الزلزال السياسي الذي ضرب المنطقة ، ومن على الفوالق الرئيسية والهزات الإرتدادية التي تلته وما زالت تفعلُ فعلها ، على أكثرَ من دولة ومحور وصعيد ، ومن نتائجه المباشرة المتتالية والمتوازية والسريعة هي ؛
وقف إطلاق النار في حرب" إسناد غزة " ، من الجنوب اللبناني والحرب الإسرائيلية عليه ،
الإتفاق على تنفيذ القرارات الدولية ولا سيما ال 1701 ،
السقوط المفاجئ ( بين لفتةِ عينِ وانتباهتِها ) للنظام في سوريا وسيطرة الفصائل المعارِضة المسلّحة تحت قيادة" ابو محمد الجولاني " ( أحمد الشرع ) ، وتدمير كل منظوماتها العسكرية واسلحتها الثقيلة من قِبل سلاح الجو الإسرائيلي ،
إنتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية في الجلسة المحددة بعد التوافق على إسم العماد جوزاف عون ونيله 99 صوتاً ، وبمباركة ودعم دولي وخليجي ، وتأييد وترحيب شعبي لبناني عارم ،
تكليف القاضي نواف سلام بعد استشارات نيابية غير ملزمة ونيله 84 صوتاً ، واعتكاف" الثنائي الشيعي" عن المشاركة والتكليف ، والذي لديه أسبابه وتبريراته وقد عبّر عنهما الرئيس نبيه بري و رئبس " كتلة الوفاء " النائب محمد رعد .
إتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وانسحاب الجيش الإسرائيلي تدريجيا منها وصفقة تبادل الأسرى .
مخاض التأليف بعد التكليف .
مما لا شك فيه أن صفحة جديدة فُتحت في لبنان من فالق " الزلزال السياسي" الذي ضَرب المنطقة برمّتها ، آملين التسهيل والتسريع في تأليف حكومة إنقاذ حقيقية كما أعلن غالبية الكتل النيابية والاحزاب السياسية والقادة ورؤساء الطوائف الروحيين ، وعدم عرقلة إنطلاقة العهد والتشويش عليه ، وهو المأمول منه الكثير والمعلّق عليه آمال اللبنانيين جميعاً بعد جحيم السنوات العِجاف ، لا سيما بارقة الأمل المُشعّة في خطاب القسَم " لفخامة الوطن" ، كما لإعلان رئيس الحكومة المُكلَّف الذي تضمّن مواقف إيجابية منفتحة تحاكي المرحلة الراهنة بنَفَسٍ استيعابي وبيدين ممدودتين للجميع مع تأكيدِه على تجسيرِ التواصل البنّاء مع المكونات اللبنانية كافة من أجلِ بناء المستقبل المنشود .
كلٌ من الرئيسين واللذان يتشابهان في الأخلاقِ والسلوكِ والفكرِ والنظرة كما والرؤية السياسية لكيفيةِ النهوضِ وإيجادِ الحلول لمختلفِ المشاكلِ والتطلعِ الى المستقبل "بعينِ الواثقِ" ،
أعربَ بما معناه عن عدمِ القبولِ قطعاً بمعادلات ؛
غالبٌ ومغلوب وظالمٌ ومظلوم وكاسِرٌ ومكسور ومهزومٍ مأزوم
ومعارضٍ مُستبعَد
ومُعتكِف مُقصى
وخاسرٍ مُتجاوَز
وخائفٍ مقهور
ومتألمٍ مَنسي ومجروحٍ متروك ،
مع تأكيد كلٍ منهما على الحريات المسؤولة والحياة الديمقراطية في لبنان .
إذاً لا تجاوز للجراح المثخنة ( ولا شماتة ولا تشفّي مطلقاً ) ولا تحميل مسؤوليات لجهة معينة والتصويب عليها ، بل في خِضمِ فتح الصفحة الجديدة ، وطي صفحة الماضي ، هناك اليد الصادقة الممدودة واعتماد سياسة استيعاب الجميع لضمّهم الى حضنِ الدولة وتحت سقف الدستور والقانون اللذان يُظللان الجميع بعدلٍ ومساواة ،
إذاً المطلوب وبإلحاح ملاقاة اليدِ الممدودةِ بمثلِها ،
فيُستعاضُ عن "الملامةِ" وتحميل المسؤوليات إذاك ، بأخذ العِبر من الأخطاء والخطايا لتصحيحِ المسارِ والإنطلاق مجدداً وسويةً في ورشةِ البناءِ الكبيرة والمضنية المنتَظَرة ،
على أملِ السيرِ قُدماً والتطلعِ الى الغدِ بنوايا صافية صادقة وإن الأمورَ بخواتيمِها ،
والسلام .
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :