ثمرة المق اومة والصمود الفلسطيني: تحرير الأسرى والعودة إلى شمال غزة وتعميق مأزق نتنياهو

ثمرة المق اومة والصمود الفلسطيني: تحرير الأسرى والعودة إلى شمال غزة وتعميق مأزق نتنياهو

 

Telegram

 

 

 حسن حردان

مشهد مبادلة المجنّدات «الإسرائيليات» في ميدان فلسطين بمدينة غزة، مقابل إطلاق سراح 200 أسير فلسطيني محكوم عليهم بالمؤبدات والأحكام العالية، كان مشهداً تاريخياً عكس انتصار المقاومة بكلّ ما يعنيه الانتصار من معنى، وتكريس فشل أهداف حرب الإبادة الصهيونية، وتعميق أزمة ومأزق رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو الذي أصيب بالخيبة والهزيمة وهو يرى كيف تحتفل حركات المقاومة والشعب الفلسطيني بتحرير أسراهم رغماً عن العدو، مما دفعه يائساً للردّ على هذه المشاهد بمحاولة إعاقة، لأيام، عودة النازحين في جنوب قطاع غزة إلى مناطقهم في الشمال، بزعم أنّ حركة حماس لم تلتزم بالاتفاق القاضي بالإفراج عن الأسيرة أربيل يهود، رغم أنه أطلق بدلاً منها أسيرة مجنّدة ولم تعترض حكومة نتنياهو على ذلك إلا بعد إجراء عملية المبادلة، وذلك بهدف تنغيص فرحة الشعب الفلسطيني بإنجاز مقاومته… ومع ذلك فإنّ نتنياهو اضطر للعودة إلى التوقف عن عرقلة تنفيذ الاتفاق بهذه الذريعة المكشوفة، بعد أن تمّ الاتفاق من خلال الوسطاء على مبادلة الأسيرة الإسرائيلية قبل يوم السبت المقبل…

وبدأت عودة النازحين إلى شمال غزة في نفس الوقت الذي عاد فيه أهل جنوب لبنان إلى بلداتهم رغماً عن الاحتلال، بما عكس انتصار لبنان وغزة.

على أنّ ما جرى من تبادل للأسرى أظهر المشاهد التالية:

أولاً، مشهد التسليم للصليب الأحمر تمّ بشكل منظم وسط حشد جماهيري واسع مؤيد للمقاومة، وعكس التلاحم بين الشعب والمقاومة، والاحتضان الجماهيري للمقاومين وفشل العدوان في إحداث شرخ بينهما، وفشله في كيّ الوعي للشعب الفلسطيني وكسر إرادته، رغم كلّ أطنان القنابل والتدمير والمجازر، وهو ما أصاب قادة العدو بالهستيريا والصدمة..

ثانياً، مشهد الوحدة الوطنية بين حركات المقاومة الذي تجسّد بالحضور الكثيف لعناصر المقاومة من كلّ الفصائل، والذي ترجم أيضاً بإطلاق 200 أسير فلسطيني من المحكوم عليهم بالمؤبدات وذوي الأحكام العالية من جميع فصائل المقاومة،

ثالثاً، مشهد المجنّدات الأسيرات باللباس العسكري وقفن على المنصة في ميدان فلسطين وخلفهن يافطة كتب عليها «الصهيونية لن تنتصر»، وهنّ بصحة جيدة وتوجّهن بالتحية للجماهير الفلسطينية، وقد توجّهن وهم في السيارة التي أقلّتهم بالشكر إلى كتائب القسام على المعاملة الحسنة، ما عكس المعاملة الإنسانية الأخلاقية التي حظين بها خلال الأسر، على عكس صورة الأسرى الفلسطينيين الذين كشفوا عن معاناتهم من شتى أنواع القهر والتنكيل والتعذيب على أيدي السجانين الصهاينة.. وهو ما استفز الناطق العسكري الإسرائيلي دانيال هاغاري،

رابعاً، مشهد انسحاب جيش الاحتلال من شارع الرشيد على الساحل إلى شارع صلاح الدين، بما أتاح لأهالي شمال غزة العودة من الجنوب إلى مناطقهم في الشمال سيراً على الأقدام من دون شروط الأمر الذي يشكل صفعة للاحتلال، وفشلاً مدوياً لمخططه الذي كان يريد تنفيذه في الشمال من خلال إصراره طوال فترة العدوان على منع عودة النازحين بهدف محاولة إخلاء الشمال من السكان في سياق خطة الجنرالات لتحويل الشمال إلى منطقة عسكرية «إسرائيلية» ومنطقة عازلة بين القطاع وجنوب فلسطين المحتلة.. تمهيداً لإعادة بناء المستعمرات الإسرائيلية كما كانت تطالب أحزاب اليمين المتطرف في الحكومة..

خلاصة ما جرى في التبادل الثاني للأسرى في إطار المرحلة الثانية من الاتفاق، انّ الصمود الشعبي الفلسطيني والمقاومة الأسطورية أثمرت تحريراً للأسرى وإحباطاً لمخططات العدو وتعميقاً لمأزق نتنياهو…

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram