الجيش يشكل ركنا اساسيا في معادلة ردع جديدة عمادها المقاومة الشعبية لتحرير قرى الجنوب الحدودية

الجيش يشكل ركنا اساسيا في معادلة ردع جديدة عمادها المقاومة الشعبية لتحرير قرى الجنوب الحدودية

 

Telegram

 

 

*نسيم بو سمرا

 

بعد الاملاءات الخارجية على السلطة السياسية ومحاولات إذلال لبنان وشعبه من خلال تأخير انسحاب الاحتلال الاسرائيلي لتاريخ 18 شباط، وبات واضحا هدف العدو من هذا التمديد الذي يستغله لرفع منسوب اعتداءاته في القرى الحدودية باستكمال مخططه بتدمير البنى التحتية بشكل لا يسمح بعودة سريعة للمهجرين من بيوتهم، طالما لم يعد المستوطنون الى الشمال المحتل بعد، تلقفت قيادة الجيش كرة النار برفض الاذعان لشروط الذل وزج الجيش بمشكلة داخلية مع شعبه من خلال منعه من التوجه الى قراه، ففضل الحفاظ على الوحدة الوطنية ومواكبة توجه المواطنين الى ضيعهم لحمايتهم من غدر العدو الاسرائيلي ورصاصه الحاقد، مع حرصه على توعية المواطنين حول المخاطر التي تتهدد حياتهم في حال دخلوا الى مناطق غير محررة، وهذا ما فعله منذ اليوم الاول مواكبة للعودة وعززه بالايام الماضية ما خفض عدد الشهداء والجرحى بشكل ملحوظ.

ومع العلم ان حصيلة الشهداء تخطت ال 20 شهيدا وسقط مئات الجرحى حتى الآن، غير ان مشهد هذه العودة يشرف اللبنانيين والجنوبيين بشكل خاص، ويثبت ان شعبنا يضع كرامته اولا ويتمسك بارضه ولا يرضى عنها بديلا، وهو الذي غير المعادلة التي حاول العدو فرضها بمحاولات ارهاب العائدين لمنعهم من العودة الى قراهم وأراضيهم، فيما القوى السياسية وعلى رأسها حزب الله الذي يشكل العائدون بيئته الحاضنة، رضخت لإصرار الجنوبيين بالعودة ودعمتها.

 

ما حصل وهو مستمر اليوم بتوجه مزيد من الاهالي الى قراهم ولو تحت الخطر، جاء نتيجة استياء عارم لدى الاهالي من العربدة الاسرائيلية في قراهم، وبخاصة ان الشهداء في تلك القرى الامامية لم يتم انتشال جثامينهم بعد، وكل يوم يتم العثور على شهداء تحت الركام هناك.

لذلك لا بدّ أن تكون لهذه المشهدية الوطنية، وما سيتبعها من مشهديات نتيجة واحدة، هي إخراج المحتل، وسيتبعها مفاعيل سياسية وأخرى غير سياسية، ستبدأ ملامحها بالبروز تدريجياً على الساحة الداخلية، لان الذي عانى ودفع الاثمان الكبرى في حرب الابادة الاسرائيلية هذه، لن يسمح بأن يتم تهميشه و تسخيف تضحياته، وعدم احترام شهدائه، بينما من ناحية المفاعيل السياسية بالنسبة لحزب الله، فهو عطّل مفاعيل اقصائه وإخراجه من الحياة السياسية وبالتالي منع إعادة ترتيب التوازنات الداخلية بعكس نتائج الانتخابات النيابية الاخيرة والتوازنات المعمول يها في الحكم، وفرض نمط سياسي معين عليه، بفضل نجاحه في تكريس صورة نصر مهمة للغاية بالرغم من الضربات العسكرية القوية التي تلقاها خلال حربه مع اسرائيل، فرد الصاع صاعين حين انخرط جيش العدو بهجوم بري فاشل ومكلف له بشريا وماديا، وبالاخص ان هدف العدو كان إنهاءالمقاومة، والتي فشل في تحقيقها، لينجر جيش هذا العدو في محاولة تغيير صورة هزيمته، الى الاوحال اللبنانية، ترجمها في عدم احترامه لالتزاماته الدولية في اتفاقية وقف اطلاق النار، ومن ثم توسيع اعتداءاته في شنه غارات على مناطق آمنة في النبطية، وبالتالي هذا المسار من جانب العدو، عزز الاحتضان الشعبي للمقاومة وبالأخص بعد مشهدية النصر في غزة وحفاظ حماس على زمام المبادرة في عملية تبادل الأسرى، استكملها حزب الله في ابتكار نوع آخر من المقاومة، عمادها الشعب، أثبت من خلالها انه حاضر بفعالية في كل ساح، وتشكل معادلة ردع جديدة سيبني عليها حزب الله، في أي مغامرة اسرائيلية في المستقبل، والتي سيكون الجيش اللبناني ركنا اساسيا فيها، الى جانب هذه المقاومة الشعبية التي يواكبها جيشنا البطل اليوم في الزحف نحو القرى الحدودية، فهذه المعادلة المعمدة بالدم فرضها لبنان من خلال وحدة شعبه، بوجه العدو الاسرائيلي، والتي يعول عليها فقط، لتحرير قرى الجنوب الحدودية.

 

 

*باحث وصحافي

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram