تتجه الأنظار الى لقاء القمة الذي سيجمع قيصر روسيا العظمى الرئيس بوتين برئيس الولايات المتحدة الأمريكية القادم لقيادة دولة تحكم أكثرية العالم، وهي تجر العالم الغربي تسيطر على الأسواق ممسكة معظم مقومات الاقتصاد العالمي وتعيش منافسة كبرى مع الصين العدو اللدود. وتبقى الخشية الحقيقية عند الأميركي من روسيا وريثة الاتحاد السوفياتي المنافس الذي خاضت معه حربا باردة عقود من الزمن انتهت بانهياره من الداخل وتفتته لتتفرد أميركي بالسيطرة على العالم كقطب أوحد، حكمت وتحكمت قلبت أنظمة وحكومات قسمت دول خاضت حروب سعرت جبهات لعبت بجغرافيا التوازنات السياسية بما يخدم توسع سيطرتها على العالم نجحت حينا وفشلت احيانا على مستوى التوازنات السياسية الاقتصادية والعسكرية جيرتها انقلابات وسعت نفوذها مرحليا بفاتورة مرتفعة انعكست سلبا على الاقتصاد الأميركي مع تعثر مشروعها على مستوى العالم أمام إخفاقات عسكرية تركت تداعيات كثيرة تعمل امريكا على تجاوزها ولكل إدارة في البيت الأبيض أسلوبها المفيد بسياسة ترسمها مؤسسات وليس الرئيس الذي يسكن في البيت الأبيض والقرارات الاستراتيجية ترسم في أقبية المصالح عبر مؤسسات الحكومة العميقة في اقبية لوبي المصالح التجارية : لشركات النفط، ، مصانع الأسلحة ، المصارف والسندات إضافة إلى مؤسسات الإعلام
وهي التي تؤثر في عمل اي إدارة أميركية بغض النظر عن هوية الرئيس السياسية وحزبه الذي يسمح له بهامش من التحرك تحت سقف مصالح أميركا اولا والتي تقوم على الاستعمار وسياسة التوسع والخوف من الأقوياء لأن ذلك بالمفهوم الأميركي وبحسب معظم الكتاب يفرض على امريكا حرب صعبة بمعركة صراع جبابرة وهذه الأنواع من الحروب مكلفة وغير معروفة النتائج تعرف بدايتها لكن لا يمكن تقدير حدودها وتبعتاتها وهذا لم يخفيه قادة أميركا سابقا وان حضر بطرق غير مباشرة وليس آخرها ما قاله ترامب عن إنهاء الحرب في اوكرانيا التي لم تعد بصالح الأميركي وتحولت عبئا كبيرا عليه أمام انسداد أفق المعركة وانعدام كسر توازنات عسكرية فرضتها روسيا من خلال إدارة المعركة لأن القيادة الروسية تعرف انها تواجه الغرب بقيادة امريكا وزلنسكي ليس سوى واجهة لمشروع استعماري استشعرت روسيا خطرا امريكا بهدد امنها الاستراتيجي من اوكرانيا بنشر قواعد صاروخية على حدودها وتوسيع حلف الناتو بانضمام دول جديدة باهداف تصب في عمق استهداف روسيا العظمي لدورها القيادي في منع امريكا الاطباق على العالم كقطب أوحد والسيطرة على مقدرات الشعوب بمشاريع بدأت تتضح معالمها انطلاقا من خطاب الرئيس ترامب الذي اعتمد اسلوب الابتزاز السياسي والابتزال في التعاطي حتى مع الحلفاء بعقلية التاجر ضمن هامش المناورة المسموح له بما لا يخدم مع مصالح الحكومة العميقة المتمثلة بمراكز اتخاذ القرار ولا يتعارض مع نفوذ أميركا وهذان الخطان الذين يمثلون هامش المناورة عند الرىيس ترامب والذي يدخل البيت الأبيض وكل الظروف الدولية تغيرت وامريكا خسرت كثير من الأوراق واستمرار الحرب في اوكرانيا هو بمثابة اللعب في الوقت الضائع الذي لن يؤثر في قوة روسيا العظمى ولا في استراتيجية تحالفاتها مع الصين وإيران وصولا إلى كوريا الشمالية كجبهة متينة متراصة في مواجهة الغرب بقيادة أميركا التي سلمت بخسارة بعض أوراقها وتعثر مشروعها وضربها الوهن من الداخل وتعمل حاليا على جمع المتناقضات في كل الجبهات وعلاقتها متوترة مع حلفائها عوامل كثيرة تفرض نهجا جديدا في التعاطي الأميركي على مستوى العالم هل سيترجمه الرىيس ترامب في لقاء القمة مع القيصر الذي يملك أكثر الأوراق الرابحة من اوكرانيا الى الملف الايراني وباب المندب وإقفال ملف توسع الناتو وقواعد عسكرية جديدة بتسوية دولية تنهي دور زلسنكي في اوكرانيا والشرع في سوريا تعيد ترتيب العالم وفق واقع أكثر توازنا ينهي أحادية القطب ويفرمل الاندفاعة الأميركية ويشكل منعطفا على مستوى إدارة العالم في نظام تعددي يطوي حقبة سوداء على العالم وهذا كله بانتظار جدية الأميركي في التعاطي وقدرة ترامب على التنفيذ
د محمد هزيمة.
كاتب سياسي وباحث استراتيجي
نسخ الرابط :