في ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري، يشهد لبنان تحركًا شعبيًا كبيرًا ينظمه تيار المستقبل تحت قيادة الرئيس سعد الحريري. ومع هذا الحشد الكبير الذي يتوقع أن يشهده اليوم الجمعة، يواجه الرئيس نواف سلام تحديًا جديًا لا يمكن تجاهله.
التحدي هنا ليس مجرد احتجاج شعبي، بل هو امتحان للشرعية السياسية والقيادة داخل الشارع السني. بداية من هذا اليوم، يبدو أن سلام سيكون معزولًا عن قاعدته الشعبية السنية، مما يعرض حكومته لمعارضة حقيقية في المرحلة المقبلة. هذا الانعزال لا يعني فقط خسارة دعم شعبي، بل يعني أيضًا إعادة تثبيت واثبات زعامة سعد الحريري ليس فقط داخل المكون السني انما تتجاوز حدود الوطن.
بالنظر إلى التاريخ السياسي اللبناني، كان الحريري دائمًا أحد الركائز الأساسية للزعامة السنية. فالمشهد السياسي اليوم يشير إلى أن هذا الحشد الشعبي قد يكون محاولة لإعادة تأكيد هذا الدور التاريخي، مما يضع سلام في وضع دفاعي قبل أن يبدأ فعلًا في تنفيذ فكرته السياسية.
التحدي الذي يواجهه سلام ليس مجرد تحدٍ شخصي، بل هو تحدٍ لنموذج القيادة الجديدة التي حاول أن يقدمها. فالتحرك الشعبي يمكن أن يعيد تشكيل المنظور السياسي في لبنان، يعيد توزيع البطاقات، وينهي تجربة سلام السياسية قبل أن تجد فرصة للتأكيد على نفسها.
باختصار، اليوم الجمعة ليس مجرد يوم للاحتفال أو التذكار، بل هو يوم يمكن أن يحدد مسار السياسة اللبنانية للسنوات القادمة، ويحدد ما إذا كان الرئيس نواف سلام سيستطيع أن يجد مكانًا لنفسه في البيت السياسي اللبناني بين العواصم التقليدية
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :