شهد قصر بعبدا اليوم زخما واسعا من اللقاءات التي عقدها رئيس الجمهورية العماد جوزاف مع رؤساء الحكومة السابقين للتشاور معهم في التطورات الراهنة والمرحلة المقبلة.
فقد استقبل الرئيس عون قبل ظهر اليوم الرئيس نجيب ميقاتي وعرض معه لآخر المستجدات على الساحة اللبنانية وتطورات الوضع في الجنوب. وخلال اللقاء، شكر رئيس الجمهورية الرئيس ميقاتي على الجهود التي بذلها خلال توليه رئاسة الحكومة في فترة صعبة من تاريخ لبنان لا سيما خلال مرحلة الفراغ الرئاسي، منوها خصوصا بمواقفه حيال المؤسسة العسكرية والدور الذي لعبه لتحقيق وقف إطلاق النار خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان.
الرئيس ميقاتي قال بعد اللقاء للصحافيين: " تشرفت بلقاء فخامة الرئيس وكان هناك بحث في الأوضاع الراهنة وخاصة ما يتعلق منها بالتطورات الحاصلة في الجنوب واقتراب الانسحاب الإسرائيلي يوم 18 شباط الجاري."
وأضاف: "كان هناك حديث شامل عن الأوضاع في البلاد بشكل عام وسير الأمور. وتمنيت لفخامته أن تتمكن الحكومة الجديدة من تنفيذ الوعود التي أطلقتها وتنفيذ خطاب القسم. نحن ندعم الحكومة بشكل كامل لأن في ذلك خيرا للبنان وخيرا لكل مواطن لبناني. ونتمنى باذن الله ان تمر الأيام المقبلة بمزيد من الاستقرار والازدهار".
ثم استقبل الرئيس عون الرئيس فؤاد السنيورة وجرى عرض للأوضاع العامة والتحديات التي تواجه لبنان على اكثر من صعيد.
وتحدث السنيورة بعد اللقاء قائلا:" كانت مناسبة طيبة هذا الصباح، ان اتشرف بزيارة فخامة الرئيس عقب انتخابه بعد ان عانينا الامرّين على مدى العقدين الماضيين في التأخر في انتخابات رئاسة الجمهورية، ما ادى الى ظروف صعبة في عمليات تأليف الحكومات واعادة تكوين المؤسسات الدستورية في لبنان".
وأضاف: "إن الامل كبير الآن بعد انتخاب رئيس الجمهورية، واختيار المجلس النيابي للدكتور نواف سلام رئيساً للحكومة ونجاحه في تأليف هذه الحكومة التي نتمنى لها كل التوفيق. هذه الخطوة هي للعودة الى الاصول لممارسة العمل السياسي في لبنان بعد فترات عجاف مرّ بها، والمخالفات الكبرى التي كانت ترتكب ضد الدستور وما يمليه علينا اتفاق الطائف الذي ارتضاه اللبنانيون من اجل انهاء الحرب، ويختصر كل ما له علاقة بالميثاق الوطني والعيش المشترك بين اللبنانيين. وبالتالي هذه مناسبة من اجل تجديد التأكيد على اهمية احترام الدستور والعودة الى حسن واستكمال تطبيق اتفاق الطائف الذي يضع الطريق واضحة للعودة الى مبدأ فصل السلطات القضائية والتشريعية والتنفيذية، وتعاونها وتوازنها حتى لا تطغى سلطة على اخرى".
وتابع السنيورة :"خلال هذه الفترة، يجب معالجة الكثير من القضايا التي تهم اللبنانيين الذين عانوا على مدى سنوات بسبب المصائب التي ضربت لبنان، وليس هناك من امر صعب اذا توفرت الرؤية والارادة الصحيحة والقيادة والشجاعة، وكما قال فخامة الرئيس بالأمس، ليس هناك من دولة تفلس بل ادارة مفلسة تفتقر الى كل هذه العناصر بحيث لا يمكنها بعدها القيام بواجبها. واعتقد ان امامنا فترة صعبة يجب فيها ان يصار الى ملاقاة حقيقية لتوقعات اللبنانيين، وتحديد الاولوية، ومعالجة الكثير من المشكلات، بالتعاون بين اللبنانيين والسلطات الدستورية، وبالعودة الى بناء علاقاتنا الصحية مع اشقائنا العرب والمجتمع الدولي. وهذا يقتضي بداية التأكيد على انسحاب اسرائيل الكامل في 18 شباط الحالي وان يكون هذا الموقف شاملاً لجميع اللبنانيين، والتطبيق الصحيح والحقيقي والصادق للقرار 1701 بما فيه التفاهمات التي تمت الموافقة عليها والمفاوضة عليها من قبل رئيس مجلس النواب نبيه بري واقرّتها الحكومة. علينا ان نقوم بواجبنا وان نستعيد صدقيتنا لدى العالم. من هنا، تبدأ امكانية معالجة المسائل التي نحتاج فيها الى دعم اشقائنا العرب واصدقائنا لتخطي المشاكل".
وختم بالقول: "ان هذه الجلسة اليوم مع فخامة الرئيس وما تم طرحه من قضايا، جعلتني اعتقد ان هناك نافذة كبرى فتحت في لبنان والمنطقة العربية، وان المصائب احياناً تولّد فرصاً، وهمنا يجب ان يكون كيفية تحويل المشكلات الى فرص مستجدة. هناك امكانية علينا القيام بها، وآمل ان يكون التوفيق حليف اللبنانيين وهذا العهد الذي اتوخى واتوسم منه الكثير، وللحكومة الجديدة كل الدعم والرعاية لتخطي هذه المشاكل".
ثم التقى الرئيس عون الرئيس تمام سلام الذي هنأه بانتخابه، واجرى معه جولة افق تناولت الاوضاع على الساحتين اللبنانية والاقليمية.
وبعد اللقاء، قال الرئيس سلام: "زيارتي اليوم لفخامة الرئيس هي للتهنئة اولاً بانتخابه، وللتداول والاستماع الى ما لدى فخامته من تطلع ورؤية لهذه المرحلة الصعبة التي يمر بها البلد، علماً ان الاستحقاق الانتخابي استكُمل بتأليف الحكومة التي نتمنى لرئيسها القاضي نواف سلام التوفيق، والبلد بحاجة الى عناية سريعة لكثير من الأمور".
وقال: "نأمل ان تكون الاجواء مؤاتية للمؤتمنين على السلطة اليوم، لتكون متعاونة ومتراصة لما فيه خير البلد. ويمكنني القول ان اللبنانيين بغالبيتهم الساحقة هم من "الاوادم"، وينتظرون الخير وما سيأتي به عليهم وعلى لبنان، فهنيئاً لنا جميعاً ما وصلنا اليه اليوم".
وكان الرئيس عون قد استقبل في وقت سابق الرئيس سعد الحريري الذي هنأه على إنتخابه رئيسا للجمهورية، وتداول معه في الأوضاع الراهنة والتطورات الأخيرة.
ولدى خروجه، لم يدل الرئيس الحريري بأي تصريح، مكتفيا بالقول: "نلتقيكم يوم الجمعة."
كما التقى رئيس الجمهورية بعد ظهر اليوم، في قصر بعبدا، الرئيس حسان دياب.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :