افتتاحية صحيفة الأخبار:
كيف يتصوّر نواف سلام تأليف الحكومة؟
لا يبدو رئيس الحكومة المكلّف نواف سلام راغباً بالعمل تحت ضغط القوى التي تطالبه بإنجاز تأليف الحكومة سريعاً، إذ يرى أن لديه متسعاً من الوقت، استناداً إلى تجارب من سبقه، قبل إعلان تشكيلة حكومية تناسبه، وتكون قادرة على البقاء حتى موعد الانتخابات النيابية المقبلة.
ويحرص سلام الذي لا يقطع التواصل مع أي جهة سياسية على الحديث عن «مناخ تعاون إيجابي» مع الرئيس جوزيف عون، لكنّه يصرّ على أن تشكيل الحكومة يجب أن يراعي ما يعتقد بأنه قادر على القيام به بصورة مختلفة عن الحكومات السابقة. لذلك، يؤكد على أن يكون القرار له في اختيار الأسماء المرشحة لتولي الحقائب، ويضع شروطاً تعتبرها بعض القوى قاسية، خصوصاً أنه رفض ترشيحات قدّمتها أكثر من جهة سياسية، بناءً على ملاحظات حول «الميول الحزبية الواضحة» لبعض الأسماء، كما توقف عند السير الذاتية لآخرين، مشيراً إلى أنه يريد شخصيات تملك رصيداً معرفياً وعلمياً وخبرة، مع ميل واضح إلى خرّيجي الجامعات الأميركية أو الجامعة اليسوعية في بيروت.
وفي ما خصّ توزيع «الحصص» الوزارية، فإن لسلام تصوّره لمنح كل جهة ما تستحقّه من مواقع، وهو يجري مفاضلة في الحقائب بطريقة يعتقد بأنها الأنسب لانسجام الحكومة. وبعدما كان يفضّل كسر عرف الحقائب السيادية، ودعوة عون له إلى تجاوز هذا الأمر الآن، انتقل إلى التركيز على هوية من سيتولون الحقائب. وهو قال أمام زواره إنه سيعطي المالية للشيعة، ويريد بقاء الداخلية مع السنّة، وإن رغبة الرئيس عون هي بتولي ماروني وزارة الدفاع، وسيحيل الخارجية تلقائياً إلى الروم الأرثوذكس.
وهو يعتقد بأن الطابق الثاني من الوزارات التي توصف بالخدماتية، كافٍ لإرضاء كل القوى السياسية، شرط ترشيح شخصيات مقبولة لها.ويبدو أن سلام يواجه الآن تحدياً على ثلاثة مستويات:
الأول مع الثنائي أمل وحزب الله. فرغم موافقته على منح المالية لوزير شيعي، إلا أنه يريد أن يكون شريكاً في تسمية أحد الوزراء الشيعة الخمسة، ويعتقد بأن بمقدور الثنائي التنازل له في هذا المجال، خصوصاً أنه لن يختار شخصية معادية للثنائي، ويتكل في ذلك على مبادرة من الرئيس نبيه بري الذي سبق أن تنازل عن مقعد وزاري شيعي في حكومة ترأّسها الرئيس نجيب ميقاتي لتوزير نائب سنّي من حلفاء الحركة والحزب.
الثاني مع القوى المسيحية، إذ تعتبر «القوات اللبنانية» أن من حقها الحصول على أربعة مقاعد، من بينها نائب رئيس الحكومة، وهو ما يرفضه عون وسلام، إذ يفترضان أن حصة القوات ثلاثة وزراء ليسوا جميعاً من الموارنة، وأن تُعطى حقيبة أساسية من الحقائب الثلاث. أما مع التيار الوطني الحر، فقد وصل سلام إلى ما يشبه الاتفاق على ثلاثة مقاعد لتكتل لبنان القوي، على أن يكون النواب الأرمن من ضمنه، وبالتالي تكون حصة التكتل مؤلّفة من مقعدين، ماروني وأرثوذكسي، على أن يُسمّى الوزير الأرمني بالتشاور بين سلام والتيار الوطني الحر وحزب الطاشناق. لكنّ المشكلة مع التيار تبدو أكبر لناحية الأسماء، إذ رفض سلام حتى الآن كل الأسماء التي قدّمها النائب جبران باسيل بحجة أنها أسماء معروفة بصلتها بالتيار الوطني الحر.
الثالث يتعلق بحصص الكتل الموزّعة بين مستقلين وتغييريين وتجمعات نيابية خصوصاً في منطقة الشمال. وهو وإن وعد حزب الكتائب بوزير ماروني، إلا أنه يريد أن يمنح هذه الكتل مجتمعة نحو أربع حقائب فقط، مع تجديد شرطه بأن تقدّم هذه الكتل عدة مرشحين لكل حقيبة، ويُترك له قرار التسمية.
وقد خرج سلام أمس ببيان علّق فيه على ما يُتداول بشأن تشكيل الحكومة، سواء لجهة موعد إعلانها أو الأسماء والحقائب المعنية، مؤكداً «أنني أواصل مشاوراتي لتشكيل حكومةٍ تكون على قدر تطلعات اللبنانيات واللبنانيين وتلبّي الحاجة الملحّة إلى الإصلاح، ولا أزال متمسكاً بالمعايير والمبادئ التي أعلنتها سابقاً. كما أعود وأؤكد أن كل ما يتردّد عارٍ عن الصحة وفيه الكثير من الشائعات والتكهنات، يهدف بعضها إلى إثارة البلبلة. فلا أسماء ولا حقائب نهائية».
وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري قال في حديث لقناة «الحرة» إن «المشكلة في تشكيل الحكومة ليست عند الثنائي الشيعي، بل إن البعض يتذرع بذلك لإخفاء الأسباب الحقيقية»، مسمياً ياسين جابر كمرشح لوزارة المالية. فيما كان لافتاً إعلان النائب وليد البعريني أمس «أننا سكتنا لأيام وأعطينا فرصة للرئيس المكلّف لكي يكمل استشاراته، لكن أن يمنح الذين هزوا العصا وحرّكوا موتوسيكلاتهم واستعملوا أسلوب الترهيب أكثر مما يحق لهم ويتم تجاهلنا كممثلين عن عكار وطرابلس والمنية والضنية والشمال فهذا تجاوز لكل الخطوط الحمر»، بينما أعلن تكتل «التوافق الوطني» برئاسة النائب فيصل كرامي أن «الطائفة السنية لن تكون مكسر عصا ويجب أن ينطبق عليها ما ينطبق على الآخرين».
مارون حتّي المرشّح للدفاع: مشكلة لبنان في المقاومة!
منذ بدء التداول في أسماء لتسلّم وزارات معينة في حكومة الرئيس المكلّف نواف سلام، تردّد اسم العميد المتقاعد مارون حتّي لتولّي وزارة الدفاع. فيما يبدو أن الرجل هو مرشّح الولايات المتحدة أولاً وأخيراً.
تنص المادة الأولى من قانون الدفاع الوطني على أن واحدة من مهام الوزير «تعزيز قدرات الدولة وإنماء طاقاتها لمقاومة أي اعتداء على أرض الوطن وأي عدوان يوجّه ضده، وضمان سيادة الدولة وسلامة المواطنين». في هذه الحال، هل حتّي هو فعلاً الرجل المناسب في المكان المناسب؟
في إحدى المقابلات التلفزيونية، يشرح حتي الذي شغل منصب مستشار رئيس الحكومة السابق سعد الحريري للشؤون العسكرية، أن الاستراتيجية الدفاعية «الأنسب» هي «الحياد»، وأن «أول مهمة للجيش في دولة محايدة هي الدفاع عن حياد البلاد». وفي مقابلة أخرى، يتهم حزب الله بـ«الترويج لسردية أن الجيش الإسرائيلي انسحب من لبنان عام 2000 تحت ضربات المقاومة، فيما الواقع أن مقاومة حزب الله أخّرت الانسحاب الذي كان سيتم عام 1992»! ووفق المستشار، «الدبلوماسية أقوى بكثير من الرشاشات»، وهو ما يلمسه اللبنانيون اليوم مع خرق العدو لكل الاتفاقات والقرارات الدولية!
الواضح أن مشكلة حتّي ليست مع العدو الإسرائيلي أو المحتلّ أياً كان، بل مع حزب الله «المتغطرس والمستكبر». والخطير أنه لا يطرح الموضوع على أنه وجهة نظره، بل رأي «غالبية اللبنانيين» الذين يعتبرون أنفسهم «أقرب إلى العالم العربي الحديث لأسباب ثقافية»، كما قال في تشرين الثاني عام 2019 في «حوارات المنامة» التي ينظّمها سنوياً المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية. يومها سأل حتّي قائد القيادة المركزية الأميركية عن موقف أميركا في حال انفجار صراع بين الجيش وحزب الله وكأنّه يستدعي تدخلاً أميركياً ضد الحزب. ورأى في مكان آخر أن «حزب الله يقمع تعبير اللبنانيين عن التطلع إلى انتقال بلدهم من موقع إلى آخر»، مشيراً إلى أنه دعا الجيش قبل ستة أشهر من احتجاجات تشرين الأول 2019 لـ«الاستعداد للمواجهة مع الحزب».
وفي رأي حتّي، صاحب نظرية أن «البيت لا يتسع سوى لرجل واحد»، فإن الاقتتال الداخلي بين أبناء البلد الواحد ضروري ومطلوب لـ«تثبيت سلطة الدولة»، ويُفترض من أجل ذلك أن يتلقّى الجيش تسليحاً أميركياً، أمّا في ما يتعلق بالعدو فيكفي رفع ورقة الحياد على الحدود لحماية الأرض. يُذكر أن حتّي انتسب إلى حزب «التنظيم»، الأكثر تطرفاً بين القوى التي انضوت تحت راية «الجبهة اللبنانية» بقيادة حزب الكتائب خلال الحرب الأهلية، وشكّل أعضاؤه ميليشيا نفّذت مجازر طائفية وعنصرية.
********************************************
افتتاحية صحيفة البناء:
تل أبيب: قرار بسحب القوات الأميركية من سورية… ونتنياهو إلى واشنطن قريباً
إحباط «إسرائيلي» شعبي وسياسي وإعلامي من مشاهد الزحف الشعبي في لبنان وغزة
ميقاتي: غارات النبطية انتهاك للاتفاق… وحردان لتسريع الحكومة ومواكبة العودة
لم تُخفِ تل أبيب قلقها مما أعلنت أنها تبلغته من واشنطن لجهة نيتها سحب قواتها من سورية، وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن حكومة بنيامين نتنياهو تبلغت النية الأميركية بشكل رسمي، وتزامن الإعلان مع تصريح وزير حرب الكيان نية جيش الاحتلال البقاء إلى أجل غير محدّد في جبل الشيخ الذي احتلته قبل شهر في إطار توسيع دائرة السيطرة على الأراضي السورية مع دوريات تجوب مناطق في العمق السوري باتجاه العاصمة السورية، وتمركز في نقاط عديدة بعمق يصل إلى خمسة عشر كيلومتراً من العاصمة. وأعلن مكتب نتنياهو عن تلقيه دعوة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب لزيارة واشنطن في الرابع من شباط المقبل، حيث يتوقع أن يكون القرار الأميركيّ على جدول الأعمال ومعه الترتيبات والطلبات الإسرائيلية لتفادي انعكاسه على الأمن الإسرائيلي، كما تقول التعليقات الاسرائيلية، إضافة لمتابعة مسار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في كل من لبنان وغزة.
يأتي هذا التحول المرتقب على خلفية ارتباك إسرائيلي ناتج عن العجز عن تحقيق الأهداف في حربي لبنان وغزة، والاضطرار إلى توقيع اتفاقات تضمن الانسحاب الكامل من الأراضي التي احتلتها «إسرائيل» دون الحصول على تعهّدات بتخلي المقاومة في غزة ولبنان عن سلاحها، بينما يسود الإحباط الأوساط الشعبية والسياسية والإعلامية في الكيان جراء مشاهد الزحف الشعبي نحو القرى الحدودية في جنوب لبنان وإجبارهم جيش الاحتلال على الانسحاب رغم سقوط الشهداء والجرحى برصاص الاحتلال، ما ترك صورة نصر مثلته أعلام المقاومة وصور الشهداء التي رافقت مسيرات العودة، ونشر صور الأمين العام السابق لحزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله على طول خط الحدود، وتراكم الإحباط على الإحباط في الكيان مع الصور التي جاءت من غزة لمئات الآلاف يعبرون مشياً نحو شمال غزة الذي قيل إنه منطقة أمنية خالية من السكان بعدما دمّرت كل أسباب الحياة فيه، وزاد الطين بلة ما رافق عمليات التبادل من صورة القدرات العسكرية المنظمة لقوات القسام وسرايا القدس بطريقة «أسقطت» مزاعم تدمير بنية المقاومة العسكرية، وصار التداول الرائج في التعليقات، نعم نصر مطلق لكن لهم وليس لنا، في سخرية من حديث نتنياهو عن النصر المطلق.
في محاولة لتعويض صورة النصر المفقودة من الحرب لجأ طيران الاحتلال إلى شن غارات على النبطية أسفرت عن 24 جريحاً، والنبطية الواقعة شمال الليطاني تستهدف بعدما تعهّد الأميركيون بان يتضمن تمديد الاتفاق بأن يتوقف الاحتلال عن الاعتداءات والتجاوزات. وهذا ما دفع برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى إصدار موقف يدين ويستنكر الاعتداء الجديد، ويقوم بالاتصال بالجانب الأميركي طالباً وضع تعهداته موضع التنفيذ، بينما كان لرئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان موقف من مسيرات العودة التي فرضت إيقاعها المقاوم على المشهد الوطني داعياً إلى مواكبتها والاستثمار على المعاني التي حملتها لجهة تأكيد ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة داعياً إلى تسريع تشكيل الحكومة.
بين التسريبات التشاؤمية أن عملية تأليف الحكومة تراجعت خطوات إلى الوراء وبين التسريبات التفاؤلية القائلة أن الحكومة في مخاضها الأخير، يسعى الرئيس المكلف نواف سلام إلى أن تبصر الحكومة النور هذا الأسبوع، وكتب على منصة «أكس»: «تعليقاً على كل ما يتردّد في الإعلام حول تشكيل الحكومة لجهة موعد إعلانها والأسماء والحقائب، يهمني أن أؤكد مجدداً، أنني فيما أواصل مشاوراتي لتشكيل حكومة تكون على قدر تطلعات اللبنانيات واللبنانيين تلبي الحاجة الملحة للإصلاح، لا أزال متمسكاً بالمعايير والمبادئ التي أعلنتها سابقاً». أضاف: «كما أعود وأؤكد أن كل ما يتردّد عار عن الصحة وفيه الكثير من الشائعات والتكهّنات يهدف بعضها إلى إثارة البلبلة. فلا أسماء ولا حقائب نهائيّة. أما بالنسبة إلى موعد إعلان التشكيلة فإنني أعمل بشكل متواصل لإنجازها».
في السياق، أشارت المعلومات إلى اجتماع مرتقب خلال ساعات بين سلام والثنائي الشيعي وفي ضوء نتائجه سيزور سلام قصر بعبدا. وأفادت مصادر نقلاً عن رئيس مجلس النواب نبيه بري بأن «لا مشكلة بين رئيس الحكومة المكلف نواف سلام وحركة أمل وحزب الله». وقال بري أمس: «خيارنا لوزارة المالية هو ياسين جابر، والحملة التي تُشنّ ضده غير مبرّرة». واعتبر أن «هذا الاختيار يأتي من باب الكفاءة والخبرة في هذا المجال، رافضاً الهجوم الإعلامي الذي استهدفه».
في حين تردّدت معلومات مفادها أن القوات اللبنانية أبلغت سلام بأنها ستسمّي وزراءها وتسقطهم على الحقائب الأربع التي تريدها في حين أن الرئيس المكلف أبلغ موفدي القوات أن حصتها 3 حقائب إذا كان الثنائي الشيعي سيفعل ذلك، كما أن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل أبلغه أنه يريد حصة وزارية تساوي القوات وأكثر وأنه يريد حقيبة أساسية إما الاتصالات أو الشؤون الاجتماعية.
وعلى خط المطالب السنيّة اعتبر تكتل التوافق الوطني أن الطائفة السنية لم ولن تكون مكسر عصا لأي كان ويجب أن ينطبق عليها ما ينطبق على باقي الطوائف وألا نكون في لبنان طوائف «بسمنة» تسمّي وزراءها وتختار حقائبها وطوائف أخرى «بزيت» تغيب بشكل كامل عن الحكومة.
وشدّد التكتل على رفضه المطلق للطريقة وللتصرّفات غير المسؤولة المتبعة في عملية تشكيل الحكومة العتيدة والتي لا تعتمد كما هو واضح، مبدأ وحدة المعايير في التعامل مع القوى والأحزاب والكتل النيابية بل تعتمد على الازدواجية في التعاطي، وخصوصاً على مستوى التمثيل السني في الحكومة.
وكتب النائب وليد البعريني على منصة «إكس»: «لقد بلغ السيل الزبى وطفح الكيل، سكتنا لأيام وأعطينا فرصة للرئيس المكلف لكي يكمل استشاراته، لكن أن يمنح الذين هزّوا العصا وحرّكوا موتوسيكلاتهم واستعملوا أسلوب الترهيب أكثر مما يحق لهم ويتمّ تجاهلنا كممثلين عن عكار وطرابلس والمنية والضنية والشمال فهذا تجاوز لكل الخطوط الحمر. ندعو الرئيس عون إلى تصحيح المسار بصفته الضمانة وإلا ستكون هناك انتفاضة في وجه تهميشنا، كذلك أدعو نواب الشمال وخارجه للاجتماع ورفض منطق الإقصاء والإلغاء ورفع السقف عالياً، وقد أُعذر من أنذر». وأشار إلى أن «لم تعُد المسألة تتعلق بتمثيل وزاري لعكار والشمال، القصة باتت تطال كرامة كل عكاريّ واعتباره مواطناً درجة عاشرة، وأمام عدم إعارتنا اي اهتمام، سواء بالإنماء أو بالتمثيل، لم يعُد أمامنا سوى المطالبة بالفدرالية، وعندها ندبر كعكاريين شؤوننا بأنفسنا ونعرف أن لا دولة تتطلع فينا بل نتطلع بأنفسنا».
وقال نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب من عين التينة بعد لقائه رئيس المجلس نبيه بري: «تكلمنا عن الموضوع الحكومي وتشكيل الحكومة وحكماً مع بداية هذا العهد وتشكيل هذه الحكومة هناك أمل عند اللبنانيين، وهذا الأمل لا يجب أن ندعه يذهب. هذا الأمل بتشكيل الحكومة حالياً وستشكل ومع تشكيلها هناك عدد من القوانين الإصلاحيّة التي يجب أن تقرّ ونحن ناقشناها مع دولة الرئيس الذي هو طبعاً معها ومصرّ على إنجازها في المجلس النيابي. كل القوانين الإصلاحية سنعمل على إقرارها لتسهيل عمل الحكومة وانطلاقة هذا العهد لتعطي أملاً للبنانيين ببلدهم للعودة الى الاستقرار المالي والاقتصادي والسياسي وهناك شيء واحد لا يمكن أن نقبل به أو أن يشرّع في هذا المجلس وهو شطب ودائع الناس. باستثناء ذلك كل القوانين الإصلاحية سينظر بها وإن شاء الله نستطيع أن نقرّها في المجلس النيابي ونمشي بوقت أسرع مما كان متوقعاً. هذه المواضيع التي ناقشتها مع دولة الرئيس وإن شاء الله في الأيام القادمة نشهد تشكيل الحكومة وبعد التشكيل نبدأ بموضوع المشاريع وإقرار القوانين في المجلس النيابي».
وقال النائب طوني فرنجية من قصر بعبدا: نحن سنكون عاملًا مسهّلًا لتشكيل الحكومة، وداعماً لمشروع هذا العهد، ونرى أن أمامنا فرصة حقيقية، ولن ننتظر لنرى إذا كانت هذه الفرصة ستأخذ حقها أم لا. سنضع أنفسنا وكل طاقتنا لإنجاح هذه الخطة وإنجاح هذا المشروع. لن ننتظر على ضفة النهر لنرى إذا كانت البوسطة ماشية والأوضاع جيدة، فنركب فيها، وإذا الأوضاع سيئة نتركها ونبقى على الطريق. هذا ليس أسلوب تعامل، ولا يعتبر من المسؤولية الوطنية.
وفيما تصل إلى بيروت قريبا الأميركية (مورغان أورتاغوس) التي خلفت أموس هوكستين، تستمرّ الاعتداءات الإسرائيلية بشكل متصاعد في ظل تمديد اتفاق وقف إطلاق النار. وفي تطور أمني خطير شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة إسرائيلية على مدينة النبطية. وبعد الغارة الأولى، جدّد الطيران المسّير المعادي قرابة الثامنة والنصف من مساء امس عدوانه الجويّ مستهدفًا محيط «استراحة فرح» على طريق زوطر – النبطية الفوقا بصاروخٍ موجّه، وهي الغارة الثانية في أقل من ساعة، بعد الغارة الّتي استهدفت «بيك أب» في النبطية على مسافةٍ أقلّ من 2 كيلومتر من الغارة الأولى..
وأعلنت وزارة الصحّة أن الغارة على النبطية الفوقا أدّت لإصابة 20 شخصاً بجروح، والغارة على زوطر (كفرتبنيت – النبطية) أدّت لإصابة 4 اشخاص بجروح. وعلى إيقاع الغارات، شهدت مختلف الأجواء اللّبنانيّة في البقاع وبيروت ومناطق جبل لبنان فضلًا عن قرى وبلدات الجنوب، تحليقًا مكثّفًا للطيران الإسرائيليّ.
إلى ذلك، زعم المتحدث باسم جيش العدو الإسرائيليّ أن طائراته أغارت على شاحنة ومركبة أخرى تابعتيْن لحزب الله كانتا تنقلان وسائل قتالية في منطقتيْ الشقيف والنبطية في جنوب لبنان وذلك لإزالة تهديد. لقد تمّ استهداف الشاحنة والمركبة بعد مراقبة لجيش الدفاع خلال قيامهما بنقل الأسلحة».
في المقابل، دان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بشدّة الغارتين الإسرائيليتين اللتين استهدفتا مدينة النبطية واوقعتا عددًا من الإصابات وأضرارًا مادية جسيمة. وشدّد ميقاتي على أن هذا العدوان يشكل انتهاكًا إضافيًّا للسيادة اللبنانية، وخرقًا فاضحًا لترتيب وقف إطلاق النار ومندرجات قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701. وقد أجرى ميقاتي اتصالًا برئيس لجنة مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز مطالبًا باتخاذ موقف حازم لضمان تنفيذ إسرائيل لالتزاماتها بموجب القانون الدوليّ.
وأشار رئيس بلدية النبطية الفوقا ياسر غندور إلى أن «العدو الإسرائيلي نفذ مساء اليوم (أمس) عدوانًا على أهلنا ومناطقنا الآمنة، إمعاناً في خرق اتفاق وقف إطلاق النار من دون مبّرر، وهو يستهدف المدنيين والآمنين في منازلهم»، مشيرًا إلى أن «العدوان هذه الليلة على النبطية الفوقا أدى الى إصابة 4 اشخاص إصاباتهم متوسطة»، نافيًّا أي «استهداف لأي شخصية او سيارة»، في وقت تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن عملية اغتيال للقيادي مهدي عباس نحلة المسؤول عن ملف الأموال المنقولة من إيران لحزب الله.
وكان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون تابع بعد ظهر أمس، اتصالاته ولقاءاته بهدف معالجة الأوضاع في الجنوب. والتقى في هذا الإطار، سفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو، وتداول معه في التطورات الجنوبية الراهنة، مركّزًا على وجوب الضغط على «إسرائيل» للتقيّد باتفاق وقف اطلاق النار خلال الفترة التي تنتهي في 18 شباط المقبل.
وفي الإطار نفسه، استقبل الرئيس عون سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان السيدة ليزا جونسون، وتطرّق البحث إلى الجهود المبذولة لدفع «إسرائيل» الى وقف اعتداءاتها على الأهالي والقرى في الجنوب، والتزامها مندرجات اتفاق وقف إطلاق النار ضمن المهلة المحددة..
هذا وصدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان الآتي: «في سياق الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة في المناطق الحدودية الجنوبية، أقدم العدو الإسرائيلي على إطلاق النار باتجاه عناصر الجيش والمواطنين على طريق يارون – مارون الراس، مما أسفر عن إصابة أحد العسكريين وثلاثة مواطنين، وذلك أثناء مواكبة الجيش للأهالي العائدين إلى البلدات الحدودية الجنوبية».
كما وأعلنت قيادة الجيش اللبناني في بيان، بأن وحدات عسكرية انتشرت في بلدة يارون – بنت جبيل في القطاع الأوسط وبلدة مروحين وبركة ريشا – صور في القطاع الغربي ومناطق حدوديّة أخرى في منطقة جنوب الليطاني بعد انسحاب العدو الإسرائيلي، وذلك بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار (Mechanism). ولفت البيان إلى أنه يتابع الجيش مواكبة المواطنين في البلدات الحدودية، كما يواصل التنسيق الوثيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل في ما خص الوضع في المنطقة المذكورة، ضمن إطار القرار 1701.
ووجّه رئيس المجلس السياسي في حزب الله، إبراهيم أمين السيّد، رسالة إلى «المقاومين في الجنوب»، مؤكداً أن سلاح المقاومة، الذي اختبره العدو في الميدان، لا يمكن أن يُهزَم أو يُقهر، مشدداً على أن هذا السلاح يتجسّد في عزيمة وإرادة الشعب اللبناني. وأشار إلى أن العدو قد اختبر قوة سلاح المقاومة وتعرّف على قوته الفائقة، ودعا السيّد إلى الوحدة الوطنية بين جميع أبناء الوطن في هذه اللحظة التاريخية، مؤكدًا أن الفرصة سانحة لتجاوز الخلافات المصطنعة وإثبات سيادة لبنان، والتأكيد على أن الشعب اللبناني يستحق الحياة بكرامة وشرف.
******************************************
افتتاحية صحيفة الأنباء:
تعقيد جديد يعيق الدخان الأبيض الحكومي... وخرق إسرائيلي فاضح جنوباً
لن يتصاعد الدخان الأبيض من قصر بعبدا في الأيام القليلة المقبلة إيذاناً بقرب التوصل إلى شبه حسمٍ للشخصيات التي ستتولى الحقائب الوزارية في حكومة العهد الأولى.. وعلى ما يبدو أن التشكيل يصطدم بعقد متتالية، تعيق ولادة حكومةٍ حدد رؤيتها الرئيس المكلّف القاضي نواف سلام، بمعايير عابرة للنهج الذي كان سائداً في تشكيل الحكومات السابقة و"تلبي الحاجة الملحة للإصلاح".
وبانتظار ساعة الفرج من بعبدا، جاء التصعيد الحربي الإسرائيلي جنوباً مساء أمس، باستهداف مدينة النبطية بغارتين، ليشكّل خرقاً فاضحاً لاتفاق ترتيب وقف إطلاق النار الممدد إلى 18 شباط المقبل، ما قد ينذر "مجدداً" بالإنفجار الكبير جنوباً، بحسب ما تخوفت مصادر خاصة بجريدة "الأنباء" الإلكترونية.
عراقيل ونكد سياسي
بعد أيام من الأخذ والرد، والمد والجزر والعراقيل، لمن سيتولى حقائب أساسية مرتبطة بصلب العمل التنفيذي في المرحلة المقبلة وأبرزها المالية والعدل والدفاع والداخلية والخارجية والأشغال، الأمور غير محسومة حتى الآن. وتخلص المعطيات بأن تعقيداً ما طرأ، إذ كانت سرّبت معلومات عن زيارة كان من المزمع أن يقوم بها سلام مساء أمس إلى رئيس الجمهورية جوزاف عون لعرض مسودة حكومية لكنه عدل عنها.
ومن ناحية أخرى، تعليقاً على كل ما يتردد حول تشكيل الحكومة لجهة موعد إعلانها والأسماء والحقائب، نفى سلام عبر منصة "اكس" كل ما يشاع، قائلاً: "أعود وأؤكد أن كل ما يتردد عار من الصحة، وفيه الكثير من الإشاعات والتكهنات يهدف بعضها إلى إثارة البلبلة. فلا أسماء ولا حقائب نهائية. أما بالنسبة إلى موعد اعلان التشكيلة فإنني أعمل بشكل متواصل لإنجازها".
إذن، عقدة وزارة المالية تطفو على سطح التأليف، رغم أن المرشح الأبرز الذي يحظى بموافقة الثنائي هو النائب السابق ياسين جابر، وذلك ما أكده رئيس مجلس النواب نبيه بري، في مقابلة مع قناة الحرة قائلا: "أنا أقول إن خيارنا هو ياسين جابر".
لكن بالمقابل، أكد بري أنّ "المشكلة في تشكيل الحكومة ليست عندنا"، مضيفاً: "الآخرون يتذرعون بنا"، آملاً "أن تبصر الحكومة النور نهاية هذا الأسبوع أو مطلع الأسبوع المقبل".
هذا وأشارت مصادر عبر جريدة "الأنباء" إلى عدم قبول بعض الأطراف السياسية في الداخل والخارج بأسماء معينة منها جابر، لافتةً إلى أنه من بين الأسباب الكامنة وراء التأخير في تشكيل الحكومة، عدم رغبة جهات معينة باعتماد مبدأ المداورة برؤية مدنية تعتمد الكفاءة، تشكل منطلقاً لتغيير جدي في ذهنية إدارة الدولة. كما يشير المصدر إلى أهمية ملاقاة الكتل السياسية لسلام في رؤيته في تشكيل حكومة عمل فاعل، لا تعطيل، تستقطب الدعم الخارجي الاقتصادي والسياسي للنهوض بلبنان من جديد، تنجز الإصلاحات اللازمة وتبني لمرحلة إعمارٍ في لبنان.
ويشدد المصدر على أن إعلاء المصلحة الوطنية ومواجهة التحديات القادمة داخلياً وإقليمياً، يُنتظر أن يشكل محركاً لتذليل العقبات والتعقيدات أمام الرئيس المكلّف، فلا وقت لأي "دلع" سياسي أو "شد حبال" أو ممارسة ضغوطات من هنا أو هناك، خصوصاً أن العدو الإسرائيلي يتربص بنا جنوباً، والمنطقة تشهد متغيرات جيوسياسية.
جنبلاط: للإسراع في التشكيل
وفي سياق تعليقه على مسار التشكيل الحكومي الذي يجهد الرئيس سلام لإنجازه في مناخ غير متشنج أو متوتر في الساحة الداخلية، دعا الرئيس وليد جنبلاط في مقابلة مع جريدة "عكاظ" الى الإسراع في التشكيل الحكومي؛ لأن هناك أخطاراً محيطة بلبنان، محذراً من أنه يرى حروباً كبيرة في المنطقة، من غزة إلى الضفة إلى جنوب لبنان، لا بد لنا في لبنان أن نكون متماسكين ونتجاوز الفراغ الحكومي، على حد تعبيره.
وبالمقابل إعتبر جنبلاط أن "الاحتفاظ بأي حقيبة وزارية ليس من اتفاق الطائف، إلا إذا كان هذا جرى في الكواليس أن تكون حقيبة المالية لمكون مذهبي معين"، مشيراً الى أن وزارة المالية كانت متنقلة بين كل المكونات السياسية والمذهبية في لبنان، وظهر لاحقاً في لبنان تصنيفات غريبة عجيبة، مثلاً خرجوا بفكرة وزارات سيادية وغير سيادية، معتبراً ان هذا معيب بحق لبنان بأن هناك وزارات من الدرجة الأولى والثانية وأيضاً لبناني من الدرجة الأولى والدرجة الثانية.
الميدان جنوباً!
وبالتوازي مع مسار التشكيل الحكومي، شهدت النبطية تصعيداً، بغارتين شنهما العدو الإسرائيلي، أسفرتا عن سقوط جرحى، حيث زعم العدو مهاجمة شاحنة ومركبة أخرى تابعة لحزب الله كانتا تنقلان أسلحة في منطقتي الكيف والنبطية في جنوب لبنان. رئيس حكومة تصريف الأعمال أدان الاعتداء وأكد أنه "يشكل انتهاكًا اضافيًا للسيادة اللبنانية وخرقًا فاضحًا لترتيب وقف إطلاق النار ومندرجات قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701". كما أجرى ميقاتي اتصالا برئيس لجنة مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز مطالباً باتخاذ موقف حازم لضمان تنفيذ إسرائيل لالتزاماتها بموجب القانون الدولي.
من ناحية أخرى، يتابع الجيش اللبناني انتشاره ودخوله إلى القرى الجنوبية، حيث وصل الى عدة بلدات وأحياء قرى جنوبية، فيما العدو الإسرائيلي ما زال ينتهك اتفاق وقف إطلاق النار بتفجير المنازل وإطلاق النيران والقنابل من المسيّرات.
وفي بيان صدر عن مديرية التوجيه في قيادة الجيش، كشف أن وحدات عسكرية من الجيش اللبناني انتشرت في بلدة يارون - بنت جبيل في القطاع الأوسط وبلدة مروحين وبركة ريشا - صور في القطاع الغربي ومناطق حدودية أخرى في منطقة جنوب الليطاني بعد انسحاب العدو الإسرائيلي، وذلك بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار (Mechanism).
وأشار البيان الى أن الجيش يتابع مواكبة المواطنين في البلدات الحدودية، كما يواصل التنسيق الوثيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان - اليونيفيل في ما خص الوضع في المنطقة المذكورة، ضمن إطار القرار 1701.
الى ذلك، أفرج جيش العدو عن 6 مواطنين خلال توافد الأهالي الى جنوبي لبنان يوم الأحد.
حركة دبلوماسية في بعبدا
حركة دبلوماسية في قصر بعبدا متابعة للأوضاع في الجنوب. وفي هذا الإطار، التقى الرئيس عون سفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو، بحيث شدد على "وجوب الضغط على إسرائيل للتقيد باتفاق وقف إطلاق النار خلال الفترة التي تنتهي في 18 شباط المقبل".
وفي الإطار نفسه، استقبل الرئيس عون سفيرة الولايات المتحدة الأميركية ليزا جونسون، وتطرق البحث إلى "الجهود المبذولة لدفع إسرائيل إلى وقف اعتداءاتها على الأهالي والقرى في الجنوب، والتزامها مندرجات اتفاق وقف إطلاق النار ضمن المهلة المحددة".
وحول المساعي على مستوى وزراء الخارجية، دعا وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، نظيره الأمريكي ماركو روبيو، إلى التنسيق الوثيق بين باريس وواشنطن بشأن الوضع في لبنان وسوريا.
وفي سياق آخر، مواقف المملكة العربية السعودية بالإعلان عن مساندة لبنان لا تنبض، إذ عبّر مجلس الوزراء السعودي أن المملكة تؤكد وقوفها إلى جانب لبنان وسوريا وشعبيهما الشقيقين، ودعم الجهود الرامية إلى استعادة مكانتهما الطبيعية في محيطيهما العربي والدولي.
روسيا في سوريا
وفي خطوة لافتة في توقيتها وهدفها، وصل إلى العاصمة السورية وفد رفيع من وزارة الخارجية الروسية برئاسة المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، لإجراء مباحثات مع قائد الإدارة الجديدة في سوريا، أحمد الشرع، وهو ما كانت جريدة "الأنباء" الالكترونية قد كشفت عنه النقاب من مصادر مطلعة أمس الأول.
وتعليقاً على الزيارة، يرى أستاذ العلاقات الدولية الدكتور خالد العزي أن هذه الزيارة تأخرت، خصوصاً أننا شهدنا انفتاحا من عدة دول كانت على خصومة أو تناقض سياسي وإيديولوجي مع ما كانت تمثله سابقاً القيادة العامة، لافتاً الى أنها ضرورية في إطار ما تقتضي مصالح الدول، والتي هي فوق كل اعتبار".
ويشير العزي الى أن تريث الروس في القدوم الى سوريا يعود لسببين، الأول لمراقبة الواقع الجديد في ظل الإدارة الجديدة وكيف ستكون سياسة النظام الجديد، فيما السبب الثاني يتثمل في رؤية رد الإدارة العسكرية في تعاملها مع القواعد العسكرية والجيش الروسي والسفارة الروسية، علماً أن القيادة العسكرية في سوريا حمت القواعد العسكرية الروسية بعد سقوط النظام، على الرغم من أن أغلب القيادات العسكرية للنظام السابق موجودة في قاعدة حميميم.
ويشدد العزي على أن الأيام القادمة والحكومة الإنتقالية في سوريا هي التي ستعمل على نوع التعاون السوري الروسي، لافتاً الى أن الرئيس السابق للنظام السوري المخلوع بشار الأسد يتواجد في روسيا، في إطار اللجوء الإنساني وليس السياسي، بحيث سيكون ورقة تفاوض سورية من جهة وروسية من جهة أخرى.
وكان بوغدانوف قال في تصريح صحفي أن الزيارة تأتي في سياق تعزيز العلاقات التاريخية بين روسيا الاتحادية وسوريا وفق قاعدة المصالح المشتركة، مشددًا على أن روسيا حريصة على وحدة واستقلال وسلامة الأراضي السورية وتحقيق الوفاق والسلم الاجتماعي في البلاد.
**********************************************
افتتاحية صحيفة النهار
عاصفة الاعتراضات تصاعدت بعد “مواكب الاستفزاز” سلام يتمسّك بمعاييره وتوقعات باقتراب الولادة
بادرت حركة “أمل” إلى تمييز نفسها عن لعبة الشارع فأصدرت تعميمٌا منعت فيه “المشاركة أو القيام بأي تحرك أو نشاط استفزازي” تحت طائلة الفصل من الحركة
بعد أسبوعين فقط من تكليفه وتحفّزه في الساعات المقبلة لاستيلاد الحكومة الأولى في عهد الرئيس العماد جوزف عون، وهي مهلة قياسية في تجارب تشكيل الحكومات حتى لو طرأت عوامل تملي تمديدها بعض الوقت، وجد الرئيس المكلف نواف سلام نفسه أمس وسط حقل ألغام سياسياً وحزبياً وطائفياً بكل المقاييس الحاملة نذر تصعيد سياسي واسع ألزمه التريث مجدداً في اندفاعته التي يترقبها الرأي العام اللبناني والخارجي بتشوّق لكن دون معايير الصراع السياسي الناشب من حول مهمة سلام. ولكن حقل الألغام هذا لم يحل دون معطيات حافظت على منسوب عالٍ من التفاؤل في إمكان تذليل العقبات وإنجاز التشكيلة الحكومية في الساعات المقبلة. كما نقل عن رئيس مجلس النواب نبيه بري أن لا مشكلة مع نواف سلام والحكومة هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل.
والحال أن الساعات الـ48 الأخيرة بدت كأنها استقدمت عناصر التوتير السياسي الذي واكب تطورات الجنوب والملابسات التي نتجت عن مواكب الاستفزاز والتحديات التي تولاها أنصار “الحزب” في مناطق عدة لخصومهم، الأمر الذي أشاع انطباعات سلبية وتسبّب بتشظي مهمة الرئيس المكلف وإصابتها بتداعيات مباشرة لم تكن في الحسبان. ونظرت معظم الأوساط إلى هذه الحركة المفتعلة الاستفزازية باعتبارها رسائل من الحزب إلى العهد ورئيس الحكومة المكلف وفاقم أثرها السلبي إعلان رجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور إلغاء جميع مشاريعه الاستثمارية في لبنان.
صحيح أن عقدة منح الشيعة حقيبة المال كانت تعتمل بعمق في مواقف وحسابات القوى الأخرى بعدما مال الرئيس سلام إلى التسليم بمنحها لـ”المرشح الحصري” ياسين جابر بقوة الضغوط التي مارسها رئيس مجلس النواب نبيه بري بالشراكة في حجز الحصة الشيعية للثنائي “أمل” و”الحزب”، لكن سلام كان يدأب على استكمال مهمته بمسعى التوازن بين معايير إحداث الصدمة الإيجابية وتجنب الخضّات. ووسط هذا الاعتمال بدا “الحزب” كأنه تعمد إغراق الرئيس المكلف في حصار الألغام من خلال الذهاب بعيداً في استفزاز الخصوم في لحظة خاطئة وطنياً الا إذا صح ما فسره بعضهم من أن الحزب أراد توجيه ضربة إلى سلام وداعميه الداخليين والخارجيين لإثبات حفاظه على نفوذ الفيتو الداخلي بعدما أستهين بقوته جراء الضربات الإسرائيلية القاسية. في أي حال ما إن سرت المعلومات عن اتجاه الرئيس سلام إلى زيارة بعبدا أمس أو اليوم حاملاً تشكيلة حكومية شبه ناجزة لا تحتاج إلا إسقاط ما تبقى من أسماء قليلة على الحقائب، حتى اشتعل حقل الحسابات والمواقف المحتقنة على خلفية حصرية مفادها إما مواجهة “المكانة المتميزة” التي تردّد أن الرئيس المكلف سلم بمنحها إلى الثنائي الشيعي، وإما حصول الافرقاء الآخرين، بالمثل وأكثر، على ما يوازي حصة الثنائي حقائب وأسماء. بذلك جنحت عملية التأليف برمتها إلى حقل الألغام والمحاذير التي لا يحتملها الرئيس المكلف إذ أن العقدة الشيعية استدرجت عِقداً مسيحية سواء لدى “القوات اللبنانية” التي تحفظت بقوة على منح حقيبة المال للثنائي الشيعي كما طالبت بحقائب أساسية سيادية وخدماتية، كما لدى “التيار الوطني الحر” الذي ابتكر رئيسه أكثر المعادلات غرابة بمطالبته احتساب عدد نوابه على أساس العدد الأصلي بعد الانتخابات ومن دون الأخذ بالاعتبار انفصال واستقالة وفصل أكثر من ستة نواب من تكتله. كما تفجر من عكار صراخ سنيّ على خلفية إنمائية بحجة الاعتراض على إقصاء مفترض استباقي للمنطقة عن التمثيل الوازن في الحكومة.
وإذ برزت بقوة الاصداء الشديدة السلبية للعبة الاستفزاز الفتنوي التي مارستها مواكب أنصار “الحزب” في العبث بعملية تشكيل الحكومة، بادرت حركة “أمل” إلى تمييز نفسها عن هذه اللعبة فأصدرت تعميمٌا منعت فيه “المشاركة أو القيام بأي تحرك أو نشاط استفزازي” تحت طائلة الفصل من الحركة.
أما في السياسة، فبادر رئيس الحكومة المكلف نواف سلام إلى محاولة احتواء العاصفة المتصاعدة، فكتب على صفحته على منصة “أكس”: “تعليقاً على كل ما يتردد في الإعلام حول تشكيل الحكومة لجهة موعد إعلانها والاسماء والحقائب، يهمني أن أؤكد مجدداً، أنني فيما أواصل مشاوراتي لتشكيل حكومة تكون على قدر تطلعات اللبنانيات واللبنانيين تلبي الحاجة الملحة للإصلاح، لا أزال متمسكا بالمعايير والمبادئ التي أعلنتها سابقا”. أضاف: “كما أعود وأؤكد أن كل ما يتردد عارٍ عن الصحة وفيه الكثير من الشائعات والتكهنات يهدف بعضها إلى اثارة البلبلة. فلا أسماء ولا حقائب نهائية. أما بالنسبة إلى موعد إعلان التشكيلة، فإنني أعمل بشكل متواصل لإنجازها”.
وكانت المعلومات أفادت أن “القوات اللبنانية” أبلغت سلام بأنها ستسمي وزراءها وتسقطهم على الحقائب إذا كان الثنائي الشيعي سيفعل ذلك، كما أن رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل أبلغه أنه في حال كانت القوات ستطلب أربع حقائب فهو يريد خمس حقائب. ثم فجّر عضو “تكتل الاعتدال الوطني” النائب وليد البعريني موقفاً حادا قائلاً: “سكتنا لأيام وأعطينا فرصة للرئيس المكلف لكي يكمل استشاراته، لكن أن يمنح الذين هزوا العصا وحرّكوا موتوسيكلاتهم واستعملوا اسلوب الترهيب أكثر مما يحق لهم ويتم تجاهلنا كممثلين عن عكار وطرابلس والمنية والضنية والشمال، فهذا تجاوز لكل الخطوط الحمر”. ودعا الرئيس عون الى “تصحيح المسار بصفته الضمانة وإلا ستكون هناك انتفاضة في وجه تهميشنا”، وهدّد بأنه “لم يعد أمامنا سوى المطالبة بالفدرالية، وعندها ندبر كعكاريين شؤوننا بأنفسنا ونعرف أن لا دولة تتطلع فينا بل نتطلع بأنفسنا”. واستتبع هذا الموقف بزيارة وفد من “كتلة الاعتدال الوطني” ضم النائبين محمد سليمان ووليد البعريني للرئيس نواف سلام مساء في دارته.
العودة والانتشار جنوبا
وسط هذه الأجواء، تواصلت عودة الأهالي إلى القرى الجنوبية لليوم الثالث وسط الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف النار الممدد، حيث أعمال التفجير والنسف مستمرة. وكان البارز أمس دخول الجيش اللبناني إلى بلدة يارون مع المواطنين، بعد أن ألقت درون إسرائيلية قنبلة مرتين، في محيط مكان تجمع الجيش والمواطنين في البلدة حيث أصيب جندي وثلاثة مواطنين بجروح. واعلنت قيادة الجيش أن وحدات عسكرية انتشرت في بلدة يارون – بنت جبيل في القطاع الأوسط وبلدة مروحين وبركة ريشا – صور في القطاع الغربي ومناطق حدودية أخرى في منطقة جنوب الليطاني، بعد الانسحاب الإسرائيلي، وذلك بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار Mechanism. ويتابع الجيش مواكبة المواطنين في البلدات الحدودية، كما يواصل التنسيق الوثيق مع قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان – اليونيفيل في ما خص الوضع في المنطقة المذكورة، ضمن إطار القرار 1701.
وأفرجت القوات الإسرائيلية ليل أول من أمس عن ستة مواطنين كانت اعتقلتهم خلال توافد الأهالي الأحد إلى بلدتي حولا ومركبا. وفي المقابل نفذ الجيش الإسرائيلي عملية تفجير قرب المسجد في الوزاني. وتقدم الجيش الإسرائيلي من جهة بلدة عديسة باتجاه مدخل الطيبة حيث وضع أتربة وصخوراً وسط الطريق لقطعها أمام محاولات المواطنين التوجه إلى بلدة عديسة. وقامت القوات الإسرائيلية بجرف وهدم وإحراق عدد من المباني والمنازل في منطقة المفيلحة غرب بلدة ميس الجبل.
وبرز ليلا عامل خطير تمثل في غارة إسرائيلية على قلب مدينة النبطية.
*******************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الحكومة على نار حامية.. وإسرائيل تخرق الهدنة الممددة أميركياً
أجمعت كل المعلومات المتداولة حول عملية التأليف الحكومي أمس، على انّ ولادة الحكومة متوقعة في وقت لاحق من هذا الاسبوع او الاسبوع المقبل، في الوقت الذي بدأت مطالب وتعقيدات في وجهها، هي عادةً ما ترافق تأليف الحكومات، حيث يرتفع منسوب شهية الإستيزار لدى مختلف الأطراف، ورغبة كل منهم في الاستحواز على ما أمكنه من مقاعد وزارية وحقائب سيادية وخدماتية، على رغم من تأكيد الرئيس المكلّف انّ كل الحقائب الوزارية سيادية ومهمّة، في الوقت الذي يفرض الوضع المستجد في الجنوب الإسراع في إكمال عقد السلطة التنفيذية لكي تتصدّى للمناورات والتهديدات الإسرائيلية، بعد الانسحاب من المناطق الحدودية التي احتلتها، على رغم من التمديد الأميركي للهدنة حتى 18 شباط المقبل.
وفي هذه الأجواء، خرج رئيس الحكومة المكلّف نواف سلام عن صمته، وكتب على منصة «إكس» الآتي: «تعليقاً على كل ما يتردّد في الإعلام حول تشكيل الحكومة لجهة موعد إعلانها والأسماء والحقائب، يهمني أن أؤكّد مجدداً، أنني فيما أواصل مشاوراتي لتشكيل حكومة تكون على قدر تطلعات اللبنانيات واللبنانيين تلبّي الحاجة الملحّة للإصلاح، لا أزال متمسكاً بالمعايير والمبادئ التي أعلنتها سابقاً. كما اعود وأؤكّد انّ كل ما يتردّد عارٍ عن الصحة وفيه الكثير من الشائعات والتكهنات، يهدف بعضها إلى إثارة البلبلة. فلا أسماء ولا حقائب نهائية. اما بالنسبة إلى موعد اعلان التشكيلة فإنني اعمل بشكل متواصل لإنجازها».
العقبات
وعلمت «الجمهورية» انّ العقبة حالياً امام التأليف هي في حصة الطائفة السنّية، وسط اعتراض كبير من جانب كتلة «الاعتدال» ونواب الشمال وبعض نواب بيروت، على إصرار سلام تسمية الوزراء السنّة في الحكومة. كذلك هناك بعض العراقيل في توزيع حقائب الحصة المسيحية على المذاهب فيها، ولا سيما منها «القوات اللبنانية»، وبعض مطالب التغييريين.
ورجحت مصادر مواكبة أن تبصر الحكومة النور خلال أسبوع إلى 10 أيام بالحدّ الأقصى.
اما في ما يتعلق بالبيان الوزاري، فأكّدت المصادر لـ«الجمهورية» أن لا مشكلة في مقاربة موضوع المقاومة التي يكفلها ميثاق الأمم المتحدة والدساتير و»اتفاق الطائف» والصيغ كثيرة. ولبنان طالما فيه أراضٍ محتلة له الحق باستخدام كل الوسائل المشروعة لتحريرها، ومشهد الجنوب أمس خير دليل على ذلك.
الاتفاق هو هو
واكّد مصدر رفيع في ثنائي حركة «أمل» و«الحزب» لـ«الجمهورية»، انّ كل الكلام السلبي حول العلاقة بينه وبين الرئيس المكلّف لا يعدو كونه حملات إعلامية وإشاعة أجواء لا صحة لها. واكّد المصدر «انّ العلاقة جيدة ومبنية على الاحترام. وما تمّ الاتفاق عليه بين الطرفين لم يتغيّر ولم تُسجّل اي جهة اعتراضها عليه بعكس ما يُشاع». وكشف انّ الاتفاق لا يزال هو هو، أن يحصل الثنائي على 5 حقائب هي وزارات: المال، الصحة، البيئة، العمل والصناعة، ولا مشكل لدينا مع الرئيس المكلّف على الإطلاق. حتى انّ ما ورد عن رفض اسم ياسين جابر غير صحيح». وأشار المصدر إلى «انّ هناك حفلة اختلاق أخبار في الإعلام كبيرة، لا نحن ولا الرئيس المكلّف معنيون بها».
وحول استعراض الدراجات النارية قال المصدر: «الأجهزة الأمنية لديها كل المعلومات لتقوم بشغلها، ونحن رفعنا الغطاء عن كل المرتكبين اياً كانوا، والرئيس نبيه بري سهر حتى منتصف الليل لمتابعة الموضوع. وحركة «أمل» أصدرت بياناً وموقفاً صارماً في شأنه».
مسار لم يتوقف
وأكّدت مصادر سياسية مطلعة لـ«الجمهورية»، انّ مسار «تشكيل الحكومة لم يتوقف، ولو انّه تباطأ بفعل بعض العِقد المتنقلة»، مشيرة إلى انّ من بينها عقداً كان يُظن انّها عولجت لكنها عادت إلى الظهور. وقالت إنّ عملية التشكيل لا تزال ضمن «منطقة الأمان» على رغم من العقبات التي تواجهها، في اعتبار انّها لم تتجاوز بعد السقف الزمني الطبيعي، بالمقارنة مع التجارب السابقة.
وأشارت المصادر إلى أنّ زخم انتخاب رئيس الجمهورية واختيار الرئيس المكلّف يجب أن يسري على الحكومة، مرجحة ولادتها الاسبوع المقبل، الّا إذا تمّ تذليل العقبات على نحو يسمح بالإعلان عنها قبل ذلك. وأوضحت انّ المسؤولية عن عدم إنجاز التأليف حتى الآن لا تقع على طرف واحد، بل تتوزع على جهات عدة ربطاً بتعدد المطالب من هنا وهناك.
التردّد والتراجع
وكان لافتاً تأكيد سلام أمس، على موقع «إكس»، أنّ لا صحة لكل ما يتردّد عن حسم بعض الأسماء والحقائب. ووضعت مصادر مواكبة هذا الكلام في خانة التردّد والتراجع، بعدما كانت معلومات شبه مؤكّدة أشارت إلى اتفاق مبدئي على تسليم وزارة المال للنائب ياسين جابر، الذي كانت له خبرة سابقة في وزارة الاقتصاد، ويُعتبر من الوجوه التي تحظى بثقة رئيس مجلس النواب نبيه بري و«الحزب »، لكنها غير مستفزة للخصوم.
وقالت المصادر لـ«الجمهورية»، إنّ سلام تراجع عن حسم التسمية لمصلحة جابر، بعد بروز عاصفة من الاعتراضات، من جانب قوى المعارضة السابقة، وفي مقدمها «القوات اللبنانية». فهذه القوى هي التي سمّته أساساً لرئاسة الحكومة، وقد وجد سلام نفسه أمام المغامرة بخسارتها. وليس في مصلحته أن يربح أصوات «الثنائي الشيعي» ويخسر الأكثرية التي يُفترض أن توفّر لحكومته الثقة في المجلس النيابي.
ولذلك، تشير المصادر إلى أنّ سلام يتأرجح في وضعية من الإرباك، ويبحث فيها عن تسوية تُرضي «الثنائي» ولا تُغضب خصومه. وهي تبدو مهمّة شبه مستحيلة حتى الآن، وقد لا تتحقق إلّا بتدخّل جديد ومباشر من جانب أركان اللجنة الخماسية العربية ـ الدولية الذين لا يقومون بأي حراك ظاهر في الوقت الحالي.
موقف «القوات
ومن جهتها مصادر «القوات اللبنانية» أكّدت لـ«الجمهورية» أنّ «القوات تتعامل بتفاوض سرّي جداً مع الرئيس المكلّف، وترفض الحديث عن حقائب وأسماء، لأنّ الأولوية تكمن في أن ترسم الحكومة تطلعات الناس التي رأت في خطابَي القَسَم والتأليف فرصة لأن تستعيد الدولة اللبنانية دورها على المستوى السيادي والمؤسساتي». وقالت «انّ «القوات» ترفض أن تكون الحكومة نسخة عن الحكومات السابقة التي تنتمي إلى مرحلة كانت فيها الدولة في لبنان دولة فاشلة، وبالتالي يجب أن تكون الحكومة هي الأداة التنفيذية للمرحلة الجديدة التي ينطلق معها قطار الدولة. وترى «القوات» أنّ هناك للأسف، بعض الاستسهال بالتعاطي مع محور معيّن من خلال التسليم بشروطه، إذ في حال حصل هذا الأمر سينعكس سلباً، ليس فقط على صورة الحكومة وتطلعات الناس منها، بل أيضاً على أدائها وممارساتها على أرض الواقع».
واضافت المصادر: «في حال إعادة القديم إلى قدمه في التشكيل يعني أنّ القديم سينسحب على المسار الحكومي، وهذا ما ترفضه «القوات» التي ترى أنّ هناك فرصة لقيام دولة فعلية لا يجب تفويتها». وشدّدت على أنّ «من المبكر تحديد موقف «القوات» ومشاركتها في الحكومة، معتبرة أنّ من السابق لأوانه اتخاذ موقف كهذا لأنّ «من مصلحة العهد الجديد أن تكون الحكومة جديدة بكل المعايير والمقاييس خدمةً للبنان واللبنانيين».
مواقف
وفي المواقف، أشار تكتل «لبنان القوي» في اجتماعه الدوري إلى انّه «يتابع عملية تشكيل الحكومة ويهمّه في هذا الإطار أن تتألف حكومة سيادية وإصلاحية تتولّى مواجهة التحدّيات الكثيرة». مذكّراً بأنّ «الحكومة هي قبل كل شيء مركز القرار السياسي، لا مركزًا للدراسات، ولا بدّ أن تجسّد الإصلاح بوزرائها وبرنامجها بالإستناد الى النظام الديموقراطي البرلماني الذي يمثّل إرادة الناخبين». وشدّد على «أنّ الأساس أيضاً في عملية التشكيل هو احترام وحدة المعايير في التأليف وعدم التمييز في التعامل بين كتلةٍ نيابية وأخرى، لكي لا يشكّل ذلك نكسة بعدم حصول التغيير الإيجابي المنشود».
وكتب عضو تكتل «الاعتدال الوطني» النائب وليد البعريني على منصة «إكس»: «لقد بلغ السيل الزبى وطفح الكيل، سكتنا لأيام وأعطينا فرصة للرئيس المكلّف لكي يكمل استشاراته، لكن ان يمنح الذين هزوا العصا وحرّكوا موتوسيكلاتهم واستعملوا اسلوب الترهيب أكثر مما يحق لهم، ويتمّ تجاهلنا كممثلين عن عكار وطرابلس والمنية والضنية والشمال فهذا تجاوز لكل الخطوط الحمر». وأضاف: «ندعو الرئيس عون إلى تصحيح المسار بصفته الضمان، وإلّا ستكون هناك انتفاضة في وجه تهميشنا، كذلك أدعو نواب الشمال وخارجه للاجتماع ورفض منطق الإقصاء والإلغاء ورفع السقف عالياً، وقد أُعذر من أنذر».
خرق الهدنة الممددة
في غضون ذلك، خرقت إسرائيل الهدنة الممددة حتى 18 شباط المقبل بقرار اميركي، وأغار طيرانها على مدينة النبطية مرّتين موقعاً 14 جريحاً، في الوقت الذي تواصل الزحف الشعبي إلى القرى الحدودية للعودة اليها وإخراج المحتل الإسرائيلي منها.
وقد ندّد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بشدة بالغارتين الإسرائيليتين اللتين استهدفتا مدينة النبطية، وقال: «إنّ هذا العدوان يشكّل انتهاكاً اضافياً للسيادة اللبنانية وخرقاً فاضحاً لترتيب وقف اطلاق النار ومندرجات قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701».
وقد اتصل ميقاتي برئيس لجنة مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفيرز، مطالباً باتخاذ موقف حازم لضمان تنفيذ إسرائيل لالتزاماتها بموجب القانون الدولي.
ووضع مصدر مطلع على موقف «الثنائي الشيعي» الغارتين الإسرائيليتين على النطبية برسم الولايات المتحدة الاميركية التي مدّدت وقف إطلاق النار من 27 من الجاري وحتى 18 شباط المقبل. وقال لـ«الجمهورية» انّ «واشنطن تتحمّل المسؤولية عن اي تطور يمكن ان يحصل نتيجة هذا التمديد، وعدم الضغط على إسرائيل لتوقف خروقاتها لوقف النار والانسحاب من الاراضي اللبنانية التي احتلتها».
غارتان
وكانت الغارتان الإسرائيليتان على النبطية استهدفت إحداهما محيط احد المطاعم في محلة النبطية الفوقا، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المكان التي هرعت سيارات الإسعاف اليه. وتحدثت معلومات صحافية عن عملية اغتيال طاولت سيارة مهدي عباس نحلة المسؤول عن نقل الأموال لـ«الحزب» من ايران إلى لبنان، فيما تحدثت معلومات أخرى عن أنّ الغارة استهدفت مستودع أسلحة للحزب .
اما الغارة الثانية فاستهدفت بصاروخ جو- ارض المنطقة الواقعة في خراج بلدتي النبطية الفوقا مفترق زوطر الشرقية في محيط مدينة فرح للملاهي. وتوازياً، سُجّل تحليق للطيران المسيّر الاسرائيلي فوق منطقة الزهراني.
في سياق متصل، أعلن مركز عمليات الطوارئ في وزارة الصحة العامة «أنّ غارة العدو الإسرائيلي هذا المساء على النبطية أدّت في حصيلة أولية إلى إصابة 14 شخصاً بجروح». فيما اصدرت قيادة الجيش البيان الآتي:
«في سياق الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة في المناطق الحدودية الجنوبية، أقدم العدو الإسرائيلي على إطلاق النار باتجاه عناصر الجيش والمواطنين على طريق يارون – مارون الراس، ما أسفر عن إصابة أحد العسكريين وثلاثة مواطنين، وذلك أثناء مواكبة الجيش للأهالي العائدين إلى البلدات الحدودية الجنوبية.
وفي سياق هجمة الاهالي للعودة الى البلدات الحدودية استعد الجيش اللبناني عند مدخل بلدة ديرميماس تمهيداً للدخول مع الاهالي إلى بلدة كفركلا. وهو كان دخل ظهر امس مع المواطنين إلى بلدة يارون. وألقت «درون» اسرائيلية قنبلتين في محيط مكان تجمّع العسكريين والمواطنين في البلدة.
وصدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان الآتي: «انتشرت وحدات عسكرية في بلدة يارون – بنت جبيل في القطاع الأوسط وبلدة مروحين وبركة ريشا – صور في القطاع الغربي ومناطق حدودية أخرى في منطقة جنوب الليطاني، بعد انسحاب العدو الإسرائيلي، وذلك بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار Mechanism. ويتابع الجيش مواكبة المواطنين في البلدات الحدودية. كما يواصل التنسيق الوثيق مع قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان – اليونيفيل في ما خصّ الوضع في المنطقة المذكورة، ضمن إطار القرار 1701».
واصلت فرق الإنقاذ في الدفاع المدني، بالتنسيق مع الجيش اللبناني، عمليات البحث في المناطق التي تعرّضت للعدوان الإسرائيلي، وتمكنت من انتشال جثامين ثلاثة شهداء من بلدة كفرحمام، وثلاثة آخرين ورفات شهيد من بلدة الخيام، بالإضافة إلى أربعة شهداء من منطقة بين بلدتي حولا ووادي السلوقي، ورفات شهيد من بلدة البستان.
*********************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
نقمة سنّية مسيحية على الرئيس المكلّف
التأليف تحت عجلات “موتسيكلات الترهيب”
أوساط سُنية متعددة تبدي امتعاضها من أسلوب سلام
هل رضخ الرئيس المكلَّف نواف سلام، وأصبح تشكيل الحكومة بين فكَّيْ عين التينة وحارة حريك؟ وهل أضاع التأليف زخم التكليف؟
وهل اختار رجل محكمة العدل الدولية الذي لم يهَب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أن يخاف من الرئيس نبيه بري والنائب محمد رعد، فيرضخ لإملاءاتهما وشروطهما ويضرب بعرض الحائط مطالب المسيحيين وكتلهم النيابية الكبرى، معتقداً بأنه يمون عليهم وبأنهم في “الجيب”؟
مصادر مطلعة على عملية التشكيل، قالتها بالعبارة الصريحة “يبدو أنه رضخ لكل مطالب “الثنائي”، من حقيبة المال إلى حقائب العمل والبيئة والصحة”.
هذه المصادر تأخذ على الرئيس سلام، “عدم المساواة بين كل الأفرقاء. فهو لا يناقش مع القوى السياسية بالأسماء والحقائب، تاركاً هذا الامتياز لـ”الحزب” و”حركة أمل”. معهما دخل في تفاصيل الحقائب والأسماء، بينما يتصرف مع المكونَين المسيحي والسُني بمنطق آخر”. وهذا ما أثار حفيظة حزب “القوات اللبنانية” الذي يقول إنه أبدى كل الحرص لتلاقي ولادة الحكومة الزخم الذي حصل بعد انتخاب الرئيس جوزاف عون. حتى التيار الوطني الحر يبدي امتعاضاً من مقاربات سلام. وتختم المصادر المطلعة أن الرئيس المكلّف بهذه الطريقة إنما ينسف كل ما تعهد به من قصر بعبدا في موضوع معايير تشكيل الحكومة.
تغريدة سلام
وسألت مصادر أخرى: “هل هذا يعني أن التشكيلة باتت ترتسم من وحي رسالة عجلات الدراجات النارية التي وعلى ما يبدو جعلت الرئيس المكلف يعطي “الثنائي” ما يريد ولو على حساب مكونات وكتل سمته وساهمت في إيصاله، في وقت يدلل الذين رفضوا تسميته وقاطعوا مشاوراته وأجبروه على أن “يزور بدلاً من أن يُزار”. ومصدر مراقب تساءل “كيف يُفسر سلام “المنحى الثوري” الذي أراد تظهيره عن نفسه بعدم القيام بالزيارة البروتوكولية لمفتي الجمهورية، وفي المقابل رضخ لشروط اللعبة التقليدية بالنسبة لطوائف أخرى؟”.
وحيال الانطباع الذي ساد أمس، خرج الرئيس المكلف عن صمته، فأعلن في تغريدة، “أن كل ما يتردد عارٍ عن الصحة وفيه الكثير من الشائعات والتكهنات يهدف بعضها إلى إثارة البلبلة. فلا أسماء ولا حقائب نهائية. أما بالنسبة إلى موعد إعلان التشكيلة فإنني أعمل بشكل متواصل لإنجازها”.
تململ سني
لكن كلام الرئيس المكلف تدحضه الوقائع، فالتململ وصل أيضاً إلى أوساط سُنية ناشطة في الشأن العام، حيث بدأت ترتسم عندها صورة لم تكن تتوقعها. وهي تعتبر أن “الرئيس المكلف يتعامل مع الموضوع الحكومي وكأن السُنة عليهم فقط تغطية الجانب التقني والإداري، ويرسم لهم دوراً مستغرباً وبعيداً من تاريخهم العريق في اللعبة السياسية. وكأن الأفضل للسُنة أن يكونوا خارج ورشة النهوض السياسي والاقتصادي الذي لاحت تباشيره بعد التغيير الكبير الذي حصل في لبنان ومن حوله”. برأي هذه الأوساط “الأسماء الوزارية التي يذهب إليها الرئيس المكلف تشبه نموذج المساعدين الإداريين وليسوا نموذج وزراء سياسيين بكل ما للكلمة من معنى. حتى عامر البساط المطروح لوزارة الاقتصاد يعتبر وديعة لـ”الحزب”، وهو من الداعين إلى تصفير الودائع وإنهاء حقوق المودعين. وتأخذ هذه الأوساط السُنية على سلام أنه “ينقل السُنة إلى “ثلاجة الانتظار”. وبرأيها على سلام أن يقتنع، من طريقة تعاطي “الثنائي” معه، أن المشكلة السياسية في البلد لم تنته وهي مرشحة للاستمرار، وأن السُنة دفعوا أثماناً ولا يزالون، تعلقاً بدورهم الوطني على تنوع قواهم، فلا يستطيع اليوم أن يضعهم على مقاعد الاحتياط. “هو يقود نفسه إلى تجربة أثبتت فشلها عندما حاول الرئيس سعد الحريري أن يعطي الأولوية للاقتصاد والتنمية على حساب السياسة، والتي انتهت إلى فشل ذريع. وبحكم تاريخه ومسيرته الأكاديمية وداخل المؤسسات الرسمية اللبنانية، من الواضح أنه لا يستطيع اختصار قسم كبير من التمثيل السُني بوجوه تكنوقراط ما سيؤدي إلى خلل كبير، ففي النهاية السياسة هي المدخل الحقيقي إلى الإصلاح، ولكن يمكن الاستعانة ببعض الكفاءات لوزارات معينة”.
فدرالية البعريني
بعد التصعيد الصباحي الذي قاده تكتل “الاعتدال” ووصل إلى طرح النائب وليد البعريني الفدرالية، عقد مساء أمس لقاء بين “الاعتدال” ممثلاً بالنائبين البعريني ومحمد سليمان والرئيس سلام، ونقل البعريني عتب النواب وأهالي المنطقة على سلام والذي لا يختلف بطريقة تعامله مع عكار عن رؤساء الحكومات السابقين، كذلك تمت مناقشة طريقة التعامل مع التكتل، وتشدد البعريني في مطلب تمثيل عكار وعدم التنازل عن الحق بالمساواة، وإلا “التصعيد سيكون سيد الموقف”.
“التوافق الوطني”: هناك طوائف “بسمنة” وأخرى “بزيت
ومن علامات السخط على أداء سلام أن تكتل “التوافق الوطني”، أعلن بدوره أن الطائفة السُنّية لم تكن ولن تكون مكسر عصا لأيّ كان، وعبَّر عن “رفضه المطلق للطريقة وللتصرفات غير المسؤولة المتّبعة في عملية تشكيل الحكومة العتيدة” وأضاف “الطائفة السنّية يجب أن ينطبق عليها ما ينطبق على باقي الطوائف وإلا تكون في لبنان طوائف “بسمنة” تسمّي وزراءها وتختار حقائبها وطوائف أخرى “بزيت”.
تصعيد في الجنوب
وليل أمس طرأ تطور عسكري بارز هو الأول من نوعه منذ اتفاق وقف النار، فقد أغار الجيش الإسرائيلي على شاحنة ومركبة تابعتَيْن لـ”الحزب” كانتا تنقلان وسائل قتالية في منطقتي الشقيف والنبطية وأسفرت الغارة على النبطية عن سقوط أربعة عشر جريحاً .
وليلاً تحدثت معلومات عن أن الجيش اللبناني تسلم منصة عماد 4 في منطقة وادي جيلو، وهناك رواية أخرى تقول إن الجيش عثر على المنصة التي هي شبه منشأة.
*********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
لبنان: الحكومة تتأجل… وتوتر داخلي
استهداف إسرائيلي لمدينة النبطية للمرة الأولى منذ وقف النار
تأجل تأليف الحكومة في لبنان نتيجة عراقيل داخلية وخارجية ووسط توتر داخلي، فيما هاجمت إسرائيل، بغارتين أوقعتا أكثر من 20 جريحاً، مدينة النبطية في جنوب البلاد للمرة الأولى منذ وقف إطلاق النار قبل نحو شهرين، فيما بدا كأنه رد على الضغوط التي يمارسها «الحزب» ميدانياً على قواتها في الجنوب عبر الدفع بالسكان لدخول القرى التي أجّلت الدولة العبرية الانسحاب منها حتى 18 فبراير (شباط) المقبل. وأغارت طائرات إسرائيلية على سيارة نقل صغيرة عند المدخل الجنوبي للنبطية، ما أدى إلى انفجار ضخم سمع صداه في أنحاء المنطقة، وسط معلومات غير رسمية عن أن السيارة محملة بمواد متفجرة.
وجدد الرئيس المكلف نواف سلام تمسكه «بالمعايير والمبادئ» التي أعلنها سابقاً وتحديداً بأن «الحقائب الوزارية ليست حكراً على أي طائفة»، في إشارة إلى تمسك «الثنائي الشيعي» (حركة أمل والحزب) بوزارة المال. وأكد أنه «لا أسماء ولا حقائب نهائية. أما بالنسبة إلى موعد إعلان التشكيلة فإنني أعمل بشكل متواصل لإنجازها».
في غضون ذلك، ألقت استعراضات «الحزب» الطائفية شجباً واسعاً، حيث عدها البعض رسائل أمنية لرئيس الجمهورية جوزيف عون ولرئيس الحكومة المكلف، لفرض شروط الحزب في عملية التأليف، فيما سجل تبرؤ من «حركة أمل» لهذه التحركات التي أكدت أنها «تتعارض مع توجيهاتها القاضية باحترام خصوصية اللبنانيين بجميع طوائفهم».
*********************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
الحكومة العتيدة تتجاوز الألغام الخطيرة… وجنبلاط يدعو الحزب للخروج من العمل العسكري
«صدمة الحبتور» تضرب موجة التفاؤل.. و24 جريحاً بغارتين إسرائيليتين على النبطية
غير عابئ بتفاهمات أو اتفاقيات، اعطى الاحتلال الاسرائيلي لنفسه «الحق القبيح» بممارسة الاعتداءات على الارض باغتيال الشباب والاطفال من الاهالي العائدين الى قراهم، او تسجيل الغارات بالمسيَّرات والطائرات على المناطق المحررة، وكان آخرها مساء امس غارتان على زوطر والنبطية الفوقا، مما ادى الى اصابة 24 مواطناً بجروح.
واعترف الناطق الاسرائيلي، على عادته، بالغارتين، متحدثاً عن استهداف منصات للحزب (في مدينة الملاهي فرح بين زوطر والنبطية الفوقا)، الامر الذي يثير السخرية، ويرفع من مخاوف تعريض مهلة وقف النار الممددة الى 18 شباط للخطر، ووصف الرئيس نجيب ميقاتي ما حصل بأنه انتهاك اضافي للسيادة اللبنانية، وخرق لترتيبات وقف اطلاق النار، ومندرجات قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701. وطالب رئيس لجنة مراقبة وقف النار الجنرال جاسبر جيفرز بموقف حازم لإلزام اسرائيل بتنفيذ التزاماتها بموجب القانون الدولي.
الحكومة
على الصعيد الحكومي، تضاربت المعلومات حول موعد تشكيل الحكومة الجديدة، بين متفائل كما نقلت مصادر قناة «العربية – الحدث» وقناة «الحرة» عن الرئيس نبيه بري «ان لا مشكلة مع نواف سلام والحكومة هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل، وأنّ المشكلة في تشكيل الحكومة ليست عندنا والآخرون يتذرعون بنا».
وأضافت المصادر أن المرشح لوزارة المالية هو النائب ياسين جابر.
وأكدت المصادر نقلاعن بري: أنه لا يوجد أي تعارض مع نواف سلام، وأن الحكومة قد تُشكّل هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل، وأشارت إلى أن رئيس الحكومة المكلف يقوم حالياً بمهامه في عملية التأليف. حاسماً «أن المرشح لوزارة المالية هو النائب والوزير الاسبق ياسين جابر».وقالت ردّاً على سؤال عن الحملة على توزير ياسين جابر، سأل برّي: هل ياسين نائباً عن الحركة او الحزب اليوم؟ او هل كان وزيرا او نائبا في الفترات الاخيرة ؟! أنا أقول إن خيارنا هو ياسين جابر، معتبراً ان الحملة عليه غير مبررة.
وبالمقابل، ترجيحات بتأخير التشكيل نتيجة مطالب القوى المسيحية والنواب السنة المستقلين. ما يحتم على الرئيس المكلف سلام مواصلة المشاورات كما قال هو امس.
وكتب سلام امس على منصة «أكس»: تعليقاً على كل ما يتردد في الاعلام حول تشكيل الحكومة لجهة موعد إعلانها والاسماء والحقائب، يهمني ان أؤكد مجددا، انني فيما أواصل مشاوراتي لتشكيل حكومة تكون على قدر تطلعات اللبنانيات واللبنانيين تلبي الحاجة الملحة للإصلاح، لا أزال متمسكا بالمعايير والمبادئ التي أعلنتها سابقا.
أضاف: كما اعود وأؤكد ان كل ما يتردد عارٍ عن الصحة وفيه الكثير من الشائعات والتكهنات يهدف بعضها الى اثارة البلبلة. فلا أسماء ولا حقائب نهائية. اما بالنسبة الى موعد اعلان التشكيلة فإنني اعمل بشكل متواصل لإنجازها.
وتحدثت معلومات عن تعثُّر ولادة الحكومة على خلفية ضغوطات تمارس على الرئيس المكلف من «القوات اللبنانية» وحزب الكتائب، على خلفية رفض حصول «أمل» والحزب على المالية.
إلا انه قالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن الحكومة باتت قاب قوسين أو أدنى من التأليف وأن المشاورات الجارية في هذا الملف متواصلة من أجل إزالة ما تبقَّى من عقبات أمام صدور مراسيم تشكيل الحكومة.
وأشارت المصادر إلى أن لا اسماء مكتملة بعد وهناك اقتراحات يتم تداولها ومتى انتهت يحمل رئيس الحكومة المكلف الصيغة إلى رئيس الجمهورية الذي ينظر إلى ضرورة سلوك التأليف مساره الدستور من أجل انتظام الأمور والانطلاق في تحقيق أولويات جديدة.
وأوضحت أن توزيع الحقائب أنجز بنسبة تسعين في المئة، وقالت إن المطلوب عدم بروز مطبات جديدة تدفع بتأخير التأليف.
ونفت اوساط «القوات» ما يتردد عن عدم المشاركة في الحكومة، وطالبت بمعايير واحدة في عملية التأليف، وتردد انها ابلغت الرئيس سلام: انها ستسمي وزراءها وتسقطهم على الحقائب اذا كان «الثنائي الشيعي» سيفعل ذلك، كما ان النائب جبران باسيل رئيس تكتل لبنان القوي انه في حال كانت «القوات» تطالب بـ4 حقائب، فأنا اريد 5.
واكد تكتل لبنان القوي بأن الحكومة هي مركز القرار السياسي وليس مركزاً للدراسات، مشدداً على ان الاساس في عملية التأليف وحدة المعايير.
واعتبر تكتل التوافق الوطني ان الطائفة السنية لن تكون مكسر عصاً لأي كان ويجب ان ينطبق عليها ما ينطبق على باقي الطوائف، والا نكون في لبنان طوائف بسمنة تسمي وزراءها، وطوائف بزيت تغيّب بشكل كامل عن الحكومة، وشدد على رفضه المطلق للطريقة وللتصرفات غير المسؤولة المتبعة في عملية تشكيل الحكومة العتيدة.
ولوَّح النائب في تكتل «الاعتدا الوطني» وليد البعريني بانتفاضة بوجه من يهمشنا، على خلفية تجاهلنا كممثلين عن عكار وطرابلس والمنية والضنية والشمال، فهذا تجاوز للخطوط الحمر، داعياً الرئيس عون الي تصحيح «المسار بصفته الضمانة» وهدد بالمطالبة بالفدرالية، لتدير انفسنا كعكاريين.
وكان عقد اجتماع بين تكتل الاعتدال والرئيس سلام، بمساعٍ من نواب تغيريين، والذين طالبوا بحقيبة لعكار، من دون الحصول على جواب قاطع من الرئيس المكلف.
إلى ذلك، قال نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب من عين التينة بعد لقاء الرئيس بري: تكلمنا عن الموضوع الحكومي وتشكيل الحكومة وحكماً مع بداية هذا العهد وتشكيل هذه الحكومة هناك أمل عند اللبنانيين وهذا الأمل لا يجب أن ندعه يذهب، هذا الأمل بتشكيل الحكومة حالياً وستشكل ومع تشكيلها هناك عدد من القوانين الإصلاحية التي يجب ان تقر، ونحن ناقشناها مع دولة الرئيس الذي هو طبعا معها ومصرٌّ على إنجازها في المجلس النيابي، كل القوانين الإصلاحية سنعمل على إقرارها لتسهيل عمل الحكومة وإنطلاقة هذا العهد لتعطي أملاً للبنانيين ببلدهم للعودة الى الإستقرار المالي والاقتصادي والسياسي،وهناك شيء واحد لا يمكن ان نقبل به او أن يشرع في هذا المجلس وهو شطب ودائع الناس.
وتعهد النائب طوني فرنجية بعد لقاء الرئيس عون بتسهيل تأليف الحكومة ودعم العهد.
صدمة الحبتور
وفي خطوة احدثت صدمة واسعة في الاوساط اللبنانية السياسية والاستثمارية، تمثلت باعلان رجل الاعمال الاماراتي خلف الحبتور إلغاء جميع المشاريع الاستثمارية التي كان يعتزم تنفيذها في لبنان.
وكتب عبر حسابه على منصة «إكس»: «اتخذتُ، بالتشاور مع مجلس إدارة مجموعة الحبتور، قراراً مؤلماً لم أرغب يوماً في الوصول إليه، لكن الأوضاع الراهنة في لبنان، من غياب الأمن والاستقرار وانعدام أي أفق لتحسن قريب، دفعتنا إلى اتخاذ الخطوات التالية:
– إلغاء جميع المشاريع الاستثمارية التي كنا نعتزم تنفيذها في لبنان.
– الامتناع عن السفر إلى لبنان، سواءٌ لي أو لعائلتي أو لمديري المجموعة.
– بيع جميع ممتلكاتي واستثماراتي في لبنان.
وقال: «إن هذه القرارات لم تُتخذ من فراغ، بل جاءت نتيجة دراسة دقيقة ومتابعة عميقة للأوضاع هناك».
تشاؤم جنبلاطي
وسط ذلك، اظهر النائب السابق وليد جنبلاط تشاؤماً ازاء ما يجري داعياً الى تجاوز مطبات التعطيل، التي لا تفيد الا اسرائيل.. وقال لـ«جريدة عكاظ»: لبنان يتجه الى مأزق كبير في حال رفضت اسرائيل الانسحاب من الجنوب، وفي استمرارها استباحة البشر والحجر والاولوية تكمن في الاسراع بتأليف الحكومة.
وطالب الحزب بالتخلي عن العمل العسكري، والانخراط كلياً بالعمل السياسي، وقال: على السياسيين والعسكريين في الحزب ان الماضي انتهى.. وكلام رئيس الجمهورية في خطاب القسم واضح، وان الذي بيننا وبين اسرائيل الهدنة، لا نستطيع ان ندخل في حروب معلنة ضد اسرائيل ولكن لن نستطيع الدخول في تسوية.
العودة البطيئة
جنوباً، ولليوم الثالث من ايام العودة واصل أبناء الارض والقرى الحدودية محاولاتهم للدخول الى اراضيهم وبلداتهم، والتأكيد ان لا تراجع قبل دحر وتحرير آخر شبر من هذه الارض، وعاد الاهالي بمؤازرة الجيش الى البستان ويارون ومروحين وبركة ريشا، على ان يستكملوا العودة اليوم وبعده.
وفي اول عدوان من نوعه، بعد هدنة الستين يوماً، شن الاحتلال الاسرائيلي غارة جوية مساء على مبنى يضم مطعماً عند مدخل النبطية الفوقا، ما اسفر في حصيلة أولية عن إصابة 7 بجروح حسب وزارة الصحة اللبنانية.
وسمع صوت انفجار ضخم نتيجة الغارة وهرعت سيارات الاسعاف الى المكان لنقل المصابين. وهذه الغارة هي الاولى خارج جنوب الليطاني بعد تمديد تنفيذ وقف اطلاق النار.
وذكرت اذاعة اجيش الاحتلال وصحيفة يديعوت احرونوت العبرية «ان الجيش هاجم هدفاً في جنوب لبنان».
حول مسببات الانفجار
وتراوحت المعلومات بين انفجار موكد او صاروخ من مخلفات الحرب، الا ان اعلنت عمليات الطوارئ التابعة لوزارة الصحة ان ما حدث غارة ادت في حصيلة اولولية الى اصابة 7 اشخاص بجروح، وما لبث ان ارتفع العدد الى 24 شخصاً.
وسط هذه الاجواء، استمرت عودة الاهالي الى القرى الجنوبية وسط أعمال التفجير والنسف مستمرة. ودخل الجيش اللبناني امس بلدة يارون مع المواطنين، بعد ان ألقت درون اسرائيلية قنبلة مرتين، في محيط مكان تجمع الجيش والمواطنين في البلدة. ووقعت ثلاث إصابات جراء إطلاق نار من قبل الاحتلال عند المدخل الشمالي ليارون بينهم عسكري من الجيش اللبناني
وصدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه بيان قال فيه: في سياق الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة في المناطق الحدودية الجنوبية، أقدم العدو الإسرائيلي على إطلاق النار باتجاه عناصر الجيش والمواطنين على طريق يارون – مارون الراس، مما أسفر عن إصابة أحد العسكريين وثلاثة مواطنين، وذلك أثناء مواكبة الجيش للأهالي العائدين إلى البلدات الحدودية الجنوبية،وأفرجت القوات الاسرائيلية ليل أمس الاول عن 6 مواطنين كانت اعتقلتهم خلال توافد الأهالي يوم الأحد الى بلدتي حولا ومركبا. في المقابل نفذ الجيش الاسرائيلي عملية تفجير قرب المسجد في الوزاني.
وكانت القيادة قد قالت في بيان سابق: انتشرت وحدات عسكرية في بلدة يارون – بنت جبيل في القطاع الأوسط وبلدة مروحين وبركة ريشا – صور في القطاع الغربي ومناطق حدودية أخرى في منطقة جنوب الليطاني، بعد انسحاب العدو الإسرائيلي، وذلك بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار. ويتابع الجيش مواكبة المواطنين في البلدات الحدودية. كما يواصل التنسيق الوثيق مع قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان – اليونيفيل في ما خص الوضع في المنطقة المذكورة، ضمن إطار القرار ١٧٠١.
لكن قوات العدو تقدمت من جهة بلدة عديسة بإتجاه مدخل الطيبة وضعت اتربة وصخورا وسط الطريق لقطعها أمام محاولات المواطنين التوجه إلى بلدة عديسة. لكن بعض المواطنين عبروا الحاجز، وأطلق جيش الاحتلال رشقات رشاشة نحوهم ما ادى الى اصابة مواطن واعتقلته بعد أن منعت الجيش اللبناني والدفاع المدني من التقدم لسحبه.
وبعد انسحاب الاحتلال الاسرائيلي من بلدة البستان الحدودية، شوهدت رافعة كبيرة للاحتلال الاسرائيلي مقابل بركة ريشا في خراج البلدة، تقوم بتركيب جدران إسمنتية عند الجدار الحدودي، وسط تحركات مكثفة لجنود الاحتلال، فيما قامت جرافة معادية بأعمال جرف في محيط الجدار الإسمنتي. واقامت سواتر ترابية معززة بالجنود تشرف على البلدة وبلدات يارين والزلوطية وام التوت والضهيرة، وقرى القطاع الغربي في قضاء صور، تزامنا مع تحليق لطائرات استطلاعية ومسيرة على علو منخفض.
وبدأت بلدية عيتا الشعب بتركيب انارة للطرقات على طرقات البلدة وكانت المرحلة الأولى عبارة عن ٥٠ لمبة عبر الطاقة الشمسية.
الى ذلك، وجه المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في منشور عبر «اكس» نداءً عاجلاً إلى سكان الجنوب اللبناني حذرهم فيه من دخول بعض القرى.
عون يتابع مع السفيرين
تابع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، بعد ظهر أمس اتصالاته ولقاءاته بهدف معالجة الأوضاع في الجنوب ، وضرورة وضع حد لإعتداءات الاحتلال وانسحابه من قرى الجنوب.
وفي هذا الإطار، التقى عون سفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو، وتداول معه في التطورات الجنوبية الراهنة، مركِّزا على «وجوب الضغط على إسرائيل للتقيد باتفاق وقف اطلاق النار خلال الفترة التي تنتهي في 18 شباط المقبل».
وفي الإطار نفسه، استقبل الرئيس عون سفيرة الولايات المتحدة الأميركية ليزا جونسون، وتطرق البحث إلى «الجهود المبذولة لدفع إسرائيل إلى وقف اعتداءاتها على الأهالي والقرى في الجنوب، والتزامها مندرجات اتفاق وقف اطلاق النار ضمن المهلة المحددة».
ونقلت قناة «الحرة» عن بري في ما يتعلق بالوضع الأمني في الجنوب، أن لبنان يلتزم بتطبيق الاتفاقات المعمول بها في المنطقة الجنوبية، في حين أن إسرائيل تواصل خرق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.وشدد على رفضه القاطع للاعتداءات الإسرائيلية، مؤكدة أن عودة الأهالي إلى قراهم في جنوب لبنان هو حق مكفول لهم، ولن يُسمح بأي احتلال لأي مساحة من أراضي الجنوب.
وفي خطوة لعدم تكرار ما حصل في بعض شوارع بيروت، عممت حركة امل على اعضائها ومناصريها الامتناع عن المشاركة باي تحرك شعبي استفزازي يتعارض مع توجهات الحركة القاضية باحترام خصوصية اللبنانيين بكافة طوائفهم ومناطقهم.
*********************************************
افتتاحية صحيفة الديار
صراع الحقائب والأسماء يؤخر ولادة الحكومة
تشكيل الحكومة نهاية الأسبوع أو مطلع القادم
«الاثنين الحاسم»: الوسيط الأميركي في بيروت لقيادة اجتماع «الخماسية» – ميشال نصر
الاتصالات الهادفة الى تذليل عقبات التشكيل وانضاج الطبخة الحكومية تستمرعلى قدم ساق، بعيدا من الاضواء، في وقت يتمنى فيه الرئيس المكلف ان تبصر النور نهاية الأسبوع، خلافا لاعتقاد كثيرين بان الولادة لن تكون قبل النصف الثاني من شباط، بعدما دخل التشكيل دوامة المفاوضات التقليدية.
تسريبات وتحليلات نقضها رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي كشف في حديث «للديار» موعد الاعلان عن الولادة الحكومية، متحدثا عن الموافقة اللبنانية المشروطة لتمديد وقف اطلاق النار، الذي ستجتمع اللجنة الخماسية بشانه يوم الاثنين برئاسة نائبة المبعوث الاميركي الى المنطقة.
فالمعطيات المتصلة بملف التأليف لا تُنبئ باحتمال ولادة خلال اليومين المقبلين، كما توقع البعض، اذ أقصى ما يمكن توقعه، هو استئناف الحوار بين الرئيس المكلف والأطراف المختلفة، ومعه استكمال الزيارات المكوكية الى بعبدا، من أجل البحث عن «خلطة سحرية» توفق بين مطالب التشكيل التاريخية، و«وعود العهد الثورية».
وحيال تمدد الوقت الضائع، بدأ القلق يساور جهات عدة من إمكان أن يشكل هذا الواقع بيئة مناسبة لأي تلاعب بالوضع الأمني، مع بروز أكثر من إشارة في هذا الاتجاه خلال الأيام الماضية، في وقت أكدت اوساط امنية أن لا موجب للقلق وأن الوضع ممسوك على الأرض.
عين التينة
وفي حديث خاص «للديار» اكد رئيس مجلس النواب، عند سؤاله عن الحكومة ان التاليف سيتم نهاية الاسبوع، اومطلع الاسبوع القادم، كاشفا ان المرحلة المقبلة ستشهد ورشة اصلاحات ضخمة في مجلس النواب على كافة المستويات وفي مختلف المجالات القانونية والتشريعية والاقتصادية، ركيزتها الدستور ووثيقة الوفاق الوطني اي الطائف، نافيا ان تكون اي جهة قد تواصلت معه او ناقشت معه، مسالة المداورة في وظائف الفئة الاولى.
وختم بري حديثه بالتاكيد ان موقفه من مسالة وقف اطلاق النار كان ولا يزال، هو موقف الدولة اللبنانية، بالموافقة المشروطة على تمديده حتى 18 شباط، مقابل وقف الاحتلال لاعتداءاته وعمليات التفجير والتدمير والتجريف التي يمارسها في القرى الحدودية المحتلة.
الرئيس المكلف
وفي السياق، كتب رئيس الحكومة المكلف على منصة «أكس»: «تعليقاً على كل ما يتردد في الاعلام حول تشكيل الحكومة لجهة موعد إعلانها والاسماء والحقائب، يهمني ان أؤكد مجددا، انني فيما أواصل مشاوراتي لتشكيل حكومة تكون على قدر تطلعات اللبنانيات واللبنانيين تلبي الحاجة الملحة للإصلاح، لا أزال متمسكا بالمعايير والمبادئ التي أعلنتها سابقا».أضاف: «كما اعود وأؤكد ان كل ما يتردد عار عن الصحة وفيه الكثير من الشائعات والتكهنات يهدف بعضها الى اثارة البلبلة. فلا أسماء ولا حقائب نهائية. اما بالنسبة الى موعد اعلان التشكيلة فإنني اعمل بشكل متواصل لإنجازها».
تشكيل الحكومة
وفي انتظار تقديم «تركيبته» الحكومية، يواصل رئيس الحكومة المكلف اتصالاته بعيدا عن الاعلام، حيث من الواضح ان الطبخة الوزارية لم تكتمل بعد، لا لجهة توزيع الحقائب، ولا لجهة اسقاط الاسماء، حيث يعمل على حل عدد من العقد التي استجدت خلال الساعات الماضية، ما خلق جوا ضبابيا، غير في اجندة المواعيد، بعدما كان من المتوقع ان يزور الرئيس سلام القصر الجمهوري الاربعاء ظهرا لعرض مسودة «لتوزيعة» حكومية في حال نالت موافقة رئيس الجمهورية، يصار الى اسقاط الاسماء واصدار مراسيمها بعدها بساعات. فما الذي استجد؟
حُلت شيعيا؟
ففيما كان يرى المحللون ان العقدة الاساسية ستكون مع الثنائي الشيعي، جاء كلام امين عام الحزب الشيخ نعيم قاسم ليؤكد ان الامور «سالكة» بين الثنائي والعهد، حيث ساهمت الاحداث الاخيرة جنوبا، في تثبيت الاتفاق الذي حصل بموجبه الثنائي على خمس وزارات، هي كامل الحصة الشيعية، اذ رسا الاتفاق على ان تكون المالية من حصة امل على ان تؤول للوزير السابق ياسين جابر، الذي تربطه «علاقة» بالاميركيين، اما الصحة فللحزب على ان يتولاها طبيب من مؤيدي الحزب ومن خريجي الجامعة الاميركية، كذلك حقائب، البيئة،الصناعة، والعمل، على ان تسلم اسماءهم لاحقا.
ورات المصادر انه بذلك يكون الثنائي قد نجح في المحافظة على وزارة المالية، اي التوقيع الثالث، فضلا عن الامساك بورقة الميثاقية، وهو ما دفع بالقوات اللبنانية الى الاعتراض، عارضة في المقابل الاتجاه نحو حكومة تكنوقراط او امر واقع، تكون الاحزاب حاضرة فيها بشكل غير مباشر، الا ان الرئيسين المعنيين رفضا الاقتراح، لتصر عندها على ان تعامل بالمثل، فتسمي وزرائها وتسقطهم على حقائبها.
التنافس المسيحي
غير ان عقدة اضافية مسيحية برزت في التنافس، بين القوات اللبنانية الساعية الى حصة وازنة بما فيها حقيبة سيادية، وهو امر متعذر في ظل تقاسم الدفاع، الداخلية والخارجية، بين الرئيسين، مبدية رغبة بعدم جعل الطاقة من حصتها، مقابل مطالبة ميرنا الشالوحي على عدم تمثيل النواب الاربعة الذين خرجوا من التيار في الحكومة، اي اعطائها 5 وزراء.
العقدة السنية
وفي الحديث عن العقد الحكومية، برزت الى الواجهة بقوة العقدة السنية، التي راس جبل جليدها، تكتل الاعتدال الوطني، الذي يعتبر نفسه الاحق بالتمثيل بسبب دعمه السباق لترشيح رئيس الجمهورية، وكونه يمثل منطقتي عكار وطرابلس ذات الثقل السني، حيث برزت اولى المشاكل في رفضه بداية احد الاسماء المقربة من رئيس الجمهورية لتولي الداخلية، قبل ان يعود النائب البعريني ويهدد بانتفاضة على العهد في حال عدم تمثيل المنطقة التي يمثلها، مهددا» لم يعد أمامنا سوى المطالبة بالفدرالية». وهنا توقفت المصادر عند رمزية هذا الكلام الصادر عن تكتل وصف «بالوجه اللبناني» لخماسية باريس.
وتكشف المصادر، في هذا الخصوص، ان تشتت النواب السنة، دفع برئيس الحكومة المكلف الى اتخاذ قرار بحصر تسمية الوزراء السنة به، على ان يراعي في توزيعهم الكتل السنية، وهو ما يرفضه النواب، تزامنا مع «تململ» في الساحة الشعبية السنية، خصوصا بين قواعد المستقبل مرده، عدم زيارته لضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فضلا عن عدم قيامه بالزيارة البروتوكلية لمفتي الجمهورية حتى الساعة (اقتصار التواصل على «تلفون» تهنئة من دريان)، والتي ستكون وفقا لمقربين من سلام بعد التاليف.
وكان جرى تداول معلومات في بيروت عن ان الرئيس سلام يحاول ارضاء المستقبل عبر توزير احد المقربين منه، في وزارة «ثانوية»، بعدما كانت درجت العادة على ان يكون وزير الداخلية من المقربين للتيار الازرق، وهو ما رفع من نسبة التوتر «المستقبلي»، الذي جزمت اوساطه بان لا اتصال معه في الشان الحكومي.
الجبهة الجنوبية
جنوبا يستمر انسحاب قوات الاحتلال من بعض القرى والمواقع المحتلة داخل الاراضي اللبنانية، على وقع احتجاجات واعتراضات داخل اسرائيل، تحت حجج مرتبط بامن الشمال وعودة المستوطنين، التي حدد موعدها وزير المالية في الاول من آذار، وهو ما اثار حفيظة مجالس المستوطنات، خصوصا بعد مشهد الزحف الشعبي على الجانب اللبناني.
وفي الوقائع الميدانية، اكدت اوساط متابعة ان قرى القطاع الغربي باتت محررة بالكامل، باستثناء تلال اللبونة وجبل البلاط الذي يقع على حدوده. التحركات الميدانية واكبتها تحركات دبلوماسية، اميركية – فرنسية في قصر بعبدا، في انتظار وصول نائبة المبعوث الاميركي الى الشرق الاوسط، خليفة اموس هوكشتاين، مورغان اورتاغوس، نهاية الاسبوع، على ان تراس القيادة السياسية للجنة الخماسية لمراقبة تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار بين لبنان واسرائيل، في اجتماع الاثنين، حيث كشفت مصادر دبلوماسية عن المزيد من التفاصيل حول مفاوضات يوم الاحد والتي انتهت الى تمديد العمل بالاتفاق حتى 18 شباط، من ضمن سلة ابرز نقاطها: متابعة اسرائيل انسحابها التدريجي على ان ينتهي ضمن المهلة، وقف اعمال التفجير والتدمير التي تقوم بها، بدا المفاوضات حول موضوع الاسرى والذي باتت لائحة اسمائهم في عهدة رئاسة الجمهورية.
العودة
وسط هذه الاجواء، عودة الاهالي الى القرى الجنوبية مستمرة شأنها شأن خروقات الاحتلال لاتفاق وقف النار الممدد، حيث اعمال التفجير والنسف مستمرة. وامس، دخل الجيش اللبناني، بلدة يارون مع المواطنين، بعد ان ألقت درون اسرائيلية قنبلة مرتين، في محيط مكان تجمع الجيش والمواطنين في البلدة. وأفرجت قوات الاحتلال عن 6 مواطنين كانت اعتقلتهم خلال توافد الأهالي يوم الأحد الى بلدتي حولا ومركبا. في المقابل نفذ جيش الاحتلال عملية تفجير قرب المسجد في الوزاني، متقدما من جهة بلدة عديسة باتجاه مدخل الطيبة حيث وضع أتربة وصخورا وسط الطريق لقطعها أمام محاولات المواطنين التوجه إلى بلدة عديسة. كما قامت قوات الاحتلال بجرف وهدم واحراق عدد من المباني والمنازل في منطقة المفيلحة غرب بلدة ميس الجبل.
اما مساء فقد شهدت الساحة الجنوبية غارتين، الاولى استهدفت، منطقة النبطية الفوقا، والثانية المنطقة الواقعة بين النبطية الفوقا وكفرتبنيت.
مكافحة الفساد
على صعيد آخر، وفي ورشة تنفيذ «وعود القسم»، وامام قضاة النيابة العامة المالية، شدد رئيس الجمهوية على دورهم الاساسي في مكافحة الفساد، معتبرا ان استقلالية القضاء هي «في استقلالية القاضي نفسه بعدم الرد على التدخلات وان يحكم بضميره».
تحقيقات المرفأ
على صعيد تحريك ملف التحقيقات في تفجير مرفا بيروت، علم ان المباشرين المدنيين المكلفون من قبل المحقق العدلي القاضي طارق البيطار، تمكنوا من تبليغ ثلاثة من المدعى عليهم بمواعيد جلسات استواجبهم، فيما تعذر تبليغ الآخرين بسبب عدم تواجدهم في منازلهم، وسط ترجيحات بان يتريث البيطار في اتخاذ اي اجراء بحق المتخلفين الى حين اتمام التحقيقات مع من سيحضر امامه، علما ان عدد جلسات التحقيق في شهر شباط يبلغ 14 جلسة،على ان تعقد جلستان اسبوعيا.
ارتفاع الدولار
وفيما سجل سعر صرف الدولار، ارتفاعا ملحوظا مرتبطا بالعرقلة السياسية الداخلية، والاجواء التي خلفتها التسريبات عن شكل الحكومة واسماء وزرائها، وفقا لما راته الاوساط المالية، التي اكدت ان لا سبب اقتصادي او مالي وراء «تذبذب» سعر الصرف، علم ان حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري يتجه نحو تمديد العمل بالتعميم الذي يسمح للمودعين بالحصول على دفعتين من السحوبات من حساباتهم، عن شباط، في ظل الوفر الذي حققه المركزي من العملات الصعبة.
خطوة الحبتور
وفي مؤشر سلبي يعاكس تصريحاته بعيد انتخاب رئيس للجمهورية، اعلن رجل الاعمال الاماراتي خلف الحبتور، عن بيع استثماراته في لبنان، متحججا بالاوضاع الامنية والسياسية والاقتصادية، ما طرح الكثير من علامات الاستفهام، حول الخطوة واسبابها والدوافع خلفها، وما اذا كانت فردية ام بناء لايعاز ما
*********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
إسرائيل تنسف اتفاق وقف النار بغارتين على النبطية
الى المرتبة الثانية تراجع الملف الجنوبي، معيدا الاولوية لتشكيل الحكومة، في ضوء الحاجة الملحّة الى حكومة اصيلة من جهة وغياب المواجهات المباشرة بين الاهالي والقوات الاسرائيلية خلافا لليومين الماضيين من جهة اخرى. الا ان المعطيات المتصلة بملف التأليف لا تُنبئ باحتمال ولادة خلال اليومين المقبلين كما توقع البعض، وأقصى ما يمكن توقعه هو استئناف الحوار بين الرئيس المكلف نواف سلام وباقي الأطراف، من أجل البحث عن “خلطة سحرية” توفق بين السقوف المتباينة للأفرقاء المعنيين بتشكيل الحكومة.
وحيال تمدد الوقت الضائع ، بدأ القلق يساور جهات عدة من إمكان أن يشكل هذا الواقع بيئة مناسبة لأي تلاعب بالوضع الأمني، مع بروز أكثر من إشارة في هذا الاتجاه خلال الأيام الماضية، لا سيما مسيرات الدراجات النارية الاستفزازية للحزب في المناطق المسيحية، بينما أكدت اوساط امنية أن لا موجب للقلق وأن الوضع ممسوك على الأرض. اما جنوبا فقد بادرت اسرائيل الى خطوة تصعيدية كبيرة تهدد بنسف اتفاق وقف اطلاق النار من خلال غارة استهدفت مدينة النبطية . علما ان لبنان استجاب للطلب الاميركي بتمديد هذا الاتفاق الى 18 شباط المقبل.
سلام يوضح
الاتصالات الهادفة الى تذليل عقبات التشكيل وانضاج الطبخة الحكومية تستمر بعيدا من الاضواء ، في وقت يسعى الرئيس المكلف الى ان تبصر النور هذا الأسبوع. وفي السياق، كتب رئيس الحكومة المكلف على منصة “أكس”: “تعليقاً على كل ما يتردد في الاعلام حول تشكيل الحكومة لجهة موعد إعلانها والاسماء والحقائب، يهمني ان أؤكد مجددا، انني فيما أواصل مشاوراتي لتشكيل حكومة تكون على قدر تطلعات اللبنانيات واللبنانيين تلبي الحاجة الملحة للإصلاح، لا أزال متمسكا بالمعايير والمبادئ التي أعلنتها سابقا”.أضاف: “كما اعود وأؤكد ان كل ما يتردد عار عن الصحة وفيه الكثير من الشائعات والتكهنات يهدف بعضها الى اثارة البلبلة. فلا أسماء ولا حقائب نهائية. اما بالنسبة الى موعد اعلان التشكيلة فإنني اعمل بشكل متواصل لإنجازها”.
اتصالات وتعقيدات
في السياق، اشارت معلومات “المركزية” الى اجتماع مرتقب خلال ساعات بين سلام والثنائي الشيعي وفي ضوء نتائجه سيزور سلام قصر بعبدا. وعلمت ايضا، ان القوات اللبنانية أبلغت سلام بأنها ستسمي وزراءها وتسقطهم على الحقائب اذا كان الثنائي الشيعي سيفعل ذلك، كما ان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل أبلغه انه في حال كانت القوات ستطلب 4 حقائب فأنا أريد 5.
التصحيح او الفدرلة
على ضفة التعقيدات ايضا، كتب عضو تكتل “الاعتدال الوطني” النائب وليد البعريني على منصة “إكس”: “لقد بلغ السيل الزبى وطفح الكيل، سكتنا لأيام وأعطينا فرصة للرئيس المكلف لكي يكمل استشاراته، لكن ان يمنح الذين هزوا العصا وحركوا موتوسيكلاتهم واستعملوا اسلوب الترهيب أكثر مما يحق لهم ويتم تجاهلنا كممثلين عن عكار وطرابلس والمنية والضنية والشمال فهذا تجاوز لكل الخطوط الحمر. ندعو الرئيس عون الى تصحيح المسار بصفته الضمانة وإلا ستكون هناك انتفاضة في وجه تهميشنا، كذلك أدعو نواب الشمال وخارجه للاجتماع ورفض منطق الاقصاء والالغاء ورفع السقف عاليا، وقد أعذر من أنذر”. وأشار إلى أن “لم تعد المسألة تتعلق بتمثيل وزاري لعكار والشمال، القصة باتت تطال كرامة كل عكاري واعتباره مواطنا درجة عاشرة، وأمام عدم إعارتنا اي اهتمام، سواء بالإنماء او بالتمثيل، لم يعد أمامنا سوى المطالبة بالفدرالية، وعندها ندبر كعكاريين شؤوننا بأنفسنا ونعرف أن لا دولة تتطلع فينا بل نتطلع بأنفسنا”.
عاجلا ام آجلا
الى ذلك، قال نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب من عين التينة بعد لقائه رئيس المجلس نبيه بري: تكلمنا عن الموضوع الحكومي وتشكيل الحكومة وحكماً مع بداية هذا العهد وتشكيل هذه الحكومة هناك أمل عند اللبنانيين وهذا الأمل لا يجب أن ندعه يذهب، هذا الأمل بتشكيل الحكومة حالياً وستشكل ومع تشكيلها هناك عدد من القوانين الإصلاحية التي يجب ان تقر ونحن ناقشناها مع دولة الرئيس الذي هو طبعا معها ومصر على إنجازها في المجلس النيابي ، كل القوانين الإصلاحية سنعمل على إقرارها لتسهيل عمل الحكومة وإنطلاقة هذا العهد لتعطي أملاً للبنانيين ببلدهم للعودة الى الإستقرار المالي والاقتصادي والسياسي وهناك شيء واحد لا يمكن ان نقبل به او أن يشرع في هذا المجلس وهو شطب ودائع الناس. باستثناء ذلك كل القوانين الاصلاحية سينظر بها وإن شاء الله نستطيع ان نقرها في المجلس النيابي ونمشي بوقت اسرع مما كان متوقعا. هذه المواضيع التي ناقشتها مع دولة الرئيس وان شاء الله في الايام القادمة نشهد تشكيل الحكومة وبعد التشكيل نبدأ بموضوع المشاريع وإقرار القوانين في المجلس النيابي.
عامل مسهل
من جانبه، قال النائب طوني فرنجية من قصر بعبدا: نحن سنكون عاملًا مسهّلًا لتشكيل الحكومة، وداعماً لمشروع هذا العهد ، ونرى أن أمامنا فرصة حقيقية، ولن ننتظر لنرى إذا كانت هذه الفرصة ستأخذ حقها أم لا. سنضع أنفسنا وكل طاقتنا لإنجاح هذه الخطة وإنجاح هذا المشروع. لن ننتظر على ضفة النهر لنرى إذا كانت البوسطة ماشية والأوضاع جيدة، فنركب فيها، وإذا الأوضاع سيئة نتركها ونبقى على الطريق. هذا ليس أسلوب تعامل، ولا يعتبر من المسؤولية الوطنية.
العودة
وسط هذه الاجواء، عودة الاهالي الى القرى الجنوبية مستمرة شأنها شأن الخروقات الاسرائيلية لاتفاق وقف النار الممدد، حيث اعمال التفجير والنسف مستمرة. وامس، دخل الجيش اللبناني، بلدة يارون مع المواطنين، بعد ان ألقت درون اسرائيلية قنبلة مرتين، في محيط مكان تجمع الجيش والمواطنين في البلدة. وأفرجت القوات الاسرائيلية ليل أمس عن 6 مواطنين كانت اعتقلتهم خلال توافد الأهالي يوم الأحد الى بلدتي حولا ومركبا. في المقابل نفذ الجيش الاسرائيلي عملية تفجير قرب المسجد في الوزاني. وتقدم للجيش الاسرائيلي من جهة بلدة عديسة باتجاه مدخل الطيبة حيث وضع أتربة وصخورا وسط الطريق لقطعها أمام محاولات المواطنين التوجه إلى بلدة عديسة. وقامت القوات الاسرائيلية بجرف وهدم واحراق عدد من المباني والمنازل في منطقة المفيلحة غرب بلدة ميس الجبل.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :