فور الإعلان عن تشكيل الحكومة اللبنانية، سارعت المحطات المحلية إلى التسابق لاستضافة الوزراء الجدد والظفر بسكوبات وتصاريح منهم حول سياسة الحكومة المرتقبة ومشاريعها وخططهم لمعالجة ملفات وزاراتهم بنفس «إصلاحي» مختلف عن المقاربات السابقة.
وإذا كانت حماسة الإعلام مفهومة، فالغريب كان قبول الوزراء بالظهور في حوارات بهذه السرعة، وهم لم يتسلّموا بعد مهماتهم. إذ ظهر كثيرون منهم في مظهر ضعيف خلافاً للصورة المرسومة والمتداولة بأن معظم الوزراء أهل اختصاص في الوزارات التي تسلّموها.
فقد تبين أن بعض الوزراء لا يملكون فكرة دقيقة عن ملفات وشؤون وزاراتهم ولو بشكل عام، واتسمت أجوبتهم ومقاربتهم بالعموميات وتشديدهم على أنهم بحاجة إلى دراسة الملفات واستيعابها، والاتكال على الطاقم الإداري الموجود في الوزارات لمساعدتهم.
وليس في كل ما سبق أي خطأ أو تهمة، بل هو من البديهيات. لكن الملاحظة ناجمة عن البروباغندا التي راجت بأن الحلول السحرية قادمة، وبأن أكثر الملفات صعوبة التي لم تجد أي حلول لها طوال عقود ستحل خلال أشهر لأنّ «الوزراء أهل اختصاص وقادمون ومشاريعهم جاهزة».
وظهر أثر هذه الإطلالات التلفزيونية سريعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ شكّك بعضهم في مدى مصداقية الرواية التي راجت، وتخوّف كثر من أن نكون أمام واقع مشابه للحكومات السابقة مع فرق وحيد يتجسد في السطوة الخارجية التي قد تكون محرك الدفع الأساسي وربما مُلهمة لبعض المشاريع والخطط.
الأخبار
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :