افتتاحية صحيفة الأخبار:
جلسة الحكومة الأولى: موزاييك لا فريق واحد | سلام: إصلاحات الطائف أولاً
باكراً، حضرَ الوزراء الجدد إلى قصر بعبدا أمس لالتقاط الصورة التذكارية لحكومة العهد الأولى. صورة بوجوه جديدة بغالبيتها، يقَع على عاتقها حلّ ملفات قديمة مؤجّلة وأخرى مستجدّة، تبدأ من تطبيق كامل بنود اتفاق الطائف، مروراً بالإصلاحات الاقتصادية وإعادة إعمار لبنان وتنفيذ القرار 1701 وتثبيت الأمن على الحدود الشمالية والجنوبية، وإتمام الاستحقاقات الانتخابية في مواعيدها.
سريعاً أُخذت الصورة بمشاركة رئيسَي الجمهورية جوزف عون ومجلس النواب نبيه بري، والتأم بعدها الوزراء في أول جلسة افتتحها عون بالوقوف دقيقة صمت حداداً على الشهداء الذين سقطوا في العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان، حيث تقرر تشكيل لجنة وزارية لصياغة البيان الوزاري.
لاحقاً، توجّه رئيس الحكومة نواف سلام إلى السراي الحكومي حيث أقيمت له مراسم استقبال رسمية. وكتب عبر حسابه على «x»: «في أوّل جلسة للحكومة اليوم، أكّدت على أهميّة الفصل التام بين العمل العام والخاص، ومنعاً لأي التباس، طلبت من كل الزملاء الوزراء الكرام التفرغ الكامل لعملهم الوزاري والاستقالة من رئاسة أو عضوية أيّ مجالس إدارة لشركات تجارية أو مصارف. وأوضحت أن ذلك لا يشمل بالطبع عضوية الهيئات التربوية أو الاجتماعية التي تعمل لصالح المجتمع ككل».
ورأس سلام اجتماع لجنة صياغة البيان الوزاري بحضور نائب رئيس الحكومة طارق متري، ووزراء المال ياسين جابر، والثقافة غسان سلامة، والأشغال العامة والنقل فايز رسامني، والصناعة جو عيسى الخوري، والمدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير والأمين العام لمجلس الوزراء محمود مكية. واتُّفق على عقد اجتماعها الثاني بعد ظهر الخميس المقبل.
ورغمَ شحّ التفاصيل المتعلقة بالاجتماع الأول، إلا أن ما تسرّب عنه قدّم دليلاً إضافياً على أن آلية العمل في الفترة الفاصلة عن موعد الانتخابات لن تكون سهلة ولا معبّدة، فالعناوين المطروحة كبيرة، وتستهدف في نهاية المطاف إحداث تغييرات كبيرة في النظام السياسي يعتقد البعض بأنها تتناسب مع التحولات في المنطقة، ولفرض وقائع استناداً إلى ما نتج عسكرياً وسياسياً عن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان.
فإلى جانب التحديات التي تنتظر الحكومة مثل ملء الشغور الكبير في وظائف ومواقع أساسية، بدءاً من وظائف الفئة الأولى كحاكم مصرف لبنان وقائد الجيش، ومعالجة الأزمات الخدماتية المتراكمة، وفي مقدّمها ملف الطاقة والكهرباء والمياه والطرق والأزمة المالية التي يتقدّمها ملف الودائع المصرفية، قالت مصادر وزارية إن الرئيس سلام شدّد خلال مداخلته على فكرة تطبيق الإصلاحات التي نصّ عليها اتفاق الطائف، تحديداً إلغاء الطائفية السياسية وتطبيق اللامركزية الإدارية الموسّعة.
إلا أن كلام سلام فتح شهية بعض الوزراء لتناول بنود الطائف من وجهة نظرهم، مطالبين بإجراء تعديلات عليها، وصولاً إلى اللامركزية المالية أيضاً. وقالت المصادر إن «الخلفيات السياسية لم تظهر بشكل فجّ، لكنّ الوجهة ليست متجانسة ولا تعبّر عن توجهات الحكم إلا بالشعارات، أمّا بالتطبيق فهي تعكس توجهات فريقي النزاع».
وإلى جانب الشق المتعلق بإصلاحات الطائف، الذي يتصرف سلام معه باعتباره الدستور، يأتي الملف المتعلق باستكمال تنفيذ القرار 1701، والقرارات الدولية ذات الصلة، واستكمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله ولبنان مع التشديد على الانسحاب الشامل لإسرائيل مما تبقّى من بلدات وقرى جنوبية ونشر الجيش اللبناني على كامل التراب الجنوبي بالتنسيق مع «اليونيفل»، كبند رئيسي في البيان الوزاري، وترجّح المصادر أن يكون هناك جدال كبير بشأن القرار 1701 الذي يظهر أن هناك خلافاً كبيراً على تفسيره، ولا سيما في ما يتعلق بالنطاق الجغرافي لتنفيذه.
رئيس الحكومة: التحدي الأول استمرار الاحتلال وملتزمون إعادة الإعمار
في إطلالته التلفزيونية الأولى، قال رئيس الحكومة نواف سلام إنّ البيان الوزاري «سيرّد على التحدي الأول الذي يواجهه لبنان جراء استمرار الاحتلال الإسرائيلي للجنوب، حيث لا بدّ من التأكيد على التنفيذ الكامل للقرار 1701، والإلتزام بعملية إعادة الإعمار»، إضافة إلى التحدي الثاني المتمثّل بـ«الإصلاح المالي والاقتصادي، والإصلاح السياسي وهما متلازمان»، معرباً عن ثقته بأنّ لبنان «سيستمر بتنفيذ القرار 1701 لجهة انتشار الجيش اللبناني جنوباً والتعامل مع لجنة الإشراف على تطبيق القرار».
وحول طلب اسرائيل تمديد مهلة انسحابها من الجنوب إلى ما بعد 18 شباط الجاري، قال سلام: «إن كان لدى اسرائيل اعتراضات فلتقدّمها إلى لجنة الإشراف. نحن التزمنا ولم يصلنا من اللجنة أي كلام عن مخالفة لبنان لنص الاتفاق، وسنحشد كل الطاقات الديبلوماسية والسياسية لإنجاز الانسحاب».
وفي ما يتعلّق بتفسير الاتفاق بين مناطق جنوب نهر الليطاني وشماله، عاد سلام إلى ما ورد في وثيقة الوفاق الوطني عن بسط الدولة سلطتها على كامل أراضيها، وأن تكون منطقة جنوب الليطاني منزوعة السلاح، معتبراً «أننا في السنوات الماضية تذاكينا والتففنا على ذلك، حتى دفع أهل الجنوب الثمن تدميراً وتهجيراً».
وعن العلاقة مع الحكم السوري الجديد، أكّد سلام «عزم الحكومة على تثبيت الحدود بين البلدين، ووضع خطة لعودة النازحين السوريين، وهناك أفق حقيقي لعودتهم بعد سقوط نظام بشار الاسد»، مشيراً إلى أنّه سيزور دمشق «قريباً».
وفي العنوان الاقتصادي، استخدم سلام عبارة «يجب شطب فكرة شطب الودائع»، والسير في إعادة هيكلة القطاع المصرفي، ورفع السرية المصرفية، معتبراً أنّ «وصفات صندوق النقد ليست ملزمة كما هي». ورأى انّ على الحكومة استكمال تطبيق اتفاق الطائف لجهة اللامركزية الإدارية الموسعة. وعبّر عن عدم رضاه عن قانون الانتخابات الحالي.
وحول ما يحصل في الاقليم، وصف سلام المشروع الاسرائيلي لتهجير أهل غزّة بأنه نوع من «الخيال العلمي»، مشيراً إلى أن «نقل سكان غزة إلى الضفة غير مقبول فكيف الحال بإنشاء دولة فلسطينية خارج الأراضي الفلسطينية؟».
الحريري يبدأ نشاطه اليوم
وصل الرئيس سعد الحريري، مساء أمس، إلى بيروت على متن طائرة خاصة، وكان في استقباله عدد من المقرّبين منه وبعض الفاعليات، قبل أن ينتقل رئيس تيار المستقبل سريعاً في موكب إلى بيت الوسط، الذي لم تتّخذ إجراءات استثنائية حوله بعد وصول رئيس الحكومة السابق. ويبدأ الحريري اليوم سلسلة لقاءات مع عدد من المرجعيات والفاعليات، ويرأس اجتماعاً موسّعاً لقياديّي التيار ومنسّقيه، قبل عودته إلى مقرّ إقامته في أبو ظبي بعد نحو 10 أيام.
النواب السنّة نحو حجب الثقة؟
عقد عدد من النواب، من بينهم نواب كتلتَي «لبنان الجديد» و«الاعتدال الوطني»، اجتماعاً تشاورياً في مكتب النائب نبيل بدر للوصول إلى قرارٍ مشترك بشأن التعاطي مع رئيس الحكومة، نواف سلام، بعد تهميشهم من الحكومة، وإمكانية إعطاء الثقة للحكومة من عدمها.
وقالت مصادر، حضرت اللقاء، إن غالبية النواب السنّة والمستقلين يتجهون إلى حجب الثقة عن الحكومة في موقف يلتزم به الجميع، من دون أن يكون هذا الموقف تعطيلياً لعمل الحكومة وانطلاقة العهد الجديد. وأكدوا أنهم ينتظرون صياغة البيان الوزاري ومقاربته للقضايا الاقتصادية والاجتماعية، وتحديداً ما يتعلق بالودائع في المصارف والانسحاب الإسرائيلي وتطبيق القرارات الدولية والتعاطي مع ملف إعادة الإعمار والمشاريع التنموية للبقاع والشمال وبيروت. ومن الممكن أن يعقد اجتماع موسّع للنواب، الأسبوع المقبل، للتوصل إلى قرارٍ بالإجماع.
*******************************************
افتتاحية صحيفة البناء:
توتر أميركي عربي بسبب مشروع غزة… ومواقف مصرية تؤجل زيارة السيسي
نتنياهو يهدد بالحرب مستقوياً بترامب لكنه يقبل بالعودة إلى تطبيق الاتفاق السبت
الحكومة تبدأ مهامها بالبيان الوزاري والاتجاه لنصوص حفظ التماسك الداخلي
كشف لقاء الملك الأردني عبد الله الثاني مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب حجم التوتر الذي يسود العلاقة الأميركية العربية، حيث تفادى الملك الأردني إعلان مواقف سلبية واضحة من خطة ترامب لتهجير سكان غزة، دون أن يؤيدها، وربط الأمر بموقف عربيّ موحّد سوف يصدر عن القمة العربية ووفد عربي يتحاور مع واشنطن بقيادة سعودية مصرية، لكن تأجيل زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى واشنطن كشفت حجم الاستعصاء في العلاقات العربية الأميركية، خصوصاً بعدما أبلغ وزير الخارجية المصرية بدر عبد العاطي نظيره الأميركي ماركو روبيو عدم استعداد مصر للمشاركة في خطة الرئيس ترامب لتهجير غزة، بينما صدرت مواقف سعودية متلاحقة كان آخرها ما أعقب اجتماع مجلس الوزراء السعودي، تؤكد «الرفض القاطع للتصريحات الإسرائيلية المتطرفة بشأن تهجير الشعب الفلسطيني الشقيق من أرضه»، وعن التأكيد على «مركزية القضية الفلسطينية لدى السعودية». وشدّد على أن «السلام الدائم لن يتحقق إلا بقبول مبدأ التعايش السلمي من خلال حل الدولتين».
بالتوازي كانت تهديدات ترامب للمقاومة بالجحيم ما لم تفرج عن كل الأسرى الإسرائيليين يوم السبت عنوان التعليقات والمتابعة، وقد وردت جواباً على تلويح المقاومة بتعليق تبادل الأسرى السبت ما لم يتم تصويب مسار تنفيذ الاتفاق وعودة «إسرائيل» إلى التقيد بالبروتوكول الإنساني وحجم ونوع إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، حيث أكدت حركة حماس التزامها بالاتفاق ودعت الوسطاء إلى الضغط على الجانب الإسرائيلي ليفعل المثل، بينما عقد المجلس الوزاري المصغر في كيان الاحتلال اجتماعاً طارئاً ناقش خلاله الموقف، فخرج مستقوياً بتهديد ترامب، لكنه أبقى الباب مفتوحاً للعودة إلى الاتفاق، مطالباً بالتزام حماس بالإفراج عن العدد المتفق عليه يوم السبت والبالغ تسعة أسرى، بما يؤكد أن خيار الحرب والعودة إليها ليس بالسهولة التي تحدّث عنها ترامب بالنسبة لـ»إسرائيل»، كما أكد أن ما قيل عن «إسرائيل» كانت تنوي مواصلة الحرب وأن ترامب وضغوطه منعا ذلك كان مجرد دعاية سوداء، لإظهار القوة الإسرائيلية وتسويق دور ترامب في الاتفاق.
في لبنان عقدت الحكومة الجديدة جلستها الأولى بعد صورتها التذكارية وبعد الجلسة، أعلن وزير الإعلام بول مرقص عن تشكيل اللجنة الوزارية المكلفة صياغة البيان الوزاري، وهي مؤلفة من نائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري، ووزير الثقافة غسان سلامة، ووزير المالية ياسين جابر، ووزير الأشغال العامة فايز رسامني، ووزير الإعلام بول مرقص، وأشار إلى أن البيان سيكون مقتضباً ومباشراً، وليلاً تحدث رئيس الحكومة نواف سلام عبر شاشة تلفزيون لبنان، فأشار إلى أن الحكومة تبحث عن كيفية صناعة التماسك الوطني على خلفية ما ورد في خطاب القَسَم لرئيس الجمهورية، وأن أولويتها هي الانسحاب الإسرائيلي من كل الأراضي اللبنانية المحتلة وتطبيق القرار 1701. وقالت مصادر متابعة لصياغة البيان الوزاري إن الاستعانة سوف تتم بنصوص اتفاق الطائف في معالجة القضايا الخلافيّة.
التقطت حكومة العهد الجديد الصورة التذكارية الأولى لها. وفي أولى جلساتها في بعبدا، تم تشكيل لجنة صياغة البيان الوزاري من رئيس الوزراء نواف سلام، ونائبه طارق متري، ووزراء: المالية ياسين جابر، الثقافة غسان سلامة، الصناعة جو عيسى الخوري والأشغال العامة والنقل فايز رسامني والتي عقدت اجتماعها الأول أمس، على ان يعقد اجتماعها الثاني يوم غد الخميس. لفت الرئيس سلام أمس، في إطلالته عبر تلفزيون لبنان إلى أنّ البيان الوزاري سينصّ على تطبيق القرار 1701 ووقف إطلاق النار وإعادة الإعمار. وشدّد سلام على العمل لإنجاز الانسحاب الإسرائيلي في موعده أو قبل الموعد المحدّد، مؤكّدًا الضغط عبر الأطر الدبلوماسيّة على «إسرائيل». وأوضح أنّ لبنان قام بدوره كاملًا في تطبيق القرار 1701 وآلية المراقبة، مشيرًا إلى أنّه «لا تقصير أبدًا في التزاماتنا»، وأنّه يعوّل على دور الحكومة الجديدة في ترميم الثقة الداخليّة والخارجيّة بالبلاد.
وكان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أكد خلال جلسة مجلس الوزراء أن لبنان يجب أن ينهض «بالإصلاحات التي سنعمل عليها جاهدين كوزراء وكحكومة، ولبنان الدولة هو الذي يحمي القطاعات وكافة مرافق الدولة». وشدّد على ان الانتماء والولاء هما للدولة وليس لأي جهة أخرى، والوزراء هم لخدمة الناس. وقال: المهم ليس فقط تشكيل الحكومة، بل إثبات الثقة بدءاً بمكافحة الفساد وإجراء التعيينات الإدارية والقضائية والأمنية، إضافة إلى التصدّي للأمور الطارئة راهناً وهي: الموازنة العامة، الانتخابات البلدية والاختيارية، كيفية تطبيق القرار 1701 والتأكيد على الانسحاب الإسرائيلي في 18 شباط الحالي رغم التحديات.
أما سلام فأكد من جهته أن الوقت ليس للتجاذبات السياسية، طالباً من الوزراء شفافية تامة في عملهم، والتفرّغ الكامل لعمل وزاراتهم وترك أي عمل خاص جانباً، مؤكداً على ضرورة الفصل بين العملين العام والخاص، وعدم الخلط بينهما. خلال الجلسة الأولى لمجلس الوزراء أكد سلام أهمية الفصل بين العام والخاص ودعا الوزراء إلى تعليق عضويّتهم، في النقابات المهنية التي ينتمون إليها، وتعليق عضويتهم في مجالس الشركات والمصارف، والتفرّغ الكامل للعمل الحكومي.
وبعد الجلسة وصل الرئيس سلام ظهراً إلى السراي الحكومي حيث أقيمت له مراسم استقبال رسمية في الباحة الخارجية للسراي، حيث كان في استقباله الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية. ثم انتقل الرئيس سلام إلى مكتبه حيث بدأ مهامه بتوقيع التعميم المتعلق بكيفبة إيداع ملفات رئاسة مجلس الوزراء.
إلى ذلك، تلقى الرئيس سلام اتصالاً من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون هنأه فيه بتشكيل الحكومة، وكانت مناسبة جرى خلالها استعراض للأوضاع العامة. كذلك، تلقى سلام اتصالاً هاتفياً من وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان هنأه فيه بتشكيل الحكومة.
الى ذلك قال رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أمس، «نعلن المعارضة الإيجابية للحكومة، نصفّق لها حيث تحسن ونحاسبها حيث تخطئ. لقد برهن التيار اليوم أنّه مجدّداً بمواجهة المنظومة الممثلّة كلّها بالحكومة بالإضافة الى حزب جديد، ولكنّه لن يمارس اي كيدية او نكد بل عنده لجان لكل ملف، وسيكون مؤتمرنا السنوي في 14 آذار الذي سنعلن فيه تعاطينا مع الملفات ومعارضتنا الإيجابية، كما سنطلق ماكينتنا الانتخابية. أثبتنا بثلاثة استحقاقات متتالية خلال شهر (انتخابات الرئاسة – تسمية رئيس الحكومة – تشكيل الحكومة) اننا لا نتلقى التعليمة او الإشارة من أحد في الداخل او الخارج، وان موقفنا هو نفسه لا يتغيّر».
على خط آخر، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط بحضور النائب وائل ابو فاعور، حيث تناول اللقاء بحث تطورات الأوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية وشؤوناً تشريعية.
إلى ذلك، وصل إلى بيروت الرئيس سعد الحريري للمشاركة في الذكرى الـ 14 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري. وسيلقي الحريري في المناسبة، كلمة سياسية بامتياز، ومن المتوقع أن تدوم زيارته لمدة أسبوع. وأشارت المعلومات إلى أنه سيلتقي مسؤولين سياسيين، في مقدمهم رئيس الجمهورية جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام.
أمنياً، استقبل قائد الجيش بالنيابة اللواء الركن حسان عوده في مكتبه في اليرزة قائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل Lieutenant General Aroldo Lázaro على رأس وفد، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والتطورات على الحدود الجنوبية، والجهود المبذولة لتطبيق القرار 1701. كما استقبل المحافظ البحري لمنطقة البحر الأبيض المتوسط في البحرية الفرنسية الأميرال Christophe Lucas، وجرى التداول في علاقات التعاون بين جيشَي البلدَين.
على الارض، نفذت قوات إسرائيلية معادية أعمال تجريف وحفر ورفع سواتر عند تلة الحمامص قبالة مستعمرة المطلة. أيضاً، حرقت المنازل في مركبا وأطراف طلوسة. وسُمع صوت قوي في اجواء القطاع الغربي ناجم عن انفجار جسم طائر غريب لم تحدد نوعيته في أجواء جنوب الناقورة.
الى ذلك التقى الجنرال نيكولا ماندوليسي، قائد القطاع الغربي الجديد لقوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل)، برئيس بلدية صور ورئيس اتحاد بلديات المنطقة المهندس حسن دبوق. وذكر بيان صادر عن اليونيفيل أنّ اللقاء شكّل فرصة لتبادل الآراء حول التحديات والفرص في المنطقة، وقد رافق دبوق الجنرال ماندوليسي في جولة ميدانية داخل مدينة صور للاطلاع على أوضاع الأهالي. وأكد البيان أنّ هذا التواصل يعكس التزام اليونيفيل بالحفاظ على حوار مفتوح وبنّاء مع السلطات المحلية، بما يدعم الاستقرار والجهود التنموية في جنوب لبنان.
في المقابل ذكرت القناة 14 الإسرائيلية أن الجيش لن ينسحب من 5 إلى 7 نقاط استراتيجية في جنوب لبنان لضمان أمن سكان شمال «إسرائيل».
وكان وزير الحرب الإسرائيليّ المُقال يوآف غالانت، قال في مقابلة مع القناة 12 العبرية، إنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أعرب عن خوفه من مواجهة محتملة مع «حزب الله»، خشية أن يؤدي ذلك إلى تدمير تل أبيب. وأضاف غالانت: «أظهر لي رئيس الوزراء المباني من النافذة وقال لي: هل تراها؟ كل هذا سوف يتم تدميره نتيجة لقدرات حزب الله، بعد أن نضربهم، سيدمرون كل ما تراه».
على الحدود الشرقية، عُثر على جثّة المواطن خضر كرم زعيتر في وادي حنا، في الأراضي السورية القريبة من قضاء الهرمل الشرقي. وقد ظهرت عليه آثار إصابات بطلقات نارية. ووفقاً لمعلومات صحافية، كان خضر مختطفاً من بلدته بلوزة داخل الأراضي السورية منذ يومين، حيث طالب الخاطفون بفدية قدرها 10 آلاف دولار أميركي مقابل إطلاق سراحه. وكان من المقرّر دفع الفدية اليوم لكن أهله صدموا بخبر مقتله. ولا يزال مصير ثلاثة أفراد من آل زعيتر في قبضة الخاطفين. وتسلّم الصليب الأحمر جثة زعيتر من الإدارة السورية الجديدة، بمؤازرة الجيش اللبناني. يُذكر أن الضحية هو ابن شقيقة النائب غازي زعيتر.
قضائياً، أفيد أن المحقق العدلي طارق البيطار أنهى اليوم الثاني من جلسات التحقيق في ملف انفجار المرفأ والتي خصصت لموظفي الجمارك وقد استجوب كلاً من مدير عام الجمارك العميد ريمون خوري من دون محام وغراسيا القزي، على ان يمثل كل من العميد عادل فرنسيس والعميد اسعد طفيلي وموسى هزيمة في ٧/ ٣/ ٢٠٢٥. ولم يتخذ القاضي بيطار أي إجراء قضائي بانتظار اكتمال التحقيقات. وبحسب المعلومات التي حصلت عليها «الجديد» فقد تسلم مدعي عام التمييز بالإنابة القاضي جمال الحجار وللمرة الاولى مذكرة دفوع شكلية من مكتب القاضي بيطار كان قد تقدم بها أحد المدعى عليهم ما يعيد مسار جلسات تحقيق المرفأ إلى الإجراءات القانونية الصحيحة بعد أن كان عويدات تمنع عن تسلم أي ورقة من البيطار.
**********************************************
افتتاحية صحيفة الأنباء:
حكومة "الإصلاح والإنقاذ" انطلقت الى العمل ... وأورتاغوس تعود لتنفيذ الإنسحاب
اكتمل عقد الدولة، وعقدت حكومة العهد الأولى إجتماعها الأول بعد أن التقطت الصورة التذكارية، وارتسمت معالم البيان الوزاري، الذي انكبت على صياغته لجنة وزارية ضمت الى رئيس الحكومة نواف سلام ونائبه طارق متري، وزراء المالية ياسين جابر، الثقافة غسان سلامة، الصناعة جو عيسى الخوري والاشغال العامة والنقل فايز رسامني.
رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أكد للوزراء أن "الانتماء والولاء يكونان للدولة وحدها، لا لأي جهة أخرى، والوزراء وُجدوا لخدمة الناس، لا العكس". وحدد الخطوط العريضة لعمل الحكومة قائلاً: "ما سنعكف عليه هو إصلاح وتطوير الوزارات في ظل الدعم الدولي الكبير الذي تبلغناه. فالفرص متاحة لاقتناص هذا الدعم متى تم تنفيذ الإصلاحات المرجوة. المهم ليس فقط تأليف الحكومة، بل إثبات الثقة من خلال البدء بمكافحة الفساد وإجراء التعيينات الإدارية والقضائية والأمنية. المطلوب التصدي للقضايا الملحّة حاليًا، وفي مقدّمتها الموازنة العامة، الانتخابات البلدية والاختيارية، وكيفية تطبيق القرار 1701، مع تأكيد ضرورة الانسحاب الإسرائيلي في 18 شباط الحالي رغم التحديات القائمة".
وأوصى الوزراء "بضرورة الامتناع عن توجيه أي انتقاد إلى الدول الصديقة والشقيقة، وعدم استخدام لبنان كمنصّة لهذه الانتقادات".
وقال عون خلال الجلسة: "لا بلد مُفلسًا بل إدارة مُفلسة. فإذا كان البلد مُفلسًا، ينبغي عليه النهوض من خلال الإصلاحات التي سنعمل عليها جاهدين وزراء وحكومة. فلبنان، كدولة، هو الذي يحمي القطاعات ومرافقه كافة".
من جهته، أوضح رئيس مجلس الوزراء نواف سلام ان الوقت ليس للتجاذبات السياسية، طالباً من الوزراء شفافية تامة في عملهم، والتفرغ الكامل لعمل وزاراتهم وترك اي عمل خاص جانباً، مؤكداً ضرورة الفصل بين العملين العام والخاص، وعدم الخلط بينهما.
اليوم الأول في السراي
وبعد انتقاله الى السرايا الحكومي أقيمت لرئيس الوزراء نواف سلام مراسم استقبال رسمية في الباحة الخارجية للسراي، وكان في استقباله الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية. وبدأ مهامه بتوقيع التعميم المتعلق بكيفية ايداع ملفات رئاسة مجلس الوزراء، ثم ترأس الاجتماع الأول للجنة الوزارية المكلفة صياغة البيان الوزاري التي ستعاود الاجتماع بعد ظهر يوم غد الخميس.
وفي إطلالته التلفزيونية الأولى بعد تشكيل الحكومة، أكد سلام اننا نريد استعادة ثقة المواطنين الذين عانوا من الكثير من الأزمات المالية والاقتصادية والتي تجاوز عمرها ست سنوات، إضافة الى انفجار مرفأ بيروت وكذلك من الحرب الأخيرة التي تعرض لها لبنان.
ولفت الى ان الإحصاء المركزي لمنصة العمل الدولية يقول إن رغبة الشباب في لبنان بالسفر تبلغ 69%. نريد أن نعكس هذا الواقع، مشددا على وجوب أن يشعر الشباب بأن لديهم فرص عمل وأمل، وأن نغيّر هذه المؤشرات .
وقال: "لقد فوّتْنا العديد من الفرص في لبنان، ولا يجب أن نستمر في ذلك".
واعتبر انه فوّتْنا العديد من الفرص، ومنها ما بعد الانسحاب الإسرائيلي عام ٢٠٠٠، وكذلك بعد الانسحاب السوري من لبنان عام ٢٠٠٥، مؤكدا انه "كفى تفويتاً للفرص"، لافتا الى انه كان هناك ايضا انتقائية في تطبيق اتفاق الطائف.
ولفت الى انه اعتمد معيار البحث عن كفاءات تعمل في الشأن العام والسياسات العامة، أي أشخاص متمرّسين في هذا المجال. أما من ليسوا متمرّسين في السياسات العامة، فكان لا بد أن يكون لديهم قصص نجاح في مجالاتهم.
واعتبر رئيس الحكومة ان أبناء الجنوب، وبعد الحرب، اعتبروا أنفسهم مجروحين، ويجب مراعاة هذه الجروح وتضميدها، ولو تم تغيير وزير المالية، لكان ذلك اعتُبر انقضاضًا سياسيًا على الطائفة الشيعية، مشدداً على ضرورة عدم وجوب أن يشعر أي فريق بأنه منكسر، ولكن في الوقت نفسه، مؤكدا ان وزارة المالية ليست حكرًا على الشيعة في اتفاق الطائف، ولا يوجد أي عرف يكرّس ذلك.
المجلس المذهبي
وفي هذا السياق، رحّب مجلس إدارة المجلس المذهبي في اجتماعه الشهري الذي عقده برئاسة سماحة شيخ العقل - رئيس المجلس الشيخ د. سامي أبي المنى في دار الطائفة في بيروت، بإعلان مراسيم تشكيل الحكومة الجديدة، وبالمناخات الايجابية التي سادت منذ انتخاب الرئيس جوزاف عون وبعد تسمية الرئيس الدكتور نواف سلام، والتي استكملت باختيار وزراء أكفّاء واعدين من ذوي الاختصاصات العلمية والأكاديمية والخبرات العملية، متمنّيا للحكومة النجاح في أداء المهام الكبيرة التي تنتظرها، بما يستجيب لحاجة البلد الملحّة وإعادة بناء قدرات الدولة ومؤسساتها، في لحظة تاريخية وحاسمة بالنسبة لمستقبل لبنان.
ورأى المجلس في بيان أصدره عقب الاجتماع "أن الآمال المعقودة على الحكومة تضاعف مسؤوليتها في مواجهة التحديات المتعددة، التي انهكت الوطن طيلة المرحلة المنصرمة، وأن من شأن إدراج الإجراءات الإصلاحية الجذرية التي وردت في خطاب القسم وبيانات رئيس الحكومة وتعهداته في متن البيان الوزاري لنيل الثقة النيابية على أساسه، إعطاء الدفع القوي للعهد والفرصة المناسبة للحكومة، لتحقيق التعافي الاقتصادي والأمن الاجتماعي والاستقرار العام، أملاً في تنفيذ باقي بنود اتفاق الطائف وتحقيق العدالة الاجتماعية والإنماء المتوازن وتعزيز السلم الأهلي وقيام الدولة الوطنية العادلة والجامعة، التي يتوق إليها اللبنانيون على كلّ المستويات".
النائب جنبلاط في عين التينة
على خط آخر، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط بحضور النائب وائل ابو فاعور حيث تناول اللقاء بحث لتطورات الأوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية وشؤوناً تشريعية.
مصير وقف إطلاق النار
من جهة أخرى، تعود نائبة المبعوث الخاص الى الشرق الاوسط مورغان اورتاغوس الى لبنان خلال الأيام المقبلة، لمتابعة ملف الانسحاب الاسرائيلي من لبنان في 18 شباط الجاري، بعدما طلب رئيس وزراء العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو من الرئيس دونالد ترامب خلال اللقاء في البيت الابيض تأجيل انسحاب الجيش الاسرائيلي من لبنان لأسابيع عدة، ورفض لبنان أي تأجيل كما البقاء في أي من التلال الخمس الاستراتيجية التي أفيد ان اسرائيل عازمة على البقاء فيها بعد 18 شباط وهي جبل بلاط وتلال اللبونة والعزية والعويضة والحمامص.
وأشارت معلومات الى ان اتصالات تجري للبحث في امكانية انسحاب اسرائيل بالكامل من الاراضي اللبنانية يوم 18 شباط مقابل تمركز بعض قوات من "اليونيفيل" والفريق الاميركي في لجنة مراقبة تنفيذ الهدنة في التلال المشار اليها، مشيرة الى ان البحث ما زال جارياً في هذا السياق.
بدوره، استقبل قائد الجيش بالإنابة اللواء الركن حسان عوده في مكتبه في اليرزة قائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان - اليونيفيل Lieutenant General Aroldo Lázaro على رأس وفد، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والتطورات على الحدود الجنوبية، والجهود المبذولة لتطبيق القرار 1701. كما استقبل المحافظ البحري لمنطقة البحر الأبيض المتوسط في البحرية الفرنسية الأميرال Christophe Lucas ، وجرى التداول في علاقات التعاون بين جيشَي البلدَين.
على الارض، نفذت قوات اسرائيلية أمس أعمال تجريف وحفر ورفع سواتر عند تلة الحمامص قبالة مستعمرة المطلة. ايضا، حرقت المنازل في مركبا واطراف طلوسة. وسمع صوت قوي في اجواء القطاع الغربي ناجم عن انفجار جسم طائر غريب لم تحدد نوعيته في أجواء جنوب الناقورة.
******************************************
افتتاحية صحيفة النهار
عون وسلام للوزراء: خدمة الناس والشفافية تحضيرات لحشد كبير تنتظر سعد الحريري
قد يصح اعتبار يوم البارحة تاريخ الانطلاقة الفعلية المأمولة من اللبنانيين بأنها بداية “الدولة المتجددة” قياساً بتيار الآمال العريضة الذي يجتاح لبنان منذ شهر، وذلك في ظل انعقاد الجلسة الأولى لمجلس الوزراء بعد ولادة الحكومة الجديدة الأولى برئاسة الرئيس نواف سلام والأولى في عهد الرئيس جوزف عون. وبدا واضحاً أن كلاً من الرئيسين عون وسلام يدرك ثقل المهمة الملقاة على عاتق السلطة السياسية الجديدة التي باتت تحت تركيز رقابة المجهرين الداخلي والخارجي بدليل المضمون المعبر لمداخلتي كل منهما في الجلسة الأولى لمجلس الوزراء عقب التقاط الصورة التقليدية الرسمية للحكومة مع الرؤساء عون ونبيه بري وسلام، إذ أوصى عون الوزراء بـ”اثبات الثقة، والانتماء والولاء للدولة وليس لأي جهة أخرى” فيما دعاهم سلام إلى التحلي “بالشفافية التامة في عملهم، والتفرغ الكامل لعمل وزاراتهم”.
ولكن إذا كان صحيحاً أن الحدث الحكومي وإجراءات الانتقال عبر تسلّم الوزراء الجدد وزاراتهم طغت على المشهد الداخلي فإن ذلك لم يحجب بداية صعود مشهد آخر سيبرز تباعاً من اليوم وحتى الجمعة المقبل موعد إحياء الذكرى العشرين لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري. فالضجة التي أثيرت بفعل التباس ليل الاثنين- الثلاثاء حول عودة الرئيس سعد الحريري إلى بيروت وأنزلت مواكب من أنصار الحريرية إلى شوارع بيروت احتفاءً، ولو أن الرئيس الحريري لم يكن قد عاد فعلاً، لم تكن سوى عينة من التعبئة الشعبية الكبيرة المتحفّزة لاستقبال زعيم “تيار المستقبل” الرئيس سعد الحريري فيما تزدحم الاستعدادات الشعبية في مناطق بيروت وصيدا وطرابلس وعكار والبقاع لملاقاة حدث 14 شباط هذه السنة بمشهد نوعي حاشد قد يكون غير مسبوق منذ أيام تحالف 14 آذار. وتجزم الجهات المعنية بالتحضيرات على الأرض ليوم إحياء الذكرى الـ20 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري أن شعارات المناسبة والظروف الكبيرة المتحوّلة التي سبقتها تتضافر لإقامة حدث مميز وحاشد سيكون بمستوى المضمون السياسي لخطاب يوصف بأنه على جانب كبير من الأهمية للرئيس سعد الحريري الذي سيلقيه هذه السنة من على ضريح والده ورفاقه أمام حشد ضخم ستشهده ساحات وسط بيروت.
مجلس الوزراء والبيان الوزراي
ولعل اقلاعة العهد والحكومة الجديدين متزامنة مع أجواء الاستعدادات لمحطة 14 شباط أضفت على البلاد أجواء استثنائية ستبلغ مداها الاقصى مع اتضاح مضمون البيان الوزراي المتوقع في وقت سريع ومثول الحكومة أمام مجلس النواب لنيل الثقة ناهيك عن ترقب طبيعة مواجهة استحقاق الانسحاب الإسرائيلي من كامل الجنوب بعدما تبلغ المسؤولون اللبنانيون، وفق معلومات “النهار” وعوداً جازمة من الإدارة الأميركية بأن الانسحاب سيكون تاماً في موعده. إذن أقلع القطار الحكومي في أولى جلسات مجلس الوزراء في قصر بعبدا، وأكد رئيس الجمهورية العماد جوزف عون في مداخلته “أن لبنان يجب أن ينهض بالإصلاحات التي سنعمل عليها جاهدين كوزراء وكحكومة، ولبنان الدولة هو الذي يحمي القطاعات وكل مرافق الدولة”. وشدّد على “أن الانتماء والولاء هما للدولة وليس لأي جهة أخرى، والوزراء هم لخدمة الناس”. وقال: المهم ليس فقط تشكيل الحكومة، بل إثبات الثقة بدءاً بمكافحة الفساد وإجراء التعيينات الإدارية والقضائية والأمنية، إضافة إلى التصدي للأمور الطارئة راهناً وهي: الموازنة العامة، الانتخابات البلدية والاختيارية، كيفية تطبيق القرار 1701 والتأكيد على الانسحاب الإسرائيلي في 18 شباط الحالي رغم التحديات”. وكان لافتاً أن عون شدد على “ضرورة عدم توجيه أي انتقاد إلى الدول الصديقة والشقيقة وعدم اتخاذ لبنان منصة لهذه الانتقادات، وعلى أن التعبير عن الآراء من قبل السيدات والسادة الوزراء، يكون عبر الآليات والقنوات الرسمية المعتمدة وفق الاصول، كما طلب منهم في الشكليات الضرورية، رفع التحصينات والقواطع كل ضمن حدود وزارته.
من جهته، أوضح رئيس مجلس الوزراء نواف سلام “أن الوقت ليس للتجاذبات السياسية”، طالباً من الوزراء “شفافية تامة في عملهم، والتفرغ الكامل لعمل وزاراتهم وترك أي عمل خاص جانباً”، مؤكداً “ضرورة الفصل بين العملين العام والخاص، وعدم الخلط بينهما”.
وأُقر خلال الجلسة تشكيل لجنة صياغة البيان الوزاري من رئيس الوزراء، ونائبه طارق متري، ووزراء: المال ياسين جابر، الثقافة غسان سلامة، الصناعة جو عيسى الخوري والأشغال العامة والنقل فايز رسامني.
وأوضح وزير الاعلام الجديد بول مرقص أن البيان الوزاري “سيكون واضحاً ومقتضباً، ولا يمكن أن استبق مداولات الوزراء” متوقعاً أن يصدر خلال أيام قليلة.
وبعد الجلسة انتقل الرئيس سلام إلى السرايا الحكومية إيذاناً ببدء ممارسته مهماته من مقر رئاسة الحكومة حيث أقيمت له مراسم الاستقبال الرسمية في الباحة الخارجية للسرايا، وترأس بعد الظهر الاجتماع الأول للجنة الوزارية المكلفة صياغة البيان الوزاري حيث جرى البحث في مسودة البيان على أن تعقد اللجنة اجتماعها الثاني في الخامسة عصر غد الخميس . وتجدر الاشارة إلى أن سلام تحدث ليلاً في أول مقابلة تلفزيونية له بعد تشكيل الحكومة عبر “تلفزيون لبنان” وتناولت ظروف وطريقة تشكيله للحكومة والأولويات والتحديات الملقاة عليها وعلاقات لبنان الخارجية.
وتلقى سلام أمس اتصالاً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هنأه فيه بتشكيل الحكومة، وكانت مناسبة جرى خلالها استعراض للأوضاع العامة. كذلك، تلقى سلام اتصالاً هاتفياً من وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان هنأه فيه بتشكيل الحكومة.
وفي سياق عمليات التسليم والتسلّم بين الوزراء القدامى والجدد لفت كلام وزير الخارجية يوسف رجّي، إذ أشار إلى أن “الأمر الجيّد أنّني أعرف هذه الوزارة كلّها ومشاكلها والخبر السيء أنّني أعرف كل العاملين فيها واحدًا واحدًا وأعرف كل الخفايا”. وقال: “لن نكون عائلة إنّما فريق عمل واحد في وزارة الخارجية لأنّ العائلة برّات الوزارة وهون للعمل والتعاون كفريق واحد”.
على صعيد المواقف السياسية من الحكومة أعلن رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل،”المعارضة الإيجابية” للحكومة وبارك للبنانيين بالحكومة “لأنّ وجود حكومة مكتملة المواصفات مع كل اعتراضنا عليها أفضل من وجود حكومة تصريف أعمال منذ أكثر من سنتين ونصف تماماً”. واشار إلى أنه تحدث مع رئيس الحكومة نواف سلام قبل تكليفه تشكيل الحكومة في عناوين سياسية عديدة وعن التركيبة الحكومية، أهمها الاتفاق على اختصاصيين كما اتفقنا على التركيبة المسيحية في الحكومة والاثنان لم يتحققا”. وقال: “لا نقبل بالاستنسابية التي حصلت كما لا نقبل بتسمية ممثلينا إضافة إلى سوء التمثيل المسيحيّ الذي حصل في الحكومة واعتراضنا هذا هو للمحافظة على الشراكة”.
عودة أورتاغوس
وفي سياق ترقب موضوع الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب أفادت معلومات أن نائبة المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس ستعود الى بيروت قبل 18 شباط لمتابعة ملف الانسحاب الإسرائيلي من لبنان، على وقع معلومات عن اتصالات تجري لبحث انسحاب إسرائيل بالكامل من الأراضي اللبنانية يوم 18 شباط، مقابل تمركز عناصر من “اليونيفيل” والفريق الأميركي في لجنة مراقبة تنفيذ الهدنة في التلال الخمس في جبل بلاط وتلال اللبونة والعزية والعويضة والحمامص التي تزمع إسرائيل استمرار تمركز قواتها فيها. وتأتي هذه المعطيات بعدما تردد أن إسرائيل طلبت من الإدارة الأميركية الموافقة على تمديد ثانٍ لبقاء قواتها في الجنوب وتفاوتت المعلومات حول الاتجاه الأميركي حيال هذا المطلب.
**************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
زخم التشكيل يسري على البيان… وسلام: كفى تفويتاً للفرص
إذا سارت الرياح السياسية كما تشتهي السفن الحكومية، يُتوقع أن تقرّ الحكومة بيانها الوزاري قبل نهاية الأسبوع لتمثل به أمام مجلس النواب مطلع الاسبوع المقبل لنيل الثقة والانطلاق دستورياً إلى العمل لتنفيذه، وليبدأ رئيس الجمهورية بعدها زياراته الخارجية بدءاً بالمملكة العربية السعودية، وهي زيارات يُعوّل عليها للحصول على دعم للبنان للخروج من أزماته المتعددة.
بعد الاجتماع الأول للجنة الوزارية المكلّفة صوغ البيان الوزاري، أكّدت أوساط مطلعة لـ»الجمهورية» انّ إعداد البيان لن يستغرق وقتاً طويلاً، وأنّ زخم تشكيل الحكومة سيسري عليه، مشيرة إلى انّه سيكون انعكاساً للمرحلة الجديدة التي انتقل اليها لبنان بعد إعادة تكوين السلطة، وسيتضمن مقاربة واضحة للتحدّيات التي تواجه الحكومة ولنمط معالجتها.
ولفتت هذه الأوساط إلى انّه لا توجد خلافات داخل اللجنة الوزارية حول ركائز البيان الذي يملك رئيس الحكومة نواف سلام تصوراً مسبقاً حوله، مشيرة إلى انّ معادلة الجيش والشعب والمقاومة لم تعد ترد في البيانات الوزارية الأخيرة، وبالتالي لن تكون هناك مشكلة هذه المرّة أيضاً، وما من مبرّر لكي يحاول البعض أن يفتعل في هذا المجال إنجازاً وهمياً لا يمت إلى حقيقة الواقع بصلة.
وأوضحت الأوساط انّ الصيغة التي سيتمّ اعتمادها سترضي جميع الأطراف، وستوفق بين حق الدولة في حصرية السلاح وبين حق الشعب في الدفاع عن نفسه. ولفتت إلى انّه وللمرّة الأولى منذ عام 2000 يوضع بيان وزاري لحكومة جديدة، فيما هناك جزء من الاراضي اللبنانية لا يزال يخضع للاحتلال الإسرائيلي، معتبرة انّ هذا الأمر يضع الحكومة أمام مسؤولية ضمان حصول الانسحاب الشامل في 18 شباط والّا سيتوجب عليها أن تحدّد الوسائل التي سيتمّ الركون اليها لإنجاز التحرير.
مسودة البيان
وكان مجلس الوزراء وبعد التقاط الصورة التذكارية التي أعقبت اجتماعاً ضمّ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام، عقد جلسته الاولى، واستُهلت بطلب عون من الحاضرين الوقوف دقيقة صمت «حداداً على ارواح الشهداء نتيجة العدوان الإسرائيلي». وشكّل لجنة وزارية لإعداد البيان الوزاري ضمّت إلى رئيس الوزراء نائبه طارق متري، والوزراء ياسين جابر وغسان سلامة وجو عيسى الخوري وفايز رسامني. ولاحقاً ترأس سلام الاجتماع الأول للجنة، وتمّ البحث في مسودة البيان الوزاري على أن تجتمع اللجنة مجدداً عند الساعة الخامسة بعد ظهر غد.
الانتماء والولاء
واكّد عون في مستهل الجلسة، انّ لبنان يجب أن ينهض «بالإصلاحات التي سنعمل عليها جاهدين كوزراء وكحكومة، ولبنان الدولة هو الذي يحمي القطاعات وكافة مرافق الدولة». وشدّد على «انّ الانتماء والولاء هما للدولة وليس لأي جهة أخرى، والوزراء هم لخدمة الناس». وقال: «لا تعطيل، نناقش كثيراً الافكار التي تُطرح، ولكن نخرج بحلول، وهذا هو أساس الديموقراطية. ما سنعكف عليه هو إصلاح الوزارات وتطويرها في ظل وجود الدعم الدولي الكبير الذي تمّ التعبير عنه أمامي. فالفرص كبيرة لاقتناص هذا الدعم متى أُنجزت هذه الإصلاحات المرجوة». وأضاف: «المهم ليس فقط تشكيل الحكومة، بل إثبات الثقة بدءاً بمكافحة الفساد وإجراء التعيينات الإدارية والقضائية والأمنية، إضافة إلى التصدّي للامور الطارئة راهناً وهي: الموازنة العامة، الانتخابات البلدية والاختيارية، كيفية تطبيق القرار 1701 والتأكيد على الانسحاب الإسرائيلي في 18 شباط الجاري رغم التحدّيات.» وذكّر بخطاب القَسَم، لجهة تأثيره على هذه العناوين، واكّد «ضرورة عدم توجيه أي انتقاد إلى الدول الصديقة والشقيقة وعدم اتخاذ لبنان منصة لهذه الانتقادات، وعلى أن يكون تعبير السيدات والسادة الوزراء عن الآراء عبر الآليات والقنوات الرسمية المعتمدة وفق الاصول».
الفصل بين العملين
من جهته، أوضح سلام انّ الوقت ليس للتجاذبات السياسية، طالباً من الوزراء شفافية تامة في عملهم، والتفرّغ الكامل لعمل وزاراتهم وترك اي عمل خاص جانباً، مؤكّداً ضرورة الفصل بين العملين العام والخاص، وعدم الخلط بينهما.
ولاحقاً كتب سلام عبر حسابه على منصّة «إكس»: انّه طلب من الوزراء «التفرّغ الكامل لعملهم الوزاري والاستقالة من رئاسة او عضوية اي مجالس إدارة لشركات تجارية او مصارف».
وفي مقابلة عبر «تلفزيون لبنان»، مساء امس اكّد سلام «انّ الإحصاء المركزي لمنصة العمل الدولية يقول إنّ رغبة الشباب في لبنان بالسفر تبلغ 69%. نريد أن نعكس هذا الواقع». وقال: «لقد فوّتْنا العديد من الفرص في لبنان ومنها ما بعد الانسحاب الإسرائيلي عام 2000، وكذلك بعد الانسحاب السوري من لبنان عام 2005»، مؤكّداً «كفى تفويتاً للفرص»، ولافتاً الى انّه «كان هناك انتقائية في تطبيق «اتفاق الطائف». وقال: «تعزيزاً لمبدأ الفصل بين السلطات، كان المعيار الأول الذي اعتمدته عدم توزير أي نائب، كذلك اشترطتُ عدم ترشّح أي من الوزراء للانتخابات البلدية أو النيابية دعماً لحياد الحكومة ونزاهتها». واضاف: «أعلم أنّ الأحزاب تشكّل أساسًا لأي حياة ديموقراطية سليمة، لكن في هذه المرحلة كنت أخشى أن تتحوّل الحكومة ساحة للمناكفات السياسية، بينما أمامها مهمّات كبيرة». ولفت إلى انّه اعتمد معيار البحث عن كفايات تعمل في الشأن العام والسياسات العامة، أي أشخاص متمرّسين في هذا المجال. أما من ليسوا متمرّسين في السياسات العامة، فكان لا بدّ أن يكون لديهم قصص نجاح في مجالاتهم». وقال: «كان عليّ أن أنال الثقة، ولذلك كان على الوزراء أن يكونوا مقبولين من الكتل النيابية من دون أن يكونوا حزبيين». واعتبر انّه «كان لدى «التيار الوطني الحر» مشكلة في حجم تمثيله بسبب الفارق بين عدد نوابه الحاليين وعدد نوابه السابقين، بالإضافة إلى عدد أصواته النيابية، ولكن لم أتمكن من فهم هذه الحسابات».
اما بالنسبة إلى تكتل «الاعتدال الوطني»، فقال سلام: «كان هناك إشكال حول التمثيل المناطقي الذي طالبوا به، وطرحت عليهم أسماء ذات كفاية أعلى من تلك التي عرضوها عليّ».
واكّد الرئيس سلام انّه لا توجد وزارة حكراً على طائفة، ولا وزارة ممنوعة على طائفة، مشيراً إلى انّ جميع الوزارات هي وزارات سيادية، ولفت إلى انّ تصنيف الوزارات الأربع على أنّها محصورة بالطوائف الأربع الكبرى هو تقليد جديد لا يتناسب مع تاريخ البلد.
واعتبر رئيس الحكومة انّ «أبناء الجنوب، وبعد الحرب، اعتبروا أنفسهم مجروحين، ويجب مراعاة هذه الجروح وتضميدها، ولو تمّ تغيير وزير المالية، لكان ذلك اعتُبر انقضاضًا سياسيًا على الطائفة الشيعية»، مشدّداً على «ضرورة عدم وجوب أن يشعر أي فريق بأنّه منكسر»، مؤكّداً انّ «وزارة المالية ليست حكرًا على الشيعة في اتفاق الطائف، ولا يوجد أي عرف يكرّس ذلك».
وقال سلام: «في ما يتعلق بموضوع السلاح في شمال الليطاني وجنوبه وعلى امتداد مساحة لبنان من النهر الكبير إلى الناقورة، ما يجب أن يُطبّق في هذا الخصوص هو ما ورد في وثيقة الوفاق الوطني التي تقول ببسط سلطة الدولة اللبنانية بقواها الذاتية على كامل اراضيها، وهذا قبل القرار 1701 وقرار وقف إطلاق النار الأخير وأي شيء آخر. اما منطقة جنوب الليطاني فهي منطقة منزوعة السلاح، وتذاكينا في السنوات الماضية، وهذا ما جعلنا ندفع الثمن الغالي، وخصوصاً أهلنا في الجنوب الذين دُمّرت قراهم، ونحن لذلك ملتزمون بإعادة بناء ما تهدّم». وأضاف: «اما بالنسبة إلى الإصلاحات الاقتصادية فإننا ما نريد شطبه هو الكلام عن شطب الودائع ونود شطب هذه الفكرة»، معتبراً «أنّ البيان الوزاري سيتضمن مسألة الودائع».
«التيار الحر»
وفي المواقف أمس، بارك رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل خلال اجتماع الهيئة السياسية لـ«حكومة مكتملة الاوصاف»، وقال: «مع كل اعتراضنا عليها، أفضل من وجود حكومة تصريف اعمال منذ اكثر من سنتين ونصف تماماً؛ كما قلنا سابقاً انّ وجود رئيس، ولو بغير موافقتنا، هو افضل من الفراغ». واضاف: «كنّا الفريق الوحيد الذي لم يصوّت للرئيس جوزاف عون، وطبيعي ان نكون بالمعارضة، ولكن بعد مساهمتنا الأساسية والمحورية بتسمية دولة الرئيس نواف سلام، كان طبعاً وارداً دخولنا بالحكومة. مساء الأحد، ليلة تسمية رئيس الحكومة أتتني رسالة مشتركة، ودوّنتها خطياً، من الرئيس جوزاف عون والرئيس ميقاتي، أُعطيت لي فيها ضمانات كثيرة وفهمت منها اموراً كثيرة. وليلة الأحد، أتاني اتصال طويل من القاضي نواف سلام، وحصلت أكثر من محادثة واتصال معه في اليوم التالي، طلباً لتسميته. تحدّثت معه عن عناوين سياسية متعلّقة بالقرار 1701 والبيان الوزاري والموضوع الشيعي والنازحين وقانون الانتخاب وغيره. كذلك بحثت معه قبل التسمية في التركيبة الحكومية وما يتعلّق بأمرين: اولاً حكومة التكنوقراط ورفضي لها نتيجة التجربتين السابقتين ووافقني، ولكن اتفقنا على اختصاصيين تسمّيهم الكتل الأساسية، وثانياً التركيبة المسيحية في الحكومة، وعرض عليّ تصوّراً لها، وكنّا متّفقين تماماً على عرضه. كان هناك تواصل ودّي وإيجابي مباشر مع فخامة الرئيس خلال الاستشارات، نحن قلنا فيه اننا نرغب ان نكون كتلة إلى جانب العهد، وهو قال أن لا خلاف وانّ الأوطان لا تُبنى بالأحقاد، وكان هناك تواصل ودّي وإيجابي غير مباشر معه قبل التسمية وبعدها، وكان فيه تعبير منه عن حرص علينا وعلى وجودنا ودورنا. وفي المشاورات التي أجراها دولة الرئيس حول تأليف الحكومة حصل بيني وبينه 3 لقاءات أصفها بالإيجابية والمثمرة وصلت للتطرّق إلى الحقائب والأسماء، وتوقفت فجأة من جانبه قبل 11 يوماً من نهار تأليف الحكومة. صرنا نسمع «المعلومات» في الإعلام ومن الملتقين بالرئيس المكلّف وكلّها تدور حول الاستنسابية وهو أنكرها على اساس انّها «تكهنات» و«دسائس» وظهرت صحتها لاحقاً. وكذلك انقطعت الأخبار الإيجابية والودية من جهة فخامة الرئيس على أساس «ما في شي»».
وتابع باسيل: «ما كان ممكناً ان نقبل بالاستنسابية التي حصلت، ولا أن يسمّي احد عنّا ممثلينا ولا أن نقبل بسوء التمثيل المسيحي (…) نحن اصبحنا حكماً نشكّل المعارضة للحكومة. معارضتنا ليست لا شعبوية ولا غوغائية، هي معارضة ايجابية، بنّاءة وهادفة، وهي اولاً معارضة لتشكيلة الحكومة وبعدها نرى البيان الوزاري ونحكم عليه في جلسة الثقة. وتبقى المعارضة الأهم هي للمواقف والملفات وليس للأشخاص او للقوى. وهنا تأتي مواقفنا بحسب الملف وموقف الحكومة منه». وقال: «نعلن اليوم المعارضة الإيجابية للحكومة، نصفّق لها حيث تحسن ونحاسبها حيث تخطئ. لقد برهن التيار اليوم انّه مجدّداً في مواجهة المنظومة الممثلّة كلّها في الحكومة بالإضافة الى حزب جديد، ولكنّه لن يمارس اي كيدية او نكد بل عنده لجان لكل ملف، وسيكون مؤتمرنا السنوي في 14 آذار الذي سنعلن فيه تعاطينا مع الملفات ومعارضتنا الايجابية، كما سنطلق ماكينتنا الانتخابية».
انتظار اورتاغوس
في هذه الأثناء، ينتظر لبنان أن تعود الوسيطة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى بيروت في زيارة ثانية لها، في إطار مهمتها الحالية. ووفق مصادر وزارية لـ«الجمهورية»، ستتمّ هذه الزيارة قبل نهاية الأسبوع الجاري. ففيما كانت الأولوية في الزيارة السابقة ضمان تشكيل الحكومة، ستكون الأولوية في الزيارة المقبلة ضمان انسحاب إسرائيل من الجنوب في الموعد المحدّد، أي 18 الجاري.
وساد أمس أوساط أهل الحكم انطباعان متناقضان: الأول هو التفاؤل بأنّ الوعد الذي أطلقته أورتاغوس من قصر بعبدا، قبل 5 أيام، وبلهجة حازمة، بتحقيق الانسحاب الإسرائيلي الكامل في الموعد المقرر، لا بد أن تلتزم به إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب. اما الانطباع الثاني فقد بدا أقل تفاؤلاً. فبعض المعنيين في الحكم يخشى تداعيات زيارة بنيامين نتنياهو الأخيرة لواشنطن، والتي حاول فيها إقناع إدارة ترامب بمنح إسرائيل ضوءاً أخضر لتمديد ثانٍ في 18 شباط، والبقاء في النقاط الخمس التي باتت معروفة.
وبين الانطباعين، تردّد أنّ لبنان قد يطلب من واشنطن نشر وحدات من قواتها ومن «اليونيفيل» في النقاط الخمس التي تدّعي إسرائيل أنّها مضطرة إلى البقاء فيها لفترة معينة، ريثما يتمّ ضمان انسحاب مقاتلي «الحزب» من جنوب الليطاني ونشر ما يكفي من وحدات الجيش اللبناني هناك. فهذا الطرح يمكن أن يشكّل حلاً وسطياً يرضي لبنان، كما إسرائيل، وهو كفيل بكشف نياتها إذا كانت تنوي فعلاً الانسحاب أو الاستمرار في المراوغة.
وأفادت القناة 14 الإسرائيلية أنّ الجيش الإسرائيلي قرّر عدم الانسحاب من 5 إلى 7 نقاط استراتيجية في جنوب لبنان، وذلك بهدف ضمان أمن سكان شمال إسرائيل.
ذكرى الحريري
ومن جهة ثانية، وصل الرئيس سعد الحريري إلى بيروت مساء امس للمشاركة في إحياء الذكرى العشرين لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه ظهر بعد غد الجمعة، وسيلقي في المناسبة، كلمة سياسية بامتياز، ومن المتوقع أن تدوم اقامته أسبوعاً، على ان يلتقي خلالها رئيسي الجمهورية والحكومة ومسؤولين سياسيين.
*******************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
إشارات إيجابية تواكب انطلاقة الحكومة اللبنانية
مديرة «صندوق النقد» تعد بزيارة بيروت قريباً
بيروت: علي زين الدين
لم تنتظر المؤسسات والأسواق المالية الدولية طويلاً للرد بإيجابية ملحوظة على التقدم الذي حققه لبنان في استكمال إعادة انتظام مؤسساته الدستورية، الذي تعزز بتأليف حكومة متجانسة ومتميزة باختصاصات الوزراء وخبراتهم، وبالتزامات مسبقة بالاستجابة لمتطلبات الإصلاحات الهيكلية في كل القطاعات، لا سيما في الميادين المالية والاقتصادية، وإنعاش التواصل الموثوق مع المحيطين العربي والدولي.
وحتى قبل الانتهاء من إعداد البيان الوزاري للتقدم به إلى المجلس النيابي لنيل الثقة وانطلاق المهام التنفيذية للحكومة، تتراكم الإشارات الواردة بجاهزية عربية؛ وبالأخص خليجية، وبالمثل دولية، لتوفير وسائل دعم استشارية ومالية بهدف انتشال لبنان من أزماته المعقدة، وبما يمهّد الطريق لإطلاق خطة الإنقاذ والتعافي الموعودة، إلى جانب المساهمة في إعادة الإعمار وردم فجوة الخسائر المستجدة التي أنتجتها الحرب الإسرائيلية على لبنان، والمقدرة بنحو 8.5 مليار دولار، وفقاً لرصد «البنك الدولي».
وبرز ضمن الإشارات الإيجابية الأحدث إبلاغ كريستالينا غورغييفا، المديرة العامة لـ«صندوق النقد الدولي»، حاكمَ «مصرف لبنان» بالإنابة، وسيم منصوري، خلال مشاركتهما بـ«القمة العربية للحكومات» في دبي، بأن «الصندوق» يدعم لبنان وحكومته، وبأنها راغبة في زيارته ببيروت في وقت قريب. فضلاً عن ترحيبها باكتمال عقد المؤسسات الدستورية؛ بدءاً بانتخاب رئيس للجمهورية، ووصولاً إلى تشكيل حكومة كفاءات وطنية ملتزمة الإنقاذ والإصلاح.
وفي السياق عينه، أعلنت إدارة «صندوق النقد الدولي» عن وجود «مشاورات مكثّفة مع أصدقاء لبنان لتقديم المساعدة والاستعداد للتحرّك بشكل سريع»، مع التنويه بأن البلد بحاجة إلى إصلاحات اقتصادية و«الوضع الآن يدعم القيام بذلك».
وفي جانب لا يقل أهمية، وضمن تتبع الردود على خطاب القسم الرئاسي وما احتواه من تعهدات، ومن ثم تصريحات رئيس الحكومة، نواف سلام، والتزاماته الإصلاحية، يُرتقب امتثال السلطات اللبنانية لمعالجة أوجه القصور التي تسببت في تصنيف البلد ضمن القائمة «الرمادية» من قبل «مجموعة العمل المالي الدولية» المعنية بمكافحة تبييض الأموال ومكافحة الإرهاب.
وبالأسبقية، برزت عوامل مشجعة للغاية بفضل التغييرات الموازية في سوريا والشروع في ضبط الحدود ومكافحة التهريب، وفي محاصرة آفة المخدرات من مصادرها ومصانعها والاتجار بموادها عبر الحدود.
وفي الترجمة العملية، سجلت الأسواق الدولية في أول يوم عمل بعد إنجاز تأليف الحكومة، زيادة الطلب على «سندات لبنان السيادية (اليوروبوندز)» من قبل مؤسسات استثمارية وبنوك عالمية، مقابل نقص مشهود في المعروض، مما شكل رافعة قوية لتسجيل زيادات متواصلة في أسعار التداول بالقرب من عتبة 20 سنتاً لكل دولار، أي ما يزيد على 3 أضعاف السعر الأدنى الذي انحدر إلى نحو 6 سنتات فقط خلال احتدام المواجهات العسكرية على الجبهة الجنوبية.
وحظيت السندات اللبنانية بمزيد من اهتمام المتعاملين الأجانب خلال الأسبوع الماضي، وسط رهان بشأن إمكانية حصول خرق حكومي يمكن أن يفسح الطريق أمام تطبيق الإصلاحات التي طال انتظارها، وإبرام اتفاق نهائي مع «صندوق النقد الدولي»، وتدفّق الأموال من الدول المانحة، وإعادة هيكلة الدين، وإجراء مفاوضات بنّاءة مع حاملي السندات، ناهيك بأنّ بعض المستثمرين سعوا إلى شراء السندات اللبنانية بغية تعزيز موقعهم التفاوضي في المستقبل.
ووسط توقعات تتسم بالإيجابية داخلياً وخارجياً للسياسات التي سيعتمدها وزير المال الجديد، ياسين جابر، في إدارة الموازنة والدين العام، بالانسجام مع مشاركته في نقاشات الموازنات والنقاشات مع موفدي «صندوق النقد» ومع خبراته التشريعية والتنفيذية وأنشطته في القطاع الخاص، وما سبق لسلفه يوسف الخليل التأكيد عليه من أنه «رغم الأوقات العصيبة التي نعيشها… فإن لبنان يبقى ملتزماً التوصل إلى حل رضائي ومنصف بخصوص إعادة هيكلة سندات (اليوروبوندز). كما أنه، وبتمديد مهل مرور الزمن، لن يُضطر حاملو هذه السندات إلى اتخاذ إجراءات قانونية بسبب نفاد المهل، ريثما يشاركون في إعادة هيكلة منظمة وتوافقية لهذه السندات».
*******************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
إنطلاق حكومة إعادة الثقة: العودة الى الطائف لمعالجة المشكلات المزمنة
سلام لحوار مع سوريا وترميم العلاقات مع الخليج: يجب شطب فكرة «شطب الودائع»
أعادت الصور الأولى، في أول جلسة للحكومة عُقدت في قصر بعبدا، تصويب العلاقة بين مجلس الوزراء والوزراء، ومسألة الولاء والانتماء والانتاج، بعدما اعترى المشهد نفوراً، اشارت اليه «اللواء» امس، عبر التوقف عند الاجتماع الوزاري الفئوي في معراب، بدعوة من رئيس حزب القوات اللبنانية.
وبعيدا عن صورة الجلسة البروتوكولية الأولى لمجلس الوزراء بعد تشكيل الحكومة الجديدة، كانت مواقف رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بمثابة البوصلة للوزراء الجدد الذين زودهم بتوجيهات متعددة واضعا على طاولة المجلس أولويات المرحلة المقبلة القائمة على الإصلاح وعودة الثقة.
وامام أعضاء الحكومة الجدد، اعلن الرئيس عون خارطة الطريق لهذه المرحلة والتي صار الوزراء على بيِّنة منها لأنها قائمة اساسا على مضمون خطاب القسم، مضيفا إليها خطوات تنفيذية سريعة لهم ومنها رفع التحصينات والقواطع كل ضمن حدود وزارته.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن رئيس الجمهورية أراد منذ أول الطريق توجيه العمل الحكومي،ولذلك أكد أهمية الإنتماء للدولة وعدم التعطيل وقال إن الوزراء وجدوا لخدمة الناس، مشيرة إلى أن هناك ملفات عاجلة تتم مناقشتها وهو ما قصده الرئيس عون في تعداده البعض منها التعيينات والموازنة والانتخابات النيابية والبلدية في حين انه كرر التأكيد على موعد الانسحاب الاسرائيلي في الثامن عشر من الشهر الجاري.
ورأت المصادر أن في ما خص الملف الإصلاحي فهناك ورشة يعمل عليها انطلاقا من الدعوة الرئاسية لذلك وإنجاز هذا الملف يؤدي مباشرة إلى الدعم الدولي.
اما ديبلوماسيا فبرز طلب رئيس الجمهورية بعدم اتخاذ لبنان منصة لإنتقادات الدول الشقيقة والصديقة على أن يعبر الوزراء عن رأيهم عبر الآليات والقنوات الرسمية.
ولفتت إلى أن موقف رئيس مجلس الوزراء القاضي نواف سلام حول الشفافية جاء منسجما مع مواقف سابقة له مضيفا إليها دعوته الوزراء إلى فصل عمل الوزراء العام والخاص.
إلى ذلك اعتبرت مصادر وزارية عبر «اللواء» أن الكلام الذي يرافق إنجاز البيان الوزاري حول إمكانية وجود شرذمة أو انقسام حيال المواضيع التي تطرح غير صحيح على الإطلاق وهناك توافق على إخراج بيان يحاكي المرحلة بكل تفاصيلها وموضوع حصرية السلاح بيد الدولة سيتم ترتيبه وفق صيغة متفق عليها، ترتكز على ما خطاب القسم وبيان تكليف الرئيس سلام والذي أشار فيه إلى بسط سلطة الدولة اللبنانية على أراضيها كافة بقواها الذاتية».
اذاً، بعد تأليف الحكومة انطلق عمل المؤسسات الدستورية بسرعة بعد تشكيل الحكومة،التي عقدت امس اول جلسة لها في القصر الجمهوري برئاسة رئيس الجمهورية جوزاف عون وبحضور رئيس الحكزمة نواف سلام والوزراء. وشكّل مجلس الوزراء لجنة وزارية لصياغة البيان الوزاري وضمّت اللجنة: الرئيس سلام ونائب رئيس الحكومة طارق متري، والوزراء ياسين جابر وجو عيسى الخوري وغسان سلامة وفايز رسامني. وستعقد اللجنة اول اجتماع لها عند الرابعة من عصر اليوم في السرائيا الحكومية، بعدما بدأ الرئيس سلام إثر انتهاء الجلسة ممارسة مهامه رسميا وعقد اجتماعا مع كبار موظفي السرايا لوضع خطة العمل.
وفي المعلومات: أن البيان الوزاري سينجز بشكل سريع وقوامه حصرية السلاح بيد الدولة وحق مقاومة الاحتلال وفق القوانين والشرائع الدولية، وازالة الاحتلال وتطبيق القرار 1701وانجاز الاصلاحات والتعيينات والانتخابات والنيابية والبلدية.وان الوزيرين متري وسلامة سيقومان بصياغة المسودة وعرضها على الوزراء لمناقشتها.
في بداية الجلسة طلب الرئيس عون الوقوف دقيقة صمت عن ارواح الشهداء. وبعد الجلسة تلا وزير الاعلام بول مرقص المقررات وقال: ان الرئيس عون أوعز الى الوزراء الجدد بأن الانتماء والولاء فقط للدولة وليس لأي جهة ثانية، وسيتم العمل على إصلاح الوزارات وتطويرها في ظل الدعم الدولي وأن على لبنان ان ينهض عبر القيام بالاصلاحات، وتوجّه إلى الوزراء قائلاً أنتم خدّام الشعب وليس العكس ولا تعطيل إنّما بحث مستمّر ونقاش للخروج بحلول.وهذا هو اساس الديمقراطية.
اضاف الرئيس: ما سنعكف عليه هو اصلاح وتطوير الوزارات في ظل وجود الدعم الدولي الكبير الذي تم التعبير عنه امامي، فالفرص كبيرة لاقتناص هذا الدعم متى انجزت هذه الاصلاحات المرجوة.
وتابع: المهم ليس فقط تشكيل الحكومة، بل اثبات الثقة بدءًا بمكافحة الفساد واجراء التعيينات الادارية والقضائية والامنية، اضافة الى التصدي للامور الطارئة راهناً وهي: الموازنة العامة، الانتخابات البلدية والاختيارية، كيفية تطبيق القرار 1701 والتأكيد على الانسحاب الاسرائيلي في 18 شباط الحالي برغم التحديات.
واكد الرئيس عون ضرورة عدم توجيه أي انتقاد للدول الشقيقة والصديقة وأي رسالة لهم تكون عبر القنوات الرسمية وفق الأصول طالباً من الوزراء رفع كل التحصينات والعوائق التي تحيط بوزاراتهم.
وقال مرقص: كما تحدث رئيس الحكومة فطلب من الوزراء الشفافية التامة في عملهم والتفرّغ الكامل لوزاراتهم، ولجنة تشكيل البيان الوزاري ستبدأ عملها خلال أيام والبيان سيكون مقتضباً ومباشراً.
وأكدت على أهميّة الفصل التام بين العمل العام والخاص، ومنعاً لأي التباس، طلب من كافة الوزراء الكرام التفرغ الكامل لعملهم الوزاري والاستقالة من رئاسة او عضوية اية مجالس إدارة لشركات تجارية او مصارف. واوضح ان ذلك لا يشمل بالطبع عضوية الهيئات التربوية او الاجتماعية التى تعمل لصالح المجتمع ككل.
وبعد الظهر أمس، ترأس الرئيس سلام في السراي الحكومية، الاجتماع الأول للجنة الوزارية المكلفة صياغة البيان الوزاري، في حضور نائب رئيس الحكومة طارق متري، ووزراء المال ياسين جابر، الثقافة غسان سلامة، وزير الاشغال العامة والنقل فايز رسامني، وزير الصناعة جو عيسى الخوري، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير والامين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية.
وجرى البحث في مسودة البيان الوزاري، واتفق على اجتماعات لاحقة بوتيرة سريعة، على ان تعقد اللجنة اجتماعها الثاني عند الساعة الخامسة من بعد ظهر يوم غد في السراي الكبير.
وفي اطلالة لإلقاء الضوء على تصوره للعمل الحكومي، قال الرئيس سلام في برنامج تلفزيوني: الرسالة واضحة، نحن نريد استعادة ثقة المواطنين الذين عانوا كثيراً من الازمات المتتالية، ما تبيّن لنا أنّ الحكومات كانت شللًا وطنيًّا ما من جهة تحاسبها لذلك عملنا على تعزيز مبدأ فصل السلطات وحيادية الحكومة.
واشار الى انه: لمن لم يشارك في الحكومة حاول فرض معاييرهم عليّ و«التيار الوطنيّ الحر» معياره هو حجم كتلته وكيفية تمثيلها وهذا ما صعّب علي التعامل معهم.
وكشف: كنت أسعى لتشكيل وزارة من غير الحزبيين والاحزاب من اساس الحياة الديمقراطية إنما خوفي كان أن تكون الحكومة ساحة صراعات في حين هناك العديد من المهام أمامنا اليوم.
وقال: إن تأخر تطبيق اللامركزية الادارية ادى الى مطالبة البعض بالفيدرالية، ودعا الى اعادة هيكلية قطاع المصارف لجذب الاستثمارات والاصلاحات المالية لوحدها ليس كافية، داعياً الى وجوب شطب فكرة «شطب الودائع».
ودعا الى استكمال تطبيق الطائف، فهناك مجموعة من الاصلاحات ينص عليها الطائف لم تطبق.
ورداً على سؤال قال: في ما يتعلق بجنوب الليطاني وشماله، وعلى امتداد مساحة لبنان من النهر الكبير الى الناقورة ما يجب ان يطبق هو ما في وثيقة الوفاق الوطني، اي بسط سلطة الدولة اللبنانية بقواها الذاتية على كامل اراضيها.
وفي الشأن الخارجي، دعا سلام الى حوار مع سوريا حول الملفات، واعتبر ان العلاقات مع الخليج تحتاج الى ترميم.
وقال: هناك مجموعة قضايا بين لبنان وسوريا، منها تثبيت الحدود ولبنان سيكون جازماً في العمل على تثبيت الحدود، ولاول مرة، بعد تغيير النظام في سوريا هناك أفق حقيقي بامكانية عودة اللاجئين السوريين الى سوريا.
وحول مشروع تهجير الفلسطينيين، اكد هذا المشروع لا يواجه الا بالتضامن العربي، ولا حل الا بحل الدولتين والعرب طرحوا ذلك في المبادرة العربية للسلام في بيروت عام 2002.
وتوقع وزير المال ياسين جابر خروج البيان الوزاري خلال ايام، ولكن يكون فضفاضاً، وقال: مبدأ شطب الودائع ليس وارداً، مؤكداً ان الكل يريد ان ينتشر الجيش في الجنوب، وعلينا القيام بكل ما نستطيع لدعم وتقوية الجيش.
في المواقف، اعلن النائب جبران باسيل: نحن معارضون لهذه التشكيلة الحكومية المجحفة، اذ اننا اصبحنا حكماً نشكل المعارضة لهذه الحكومة، ونؤكد انها ستكون معارضة ايجابية بناءة وهادئة، وسنحكم على البيان الوزاري في جلسة الثقة.
تسلم وتسليم في الوزارات
وجرت عمليات التسلم والتسليم بين الوزراء الجدد والقدامى في الخارجية بين الوزير عبد الله بن حبيب وجو رجي، والوزير محم بسام مرتضى وغسان سلامة وبسام المولوي وفادي مكي واحمد الحجار.
ويتسلم وزير التنمية الادارية اليوم مهامه رسمياً من السفيرة نجلا رياشي قبل ظهر اليوم في مبنى الوزارة في ستاركو.
واستمرت ردود الفعل اللبنانية الشاجبة لدعوة بنيامين نتنياهو انشاء دولة فلسطينية في السعودية.
واعتبر الرئيس نبيه بري ان دعوة نتنياهو اقامة دولة فلسطينية على اراضي المملكة العربية السعودية هي بمثابة عدوان مبيَّت وصريح، يستهدف سيادة المملكة العربية السعودية، وتشكف حقيقة السياسة العدوانية الاسرائيلية.
وقال الرئيس فؤاد السنيورة: «إنَّ ما صدر من مواقف وطروحات عن الرئيس الأميركي وعن نتنياهو أمران مُدانان ومرفوضان. فالدولة الفلسطينية لن تكون إلاَّ في أرض الفلسطينيين، وفي وطنهم الوحيد، ولا سبيل آخر لقيام هذه الدولة الفلسطينية في أي مكان آخر، فهي أرضهم وأرض أجدادهم وأرض أجيالهم القادمة».
الجنوب ومشروع الحل؟
جنوباً، تعود نائبة المبعوث الخاص الى الشرق الاوسط مورغان اورتاغوس الى لبنان خلال الايام المقبلة، لمتابعة ملف الانسحاب الاسرائيلي من لبنان في 18 شباط الجاري، بعد رفض لبنان اي تأجيل بقاء الاحتلال في التلال الاستراتيجية الخمس وهي جبل بلاط وتلال اللبونة والعزية والعويضة والحمامص.
وعاد الحديث مجدداً عن اتصالات تجري لبحث امكانية انسحاب اسرائيل بالكامل من الاراضي اللبنانية يوم 18 شباط، مقابل تمركز بعض قوات من اليونيفل ومن الفريق الاميركي في لجنة مراقبة تنفيذ الهدنة في التلال المشار اليها، مشيرة الى ان البحث ما زال جارياً في هذا السياق.
ونقلت تايمز أوف اسرائيل عن مسؤول أميركي:واشنطن طالبت اسرائيل بالتقيد بالموعد النهائي للإنسحاب من لبنان في 8 شباط.
ميدانياً، تسارعت اعمال التفجير والتجريف والاعتداءات التي يقوم بها جيش الاحتلال الاسرائيلي في قرى الجنوب قبيل انسحابه المقرر يوم الثلاثاء المقبل، وأطلقت قوات الاحتلال المتمركزة في أطراف بلدة العديسة النار باتجاه الأهالي في البلدة.
وسجل إنفجار جسم طائر غريب لم يحدد نوعيته في أجواء جنوب الناقورة، وتردد انه انفجار طائرة درون إسرائيلية فوق مبنى بلدية الناقورة من دون تسجيل إصابات.
ولاحقاً نفذ العدو تفجيرات في الأحراج في أطراف عيتا الشعب، ثم توغلت قوة مؤللة بين موقع الراهب وتلة الحدب في اطراف البلدة وقام الاحتلال بحرق للمنازل في مركبا واطراف طلوسة. وأعمال تجريف وحفر ورفع سواتر عند تلة الحمامص قبالة مستعمرة المطلة.
وبعد ظهر أمس اقدم العدو على هدم بعض المنازل في بلدة مارون الراس. وتفجير في بلدة بليدا.
وسجّل تحليق مسيّرات إسرائيلية في أجواء البقاع الغربي وصولا إلى البقاع الأوسط بشكل متواصل.
ومن جهة ثانية، عثر مواطنون جنوبيون على كاميرات وأجهزة تنصت زرعها العدو في بلدة رب ثلاثين.
الحريري وصل إلى بيروت
وصل الرئيس سعد الحريري الى بيروت، للمشاركة في الذكرى العشرين لإحياء ذكرى استشهاد والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري بعد غد الجمعة.
ويزور الرؤساء جوزاف عون ونبيه بري ونواف سلام، ويعقد لقاءات سياسية في بيت الوسط.
*******************************************
افتتاحية صحيفة الديار
انسحاب «اسرائيلي» مقابل «انتشار» اميركي جنوباً؟
العمل الحكومي انطلق والثقة الاسبوع القادم
ترامب يقلب الطاولة في غزة فماذا عن لبنان؟ – ميشال نصر
وسط حقل الالغام الاقليمي، والتحديات الدولية، الممتدة من غزة الى الداخل السوري، مرورا بالحدود الجنوبية والشرقية، تقلع حكومة العهد الاولى، في رحلة تغيير واصلاح، ومواجهة ازمات على كافة الصعد، اولها اعادة بناء المؤسسات، تواكبها آمال حذرة بامكان احداث التغيير المنشود، والذي ارسلت التركيبة الحكومية رسائل حوله، بناء على التجارب السابقة، التي خبرها اللبنانيون، طوال سنوات الازمة.
انهيار اقليمي
فحتى وقت قريب، كان التقدير السائد ان ما يهم الرئيس دونالد ترامب وادارته، هو تحقيق السلام ونظام اقليمي جديد، من خلال انهاء الحروب مع لبنان وفي غزة، عقد صفقة اميركية كبيرة مع السعودية، تطبيع العلاقات بين تل ابيب والرياض، والفوز بجائزة نوبل، غير ان مواقفه خلال الساعات الاخيرة بينت على استعداده لمنح رئيس الوزراء الاسرائيلي الضوء الاخضر للتراجع عن الاتفاقات المبرمة وتدمير العقبات التي قد تقف امام تحقيق تطلعاته سواء في غزة او غيرها، وصولا الى طهران.
تهديدات ترامب تعيد إلى الذاكرة ما قاله قبل دخوله البيت الأبيض بأيام عندما هدد حركة ح بفتح أبواب الجحيم إذا لم يُفرَج عن المحتجزين قبل أن يتولى منصبه. لكن تهديدات ما بعد تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة ليست كما قبله. ومن يتابع الخطوات التي تنفذها إدارة ترامب وفقا لكل القرارات التي وعد بها قبل تنصيبه يتأكد أن أبواب الجحيم ستُفتح وستعمّ الفوضى.
فمع ارتفاع وتيرة التهديدات الأميركية، وموقف حركة ح الثابت يقابله نفاق اسرائيلي، بات يُخشى من انهيار وقف إطلاق النار في غزة. فهل ينسحب هذا المشهد المأزوم على الواقع الميداني في الجنوب اللبناني؟
المشهد اللبناني
مشهد لا بد سيترك تداعياته على الوضع اللبناني في ظل تضارب المعلومات حول الانسحاب في 18 شباط، حيث اكدت مصادر من العاصمة الاميركية ان المفاوضات ما تزال جارية بين واشنطن وتل ابيب في محاولة لضمان «امن الشمال والمستعمرات»، من خلال، اولا، الحفاظ على منطقة، عازلة وفقا لخطة يناقشها ضباط اميركيون واسرائيليون، وثانيا، منع الحزب من العودة الى جنوب الليطاني، دون الاخذ بالاعتبار تنصل اسرائيل من التزاماتها في اتفاق وقف النار.
وفي هذا الاطار ذكرت القناة الإسرائيلية أن نتنياهو طلب من الرئيس الاميركي دونالد ترامب دعم تمديد انتشار الجيش الإسرائيلي، زاعما بأن «الجيش اللبناني لا ينتشر بشكل فعال ولا يمنع الحزب من إعادة تنظيم صفوفه، وأن الحزب يستعد للعودة إلى المنطقة الحدودية بمجرد رحيل الجيش الإسرائيلي»، وهو موقف ووجه باتصالات اجرتها رئاسة الجمهورية بكل من فرنسا وواشنطن، طالبة الضغط على «اسرائيل» للانسحاب.
اوساط دبلوماسية في بيروت اكدت ان الوضع اللبناني تحت مجهر الخارج الذي يراقب بحذر مجريات الامور وتطورها، وسط زخم سياسي ودعم دولي «خف الى حد ما»، كاشفة ان الموقف الاميركي الذي عبرت عنه مساعدة المبعوث الاميركي الى المنطقة من بعبدا، والتي دعت الى اجراءات فعلية على صعيد الاصلاح ومكافحة الفساد، لاطلاق برامج المساعدات، وهو امر يبدو انه لن يكون سهلا في ظل «حكومة الانتخابات والـ 1701»، وفي هذا الاطار تعاني الجهود الفرنسية من اجل عقد مؤتمر لدعم الجيش اللبناني في آذار «بعض العرقلة».
وكشفت المصادر ان نائبة المبعوث الخاص الى الشرق الاوسط مورغان اورتاغوس ستعود الى لبنان خلال الايام المقبلة، لمتابعة ملف الانسحاب الاسرائيلي من لبنان في 18 شباط الجاري، حاملة معها قرار بلادها، وسط امكانية انسحاب «اسرائيل» الكامل من الاراضي اللبنانية مقابل تمركز وحدات من اليونيفل والفريق الاميركي في لجنة مراقبة تنفيذ الهدنة في النقاط التي تصر تل ابيب على البقاء فيها، مشيرة الى ان البحث ما زال جارياً في هذا السياق.
جلسة الحكومة
في ظل هذه الاجواء اقلعت العجلة الدستورية، فعقدت الحكومة العتيدة، للمرة الاولى بعد تشكيلها، جلسة توصيات اكثر منها نقاش في الملفات، في القصر الجمهوري، استمرت 35 دقيقة، بدأت بالصورة التذكارية، وانتهت بتشكيل لجنة صياغة البيان الوزاري، وبين المحطتين رسائل بالجملة، من الوقوف دقيقة صمت عن ارواح شهداء العدوان الاسرائيلي، الى دعوة الوزراء الى ان يكونوا خداما للشعب، فيما طلب رئيس الحكومة في مداخلته اليهم ضرورة الفصل بين العام والخاص، من خلال تعليق عضوياتهم في النقابات المهنية التي ينتمون اليها، وفي مجالس الشركات والمصارف، والتفرغ الكامل للعمل الحكومي، مع تسريب معلومات عن شروط صارمة وضعت للوزراء تتصل باسلوب اختيارهم لفريق عملهم ومستشاريهم، وللاسماء التي ستخضع للتدقيق من قبل رئاسة الحكومة.
البيان الوزاري
جلسة بعبدا كان سبقها خلوة ثلاثية بين «ترويكا» السلطة، تطرقت الى البيان الوزاري، الذي عقدت اللجنة المشكلة لانجازه، والمؤلفة من كل من: رئيس الوزراء، ونائبه طارق متري، ووزراء: المالية ياسين جابر، الثقافة غسان سلامة، الصناعة جو عيسى الخوري والاشغال العامة والنقل فايز رسامني، جلسة اولى لها الرابعة عصر امس، حيث بدأت مناقشة المسودة التي اعدها فريق رئيس الحكومة، والتي تواجه في مضمونها استحقاقات كسب ثقة المجتمع الدولي، والتحديات الكبيرة والقرارات حاسمة، المطلوبة.
وفيما توقعت مصادر مطلعة ان يتم انجاز صيغة البيان الوزاري باسرع وقت، ليتم اقراره بعد مناقشته في مجلس الوزراء واحالته الى المجلس النيابي لنيل الثقة، المرجحة مطلع الاسبوع المقبل، علم ان النقاشات ستتمحور حول العناوين التالية: تطبيق اتفاق الطائف، تحرير لبنان، تنفيذ القرار 1701 واتفاق وقف النار، الامن والحدود، الانتخابات والاستحقاقات الدستورية وضرورة اتمامها في مواعيدها، انجاز التعيينات الادارية والمالية والامنية، والاصلاحات المطلوبة دوليا.
سلام في السراي
وفيما كان الوزراء يتسلمون مهامهم تباعا، باشر الرئيس سلام مهامه رسميا بتوقيع التعميم المتعلق بكيفية ايداع ملفات رئاسة مجلس الوزراء، ليتناول بعدها الغذاء في «كافيتريا» السراي، برفقة عائلته وعددا من مستشاريه، قبل ان ينضم لاجتماع لجنة صياغة البيان الوزاري.
زيارات خارجية
على صعيد آخر، وبعد سلسلة الزيارات لمبعوثين دوليين، وبرقيات «المبروك المشروطة»، توقعت مصادر سياسية، ان يباشر رئيس الجمهورية جولة خارجية له قريبا، بعيد اخذ الحكومة الثقة، تبدأ من السعودية وتقوده الى مجموعة من الدول الخليجية منها قطر والكويت، كما ستكون له زيارة الى فرنسا قبل ايار، موعد انعقاد مؤتمر لدعم لبنان في مجال اعادة الاعمار، من تنظيم باريس في بيروت، حيث تشير المعلومات الى ان عون سيحمل معه برنامجا وخطة للفترة المقبلة تستند الى البيان الوزاري، والحاجات الملحة.
الوضع الجنوبي
في غضون ذلك تسود حالة من الترقب والحذر على بعد ايام من المهلة المفترضة للانسحاب الاسرائيلي الكامل من لبنان. فقبل ايام من انتهاء المهلة الثانية لوقف اطلاق النار، لم يتبلغ لبنان بعد بتاريخ وموعد انسحاب الاحتلال الكامل والشامل، من البلدات والنقاط التي لا زال يحتلها، ومعظمها في القطاع الشرقي، وهي: بليدا، حيديب، ميس الجبل، حولا، مركبا، العديسة، كفركلا، الوزاني، سردة والعمرة. اما في القطاع الاوسط، فلا تزال بلدة مارون الراس محتلة بشكل كامل، فضلا عن خراج بلدات عيتا الشعب، رميش، يارون، عيترون، ورامية الواقعة بين القطاعين الشرقي والغربي، جبل البلاط في القطاع الغربي بين رامية ومروحين، تلال اللبونة في خراج الناقورة وفي خراج علما الشعب والضهيرة.
اما في التلال، فلا يزال الاحتلال الاسرائيلي، متمسكا بالتلال والمزارع التي سبق وتمركز فيها في الحمامص، على اطراف الخيام، العزية في دير ميماس، مزرعة بسطرة في خراج كفرشوبا، بركة النقار والسحالة في خراج شبعا، ومزرعتي العباسية والمجيدية في خراج الماري.
علما ان مصادر وزارية اكدت ان الجيش اللبناني انجز خطة متكاملة للامساك بالنقاط التي سينتشر فيها فور انسحاب «اسرائيل» منها، وذلك وفق الالية المتبعة بالتنسيق مع لجنة مراقبة اتفاق وقف اطلاق النار، وقوات اليونيفيل.
وكانت نفذت قوات الاحتلال أعمال تجريف وحفر ورفع سواتر عند تلة الحمامص قبالة مستعمرة المطلة، كذلك قامت بحرق منازل في مركبا واطراف طلوسة، فيما سمع صوت قوي في اجواء القطاع الغربي ناجم عن انفجار جسم طائر غريب لم تحدد نوعيته في أجواء جنوب الناقورة .
الحدود الشرقية
اما على الحدود الشرقية، ومع عودة الهدوء، مع انتشار الجيش على طول الخط الذي شهد المواجهات، عُثر امس على جثّة المواطن خضر كرم زعيتر في وادي حنا، في الأراضي السورية القريبة من قضاء الهرمل الشرقي، اذ وفقاً لمعلومات صحافية، كان خضر مختطفاً من بلدته بلوزة داخل الأراضي السورية منذ يومين حيث طالب الخاطفون بفدية قدرها 10 آلاف دولار أميركي مقابل إطلاق سراحه، وكان من المقرّر دفع الفدية لكن أهله صدموا بخبر مقتله، فيما لا يزال مصير ثلاثة أفراد من آل زعيتر في قبضة الخاطفين. وتسلّم الصليب الأحمر جثة زعيتر من الإدارة السورية الجديدة، بمؤازرة الجيش اللبناني. يُذكر أن الضحية هو ابن شقيقة النائب غازي زعيتر.
عودة الحريري
وفيما لا تزال مفاعيل زوبعة تغييب الكتل السنية عن الحكومة تتفاعل، وصل رئيس الحكومة السابق الشيخ سعد الحريري بشكل مفاجئ الى بيروت، للمشاركة في احتفال ذكرى الرابع عشر من شباط، حيث ستكون له مواقف نوعية من العهد الجديد، ومن الوضع المحلي العام، ومستقبل عودته الى الساحة السياسية.
عقدة التيار
رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، وفي كلمة له بعد اجتماع الهيئة السياسية للتيار، اكد انتقاله الى «المعارضة الايجابية البنّاءة والهادفة»، مشيرا الى انه «سيحكم على البيان الوزاري في جلسة الثقة»، كاشفا كواليس الاتصالات التي رافقت تسمية رئيس الحكومة ومن بعدها التشكيل، وما رافقها من تراجع عن الوعود و»الاتفاقات»، مباركا للوزراء الجدد، «وبينهم طبعاً الكثير من الاصدقاء والكفاءات والسير الطيّبة»، متمنيا لهم التوفيق في عملهم.
تفجير المرفأ
قضائيا، انهى المحقق العدلي طارق البيطار اليوم الثاني من جلسات التحقيق في ملف تفجير المرفأ والتي خصصت لموظفي الجمارك، وقد استجوب امس كلا من مدير عام الجمارك العميد ريمون خوري من دون محام وغراسيا القزي، دون اتخاذ أي اجراءات الى حين اكتمال التحقيقات، على ان يمثل كل من العميد عادل فرنسيس والعميد اسعد طفيلي وموسى هزيمة في 2025/3/7 .
وفي تطور لافت في الملف علم ان مدعي عام التمييز بالانابة القاضي جمال الحجار استلم للمرة الاولى مذكرة دفوع شكلية من مكتب القاضي بيطار كان قد تقدم بها احد المدعى عليهم ما يعيد مسار جلسات تحقيق المرفأ الى الاجراءات القانونية الصحيحة بعد ان كان عويدات يتمنع عن استلام اي ورقة من البيطار.
الوضع الاقتصادي
على الصعيد الاقتصادي تسود حالة من الارتياح والايجابية، لدى المعنيين في صندوق النقد والبنك الدولي ومجموعة العمل الدولية، على خلفية التطورات السياسية الاخيرة التي شهدها لبنان، ما يفتح الباب امام امكانية التعاطي الجدي مع الحكومة الجديدة، التي اعطت اشارات ايجابية على صعيد انجاز الاصلاحات المطلوبة، والذي هو الممر الالزامي لاستعادة الثقة الدولية، خاصة في موضوع «اللائحة الرمادية»، من هنا يجب اعادة اطلاق المفاوضات مع صندوق النقد بمعايير جديدة، تلتزم بموجبها الدولة اللبنانية برؤية واضحة لازمتي المودعين واعادة هيكلة القطاع المصرفي بشكل واقعي ومنطقي، وهما امران لا يتناقضان مع مع يطلبه الصندوق، واي تاخير او انتظار لن يكون في مصلحة لبنان.
هذا وكانت شهدت الايام الاخيرة ارتفاعا ملحوظا في السندات اللبنانية المقومة بالدولاربمقدار يصل الى 1.1 سنت في اعلى مستوى لها منذ عام 2020.
*******************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
عون: الإنتماء والولاء للدولة .. سلام: الوقت ليس للتجاذبات السياسية
حكومة العهد الأولى: صورة تذكارية وتشكيل لجنة صياغة البيان الوزاري
الشرق – تيريز القسيس صعب
متسلحة بخطاب رئيس الجمهورية جوزف عون، دارت عجلات عمل حكومة «الاصلاح والانقاذ» بشكل منتظم وسط اندفاعة قوية من قبل رئيسها والوزراء الجدد، ونوايا صافية تصب في خدمة انقاذ لبنان وإجراء الإصلاحات الملزمة، بعيدا عن اي تعطيل او عرقلة.
فالجلسة الأولى لمجلس الوزراء، امس في القصر الجمهوري، والتي تراسها رئيس الجمهورية ارخت بظلها ارتياحا عارما سياسيا وشعبيا على الوضع العام.
وتحدثت مصادر وزارية عن ايجابية كاملة سادت اجواء الجلسة لاسيما وان الرئيس عون اكد من خلال كلمته على النقاط الرئيسة لعمل هذه الحكومة، مشددا على اهمية الشفافية في تطبيق القانون والعمل الوزاري.
وقالت ان الغطاء الدولي والاقليمي الذي لقيه الرئيس عون منذ انتخابه يجب ان ينسحب على الفريق الوزاري، مما قد يساعد على اعادة الثقة والاندفاعة الى كافة مؤسسات الدولة ويعزز دورها.
وقالت المصادر ان تشديد عون على الشفافية في العمل الحكومي، وعلى اهمية إجراء الإصلاحات المطلوبة، عاملان إضافيان على تقوية الثقة الخارجية بلبنان، وتأكيد على أهمية إنجازهما وتحقيقهما.
أضافت المصادر الوزارية لـ«الشرق» ان امام الحكومة اليوم تحديات كبيرة بدءا من الإصلاحات وصولا الى التعينات الإدارية والعسكرية والديبلوماسية، وان كل الاعين الخارجية شاخصة الى أداء هذه الحكومة وكيفية مقاربتها للازمات التي أهلكت كل مؤسساتها، والتي على أساسها سيتم التعاطي مع لبنان في المستقبل.
واكدت أن لا نقاط خلاف او اختلاف بين اعضائها حول مضمون البيان الوزاري. فالنقاط العريضة للبيان معروفة وواضحة ولا لبس فيها، مشددة على أن الدولة هي الوحيدة المؤهلة حماية الارض والحدود، وتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة، وان حصرية السلاح لا يمكن ان تكون الا بيد الجيش حامي الشعب والوطن.
الجلسة
وكان رئيس الجمهورية ترأس الجلسة الاولى لمجلس الوزراء وبعد انتهاء الجلسة، تحدث وزير الاعلام بول مرقص الى الصحافيين فقال:
«عقد مجلس الوزراء جلسته الاولى بعد تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة السيد رئيس الجمهورية وحضور السيد رئيس مجلس الوزراء والسيدات والسادة الوزراء. في مستهل الجلسة، طلب السيد الرئيس من الوزراء الوقوف دقيقة صمت حداداً على ارواح الشهداء نتيجة العدوان الاسرائيلي. ثم رحب السيد الرئيس بتشكيل الحكومة وبدولة الرئيس وشكره على التعاون الذي آل الى تشكيل حكومة «الاصلاح والانقاذ»، لان الطريق الى الانقاذ يمر عبر الإصلاح.
وقال: لا يوجد بلد مفلس بل ادارة مفلسة اذا كان البلد مفلساً. يجب ان يقوم لبنان وينهض بهذه الاصلاحات التي سنعمل عليها جاهدين كوزراء وكحكومة، ولبنان الدولة هو الذي يحمي القطاعات وكافة مرافق الدولة. واضاف السيد الرئيس: الانتماء والولاء هما للدولة وليس لاي جهة اخرى، والوزراء هم لخدمة الناس. وتوجه الى الوزراء قائلاً: انتم خدام الشعب وليس العكس. لا تعطيل، نناقش كثيراً الافكار التي تطرح ولكن نخرج بحلول وهذا هو اساس الديمقراطية. ما سنعكف عليه هو اصلاح وتطوير الوزارات في ظل وجود الدعم الدولي الكبير الذي تم التعبير عنه امامي، فالفرص كبيرة لاقتناص هذا الدعم متى انجزت هذه الاصلاحات المرجوة. وتابع: المهم ليس فقط تشكيل الحكومة، بل اثبات الثقة بدءا بمكافحة الفساد واجراء التعيينات الادارية والقضائية والامنية، اضافة الى التصدي للامور الطارئة راهناً وهي: الموازنة العامة، الانتخابات البلدية والاختيارية، كيفية تطبيق القرار 1701 والتأكيد على الانسحاب الاسرائيلي في 18 شباط الحالي رغم التحديات.»
وذكر السيد رئيس الجمهورية بخطاب القسم، لجهة تأثيره على هذه العناوين، واكد على ضرورة عدم توجيه اي انتقاد الى الدول الصديقة والشقيقة وعدم اتخاذ لبنان منصة لهذه الانتقادات، وعلى ان التعبير عن الآراء من قبل السيدات والسادة الوزراء، يكون عبر الآليات والقنوات الرسمية المعتمدة وفق الاصول، كما طلب منهم في الشكليات الضرورية، رفع التحصينات والقواطع كل ضمن حدود وزارته. ثم تحدث دولة رئيس مجلس الوزراء، فشكر فخامة الرئيس على التعاون في تشكيل الحكومة وفق المعايير التي وضعها دولته. وقال ان الوقت ليس للتجاذبات السياسية، طالباً من السيدات والسادة الوزراء شفافية تامة في عملهم، والتفرغ الكامل لعمل وزاراتهم وترك اي عمل خاص جانباً، مؤكداً على ضرورة الفصل بين العملين العام والخاص، وعدم الخلط بينهما.
وجرى بعدها تشكيل لجنة صوغ البيان الوزاري والمؤلفة من دولة رئيس الحكومة، ودولة نائب رئيس مجلس الوزراء، والوزراء السادة: ياسين جابر، غسان سلامة، جو عيسى الخوري وفايز رسامني. ومن المنتظر ان تفرغ هذه اللجنة من عملها في غضون ايام، على ان تعود الى مجلس الوزراء بعدها، حيث قال دولة الرئيس ان البيان سيكون مقتضباً ومباشراً».
اجتماع ثلاثي والصورة التذكارية: وكان الرئيس سلام وصل الى القصر الجمهوري قبل الظهر وعقد خلوة مع الرئيس عون تم خلالها عرض الاوضاع العامة والتطورات على الساحة اللبنانية، فيما كان الوزراء قد بدأوا بالتوافد الى قصر بعبدا.
وعند الساعة الساعة الحادية عشرة الا ربعاً، وصل رئيس مجلس النواب نبيه بري حيث عقد لقاء ثلاثي، ليتوجه بعده الرئيس عون والرئيسان بري وسلام والوزراء لالتقاط الصورة التذكارية للحكومة الجديدة.
*******************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
سلام: حكومتي تأسيسية
هل يتجاوز البيان الوزاري لغم “المقاومة”؟
… إلى “لغم” جديد هو “لغم” البيان الوزاري، والتحدي الأكبر حياله هو ما سيتضمنه في الموضوعين المهمين: “المقاومة” والفساد والعيون شاخصة إلى هاتين الفقرتين من البيان فإما يجري تفكيكهما، وإما ينفجران تباعاً.
لكن الثابت في ملف البيان، أنه سيأتي متناغماً مع خطاب القسَم، الذي من المرات القليلة يأتي فيها مسهباً ومفصلاً، ولا يُستبعَد أن يأتي البيان الوزاري على “صورته ومثاله”.
مصادر حكومية لا تستبعد أن يتم الانتهاء من إنجاز البيان الوزاري في وقتٍ قصير، ليُصار إلى مناقشته في مجلس النواب، لتنال الحكومة الثقة على أساسه، وبعدها ينطلق العهد في ورشة إعادة تكوين السلطة، وهي ورشة معقدة ومتشعبة، “وبالكاد” تكفيها سنة وثلاثة أشهر، هو عمر الحكومة حتى استحقاق الانتخابات النيابية في شهر أيار من السنة المقبلة، حيث يفترض أن تقدِّم استقالتها بعد إنجاز الانتخابات النيابية، علماً أن الحكومة ستكون أمام استحقاق ديمقراطي أقرب وهو الانتخابات البلدية والاختيارية في أيار المقبل، أي بعد ثلاثة أشهر تقريباً.
والورشة تتمثل في ملء الشواغر ولا سيما في الفئة الأولى والتي تربو عن أكثر من مئتي مركز شاغر.
*******************************************
البيان الوزاري في أسئلة
لجنة صوغ البيان الوزاري عقدت اجتماعها الأول بعد جلسة مجلس الوزراء، على أن تعقد اجتماعها الثاني غداً الخميس، وبديهي أن تجيب على الأسئلة التالية:
هل من إدراج لمصطلح “المقاومة” في البيان؟
هل صحيح أن المخرج، في هذا السياق، سيكون في “حق الشعب في المقاومة”؟ مصادر مواكِبة لعملية صوغ البيان الوزاري، تكشف أن هذه الفقرة ستكون العمود الفقري.
سلام في حوار تلفزيوني
وفي حوار تلفزيوني عبر تلفزيون لبنان، أعلن رئيس الحكومة نواف سلام أن الوزراء غير حزبيين لكنهم مقبولون من الكتل السياسية، “وإلا كيف أنال الثقة؟”، ومما قاله الرئيس سلام: يجب شطب عبارة “شطب الودائع”، ولدي إحصاء يؤكّد أنّ نسبة الرغبة لدى الشباب بالهجرة تبلغ 69% وسنحاول تغيير ذلك بتأمين فرص العمل. وإحدى المخالفات في تطبيق الطائف هي زيادة عدد النواب لإرضاء السوريين وحلفائهم، وقد تم رفع عدد النواب من 108 إلى 128 كما تم تفصيل القوانين بشكل غير متوازن باعتماد المحافظة كدائرة انتخابية في بعض المناطق بينما اعتُمد القضاء في مناطق أخرى.
باسيل: نعلن المعارضة
رئيس التيار الوطني الحر جبران شَهَرَ المعارضة، وقال: “نحن معارضون لهذه التشكيلة الاستنسابية المجحفة، وفي النهاية إن كنّا أُبعِدنا عن الحكومة أو أبعَدنا أنفسنا، إن لم يقبلوا بشروطنا أو لم نقبل نحن بشروطهم الاستنسابية، النتيجة واحدة وهي أننا خارج الحكومة، ونحن أصبحنا حكماً بالتيار الوطني الحر نشكّل المعارضة للحكومة ونعلن المعارضة الإيجابية لها.
تسليم وتسلّم
ومن اللافت في المواقف أثناء التسليم والتسلّم، ما أعلنه وزير الخارجية الجديد يوسف رجي حين خاطب الدبلوماسيين والموظفين قائلاً: “عندي لكم خبران، الأول جيد والثاني سيئ. الجيد أنني أعرفكم فرداً فرداً وأعرف هذه الوزارة وكل خفاياها وغرفها ومشاكلها ومعاناتكم وكل الصعوبات التي تواجهونها. القليل منها من الداخل والأكثر من الخارج. أما الخبر السيئ، فهو أنني أعرفكم فرداً فرداً وأعرف كل الخفايا وكل المشاكل التي تواجهونها”.
عودة الحريري
ومساء أمس، أعلن المكتب الإعلامي للرئيس سعد الحريري وصوله “للمشاركة في إحياء الذكرى العشرين لاغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه ظهر يوم الجمعة المقبل”.
قضائياً، أنهى المحقق العدلي طارق البيطار يوماً ثانياً من جلسات التحقيق في ملف انفجار المرفأ والتي خصصت لموظفي الجمارك وقد استجوب كلاً من المدير العام للجمارك العميد ريمون خوري من دون محام وغراسيا القزي، على أن يمثل كل من العميد عادل فرنسيس والعميد أسعد طفيلي وموسى هزيمة في السابع من آذار المقبل، ولم يتخذ القاضي بيطار أي إجراء قضائي بانتظار اكتمال التحقيقات.
تشييع نصرالله
اللجنة العليا لمراسم تشييع السيد نصر الله والسيد هاشم صفي الدين، أعلنت في مؤتمر صحافي، إجراءات يوم التشييع، وأحصى الفريق المختص بإرسال الدعوات والتشريفات مشاركة نحو 79 دولة من كل أرجاء العالم من بين مشاركات شعبية ورسمية.
أبواب الجحيم
الوضع في غزة ولا سيما مسألة الرهائن، استدعى تهديدين، الأول من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي هدد بالقول إن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة سينتهي إذا لم تُعِد حركة ح الرهائن المحتجزين في القطاع بحلول ظهر يوم السبت المقبل. وأضاف: “سيعود الجيش إلى القتال المكثف حتى إلحاق الهزيمة بحركة ح في النهاية”.
التهديد الثاني والأعنف جاء من الرئيس الأميركي دونالد ترامب متوعداً بـ “فتح أبواب الجحيم” في غزة إذا لم يتم إطلاق جميع الأسرى الإسرائيليين المتبقين بحلول يوم السبت.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :