افتتاحية صحيفة الأخبار:
إسرائيل تمدّد الهدنة من جانب واحد وتصرّ على استمرار الاحتلال: الاختبار الأوّل للعهد وحكومته
بين إصرار العدو على تمديد جديد لمهلة انسحاب قواته حتى آخر شباط الجاري، ورفض لبنان الرسمي أي خطوة في هذا الاتجاه، بدأت ترتسِم معالِم توتّر على جبهة جنوب لبنان، بينما تعمل الولايات المتحدة على مقترح يشكّل، من وجهة نظرها، حلّاً يُتيح تهدئة الميدان وعودة «السكان» على جانبي الحدود.
فيما حاول العدو أمس التلويح بأن ما لا يمكن للأميركيين أخذه، أو فرضه، بالدبلوماسية، سيؤخذ بالقوة. ويُعدّ هذا الاختبار الجدّي الأول للعهد الجديد رئاسةً وحكومة، ومدى إدراكهما للمخاطر وقدرتهما على التعامل معها، واستعدادهما للدفاع عن سيادة لبنان، إذ لا مبرّر هذه المرة للموافقة على أي تمديد، خصوصاً أن إسرائيل لم تلتزِم بما يتعلق بها من الاتفاق، بدءاً من وقف الخروقات وصولاً إلى ملف الأسرى.
وفي هذا السياق، انطوى خرق جدار الصوت على مراحل فوق بيروت والبقاع، مساء أمس، على رسائل من العدو رداً على الموقف الرسمي اللبناني الرافض لتمديد احتلال قواته بعد انتهاء المهلة الممدّدة في 18 شباط الجاري.
وأتى هذا الخرق الذي سبقه خرق مماثل في سماء الجنوب، وسط تحليق مكثّف للطيران المعادي، بعدَ حوالي ساعة من صدور بيانين عن رئيسَي الجمهورية جوزف عون ومجلس النواب نبيه بري نفيا ما ذكرته قناة «الحدث» السعودية عن «اتفاق لبنان وإسرائيل على تمديد بقاء الجيش الإسرائيلي في الجنوب إلى ما بعد عيد الفطر».
فيما تؤكّد المعلومات تكثّف الاتصالات الدولية مع بدء العد العكسي لانتهاء الهدنة الثلاثاء المقبل، على وقع استحقاقات حساسة عشية تشييع الأمينين العامين لحزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله والشهيد السيد هاشم صفي الدين في 23 الجاري، ووسط ترقب في المنطقة لـ«سبت الجحيم» الذي لوّح به الرئيس الأميركي دونالد ترامب بما يضع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة على المحك.
وتُشير المعلومات إلى أن «العدو الإسرائيلي لا يزال يضغط لانتزاع موافقة أميركية على البقاء في خمسة مواقع يعتبرها حساسة جنوباً لإشرافها على المستوطنات»، وهو ما يرفضه لبنان بالمطلق.
وتقول مصادر مطّلعة إن «فرنسا دخلت مجدداً على خط الوساطة، وإن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تواصل مع الرئيس عون، وأبلغ إسرائيل بالموقف اللبناني الرافض لأي تمديد وأي بقاء للاحتلال»، بينما أشارت مصادر مطّلعة إلى أن «المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس التي ستعود إلى بيروت الأسبوع المقبل ستُشهر ورقة المواقع الخمسة في وجه المسؤولين اللبنانيين».
وفي السياق، كشفت قناة «كان» العبرية عن «بدء الجيش الإسرائيلي بإنشاء خمسة مواقع داخل الأراضي اللبنانية بعد حصول إسرائيل على إذن أميركي لإبقاء قوات عسكرية في هذه المواقع بعد انتهاء الفترة التجريبية لاتفاق وقف إطلاق النار الثلاثاء المقبل». وأشارت إلى أن «إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة أخيراً تمديد فترة الاختبار لمدة أسبوع ونصف أسبوع آخريْن وهو ما قوبل بالرفض»، و«في أعقاب ذلك، طرحت إسرائيل مطلباً بديلاً قبله الأميركيون وهو إبقاء قوات الجيش الإسرائيلي في خمس نقاط مراقبة تسمح برصد ما يحدث على الأرض».
وصرّح قائد القيادة الشمالية اللواء أوري جوردين بأنه «تمت إزالة التهديد الكبير الذي كان يمثّله حزب الله لسكان شمال إسرائيل، وتهديد قوة الرضوان والتهديد بإطلاق صواريخ على العمق الإسرائيلي»، لكن «ذلك لا يعني أنه لم يعد هناك عدو أو لم يعد هناك حزب الله».
وأضاف: «الواقع الأمني اليوم في الشمال آمن، والتحدي الكبير الذي يواجهنا هو الحفاظ عليه». فيما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن «النظام التعليمي يستعدّ لبدء الدراسة في الشمال مطلع آذار المقبل، لكن سيكون لكل عائلة خيار العودة أو الاستمرار في العيش في أماكن الإخلاء والسماح لأبنائها بإكمال العام الدراسي في المؤسسات التعليمية حيث كانت خلال فترة الإخلاء».
إلى ذلك، أدّت زيارة رئيس لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي غاسبر جيفرز إلى فلسطين المحتلة، إلى تأجيل اجتماع اللجنة في رأس الناقورة من اليوم إلى الغد. وربطت مصادر متابعة التأجيل بـ «حاجة جيفرز إلى مزيد من الوقت للتوصّل الى إخراج لمشهد 18 شباط مع الإسرائيليين قبل طرحه على ممثلي الجيش اللبناني في الاجتماع». وبعد تداول معلومات عن وجود أورتاغوس حالياً في فلسطين المحتلة، لم تحسم المصادر مشاركتها في الاجتماع، بعد الأجواء السلبية التي رافقت زيارتها الأخيرة إلى لبنان بسبب تصريحاتها المنحازة إلى إسرائيل من قصر بعبدا.
وكانت أورتاغوس وغاسبر قد أبلغا المسؤولين اللبنانيين بقرار إسرائيل تمديد بقائها في الجنوب إلى 28 شباط المقبل، قبل يوم واحد من موعد عودة مستوطني الشمال. لكنّ المصادر قاطعت ما ورد عن مسؤولين إسرائيليين أمس بأن قوات الاحتلال «تخطط للبقاء إلى نيسان وربما أكثر. وفي حال انسحبت، ستفرض ترتيبات أمنية خاصة على خمس نقاط على الأقل». وكانت «الأخبار» أشارت إلى أن غاسبر نفسه أبلغ في مطلع كانون الثاني الماضي، قيادة الجيش اللبناني بأن «إسرائيل ستمدد بقاءها حتى نيسان المقبل إلى حين إنهاء قدرات حزب الله».
الرفض اللبناني كان له وقعه لدى الدول المعنية برعاية اتفاق وقف إطلاق النار، ولا سيما فرنسا. وعلمت «الأخبار» أن ماكرون أبدى استعداده لوضع جنود بلاده بالتصرف لإنهاء التوتر وضمان الاستقرار على الحدود الجنوبية بالتزامن مع مشاركتها الفعّالة في قوات اليونيفل»، فيما تحدّثت مصادر مطّلعة عن سيناريوهين محتملين: الأول أن تضغط الولايات المتحدة للانسحاب الشامل من الأراضي المحتلة، على أن تنتشر في النقاط الخمس قوات دولية يرجّح أن تكون من الجيش الفرنسي ضمن ترتيبات أمنية يتم التوافق عليها مع الحكومة اللبنانية وقوات اليونيفل، والثاني، بقاء قوات الاحتلال مع حرية الحركة جواً وبراً، للأشهر المقبلة، ربطاً باستحقاقات محلية ضاغطة على حزب الله من مراسم تشييع نصرالله وصفي الدين إلى الانتخابات البلدية والنيابية التي تسعى من خلالها إسرائيل وأميركا إلى إحداث شرخ بين الحزب وبيئته الحاضنة، إضافة إلى تعطيل ورقة صرف التعويضات للمتضررين من العدوان وتعليق عملية إعادة الإعمار.
*******************************************
افتتاحية صحيفة البناء:
ترامب ينعطف نحو التفاوض مع موسكو للتفاوض على حساب أوروبا وأوكرانيا
نتنياهو يتراجع عن التهديدات ويستعدّ لتلبية مطالب حماس وقبول العودة للتبادل
بري: ما نسبته قناة «الحدث» عن موافقته على تمديد وقف النار مختلق ومزيّف
قرّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد استنفاد عروض القوة لثلاثة أسابيع، البدء بالعمل الجدّي فأمسك بهاتفه واتصل بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفتح قناة التفاوض حول أوكرانيا ووقف الحرب وفق صيغة قال عنها وزير الدفاع الأميركي بيت هيغيست إنها يفترض أن تقوم على ركيزتين، الأولى أن عضوية أوكرانيا للناتو غير واقعيّة وإن العودة إلى حدود 2014 مستحيلة، بينما قرّر ترامب إيفاد وزير خزانته سكوت بيسنت إلى أوكرانيا قائلاً إن واشنطن أنفقت 500 مليار دولار على أوكرانيا لا بد من استعادتها عبر صفقات في مجال المعادن النادرة، مضيفاً في حوار مع فوكس نيوز أنه لا يستبعد أن تصبح أوكرانيا في يوم ما روسية، وعلى طريقة إدارته للمشاريع الجدية شكل فريقاً فورياً لملف التفاوض مع موسكو، بخلاف سائر الملفات التي أثارها وحوّلها إلى قنابل دخانية، تغطي ذهابه للتفاوض مع بوتين، وكشف ترامب أنه طلب من وزير الخارجية ماركو روبيو ومدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) جون راتكليف ومستشاره للأمن القومي مايكل والتز ومبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف «قيادة المفاوضات التي أشعر بقوة بأنها ستكون ناجحة».
في المنطقة، تتواصل المواقف والتداعيات حول ملفات غزة، سواء مستقبل وقف إطلاق النار المهدّد بالانهيار بعد تهديد ترامب لحماس بالجحيم ما لم تفرج عن كل الأسرى لديها بحلول يوم السبت، أو ما يتعلق بمشروع ترامب لتهجير غزة والضغط على مصر والأردن والسعودية للانخراط في المشروع. وفيما ثبتت حماس على موقفها رغم تهديد ترامب الذي رحّبت به حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو، بدأت التراجعات الإسرائيلية توحي بأن المقاومة قاب قوسين من ربح معركتها الثانية وإثبات أن وقف إطلاق النار كان حصيلة العجز الإسرائيلي عن مواصلة الحرب، وقدر تداولت وسائل الإعلام الإسرائيلي تقارير عن مواقف حكومية للمضي بصفقة التبادل إذا التزمت حماس بالإفراج عن الأسرى المقرّر إطلاقهم يوم السبت وهم ثلاثة فقط، بينما تحدثت تقارير موازية عن بدء السماح الإسرائيلي للمعدات الثقيلة والبيوت الجاهزة بالدخول الى غزة، بعدما تسبّب منعها بإعلان حماس تعليق التبادل يوم السبت، أما في المواقف العربية من طروحات ترامب ودعوته العرب للانخراط بتهجير غزة، فتبدو القمة العربية المرتقبة نهاية هذا الشهر محطة فاصلة لتكريس موقف عربي عبّرت عنه سلفاً مواقف مصرية وسعودية ترفض التهجير والاستيطان وضمّ الأراضي وتتمسك بإقامة دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وربط التطبيع العربي بإنجاز الدولة الفلسطينية وليس مجرد التبشير بها.
لبنانياً، يتركز الاهتمام مع انصراف الحكومة إلى إنجاز بيانها الوزاري والاستعداد لجلسة نيل الثقة من مجلس النواب، نحو ما سيجري في الثلاثاء المقبل عندما تنتهي المهلة الممدّدة لاتفاق وقف إطلاق النار جنوباً، بعدما أعلنت «إسرائيل» نيتها تمديد المهلة مجدداً، وبعدما روّجت قناة الحدث لتقارير عن التوصل إلى اتفاق يضمن تمديد المهلة إلى ما بعد شهر رمضان، صدر عن مكتب رئيس مجلس النواب نبيه بري بيان قال فيه إن «ما نسبته قناة «الحدث» عن مصادر حول اتفاق بين بري وحزب الله على تمديد وقف النار مرة ثانية هو محض اختلاق ومزيّف تماماً».
وحفلت الساحة الداخلية بجملة من التطورات أبرزها عودة الرئيس سعد الحريري استعداداً لإحياء ذكرى والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري الجمعة المقبل، فيما بقي الاهتمام الرسمي السياسي والدبلوماسي منصبّاً على الوضع في الجنوب مع بدء العدّ العكسي للانسحاب الإسرائيلي من القرى الحدودية، غير أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تصرّ على إبقاء قواتها في بعض النقاط الجبليّة داخل الأراضي اللبنانية والضغط باتجاه تمديد اتفاق الهدنة إلى 28 الشهر الحالي، غير أن الدولة اللبنانية وبخاصة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون رفض الطلب مؤكداً على موقف لبنان المتمسك بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية في الثامن عشر من الشهر الحالي، ما دفع بالطيران الحربي الإسرائيلي إلى خرق جدار الصوت على دفعتين فوق بيروت وضواحيها، قرأتها مصادر سياسية بأنّها رسالة تهديد إسرائيلية للبنان بعد موقف رئيس الجمهورية.
ونقلت وكالة «بلومبرغ» عن مصادر مطلعة، أن «»إسرائيل» تسعى إلى الاحتفاظ بعدد قليل من المواقع المرتفعة داخل لبنان لحماية مستوطنات الشمال»، لافتةً الى أن «قرار «إسرائيل» يأتي بعد رفض واشنطن طلبها إبقاء الجزء الأكبر من قواتها بعد الموعد المحدّد». وذكرت الوكالة، أن «انتهاكات حزب الله لم تكن كبيرة بما يكفي لتأخير الخطوة التالية من اتفاق الهدنة».
وأشار مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية في بيان، إلى أنه «بثت محطة «الحدث» التلفزيونية خبراً تحدثت فيه عن «اتفاق بين لبنان و»إسرائيل» على تمديد وقف النار الى ما بعد شهر رمضان وعيد الفطر»، يهمّ مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية أن يؤكد أن لا صحة لهذا الخبر وأن لبنان لم يتبلّغ مثل هذه المعلومات، علماً أن رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أكد أكثر من مرة إصرار لبنان على الانسحاب الكامل للعدو الإسرائيلي ضمن المهلة المحددة في 18 شباط الحالي، فاقتضى التوضيح».
بدوره، أكد المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب نبيه بري في بيان، بأن «ما نسبته قناة «الحدث» عن مصادر حول اتفاق بين بري وحزب الله على تمديد وقف النار مرة ثانية هو محض إختلاق ومزيف تماماً».
وأكدت مصادر دبلوماسية غربية لـ«البناء» أن لا مبرّر لبقاء الجيش الإسرائيلي في الجنوب، طالما أن مهلة تمديد الهدنة قد شارفت على النهاية، وأن اللجنة الخماسية تتولى الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701 والجيش اللبناني يقوم بواجبه بالانتشار في كل النقاط والمناطق التي ينسحب منها الجيش الإسرائيلي إضافة الى الدوريات التي تسيرها قوات اليونفيل في جنوب الليطاني الى جانب أن حزب الله التزم الى حدٍ كبير باتفاق وقف إطلاق النار ويستكمل انسحابه وأسلحته من جنوب الليطاني، وبالتالي لبنان ينفذ التزاماته وفق اتفاق وقف النار، فيما «إسرائيل» لا تلتزم وتستمر بخروقاتها للاتفاق ما يهدد بانهيار هذا الاتفاق اذا ما استمرت بهذه الخروق الى ما بعد الثامن عشر من الشهر الجاري». وشددت المصادر على «وجود قرار أميركي – فرنسي – أوروبي بانسحاب «إسرائيل» من الجنوب بشكل كامل والعمل على تثبيت الحدود لاحقاً وإرساء الاستقرار والأمن على طول الحدود وإبعاد أي احتمال للتوتر في المستقبل». وشدّدت على أن «نطاق ترتيبات اتفاق وقف إطلاق النار وإزالة حزب الله لسلاحه ضمن منطقة جنوب الليطاني وهي منطقة عمل قوات اليونفيل، أما السلاح خارج الليطاني فيخضع للقرار 1701 ويندرج في إطار مهمات الدولة اللبنانية من خلال الحكومة الجديدة والدستور والقوانين اللبنانية».
وأفادت مصادر قناة «الجديد» أن الموفدة الأميركية مورغان اورتاغوس ستصل الى بيروت في 16 الحالي وستكون زيارة التفاوض الأخيرة لتأكيد الانسحاب الإسرائيلي في 18 الشهر الحالي». وذكرت أن «باريس لعبت دوراً وسيطاً في المفاوضات فماكرون اتصل أكثر من مرة بالرئيس جوزاف عون وتواصل مع الجانب الإسرائيلي وابلغه رفض عون القاطع لأي إبقاء على أي موقع تحت الاحتلال الإسرائيلي»، مضيفةً «الضغط الفرنسي واللبناني وبعدهما القناعة الأميركية سيدفعان بـ«إسرائيل» إلى الانسحاب الكامل في تاريخ 18 شباط الحالي».
وأفيد أن لجنة مراقبة تطبيق وقف إطلاق النار والقرار ١٧٠١ تبلّغت بأن الجيش الإسرائيلي يطلب البقاء في بعض النقاط في جنوب لبنان حتى ٢٨ شباط وقد رفض الجانب اللبناني هذا الطلب بشكل قاطع. وأفيد أن «الحل الذي يعمل عليه لجهة تنفيذ الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب في 18 شباط هو أن تتسلّم قوات اليونيفيل النقاط الخمس التي هي: تلال العويضة والحمامص والعزية واللبونة وجبل بلاط بالتعاون مع الجيش اللبناني، وقد تعزَّز قوات اليونيفيل بالعناصر الأميركية والفرنسية تحت لواء اليونيفيل».
وإذ جدّدت جهات مطلعة على موقف المقاومة لـ«البناء» الوقوف خلف الدولة في مواجهة العدوان الإسرائيلي وتنفيذ الانسحاب الإسرائيلي من كامل الجنوب بموازاة الاستعداد لكافة الاحتمالات من ضمنها رفض العدو الانسحاب وتصعيد عدوانه، رأى رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك أننا «حاضرون لكل شيءٍ من أجل كرامتنا وعزّتنا وسيادة لبنان، إن المقاومة هي تُدافع عن لبنان هي حصن لهذا البلد، فإن البلد بحاجة إلى مَن يُدافع عنه، نحن عندما تتصدّى الدولة بأن تحمي الحدود فنحن مع هذه الدولة وندعم هذه الدولة، وهذا ما رأيتموه عندما كان أهلنا مع الجيش يقتحمون تلك القرى، فنحن جميعاً نتطلع إلى ذلك اليوم».
وقال: «نتطلع أيضاً إلى يوم الـ 23 من هذا الشهر حيث يكون تشييع إمام الأمة السيد الشهيد الأقدس السيد حسن نصرالله، نعم سوف يكون هذا التشييع الوطني نابعاً من هذا الوطن، الذي دفع دمه ووجوده ومقاومته من أجل هذا الوطن وعزة هذا الوطن، إن المقاومة باقية لا يُمكن لِرايتها أن تسقط. فالراية كما وعد سماحة السيد بأن الراية لن تسقط وأن الراية ستستمر، هو وعده الوعد الصادق، وإن شاء الله سيتحقق، ونسأل الله سبحانه وتعالى لأمتنا العزة والكرامة».
وكان رئيس الجمهورية أكد «موقف لبنان الثابت من القضية الفلسطينية الداعم لحل الدولتين»، مشدداً على «أهمية المبادرة العربية للسلام التي أقرتها القمة العربية في العام 2002»، رافضاً «الطروحات التي تؤدي الى حصول أي نوع من أنواع تهجير الفلسطينيين من أرضهم أو المساس بحقوقهم المشروعة التي كرّستها قرارات الأمم المتحدة». ودعا الرئيس عون دول الاتحاد الأوروبي «للضغط على إسرائيل لاستكمال انسحابها ضمن المهلة المحددة في 18 شباط الحالي، كما لإعادة النازحين السوريين إلى بلادهم بعد انتفاء أسباب بقائهم في لبنان».
في غضون ذلك، من المتوقع أن تعقد اللجنة الوزارية لصياغة البيان الوزاري اجتماعها الثاني اليوم لاستكمال مناقشة المسودة التي طرحها مكتب رئيس الحكومة نواف سلام، ولفتت مصادر وزارية لـ«البناء» الى أن النسخة المنقحة للبيان الوزاري ستنتهي خلال يومين وتكون على طاولة مجلس الوزراء لمناقشتها وإقرارها ومن ثم توجه الحكومة إلى طلب الثقة من مجلس النواب على أن يحدد رئيس المجلس نبيه بري جلسة مخصصة لمناقشة البيان الوزاري ومنح الحكومة الثقة مطلع الأسبوع المقبل. وتوقعت المصادر أن تنال الحكومة الثقة بأغلبية وازنة تمكنها من الانطلاق للعمل والإنجاز بقوة دفع كبيرة.
ووفق المصادر فلا مشكلة في البيان الذي سينسجم مع المرحلة الجديدة ووفق أولويات الحكومة والمواطن من حماية السيادة والحدود والانسحاب الإسرائيلي من كامل الأراضي اللبنانية وإعادة الإعمار وإنجاز التعيينات في المواقع الأمنية والعسكرية والإدارية والقضائية، وبعض الإصلاحات الضرورية واستكمال التفاوض مع صندوق النقد الدولي، وإجراء الانتخابات البلدية والاختيارية والنيابية بعد إدخال بعض التعديلات على قانون الانتخاب. ولفتت المصادر إلى أن الفقرة المخصّصة بموضوع تحرير الأراضي وحماية لبنان وسلاح المقاومة، فلا خلاف حولها أيضاً، فالبيان سيستند بهذا الأمر تحديداً على خطاب القَسَم أولاً ووثيقة الوفاق الوطني واتفاق الطائف ثانياً كما قال رئيس الحكومة في مقابلته أمس الأول، ومن ميثاق الأمم المتحدة والقرارات الدوليّة.
ولفت نائب رئيس مجلس الوزراء وعضو لجنة صياغة البيان الوزاري طارق متري إلى أنّه فيما خصّ البيان الوزاري سنستند الى خطاب القَسَم لرئيس الجمهورية لأنه لاقى ترحيباً وتأييداً شعبياً كبيراً بين اللبنانيين إضافة الى تأييد المجتمع الدولي»، ولفت الى أن «حق اللبنانيين بالدفاع عن أرضهم مشروع وفق ميثاق الأمم المتحدة وهو حق غير قابل للتصرف، لذلك تصرّ الدولة اللبنانية والحكومة على الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الجنوب مع التزام الدولة بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والقرارات الدولية لا سيما القرار 1701»، ونفى متري أن تكون الحكومة اللبنانية قد تلقت طلباً أميركياً بتمديد ثانٍ لاتفاق وقف إطلاق النار.
وإذ كشفت أوساط سياسية لـ«البناء» أن «إقصاء التيار الوطني الحر وتيار المردة وحلفاء المقاومة من الكتل السنية، جاء في إطار قرار خارجي بعدم منح الثنائي الوطني حزب الله وحركة أمل الثلث الضامن في الحكومة وذلك للحدّ من نفوذ وقوة هذا الحلف في الحكومة وعدم التحكم بقراراتها»، وعبر مصدر نيابي في التيار الوطني الحر لـ«البناء» عن امتعاضه الشديد من أداء الرئيس سلام مع التيار، ما سيترك تداعيات سياسية على العلاقة معه، وأكّد في سياق ذلك عضو تكتّل «لبنان القوي» النّائب أسعد درغام، أنّ «ما قاله رئيس الحكومة نواف سلام هو تجنّ على التيار الوطني الحر»، لافتًا إلى «أنّنا لم نتلقَّ منه أيّ عرض ولم يطرح علينا أي حقيبة»، مشيرًا إلى أنّه «لولا أصوات «التّيّار» لما وصل سلام، وأقول له: «روما من فوق غير روما من تحت». واعتبر درغام أن «كلام سلام عن أنه عرض على تكتل «الاعتدال الوطني» أسماء ذات كفاءة أعلى من التي عرضها التكتل، هو إهانة وإساءة لعكار ولكل عكاري». اعتبر أنّ «من الطبيعي أن نحجب الثقة عن هذه الحكومة، فنحن معارضة، لكن نهجنا بناء خصوصاً بعد أن تبين لنا أن رئيس الحكومكة الأسبق فؤاد السنيورة هو المرشد الفعلي لنواف سلام، وهو مَن ركّب كل التركيبة الحكومية».
على صعيد آخر، أعلنت قيادة شرطة مجلس النواب، «أنّها باشرت بفتح الطّرقات كافّة المحيطة بساحة النجمة، بدءًا من شارع المصارف وصولًا إلى الوسط التّجاري في بيروت، وبالتّالي ستكون مفتوحة أمام المواطنين كافّة من دون أي عوائق».
وشهدت الساحة السياسية عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت عشية ذكرى استشهاد والده الرئيس رفيق الحريري، حيث جال على المرجعيات الرئاسية والسياسية، وبحث في قصر بعبدا مع رئيس الجمهوريّة في تطوّرات الأوضاع الرّاهنة، كما زار الرئيس بري في عين التينة، ورئيس الحكومة نواف سلام وعدداً من الشخصيات السياسية.
قضائياً، ترك قاضي التحقيق الأول بلال حلاوي المحامي مروان عيسى الخوري بكفالة مالية قيمتها مليار ليرة ومنعه من السفر لمدة شهرين، أما المحامي ميشال تويني المعروف بـ«ميكي» فترك بكفالة مالية قيمتها 2 مليون دولار أميركي و89 ألف دولار أميركي ومليار ليرة لبنانية ومنع من السفر لمدة شهرين، وأبقى على الحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة موقوفاً. وفي التفاصيل، عقدت جلسة الاستجواب الأخيرة لسلامة اليوم، بحضور وكيله المحامي مارك حبقة في ظلّ إجراءات أمنيّة مشدّدة. وقد تقدّم وكيله المحامي مارك حبقة بطلب إخلاء سبيله. ويذكر أن سلامة والمحاميين ميكي تويني ومروان عيسى الخوري يمثلون أمام قاضي التحقيق بلال حلاوي لاستجوابهم في ملف حساب الاستشارات.
*******************************************
افتتاحية صحيفة الأنباء:
المراوغة الإسرائيلية مستمرة ولبنان الرسمي يتحرّك ... وهدية سعودية منتظرة للعهد الجديد
بعد اجتماع الحكومة الأول وانطلاق عمل لجنة البيان الوزاري لإقراره نهاية هذا الأسبوع، ومن ثم عرضه على مجلس النواب لطلب الثقة، يمكن القول أن عجلة العهد الجديد انطلقت وقد تجلّى ذلك في تصريحات كل من رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس مجلس الوزراء القاضي نواف سلام، وذلك في مقاربة للأزمات التي يتخبط بها لبنان بذهنية مختلفة هذه المرة، ما قد يساعد على حلّها، وإيجاد المخارج اللازمة لها.
وفي سياق المبادرات الإيجابية التي تشي بأن الأمور بدأت تتطور الى الأفضل، أُعلن أمس عن إزالة الدشم والسواتر والمعوقات من محيط مجلس النواب والشوارع المؤدية الى ساحة النجمة. والتي رُفعت منذ 5 سنوات مع انطلاق ثورة 17 تشرين 2019.
هدية سعودية للبنانيين
ومع الإيجابية الكبيرة التي أوجدها انتخاب الرئيس عون وتشكيل الحكومة برئاسة نواف سلام ونوعية الوزراء وكفاءتهم، ورغم عدم ترحيب المملكة العربية السعودية بتشكيل الحكومة لغاية اليوم، إلا أن مصدراً رفيعاً أبلغ جريدة الأنباء الالكترونية أن المسؤولين في المملكة ينتظرون الانتهاء من وضع البيان الوزاري للحكومة الجديدة لكي يبنوا على الشيء مقتضاه، لكنه أوضح أن المملكة تحضّر مفاجأة وهدية كبيرة للرئيس عون عندما يزور الرياض تلبية لدعوة الملك سلمان بن عبد العزيز، وهي سوف تغتنم فرصة وجوده هناك لكي تصدر قرارها الذي طال انتظاره، وهو رفع الحظر المفروض على السعوديين لزيارة لبنان، متوقعاً أن يؤدي ذلك إلى قيام ما يقارب بـ 500 ألف إلى 600 ألف سعودي بزيارة لبنان خلال العام الحالي.
مصير وقف إطلاق النار
في هذه الأثناء، عاد العدو الإسرائيلي الى المراوغة من جديد، في ظل تسريبات للإعلام العبري حول حصول تل أبيب على إذن من واشنطن بالبقاء في لبنان لفترة بعد انتهاء مهلة ١٨ شباط.
وفي السياق ربطت مصادر أمنية تهديدات المسؤولين الاسرائيلين باستمرار الحرب على غزة والبقاء في جنوب لبنان بالقرارات المفاجئة التي صدرت عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لجهة مطالبته بترحيل الفلسطينيين من غزة الى مصر والاردن، والتي قد تشجع على بقاء الجيش الاسرائيلي قي جنوب لبنان وتعيق تنفيذ الهدنة في قطاع غزة.
المصادر اعتبرت أن مَن ينظر الى الغطرسة الاسرائيلية المتزايدة والتهويل بالعودة الى القتال في غزة، لا يستغرب أن تعبث إسرائيل بكل التزاماتها تجاه لبنان. والمتمثلة بتطبيق بنود وقف إطلاق النار، لا سيما الانسحاب في المواعيد المحددة.
فبعد التمديد الأول من 26 كانون الثاني إلى 18 شباط الحالي بقرار أحادي، ومباركة أميركا التي ترأس لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار المؤلفة من فرنسا ولبنان واسرائيل والأمم المتحدة. وإذ يسعى العدو الاسرائيلي الى تمديد فترة تنفيذ وقف إطلاق النار وبقاء قواته في لبنان، دون تحديد فترة زمنية، متذرعاً بأسباب مختلفة هي نفسها التي دفعته الى التمديد الاول رغم رفض لبنان القاطع لهذا الاقتراح متعهداً العمل على تطبيق القرار 1701. لا تنفك إسرائيل عن اتهام لبنان بعدم تطبيقه لناحية انسحاب حزب الله الى شمال الليطاني.
نفي رسمي لبناني
وفي ظل تصاعد الحديث عن تمديد وقف إطلاق النار الى ما بعد عيد الفطر، أجرى رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة اتصالات مكثفة مع الدول المعنية بالوضع في جنوب لبنان، وذلك للضغط على إسرائيل لاستكمال انسحابها من جنوب لبنان.
وكان المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية أصدر بياناً نفى فيه ما نقلته بعض وسائل الاعلام عن موافقة لبنان على التمديد لبقاء اسرائيل في جنوب لبنان. ورأت أن هذا الخبر عار عن الصحة جملة وتفصيلاً وان لبنان متمسك بانسحاب اسرائيل في 18 الجاري. وكذلك صدر بيان نفي عن الرئيس نبيه بري.
تحدي الحدود السورية
المصادر رأت أن حزب الله أمام اختبار آخر في ظل زيادة الضغوط المتعددة من الجنوب الى الحدود السورية، واستمرار الغارات الاسرائيلية على الجنوب والبقاع الواقعة خارج نطاق الليطاني التي يشملها بنود وقف اطلاق النار بين لبنان واسرائيل.
وهو ما لفت اليه النائب السابق نزيه نجم في حديثه لجريدة الأنباء الالكترونية، معتبراً ان بقاء إسرائيل في الجنوب سيؤدي الى اجهاض عملية السلام ويؤخر تطبيق وقف اطلاق النار، وانسحاب حزب الله الى شمال الليطاني، ومصادرة السلاح.
وأمل نجم أن تتمكن الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس من الضغط على اسرائيل من أجل استكمال انسحابها من الجنوب، لأن استمرار الاحتلال في الجنوب برأي نجم لا يخدم مسيرة العهد وانطلاقته.
من جهة ثانية، أبدى نجم ثقته بالرئيس جوزاف عون ووصفه بالرجل المحترم والناجح جداً. ورأى ان وجوده في رئاسة الجمهورية يبعث على الأمل بتعافي لبنان من أزماته.
وعن رأيه بالحكومة الجديدة، دعا نجم الى ترجمة الأقوال بالأفعال، واصفاً خيار الرئيس وليد جنبلاط والنائب تيمور جنبلاط بترشيح قائد الجيش لرئاسة الجمهورية، وترشيح نواف سلام لرئاسة الحكومة بأنه "ضربة معلم"، مذكّراً بأن الجنرال جوزاف عون تولى قيادة الجيش في أصعب الظروف، وتمكن من إدارة المؤسسة العسكرية بوعي وحكمة، وخصوصاً أثناء الأزمة المالية والاقتصادية.
ذكرى استشهاد الحريري
من جهة أخرى، تستمر التحضيرات لاحياء ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري في ساحة الشهداء. وبعد عودته الى لبنان للمشاركة بالذكرى العشرين لاستشهاد والده، استهل الرئيس سعد الحريري نشاطه السياسي بزيارة رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيسي الحكومة نواف سلام والمجلس النيابي نبيه بري، كما الرئيس نجيب ميقاتي. وتزامناً، أعلن النائب السابق نزيه نجم ان إقامة الحريري في لبنان قد تدوم لأيام معدودة. وأن أبرز ما قد يعلنه في ذكرى 14 شباط هو عودة تيار المستقبل الى العمل السياسي.
العلاقات اللبنانية - السوري
على صعيد آخر، وفي تطور لافت على مستوى العلاقات السورية اللبنانية، أعلن وزير الخارجية السوري أسعد شيباني ان الادارة السورية الجديدة تحترم لبنان كدولة جارة وستكون الى جانبه متى أراد. واضاف ان لا أحد يريد التدخل بشؤون البلد الآخر، مؤكدا ان الحكومة السورية القادمة سوف تشكَّل في اذار المقبل وستمثل تنوع الشعب السوري.
***********************************************
افتتاحية صحيفة النهار
إسرائيل تباشر مواجهتها مع الحكومة الجديدة… البيان الوزراي على نار الـ1701 إلى الإصلاحات
أفيد أمس أن لجنة مراقبة تطبيق وقف اطلاق النار والقرار 1701 تبلغت بأن الجيش الإسرائيلي يطلب البقاء في بعض النقاط في جنوب لبنان حتى 28 شباط، وقد رفض الجانب اللبناني هذا الطلب بشكل قاطع
فيما تتهيأ حكومة الرئيس نواف سلام لإقرار البيان الوزاري في فترة قياسية نظراً إلى طبيعة التحديات الداهمة لمسارها ومهماتها في مختلف الاتجاهات، يبدو أن الاستحقاق الأشدّ إلحاحاً الذي ستواجهه الحكومة، وربما قبل إنجاز البيان الوزاري وإقراره ومثولها على أساسه أمام مجلس النواب لنيل الثقة، بدأت تتصاعد تداعياته الميدانية والديبلوماسية في مضي إسرائيل نحو فرض أمر واقع متكرر لتمديد فترة بقاء قواتها في عدد من النقاط الميدانية في جنوب لبنان. مؤشرات عدة برزت حيال هذا التطور في الساعات الأخيرة في حين يتوزع المشهد الداخلي بين ملف استكمال إقلاعة الحكومة ومواجهة تطورات الواقع الحدودي إن جنوباً مع إسرائيل وإن شرقاً مع سوريا، كما أن الأنظار المحلية ترصد بدقة الاستعدادات لإحياء الذكرى الـ20 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري غداً وسط حركة كثيفة باشرها أمس الرئيس سعد الحريري غداة وصوله إلى بيروت.
فعشية الاجتماع الثاني للجنة صياغة البيان الوزاري في السرايا المقرر عقده اليوم تواصلت عمليات التسليم والتسلم في الوزارات بين الوزراء القدامى والجدد، فيما علمت “النهار” أن لجنة صياغة البيان الوزراي تمضي بسرعة نحو إنجاز مهمتها. وتناقش اللجنة مسودة بيان وضعها رئيس الحكومة نواف سلام ويجري استمزاج سائر مكوّنات الحكومة فيها وتتضمن كل ما يتصل بتوجهات الحكومة حيال التحديات السيادية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية وفقاً للمعايير الإصلاحية التي وضعها العهد ورئيس الحكومة. وبات في حكم المؤكد أن البيان لن يتضمن عبارة “المقاومة” أو “الثلاثية” القديمة بل سيعتمد على الفقرة 51 من ميثاق الأمم المتحدة التي تتناول “الحق الطبيعي للدول في الدفاع عن انفسها إذا اعتدت قوة مسلحة على أحد أعضاء (الامم المتحدة) …”، بالإضافة إلى فقرات من خطاب القسم لرئيس الجمهورية العماد جوزف عون حول حصرية السلاح بيد الدولة ومؤسساتها الأمنية. كما سيتضمن البيان وفق المتوقع تركيزاً على التزام لبنان بسط سيادة الدولة على كامل أراضيه وفق اتفاق الطائف والدستور والقرارت الدولية لا سيما منها القرار 1701. وسيتضمن البيان ملف تعزيز الأمن على الحدود اللبنانية السورية والتشديد على ضرورة التنسيق مع الجيش اللبناني لوضع حد للانشطة التهريبية والنشاطات المسلحة. كما سيأخذ ملف الإصلاحات المالية والاقتصادية حيّزاً كبيراً في البيان لا سيما لجهة الإصلاحات الهيكلية في النظام المصرفي التي ستكون أساساً لحل عادل لقضية الودائع والمودعين بعدما حسم الرئيس سلام في مقابلته التلفزيونية مساء الثلاثاء الماضي كل التخويف بشطب الودائع ورسم خريطة الطريق الكاملة للمسار الإصلاحي للحكومة.
ولكن التطورات الداهمة في الملف الجنوبي سرقت الأضواء في الساعات الأخيرة في ظل “هجمة” إعلامية إسرائيلية مواكبة لاستمرار الخروقات الإسرائيلية وعمليات الجرف والنسف والحرق الجارية في البلدات والقرى الخاضعة للقوات الإسرائيلية. وقد أفيد أمس أن لجنة مراقبة تطبيق وقف اطلاق النار والقرار 1701 تبلغت بأن الجيش الإسرائيلي يطلب البقاء في بعض النقاط في جنوب لبنان حتى 28 شباط، وقد رفض الجانب اللبناني هذا الطلب بشكل قاطع. وإذ تحدثت معلومات عن وجود الجنرال الأميركي رئيس لجنة المراقبة الخماسية الجنرال جاسبر جيفيرز في إسرائيل حيث يجري مباحثات مع المسؤولين الإسرائيليين حول موضوع الانسحاب وسيعود إلى لبنان ليترأس اجتماعا للجنة، تحدثت المعلومات مجدداً عن أن الحل الذي يعمل عليه لجهة تنفيذ الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب في 18 شباط هو أن تستلم قوات اليونيفيل النقاط الخمس التي هي: تلال العويضة والحمامص والعزية واللبونة وجبل بلاط بالتعاون مع الجيش اللبناني، وقد تعزَّز قوات اليونيفيل بالعناصر الأميركية والفرنسية تحت لواء اليونيفيل. غير أن الأجواء والمعطيات الإسرائيلية لم تكن إيجابية إطلاقا إذ أفادت “هيئة البث الإسرائيلية” نقلاً عن مسؤولين كبار في الحكومة أن إسرائيل حصلت على إذن أميركي بالبقاء بعد تاريخ وقف إطلاق النار في نقاط عدّة في لبنان .
وفي وقت لاحق نفى مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية تقريراً إعلاميا تحدث عن اتفاق بين لبنان وإسرائيل على تمديد وقف النار إلى ما بعد عيد الفطر، وأشار البيان إلى أن الرئيس جوزف عون “أكد مراراً إصرار لبنان على الانسحاب الكامل للعدو الإسرائيلي ضمن المهلة المحددة في 18 شباط الجاري”. كما أن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب نبيه بري نفى المزاعم عن اتفاق بينه وبين “الحزب” على تمديد وقف النار مرة ثانية.
وتحدث التقرير الذي نفاه لبنان عن أن إسرائيل ستبقي قواتها في بعض مناطق الجنوب اللبناني خصوصاً في القطاع الشرقي وأن إسرائيل لم تتعهد بوقف الاغتيالات في لبنان، وأن قادة من “الحزب ” على رأسهم نعيم قاسم ووفيق صفا على رأس قائمة استهدافات إسرائيل. وفي السياق أفادت مراسلة “النهار” في باريس مجدداً نقلا عن مصدر في الرئاسة الفرنسية أن فرنسا تسعى باقصى الجهود لانسحاب إسرائيلي كامل من لبنان في الموعد المحدد في 18 شباط وأن هناك اجتماعاً يوم غد الجمعة للجنة المراقبة الذي يرأسها الجانب الأميركي ويشارك فيها الجنرال الفرنسي للنظر في مسألة الانسحاب الإسرائيلي الكامل. وتجدر الاشارة إلى أن الرئاسة الفرنسية على تواصل مع رئيس الحكومة اللبناني نواف سلام من أجل التحضير لمؤتمر لدعم لبنان بعد أن يكون استكمل وضع خطته الاقتصادية.
تحرك الحريري
وسط أجواء انطلاقة الحكومة والاستعدادات لإحياء ذكرى 14 شباط غداً في وسط بيروت أجرى الرئيس سعد الحريري جولة لقاءات واسعة غداة وصوله إلى بيروت وبدأها باستقبال السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون في بيت الوسط، في حضور رئيسة مؤسسة الحريري بهية الحريري والمستشارين غطاس خوري وهاني حمود، وعرض معها التطورات المحلية والإقليمية. ثم باشر الحريري جولته بعد الظهر فزار رئيس الجمهورية العماد جوزف عون وهنّأه على انتخابه رئيساً للجمهورية، وتداول معه في الأوضاع الراهنة والتطورات الأخيرة. ولدى خروجه، لم يدلِ الرئيس الحريري بأي تصريح، مكتفياً بالقول: “نلتقيكم يوم الجمعة”. كما زار الحريري عصراً رئيس مجلس الوزراء نواف سلام في السرايا الحكومية وعرض معه التطورات الراهنة وهنأ الرئيس سلام بتشكيل الحكومة متمنياً له النجاح والتوفيق في مهامه. ثم زار الرئيس نجيب ميقاتي الذي هنأه بسلامة العودة وتمنى أن “تكون ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في الرابع عشر من الجاري مناسبة لتعزيز الوحدة بين اللبنانيين والالتقاء على كلمة سواء، كما تمنى أن تتلاقى القيادات اللبنانية على كل ما يساعد في حل الملفات السياسية والاقتصادية والأمنية التي يعاني منها لبنان”. بدوره “نوّه الرئيس الحريري بالجهد الكبير الذي قام به الرئيس ميقاتي خلال توليه رئاسة الحكومة”. ومساء زار الحريري مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وقال إثر اللقاء: ” لاقوني بالساحة يوم الجمعة واستمعوا الى ما سأقوله”. ومن ثم زار رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة.
********************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
بعد الثقة بالحكومة: امتحان الأولويات والإصلاحات… لبنان يرفض بقاء الإحتلال ويطلب تعجيل الإنسحاب
يبدو أنّ صفة الاستعجال ملازمة لعمل اللجنة الوزارية المكلّفة صياغة البيان الوزاري للحكومة الأولى في عهد الرئيس جوزاف عون، حيث توحي أجواء اللجنة بأنّ إنجاز الصيغة النهائية للبيان موضوعة على نار حامية، بجيث يتطلّب ذلك جلسة او جلستين على أبعد تقدير، وفق ما اكّدت مصادر وزارية لـ»الجمهورية»، على أن يتمّ العبور تلقائياً إلى جلسة المناقشة العامة والتصويت على الثقة بالحكومة في مجلس النواب. على انّه في موازاة الاستحقاق الحكومي تبقى الأنظار مشدودة إلى الاستحقاق الأمني الأقرب المتمثل بانسحاب جيش الإحتلال الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية التي توغل إليها خلال عدوانه الأخير على لبنان وبعد التوصل الى اتفاق على وقف لإطلاق النار، حيث تتجلّى تجاه هذا الاستحقاق مراوغة إسرائيلية في إتمام الانسحاب في موعده المقّرر في 18 من الشهر الجاري.
الحكومة .. والثقة
حكومياً، تعود لجنة صياغة البيان الوزاري إلى الإجتماع في جلسة ثانية اليوم، وسط ما كشفته مصادر وزارية عن وجود توجّه لدى رئاسة الحكومة إلى الإستفادة من الوقت والتعجيل في الإنتهاء من الصياغة في مهلة أقصاها منتصف الاسبوع المقبل.
وقالت المصادر لـ«الجمهورية»، انّ الاجتماع الاول للجنة كان ممتازاً، وأجواء الوزراء الأعضاء في اللجنة لا تشي بتشنجات او احتمال حصول اي عراقيل من اي نوع كان، على جاري ما كان يحصل في فترات سابقة من مدّ وجزر حول بعض مضامين البيان الوزاري.
ورداً على سؤال، قالت المصادر: «اجتماع لجنة الصياغة اليوم، سيكمل ترتيب مندرجات البيان وتحديد سلّم الأولويات الحكومية للمرحلة المقبلة. والصياغات تجري بموضوعية وسلاسة، وتمّ قطع شوط مهمّ جداً، ولا توجد أي تباينات حول أي من مضامين البيان الوزاري، وهذا يؤشر إلى أنّ ما يجمع الوزراء هو نظرة مشتركة إلى حاجة البلاد إلى انطلاق الحكومة سريعاً نحو ورشة واسعة النطاق للعمل في شتى المجالات. وربطاً بهذه الأجواء لا يفترض ان يكون هناك أي تأخير، حيث قد يتطلّب الامر جلسة او جلستين للجنة، تليهما جلسة مجلس الوزراء لإقرار البيان الوزاري. وبعدها يأتي دور مجلس النواب في ما خصّ جلسة مناقشة البيان الوزاري ومنح الثقة للحكومة».
حجز مسبق
في هذه الأجواء، ينتظر رئيس المجلس النيابي نبيه بري انتهاء الحكومة من إنجاز بيانها الوزاري، ليُصار إلى تحديد موعد جلسة المناقشة العامة والتصويت على الثقة. والمعلومات الأولية تشير إلى أنّ انعقاد هذه الجلسة قد يكون خلال الاسبوع الأخير من شباط الجاري، ما لم يطرأ ما يقدّم هذا الموعد أو يؤخّره.
وعلى جاري المعتمد مع جلسات نيابية من هذا النوع، فإنّها تمتد لأكثر من يوم بجولات نهارية ومسائية، الّا إذا تقرّر اختصار الكلمات والخطابات ربحاً للوقت، ووقائعها تُنقل مباشرة عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة. واللافت في هذا السياق مسارعة عدد من النوّاب إلى حجز أدوارهم على منبر الخطابة في جلسة المناقشة، وبعضهم استبق إعلان ولادة الحكومة رسمياً، وتواصلوا مع الأمانة العامة لمجلس النواب لحجز أدوارهم على المنبر المرئي والمسموع.
الثقة
وعلى ما هو مؤكّد، فإنّ الثقة مضمونة للحكومة، وتتقاطع التقديرات حول نيلها ثقة تزيد عن الـ80 صوتاً، موزعة على أصوات نواب ثنائي حركة «أمل» و«الحزب»، وحزب «القوات اللبنانية»، «اللقاء الديموقراطي»، «تجدّد»، «الكتائب»، ونواب مصنفين تغييريين. فيما حسمت بعض الأطراف الأخرى مواقفها لناحية حجب الثقة عن الحكومة كـ«التيار الوطني الحر»، وعدد من نواب منطقة عكار وعدد من نواب السنّة. وذلك لأسباب متعددة، منها ما هي تمثيلية، ومنها ما هي مناطقية ومنها ما هي احتجاجية على عدم التوزير.
مشوار محفوف بالمطبات
وإذا كان محسوماً انّ الحكومة ستعبر امتحان الثقة بنجاح مؤكّد، الّا انّ الامتحان الأصعب ينطلق بعدها، في مواجهة الكمّ الهائل من التحدّيات والإستحقاقات التي تنتظرها. وعلى ما يقول مرجع كبير لـ«الجمهورية»: «هذه الحكومة لا تُحسد على وضعها، كونها تأتي في ظروف هي الأكثر دقة والأقسى على لبنان، حيث أنّ مشوارها محفوف بالتحدّيات والمطبات ربطاً بالأزمات الداخلية المتشعبة في لبنان والكمّ الهائل من الأعباء الملقاة على اللبنانيين، سواء المالية والاقتصادية او الأضرار التدميرية المهولة التي خلّفها العدوان الإسرائيلي الاخير في المناطق اللبنانية، ولاسيما الضاحية الجنوبية وبلدات الجنوب والبقاع، تضاف إليها التطورات المتسارعة في المنطقة والتي يقع لبنان في عين عواصفها».
إستحقاقات .. وضرورات
وبحسب معلومات حكومية، فإنّ جدول أولويّات الحكومة يتضمّن بالدرجة الاولى والمستعجلة، الشروع سريعاً في خطة اصلاحية شاملة التزم بها رئيس الحكومة، والأساس فيها تعيين الهيئات الناظمة لبعض القطاعات الأساسية، وتطبيق ما هو معطّل من قوانين، ولاسيما تلك التي ترتد بفائدة على الوضع المالي. ويواكب ذلك بصورة عاجلة حسم ملف التعيينات لملء المراكز الإدارية والأمنيّة الأساسية الشاغرة، مع توجّه لاسترداد مشروع الموازنة العامة لإعادة ضبطه على النحو الذي يتلاءم مع متطلبات وضرورات المرحلة الجديدة.
وتشير المعلومات إلى انّ لدى المراجع الرسميّة على اختلافها توجّهاً للقيام بجولات خارجية على الدول الصديقة والشقيقة لحشد الدعم للبنان وتوفير ما تتطلّبه إعادة الإعمار وتمكين لبنان من إزالة مخلّفات وآثار العدوان الاسرائيلي من مساعدات. وهذا الأمر، على ما يصفه مسؤول رفيع المستوى عبر «الجمهورية»، يقع في رأس قائمة التحدّيات الملحّة، ويلقي على كلّ مستويات الدولة من دون استثناء، مسؤولية طرق باب المجتمع الدولي والأشقاء العرب على وجه الخصوص، وكذلك كلّ المؤسّسات الدولية، للمساهمة في إعادة إنهاض لبنان، وإدراجه في قائمة الدول الأكثر حاجة للمساعدات السريعة، وخصوصاً في مجال اعادة الإعمار التي لا قدرة للبنان في ظروفه المالية الصعبة، على إنجازها وتوفير امكاناتها.
ورداً على سؤال عمّا اذا كانت هناك التزامات بتوفير المساعدة الفعلية للبنان قال المسؤول عينه: «كل الموفدين والزوار أعربوا عن تعهدات أوّلية، هناك وعود مقطوعة، موعودون بأن تُترجم، خصوصاً في مجال اعادة الإعمار».
تسليم وتسلم
وكانت قد توالت أمس، عمليات التسليم والتسلّم في الوزارات. وفي هذا السياق بادر وزير المال ياسين جابر خلال تسلّمه الوزارة إلى توجيه الشكر إلى رئيس مجلس النواب نبيه برّي على «دعم ترشيحي والرئيسين عون وسلام على ثقتهما. والبلد في وضع صعب جدًّا وأمامنا مهمّات كثيرة». ودعا إلى التعاون من أجل إنجاز المهمّات، لافتاً إلى أنّ «هذه الحكومة سترشدنا إلى الطريق الصحيح الذي يجب اتباعه وهو طريق الإصلاح». وتوجّه إلى المجتمع العربي بالقول: «لبنان بدأ رحلة العودة لكي يكون دولة قانون. ونطلب دعم الدول العربيّة في هذه المرحلة الصعبة». وللمجتمع الدولي قال: «ملتزمون بإجراء الإصلاحات الاقتصادية والمالية اللازمة حتى يتمكّن لبنان من استعادة الثقة المحلية والدولية».
مماطلة في الانسحاب
من جهة ثانية، وفي ما خصّ الاستحقاق الجنوبي المتمثل بالانسحاب الإسرائيلي، وفي موازاة الخروقات والاعتداءات المتمادية على المناطق الجنوبية، باتت جلية مماطلة إسرائيل في سحب جيش الاحتلال من المناطق التي توغل إليها خلال العدوان الأخير وبعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار. حيث أُفيد أمس، بأنّ إسرائيل أبلغت لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار بعزمها البقاء في بعض النقاط في جنوبي لبنان (تلال العويضة والحمامص والعزية واللبونة وجبل بلاط) حتى 28 شباط الجاري.
وقرنت إسرائيل ذلك بتحذير إلى أبناء الجنوب اطلقه نهاراً المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قال فيه انّه «تمّ تمديد فترة تطبيق الاتفاق، ولا يزال الجيش الإسرائيلي منتشرًا في الميدان، ولذلك يُمنع الانتقال جنوباً». وأتبعته مساء برسالة استفزازية عبر خرق الطيران الحربي الاسرائيلي لجدار الصوت على دفعتين بصورة عنيفة في أجواء العاصمة بيروت. فيما نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين كبار في الحكومة، انّ إسرائيل حصلت على إذن أميركي بالبقاء بعد تاريخ وقف اطلاق النار في نقاط عدة في لبنان. كما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي قوله، إنّ الإنسحاب من لبنان قد يتمّ قريبًا، موضحًا: «يبدو لي أننا سنعيد تمركزنا فعلاً في الأسبوع القادم، والاتفاق سيخرج إلى حيز التنفيذ».
عون: للضغط على إسرائيل
وفي الموضوع ذاته، أُفيد بأنّ رئيس الجمهورية جوزاف عون أبلغ الجانبين الأميركي والفرنسي بأنّ لبنان يريد انسحاباً كاملاً لقوات الاحتلال بما في ذلك النقاط الخمس. وخلال استقباله وزير الخارجية البرتغالية باولو رانجيل في القصر الجمهوري في بعبدا أمس، طلب «أن تضغط دول الاتحاد الأوروبي لاستكمال انسحاب إسرائيل ضمن المهلة المحدّدة في 18 شباط الحالي». مؤكّداً أنّ «لبنان يدعم المبادرة العربيّة للسّلام، ويرفض الطّروحات الّتي تؤدّي إلى حصول أي نوع من أنواع تهجير الفلسطينيّين من أرضهم، أو المساس بحقوقهم المشروعة الّتي كرّستها قرارات الأمم المتّحدة».
بري ينفي
واستباقاً لعودة نائبة المبعوث الاميركي إلى الشرق الأوسط مورغان اورتاغوس إلى بيروت الاسبوع المقبل لجلاء حقيقة الموقف الأميركي من عدم الانسحاب الاسرائيلي، قابل لبنان الطرح الإسرائيلي برفض قاطع، فيما برز ما بدا انّه تشويش على الموقف اللبناني من قبل بعض القنوات التي تحدثت عن موافقة لبنان على تمديد اتفاق وقف إطلاق النار. وفي هذا السياق، اعلن المكتب الإعلامي للرئيس بري «انّ ما نسبته قناة «الحدث» عن مصادر حول اتفاق بين الرئيس نبيه بري و«الحزب» على تمديد وقف النار مرّة ثانية هو محض إختلاق ومزيف تماماً».
وعَكَس زوار عين التينة قلقاً بالغاً لدى الرئيس بري من مماطلة إسرائيل وإخلالها باتفاق وقف اطلاق النار وعدم الانسحاب من الاراضي التي تحتلها، وهو الامر الذي يشرّع الباب على الاحتمالات واسعاً بعد 18 شباط الجاري. وحول الوعود التي اطلقها الأميركيون حول إتمام الانسحاب الإسرائيلي، نقل الزوار أنّ بري لا يثق بكل الوعود التي يطلقها الأميركيون. وبحسب ما افادوا فإنّ الفرنسيين الذين يشاركون في لجنة المراقبة لم يخفوا عدم ثقتهم بفرض ضغوط أميركية على إسرائيل تلزمها وقف النار نهائياً، والانسحاب من كل الأماكن التي احتلتها».
وقالت مصادر رسمية لـ«الجمهورية»، انّ اتصالات مكثفة جرت مع الراعيين الاميركي والفرنسي لاتفاق وقف إطلاق النار لحسم الانسحاب الاسرائيلي في موعده، وتمّ إبلاغ الجانبين رفض لبنان بقاء جيش الاحتلال على أراضيه. ووفق معلومات موثوقة لـ«الجمهورية»، فإنّ الجانب الفرنسي على تواصل مستمر مع الجانب الإسرائيلي ويبذل جهوداً كبرى بغية إتمام الانسحاب في موعده».
«بلومبرغ»
واللافت في هذا المجال، ما ذكرته وكالة «بلومبرغ» نقلاً عن مصادر مطلعة، «من أنّ اسرائيل تسعى إلى الاحتفاظ بعدد قليل من المواقع المرتفعة داخل لبنان لحماية مستوطنات الشمال. لافتة الى أنّ قرار إسرائيل يأتي بعد رفض واشنطن طلبها إبقاء الجزء الأكبر من قواتها بعد الموعد المحدّد». واشارت الوكالة إلى «انّ انتهاكات «الحزب » لم تكن كبيرة بما يكفي لتأخير الخطوة التالية من اتفاق الهدنة».
الحريري: انتظروني الجمعة
على صعيد سياسي آخر، لوحظ أمس نشاط مكثف لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري، حيث زار أمس، رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة والرئيس نجيب ميقاتي والرئيس تمام سلام ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان واستقبل السفيرة الاميركية ليز جونسون.
والحريري الذي يُنتظر ان تكون له كلمة خلال إحياء ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري يوم غد الجمعة، لم يشأ الإدلاء بأي موقف أمس، مكتفياً بالقول: «لاقوني بالساحة يوم الجمعة واستمعوا إلى ما سأقوله».
********************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
ضغط إسرائيلي جوّي لفرض تمديد مهلة الإنسحاب حتى 28 شباط
رؤساء الحكومات في بعبدا والحريري لكلمة شاملة غداً.. ومراجعة البيان الوزاري اليوم
في أول خرق من نوعه منذ دخول وقف النار بين لبنان واسرائيل قبل شهرين ونيّف، خرقت دولة الاحتلال جدار الصوت على علو منخفض فوق بيروت والضاحية الجنوبية، في رسالة ذات ابعاد متعددة، بعضها للضغط على لبنان لعدم رفض الخطة الاسرائيلية لتمديد وقف النار بعد 18 شباط، لجهة البقاء في نقاط محددة في الجنوب (المواقع والتلال الخمس)، وبعضها يتضمن تهديداً وضغطاً على الحزب في ما يخص الاستعدادات الجارية لتشييع الامينين العامين السابقين للحزب السيد نصر الله، والسيد هاشم صفي الدين في 23 الجاري، اي قبل اقل من عشرة ايام من الموعد المقرر.
وكشفت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن رئيس الجمهورية ظل على اتصال دائم مع الأميركيين والفرنسيين من أجل موضوع الانسحاب الاسرائيلي، وقالت إن الموقف ثابت في ما خص إصرار لبنان على الانسحاب الكامل للعدو الإسرائيلي ضمن المهلة المحددة في الثامن عشر من شباط الجاري وعدم قيام أي تأخير، ولفتت الى ان ما من احد عرض تمديد المهلة.
وأوضحت المصادر أن موقف رئيس الجمهورية واضح بشأن الانسحاب ضمن المهلة المحددة، وقالت انه أبلغ ذلك إلى زواره ولاسيما لوزير خارجية البرتغال الذي زاره امس.
وعُلم أن رئيس الجمهورية ظل على تواصل مع قائد الجيش بالإنابة اللواء الركن حسان عودة لمتابعة التفاصيل.
كما افيد أن الجيش اللبناني ينتشر ويتمركز في المواقع التي يتم الانسحاب منها.
وكانت اسرائيل اكدت بقاءها في لبنان الى نهاية الشهر الجاري، ونفى مكتب الاعلام في الرئاسة الاولى ما بثته احدى الفضائيات عن اتفاق بين لبنان واسرائيل على تمديد وقف النار لما بعد عيد الفطر.. مشيراً الى ان الرئيس عون اكد اصرار لبنان على الانسحاب الكامل للعدو الاسرائيلي ضمن المهلة المحددة في 18 شباط.
وصدر في الاطار عن الرئيس نبيه بري الى ان ما نسب عن مصادر حول اتفاق بين الرئيس بري والحزب على تمديد وقف النار مرة ثانية هو محض اختلاق ومزيف تماماً.
ويترأس رئيس لجنة مراقبة اتفاق وقف النار وتطبيق القرار 1701 الجنرال جاسبر جيفيرز اجتماعاً للجنة في الساعات المقبلة، في ضوء المحادثات التي اجراها في اسرائيل، والمتعلقة بالانسحاب الكامل من جنوب لبنان.
وبدا ان هذا هو سبب تأجيل اجتماع اللجنة من اليوم الخميس الى غد الجمعة، على ان تصل الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس الى بيروت خلال ساعات لترؤس الاجتماع ما لم يحصل تطور جديد يؤجله مرة اخرى.
ولاحقاً، اعلنت منصة «بلومبرغ» نقلا عن مسؤولين: ان «إسرائيل تخطط للاحتفاظ بعدد قليل من المواقع المرتفعة داخل لبنان لحماية مستوطنات الشمال.لكن انتهاكات الحزب لم تكن كبيرة بما يكفي لتأخير الخطوة التالية من اتفاق الهدنة.
لجنة الصياغة
في هذه الاثناء استمرت لجنة صياغة البيان الوزاري في عملها، وعلمت «اللواء» ان المسودة قد تنجز اليوم الخميس، وفي حال انتهت تعرض على السبت او الاثنين على رئيس الجمهورية لإبداء الملاحظات عليها، ثم تعرض على مجلس الوزراء لدرسها وتعديل او اضافة او حذف ما يستلزم واقرارها لتعرض على جلسة عامة لمجلس النواب في اقرب فرصة للتصويت على الثقة.
تسلُّم وتسليم
وتمَّت عمليات التسلم والتسليم، بين وزير المال ياسين جابر وسلفه يوسف خليل، ووزير العدل عادل نصار والوزير السابق هنري خوري.
وفي وزارة الاتصالات تم التسلم والتسليم بين الوزير الجديد شارل الحاج وسلفه جوني القرم، وكذلك في وزارتي الاشغال بين الدكتور علي حمية وفايز رسامني، وبين الوزير فكتور حجار والوزيرة حنين السيد في الشؤون الاجتماعية.
عون: لا لتهجير الفلسطينيين
واكد الرئيس عون امام وزير خارجية البرتغال بالو رينجال الذي استقبله في بعبدا على ان الحل للقضية الفلسطينية هو «حل الدولتين» انطلاقاً من المبادرة العربية للسلام التي اقرت في القمة العربية عام 2002، ورفض عون اي طرح يؤدي الى اي نوع من انواع تهجير الفلسطينيين من ارضهم او المساس بحقوقهم المشروعة لاستكمال انسحابها ضمن المهلة في 18 شباط الجاري.
وعلى صعيد التحركات الخارجية غادر وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي الى باريس للمشاركة في المؤتمر الوزاري حول سوريا الذي يعقد اليوم، بدعوة من نظيره الفرنسي جان نويل بارو، وعلى أثر إتصال هاتفي تم بين الوزيرين. كما سيعقد الوزير رجّي سلسلة إجتماعات جانبية مع نظرائه الوزراء ورؤساء الوفود المشاركين في المؤتمر للتشاور في مجموعة من القضايا المتعلقة بلبنان والمنطقة.
زيارة الحريري
سياسياً، برز اول نشاط للرئيس سعد الحريري بجولة على الرؤساء عون وبري ونواف سلام ونجيب ميقاتي وتمام سلام ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، واكتفى بالقول:«لاقوني بالساحة يوم الجمعة واستمعوا الى ما سأقوله» .
كما لوحظت زيارات متتالية لرؤساء الحكومات السابقين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام وحسان دياب والحريري الى القصر الجمهوري لتهنئة الرئيس عون بإنتخابه وتشكيل الحكومة، وتأكيد دعمهم للعهد وللحكومة. وعلمت «اللواء» ان الرؤساء الاربعة – ما عدا الحريري – حضروا بدعوة من الرئيس عون للإستئناس برأيهم في الامور المطروحة امام العهد والحكومة.
وكان الحريري استهل اليوم الاول لعودته باستقبال السفيرة الاميركية في بيروت ليزا جونسون في بيت الوسط.
فتح طرقات ساحة النجمة
وفي خطوة انفراجية، بدأت شرطة بفتح كافة الطرقات المحيطة بساحة النجمة بدءاً من شارع المصارف وصولاً الى الوسط التجاري في بيروت، لتكون مفتوحة على المواطنين من دون اية عوائق.
إبقاء سلامة موقوفاً
على صعيد ملاحقة حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، ترك قاضي التحقيق الأول بلال حلاوي المحامي مروان عيسى الخوري بكفالة مالية قيمتها مليار ليرة ومنعه من السفر لمدة شهرين، أما المحامي ميشال تويني المعروف بـ«ميكي» فترك بكفالة مالية قيمتها 2 مليون دولار أميركي و89 ألف دولار أميركي ومليار ليرة لبنانية ومنع من السفر لمدة شهرين، وأبقى على الحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة موقوفاً.
وفي التفاصيل، عقدت جلسة الإستجواب الأخيرة لسلامة أمس، بحضور وكيله المحامي مارك حبقة في ظلّ إجراءات أمنيّة مشدّدة. وقد تقدّم وكيله المحامي مارك حبقة بطلب إخلاء سبيله. ويذكر ان سلامة والمحاميين ميكي تويني ومروان عيسى الخوري يمثلون أمام قاضي التحقيق بلال حلاوي لاستجوابهم في ملف حساب الاستشارات.
تضامن بين الانسحاب وعدم الانسحاب
في تطورات الوضع الجنوبي، بث الاعلام العبري معلومات متناقضة عن الانسحاب، فذكرت القناة 14 العبرية: أنه بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، وما لم يحدث تغيير، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي سينسحب من لبنان خلال أسبوع. فيما نقلت هيئة البث العبرية عن «مسؤولين كبارفي الكابينت الأمني والسياسي إن إسرائيل حصلت على موافقة أميركية للبقاء في نقاط عدة بجنوب لبنان إلى ما بعد الموعد المحدد لوقف اطلاق النار».
ومساء، اعلن قائد القيادة الشمالية لجيش الاحتلال اللواء أوري جوردين انه «تمت إزالة التهديد الكبير الذي كان يمثله الحزب والذي كان يهدد سكان شمال إسرائيل. وتمت إزالة تهديد قوة الرضوان والتهديد بإطلاق صواريخ على العمق الإسرائيلي. لكن لا يعني ذلك أنه لم يعد هناك عدو أو لم يعد هناك حزب لكن الواقع الأمني اليوم في الشمال آمن.التحدي الكبير الذي يواجهنا هو الحفاظ عليه».
وقالت مصادر رسمية لـ «اللواء»: ان كل ما يتم تسريبه عن قرار بتأجيل الانسحاب ام بقاء قوات الاحتلال في خمس مواقع مرتفعة او تسليمها لقوات اليونيفيل مع جنود اميركيين وفرنسيين كلام بكلام، فلبنان لم يتبلغ اي طرح من اي طرف، ولا شيء جدي او نهائي حتى الان، وموقف لبنان واضح وتم ابلاغه لجميع الاطراف برفض بقاء الاحتلال في اي بقعة لبنانية بعد 18 شباط لا في التلال الخمس ولافي غيرها.
وذكرت مصادر قناة «العربية – الحدث» أن إسرائيل ولبنان اتفقتا على تمديد إتفاق وقف النار إلى ما بعد شهر رمضان وعيد الفطر، وهما ينتظران قرار دمشق بشأن مزارع شبعا حيث التوجه لإقرارها أراض سورية. وأن إسرائيل ستبقي قواتها في بعض مناطق الجنوب اللبناني خاصة في القطاع الشرقي وتعهدت بالانسحاب التدريجي من الجنوب خلال الأيام المقبلة .
وزعمت المصادر أن رئيس مجلس النواب نبيه بري اتفق مع الحزب على تمديد اتفاق وقف النار مرة ثانية، مشيرةً إلى أن المبعوثة الأميركية للبنان ستعود خلال أيام إلى بيروت وإسرائيل لتثبيت الاتفاق.
من جهة أخرى، أكدت المصادر أن إسرائيل لم تتعهد بوقف الاغتيالات في لبنان، وأن قادة من الحزب على رأسهم نعيم قاسم و وفيق صفا على رأس قائمة استهدافات إسرائيل.
لكن نفى مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية في بيان ما بثته محطة «العربية – الحدث» عن اتفاق بين لبنان وإسرائيل على تمديد وقف النار لما بعد عيد الفطر. واعلن البيان ان «الرئيس جوزيف عون أكد مراراً إصرار لبنان على الانسحاب الكامل للعدو الاسرائيلي ضمن المهلة المحددة في ١٨ شباط الجاري».
وفي السياق، صدر عن المكتب الاعلامي لبري ما يلي : «ما نسبته قناة الحدث عن مصادر حول إتفاق بين الرئيس نبيه بري والحزب على تمديد وقف النار مرة ثانية هو محض إختلاق ومزيف تماماً».
في المقابل، تبلغت لجنة مراقبة تطبيق وقف اطلاق النار والقرار ١٧٠١ بأن الجيش الإسرائيلي يطلب البقاء في بعض النقاط في جنوب لبنان حتى ٢٨ شباط وقد رفض الجانب اللبناني هذا الطلب بشكل قاطع.
وذكرت قناة «كان 11» الاسرائيلية ان لاجيش الاسرائيلي بدأ بإقامة خمسة مواقع عسكرية داخل الاراضي اللبنانية وهي: تلال العويضة والحمامص والعزية واللبونة وجبل بلاط.
وجرى تداول في تسليمها لليونيفيل، وتعزيز هذه الوحدات بعناصر اميركية وفرنسية.
وليلاً، زعم الناطق بلسات الجيش الاسرائيلي ان فيلق القدس والحزب يستغلان مطار بيروت لتهريب اموال مخصصة لتسلح الحزب.
ميدانياً، أطلق جيش الاحتلال الاسرائيلي رشقات رشاشة من بلدة مارون الراس عند مدخلها، لجهة اطراف مدينة بنت جبيل. كما شهدت المنطقة الجنوبية لبلدة عيتا الشعب المحاذية للخط الازرق مع فلسطين المحتلة عملية تفجير لمزرعة عند الحدود، وقام جيش الاحتلال الاسرائيلي بحرق المنازل وبعمليات تفجير في بلدة العديسة.
ونفذّت جرافات للاحتلال الاسرائيلية بعد الظهر، اعمال تجريف عند أطراف بلدة الضهيرة، حيث شوهدت ايضا اعمال تركيب ألواح إسمنتية عملت رافعات للاحتلال على تركيبها عند الشريط التقني الحدودي للخط الأزرق. وعصراً نفذ العدوتفجيرات كبيرة في بلدة حولا. و3 تفجيرات متتالية في كفركلا. وتفجيراعنيفا في يارون.. تلاه تفجيرات في ميس الجبل تزامنا مع سماع تحركات كثيفة لآلياته..
والى ذلك، ارتقى شهيداً الشاب خليل فياض متأثراً بإصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلية في بلدته عيترون، خلال فعاليات يوم العودة إلى البلدات الحدودية في 26 كانون الثاني الماضي. كما انتشلت فرق الدفاع المدني امس، اشلاء شهيد من حي الحومة في الخيام تم نقلها إلى مستشفى مرجعيون الحكومي، تمهيداً لإجراء الفحوصات الطبية والقانونية اللازمة، بما في ذلك فحوصات الحمض النووي (DNA)، تحت إشراف الجهات المختصة لتحديد هويته.
********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
تركة «الحزب» في سوريا… معامل مخدرات ومصانع دولارات مزوّرة
«الشرق الأوسط» ترافق فرقة أمنية أثناء تمشيط منطقة حدودية مع لبنان
القصير حمص: كمال شيخو
في أعلى تل من وادي الحوراني بقرية حاويك التابعة لمدينة القصير بريف حمص الغربي على الحدود السورية مع لبنان، وداخل مستودعات مظلمة شاسعة مهجورة، عثرت قوى أمن الحدود السوري على عشرات المصانع والمعامل التي كانت تصنع المخدرات وحبوب الكبتاغون والحشيش ودولارات مزوّرة، لتهريبها إلى دول الجوار ومنها إلى غيرها.
هذه المنطقة الحدودية، المواجهة لمحافظة بعلبك اللبنانية، كانت خاضعة حتى وقت قريب لسيطرة «الحزب» اللبناني، الذي خلّف بعد طرده من المنطقة تركةً مثقلةً فكّكتها إدارة العمليات السورية بنجاح، وتمكّن الجيش اللبناني من الانتشار وإحكام قبضته على المنطقة.
ممرات حدودية للمخدرات
داخل مختبر لتصنيع المخدرات في أعلى تل يقع في منطقة جبلية مهجورة على طريق فرعي في قرية حاويك لا تبعد سوى نحو مئات الأمتار عن الحدود اللبنانية، عثرت قوى الأمن خلال حملة تمشيط المنطقة على مستودعات بداخلها أجهزة وآلات ومعدات وخزانات زرقاء ضخمة بداخلها مواد أولية بكميات كبيرة تدخل في صناعة حبوب الكبتاغون وخزانات خشب وعلب بلاستيك محكمة القفل كان بداخلها مادة الحشيش.
في حديثه إلى «الشرق الأوسط»، يقول مدير أمن الحدود في محافظة حمص الرائد نديم مدخنة إن النظام السابق وميليشيا «الحزب» اللبنانية التي كانت تحكم المنطقة قبل طردها بداية الشهر الحالي «حوّلا الحدود مع لبنان إلى ممرات للمخدرات ومنطقة لصناعة وإنتاج هذه المواد الممنوعة، بما فيها تهريب الأسلحة والعملات المزورة».
وشنّت إدارة العمليات العسكرية في سوريا حملة تمشيط خلال الأسبوع الحالي، شملت قرى حاويك وجرماش ووادي الحوراني وأكوم السورية (على الحدود مع لبنان) ووادي حنا، واشتبكت مع عناصر «الحزب» وفلول النظام المخلوع وتجار المخدرات والسلاح، وسيطرت بموجبها على كامل الشريط الحدودي ونصبت حواجز ونقاط تفتيش اتخذت إجراءات احترازية منعاً لتهريب المخدرات والأسلحة.
وشملت هذه العمليات مداهمات في مناطق عدة داخل الأراضي السورية، خاصة في قرى حاويك وجرماش وهيت، التي كانت تعدّ مراكز رئيسية لتهريب المخدرات. وأوضح مدير أمن الحدود أن قواتهم عثرت على نحو 15 معملاً لصناعة المواد المخدرة ومطبعة تختص بالعملة المزوّرة.
يقول نديم مدخنة: «ضبطنا كميات هائلة من شحنات السلاح والمواد المخدرة والمواد الأولية التي كانت في طريقها للتهريب، هذه المناطق كانت تمثل الشريان الاقتصادي لهذه العصابات».
وتتشارك سوريا ولبنان حدوداً بطول 330 كيلومتراً غير مرسمة في أجزاء كبيرة منها، وهي عبارة عن وديان وجبال شاهقة يسهل اختراقها من قبل مهربي المخدرات وتجار الأسلحة.
سك الدولار المزيف
وفي مستودع ثالث، حوّل عناصر «الحزب» مستودعاً كبيراً إلى مطبعة لسك وتزوير العملة الأميركية من فئة 100 دولار، مستعينين بطابعات وصور مجسمة، وأنماط النقود المزيفة، وأجهزة الأشعة فوق البنفسجية، وآلة طباعة «الأوفست» وخزانات ألوان.
وتحوّلت سوريا على مدار سنوات الحرب إلى أكبر منتج ومصدِّر للكبتاغون في العقد الماضي، إبّان سيطرة الرئيس المخلوع بشار الأسد، حتى أشارت بعض التقارير إلى أنها أضحت بمثابة دولة المخدرات في الشرق الأوسط، وذكرت بيانات للحكومة البريطانية أن سوريا كانت تنتج حتى نهاية العام الفائت نحو 80 في المائة من الإنتاج العالمي من حبوب الكبتاغون وحدها.
في مستودع آخر قريب محاط بأشجار عالية وحقول زراعية في منطقة جبلية مرتفعة، فتح عنصر أمن أحد الأجهزة وأخرج منها حبوباً على شكل حبيبات دائرية.
وذكر عنصر الأمن، نادر أبو البراء، الذي رافق الحملة منذ بدايتها: «هكذا كانوا يصنعون ويخبئون هذه المواد المخدرة ليتم تهريبها نحو الدول الخليجية والمنطقة برمتها».
حبوب الكبتاغون وُضعت في أكياس مُحكمة رُسم عليها شعار الهلال المزدوج، أو كلمة «لكزس» التي تميز حبوب الكبتاغون. أمّا مادة الحشيش فكانت مخزنة في صناديق خشب متوسطة الحجم وفي علب بلاستيك، وتلك المصنعة غلفت في كفوف حمراء اللون ليتم تمييزها.
وبحسب سكان هذه المنطقة الحدودية، كان يُمنع على المدنيين الاقتراب من مواقع المعامل والمصانع المحاطة بحراسة مشددة. ونقل أحمد الصعب (55 سنة) وهو من سكان قرية حاويك أن أجهزة المخابرات السورية وعناصر «الحزب» الذين كانوا منتشرين بكثرة في هذه المنطقة، «منعوا أي مدني من الاقتراب، وكنّا نشتم روائح كريهة غير طبيعية، وكنا نتضايق منها. كنا نسمع بوجود مصانع لكن لا نعرف ماذا يحدث داخلها لأنه كان يمنع الاقتراب منها».
وعثر عناصر الأمن على كاميرات مراقبة وخطوط شبكية موصولة مع الأراضي اللبنانية. وشدد مدير أمن الحدود الرائد نديم مدخنة على أن العمليات الأمنية اقتصرت على القرى السورية المحاذية للبنان، مشيراً إلى أن التنسيق بين إدارة العمليات العسكرية والجيش اللبناني مستمر، وأن «الجيش اللبناني ولأول مرة منذ 14 عاماً بدأ الانتشار في هذه المنطقة، والاشتباكات التي دارت كانت مع عناصر (الحزب) والتجار»، لافتاً إلى أنه وخلال الحملة «عثرنا على وثائق تثبت تورط أفراد من عائلات عشائرية لبنانية».
تهريب فلول النظام
وشدّد المسؤول الأمني على أن هذه المناطق استخدمت طريقاً لتهريب عناصر النظام السابق بعد سقوطه إلى لبنان، «سيما عناصر الفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد، كما توجد مؤشرات على مشاركة مجموعات من هذه الفلول في العمليات العسكرية ضد قواتنا انطلاقاً من داخل الأراضي اللبنانية؛ حيث تجمعهم شراكة طويلة مع (الحزب) في تجارة الكبتاغون».
وذهبت تقديرات أممية إلى أن قيمة تجارة حبوب الكبتاغون في سوريا بلغت نحو 6 مليارات دولار حتى نهاية عام 2024، في حين كان يتم تصدير تلك المخدرات في الغالب إلى العراق والأردن في الجوار السوري، ومنهما إلى دول الخليج العربي.
وعبّرت فاطمة الخالد، من سكان وادي الحوراني، عن شعورها مع عائلتها وأهل المنطقة، فقالت إنهم كانوا محرومين من طعم النوم والراحة والأمان، بعد سيطرة عناصر «الحزب» على المنطقة منذ أكثر من 10 سنوات. وتابعت: «سيطرة الحزب حرمتنا أموراً كثيرة، ومر علينا وعلى أولادنا الكثير، كانت أياماً صعبة، والحمد لله منذ سقوطه انفرج الحال، وبعد تحرير سوريا تحرر الكون كله».
واستهدفت الحملة العسكرية، التي جرت في ريف القصير بريف حمص وشملت أكثر من 30 كيلومتراً، مكافحة المخدرات والأسلحة وتهريبها، وملاحقة بقايا فلول النظام السابق وعناصر «الحزب» في المنطقة. وختم مدير أمن الحدود في محافظة حمص الرائد نديم مدخنة حديثه قائلاً: «وضعنا خطة أمنية متكاملة لضبط الحدود بشكل كامل، حتى تسهم في حماية أهلنا من جميع المخاطر التي تستهدفهم».
********************************************
افتتاحية صحيفة الديار
«إسرائيل» تستعدّ لتمديد احتلالها بغطاء أميركي
ضغوط قصوى يمارسها لبنان الرسمي
«الوطني الحرّ» وأكثرية سنيّة يدرسان حجب الثقة عن الحكومة – بولا مراد
على بُعد 5 ايام من الموعد المحدد لانسحاب «اسرائيل» مما تبقى من قرى وبلدات لبنانية تحتلها، تضاعفت الاشارات التي تؤكد نية العدو مواصلة احتلاله بغطاء اميركي. اذ لفت ما اعلنته هيئة البث العامة «الإسرائيلية» نقلا عن مسؤولين كبار بالحكومة، عن ان «إسرائيل» «حصلت على إذن من أميركا بالبقاء بعد تاريخ وقف إطلاق النار في نقاط عدة في لبنان».
العدو يتمسك بـ 5 مواقع
ونفت رئاستا الجمهورية والمجلس النيابي ما تم تداوله امس الاربعاء عن ان لبنان الرسمي وافق على تمديد المهلة المحددة لإنجاز الانسحاب، فيما اكدت مصادر رسمية ان «لبنان الرسمي رفع الضغوط التي يمارسها لحدود قصوى، لضمان الانسحاب «الاسرائيلي» الاسبوع المقبل»، لافتة في حديث لـ «الديار» الى ان «كل الوعود والتطمينات التي كان قد تلقاها يبدو انها ذهبت سدى، وبخاصة ان اشارات سلبية متعددة وصلت الى المعنيين».
وبحسب المصادر، يبدو ان «العدو مصر على مواصلة احتلاله لـ5 مواقع استراتيجية مطلة على الاراضي الفلسطينية المحتلة وهي: تلة الحمامص، تلة العزية، تلة العويضة، جبل بلاط وتلة الليونة»، من دون ان يتضح اذا كان سينسحب من باقي البلدات والقرى المحتلة، ويكتفي بوجوده في هذه المواقع.
ولا تستبعد مصادر مطلعة ان يكون هناك «مواكب عودة في 18 شباط الى هذه القرى، شبيهة بالمواكب التي انطلقت بوقت سابق، واجبرت العدو على اخلاء عدد كبير من البلدات»، لافتة في تصريح لـ «الديار» الى ان اي رد فعل عسكري من الحزب على مواصلة الاحتلال لن يحصل، قبل موعد تشييع الامينين العامين السابقين السيد نصرالله والسيد هاشم صفي الدين».
وفي اطار الجهود الكبيرة التي يبذلها للضغط الدولي على «اسرائيل»، للالتزام باتفاق وقف النار والموعد المحدد للانسحاب من لبنان، دعا رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون دول الاتحاد الأوروبي إلى «الضّغط على «إسرائيل»، لاستكمال انسحابها ضمن المهلة المحدّدة في 18 شباط الحالي»، مشددا خلال لقائه في قصر بعبدا وزير خارجيّة البرتغال باولو رينجال على «ضرورة التزامها بالاتفاق الّذي تمّ التّوصّل إليه في هذا السّياق».
التطورات الميدانية
وعلى الصعيد الميداني، خرق الطيران المعادي يوم امس جدار الصوت فوق العاصمة بيروت بشكل عنيف، من دون ان تتضح الرسالة التي يريد العدو ايصالها من العودة الى ترويع اللبنانيين.
وجنوبا، واصل تفجير وحرق القرى والبلدات، حيث نفذت قوات العدو 3 تفجيرات متتالية وعنيفة في بلدة كفركلا، وتفجيرا ضخما في بلدة حولا، فيما قامت جرافات للاحتلال بتنفيذ اعمال تجريف عند أطراف بلدة الضهيرة، حيث شوهدت ايضا اعمال تركيب ألواح إسمنتية تعمل رافعات للاحتلال على تركيبها عند الشريط التقني الحدودي للخط الأزرق.
كذلك، اطلق جيش الاحتلال رشقات رشاشة من بلدة مارون الراس عند مدخلها لجهة اطراف مدينة بنت جبيل. كما شهدت المنطقة الجنوبية لبلدة عيتا الشعب المحاذية للخط الازرق مع فلسطين المحتلة، عملية تفجير لمزرعة عند الحدود، وشوهد جيش الاحتلال يقوم بحرق المنازل وبعمليات تفجير في بلدة العديسة.
من سيحجب الثقة؟
حكوميا، تعقد اللجنة الوزارية المولجة صياغة البيان الوزاري اجتماعها الثاني اليوم الخميس. وقالت مصادر مطلعة لـ«الديار» ان «رئيس الحكومة يدفع الى الخروج بصيغة نهائية كحد اقصى مطلع الاسبوع المقبل، على ان تنال الحكومة الثقة نهاية الاسبوع»، لافتة الى انه «يبدو ان معظم الكتل متفقة على المسودة التي اعدها سلام ووزعها على الوزراء».
وبحسب المعلومات، يدرس القسم الاكبر من النواب السنة كما «التيار الوطني الحر» حجب الثقة عن الحكومة. الا ان المصادر رجحت إحجام القسم الاكبر من النواب السنة عن قرارهم، هذا في حال ارتأت المملكة العربية السعودية التدخل لتفادي صفعة سنية لسلام.
ويوم امس، اصدر «التيار الوطني الحر» بيانا رد فيه على ما ورد على لسان سلام خلال مقابلته التلفزيونية، معربا عن أسفه لأن «يجافي الحقيقة في أول لقاء تلفزيوني له، عندما قال ان معيار التيار الذي لم يقبل بغيره هو عملية احتساب لحجم الكتل النيابية عددياً». واكد «الوطني الحر» أن «الحقيقة هي غير ذلك، بل ان معيار التيار الوحيد كان العدالة ومعاملة سوية لكل الكتل، والحال التي شهدها كل من شارك في عملية التأليف، هي ان معيار رئيس الحكومة كان الاستنسابية وازدواجية المعايير في الحزبييّن والمسيّسين واصحاب الاختصاص واحجام التمثيل وفي حق التسمية وفي توزيع الحقائب، وبخاصةً في خلل التمثيل للطوائف والمكوّنات والكتل».
كذلك، رد عضو تكتل «الاعتدال الوطني» النائب وليد البعريني على سلام، فتوجه اليه بالقول: «كلامك يطعننا ويطعن عكار بالصميم أكثر، يا ليتك قلت اننا لا نريد تمثيلكم لكنّا رضينا، لكن أن تقول إن من اخترتهم أكثر كفاءة من الذين طرحهم «الاعتدال»، وكأنك تقول ان لا كفاءات سنية في عكار لكي توزّر، أو أن الكتلة الناخبة التي انتخبتنا لا يوجد بينها مؤهلون للتوزير».
********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
الرئيسان عون وبري ينفيان مزاعم إسرائيل: لا تمديد لاتفاق وقف إطلاق النار
توحي المشهدية السياسية في لبنان بأن الوقت حان لـ”تقليعة” قوية للعهد ومن ضمنها الحكومة السلامية التي يبدو مسار عمل وزرائها سريعا جدا ،غداة تسلّم بعضهم وزاراتهم، حتى ان وزير الخارجية يوسف رجي سافر الى فرنسا للمشاركة في مؤتمر يعقد فيها حول سوريا. والوقت يبدو حان ايضا لنهاية مسار الاعتكاف الحريريّ الذي يُستحضر عند كل استعراض سياسي لمسار الرجل الذي عانى ما لم يعانِه أي زعيم سني من تحديات وعراقيل رمت به إلى خارج اللعبة السياسية واضطرته الى تعليق عمل تياره المستقبلي، على ان يبقى الخبر اليقين غدا الجمعة كما قال إبان خروجه من قصر بعبدا عقب اجتماعه مع رئيس الجمهورية العماد جوزف عون.
وبين البيان الوزاري والواقع الحدودي الجنوبي وزيارة الرئيس سعد الحريري لبيروت، تمحورت الحركة المحلية امس.
لقاءات بعبدا
فعشية اجتماع ثان للجنة صياغة البيان، في السراي، مقرر غدا، تواصلت عمليات التسليم والتسلم في الوزارات. في السياق.
وسط هذه الاجواء، وفي وقت بوشرت عملية فتح الطرقات المؤدية الى المجلس النيابي في ساحة النجمة، استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون في بعبدا امس، رؤساء الحكومات السابقين. الحريري قال خلال خروجه من القصر: اسمعوني الجمعة، اي في ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري. اما الرئيس نجيب ميقاتي فقال “تشرفت بلقاء فخامة الرئيس وكان هناك بحث في الأوضاع الراهنة وخاصة ما يتعلق بالتطورات الحاصلة في الجنوب واقتراب الانسحاب الإسرائيلي يوم 18 شباط الجاري”. كذلك استقبل عون الرئيسين فؤاد السنيورة وتمام سلام.
بيت الوسط
وكان الرئيس سعد الحريري استقبل امس في بيت الوسط السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون، في حضور رئيسة مؤسسة الحريري بهية الحريري والمستشارين غطاس خوري وهاني حمود، وعرض معها التطورات المحلية والإقليمية. وزار الحريري السراي ايضا كما سيعقد سلسلة لقاءات اليوم مع مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وميقاتي.
نفي لبناني
من جهة ثانية نفى مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية في بيان ما بثته محطة “الحدث” عن اتفاق بين لبنان وإسرائيل على تمديد وقف النار لما بعد عيد الفطر.
واشار البيان الى ان “الرئيس جوزيف عون أكد مراراً إصرار لبنان على الانسحاب الكامل للعدو الاسرائيلي ضمن المهلة المحددة في 18 شباط الجاري.”
وفي السياق، صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس مجلس النواب نبيه بري ما يلي: “ما نسبته قناة الحدث عن مصادر حول إتفاق بين الرئيس نبيه بري والحزب على تمديد وقف النار مرة ثانية هو محض إختلاق ومزيف تماماً” .
وكانت مصادر “الحدث” قد اشارت إلى أن إسرائيل ولبنان اتفقتا على تمديد إتفاق وقف النار إلى ما بعد شهر رمضان وعيد الفطر، وهما ينتظران قرار دمشق بشأن مزارع شبعا حيث التوجه لإقرارها أراض سورية.
ولفتت المصادر الى أن إسرائيل ستبقي قواتها في بعض مناطق الجنوب اللبناني خاصة في القطاع الشرقي وتعهدت بالانسحاب التدريجي من الجنوب خلال الأيام المقبلة .
وكشفت المصادر عن أن رئيس مجلس النواب نبيه بري اتفق مع الحزب على تمديد اتفاق وقف النار مرة ثانية، مشيرةً إلى أن المبعوثة الأميركية للبنان ستعود خلال أيام إلى بيروت وإسرائيل لتثبيت الاتفاق.
من جهة أخرى، أكدت المصادر أن إسرائيل لم تتعهد بوقف الاغتيالات في لبنان، وأن قادة من الحزب على رأسهم نعيم قاسم و وفيق صفا على رأس قائمة استهدافات إسرائيل.
هذا، وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية نقلاً عن مسؤولين كبار في الحكومة أنّ “إسرائيل حصلت على إذن أميركي بالبقاء بعد تاريخ وقف إطلاق النار في نقاط عدّة في لبنان”.
********************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
هل الهدنة أمام تمديد ثانٍ؟
“طوعية” السيِّد ومتري يرفضها الرئيس عون
في مقابل الانسداد الجزئي في وضع الجنوب، ومحاولات إسرائيل الحصول على التمديد الثاني للهدنة، انفراج من نوع آخر في العاصمة بيروت يريح المواطنين بعد سنوات من الحواجز والإقفال القسري. وسط العاصمة أصبح “آمناً وسالكاً” بعد إزالة المكعّبات الإسمنتية التي كانت تقطِّع أوصاله ففتحت شوارعه على بعضها، كما كانت وكما يجب أن تكون.
في المقابل، وبشكلٍ لم يفاجئ أحداً من المراقبين، رمت إسرائيل حجراً في مستنقع هدنة الجنوب، فحرَّكت المواقف لبنانياً وإقليمياً ودولياً. فنقلاً عن “مسؤول لبناني ودبلوماسي أجنبي”، أوردت وكالة “رويترز” أن إسرائيل طلبت إبقاء قواتها في خمس نقاط في جنوب لبنان حتى 28 شباط الجاري. وتابعت “رويترز” أن هيئة البث العامة الإسرائيلية، نقلت عن مسؤولين كبار في الحكومة أن إسرائيل حصلت على إذن من الولايات المتحدة الأميركية بالبقاء في عدة نقاط في لبنان بعد الموعد المتفق عليه لانسحابها.
حيال هذا الواقع، تحرك لبنان الرسمي، وعلمت “نداء الوطن” أن رئيس الجمهورية جوزاف عون كثف اتصالاته أمس مع الأميركيين والفرنسيين لتحقيق الانسحاب الإسرائيلي في 18 شباط. وقد أبلغه الأميركيون بأنهم لا يزالون يجرون اتصالات مع الإسرائيليين لحثهم على احترام المهلة وتأمين الانسحاب لينتشر الجيش اللبناني ويبدأ بتطبيق القرار 1701.
وعن تأخير اجتماع لجنة المراقبة، جاء الجواب أن السبب يعود إلى وجود رئيس اللجنة في إسرائيل من أجل إتمام الانسحاب وتنسيق الأمور.
وكان رئيس الجمهورية أكد “إصرار لبنان على الانسحاب الكامل للعدو الإسرائيلي ضمن المهلة المحددة في 18 شباط الجاري”. وأعلن عبر مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية أن “لا صحة لما بثته محطة “الحدث” عن اتفاق بين لبنان وإسرائيل على تمديد وقف النار لما بعد عيد الفطر”.
كما صدر عن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب نبيه بري أن “ما نسبته قناة “الحدث” عن مصادر حول اتفاق بين الرئيس نبيه بري و”الحزب” على تمديد وقف النار مرة ثانية هو محض اختلاق ومزيف تماماً”.
أورتاغوس في بيروت في 16 الجاري
مصادر البيت الأبيض لفتت إلى أن ما يتم تداوله في أروقة الإدارة الأميركية هو أن مهلة الـ 60 يوماً لم تكن كافية، وأنه لو كان الموضوع بيد الإدارة الحالية لما وافقت عليه. وبالرغم من ذلك، قال الدبلوماسي الأميركي السابق والباحث في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي “آرون ديفيد ميلر” لـ”نداء الوطن” إنه “على الرغم من انحياز ترامب الواضح إلى جانب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في الاتفاق بين إسرائيل وحركة ح، فإن الإدارة الأميركية تريد التمسك بالتزاماتها في لبنان وتتجنب الانطباع بأنها لعبة بيد نتنياهو”، مضيفاً أن “تأخير الانسحاب من شأنه أن يضعف الحكومة اللبنانية التي تشكلت حديثاً ويعزز قوة “الحزب”، وهو ما تريد الولايات المتحدة تجنبه”.
مصادر ديبلوماسية لفتت إلى أن نائبة الموفد الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس ستصل إلى بيروت في 16 الحالي. وأضافت المصادر: “ستكون زيارة التفاوض الأخيرة لتأكيد الانسحاب الإسرائيلي في 18 الشهر الحالي”.
بين الموقف الإسرائيلي الذي يقول إنه يحوز موافقة واشنطن، وموقف لبنان الذي يرفض تمديد الهدنة لِما بعد الثامن عشر من شباط، إلى الثامن والعشرين منه، كيف ستتطور الأمور؟ إسرائيل تواصل التصعيد، فمساء أمس خرق الطيران الحربي الإسرائيلي جدار الصوت فوق العاصمة بيروت وكسروان، وهو التطور الأول منذ وقف إطلاق النار. وتندرج في سياق التصعيد أيضاً، ثلاثة تفجيرات متتالية وعنيفة شهدتها بلدة كفركلا، وتفجير ضخم في بلدة حولا.
حنين ومتري والردود
في ملف آخر ، أثار تصريح الوزيرة حنين السيّد عن الوجود السوري في لبنان وتأمين عودتهم “الطوعية والآمنة”، جملةً من ردود الفعل الرافضة لهذا الموقف. نائب رئيس حزب “القوات اللبنانية” النائب جورج عدوان اعتبر أن موقف الوزيرة السيِّد “يخالف الدستور والقانون والاتفاقية الموقعة بين الأمن العام ومفوضية الأمم المتحدة للاجئين بتاريخ 30-10-2003 وتوصية لجنة الإدارة والعدل للحكومة تاريخ 05-12-2003، فالسوريون الموجودون في لبنان يخضعون إلى القانون الرقم 5 تاريخ 11-07-1962 وتعديلاته. وبالتالي الوجود السوري هو وجود غير شرعي والمطلوب من الأمن العام ترحيل كل من لا يستحوذ على إقامة منهم، ودور الحكومة الجديدة وضع خطة سريعة لإعادتهم إلى بلادهم. هذا الموضوع غير خاضع للاجتهاد وهو مرتبط بالتزام القوانين وتطبيق مبدأ السيادة الوطنية”.
نائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري علَّق على موقف الوزيرة السيّد، فجاء موقفه مؤيداً ضمناً لِما أدلت به لجهة العودة الطوعية، فأكد “عدم جواز الترحيل القسري، وأننا لن نرحِّل أحداً قسراً”.
النائب جورج عطالله فتح النار على متري، فقال في تغريدة له: “صاحب المعالي طارق متري يصرح بدون خجل أن عودة السوريين لن تكون إجبارية أو تحت الضغط،” يبدو أن هذه الحكومة تعتقد أن برنامجها هو تنفيذ مصالح الغرب والجولاني. يا حضرات مسؤوليتكم حماية لبنان وشعبه لا أن تتآمروا عليه وتبيعوا أرضه وتستبدلوا شعبه”.
مصادر سياسية رفيعة اعتبرت موقف الوزيرة السيِّد، وتأييد نائب رئيس الحكومة طارق متري، استباقاً للبيان الوزاري ولموقف الحكومة مجتمعةً من هذا الملف، واستغربت المصادر هذا الاستباق وكأنه محاولة لوضع مجلس الوزراء أمام الأمر الواقع.
وبعد كلام السيِّد ومتري، عن العودة الطوعية، جاء موقف مهم لرئيس الجمهورية، رد فيه بصورة غير مباشرة على هذه الطروحات، فتناول خلال استقباله وزير خارجية البرتغال باولو رينجال مسألة النازحين السوريين في لبنان وما تمثله من عبء على المستويات كافة، معيداً التأكيد على ضرورة عودتهم إلى بلادهم بعد تغيير النظام فيها وانتفاء الأسباب التي تبرر بقاءهم في لبنان. وقال إن على دول الاتحاد الأوروبي أن تضغط لإعادة النازحين إلى بلادهم لا لاستمرار بقائهم في لبنان.
نسخ الرابط :