افتتاحية صحيفة الديار
الكلام الأميركي تفجيري وغير مسبوق… عون: لا يعنينا
الأنظار الى لقاء بري وأورتاغوس… والثنائي يردّ في 23 شباط
مُسلحو «هيئة تحرير الشام» قصفوا قرى حدوديّة بالمسيّرات… قتلى وجرحى – رضوان الذيب
نسف كلام المبعوثة الاميركية مورغان اورتاغوس كل الاجواء التفاؤلية، التي سادت البلاد عشية انتخاب الرئيس جوزاف عون وخطاب القسم وتكليف نواف سلام، بعد ان تجاوزت بتصريحها كل السقوف من على منبر القصر الجمهوري، وتأكيدها على معادلة «غالب ومغلوب» ونهاية الحزب وعدم مشاركته بالحكومة.
وقد خلّف تصريح المندوبة الاميركية حالة من القلق والخوف بين اللبنانيين، وموجة من الاستياء بدعوتها الى عزل الطائفة الشيعية، واستدعى هذا الكلام ردا من المكتب الاعلامي في القصر الجمهوري، واعتبار ما صدر عن نائبة المبعوث الاميركي الى الشرق الاوسط من بعبدا، يعبر عن وجهة نظرها والرئاسة غير معنية.
واعتبرت مصادر معارضة لتصريح المندوبة الاميركية، ان كلامها من على أبواب القصر الجمهوري، مخالف لكل الاعراف الديبلوماسية باشادتها «باسرائيل» لانه قضى على الحزب، دون اي احترام للدولة اللبنانية وسيادتها والمسؤولين اللبنانيين، وهذا يتطلب ردا رسميا عنيفا على هذا الكلام، الذي يأخذ البلد الى مشكل كبير جدا، كون كلام المندوبة الاميركية غير مسبوق في الحياة السياسية والديبلوماسية، ولم يسبق في تاريخ لبنان ان وصل التدخل العلني الى هذا المستوى، من مخالفة لكافة البروتوكولات واللياقات الديبلوماسية في العلاقات بين الدول.
واكدت المصادر ان اتاغورس اهانت شريحة واسعة من الشعب اللبناني، الذي تضرر بسبب العدوان «الاسرائيلي» ومجازره بحق الإنسانية، كما حاولت فرض شروطها على لبنان، رغم أنها موظفة اميركية، واطلقت كلاما مهينا بحق جهة لبنانية ممثلة في البرلمان، ومكون اساسي من المجتمع اللبناني، واعتباره انه هزم على ايدي «اسرائيل». وتتهم المصادر واشنطن انها ما زالت تحاول أن تفرض «ديبلوماسية السيقان» كما حصل ايام عهد الرئيس الراحل الياس الهراوي، وتذكر المصادر بايام الرئيس اميل لحود وكيف اقفل الخط الهاتفي بوجه مادلين اولبرايت وزيرة خارجية اميركا السابقة، عندما حاولت التدخل بالشؤون اللبنانية.
وبعد كلام اورتاغوس صدرت مواقف ادانت الكلام الاميركي من المرجعيات الشيعية ونواب الثنائي، كما شهد طريق المطار ليلا تحركات شعبية وحرقا للدواليب وقطعا للطريق احتجاجا على كلام المسؤولة الاميركية.
بري سيردّ بمواقف عالية السقف
وفي هذا الاطار، كل الانظار موجهة اليوم الى الاجتماع بين المسؤولة الاميركية والرئيس نبيه بري في عين التينة، الذي من المتوقع ان يرد بري على كلامها بمواقف عالية السقف بشأن نهاية الحزب، وعدم مشاركته في الحكومة، وهجومها على الطائفة الشيعية، واكدت مصادر عين التينة ان الرئيس نبيه بري سيؤكد للمسؤولة الاميركية، ان تشكيل الحكومة شأن داخلي لبناني، وعلى اميركا ان تعمل على تطبيق وقف اطلاق النار وسحب القوات «الإسرائيلية» من جميع الاراضي اللبنانية، بدلا من التدخل بالشؤون الداخلية اللبنانية.
مع العلم، ان الثنائي الشيعي سيرد على كلام المسؤولة الاميركية، وكل المسوقين لهزيمته والمشككين بقدراته يوم 23 شباط في مناسبة تشييع الامين العام للحزب الشهيد السيد نصرالله والشهيد السيد هاشم صفي الدين في المدينة الرياضية، ومن المتوقع ان يكون الحدث اكبر من مليوني، وتاريخي واستثنائي في حياة لبنان. اشارة هنا، الى انه سيتم الاعلان عن كل التفاصيل المتعلقة بالتشييع في مؤتمر صحافي قبل ظهر يوم الثلاثاء المقبل في قاعة رسالات قرب السفارة الكويتية. وعلم ان وفودا من الدول العربية والاوروبية ستشارك في المهرجان.
مواقف اورتاغوس… وتشديد عون على الانسحاب «الإسرائيلي»
وقالت اورتاغوس في تصريحها: «الحزب لن يكون جزءا من الحكومة، وانا لا أخاف منهم، وانتهى عهدهم في لبنان»، اضافت «اسرائيل تمكنت من هزيمة الحزب، ونحن ممتنون «لاسرائيل» لانها قامت بذلك، ونريد التأكيد من ان الحزب لن يشارك في اي حكومة مقبلة».
واعلنت ان «الإدارة الأميركية ملتزمة بانسحاب «اسرائيل» في 18 شباط»، وقالت للرئيس عون: «انني لم ار هذه الحماسة بشأن مستقبل لبنان كما أرى اليوم، وهذا مهم لان الحزب انهزم من قبل إسرائيل».
اما الرئيس جوزاف عون فدعا خلال الاجتماع، الى «توقف الاعتداءات «الاسرائيلية» بما في ذلك قتل الأبرياء والعسكريين وتدمير البيوت وتجريف الاراضي الزراعية وحرقها»، واكد ان الاستقرار في الجنوب مرتبط بالانسحاب «الاسرائيلي» من الاراضي التي احتلتها «اسرائيل»، وطالب «تنفيذ القرار 1701 بجميع بنوده بما في ذلك مقتضيات اتفاق 27 تشرين الثاني الماضي، كما يعد اطلاق سراح الاسرى اللبنانيين جزءا من الاتفاق».
وفي المعلومات، ان «ماكينة لبنانية تضم نوابا «تغيريين» وفاعليات لبنانية في الولايات المتحدة الاميركية، قامت في الاسابيع الماضية بنشاط مكثف مع الفريق اللبناني في الإدارة الأميركية، للضغط على سلام لمنع مشاركة الحزب في الحكومة، واجرى الفريق الاميركي سلسلة اتصالات مع سلام لتحذيره من مشاركة الحزب في الحكومة، وضرورة تجيير حصة الحزب الشيعية الى القوى «التغييرية» في الطائفة الشيعية، وهذا الفريق ترعاه السفارة الاميركية، واذا دخل الحكومة يشكل ذلك انجازا كبيرا للمرة الاولى منذ 1982، وبداية الانقلاب الحقيقي داخل الطائفة الشيعية، على ان يستكمل التحول في الانتخابات النيابية. وعلم ان الاجتماع الحاشد في واشنطن، عقد في منزل وائل الهاشم بحضور النائبة بولا يعقوبيان.
سلام في بعبدا
وتبقى الاسئلة كثيرة ومتنوعة بعد التصريح العنيف والخطير للمسؤولة الاميركية، واولها كيف سيتصرف رئيس الجمهورية ؟ كيف سيتعامل نواف سلام؟
وتقول المعلومات ان الرئيس جوزاف عون أصر على استكمال الاتصالات لتشكيل الحكومة سريعا، رغم الكلام الاميركي، واعلن عن ولادة سريعة للحكومة امام زواره، وادت الاتصالات الى التوافق على اسم الوزير الشيعي الخامس ناصر الصعيدي، وانتقل الرئيس المكلف الى بعبدا عصر امس، وجرى اتصال بالصعيدي الذي اعتذر عن المشاركة، رافضا وزارة شؤون التنمية الإدارية المعروضة عليه، وتم عرض بعض الأسماء الاخرى ولم يتم التوافق عليها. لكن المؤشرات أوحت باجواء ايجابية بعد التراجع عن اسم لميا مبيض من قبل سلام، وعبد الرضا ناصر من قبل بري، الذي ابدى مرونة بشأن التوافق على الاسم الخامس، مشيرا الى انه رفض اسم مبيض فقط، ويتم التفتيش عن اسم محايد، كما لم يتم المس بقوام الحكومة المعلن وحصة الحزب. والسؤال المطروح، هل تم تأجيل ولادة الحكومة حتى مغادرة اورتاغوس لبنان، بعد اجتماعها مع الرئيسين بري وسلام؟
اورتاغوس زارت النقاط الخمس
بعد قنبلة خليفة هوكشتاين من امام القصر الجمهوري عن الحزب، انتقلت الى الجنوب برفقة رئيس لجنة الإشراف على وقف اطلاق النار الجنرال الاميركي جاسبر وضباط من الجيش اللبناني، بهدف الاطلاع على الوضع الميداني وانتشار الجيش في الجنوب. واستمعت الى شرح مستفيض عن المواجهات بين الجيش «الاسرائيلي» والمقاومة في شمع وطيرحرفا، كما تفقدت المندوبة الاميركية النقاط الخمس، التي تريد «اسرائيل» الاحتفاظ بها. وبات معلوما ان الهدف من زيارة المندوبة الاميركية التسويق لبقاء «اسرائيل» في بعض النقاط ، رغم تأكيدها التزام بلادها الانسحاب «الاسرائيلي» في 18 شباط امام الرئيس عون، كما دعت لاعطاء حرية الحركة «لاسرائيل» برا وبحرا وجوا.
وفي المعلومات، ان واشنطن تطرح آلية للعمل قوامها « تقوم اسرائيل عبر لجنة وقف اطلاق النار، ابلاغ الجيش اللبناني عن اي خطر يتهددها من قبل الحزب جنوب وشمال الليطاني، وعلى الجيش التحرك فورا، وفي حال الرفض من حق «اسرائيل» ان تتحرك وتنهي الخطر.
«اسرائيل» تواصل خروقاتها
وفي ظل هذه الاجواء، وعلى مرأى من المندوبة الاميركية، واصلت «اسرائيل» خروقاتها واعتداءاتها على الاراضي اللبنانية، ونفذ الطيران المعادي غارة على بلدة البيسارية في منطقة الزهراني، كما سقط 4 شهداء : الاب عباس حيدر وبناته الثلاثة في بلدة طير حرفا، بعد تفخيخ منزلهم من قبل العدو، وكان الطيران المعادي نفذ سلسلة من الغارات على منطقة البقاع ليل امس الاول.
العلاقة بين بري وسلام
«مش رمانة قلوب مليانة» بين الرئيس نبيه بري والرئيس المكلف نواف سلام، الذي جاء بانقلاب ابيض اطاح بخطة عين التينة، لعودة نجيب ميقاتي الى السراي الحكومي، فالسجاد الاحمر فرش لسلام بقرار دولي واقليمي، «وفرض فرضا» على الكتل النيابية التي قبلت على مضض، باستثناء الثنائي الشيعي، مما ادى الى برودة في العلاقة بين عين التينة والمختارة. ومع تكليف سلام بدأ النقاش الصعب بين الثنائي وسلام محكوما بجدار سميك من عدم الثقة بين الطرفين.
جبران باسيل الى المعارضة
اما بشأن استبعاد «التيار الوطني الحر»، فالقرار متخذ مسبقا، ورد رئيس التيار جبران باسيل على القرار، بالتأكيد على انه لا يمكن ان نكون بحكومة « ولاد ست وولاد جارية»، و»لسنا متعلقين بالسلطة وأسهل علينا الذهاب إلى المعارضة، وكل ذلك بسبب المعايير غير الواضحة وغيابها، فهناك اولا تحيز واضح في المعايير المعتمدة بين المكونات، وعند الشيعة هم سمّوا وسلام وافق»، واكد ان «التيار الوطني الحر» لن يقبل بان «يسمي احدا ممثله في الحكومة»، وانتقد ظهور رئيس المجلس النيابي في القصر الجمهوري الى جانب الرئيسين، وكأنه شريك في اصدار المراسيم، وهذا غير منصوص عنه في الدستور»، وقال: «رأينا سابقة بشعة بعدم صدور مراسيم تشكيل الحكومة بعد الاجتماع الثلاثي».
الحريري وذكرى 14 شباط
وفي خضم الانشغالات الحكومية، فان الاستعدادات اكتملت عند «تيار المستقبل» للاحتفال بالذكرى الـ 20 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط، ويتحدث مسؤولو «المستقبل» عن «تسونامي» سني ولبناني شامل سيشارك في الاحتفال، وسيلقي الرئيس سعد الحريري كلمة مباشرة امام الحشود، وصفتها مصادر «المستقبل» بالاستثنائية، وسيحدد فيها موقفه من كل الملفات، مع التأكيد على ان «الكلمة لي سنيا».
وقد اكتملت الاستعدادات وانجزت التحضيرات للاحتفال، علما ان العلاقات بين الحريري والرئيس المكلف غير ودية، والحصة السنية حددها سلام دون مراعاة لـ«تيار المستقبل»، حتى الاسم المقترح من الحريري لوزارة الداخلية لم يؤخذ به، واقترح سلام اسم أحمد الحجار من «كلنا ارادة»، وبالتالي فان حكومة سلام لن تحصل على الثقة من الكتل السنية، الا اذا تدخلت الرياض، وهذا ما يراهن عليه الرئيس المكلف.
الاشتباكات على الحدود السورية – اللبنانية
على صعيد آخر، تجددت الاشتباكات العنيفة بين أبناء عشائر بعلبك – الهرمل وعناصر «هيئة تحرير الشام» في محيط بلدة القصر على الحدود اللبنانية – السورية، وسط تبادل للقصف المدفعي والاسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة، واستخدم مسلحو «الهيئة» مسيّرة مفخخة انفجرت فوق بلدة جرماش عند الحدود اللبنانية – السورية، واتبعوها بقصف مدفعي ادى الى سقوط 4 قتلى من آل جعفر هم: علي محسن جعفر، نصرالله محمد جعفر، محمد علي جعفر، حسن رئيف جعفر، و3 جرحى.
كما حاول مسلحو «الهيئة» الدخول الى منطقتي قنافذة والصبوة عند حدود الهرمل، بعد ان دفعت «هيئة تحرير الشام» بتعزيزات الى القرى السورية، التي يقطنها لبنانيون بين ريف حمص ومنطقة الهرمل، وتحديدا في بلدة حاويك، الذي تهجر معظم اهاليها بعد قيام «هيئة تحرير الشام» بخطف 16 مواطنا بينهم المختار غسان نون والدكتور احمد امهز، فيما اعتقل أبناء العشائر 4 مقاتلين من «الهيئة»، وتم تبادل المخطوفين بعد تدخل عشيرة آل ملحم. اشارة الى انه سجل انتشار كثيف للجيش اللبناني، الذي دفع بتعزيزات الى منطقة قلد السبع في جرود الهرمل.
وعلم ان اتصالات جرت بين الجانبين اللبناني والسوري لتخفيف حدة الاشتباكات، من دون اي نتائج، وترددت معلومات عن مقتل نوح زعيتر، لكن مسلحي العشائر نفوا هذا الامر. وليلا، افيد عن أسر أبناء العشائر 3 مسلحين من «الهيئة».
************************************************
افتتاحية صحيفة الاخبار:
صحيفة الاخبارتأليف الحكومة: الامتحان الأبرز بعد الأوامر الأميركية
دخل تأليف الحكومة في لبنان الامتحان الأهم لمدى استعداد القوى السياسية للوقوف في وجه الأوامر الأميركية التي نقلتها أمس نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس.
ورغمَ أن السياق الذي يسير فيه تشكيل الحكومة لم يبدُ متأثّراً، مع استمرار المداولات والمفاوضات حول الوزير الشيعي الخامس، تخوّفت مصادر بارزة من تداعيات كلام أورتاغوس على المشهد الحكومي ككل، إذ قد تتأثّر بعض القوى السياسية أو الأسماء التي قُرّر توزيرها بالموقف الأميركي، فإما تنسحب أو تتخذه ذريعة للتصعيد والضغط على رئيس الحكومة المكلّف نواف سلام للتراجع عن إشراك حزب الله في الحكومة.
وفي انتظار ما سيترتّب على زيارة أورتاغوس، خصوصاً بعدَ لقائها اليوم بسلام والرئيس نبيه بري، تواصلت المفاوضات الحكومية طوال يوم أمس، وتسلّم بّري من سلام أسماء لاختيار الوزير الشيعي الخامس، من بينها اسم الوزير السابق ناصر السعيدي الذي وافق عليه بري. إلا أن السعيدي الذي أصرّ بداية على تسلم حقيبة الاقتصاد عادَ واعتذر، ونُقل عنه أنه «بعد تفكير جدّي وجد أن دخوله إلى الحكومة لن يفيده»، مشيراً إلى أن «عمله خارج لبنان في مجال الاستشارات المالية يؤمّن له مدخولاً سنوياً كبيراً، وبالتالي فإن حكومة لا يتجاوز عمرها أكثر من عام ونصف عام لن تفيده، خصوصاً أن وضع البلد ليس في صالحها».
والتقى سلام رئيس الجمهورية جوزيف عون بعدَ الجلبة التي أثارتها التصريحات الأميركية. وعلمت «الأخبار» أن بري انضم إلى اللقاء عبر الهاتف، وجرى البحث في العقد المتبقية، والاتفاق على إرسال أسماء جديدة إلى رئيس المجلس كي يختار منها. وقالت مصادر مطّلعة إن «سلام أرسل بعد الظهر إلى عين التينة 3 أسماء جديدة، من بينها الأكاديمي عدنان الأمين»، لكن برّي استمهل إلى اليوم، ورجّحت مصادر مطّلعة أن يعطي برّي جوابه قبلَ اجتماعه بأورتاغوس.
ودخلت فرنسا أمس على خط التشكيل، عقب تصريحات الموفدة الأميركية. فأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن لباريس «ثقة كاملة في قدرة السلطات في لبنان على تشكيل حكومة تمثّل كل طوائف الشعب اللبناني». وقال متحدّث باسم الخارجية الفرنسية رداً على سؤال حول تصريحات أورتاغوس إن «باريس تأمل أن يجد رئيس الوزراء المكلّف وسيلة لحل المأزق».
من جهته، أعلن رئيس «التيار الوطنيّ الحرّ» النائب جبران باسيل في مؤتمر صحافي «أننا لا نقبل بأن نكون في حكومة أولاد ست أو أولاد جارية»، و«إمّا أن تُطبّق المعايير نفسها على الجميع أو لا تكون». واعتبر باسيل أنّ «رئيس الحكومة المُكلّف أعطى بعض الأفرقاء ما يريدون من حصص وزارية وكان ذلك واضحاً، وأخذ القرار بالتسمية عن السنّة والمسيحيين»، مؤكداً «أنّنا لا نقبل بأن يسمي أحد عنا ممثّلينا وبأن نأخذ أقل من حجمنا، وهذا حق الناس الذين نمثّلهم».
واشنطن تصرّح: حاصروا حزب الله وأقصوه
تبدو واشنطن هذه الأيام كمن يستعجل فرض معادلات جديدة في لبنان، إذ تسعى إلى إخراج حزب الله من المشهد كلياً، مُستغلّة لحظة عسكرية تعمل على تثميرها سياسياً، بدليل الرسالة المباشرة والصريحة التي حملتها نائبة المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس إلى بيروت. وكانَ واضحاً أن الأخيرة أرادت التركيز في رسالتها العلنية على «تطمين» أدوات الولايات المتحدة في لبنان بانخراط إدارتها في عملية التصفية السياسية للمقاومة، حتى لا يخاف أحد، وأطلقت تهديدات مبطّنة للمعنيين بأن هناك تدقيقاً أميركياً في خيارات الحكومة التي حدّدت واشنطن إطاراً واضحاً لها.
وعبّرت أورتاغوس بالأصالة عن إدارتها، وبالنيابة عن إسرائيل وحلفاء أميركا من العرب، عن حقيقة المشروع، وتحدّثت بوقاحة لا حدود لها، من على منبر بعبدا، وكأنها تتسيّد الحضور من رأسه إلى أصغر موظف فيه، شاكرة من قلب مقرّ رئاسة الجمهورية «إسرائيل لأنها هزمت حزب الله، ونحن ممتنّون لها». ثم أصدرت أمراً بـ«عدم مشاركة حزب الله في الحكومة الجديدة بأي شكل من الأشكال»، مشيرة إلى «أننا نأمل انتهاء نفوذه في لبنان، وقد انتهى عهد ترهيب الحزب في لبنان والعالم».
لم تشر المندوبة الأميركية إلى «انسحاب» جيش العدو بعد 18 شباط وتحدثت عن «إعادة انتشار»
ويُمكن القول إن المبعوثة الأميركية أتت لوضع اللمسات الأخيرة على مشروع الحكومة، ولتقول فيه الكلمة الفصل من دون أي قفازات، بعدما تولّت القوى المحلية العاملة لحساب الإدارة الأميركية الضغط في هذا الاتجاه، من خلال محاصرة رئيس الحكومة المكلّف نواف سلام ومنعه من التفاوض مع الثنائي حزب الله وحركة أمل لمنعهما من المشاركة. وحاولت أورتاغوس رسم معالم المرحلة المقبلة التي يُقبِل عليها لبنان ويحكمها قرار بوضع البلاد تحت الإدارة الأميركية المباشرة وفق عنوانيْن: الأول وضع أجندة تنفيذية للقرار 1701 بكل مندرجاته على كامل الأراضي اللبنانية، ومنع تمثيل حزب الله في الحكومة.
أورتاغوس التي زارت لبنان على وقع غارة إسرائيلية على البيسارية في الزهراني، وبعد يومٍ عنيف من الغارات الإسرائيلية على لبنان، أشارت إلى أنّ أميركا ملتزمة بـ«انسحاب إسرائيل من لبنان في 18 من الجاري». وأضافت: «نريد أن نعيد لبنان إلى موقع الأمل في الشرق الأوسط والولايات المتحدة»، علماً أنها، بحسب مصادر مطّلعة، «لم تقدّم أي ضمانة للبنان بشأن الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب بعدَ انتهاء مهلة الهدنة التي مُددت حتى تاريخ 18 الشهر الجاري»، ولم تشر إلى «انسحاب» جيش العدو، بل تحدثت عن «إعادة انتشار»!
وقد أحرجَ كلام المبعوثة الأميركية القصر الجمهوري الذي أعلن مكتب الإعلام فيه أن «بعض» ما صدر عنها «يُعبّر عن وجهة نظرها والرئاسة غير معنيّة به».
وفيما يُفترض أن تلتقي أورتاغوس اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة المكلّف، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، نقلَ زوار برّي عنه موقفاً حاداً، قائلاً: «ما حدا بيقلنا كيف منشكّل حكومة، نحنا منشكلها بين بعض»، بينما تردّدت معلومات عن نيّة برّي إبلاغها بموقف حاسم في هذا الشأن خلال الاجتماع معها.
وعلمت «الأخبار» أن «سلام تلقّى قبل وصول أورتاغوس اتصالين، منها ومن رئيسها ستيف ويتكوف، أبلغاه فيه أن الإدارة الأميركية ترفض إشراك حزب الله في الحكومة ولو بأسماء تكنوقراط». وكشفت المصادر أن «كلام المبعوثة الأميركية ولّد مشكلة جديدة في ما يتعلّق بالتشكيلة الحكومية، حيث أبلغ ثلاثة أشخاص ممن سماهم سلام لتوزيرهم تراجعهم عن القبول بالمهمة، وعبّروا عن تردّدهم، خوفاً من التداعيات التي ستطاولهم في حال كان حزب الله جزءاً من الحكومة، بينما لا يزال سلام ورئيس الجمهورية جوزيف عون يحاولان إقناعهم بالتراجع عن القرار».
خطة أورتاغوس: وجود أميركي – دولي على الحدود
بعد تهنئتها العدو على «القضاء على حزب الله عسكرياً»، انتقلت المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوسa ظهر أمس إلى الحدود الجنوبية في جولة استطلاعية على المنطقة التي دمّرتها قوات العدو الإسرائيلي. في محطات جولتها، اكتفت أورتاغوس بالمراقبة والرصد، قبل الدخول في نقاش حول كيفية التعامل مع موعد 18 شباط لإنجاز مهلة وقف إطلاق النار.
وصلت أورتاغوس إلى مقر قوات اليونيفل في رأس الناقورة في طوافة عسكرية، ترافقها السفيرة الأميركية ليزا جونسون ورئيس لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الجنرال غاسبر جيفرز.
وانتقلت مباشرة، في موكب ضخم إلى مقر قيادة اللواء الخامس في الجيش في بلدة البياضة حيث كان في انتظارها عدد من ضباط الجيش، استمعت منهم إلى شرح حول الانتشار في البلدات المحررة، وحضرت عرضاً لعمل فوج الهندسة في مسح المنطقة من الذخائر ومخلّفات الاحتلال الإسرائيلي. بعدها توجّهت الى قلعة شمع ومقام النبي شمعون الصفا في البلدة، قبل أن تتوجه إلى مثلث طيرحرفا – الجبين حيث توقفت عند حاجز للجيش اللبناني. وبعد جولة دامت حوالي ساعتين، انتقل الوفد الأميركي إلى رأس الناقورة من دون مرافقة الوفد العسكري اللبناني الذي غادر باتجاه صور قبل مغادرة الضيوف.
وعلمت «الأخبار» أن ضباط الجيش تلقّوا طلباً أميركياً بإزالة اللافتات التي تصف الولايات المتحدة بـ«أم الإرهاب وشريكة إسرائيل في العدوان» من على طول الطريق الذي سلكته أورتاغوس من مفرق البياضة نحو مثلث طيرحرفا.
وفي متابعة لنتائج الزيارة، قالت مصادر مطّلعة إن الجانب الأميركي يدرس تقديم اقتراح بانتشار قوات دولية معزّزة بقيادة أميركية في المواقع التي تقول إسرائيل إنها تريد الاحتفاظ بها بعد 18 شباط، ولا سيما اللبونة وجبل بلاط في القطاع الغربي، سيما أن أورتاغوس كانت أعلنت صباحاً أن يوم 18 شباط سيشهد «إعادة انتشار للجيش الإسرائيلي، وانتشاراً للجيش اللبناني مكانه» من دون حسم شمولية الانسحاب أو جزئيته، علماً أن رئيس الجمهورية جوزف عون شدّد لدى استقباله أورتاغوس على ضرورة انسحاب قوات الاحتلال في 18 شباط وإطلاق الأسرى اللبنانيين ووقف الاعتداءات.
قبيل وصول أورتاغوس إلى مثلث طيرحرفا، قتل العدو الإسرائيلي عباس حيدر وطفلتيه وصديقه قاسم إبراهيم بانفجار عبوة ناسفة أثناء تفقّده منزله بعد انتشار الجيش اللبناني، فيما أصيبت ابنته الثالثة بجروح بليغة. وسبق الزيارة ورافقها استمرار اعتداءات جيش الاحتلال الذي أغارت طائراته أمس على منطقة مفتوحة في تبنا في أطراف البيسارية. وكان أغار ليل الخميس على وادي مجرى نهر الزهراني بين عزة ورومين في إقليم التفاح وعلى مرتفعات جنتا في البقاع الشمالي.
القوى «السيادية» تجاهلت تصريح أورتاغوس!
التزمت غالبية الكتل السياسية الصمت حيال توجيه الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، من على منبر القصر الجمهوري، عبارات الشكر لإسرائيل على «هزيمة حزب الله»، وتدخّلها في من يجب أن يتمثّل في الحكومة.
شكر أورتاغوس لإسرائيل على شنّها عدواناً قُتل فيه أكثر من سبعة آلاف لبناني لم يحرّك القوى «السيادية» كحزب القوات اللبنانية وبعض النواب «التغييريين». فوفق مسطرة هؤلاء، يحق للولايات المتحدة ما لا يحق لسواها من التجاوزات. وإلى جانب بعض بيانات الاستنكار من قوى حليفة للمقاومة، فإنّ قلّة خرقت الصمت، وأجابت على اتصالات «الأخبار»، فيما خرج معظم «السياديين» و«المستقلين» عن السمع، فأقفلوا هواتفهم، أو امتنعوا عن الرد. فيما حرص كثر، رغم إدانة كلام أورتاغوس، على وزن كلامهم بميزان ذهب.
النائب ملحم خلف استهجن تصريح أورتاغوس «المستنكر كونه يمسّ بالكرامة الوطنية»، مستغرباً أن يصدر عن «ممثّلة دولة عضو في لجنة الإشراف على تطبيق القرار 1701». فيما اعتبر النائب ياسين ياسين أنّ تصريح أورتاغوس «لا يمثّلنا، والعدو الصهيوني أكّد عداءه للإنسانية وليس لفلسطين ولبنان فقط»، مضيفاً: «ما أوصلنا إلى هذه الكارثة هو فساد المنظومة السياسية التي رهنت لبنان للخارج ودمّرت مؤسساته.
كفاكم عبثاً واتركوا هذا الشعب يقرر مصيره». وفيما «تبنّى» النائب ميشال الدويهي بيان رئاسة الجمهورية التي اعتبرت أنها «غير معنية ببعض» ما صدر عن الزائرة الأميركية، اعتبرت نجاة صليبا أن «الاحتلال الإسرائيلي لم يجلب لنا إلا الموت والدمار، ولا يمكن أن نشكره على معاناتنا»، داعية الرئيس المكلّف إلى «التمسك بالمعايير التي وضعها لنفسه في عملية التأليف، من دون الحاجة إلى إرضاء أي طرف كان». وشدّد النائب فراس حمدان على أنّ «السيادة الوطنية فوق كل اعتبار والتمسك بها حق وواجب غير خاضعيْن للمساومة أو التجزئة. أي مسّ بها مرفوض حتى لو أتى من دولة عظمى».
واعتبر أنّ «الاسترسال في كيل المديح للعدو الإسرائيلي من على أرفع منابرنا، مع السكوت عن جرائمه الأخيرة تدميراً وقتلاً وتهجيراً بحق بلدنا وشعبنا، هو تصرف وقح ومدان»، مؤكداً أنّ «تشكيل الحكومة هو اختصاص الرئيس المكلّف بالتشاور مع رئيس الجمهورية. وإذا كنا نرحّب بدعم الدول الصديقة لجهودنا الوطنية في إعادة بناء المؤسسات، فلا نقبل أن تقوم جهة خارجية بالتدخل في أحقية طرف لبناني في التمثّل في الحكومة من عدمها، حتى لو كنا على خصومة سياسية معه داخلياً. أما موقفنا كلبنانيين، لجهة التمسّك بحصرية السلاح فهو ثابت».
لكنه أضاف: «أما المضحك المبكي فمواقف بعض القوى السياسية التي عبّرت عن استنكارها لتصريحات أورتاغوس فيما كانت بالأمس القريب توقّع اتفاقيات سلفها عاموس هوكشتين».
وفيما لم يصدر أي بيان عن حزب الكتائب، قالت مصادر كتائبية لـ«الأخبار» إنّ الحزب «ضد استخدام منبر الرئاسة للانتقاص من قيمة أيّ طرف لبناني»، ورأت أنّ «بيان رئاسة الجمهورية التوضيحي أراح اللبنانيين بشكل أنّه يحق للجميع التعبير إنّما السيادة يعبّر عنها ويجسّدها رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف».
من جهتها، اعتبرت مصادر في «التيار الوطني الحرّ» أن «ما سمعناه ليس مفاجئاً، إذ إن احترام سيادة الدول مبدأ للتعليم النظري لا للتطبيق. وليس جديداً أن التدخّل في الشؤون الداخلية للدول هو نهج الأقوياء في التعامل مع الضعفاء. وحدها الشعوب القوية بوحدتها قادرة على الأقّل أن ترفع صوتها».
********************************************
افتتاحية صحيفة البناء
مبعوثة ترامب تسبّب له الجرصة في بعبدا… وعون: كلامها يلزمها ولا يلزمنا / الطلق الصناعيّ «السعيديّ» لم ينفع لولادة الحكومة بانتظار العملية القيصرية / عودة الاشتباكات الحدودية بين «الهيئة» والعشائر… وغارات إسرائيلية شمال الليطاني
عودة الاشتباكات بين الهيئة والعشائر على الحدود اللبنانية السورية
استقطب الكلام الاستفزازي الذي أطلقته مورغان ارتوغاس نائبة المبعوث الأميركي إلى المنطقة المكلفة بالإشراف على لجنة وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، بالتساؤل عن جدّية ما قالته عن الانسحاب الإسرائيلي في موعد 18 شباط، بعدما تصرّفت كأنها مستوطنة إسرائيلية تغرد على وسائل التواصل الاجتماعي، وليست مبعوثة رئيس دولة عظمى معنية بمراعاة أدبيات السلوك الدبلوماسي لراعي اتفاق وقف النار بين أطراف في حالة عداء يفترض أنّها وسيط نزيه بينهم، فجاهرت بشكر عدو لبنان من المنبر اللبنانيّ لأنه قتل آلاف اللبنانيين ودمّر آلاف الوحدات السكنية متسبباً بتهجير عشرات آلاف اللبنانيين، مسقطة أي فرصة للثقة بدورها كحَكَم مفترض في آليات تطبيق وقف إطلاق النار، و»كمل النقل بالزعرور» كما يقول المثل اللبناني عندما تحدّثت عن الحكومة اللبنانية فحدّدت مَن يجب ومَن لا يجب أن يكون فيها، متجاهلة أنها تتحدّث من منبر رئيس دولة صديقة لبلدها ورئيس يعتبر صديقاً لأميركا فأساءت إليه وإلى مهابته، وقللت أدباً واحتراماً في التعامل معه، ما استدعى تبرؤ رئيس الجمهورية العماد جوزف عون من كلامها بعد موجة غضب شعبيّ وسياسيّ أعقبت تصريحات مورغان و»جرصتها» بحق إدارتها ورئيسها دونالد ترامب الذي سبق وأبدى شكوكاً بكفاءتها، فأصدرت بعبدا توضيحاً تقول فيه إن كلام مورغان يعبّر عنها ولا يعني رئاسة الجمهورية ولا يمثلها، بينما نقل عن رئيس مجلس النواب نبيه برّي رفضه لكل ما صدر عن مورغان ونيّته الردّ عليها أن كرّرت مثله خلال زيارتها له اليوم.
في الشأن الحكوميّ استمرّ عمل الهواة عبر تعميم معلومات عن حلّ يقضي بتسمية الوزير السابق ناصر السعيدي، ليظهر لاحقاً أن السعيدي لم يوافق على توزيره، فسقطت فرصة الولادة بطلق اصطناعيّ للحكومة، لأن الحقنة منتهية الصلاحيّة، بانتظار الولادة القيصريّة التي تحتاج أناة ومراجعة وإدراكاً للحاجة إلى أساليب احترافية في مقاربة الملف الحكومي، وإبعاد الهواة والاستعراضيّين الحاقدين الذين يورّطون الرئيس المكلف نواف سلام بمواقف وتصريحات واستشارات تسبّب له الاصطدام بالجدران.
في الشمال الشرقيّ عادت الاشتباكات بين العشائر ومسلّحي هيئة تحرير الشام، وقالت أنباء مساء أمس، إن العشائر اللبنانيّة استعادت بلدة جرماش الحدوديّة وأخرجت عناصر «هيئة تحرير الشام» منها. وفي وقت سابق، أجرى رئيس الجمهوريّة جوزاف عون اتصالًا هاتفيًا بالرئيس السوريّ للمرحلة الانتقاليّة أحمد الشرع للتهنئة واتفقا على التنسيق لضبط الوضع على الحدود اللبنانية السورية ومنع استهداف المدنيين، وفق ما أعلنت رئاسة الجمهورية.
وفيما أجهض رئيس مجلس النواب نبيه بري مخطط كسر الثنائي حركة أمل وحزب الله في المعادلة الحكوميّة عبر السطو على الوزير الشيعي الخامس في الحكومة، وبعد ساعات على العدوان الإسرائيلي الجوي على البقاع والجنوب والهجمات المفاجئة لعناصر مسلّحة من الجانب السوري على قرى حدودية يسكنها مواطنون لبنانيون وسوريون، تكشفت النيات والخطط الأميركية من خلال التصريحات الاستفزازية والمهينة للسيادة والدولة اللبنانية ولمشاعر اللبنانيين، لنائبة المبعوث الأميركي الى الشرق الاوسط مورغان أورتاغوس التي نوّهت بالعدو الإسرائيلي بهزيمته حزب الله، كما زعمت، ومبشّرة بحكومة بلا تمثيل لحزب الله.
وفيما أوضح مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية في بيان، أنّ «بعض ما صدر عن المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى الشرق الأوسط من قصر بعبدا يعبّر عن وجهة نظرها وأنّ رئاسة الجمهورية اللبنانية غير معنيّة به»، لفتت أوساط سياسيّة لـ»البناء» الى أن موقف المندوبة الأميركية انتهاك للسيادة اللبنانية وتدخل سافر في الشؤون الداخلية، لكن موقفها يكشف مشروع تخريب لبنان من خلال فرض إملاءات وشروط سياسية وأمنية وعسكرية لا يستطيع تنفيذها». وحذرت الأوساط من «تداعيات مشروع استكمال السيطرة على لبنان عبر أدوات متعددة للضغط على الدولة والمقاومة لا سيما عن طريق تأليف «حكومة انتداب» تقصي تكتلات نيابية عدة وعلى رأسها الثنائي والتيار الوطني الحر والطاشناق وتيار المردة وكتلة الاعتدال الوطني والنائب فيصل كرامي، بما يخالف الميثاق والدستور واتفاق الطائف وكل القواعد الديمقراطية والأعراف، وبالتالي الانقلاب على نتائج الانتخابات النيابية»، وشددت الأوساط أن «هذه السياسات الهدامة ستئِد الحكومة قبل ولادتها وتشكل نكسة كبيرة للعهد وتدخل البلاد في مأزق وأزمة طويلة لن يخرج منها بسنوات».
واستهلّت أورتاغوس جولتها من بعبدا بلقاء رئيس الجمهورية وقالت بعد اللقاء: «نقلت للرئيس عون أنّني لم أرَ هذه الحماسة بشأن مستقبل لبنان من قبل، وهذا مهم لأنّ حزب الله انهزم من قبل «إسرائيل» وأنّ هزيمة الحزب تمّت عسكريًّا»، وفق زعمها، مضيفة: «انتهى عهد ترهيبه في لبنان والعالم، حزب الله لن يكون طرفاً في الحكومة اللبنانية». وتابعت: «سنتأكد من أنّ إيران لن تصل إلى السلاح النوويّ ولن تتسبّب في عدم الاستقرار في لبنان والمنطقة».
بدوره، قال الرئيس عون لنائبة المبعوث الأميركي الى الشرق الأوسط «إن الاستقرار الدائم في الجنوب يرتبط بإنجاز الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي التي احتلتها خلال الحرب الأخيرة، وتنفيذ القرار 1701 بجميع بنوده، بما في ذلك مقتضيات اتفاق 27 تشرين الثاني الماضي. كما يُعدّ إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين جزءًا لا يتجزأ من هذا الاتفاق وأشار إلى أنه يجب أن تتوقف الاعتداءات الإسرائيلية، بما في ذلك قتل الأبرياء والعسكريين، وتدمير المنازل، وتجريف الأراضي الزراعية وإحراقها».
وأوضح عون أن «الجيش اللبنانيّ جاهز للانتشار في القرى والبلدات التي تنسحب منها القوات الإسرائيلية، على أن يُنجز الانسحاب ضمن المهلة المحدّدة في 18 شباط وأن التعاون مع القوات الدوليّة يستمرّ بشكلٍ بنّاء لتنفيذ القرار 1701، بهدف تثبيت الاستقرار من جهة، وإعادة الحياة تدريجياً إلى المناطق المحرّرة، التي تحتاج إلى خطة شاملة وضمان الحد الأدنى من مقوّمات العيش».
وقامت أورتاغوس على رأس وفد إلى قيادة اللواء الخامس في البياضة برفقة عدد من ضباط الجيش اللبناني بجولة استطلاعيّة على الحدود الجنوبية.
وأحدث تصريح نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط من قصر بعبدا، موجة إدانات واستنكارات كبيرة من جهات رسمية وشعبية مختلفة، نظرًا لما حمل في طيّاته من حقد وكراهيّة لا تمسّ حزب الله فقط بل الشعب اللبناني الذي تعرّض لأبشع الجرائم على يد «إسرائيل» التي هنأتها أورتاغوس من على منبر قصر الرئاسة الأولى في لبنان على شنّها حربًا مدمّرة على اللبنانيين.
وأتت الإدانات تأكيدًا على الرفض الكامل لهذه التصريحات المخالفة للإرادة الشعبيّة والوطنيّة، داعيةً إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة للوقوف بوجه هذا الاعتداء الصارخ. ورأى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أن «هذه التصريحات تدخل سافر بالسيادة اللبنانيّة وخروج عن كل اللياقات الدبلوماسية ومقتضيات العلاقات الدولية»، واصفًا إياه بالزاخر بالحقد وانعدام المسؤولية، موضحًا أنه «تطاول على مكون وطني هو جزء من الوفاق الوطني ومن الحياة السياسية اللبنانية».
بدوره، كتب وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال الدكتور مصطفى بيرم، عبر حسابه على منصة «إكس»: «أيتها الوقحة الصهيونية راعية قتل الأطفال والبشر والحجر. حزب الله له أكبر تمثيل ديمقراطي في تاريخ لبنان، وهو منتصر أبدًا، وشرف لأحرار العالم، وقد أذلّ عصابتك القاتلة في الخيام وأحرق رفاقك في شمع وعيتا وفي عديسة سحق نخبتهم. ولبنان عصيّ عليك وعلى مَن فوقك ومن تحتك من غلمان أنذال خائبين».
بدوره، اعتبر الحزب السوري القومي الاجتماعي أن «أورتاغوس جاءت لتنسف الدعم العربي والدولي، وتزرع فتنة داخلية عبر التدخل في شؤون داخلية، ولتؤكد الانحياز الفاضح للعدو الصهيوني وتغطية احتلاله وعدوانه، باستخدام مصطلحات تناقض اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ القرار الدولي 1701».
كما رأى الحزب في بيان لعميد الإعلام معن حمية، أن «ما صدر عن أورتاغوس لا يمكن تصنيفه إلا في خانة التدخل السافر في الشأن الداخلي اللبناني، ومسًّا بالسيادة اللبنانية، وسط صمت مطبق يصل حدّ التواطؤ على خرق السيادة من قبل أدعياء الدفاع عنها»، مؤكدًا أنّ «تشكيل الحكومة اللبنانيّة هو شأن داخليّ يعني المؤسسات الدستورية في لبنان ووفق القواعد التي ترعى هذا الاستحقاق»، مشددًا على أن «المقاومة هي حق طبيعيّ كفلته كلّ الشرائع والقوانين المحلية والدولية، وهي ردّ فعل على جريمة العدوّ باجتياح أرضنا واحتلال أجزاء منها. وهذا خيار ثابت راسخ حتّى التحرير وزوال الاحتلال».
وإذ شجب الحزب، تصريحات المسؤولة الأميركية، حمّل «الإدارة الأميركية مسؤولية توضيح ما صدر عنها، خصوصًا حول المصطلحات الخطيرة حيال اتفاق وقف النار الذي تترأس لجنته الولايات المتحدة، وحول رفض مشاركة مكوّن لبناني في الحكومة»، وختم: «إن ما عبّرت عنه المسؤولة الأميركية، صلافة غير مسبوقة، خصوصًا أنها شكرت العدوّ الصهيوني على حربه التدميرية وإجرامه بحق لبنان واللبنانيين».
بدوره، وجّه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان إدانته لتصريح أورتاغوس قائلًا: «للمبعوثة الأميركية السيدة مورغان أورتاغوس أقول: لبنان للبنانيين فقط، وحزب الله قوة وطنية وتمثيلية بحجم لبنان وشراكة مكوّناته الوطنية، وحزب الله لم يُهزم ولن يُهزم ولا توجد قوة على وجه الأرض تستطيع الخلاص من حزب الله».
إلى ذلك، أظهر استطلاع للرأي أجراه المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق حول القضايا المتصلة بالعدوان الصهيوني على لبنان، وآثاره والمسؤولية عنه وقدرة المقاومة على منع الاحتلال وإعادة الإعمار، أن 71% من اللبنانيين يحمّلون العدو «الإسرائيلي» مسؤولية الحرب.
وبحسب البيانات، عبّر 96% من اللبنانيين الذي شملهم الاستطلاع (عيّنة كبيرة من اللبنانيين على مستوى المذاهب) عن ثقتهم بأنه سيُعاد إعمار ما هدمه العدوان، بينما رأى 74% أن المقاومة ستتعافى وهي ركن في الاستراتيجيّة الدفاعيّة. وتبيّن أن أغلب المستطلَعين يرون أن العدوان «الإسرائيلي» على لبنان كان مخططًا له مسبقًا من قبل العدو.
أمنياً في الجنوب، استشهد مواطن وبناته الثلاث بانفجار صاروخ من مخلفات جيش العدو في منزلهم في طير حرفا. وشنّ طيران العدو الحربيّ غارة استهدفت بلدة تبنا في البيسارية. كما نفّذ أعمال تفجير على مرحلتين في بلدة كفركلا.
وعلى الضفة الحدودية الأخرى، تعرّضت بلدة جرماش عند الحدود اللبنانية – السورية من جهة الهرمل، لقصف مدفعي من قبل عناصر هيئة تحرير الشام. وسقط صاروخ ثانٍ في مرتفعات محيطة ببلدة الكواخ شمال قضاء الهرمل أطلقته «هيئة تحرير الشام» من ريف القصير.
وبعد اشتباكات مسلّحة سادت قرية «حاويك» طوال يوم أمس الأول، تخلّلها أسر مواطنين لبنانيين، أفادت معلومات صحافية أن قوات الإدارة السورية الجديدة تعمل على ترسيخ نفوذها في قرى حوض العاصي اللبنانية داخل الأراضي السورية، ودفعت بقوات المدرعات والأسلحة الثقيلة إلى قرى «الفاضلية»، «بلوزة»، «جرماش» و»حاويك»، بعد أن شهدت المنطقة اشتباكات عنيفة مع أهالي قرية «حاويك» اللبنانيّين من عشيرتَي زعيتر وجعفر.
من جهته أرسل الجيش اللبناني تعزيزات إلى منطقة قلّد السبع في جرود الهرمل.
وأفيد أمس، عن مقتل 10 عناصر من «هيئة تحرير الشام» وعن أسر ثلاثة عناصر آخرين جراء الاشتباكات مع العشائر اللبنانيّة عند الحدود اللبنانيّة السوريّة الشماليّة. وأدّت الاشتباكات إلى انسحاب مسلحي الإدارة السورية الجديدة من بلدة العقربية ومن بلدة جرماش التي كانوا قد دخلوها أمس الأول، وفق المعلومات.
وأفاد مصدر عسكريّ من العشائر البقاعية عن اغتنام آليات وعتاد حربيّ ثقيل من بينهما عربات مصفحة وعربات دفع رباعي مزوّدة برشاشات دوشكا بعد هروب المسلحين من قرى العقربية وجرماش على الحدود الشرقيّة.
وفي سياق ذلك، أجرى رئيس الجمهورية جوزاف عون اتصالاً هاتفياً بالرئيس السوري أحمد الشرع للتهنئة واتفقا على التنسيق لضبط الوضع على الحدود اللبنانية السورية ومنع استهداف المدنيين، وفق ما أعلنت رئاسة الجمهوريّة.
على صعيد آخر، دان حزب الله الدعوة المارقة التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب والقاضية بتهجير أهل قطاع غزّة إلى خارج فلسطين، مؤكدًا أنها ليست إلا تعبيرًا جليًا وترجمة للفكر العنصري الإلغائي الفاشي، الذي يهدّد الإنسانية جمعاء في صميم قيمها وعلى رأسها حق الشعوب في أوطانها وأراضيها.
وشدّد حزب الله على أنّ ما لم يأخذه العدوّ بالحرب لن يأخذه في السلم وتحت شعارات خبيثة حمقاء تريد أن تستغبي شعوب العالم بادعاء حرصها على أن ينعم أهل غزّة بحياة أفضل خارجها، داعيًا الدول العربية والإسلامية إلى اتّخاذ مواقف عملية لمواجهة هذا المشروع الاحتلالي، وإلا فإنّ ما ينتظر بلدانهم في حال نجاح هذه الخطوة هو مصير أسود لن يبقي ولن يذر.
حكومياً، لم تنجح الوساطات في تذليل العقد الحكومية لا سيما عقدة الوزير الشيعي الخامس الذي يُصرّ الرئيس المكلف نواف سلام على تسميته، في حين لم يتم التوافق بين سلام والرئيس نبيه برّي والرئيس عون على اسم بديل حتى مساء أمس.
وأعلنت رئاسة الجمهورية، أنّ الرئيس جوزاف عون التقى في قصر بعبدا رئيس الحكومة المكلف نواف سلام، وعرض معه نتائج آخر الاتصالات والمشاورات التي يجريها من أجل تأليف الحكومة. وتمّ خلال اللقاء، التوافق على استمرار الاتصالات من أجل الإسراع في عملية التأليف.
وكان قد غادر سلام القصر الجمهوري من دون الإدلاء بأي تصريح.
وأفيد أن الوزير السابق ناصر السعيديّ لم يقبل توزيره في الحكومة العتيدة.
وكان الرئيس عون أكد أن «المشاورات لتشكيل الحكومة الجديدة تكاد تصل إلى خواتيمها، على أن تتمتع الحكومة بالانسجام والقدرة على تحقيق تطلعات اللبنانيين وآمالهم، وفق ما ورد في خطاب القسم».
وأعلن رئيس «التيار الوطنيّ الحرّ» النائب جبران باسيل انتقاله إلى صفوف المعارضة لوجود قرار بإقصاء التيار عن الحكومة، وشنّ هجوماً لاذعاً على القوات اللبنانية. وقال باسيل خلال مؤتمر صحافي: «لا يمكن أن نكون في حكومة «ولاد ست وولاد جارية» ولسنا متعلّقين بالسلطة وأسهل علينا الذهاب إلى المعارضة، فإمّا أن تطبّق المعايير نفسها على الجميع أو لا تكون». وتابع: «لا نقبل بأن يسمّي أحد عنا ممثلينا وبأن نأخذ أقلّ من حجمنا وهذا حق الناس الذين نمثلهم». ولفت إلى أنّ سبب عدم ولادة الحكومة يعود إلى المعايير غير الواضحة في التشكيل. وتابع: «الرئيس المكلّف يفرض أسماء الوزراء على المسيحيين والسنّة، والمضحك أن الفريق المسيحي المعني حاول تحويل هزيمته وإذلاله إلى انتصار، ونحن رفضنا أن يمارس هذا الشيء علينا. وموافقة «القوات» أعطت غطاء بقبولها ما يكرّس على المسيحيين مصيبة جديدة».
وأضاف: «الأبشع أنّ رئيس حزب القوات سمير جعجع وُعد أو اعتبر أنّه مقابل هذا الشيء يحصل على شطبنا من المعادلة وهذه عادته في تسجيل الانتصار لنفسه عبر إلغاء غيره. وهذا حصل في العام 1990 بقبول الطائف لتغطية الهجوم على قصر بعبدا للتخلص من ميشال عون. وهكذا فعل بالتعاطي مع صلاحيات رئيس الجمهورية فقط لأنّ ميشال عون يُمارسها».
وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان «أن لدينا ثقة كاملة في قدرة سلطات لبنان على تشكيل حكومة تمثل كل اللبنانيين». وأضافت «نأمل أن يجد نواف سلام وسيلة لحلّ المأزق».
*************************************************
افتتاحية صحيفة النهار
الولادة المتريثة بين “دوي” أورتاغوس واعتذار السعيدي
ما لم تكن الرسائل المباشرة والعلنية والضمنية، المتسمة بتشدد بالغ حيال رفض مشاركة “الحزب” في الحكومة الجديدة، التي أطلقتها موفدة الإدارة الأميركية الجديدة الى لبنان مورغان اورتاغوس السبب الحقيقي وراء مزيد من التريث والفرملة في ولادة الحكومة العتيدة فإن عقبة الوزير الشيعي الخامس التي فشلت محاولة جديدة لتذليلها أمس، مع سواها من الظروف والاعتبارات الشكلية والسياسية ستكون كفيلة بترحيل إضافي للولادة الحكومية الى الأسبوع المقبل.
فأمس، أخفقت محاولة حل عقدة المنصب الشيعي الخامس بعد اعتذار الوزير السابق ناصر السعيدي عن قبول تولي وزارة التنمية الإدارية، واليوم سيكون من المشكوك العثور فيه على اسم خامس بديل يحظى بتوافق بين الرئيسين جوزف عون ونواف سلام والثنائي الشيعي عبر الرئيس نبيه بري، كما أن ما تبقى من لقاءات اورتاغوس مع الرؤساء بري ونجيب ميقاتي وسلام ستشغل المشهد فيما سيكون الأحد يوم مشاركة الرؤساء والرسميين والسياسيين في عيد القديس مارون. وهي روزنامة تستبعد ولادة الحكومة قبل الاثنين المقبل إلا إذا طرأ ما لم يكن في الحسبان اليوم وهو أمر يمكن عدم إسقاطه من الحسابات كلياً إذا نجحت الاتصالات المتواصلة في سد ثغرة الوزير الشيعي الخامس.
وكان قصر بعبدا شهد أمس تكراراً لمشهد الخميس لجهة حشد الأعلام ومن ثم عدم حصول الحدث المنتظر، فاللقاء بين رئيس الجمهورية العماد جوزف عون والرئيس المكلف نواف سلام مساء، استمرّ ساعة ولم يسفر عن نتائج وغادر سلام من دون الإدلاء بأي تصريح. وأفادت معلومات قصر بعبدا أن الرئيسين اتفقا على استمرار الاتصالات من أجل الإسراع في تأليف الحكومة.
وانعقد اللقاء وسط معلومات عن أجواء إيجابية وعن توافقٌ على أن يكون الوزير الشيعي الخامس ناصر السعيدي وبأن الرئيس نبيه برّي جاهز لأيّ اتصال من القصر الجمهوري في حال تمّ حلّ مختلف العقد.
لكن المعلومات عن أجواء اللقاء اشارت الى أن ناصر السعيدي اعتذر عن المشاركة في الحكومة وكان يحبّذ حصوله على حقيبة غير التنمية الإدارية والبحث جارٍ بين الرئيسين عون وسلام عن اسم جديد. وبعد اعتذار السعيدي تواصل نقاش بين سلام وعون حول أسماء بديلة.
وليس خافياً أن لقاء عون وسلام امس انعقد على دوي المواقف الحاسمة لنائبة المبعوث الأميركي الى الشرق الأوسط مورغان اورتاغوس، بعد لقائها الأول مع الرئيس جوزف عون، وخرجت لتعلن سعادتها بأن تكون زيارتها الأولى خارج الولايات المتحدة بعد تسلمها مهامها “هي للبنان وممتنة للرئيس عون والحكومة وهناك عدد كبير من الجالية اللبنانية في أميركا”، مضيفة: “نقلت للرئيس عون أنّني لم أرَ هذه الحماسة بشأن مستقبل لبنان من قبل وهذا مهم لأنّ “الحزب” انهزم من قبل حليفتنا إسرائيل” التي وجّهت اليها الشكر على ذلك. وشدّدت على أنّ تمّت هزيمة الحزب عسكريًّا، قائلة: “انتهى عهد ترهيبه في لبنان والعالم. “الحزب” لن يكون طرفاً في الحكومة اللبنانية”. وتابعت: “سنتأكد من أنّ إيران لن تصل إلى السلاح النووي ولن تتسبّب في عدم الاستقرار في لبنان والمنطقة”.
ولعلّ اللافت أن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية أصدر لاحقاً بياناً جاء فيه أن “بعض ما صدر عن نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس من بعبدا يعبّر عن وجهة نظرها والرئاسة غير معنيّة به”.
وفي غضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية “أن لدينا ثقة كاملة في قدرة سلطات لبنان على تشكيل حكومة تمثل كل اللبنانيين”. وأضافت “نأمل أن يجد نواف سلام وسيلة لحلّ المأزق”.
على الخط الحكومي أيضاً، هاجم رئيس “التيار الوطنيّ الحرّ” النائب جبران باسيل “القوات اللبنانية” بعنف وانتقد مشهد اللقاء الثلاثي في قصر بعبدا، ولفت الى أن اللقاء لصدور المراسيم “حصل من دون اتفاق بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف نواف سلام ما أدى إلى رؤية سابقة بشعة بعدم صدور المراسيم، كما ظهر رئيس مجلس النواب وكأنّه شريك في إصدار المراسيم وهذا أمر غير منصوص عليه في الدستور”. وأضاف باسيل: “لا يمكن أن نكون في حكومة “ولاد ست وولاد جارية” ولسنا متعلّقين بالسلطة وأسهل علينا الذهاب الى المعارضة، فإمّا أن تطبّق المعايير نفسها على الجميع أو لا تكون”. وتابع: “لا نقبل بأن يسمي أحد عنا ممثلينا وبأن نأخذ أقل من حجمنا وهذا حق الناس الذين نمثلهم”.ولفت إلى أنّ سبب عدم ولادة الحكومة يعود إلى المعايير غير الواضحة في التشكيل. وتابع: “الرئيس المكلّف يفرض أسماء الوزراء على المسيحيين والسنة، والمضحك أن الفريق المسيحي المعني حاول تحويل هزيمته وإذلاله إلى انتصار، ونحن رفضنا أن يمارس هذا الشيء علينا وموافقة “القوات” أعطت غطاء بقبولها ما يكرّس على المسيحيين مصيبة جديدة”. وأردف: “الأبشع أنّ رئيس حزب القوات سمير جعجع وُعد أو اعتبر أنّه مقابل هذا الشيء يحصل على شطبنا من المعادلة وهذه عادته في تسجيل الإنتصار لنفسه عبر إلغاء غيره وهذا حصل في العام 1990 بقبول الطائف لتغطية الهجوم على قصر بعبدا للتخلص من ميشال عون وهكذا فعل بالتعاطي مع صلاحيات رئيس الجمهورية فقط لأنّ ميشال عون يُمارسها”. ولفت إلى أنّ “جعجع يغطي خسارة كل المسيحيين لأنه يريد إلغاء خصم من خصومه وهذا يتكرر اليوم”.
************************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
مطالبة أورتاغوس بإقصاء «الحزب» من الحكومة اللبنانية هل تقلب الطاولة؟
موفدة ترمب تبنّت النصائح العربية والدولية باستبعاده
بيروت: محمد شقير
يدخل تشكيل الحكومة اللبنانية في إجازة قسرية، ليست محصورة باستحالة التفاهم حتى الساعة بين الرئيس المكلف بتشكيلها القاضي نواف سلام، ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، على اسم الوزير الشيعي الخامس فحسب، وإنما لحاجة المعنيين بولادتها إلى فسحة من الوقت لاستقراء مضامين الرسالة الأميركية التي حملتها نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، إلى رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون بمطالبتها، من أمام قصر بعبدا، بإقصاء «الحزب» عن المشاركة في الحكومة، وما إذا كانت محصورة بحل عقدة الوزير الخامس، أم أنها مؤشر لقلب الطاولة على نحو يفتح الباب أمام إعادة النظر بأسماء بعض المرشحين الشيعة، رغم أن مكتب الإعلام في الرئاسة أكد أن ما قالته من بعبدا يعبر عن وجهة نظرها، والرئاسة غير معنية بها، فيما يبحث سلام عن مخرج للخروج من المأزق وتطويق ذيوله.
فالخلاف بين بري وسلام على تسمية الوزير الشيعي الخامس أدى إلى تباطؤ في اندفاعة رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون نحو التحرك عربياً ودولياً، بعد أن حظي انتخابه بتأييد عربي ودولي غير مسبوق، وقوبل بارتياح لبناني، وما لم تشكل حكومة على قياس الآمال المعقودة على خطاب القسم والموقف الذي أعلنه سلام فور تكليفه بتشكيلها.
ومع أن الخلاف بين الرئيسين أدى إلى تجميد البحث باسم الوزير الخامس، فإن الوساطة سرعان ما تحركت بينهما لترطيب الأجواء إفساحاً في المجال أمام التوافق لإخراج ولادة الحكومة من التأزم، وأدت إلى معاودة التواصل بين الرئيسين. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية بارزة أن الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط بادر للتحرك بين الرئيسين بحثاً عن مخرج، وأوفد لهذه الغاية العضو في «اللقاء الديمقراطي» النائب وائل أبو فاعور، وطرح على بري بأن يكون الوزير السابق ناصر الصعيدي الاسم الشيعي الخامس، وكان جوابه بأنه يدرس الاقتراح ليعود لاحقاً ويلتقي سلام لهذا الغرض، وبحسب المعلومات فإن الصعيدي لم يتردد في الاعتذار.
وقالت المصادر السياسية إن سلام ليس في وارد الاعتذار، وإنه وعون يعطيان الفرصة للتوافق على اسم الوزير الشيعي الخامس؛ لأنهما لا يؤيدان تشكيل حكومة أمر واقع، ويصران على أن تكون على مستوى التحديات التي حددها عون في خطاب القسم. وأكدت أنهما لا يتطلعان إلى إقصاء أي مكون طائفي.
ولفتت إلى أن الهم الأول والأخير لعون وسلام يتلخص بإصرارهما على الإتيان بحكومة كاملة الأوصاف، ومحصنة بدفتر شروط تتوافر فيها المواصفات المؤدية لفك الحصار الدولي والعربي المفروض على لبنان، في ضوء الارتياح الذي قوبل به انتخاب عون رئيساً للجمهورية.
وأكدت المصادر نفسها أن لا خلاص للبنان ما لم يلتزم بدفتر الشروط هذا؛ كونه الممر الإلزامي لإدراج اسمه على لائحة الاهتمام الدولي، مع أن مورغان أدخلت بنداً جديداً عليه بدعوتها بوضوح استبعاد «الحزب» من الحكومة. وسألت: «هل يمكن تجاوز ما حملته من واشنطن في هذا الخصوص؟ وكيف سيكون الرد عليها؟»، خصوصاً أن موقفها ينسحب على أصدقاء لبنان؛ أكانوا في عداد الدول العربية أو الأوروبية التي تضع شروطاً لمساعدته على قاعدة تعاطيه بإيجابية مع التحولات التي شهدتها المنطقة، ومن غير الجائز أن ينأى بنفسه عنها، لا سيما أن ما حصل في جنوب لبنان تحت ضغط الحرب التي دارت بين إسرائيل و(الحزب) كان بمثابة زلزال ضرب معظم البلدات الجنوبية، وحوّلها أرضاً محروقة غير صالحة للسكن، وتحتاج إلى نحو عامين للتخلص من الركام الذي خلفه العدوان الإسرائيلي.
ورأت أن دفتر الشروط الذي يفترض بلبنان أن يتقدم به للحصول على جواز مرور لاستعادة دوره عربياً ودولياً وصولاً للاهتمام به ومساعدته، يفرض على الحكومة الالتزام بتطبيق القرار 1701 الذي ينص على حصر السلاح بيد الدولة، وسيطرتها على كامل أراضيها، وعدم السماح بالتعايش مع أي سلاح خارج الشرعية.
وقالت المصادر إنه لا إمكانية للتعايش بين حصر احتكار الدولة السلاح، كما تعهد عون في خطاب القسم، ونقيضه، وهذا يعني حكماً أنه لا مكان لثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة» التي يتمسك بها «الحزب» لاسترضاء محازبيه. وأكدت أن القرار 1701 يعيد للدولة إمساكها بزمام المبادرة في الجنوب، والضغط على إسرائيل للانسحاب منه، خصوصاً أن ما نص عليه ما هو إلا نسخة طبق الأصل مما ورد في اتفاق الطائف الذي لم يطبق كما يجب، وأُخضع لاجتهادات ليست في محلها، وبالتالي لم يعد في مقدور «الحزب» التصرف، كما في السابق، وكأن الجنوب بألف خير، وأنه في مأمن عن تفرّده بقراره إسناد غزة من دون العودة للحكومة، وسوء تقديره لرد فعل إسرائيل وادعائه بأنه منعها من التقدم، رغم أنها كانت تحتل 63 بلدة قبل أن ينتشر الجيش في البلدات التي أخلتها بمؤازرة «يونيفيل».
لذلك، فإن دفتر الشروط لن يكتمل إلا بإقرار الحزب بأن هناك ضرورة ليعيد النظر في سلوكه السياسي على خلفية ضرورة تموضعه تحت سقف الدولة التي وحدها، في حال تيسّر تطبيق الـ1701، تبقى القادرة على توفير الحماية للجنوبيين، شرط أن تقوم هيئة الرقابة الدولية المشرفة على تطبيق الهدنة بمنع إسرائيل من مواصلة خروقها إلى أن تتوفر الشروط السياسية لتطبيق القرار الدولي.
وعليه، فإن أورتاغوس تتوخى من جولتها على الرؤساء، بدءاً بعون، إيداعهم «الوصفة الأميركية» للبنان التي من دونها سيبقى الوضع يراوح مكانه، ويجد صعوبة في حث المجتمع الدولي، وعلى رأسه دول الخليج العربي، لمساعدته لإعادة إعمار ما هدّمته إسرائيل.
فالموفدة الأميركية لم تنطق بالتحذيرات والتهديدات التي أطلقتها كشرط ليستعيد لبنان عافيته السياسية والاقتصادية بلسان الإدارة الأميركية فحسب، وإنما تحدثت بالإنابة عن أصدقاء لبنان، مع فارق أساسي يتعلق بأنها استخدمت نبرة عالية شديدة اللهجة، بخلاف الموفدين العرب والأجانب إلى بيروت الذين كانوا أحاطوا أركان الدولة بتحذيرات ومواقف مماثلة، وقدموها على شكل نصائح دبلوماسية بعدم إضاعة الفرص المتاحة لإنقاذ بلدهم.
************************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الحكومة في المخاض .. و”الوزير الخامس” قيد الحسم: الفيتو الأميركي على الحزب تستتبعه هجومات واعتراضات
يقف ملف تأليف الحكومة الأولى في عهد الرئيس جوزف عون على مفترق حرج بين احتمالين؛ الأول إيجابي مرهون بنجاح الإتصالات في تجاوز عقدة الوزير الشيعي الخامس، بما يضع ولادة هذه الحكومة على الخط السريع، والثاني سلبي، محكوم بتباينات وتصلّب في الطروحات، تُعزّز الخشية من دخول هذا الملف في دائرة مراوحة مديدة لا سقف زمنيّاً لها. على أنّ التطوّر البارز الذي دخل على هذا الملف في السّاعات الاخيرة، تجلّى في هجوم أميركي عنيف على «الحزب»، اقترن بوضع «فيتو» على «إشراكه في الحكومة بأيّ شكل من الأشكال»، على حدّ ما اعلنت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الاوسط مورغان اورتاغوس من القصر الجمهوري في بعبدا، وهو الأمر الذي سارعت رئاسة الجمهورية إلى توضيحه، مؤكّدة «أنّ بعض ما صدر عن اورتاغوس من بعبدا يعبّر عن وجهة نظرها، والرئاسة غير معنية به». فيما أثار الموقف الأميركي تساؤلات في أوساط سياسية مختلفة حول ما يرمي اليه إعلانه في هذا التوقيت بالذات، ومدى تأثيراته على مسار التأليف وفي أيّ اتجاه سيدفع به؟
عون واورتاغوس
استقبل رئيس الجمهورية أمس، نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط. واكّد خلال اللقاء ضرورة توقف الاعتداءات الإسرائيلية وقتل الأبرياء والعسكريين وتدمير المنازل وجرف وإحراق الأراضي الزراعية، وإطلاق الأسرى اللبنانيين، معتبراً «انّ الاستقرار الدائم في الجنوب رهن بإنجاز الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي التي احتلتها خلال الحرب الأخيرة وتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته بما في ذلك بنود الاتفاق الذي تمّ التوصل اليه في 27 تشرين الثاني الماضي.
واكّد الرئيس عون «انّ الجيش اللبناني جاهز للانتشار في القرى والبلدات التي تنسحب منها القوات الإسرائيلية، التي يجب ان تنجز هذا الإنسحاب ضمن المهلة المحددة في 18 شباط الجاري، مشدّداً على انّ التعاون مع القوات الدولية مستمر وبناءً للقرار 1701 لتثبيت الاستقرار من جهة وإعادة الحياة تدريجياً إلى المناطق المحررة من الاحتلال، والتي تحتاج إلى خطة شاملة لإعادة إعمارها، وتوفير الحدّ الأدنى من أسباب العيش للأهالي العائدين، بعدما ألحق العدوان الإسرائيلي اضراراً جسيمة في المزروعات والممتلكات.
الموقف الأميركي
ومن على منبر القصر الجمهوري قالت اورتاغوس بعد اللقاء: «كما قلت للرئيس عون، لم أشهد يومًا هذا القدر من الحماس في الولايات المتحدة ومن الجالية اللبنانية حول العالم بشأن مستقبل هذا البلد. وأعتقد أنّ ذلك يعود، إلى حدّ كبير، إلى هزيمة «الحزب» على يد إسرائيل، ونحن ممتنون لحليفتنا إسرائيل على هزيمة «الحزب». ولكن الشكر لكم، إلى الشعب اللبناني، وإلى الرئيس عون ورئيس الوزراء المكلّف نواف سلام، وإلى جميع أفراد هذه الحكومة الملتزمين بإنهاء الفساد، وبإجراء الإصلاحات، والتأكّد من أنّ «الحزب» ليس جزءًا من هذه الحكومة بأي شكل من الأشكال، ويظل منزوع السلاح ومهزومًا عسكريًا».
أضافت: «الولايات المتحدة الأميركية ملتزمة بالصداقة والشراكة التي تربطها بهذه الحكومة الجديدة. لدينا أمل كبير، وهذا الأمل ينبع من معرفتنا بأنّ هناك رجالًا ونساءً يتمتعون بالنزاهة والشفافية في هذه الحكومة، وسيضمنون البدء في إنهاء الفساد، وإنهاء نفوذ «الحزب»، والشروع في تنفيذ الإصلاحات لبناء بلد أفضل، للبنان الذي يستحقه شعبه كله».
ورداً على سؤال عمّا إذا كانت تخشى من أن يسيطر «الحزب» على الحكومة. وماذا لو أصرّ الحزب على أن يكون جزءاً منها؟ قالت: «أنا بالتأكيد لا أخشى «الحزب»، ولست خائفة، لأنّهم هُزموا عسكريًا. لقد وضعنا خطوطاً حمراء واضحة في الولايات المتحدة، ولن يُسمح لهم بترهيب الشعب اللبناني، بما في ذلك أن يكونوا جزءاً من الحكومة. لقد بدأ عصر نهاية إرهاب «الحزب» في لبنان وحول العالم، وانتهى هذا الأمر».
وحول انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، قالت: «نحن ملتزمون بتاريخ 18 شباط».
توضيح الرئاسة
ولاحقاً، أصدر مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية بياناً قال فيه انّ «بعض ما صدر عن أورتاغوس من بعبدا يعبّر عن وجهة نظرها والرئاسة غير معنيّة به».
إتصال بالشرع
وعلى صعيد رئاسي آخر، أعلنت رئاسة الجمهورية «انّ الرئيس عون اجرى اتصالاً هاتفياً بالرئيس السوري احمد الشرع للتهنئة، واتفقا على التنسيق لضبط الوضع على الحدود اللبنانية- السورية ومنع استهداف المدنيين».
اعتراض
وقوبل موقف المسؤولة الأميركية باعتراض جرى التعبير عنه في تجمّع واعتصام لعدد من المواطنين بالقرب من مطار بيروت، كذلك عبّر عنه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان، حيث قال «انّ حكومة بلا الثنائي الوطني تدفع البلد نحو المجهول، وحذارِ الخطأ مع رئيس مجلس النواب، لأنّ الخطأ معه كارثة بحجم قاعدة ميثاقية لبنان». مضيفاً انّ «لعبة التهديد والوعيد فارغة، فلبنان للبنانيين فقط، و«الحزب» لم يُهزم ولا توجد قوة على وجه الارض تستطيع الخلاص من «الحزب، والسيادة فقط للبنان وليس لأميركا ومشاريع الإقصاء والخراب».
رعد: تدخّل سافر
بدوره قال رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد: «ما صدر عن القصر الجمهوري من بيان نأى بالرئاسة عمّا صرّحت به المبعوثة الأميركية كفانا الإطالة في التعليق على ما ورد في تصريحها، وهو زاخر بالحقد وبانعدام المسؤولية، ويتطاول على مكوّن وطني في لبنان هو جزء من الوفاق الوطني ومن الحياة السياسية اللبنانية. في تصريحها تدخّل سافر في السيادة اللبنانية وخروج عن كلّ اللياقات الديبلوماسية ومقتضيات العلاقات الدولية».
أضاف: «بكل الأحوال، من يريد أن يتحدث عن الفساد لا يحتضن الإرهاب، وما يفعله الإسرائيلي وهو المحتضَن من السياسة الأميركية إنما يطعن في صدقية الديموقراطية التي تدّعيها الإدارة الأميركية في كل زمان ومكان».
وقال: «صورة القُبح التي أظهرتها حرب إسرائيل ضدّ غزة وضدّ لبنان تكفي للحكم عند كل الناس في العالم من هو الذي يدعم الإرهاب ويُسلّحه ويُموّله ويُهجّر الناس من أرضهم ويسلبهم حقوقهم، مُتجاوزًا كل القانون الدولي وكل المعايير والمقاييس الدولية».
وختم: «لن نستفيض في التعليق على من يُظهر عدائيته لمكوّن لبناني تصدّى للعدوان الصهيوني وهزمه، والمنتصر هو من كشف صورة المعتدي القبيحة والتي ظهر فيها أنّه يُمارس الإبادة الجماعية ضدّ المدنيين، ضدّ الأطفال، ضدّ النساء، ضدّ البيوت الآمنة والمستشفيات، يُدمّر الأحياء السكنية، وهو مُحتل غازٍ غاصبٍ للأرض لا يحقّ له حتى الدفاع عن النفس. نحن نُراهن على إرادة شعبنا المتمسك بخيارنا المقاوم، الذي يحمي هذا البلد ضمن معادلة الجيش والشعب والمقاومة، وهي المعادلة الواقعية التي يستطيع لبنان أن يفخر بأنّه يحمي سيادته من خلالها».
باريس لحل المأزق
حكومياً، الجديد في هذا الملف ما اكّد عليه رئيس الجمهورية حول «انّ مشاورات تشكيل الحكومة تكاد تصل إلى خواتيمها، على ان تتوافر فيها ما يمكِّنها من ان تكون حكومة منسجمة وقادرة على تحقيق ما يصبو اليه اللبنانيون من آمال وتطلعات وردت في خطاب القسم».
وتزامن ذلك مع موقف فرنسي عبّرت عنه الخارجية الفرنسية بتأكيدها «انّ لدينا ثقة كاملة في قدرة سلطات لبنان على تشكيل حكومة تمثل كل اللبنانيين». وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية تعليقاً على الخطوط الحمراء التي وضعتها الولايات المتحدة الاميركية لوجود «الحزب» في الحكومة اللبنانية: «اننا نأمل أن يجد رئيس الحكومة المكلّف نواف سلام وسيلة لحل المأزق».
جهود لإنقاذ الحكومة
إلى ذلك، اكّدت مصادر مطبخ التأليف لـ«الجمهورية» أنّ تأليف الحكومة وصل إلى لحظة ترنح خطيرة كادت تضيّع الفرصة الحكومية الجديدة، واستشعر الجميع بمدى خطورة ذلك، ما فرض استنفاراً سياسياً واسعاً وجهوداً حثيثة انصبّت في الساعات الاخيرة على محاولة إنقاذ الحكومة وإعادة ضبط مسارها على خط الولادة السريعة، مشيرة إلى جهد كبير يبذله رئيس الجمهورية في اتجاهات سياسية مختلفة، لتضييق حلقة التباينات التي نشأت في اللحظة الأخيرة، وتوفير المناخات التي تساهم في بناء أرضية حكومية بالقدر الأعلى من التفاهم».
وبحسب معلومات موثوقة لـ«الجمهورية»، فانّ باب الاتصالات فُتح على مصراعيه خلال الساعات الماضية، ولاسيما على خط بعبدا – عين التينة، وكذلك على خط الرئيس المكلّف – عين التينة، حيث أُفيد عن تواصل نهاري حصل بين الرئيس المكلّف ورئيس مجلس النواب، وايضاً على خط ثنائي حركة «أمل» و»الحزب» في مشاورات تنسيقية في ما بينهما.
وتشير المعلومات إلى أنّ الأجواء التي سادت هذه الاتصالات أوحت بأنّ الأمور لم تصل إلى حائط مسدود، بل إنّ إمكانية تفكيك العقدة الشيعية ما زالت قائمة، وخصوصاً بعد بروز إشارات حول استبعاد اسم لميا مبيض، حيث أفيد عن استبدالها باسم الوزير السابق ناصر الصعيدي كوزير شيعي خامس قابل للتوافق عليه. الّا أنّ الأمور لم تُحسم بصورة نهائية، حيث أنّ الصعيدي اعتذر عن عدم قبول توزيره الّا بحقيبة من ضمن اختصاصه غير البيئة، ما أعاد إطلاق عملية بحث جديدة عن اسم جديد، مع إبقاء قناة الاتصال مفتوحة من قبل الرئيس المكلّف مع رئيس مجلس النواب، على ان تشكّل الساعات القليلة المقبلة المجال الأقرب لحسم التوافق على اسم.
وهذه التطورات كانت مدار بحث في اللقاء الذي عُقد أمس بين رئيس الجمهورية جوزاف عون والرئيس المكلّف نواف سلام، الذي غادر القصر الجمهوري من دون الإدلاء بأي تصريح. فيما وصفت أجواء اللقاء بالمريحة.
هل تولد اليوم؟
وقالت مصادر متابعة لحركة الاتصالات لـ«الجمهورية» انّه «في حال أمكن بلوغ التوافق المنشود على اسم الوزير الشيعي الخامس اليوم، فمن شأن ذلك أن يطلق العجلة الحكومية سريعاً نحو إعلان ولادة الحكومة اليوم ايضاً، إلّا إذا كان خلف الأكمة عقد أخرى، سواء أكانت كامنة في بعض الزوايا السياسية وما زالت في حاجة إلى إنضاج على مستوى تمثيل بعض القوى، او عقد مفتعلة طابعها سياسي وإقصائي لأطراف سياسية معيّنة تصبّ في ما يهدف إليه الموقف الاميركي الصريح لناحية إبعاد «الحزب» عن المشاركة في الحكومة، فمثل هذه العقد إن وجدت، سيكون لها التأثير السلبي على عجلة التأليف».
************************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
حركة رئاسية متسارعة لإصدار المراسيم.. وبعبدا غير معنية بتصريحات أورتاغوس
لقاء حامٍ بين برّي والموفدة الأميركية اليوم.. وعون يتصل بالشرع لتطويق الاشتباكات الحدودية
في وقت يتعلق فيه اللبنانيون بحبال الهواء، كما يُقال، للخروج من عقدة انتظار «دوامة تأليف حكومة جديدة برئاسة نواف سلام»، والآمال المعلَّقة على مثل هكذا حكومة تتمكن من مواكبة وممارسة الضغط على الاحتلال الاسرائيلي لإنهاء احتلاله لأجزاء من أراضي القرى الأمامية الجنوبية، ووقف عدوانه المستمر على لبنان واتفاق وقف النار، فضلا عن تحديات كبرى تواجه البلد عند الحدود الشرقية الشمالية وفي الداخل، فضلا عن ازمات اعادة الاعمار والاصلاح، في هذا الوقت، كادت تصريحات نائبة المبعوث الأميركي الخاص للشرق الاوسط مورغان اورتاغوس من قصر بعبدا، ان تتسبب بأزمة سياسية داخلية، لا تضغط فقط على تأليف الحكومة بل ايضا على الوضع السياسي اللبناني، وتعمق مأزقه وتداعياته، لولا الاستدراك العاجل من قصر بعبدا، حيث، اكدت الرئاسة الأولى، بأنها غير معنية مما صدر عن اورتاغوس من بعبدا، وهو تعبير عن وجهة نظرها، والرئاسة غير معنية به.
والأبرز في تدارك الوضع، والإسراع بالخروج من «دوامة» الأخذ والردّ حول الحكومة، زيارة الرئيس المكلف نواف سلام الى بعبدا للتداول في الاسماء المرشحة لملء مركز «الشيعي الخامس» في ضوء استبعاد لمياء مبيض، وعدم حماسة وزيرالاقتصاد السابق ناصر السعيدي للدخول الى الوزارة بالحقيبة المعروضة عليه (البيئة).
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن عدم حل عقدة تمثيل الوزير الخامس من الحصة الشيعية في التشكيلة الحكومية لا يعني أن الأفق مقفل أو أن الأمور وصلت إلى حائط مسدود، وأشارت إلى أن اللقاء بين الرئيس عون والرئيس سلام اندرج في إطار التشاور، ولم يكن مقررا أن يشهد ولادة الحكومة إذ أن الرئيس المكلف وضع الرئيس عون في أجواء التواصل الذي تم بينه وبين الرئيس بري بعد جو متشنج أول من أمس.
ولفتت الى ان سلام وبري توافقا على اسم الوزير السابق ناصر السعيدي ليكون الوزير الخامس إلا ان الأخير اعتذر عن تولي أية حقيبة وزارية، ما أعاد البحث إلى العقدة الأساسية.
وعلى الرغم من ذلك فإن لقاء رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف تناول عدة اسماء بديلة في حين كانت خطوط التواصل مع رئيس مجلس النواب خلال اللقاء مفتوحة لكن للبحث تتمة. وفُهم أن رئيس الجمهورية والرئيس المكلف أعادا التأكيد على ضرورة التنسيق واستكمال التشاور في الساعات المقبلة من أجل قيام الحكومة.
وعُلم أن الرئيس سلام كان ميالا إلى اختيار شخصيات أمثال الوزير السابق السعيدي.
وبعيدا عن الحكومة، كانت اجواء زيارة المسؤولة الأميركية مورغان اورتاغوس حاضرة في اجتماع الرئيسين عون وسلام. وعلمت اللواء أن ما ذكرته اورتاغوس في تصريحها من القصر الجمهوري كان مغايرا لجو مباحثاتها مع رئيس الجمهورية.
وقالت إن خطوة مكتب الاعلام بالاشارة إلى أن ما صدر عنها يعبر عن وجهة نظرها والرئاسة غير معنية به موفقة. وكانت اورتاغوس قد أكدت رفض تمثل الحزب في الحكومة.
وعُلم أن رئيس الجمهورية تمسك بموقف لبنان الثابت بشأن تطبيق القرار ١٧٠١ قائلا ان الاستقرار الدائم في الجنوب رهنٌ بإنجاز الانسحاب الإسرائيلي، مبديا ثقته الكاملة بانتشار الجيش.
وما كانت اشارت اليه «اللواء» من معارضة أميركية قوية لتوزير الحزب وصل أميركياً برسالة شديدة اللهجة برفض توزير من يمثل الحزب عبر كلام اورتاغوس ومن القصر الجمهوري، ما أثار مخاوف من تأخير اضافي في تشكيل الحكومة بسبب الضغط الاميركي الاستفزازي، وردود فعل عنيفة ابرزها من رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، وعدد من نواب الحزب ومن المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان وعدد من الاحزاب والقوى السياسية. ما دفع مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية الى إصدار بيان اوضح فيه: أن بعض ما صدر عن أورتاغوس من قصر بعبدا، يعبر عن وجهة نظرها، ورئاسة الجمهورية اللبنانية غير معنية به.
وستلتقي اورتاغوس اليوم الرؤساء نبيه بري ونجيب ميقاتي ونواف سلام، وافادت معلومات ان بري سيرد امامها على اي موقف اميركي بما يناسب وسيشرح لها تفاصيل الانتهاكات لإتفاق وقف اطلاق النار، وأن مهمة الاميركي فقط هي إلزام الاحتلال الاسرائيلي بوقف الانتهاكات والانسحاب من القرى التي يحتلها.
في هذه الاثناء تواصلت الاتصالات لإنجاز التشكيلة الحكومية وحل موضوع الوزير الشيعي الخامس، فزار رئيس الحكومة المكلف القاضي نواف سلام رئيس الجمهورية جوزف عون، وسط معلومات عن اجواء ايجابية وعن توافقٍ على أن يكون الوزير الشيعي الخامس ناصر السعيدي اذا وافق هو شخصياً. وأن الرئيس برّي جاهز لأيّ اتصال من القصر الجمهوري في حال تمّ حلّ مختلف العقد.
وسبق ذلك، حسب المعلومات اتصال بين بري وسلام حول اسماء الوزير الشيعي الخامس، وان بري لم يمانع اي اسم على ان لا يكون مستفزا للثنائي الشيعي.
لكن انتهى لقاء الرئيسين عون وسلام من دون تسمية السعيدي الذي إعتذر عن المشاركة في الحكومة وكان يحبّذ حصوله على حقيبة غير «التنمية الإدارية» والبحث جارٍ بين الرئيسين عون وسلام عن إسم جديد.
وبقي برّي على تواصل مع عون وسلام، وعبره مع «الحزب» وطُرحت مجموعة أسماء غير السعيدي لكن لم يتم التوافق عليها.
وبالنسبة للتمثيل السني، لم يطرأ اي جديد بعد انقطاع التواصل بين سلام والكتل السنيّة، وافيد ان بعض الكتل والنواب المستقلين قرروا عدم منح الثقة للحكومة ما لم يتم التشامعهم، فيما لم تتخذ كتل سنية اخرى اي موقف بعد بإنتظار تشكيل الحكومة ومعرفة التوزيع السني فيها. وافادت مصادر كتلة الاعتدال ان التواصل مستمر بينها وبين الرئيس المكلف وبخاصة عبر النائب احمد الخير.
قنبلة اورتاغوس
وكانت اورتاغوس قد زارت الرئيس عون وقالت بعد اللقاء للصحافيين: كما تعلمون، هناك العديد من أبناء الجالية اللبنانية في الولايات المتحدة، ولدي العديد من الأصدقاء اللبنانيين الذين يعيشون هناك. كما قلت للرئيس عون، لم أشهد يوماً هذا القدر من الحماس في الولايات المتحدة ومن الجالية اللبنانية حول العالم بشأن مستقبل هذا البلد. وأعتقد أن ذلك يعود، إلى حد كبير، إلى هزيمة الحزب على يد إسرائيل، ونحن ممتنون لحليفتنا إسرائيل على هزيمة الحزب. ولكن الشكر لكم، إلى الشعب اللبناني، وإلى الرئيس عون ورئيس الوزراء المكلّف نواف سلام، وإلى جميع أفراد هذه الحكومة الملتزمين بإنهاء الفساد، وبإجراء الإصلاحات، والتأكد من أن الحزب ليس جزءًا من هذه الحكومة بأي شكل من الأشكال، ويظل منزوع السلاح ومهزوماً عسكرياً.
اضافت: وهذا يبدأ، بطبيعة الحال، بالضغط الذي يفرضه الرئيس ترامب الآن على الجمهورية الإسلامية في إيران لمنعها من تمويل وكلائها الإرهابيين في المنطقة. وسنعمل أيضًا على التأكد من أن الجمهورية الإسلامية في إيران لن تتمكن من الحصول على سلاح نووي، ولن تتمكن من نشر الفوضى وإلحاق الأذى بهذا البلد وفي العديد من الدول الأخرى في المنطقة، وهو ما سُمح لها بفعله لعقود. لكن هذا الأمر ينتهي مع الرئيس ترامب.
تابعت: أعتقد أنه من المهم جدًا أن يعلم الشعب اللبناني أنني ملتزمة تجاه هذا البلد، وأن الولايات المتحدة الأميركية ملتزمة بالصداقة والشراكة التي تربطها بهذه الحكومة الجديدة. لدينا أمل كبير، وهذا الأمل ينبع من معرفتنا بأن هناك رجالًا ونساءً يتمتعون بالنزاهة والشفافية في هذه الحكومة، وسيضمنون البدء في إنهاء الفساد، وإنهاء نفوذ الحزب، والشروع في تنفيذ الإصلاحات لبناء بلد أفضل، للبنان الذي يستحقه شعبه كله.
سئلت: أنت تخشين أن يسيطر الحزب على الحكومة. ماذا لو أصرّ الحزب على أن يكون جزءا منها؟ ما هو موقفك؟
اجابت: أنا بالتأكيد لا أخشى الحزب، ولست خائفة، لأنهم هزموا عسكريًا. لقد وضعنا خطوطا حمرَ واضحة في الولايات المتحدة، ولن يسمح لهم بترهيب الشعب اللبناني، بما في ذلك أن يكونوا جزءا من الحكومة. لقد بدأ عصر نهاية إرهاب الحزب في لبنان وحول العالم، وانتهى هذا الأمر.
وهل سيبقى الجيش الاسرائيلي في جنوب لبنان او تمديد بقائه رسميا؟
اجابت: نحن ملتزمون بتاريخ 18 شباط . كان هذا جزءًا من المفاوضات التي أجريتها مع شريكي إريك تريغر في مجلس الأمن القومي، ومع الحكومة اللبنانية والحكومة الإسرائيلية. وسيكون 18 شباط هو موعد إعادة الانتشار عندما تُنهي قوات الجيش الإسرائيلي انسحابها، وبالطبع ستأتي القوات المسلحة اللبنانية لتعيد انتشارها. نحن ملتزمون بشدة بهذا التاريخ.
وابلغ رئيس الجمهورية اورتاغوس أن الاستقرار الدائم في الجنوب رهن بإنجاز الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي التي احتلتها خلال الحرب الأخيرة وتطبيق القرار ١٧٠١ بكل مندرجاته، بما في ذلك بنود الاتفاق الذي تم التوصل اليه في ٢٧ تشرين الثاني الماضي». وأشار إلى أن الاعتداءات الاسرائيلية يجب أن تتوقف وكذلك قتل الأبرياء والعسكريين وتدمير المنازل وجرف وإحراق الأراضي الزراعية، وأن اطلاق الاسرى اللبنانيين جزءٌ لا يتجزأ من الاتفاق» .
واكد الرئيس عون ان» الجيش اللبناني جاهز للانتشار في القرى والبلدات التي تنسحب منها القوات الاسرائيلية التي يجب ان تنجز هذا الانسحاب ضمن المهلة المحددة في ١٨ شباط الجاري»، مشددا على ان «التعاون مع القوات الدولية مستمر وبناء للقرار ١٧٠١ لتثبيت الاستقرار من جهة واعادة الحياة تدريجياً إلى المناطق المحررة من الاحتلال والتي تحتاج إلى خطة شاملة لاعادة إعمارها، وتوفير الحد الادنى من اسباب العيش للأهالي العائدين بعدما ألحق العدوان الاسرائيلي اضرارا جسيمة في المزروعات والممتلكات» .
وتناول الحديث الوضع الحكومي، فأكد الرئيس عون ان «المشاورات لتشكيل الحكومة الجديدة تكاد تصل إلى خواتيمها على ان تتوافر فيها ما يمكِّنها من ان تكون حكومة منسجمة وقادرة على تحقيق ما يصبو اليه اللبنانيون من آمال وتطلعات وردت في خطاب القسم» وتناول ايضاً التطورات في دول المنطقة ولاسيما في سوريا.
وكانت اورتاغوس نقلت في مستهل اللقاء تهاني الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمناسبة إنتخابه وتمنياته له بالتوفيق في قيادة البلاد في هذا الظرف الصعب الذي يجتازه لبنان . وشددت على» التزام الولايات المتحدة الأميركية بتوطيد العلاقات الوثيقة مع لبنان، مثنية على أهمية الصداقة والشراكة القائمة بين الشعبين الأميركي واللبناني»
وبعد ردود الفعل العنيفة والواسعة على موقف ارتاغوس، صدر عن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية بيان اوضح فيه: أن بعض ما صدر عن أورتاغوس من قصر بعبدا، يعبر عن وجهة نظرها، ورئاسة الجمهورية اللبنانية غير معنية به.
فرنسا: ليحل سلام المأزق
اعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية أن فرنسا لديها ثقة كاملة في قدرة السلطات في لبنان على تشكيل حكومة تمثل كل طوائف الشعب اللبناني.
وردا على سؤال حول الخطوط الحمراء التي حددتها الولايات المتحدة بشأن مشاركة الحزب في الحكومة اللبنانية، قال المتحدث: إن فرنسا تأمل أن يجد رئيس الوزراء اللبناني وسيلة لحل المأزق.
وفي السياق، اشارت المعلومات الى تدخل فرنسي مباشر لتسهيل تشكيل الحكومة عبر اتصال الرئيس إيمانويل ماكرون بالرئيس نبيه بري وبالرئيس نواف سلام، كماجرى تواصل اميركي – فرنسي – سعودي على مستويات عالية حول حل موضوع قريباً.
وعلى الأرض، تحرك مناصرو الحزب على طريق المطار منددين بتصريحات اورتاغوس، وسمع ليلا اطلاق رصاص بالضاحية الجنوبية في اطار تجمعات احتجاجية على التصريحات.
في المواقف، شدد النائب جبران باسيل على رفض التيار لان يكون في حكومة «أولاد الست وأولاد الجارية» قائلاً: اذا غيرنا بيقبل، نحن لا نقبل، ولا متعلقين بالسلطة، وأسهل شيء علينا نروح للمعارضة».
والمضحك أن الفريق المسيحي المعني حاول تحويل هزيمته وإذلاله إلى انتصار، ونحن رفضنا أن يمارس هذا الشيء علينا وموافقة «القوات» أعطت غطاء بقبولها ما يكرّس على المسيحيين مصيبة جديدة».
وأردف: «الأبشع أنّ رئيس حزب القوات سمير جعجع وُعد أو اعتبر أنّه مقابل هذا الشيء يحصل على شطبنا من المعادلة وهذه عادته في تسجيل الإنتصار لنفسه عبر إلغاء غيره وهذا حصل في العام 1990 بقبول الطائف لتغطية الهجوم على قصر بعبدا للتخلص من ميشال عون، وهكذا فعل بالتعاطي مع صلاحيات رئيس الجمهورية فقط لأنّ ميشال عون يُمارسها».
ولفت إلى أنّ «جعجع يغطي خسارة كل المسيحيين لأنه يريد إلغاء خصم من خصومه وهذا يتكرر اليوم».
ودع النائب السابق وليد جنبلاط الى الاحتكام الى حكم الرئيس صائب سلام الشهيرة: لا غالب ولا مغلوب، في ادارة الوضع الداخلي المعقد، ومعالجة الاستحقاقات الوطنية وضمنها تشكيل الحكومة.
ضبط الوضع عند الحدود الشمالية
شرقاً وشمالاً، كان المشهد موضع متابعة، فقد اتصل الرئيس عون بالرئيس السوري احمد الشرع، وهنأه فيه بتسلّم مسؤولياته الرئاسية، وتناول الرئيسان خلال الاتصال الاشتباكات الجارية على الحدود اللبنانية – السورية، واتفقا على التنسيق لضبط الوضع، ومنع استهداف المدنيين.
وكانت الحدود اللبنانية السورية عند معبر جوسية ليل الخميس، تبادلًا للمختطفين بين كل من هيئة تحرير الشام وعدد من العشائر الناتجة عن إشتباكات عنيفة دارت بين الطرفين في منطقة حاويك السورية الحدودية، كما شهدت الحدود، صباح أمس، توترات أمنية تمثلت بقصف مدفعي من قبل هيئة تحرير الشام من جهة بلدة القصير السورية.
وطال القصف، بلدة جرماش السورية التي يقطنها لبنانيون، فيما إنفجرت طائرة مفخخة أطلقتها هيئة تحرير الشام فوق مرتفعات محيط بلدة جرماش السورية.
ووصلت النيران الى الأراضي اللبنانية، بعد سقوط صاروخين في محيط بلدة الكويخ شمال قضاء الهرمل أطلقا من ريف القصير السورية.
وأسفر التوتر على الحدود اللبنانية السورية والقصف المدفعي عن سقوط قتيلين و10 جرحى معظمهم من عشيرة آل جعفر.
كذلك، سقطت عدة صواريخ في أحراج منطقة أكروم العكارية، أثارت الرعب في نفوس سكان المنطقة، إلا أنها لم تسفر عن سقوط أي إصابات.
وقد بدأ الجيش اللبناني بإرسال تعزيزات إلى منطقة قلد السبع في جرود الهرمل.
وسقط 3 جرحى لبنانيين في بلدات القصر وكلات الماء والكواخ، بعد توسع الاشتباكات بين العشائر اللبنانية وهيئة تحرير الشام في جرماش.
الاعتداءات الاسرائيلية تتجاوز الحدود
في الاعتداءات اليومية المتمادية على الجنوب، استهدف عبوة من مخلفات الماضي مسؤولاً في الحزب، هو الشهيد عباس حيدر من طيرحرفا، الذي سقط مع ابنتيه في منزله، الذي كان مفخخاً من قِبل العدو الاسرائيلي.
وشن الطيران الحربي المعادي، غارة استهدفت بلدة تبنا في البيسارية، كما اقدم على تفجير منازل على مرحلتين في بلدة كفركلا.
استدعاءات المرفأ
قضائياً، وبعد توقف دام أكثر من 3 سنوات، بدأ أمس المحقق العدلي في جريمة إنفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار جلسة التحقيق الأولى. واستجوب المدعى عليهما ربيع سرور، رئيس قسم الصيانة في المرفأ، وسليم شبلي من شركة شبلي.ولم يحضر الجلسة أحمد قمارية بداعي المرض، وقدّم مروان الكعكة دفوعًا شكلية، وأُرجئت الجلسة إلى 21 من هذا الشهر للبت في الدفوع.وكما كان مقرّراً، يفترض أن يواصل جلسات الإستماع الى المدعى عليهم حتى نهاية الشهر الحالي، في إطار المرحلة الاولى من الاستدعاءات.
************************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
عملية البحث عن الوزير الشيعي الخامس مستمرة
هي اكثر الرسائل حسماً ووضوحاً اعلنتها من قصر بعبدا نائبة المبعوث الاميركي الى الشرق الاوسط مورغان اورتاغوس. “انتهى عهد ترهيب الحزب في لبنان والعالم ، ولن يكون طرفاً في الحكومة”. فهل بعد كلامها كلام؟ وكيف سيتلقف الحزب الموقف الاميركي وماذا عن ردة الفعل؟ السؤال يطرحه كل من استمع الى المسؤولة الاميركية خليفة آموس هوكشتاين الذي نجح بالتفاوض بالواسطة مع الحزب في ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل، لكن “الدبلوماسية الجميلة” تبدو حضرت الى بيروت لنقل رسالة الادارة الاميركية الترامبية الى العهد الجديد، ونقطة عالسطر.
الى القصر الجمهوري وصلت باكرا اورتاغوس، هي زيارتها الاولى خارج بلادها استقبلها الرئيس جوزاف عون، وقالت بعد اللقاء :الزيارة الأولى لي خارج الولايات المتحدة هي للبنان وممتنة للرئيس عون والحكومة وهناك عدد كبير من الجالية اللبنانية في أميركا”، مضيفة: “نقلت للرئيس عون أنّني لم أرَ هذه الحماسة بشأن مستقبل لبنان من قبل وهذا مهم لأنّ “الحزب” انهزم من قبل إسرائيل”. وشدّدت على أنّ تمّت هزيمة “الحزب” عسكريًّا، قائلة: “انتهى عهد ترهيبه في لبنان والعالم”. “الحزب” لن يكون طرفاً في الحكومة اللبنانية. وتابعت: “سنتأكد من أنّ إيران لن تصل إلى السلاح النووي ولن تتسبّب في عدم الاستقرار في لبنان والمنطقة”.
الرئاسة غير معنية
ولاحقاً، صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية الاتي: بعض ما صدر عن نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس من بعبدا يعبّر عن وجهة نظرها والرئاسة غير معنيّة به.
وعلى الاثر، اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان “ان لدينا ثقة كاملة في قدرة سلطات لبنان على تشكيل حكومة تمثل كل اللبنانيين”.واضافت “نأمل أن يجد نواف سلام وسيلة لحلّ المأزق”.
جولة جنوبية
وظهرا، وصلت أورتاغوس على رأس وفد إلى قيادة اللواء الخامس في البياضة برفقة عدد من ضباط الجيش اللبناني في إطار جولة استطلاعية على الحدود الجنوبية.
عون والشرع
واتصل الرئيس عون امس بالرئيس السوري أحمد الشرع للتهنئة، واتفقا على “التنسيق لضبط الوضع على الحدود اللبنانية – السورية ومنع استهداف المدنيين”.
سلام في القصر
على الخط الحكومي ايضاً، زار الرئيس المكلف نواف سلام قصر بعبدا وعقد اجتماعا مع الرئيس عون ، ثم غادر من دون الادلاء باي تصريح.
سبق ذلك اتصال سلام برئيس مجلس النواب نبيه بري . وذكرت المعلومات انه تم التوافق على اسم ناصر السعيدي كوزير شيعي خامس . ولكن الاخير اعتذر .
من جهته، قال رئيس “التيار الوطنيّ الحرّ” النائب جبران باسيل في مؤتمر صحافي: “لا يمكن أن نكون في حكومة “ولاد ست وولاد جارية” ولسنا متعلّقين بالسلطة وأسهل علينا الذهاب الى المعارضة، فإمّا أن تطبّق المعايير نفسها على الجميع أو لا تكون”.
توتر حدودي
على الضفة الحدودية الاخرى، تعرّضت بلدة جرماش عند الحدود اللبنانية – السورية من جهة الهرمل، لقصف مدفعي من قبل عناصر هيئة تحرير الشام. وسقط صاروخ ثان في مرتفعات محيطة ببلدة الكواخ شمال قضاء الهرمل أطلقته “هيئة تحرير الشام” من ريف القصير.
وبعد اشتباكات مسلّحة سادت قرية “حاويك” طوال يوم اول أمس، تخلّلها أسر مواطنين لبنانيين، تسعى قوات الإدارة السورية الجديدة إلى ترسيخ نفوذها في قرى حوض العاصي اللبنانية داخل الأراضي السورية، حيث تدفع منذ ساعات الصباح الأولى بقوات المدرعات والأسلحة الثقيلة إلى قرى “الفاضلية”، “بلوزة”، “جرماش” و”حاويك”، بعد أن شهدت المنطقة اشتباكات عنيفة بالأمس مع أهالي قرية “حاويك” اللبنانيين من عشيرتَي زعيتر وجعفر. من جهته ارسل الجيش اللبناني تعزيزات إلى منطقة قلد السبع في جرود الهرمل.
************************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
الاتصال الأول بين عون والشرع لضبط الحدود الشرقية
أورتاغوس ترفع البطاقة الحمراء ضد توزير “الحزب”
ما قبل مجيء المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس ليس كما قبله، ليس حكومياً فقط إذ ستكون هناك ارتدادات على مستويات سياسية عدة. لقد أجمع المراقبون على هذا التوصيف، وافترقوا في تقدير أبعاده. وتقول أوساط سياسية بارزة في هذا المضمار لـ”نداء الوطن” إن تفويت فرصة ولادة الحكومة الخميس ورفض رئيس مجلس النواب نبيه بري الاسم الشيعي الخامس، يمكن استلحاقه قبل أن تقوى الزوبعة السياسية التي أثارتها أورتاغوس.
في موازاة ذلك، علمت “نداء الوطن” أن الخطاب العالي النبرة للموفدة الأميركية من بعبدا بعد لقائها رئيس الجمهورية جوزاف عون، “لم يعكر جو تأليف الحكومة، لأن أورتاغوس قالت خلال اجتماعها مع عون إنها ترفض توزير حزبيين من “الحزب”، في حين أن الأميركيين يعرفون جيداً الأسماء الشيعية الأربعة المطروحة، وهناك من يعمل معهم في الجامعة الأميركية لذلك لم يضعوا “فيتو” على أي اسم لأنهم يدققون في السير الذاتية وسلوك وارتباطات كل شخص”.
المسألة أن الموقف الأميركي، لا يحجب أن ما قالته أورتاغوس على الطريقة “الترامبية”، قاله مراراً سلفها آموس هوكستين ولكن بدبلوماسية. ومن أخذ عليها خاتم نجمة داوود، لا يجب أن ينسى أن هوكستين كان ضابطاً بالجيش الإسرائيلي. في كل حال عندما نقول إننا في مرحلة جديدة أثمرت انتخاب عون وتكليف سلام، فهذه المرحلة كانت الولايات المتحدة وكل المجتمع الدولي في صلبها. وهذه المرحلة جاءت بعدما اختل ميزان القوى إلى درجة أن “الحزب” وافق صاغراً على اتفاق وقف النار الذي رعته واشنطن. لذا تبدو مواقف أورتاغوس انعكاساً ولو “فظاً” للوضع الجديد الذي نشأ بعدما ورَّط “الحزب” كل لبنان في تداعياته.
ومن جهة ثانية أكدت أورتاغوس الانسحاب الكامل الإسرائيلي من الجنوب وتحريك ملف الأسرى وتطوير برنامج دعم الجيش اللبناني ليكون القوة الوحيدة في جنوب الليطاني وفي كل لبنان، في حين أكد عون الالتزام الكامل بالقرار 1701 بكل مندرجاته وبالاتفاق الذي وافقت عليه الحكومة اللبنانية في 27 تشرين الثاني الماضي.
ناصر السعيدي
وكانت زيارة الرئيس المكلف نواف سلام مساء أمس إلى قصر بعبدا مناسبة للبحث في الاسم الشيعي الخامس. وكان هناك اقتراح بأن يكون هذا الاسم الوزير السابق ناصر السعيدي لكن الأخير يبدو اشترط تغيير الحقيبة المعروضة (التنمية الإدارية) ما استدعى المزيد من المشاورات، التي ستتواصل بين عون وسلام لمحاولة تسريع إنجاز التشكيلة.
وأكدت أورتاغوس أيضاً من قصر بعبدا التزام بلادها “الصداقة والشراكة التي تربطنا بالحكومة الجديدة”، وأبدت تفاؤلها بقدرة أعضائها على “ضمان بدء القضاء على الفساد، وإنهاء نفوذ “الحزب”، والشروع في الإصلاحات”.
ورداً على سؤال، قالت أورتاغوس: “وضعنا في الولايات المتحدة خطوطاً حمراء واضحة، تمنعهم (“الحزب”) من ترهيب الشعب اللبناني، بما في ذلك عبر مشاركتهم في الحكومة” المقبلة. وأضافت “لقد بدأت نهاية عهد “الحزب” في الترهيب في لبنان وحول العالم. لقد انتهى”.
وقالت “نحن ممتنون لحليفتنا إسرائيل على هزيمة “الحزب”، مشيرة إلى ضغوط يفرضها ترامب راهناً على إيران “حتى لا تتمكن من تمويل وكلائها الإرهابيين في المنطقة”، وبينهم “الحزب” الذي تعد طهران داعمته الرئيسية.
وفي وقت لاحق، أوردت الرئاسة اللبنانية في بيان مقتضب أن “بعض ما صدر” عن أورتاغوس في القصر الرئاسي “يعبّر عن وجهة نظرها والرئاسة غير معنيّة به”.
بينما قال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إن فرنسا لديها ثقة كاملة في قدرة السلطات في لبنان على تشكيل حكومة تمثل كل طوائف الشعب اللبناني. ورداً على سؤال حول الخطوط الحمراء التي حددتها الولايات المتحدة بشأن مشاركة “الحزب” في الحكومة اللبنانية، قال المتحدث إن فرنسا تأمل أن يجد رئيس الوزراء اللبناني وسيلة لحل المأزق.
أما “الحزب” فرأى عبر رئيس كتلة “الحزب” البرلمانية محمّد رعد في بيان، “في تصريحها (أورتاغوس) تدخلاً سافراً في السيادة اللبنانية وخروجاً عن كل اللياقات الدبلوماسية” معتبراً أن ما ورد فيه “زاخر بالحقد وبانعدام المسؤولية، ويتطاول على مكون وطني هو جزء من الوفاق الوطني ومن الحياة السياسية اللبنانية”.
معارك الحدود اللبنانية – السورية
ميدانياً، تستمر المعارك الدائرة على الحدود اللبنانية السورية لليوم الثاني على التوالي بين عناصر هيئة تحرير الشام والإدارة السورية الجديدة من جهة، ومسلحي العشائر البقاعية وخلفهم “الحزب” من جهة أخرى. تلك الاشتباكات التي تسعى خلالها القوات السورية إلى تنظيف المنطقة التي تضم عدداً من البلدات اللبنانية ضمن الجغرافيا السورية من تجار المخدرات والمهربين، وجعلها منطقة منزوعة السلاح بعد أن استباحها “الحزب” على مدى سنوات، وأنشأ فيها معامل الكبتاغون ومخازن الأسلحة، وشكلت له منفذاً استراتيجياً إلى سوريا ولبنان.
وشهدت الساعات الأخيرة اتصالًا هو الأول بين الرئيس عون ونظيره السوري أحمد الشرع، تم خلاله الاتفاق على ضرورة التنسيق الأمني المشترك لضبط الأوضاع الميدانية ومنع الانفلات الأمني واستهداف المدنيين. وعلمت “نداء الوطن” أن الاتصال كان إيجابياً تم الاتفاق خلاله على التنسيق الكامل بين الجهات الرسمية في البلدين، وبأن الأمور تتجه إلى التهدئة اليوم، وسط تأكيدات من الطرفين أن الجهات الرسمية فقط هي المولجة معالجة الأمر وضبط الحدود.
*********************************************
افتتاحية الانباء
التأليف على وقع الإيحاءات الأميركية... وضبابية على خط الاتصالات
لا تزالُ الضبابية تهيمن على التشكلية الحكومية، فيما المواقف السياسية المتضاربة تُلقي بثقلها على المستوى الداخلي، بعدما تعثر تشكيل الحكومة مرّة جديدة بذريعة الوزير الشيعي الخامس، الذي كان مفترضاً أن يسميه رئيس الجمهورية جوزاف عون والرئيس المكلّف نواف سلام بحسب الاتفاق الذي تم بين الأخير والخليلين الأسبوع الفائت. إلّا أنَّ الأزمة احتدمت ما أدى إلى تأخير الإعلان عن تشكيل الحكومة، الذي جاء بعدما اعتذار الوزير السابق ناصر السعيدي عن مشاركته في الحكومة، إثر مفاوضات أفضت إلى طرح اسمه.
عقد جديدة على خط التأليف
في السياق، أشارت مصادر سياسية إلى عقد إضافية تتخطى مسألة الوزير الشيعي الخامس والجهة التي تسميه، معتبرةً في حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية أن العقدة تكمن في الرسائل الأميركية التي وصلت الى الرئيسين عون وسلام وتحذيرهما من مغبة إشراك حزب الله في الحكومة.
وإذ توقفت المصادر عند محاولة البعض استغلال الليونة التي أبداها كل من رئيس الجمهورية والرئيس المكلف لتمثيل جميع الكتل النيابية وتسهيل عملية تشكيل الحكومة، رأت أن عدم تخلّي البعض عن أسلوب المحاصصة واستمراره بوضع العقد أمام سلام، كما عدم إطلاق يده في تشكيل الحكومة التي يريدها، جعل الأمور معقدة أكثر ووضع لبنان تحت المجهر الدولي، لافتةً إلى أنه كان ينبغي على الثنائي الشيعي القبول بالحصة التي أعطيت له وتجنب المطالبة بالميثاقية لانها قد تعرقل تشكيل الحكومة وتؤدي الى تأخير عملية اعادة الاعمار.
جنبلاط: لا غالب ولا مغلوب
وفي تعليقه على الممارسات التعطيلية، وما كشف عنه الرئيس الاميركي دونالد ترامب من مشاريع مشبوهة لتهجير الفلسطينيين من غزة، لفت الرئيس وليد جنبلاط إلى أنّه لعل أبطال الخيال العلمي لم يتوقعوا ان يصبح ترامب احد منافسيهم بين ليلة وضحاها، بعدما اقترح تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة وتوزيعهم على الاردن ومصر وغيرهم، تمهيداً لتحويل القطاع منطقة سياحية.
ورأى جنبلاط أن ذلك يعكس جوهر المشروع الصهيوني وتشكيل ترجمة له، ويشير الى ان ترامب يتماهى بنحو واضح أكثر من أي وقت مضى مع المشروع الاسرائيلي الرامي ليس فقط الى تهجير الفلسطينيين، وإنما ابادة الهوية الفلسطينية.
أما في الملف اللبناني، حذر جنبلاط ألا يتوهم البعض في الداخل ان في إمكانه أن يستفيد من مفاعيل العدوان الاسرائيلي الأخير في مواجهة فريق آخر، وليتذكروا حكمة الرئيس صائب سلام الشهيرة لا غالب ولا مغلوب، التي تحتاج إلى الاحتكام إليها حالياً على مستوى إدارة الوضع الداخلي المعقد، ومعالجة الاستحقاقات الوطنية ومنها تشكيل الحكومة.
زيارة أورتاغوس... وموجة غضب
في سياق منفصل، أثار تصريح نائبة الموفد الخاص للرئيس الأميركي مورغان أورتاغوس موجة غضب عارمة، إثر تشديدها على استبعاد حزب الله من الحكومة بعد هزيمته بمواجهة اسرائيل وذلك مع بدء التسريبات المتلاحقة عن تمديد ثالث للاحتلال الاسرائيلي في جنوب لبنان، ما أدى الى تظاهرات وقطع طرقات في المدينة الرياضية وطريق المطار. وكانت رئاسة الجمهورية قد اصدرت بياناً اوضحت فيه أن بعض ما صدر عن أورتاغوس يعبّر عن وجهة نظرها والرئاسة غير معنية بما صدر عنها.
هذه التطورات أتت تزامناً مع موجة غارات اسرائيلية شنّها الطيران الحربي الاسرائيلي على مناطق عدة في البقاع والجنوب، والتي استمرت طوال ليل الاول من أمس، وشملت مواقع لحزب الله في النبي شيت ووادي رومين وطير حرفا في الجنوب.
من جهته، لفت الرئيس عون إلى أن المشاورات لتشكيل الحكومة الجديدة تكاد تصل الى خواتيمها على ان تتمتع الحكومة بالانسجام والقدرة على تحقيق تطلعات اللبنانيين وامانيهم وفق ما ورد في خطاب القسم، مؤكداً ضرورة وقف الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة في جنوب لبنان التي تشمل قتل الابرياء والعسكريين، وتدمير المنازل وجرف الاراضي الزراعية واحراقها، ومشيراً إلى أن الجيش اللبناني مستعد للانتشار في القرى والبلدات التي تنسحب منها القوات الاسرائيلية، ومشدداً على ان يتم الانسحاب ضمن المهلة المحددة في 18 شباط.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
نسخ الرابط :