاجتماعي وتتبين العقول المريضة، وحين يشتد المنخفض، يختفون عن الساحة، ويبررون بكلمة: ما هيدا المنخفض بدو ياخد وقتو.
المهم، يتمركز هذا المنخفض فوق تركيا والبحر الاسود وانحرف جزء منه على دفعتين نحو لبنان وسوريا وفلسطين والاردن ضمن رياح شمالية، ونظراً للضغوط الجوية المرتفعة التي تحيط بلبنان، تتلاعب نسبة الرطوبة بشكل سريع بين البلدان المذكورة، ومن المنتظر ان تستقر بين السبت والاثنين بحيث سنشهد تساقطا للثلوج، ضمن تراكمات محدودة، وحين توفر عامل الهطول ستتدنى الثلوج نحو المناطق المطلة على الساحل، واذا ارتفع الضغط الجوي يوم الاحد ستتلاشى الرطوبة ونبقى تحت تأثير موجة قطبية شديدة البرودة.
الاب خنيصر لا يحدد تراكمات ثلجية في حال كانت سرعة الرياح مرتفعة، وفي حال كانت الضغوط تتلاعب بسرعة، ولا يحددها الاّ قبل ٢٤ ساعة لكي تكون مرصودة من الرادار الثلجي. فالذين تنبأوا ورمَوا ارقاماً عشوائية على مواقعهم، زادوا الطين بلّة دون علم او دراسة، ما دفع الكثيرون للتبضع خوفاً من اقفال الطرقات.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :
