افتتاحية صحيفة الديار:
«القائد» رئيساً: خطاب جامع وطموح
الحكومة والجنوب اول الاختبارات
اخيرا، خرج «الدخان الابيض» من ساحة النجمة، وبعد شغور استمر عامين وشهرين وتسعة ايام، انتخب قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيسا للجمهورية، وهو الرابع عشر، والخامس الذي ينتقل من اليرزة الى بعبدا، والاول من الجنوب. مع هذا الانتخاب دخلت البلاد مرحلة جديدة مع رئيس قدم في خطاب القسم تعهدات اصلاحية انقاذية طموحة جدا، لكنه يحتاج لتنفيذها، اولا ان تترجم الوعود الدولية والاقليمية بمساعدته افعالا لا اقوالا، فيما لم يعرف بعد ما اذا كان «دفتر الشروط» محصورا بالرئاسة او يمتد الى الحكومة وما بعدها من قضايا اساسية. اما الامر الثاني، فهو تعاون القوى السياسية الداخلية معه لإعادة بناء الدولة، وسيكون اول الاختبارات، الاستشارات النيابية الملزمة لتشكيل الحكومة، وتنفيذ بنود اتفاق وقف النار حيث واكبت قوات الاحتلال «جلسة الانتخاب برا بالمزيد بالتفجير والتدمير في القرى الحدودية، وواكبت وصول الرئيس الى بعبدا بتحليق مكثف «للمسيرات» في اجواء بيروت.
اخراج متقن للجلسة
وكانت مجريات جلسة الانتخابات، منسقة وباخراج متقن من جانب الرئيس نبيه بري بالتنسيق مع حزب الله، حيث حرصا على تحقيق انتصار تكتيكي من خلال اظهار ان المعبر الرئيسي لانتخاب الرئيس سيكون حكما بالتفاهم مع «الثنائي»، الذي اختار حماية «الوفاق الوطني»، كما كان حاميا للسيادة، كما قال النائب محمد رعد. بدأت الجلسة بدورة اولى لم تمنح عون الاصوات الـ86 المُلزِمة، بعدما عمد «الثنائي» سيناريو الى وضع الاوراق البيضاء، فعلقها بري لساعتين، افساحا في المجال امام النائبين علي حسن خليل، ومحمد رعد لزيارة اليرزة، والاتفاق مع القائد على المرحلة المقبلة.
وهكذا انتخب عون بـ99 صوتا قاطعا الطريق على الطعن الدستوري في رئاسته، والقى خطاب رجل دولة يطمح الى بناء دولة عصرية وقوية. وحدد عناوين المرحلة بما تستوجبه من تحولات. التزم أمام الشعب اللبناني ببسط الدولة سيطرتها وحقها في احتكار حمل السلاح، بالاستثمار في الجيش لضبط الحدود وتثبيتها جنوباً وترسيمها شرقاً وشمالاً ومحاربة الإرهاب وتطبيق القرارات الدولية ومنع الاعتداءات الإسرائيلية… تعهد بمنع التدخل في القضاء والتمسك بالاقتصاد الحر والحاجة إلى مصارف لا يكون الحاكم فيها إلا القانون. وأكدّ عدم التهاون في حماية أموال المودعين، واعادة ما دمره العدو الإسرائيلي في كل أنحاء لبنان.
لقاء «اليرزة» الحاسم
وكانت الاجتماعات تواصلت ليلة اول من امس، لتعبيد الطريق امام انتخاب الرئيس عون، ابرزها اللقاء بين النائب علي حسن خليل، مكلفا من الرئيس بري، والموفد السعودي يزيد بن فرحان في حضور السفير السعودي في مقر السفارة في اليرزة حيث استمر الاجتماع الى قرابة الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل، وانتهى على نحو ايجابي. ووفق المعلومات، بدد بن فرحان هواجس حزب الله وحركة امل حيال الاندفاعة السعودية تجاه انتخاب قائد الجيش، وكان تأكيد على ان الرياض ليست في صدد دعم اي اختلال في التوازنات الداخلية اللبنانية وانما موقفها ياتي على خلفية الحرص على تأمين الاستقرار الداخلي اللبناني في ظل المتغييرات الاقليمية والدولية وخصوصا في سورية، مع التزام المملكة بتشجيع الحوارات الداخلية حيال اي موضوع خلافي.
وقد لمس الخليل توجها سعوديا لالتقاط اللحظة السياسية الحالية في ظل وجود تنسيق ايجابي مع ادارة الرئيس جو بايدن، وفي ظل مخاوف من تعقيدات قد تطرأ مع دخول الرئيس المنتخب دونالد ترامب الى البيت الابيض في العشرين من الجاري. وقد ابلغ خليل السعوديين بان الثنائي سيتعامل بايجابية مع الاجماع شبه التام على عون ولن يكون حجرة عثرة امام تحقيق الاستقرار الداخلي، لكن تبقى بعض الامور التي يجب مناقشتها مع الرئيس المفترض قبل جلسة الانتخاب، وهو امر متروك تنسيقه للرئيس بري الذي يتعهد بان يكون للبنان رئيس يوم الخميس.
ماذا دار بين عون و «الثنائي»
وفي هذا السياق، عقد اجتماع صباحي بين كتلتي «الوفاء للمقاومة» «وكتلة التحرير والتنمية»، وتم استعراض الموقف من عملية الانتخاب وتم التوافق على الاقتراع «بورقة بيضاء» في الدورة الاولى، على ان يلتقي كل من النائب علي حسن خليل والنائب محمد رعد قائد الجيش بين الجلستين، وقد تم تنسيق الموعد معه قبل الجلسة. ووفق مصادر مطلعة، كان اللقاء ايجابيا جدا بين الطرفين حيث تم التاكيد على متانة العلاقة التي كانت خلال توليه قيادة الجيش، وجرى استعراض التحديات المقبلة التي ستواجه العهد، وكان الحديث صريحا وشفافا لجهة كل الهواجس المنطقية بعدما اندفع الخارج بطريقة غير مسبوقة للتسويق لعملية الانتخاب، فكان عون واضحا بانه لم يقدم اي التزامات لاحد سواء في الداخل او الخارج، وهو كما كان حريصا في قيادة الجيش على حماية لبنان واللبنانيين ستكون مسؤوليته اكبر في الرئاسة الاولى للتعامل مع المرحلة الصعبة والدقيقة وفق منطلقات وطنية تعزز اللحمة الداخلية في مواجهة التطورات الاقليمة والدولية المتسارعة، متمنيا كل تعاون في هذا السياق. وكان رد وفد «الثنائي» واضحا لجهة التعاون في كل ما يخدم الاستقرار الداخلي وبناء المؤسسات وحماية البلد من المخاطر الاسرائيلية، وانتهى اللقاء «بمباركة» مبكرة والتمني له بالنجاح في مهمته. اما كل ما ذكر عن حصول تفاهم حول اعادة الاعمار، والحكومة، ورئيسها، مع تزكية عودة الرئيس ميقاتي، وتوزيع الحقائب، وكيفية التعامل مع ملف الجنوب والخروق الاسرائيلية، والاستراتيجية الدفاعية، فلم تؤكدها مصادر الطرفين، وكان تاكيد على ان اللقاء ركز على الخطوط العامة ولم يدخل في اي تفاصيل محددة، اما الاتفاق الوحيد الذي انجز فهو التفاهم على اعادة اعمار سريعة برعاية الدولة.
«الوطني الحر» اول الخاسرين
في هذا الوقت، يمكن اعتبار «التيار الوطني الحر» اول الخاسرين سياسيا بعدما تمسك بموقفه بعدم انتخاب عون رئيسا، وخاض النائب جبران باسيل حربا خاسرة حتى اللحظات الاخيرة، بعدما «احرقت المراكب» مع اليرزة دون ان يتم حفظ خط الرجعة، واعلن خلال الجلسة ان الاملاءات الخارجية واضحة، رافضا الاعتداء على الدستور، متمسكا بموقفه المعارض لوصول قائد الجيش الى بعبدا. لكنه وجد نفسه وحيدا في مواجهة مد داخلي وخارجي لا يمكن وقفه، ولم يتمكن من استدراك الموقف اقله لتقليل الخسائر.
«القوات» والحسابات الخاطئة
واذا كان النائب السابق وليد جنبلاط اول من التقط «التعليمة» الخارجية واطلق حملة ترشيح الرئيس عون، ولحق به معظم النواب السنة، ومعظم النواب «التغييريين»، فان الخاسر الثاني، الذي يعيش حالة من الانكار، وحسبها «غلط»، برأي مصادر مطلعة، رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع الذي يحاول الادعاء انه «ام الصبي» في وصول القائد الى قصر بعبدا، مع العلم ان «معراب» كانت وراء الترويج لفكرة «تطيير» الجلسة في سياق تحضير الارضية لاعلان جعجع ترشيح نفسه للرئاسة او يكون صانعا رئيسيا للرئيس الجديد، لانه يعتقد ان صلاحية ترشيح عون انتهت، فهو كان منطقيا قبل الحرب الاسرائيلية، واضعاف حزب الله، وسقوط النظام السوري، والتطورات المنتظرة التي تشير الى ضربة لايران، والان حان الوقت لرئيس «سيادي» لا «وسطي»، لكنه لم يلق التجاوب السعودي المطلوب وتم ابلاغ مبعوثه النائب بيار بوعاصي ان الظروف غير ملائمة لهذا الترشيح، كما لم يتعامل الاميركيون بجدية مع هذا الطرح، فاقترح حينئذ ان تمر الرئاسة «بمعراب» طارحا اسمين من خارج الاسماء المتداولة، فجاء الجواب سلبيا، وحضر الموفد السعودي يزيد بن فرحان، ولم يمنح «الحكيم» حق المناقشة وابلغه ان عون هو مرشح المملكة والقوى الدولية «ونقطة على السطر»، وهكذا كان..!
خطاب قسم طموح… وعودة ميقاتي
واذا كانت الاستشارات النيابية ستنطلق الاسبوع المقبل، رجحت مصادر مطلعة اعادة تكليف الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل حكومة «كفاءات»، فان الرئيس لم يمكث في القصر ليلة امس، واختار العودة الى منزله، على ان تبدأ مواعيده الرسمية في بعبدا عند ال9 والنصف صباح اليوم. وكان قائد الجيش انتخب رئيساً للجمهورية بالدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، بعدما حصل على 99 صوتًا. وعقب تلاوته يمين القسم، ألقى عون كلمة توجّه فيها للشعب اللبناني وللمسؤولين اللبنانيين، تعهد فيها بمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية وضبط الحدود وفرض الأمن على الأراضي اللبنانية كافة. وأشار عون إلى «أننا سنستثمر في الجيش لضبط الحدود وتثبيتها جنوباً وترسيمها شرقاً وشمالاً ومحاربة الإرهاب وتطبيق القرارات الدولية ومنع الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان»، مؤكدا أهمية «تفعيل عمل القوى الأمنية كأداة أساسية لحفظ الأمن وتطبيق القوانين.
استراتيجية دفاعية وردع العدوان
وفيما أكد أننا «سنناقش استراتيجية دفاعية كاملة على المستويات الديبلوماسية والاقتصادية والعسكرية بما يمكّن الدولة اللبنانية من إزالة الاحتلال الإسرائيلي وردع عدوانه»، تعهّد بالعمل «على تأكيد حق الدولة في احتكار حمل السلاح. وأكد عون أن عهده سيكون مسؤولاً عن إعادة إعمار ما دمّره العدو في الجنوب والضاحية والبقاع وفي كل أنحاء لبنان، مشدداً على أن «شهداؤنا هم روح عزيمتنا وأسرانا هم أمانة في أعناقنا. وقال إنه «إذا أردنا أن نبني وطناً فإنه علينا أن نكون جميعاً تحت سقف القانون»، ورفض التدخل في القضاء مشيراً إلى أنه «لن يكون هناك حصانات لمجرم أو فاسد ولا وجود للمافيات ولتهريب المخدرات وتبييض الأموال. كذلك، رفض رئيس الجمهورية المُنتخب «توطين الفلسطينيين»، مؤكداً «عزمنا على تولي أمن المخيمات، وسنمارس سياسة الحياد الإيجابي ولن نصدّر للدول إلا أفضل المنتوجات والصناعات ونستقطب السياح، ودعا «لبدء حوار جدي وندّي مع الدولة السورية لمناقشة جميع العلاقات والملفات العالقة بيننا، لا سيما ملف المفقودين والنازحين السوريين. وكان النواب قد فشلوا في انتخاب عون رئيساً للجمهورية في الدورة الأولى إثر حصوله على 71 صوتاً، فيما تم التصويت بـ37 ورقة بيضاء، و2 لشبلي الملاط، و14 لـ «سيادة الدستور»، و4 ملغاة.
ترحيب عربي ودولي
في هذا الوقت، رحّبت مواقف عربية وإقليمية ودولية بانتخاب الرئيس عون، وأعلنت السفيرة الأميركية في بيروت، ليزا جونسون، أنها «سعيدة جدا» بانتخاب عون. وأكدت السفارة التزام واشنطن «العمل بشكل وثيق مع الرئيس عون مع بدئه جهود توحيد البلاد، وتنفيذ الإصلاحات وتأمين مستقبل مزدهر للبنان، وهو امر اكد عليه المبعوث الاميركي عاموس هوكشتاين. وفيما اعلن في باريس ان الرئيس ايمانويل ماكرون سيزور لبنان قريبا، هنّأت وزارة الخارجية الفرنسية الرئيس اللبناني الجديد بانتخابه في «لحظة تاريخية وحيوية بالنسبة إلى مستقبل لبنان». ورأت الخارجية، في بيان، أن هذا الانتخاب «ينبغي أن يعقبه تأليف حكومة قوية دعماً لرئيس الجمهورية، قادرة على جمع اللبنانيين وتلبية تطلعاتهم وحاجاتهم. وعلى الصعيد الأوروبي أيضاً، هنأ سفيرا «الاتحاد الأوروبي» وبريطانيا في لبنان بانتخاب رئيس جديد للجمهورية. ورحبت إيران، بدورها، بانتخاب عون، آملةً أن يتعاون البلدان خدمة للمصالح المشتركة. وأعلنت سفارتها في بيروت، عبر موقع «أكس»، تطلعها إلى «التعاون في مختلف المجالات في شكل يخدم المصالح المشتركة لبلدينا». وبعث ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، برقية تهنئة إلى عون، متمنياً له وللشعب اللبناني «المزيد من التقدم والرقي». كما رحّبت قطر بانتخاب عون. وقالت وزارة خارجيتها، في بيان، إنها «تتطلّع إلى أن يسهم إنهاء الشغور الرئاسي في إرساء الأمن والاستقرار في لبنان وتحقيق تطلعات شعبه في التقدم والتنمية والازدهار»، مؤكدة أنّ الدوحة «ستواصل وقوفها الدائم إلى جانب الشعب اللبناني». وفيما تلقى الرئيس عون اتصالا من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مهنئا بانتخابه، هنأ الأمين العام لـ «جامعة الدول العربية» أحمد أبو الغيط، عبر موقع «أكس»، بانتخاب رئيس جديد للبنان، متمنياً له «التوفيق في مهامه الجديدة ولشعب لبنان السلام والاستقرار والرفاهية.
الخروقات الاسرائيلية
وفي «رسالة خبيثة»، اعلن وزير خارجية دولة الاحتلال جدعون ساعر ان انتخاب عون يعد بتحقيق الاستقرار وتمنى علاقات جوار جيدة، فيما جنود الاحتلال يواصلون العربدة في البر والجو، حيث تقدمت دبابتا «ميركافا» وناقلة جند اسرائيلية باتجاه طريق عام مارون الراس من جهة بنت جبيل ومشطت المنطقة بالرشاشات بعد ظهر امس. ونفذ جيش الاحتلال بعد منتصف ليل امس الاول، عمليات نسف كبيرة في بلدة حولا لجهة بلدة ميس الجبل وفي رب ثلاثين، وحلق الطيران المسيّر الاسرائيلي منذ الصباح، في أجواء الجنوب، وعصر امس أقدم جيش العدو على تفجير ٩ مبان دفعة واحدة في عيتا الشعب، كما حلقت طائرة مسيّرة إسرائيلية فوق بيروت…
**********************************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
الثنائي يثبت حضوره السياسي وفعّالية أصواته والأحزاب المسيحية تترقّب: تفاهم داخلي لتمرير قرار الخارج تعيين القائد رئيساً
السّاعة الحادية عشرة صباحاً. رنّ الجرس في قاعة الهيئة العامة في مجلس النواب. جرس الإيذان بطي صفحة الفراغ في رئاسة الجمهورية المُعلّقة منذ 31 تشرين الأول 2022. هو «خميس الانتصار» بالنسبة إلى الفريق الذي اعتبر العماد جوزيف عون خياره لمواجهة حزب الله، و«خميس الهزيمة» لقوى رفضت التصويت له وعلى رأسها التيار الوطني الحر. بينما كان هناك «خميس التفاهم» الذي يخص الثنائي حزب الله وحركة أمل. وهو تفاهُم تُرجم في صندوقة الاقتراع الزجاجية التي سقطت فيها 99 «نعم» من أصل 128 لانتخاب قائد الجيش، كخطوة على طريق ترجمة التعهدات المتبادلة.
الغالبية غير المريحة نالها العسكري الخامس الذي ينتقل من اليزرة إلى قصر بعبدا، وجاءت في دورة الاقتراع الثانية، قبل إعلان عون رئيساً للجمهورية بحضور كامل أعضاء البرلمان الـ 128. في حضور نحو 100 شخصية من المدعوّين (سفراء وقادة أمنيين وقضاة وكبار موظفي الدولة وإعلاميين)، شهدوا إسدال الستار على عامين وشهرين وبضعة أيام عاشَ فيها لبنان تطورات غير عادية وغير مسبوقة على المستوى الداخلي والخارجي، مِن ضمنهم سفراء «الخماسية» الذين توزّعوا على المقاعد يُراقبون من كل الجهات حصيلة ضغوطهم، ويشرفون على التزام النواب بالتصويت للمرشح «الأممي» الذي أمرت به واشنطن والرياض وسارَت به باريس.
جلست السفيرة الأميركية ليزا جونسون، وإلى جانبها السفيران المصري علاء موسى والفرنسي هيرفيه ماغرو، وفي جهة أخرى جلس السفير السعودي وليد البخاري وخلفه في المقعد الآخر جلس السفير القطري سعود آل ثاني. وعلى صف آخر «تربّع» المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان، وتولّوا جميعهم «حراسة» الاتفاق المُسبق الذي عبّد الطريق لعون وعيّنه رئيساً قبل تصويت النواب له.
لم تشهَد الجلسة أي تطور غير عادي، بل سارت كما هو مخطّط لها بعدَ اكتمال المعطيات السياسية، وكل ما تلا ذلك كانَ مجرد «تمثيليات» في عرض مسرحي برّر فيه عدد من النواب في تنظيرات وشتائم وتبادل الاتهامات بعدَ سماح الرئيس نبيه بري للنواب الاستفاضة بشرح خطورة تعديل الدستور.
فعلياً، لم يكُن المشهد الفعلي داخل القاعة العامة. بل كان قائماً قبل الجلسة بـ 48 ساعة، تخلّلها إدارة لمحركات الاتصالات الداخلية والخارجية بأقصى قوة واتّخذت أبعاداً فوقَ العادة مع زيارات الأمير يزيد بن فرحان، المكلّف بالملف اللبناني في الخارجية السعودية، والموفد الأميركي عاموس هوكشتين ولودريان.
ويُمكن القول إن صياغة الإخراج، أتت بعد مفاوضات قيل إنها كانت «شاقّة» مع حزب الله وحركة أمل اللذين تقصّدا تمرير رسالة واضحة إلى الداخل والخارج، بأن لا رئيس بالفرض من دون الاتفاق معهما، وبأن جوزيف عون لا يمكن أن يكون رئيساً من دون أصوات الثنائي، وأنه لا يُمكن صناعة الرؤساء بمعزل عنهما، وعلى الجميع أن لا يُخطئ في الحسابات ويتعامل مع حزب الله تحديداً باعتباره من الماضي. وقد جاءت الرسالة في الدورة الأولى التي نالَ فيها عون 71 صوتاً، بعدَ أن اقترع نواب كتلتي «الوفاء للمقاومة» و«التنمية والتحرير» بأوراق بيض، رغمَ أن التسوية معهما كانت قد أُنجزت في ساعات الليل. وهي رسالة معنوية بأن «الدور الأخير والحاسم في إكمال النصاب العددي والسياسي هو للمكوّن الشيعي».
ما بينَ الدورتين الأولى والثانية، كانَ الجميع يعلَم بأن «الحفلة» انتهت، وما تبقّى ليس سوى لمسات أُنجزت في اللقاء الذي عُقِد بين عون والنائبين محمد رعد وعلي حسن خليل وتسرّبت عنه أجواء إيجابية، وسبقه لقاء آخر ليل الخميس، حيث قالت مصادر مطّلعة إن «عون أكّد أمامهما أن التفاهم مع الثنائي هو أولوية لديه وأنه غير مهتم لمن يحاول اعتبار وصوله إلى سدة الرئاسة انتصاراً سياسياً له». وتقول المصادر إن عون «بدّد هواجس الثنائي أمنياً وسياسياً وعسكرياً وإعمارياً، وهذا ما أفضى إلى منحه أصوات نواب الثنائي في البرلمان»، وذلك خلال مشاورات وصفتها مصادر الرئيس الجديد بأنها «لتعزيز عوامل الثقة والاطمئنان»، علماً أن الجزء الأساسي والأهم من التفاهم أنجزه من جهة الرئيس بري مع الأميركيين والسعوديين، ومن جهة أخرى حزب الله مع الفرنسيين.
ورغمَ التكتّم الكبير حول ما جرى الاتفاق عليه، لكنّ الرواية السياسية لما حصل، تُشير إلى أن التفاهم بين عون والثنائي وضعَ ضوابط للتعامل بين الطرفين في المرحلة المقبلة تتصل بأجندة العهد الجديد، بدءاً من إعادة الإعمار، وشكل الحكومة (قيل إنه جرى الاتفاق على بقاء الرئيس نجيب ميقاتي حتى الانتخابات النيابية المقبلة) وصولاً إلى مسألة المقاومة ودورها وحمايتها، تثبيتاً للاتفاق الذي أُنجز مع الخماسية.
لكن ثمة ما لا يُمكن إغفاله، وهو أن ما حصل هو استجابة، على مضض، لواقع عنيد تمثّل في الضغط غير المسبوق الذي مارسه الخارج لانتخاب جوزيف عون رئيساً، الأمر الذي أرغمَ فريق المقاومة على التراجع عن مرشحه الأساسي سليمان فرنجية، وكل المرشحين الآخرين الذين جرى التداول في أسمائهم، من دون أن يمنعه ذلك من فرض حضوره السياسي الذي أرغمَ الخارج أيضاً على إبرام «صفقة» معه ستتضح معالمها في الأشهر المقبلة.
وفي المقلب الآخر، كانت الأنظار تتجه صوب مواقف الأحزاب المسيحية الرئيسية، وإذا كان التيار الوطني الحر ظل منسجماً مع موقفه الرافض لانتخاب عون، ليس فقط لأنه بحاجة إلى تعديل دستوري بل لأنه لا يمثّل صورة الرئيس حسب التيار، فإن موقف حزبَي الكتائب والقوات اللبنانية بدا غير مقنع حتى لأنصارهما. ذلك أن حزب الكتائب ظهر مرة جديدة أنه في موقع من «يبصم» على أي اتفاق يُعد له خارجياً، بينما لم ينجح قائد القوات سمير جعجع حتى في التقاط صورة له مع قائد الجيش قبل حصول الانتخابات، علماً أن باسيل كان يراهن على أخطاء ستمارسها القوات، ما يعطّل انتخاب عون، فيما كان جعجع يراهن على إقناع باسيل للثنائي بعدم السير بانتخاب قائد الجيش. وحده البطريرك الماروني بشارة الراعي تصرّف كمن وصله حقه، ولو أنه كان يفضّل شخصية أخرى لهذا المنصب، لكنه مهتم أكثر بعودة الحضور المسيحي إلى الموقع الأول في الدولة.
وعبرت السفيرة الأميركية في بيروت بأنها «سعيدة للغاية» بانتخاب جوزيف عون رئيساً. وكتبت السفارة الأميركية في منشور على موقع «إكس»: «نحن ملتزمون العمل بشكل وثيق مع الرئيس عون مع بدئه جهود توحيد البلاد، وتنفيذ الإصلاحات وتأمين مستقبل مزدهر للبنان». واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي سيزور لبنان قريباً كما أعلن «الإليزيه»، أنّ «هذه الانتخابات الحاسمة تمهّد الطريق للإصلاحات والترميم والسيادة والازدهار في لبنان»، مضيفاً: «أيّها اللبنانيون، فرنسا إلى جانبكم». وأعرب الاتحاد الأوروبي عن تطلعه إلى تشكيل حكومة إصلاح في لبنان «من دون تأخير».
من جهتها رحّبت السعودية وقطر ومصر بانتخاب العماد عون، ويجري الحديث عن زيارات مرتقبة لمسؤولين كبار من دول الخليج إلى بيروت في وقت قريب جداً، وعن توجيه الدعوات إلى عون لزيارة السعودية.
«أمن الجلسة» على حساب الإعلاميين
لم يسبق أن اتّسمت أي جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية بالإجراءات والبهورات الأمنية والعسكرية التي حصلت يوم أمس. ولم يكتف الجيش بإغلاق مداخل مجلس النواب كما كان يحصل في كل السنوات بل وسّع الدائرة لتشمل منافذ العاصمة. ولمزيد من الإذلال، جرى وضع آلة سكانر قرب مبنى جريدة «النهار» حيث تمت عملية تفتيش الصحافيين بشكل دقيق حتى كادوا يطلبون من مراسلي وسائل الإعلام خلع ثيابهم، بينما كانت الطرقات مفتوحة بالكامل أمام مواكب السفراء والدبلوماسيين وسياراتهم الداكنة الزجاج!
لكنّ الأمر لم يقف على ذلك، إذ فرضت إجراءات الأمس على الصحافي، أن يعبر عدة «حواجز» قبيل بلوغه مجلس النواب حيث يصرّح عن اسمه ولا يدخل إلى القاعة من المدخل المعتاد بل يتّم جرّه عبر مدخل جانبي. كان يمكن لكل ذلك أن يمرّ لولا أن من مُنحوا بطاقات للدخول إلى القاعة العامة، مُنعوا من دخولها بحجة أن لا مكان مخصصاً لهم بينما احتلّ السفراء والدبلوماسيون الكراسي المخصّصة عادة للإعلام. وهو ما تسبّب باعتراض الصحافيين، بعدما تبيّن أن المقاعد المخصّصة لهم لم تتعدَّ الـ12 مقعداً، دون أن يهتم أي مسؤول بتبرير ما حصل. فيما كان عناصر الجيش الواقفون على مدخل القاعة، يتصرّفون بعنجهية غير مسبوقة، وكانوا يصرخون، لا يتحدثون مع الإعلاميين، والطلب إليهم الانتقال إلى الطابق السفلي أو المكتبة العامة أو إلى خارج البرلمان. ولسخرية القدر حتى اسم مراسلة «تلفزيون لبنان» الرسمي لم يكن وارداً على اللائحة. ليتكرر المشهد نفسه خارج مبنى المجلس، حيث واصل عناصر الجيش الصراخ على الإعلاميين وممثلي وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، دافعين معظمهم إلى التكدّس، بعضهم فوق بعض، في مسافة لا تتعدّى الثلاثة أمتار!.
***********************************************
افتتاحية صحيفة البناء:
فخامة الرئيس العماد جوزف عون بـ 99 صوتاً في الدورة الثانية بعد التوافق: خطاب القَسَم: • قانون انتخاب • اللامركزية الموسعة • استقلال القضاء • عودة النازحين • استراتيجيّة دفاعيّة • مداورة الفئة الأولى • أموال المودعين • إعادة إعمار الجنوب
برّي: لبنان والجنوب ينتظران العهد… ورعد: حمينا التوافق كما كنا حماة الأرض
دخل لبنان مرحلة جديدة مع انتخاب العماد جوزف عون رئيساً للجمهورية بـ 99 صوتاً في الدورة الثانية من الجلسة التي عقدها مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية بعدما فشلت الدورة الأولى بإنجاز العملية الانتخابية، حيث كان العماد عون مرشحاً وحيداً، لكنه لم ينل الـ 86 صوتاً التي يحتاجها للفوز لكونه قائداً للجيش في الخدمة ولم تمضِ على مغادرته المؤسسة العسكرية المهلة القانونيّة المنصوص عليها في المادة 49 من الدستور. ونجحت الدورة الثانية بمنح العماد عون 99 صوتاً بعدما قرّر ثنائي حركة أمل وحزب الله منحه أصوات كتلتي التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة، وجاء ذلك بعد مشاورات بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ومسؤولين عرب ودوليين، ومشاورات بين قادة أمل وحزب الله مع المبعوثين العرب والأجانب المقيمين في لبنان، وتوّجت كل هذه المشاورات بلقاء جمع العماد عون بكل من رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد والمعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل، قالت عنه أوساط متابعة إنه انتهى إلى التوافق الذي تحدث عنه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة بعد نهاية الجلسة بقوله إن المقاومة أظهرت أنها تحمي التوافق بعدما قامت بحماية الأرض، بينما قال الرئيس بري مهنئاً الرئيس عون: إن لبنان والجنوب ينتظران العهد الجديد.
في خطاب القَسَم حدّد الرئيس عون مهمة الرئيس بأن يكون الحَكَم العادل بين المؤسسات متعهداً بالعمل مع الحكومة المقبلة على إقرار مشروع قانون جديد لاستقلالية القضاء، وهيكلة الإدارة العامة وتطبيق المداورة في وظائف الفئة الأولى في الإدارات والمؤسسات العامة، وفيما أكد عون على حق الدولة في احتكار حمل السلاح. كدولة تستثمر في جيشها ليضبط الحدود ويساهم في تثبيتها جنوباً وترسيمها شرقاً وشمالاً وبحراً ويمنع التهريب ويحارب الإرهاب ويحفظ وحدة الأراضي اللبنانيّة ويُطبّق القرارات الدوليّة ويحترم اتفاق الهدنة ويمنع الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية، جيش لديه عقيدة قتالية دفاعية يحمي الشعب ويخوض الحروب وفقاً لأحكام الدستور، دعا إلى مناقشة سياسة دفاعية متكاملة كجزء من استراتيجيّة أمن وطني على المستويات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية بما يمكّن الدولة اللبنانية، أكرّر الدولة اللبنانية، من إزالة الاحتلال الإسرائيلي وردّ عدوانه عن كافة الأراضي اللبنانية، متعهداً بإعادة إعمار ما هدمه العدوان الإسرائيلي في الجنوب والبقاع والضاحية وجميع أنحاء لبنان بشفافية.
تعهّد الرئيس المنتخب بحل مسألة النازحين السوريين لما لها من تداعيات وجوديّة على الكيان اللبناني والتعاون مع الأخوة السوريين والمجتمع الدولي لمعالجة هذه الأزمة، بعيداً عن الطروحات العنصرية أو المقاربات السلبية، والسعي مع الحكومة المقبلة والمجلس النيابي الكريم إلى وضع آلية واضحة قابلة للتنفيذ الفوري تعيدهم إلى وطنهم. كما التزم بالعمل على تطوير قوانين الانتخابات بما يعزز فرص تداول السلطة والتمثيل الصحيح والشفافية والمحاسبة وتعهد «أن أعمل على إقرار مشروع قانون اللامركزية الإدارية الموسعة بما يخفف من معاناة المواطنين ويعزز الإنماء المستدام والشامل»، وإيلاء الاهتمام اللازم بالمدرسة الرسمية والجامعة اللبنانية والضمان الاجتماعي وحماية أموال المودعين.
أنهى انتخاب الرئيس العماد جوزاف عون عامين وشهرين وتسعة أيام من الشغور الرئاسي الثقيل. وحمل خطاب قَسَمه، عناوين عدة للمرحلة فأعلن التمسك بالاقتصاد الحر والحاجة إلى مصارف لا يكون الحاكم فيها إلا القانون، وأكدّ أنّه لن يتهاون في حماية أموال المودعين. وتعهّد «أن نعيد ما دمّره العدو الإسرائيلي في كل أنحاء لبنان وشهداؤنا هم روح عزيمتنا وأسرانا هم أمانة في أعناقنا»، وقال «سنستثمر في الجيش لضبط الحدود وتثبيتها جنوباً وترسيمها شرقاً وشمالاً».
إثر فوزه في الدورة الثانية بعد حصوله على 99 صوتاً في الدورة الثانية خلال جلسة حضرها جميع النواب الـ128، وبعد القَسَم على الدستور، قال الرئيس عون في خطاب القَسَم «شرّفني النواب بانتخابي رئيساً وهو أعظم وسام أناله». وأشار الى أن «لبنان هو من عمر التاريخ وصفتنا الشجاعة وقوّتنا التأقلم ومهما اختلفنا فإننا عند الشدة نحضن بعضنا البعض وإذا انكسر أحدنا انكسرنا جميعاً». ورأى عون أنه «يجب تغيير الأداء السياسي في لبنان»، وقال: «عهدي إلى اللبنانيين أينما كانوا وليسمع العالم كله أن اليوم بدأت مرحلة جديدة من تاريخ لبنان وسأكون الخادم الأول للحفاظ على الميثاق ووثيقة الوفاق الوطني وأن أمارس صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة كحَكَم عادل بين المؤسسات». أضاف: «إذا أردنا أن نبني وطناً فإن علينا أن نكون جميعاً تحت سقف القانون والقضاء». وأكد أن «التدخل في القضاء ممنوع ولا حصانات لمجرم أو فاسد ولا وجود للمافيات ولتهريب المخدرات وتبييض الأموال». ولفت عون الى ان «عهدي هو التعاون مع الحكومة الجديدة لإقرار مشروع قانون استقلالية القضاء، وأن أطعن بأي قانون يخالف الدستور، وعهدي هو الدعوة لإجراء استشارات نيابية في أسرع وقت لاختيار رئيس حكومة يكون شريكاً وليس خصماً»، معلناً «سنجري المداورة في وظائف الفئة الأولى ضمن الدولة كما سنقوم بإعادة هيكلة الإدارة العامة، كما سأعمل على تأكيد حق الدولة في احتكار حمل السلاح». أضاف: «اننا سنستثمر في الجيش لضبط الحدود وتثبيتها جنوباً وترسيمها شرقاً وشمالاً ومحاربة الإرهاب ويطبق القرارات الدولية ويمنع الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان». وتابع: «سأسهر على تفعيل عمل القوى الأمنيّة كأداة أساسيّة لحفظ الأمن وتطبيق القوانين كما سنناقش استراتيجية دفاعية كاملة على المستويات الديبلوماسية والاقتصادية والعسكرية بما يمكن الدولة اللبنانية من إزالة الاحتلال الإسرائيلي وردع عدوانه». وأكد عون أن «عهدي أن نعيد ما دمّره العدو الإسرائيلي في الجنوب والضاحية والبقاع وفي كل أنحاء لبنان وشهداؤنا هم روح عزيمتنا وأسرانا هم أمانة في أعناقنا»، وقال: «آن الأوان لنراهن على استثمار لبنان في علاقاتنا الخارجيّة لا أن نراهن على الخارج للاستقواء على بعضنا البعض». وأكد «رفض توطين الفلسطينيين»، وقال: «نؤكد عزمنا لتولي أمن المخيّمات، وسنمارس سياسة الحياد الإيجابي ولن نصدّر للدول إلا أفضل المنتجات والصناعات ونستقطب السياح»، داعياً الى بدء حوار جدّي وندّي مع الدولة السورية لمناقشة كافة العلاقات والملفات العالقة بيننا لا سيما ملف المفقودين والنازحين السوريين».
وتقدم رئيس مجلس النواب نبيه بري، باسم «الأمة اللبنانية واللبنانيين بانتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية، خاصة في هذه الظروف الحرجة وبخاصة في الجنوب اللبناني حيث يتعرّض أهلكم هناك لأبشع وأشد قساوة من أي حرب أخرى، لذلك لبنان في حاجة الى كل شيء، الجنوب بحاجة وكل لبنان بحاجة وكلنا في انتظار العهد الجديد». وتوجّه بري الى عون: «باسم العهد الجديد أتقدّم بالتهنئة فخامة الرئيس».
وقال رئيس كتلة الوفاء المقاومة النائب محمد رعد بعد انتخاب الرئيس جوزاف عون، من مجلس النواب: تحية لأرواح الشهداء المقاومين الذي حموا البلد لكي تنعقد الجلسة من أجل أن يتحقق الوفاق الوطني في هذه الفترة الصعبة. واضاف: أردنا من خلال تأخير تصويتنا لفخامة الرئيس بأن نرسل الرسالة بأننا حماة الوفاق الوطني في البلد.
وبعد الانتخاب وتلقي التهاني في البرلمان، توجّه الرئيس المنتخب الى قصر بعبدا، في حين عمت الاحتفالات لبنان ومسقط رأس الرئيس عون في العيشيّة. بعد تلقيه التهاني بانتخابه، غادر رئيس الجمهورية بعبدا على أن يستأنف نشاطه الرئاسي الرسمي صباح اليوم في القصر. وفي المعلومات أن الاستشارات النيابية تبدأ مبدئيًا الأسبوع المقبل، ويوم غد الجمعة يبدأ النشاط بدءًا من الساعة 9:30 صباحًا باستقبال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي يقدّم استقالته لرئيس الجمهورية.
قال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من المجلس النيابي الحكومة قامت بجهد كبير خلال السىنتين الفائتتين ونجحت على الأقل في الحفاظ على هيكلية الدولة. وعما إذا كان سيتولى رئاسة الحكومة المقبلة قال: هناك استشارات نيابية في القصر الجمهوري الأسبوع المقبل، وفي ضوئها تتحدد الأمور. وعما إذا كان مستعداً لتولي المسؤولية مجدداً قال: أنا بحاجة الى فترة راحة، ولكن إذا كانت هناك أي ضرورة فأنا دائماً في خدمة البلد في أي موقع أكون فيه.
وقال: لم يتم التوصل الى» ديل كامل»، ولكن الأكيد أن المرحلة المقبلة هي مرحلة الاحترام الكامل للدستور، تطبيق القوانين كاملة وتطبيق القرارات الدولية. هذا هو الاتفاق الحاصل. أما موضوع الأسماء وشكل الحكومات وتركيبتها. فهذا أمر سابق لأوانه.
وهنأ رئيس الحزب «السوري القومي الاجتماعي» أسعد حردان في تصريح، العماد جوزاف عون «بانتخابه رئيساً للجمهورية»، متمنياً له «النجاح في مسؤولياته على رأس الدولة، تفعيلاً لدور مؤسسات الدولة وتعزيزاً للوحدة الوطنية وتحصيناً للاستقرار الداخلي على الصعد كافة، وتمسكاً بالثوابت والخيارات الوطنية دفاعاً عن أرض لبنان وسيادته وكرامة اللبنانييين».
وقال: «لقد ثبت أن التوافق الداخلي، هو من أهم الشروط لحل المعضلات وإنجاز الاستحقاقات ومعالجة المشاكل والأزمات»، مشدداً على أن «ينسحب هذا التوافق الذي سعى إليه الرئيس نبيه بري، التفافاً حول رئيس الجمهورية المنتخب، لمواجهة كل التحديات، خصوصاً العدوانية الصهيونية المتمادية، وترجمة هذا التوافق من خلال الإسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية جامعة، تتحمّل مسؤولياتها الكاملة تجاه البلد والناس».
وأشار الى ان الرئيس عون، «آتٍ من قيادة مؤسسة الجيش اللبناني، وهذه المؤسسة العسكرية شكلت وتشكل صمام أمان يصون وحدة لبنان واللبنانيين. وما نأمله للبنان بكل قواه، أن تتعزّز فيه روحية العمل الدؤوب من أجل تفعيل المؤسسات وتحصين الوحدة وحماية الاستقرار والسلم الاهلي على قاعدة الثوابت والخيارات الوطنية».
وأجرى الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط اتصالاً برئيس الجمهورية جوزاف عون مهنئاً بانتخابه، ومثنياً على خطاب القَسَم وما أورده فيه من وعود تعزز الآمال بالانطلاق نحو لبنان الجديد. وشكر الرئيس عون جنبلاط على مواقفه الوطنية وعلى الدور الذي لعبه في سبيل تحقيق الإنجاز الرئاسي.
وأشار رئيس «التيّار الوطني الحر» النّائب جبران باسيل إلى أنّ «الآن أصبح جوزاف عون رئيسًا للبلاد، ونتعاطى معه بكلّ إيجابيّة واحترام، وكلّ عمل لن نوافق عليه سنعارضه بهدف تصحيحه»، لافتًا إلى «أنّنا سنرى المرحلة الجديدة ماذا ستتطلّب وسنتعاطى معها على هذا الأساس. لا يوجد تعاطٍ سلبي أو إيجابي بالمطلق، وسنعطي كلّ ما يمكننا لنجاحها».
وفي أول موقف دولي، أكد الموفد الرئاسي الأميركي أموس هوكشتاين ان انتخاب جوزيف عون خطوة نحو السلام والاستقرار في لبنان. ووجّه الرئيس الأميركي جو بايدن تهنئة إلى الرئيس جوزاف عون، وقال: «جوزاف عون سيوفّر قيادة حاسمة بينما ينفذ لبنان و»إسرائيل» وقف الأعمال العدائية بالكامل ويحظى بثقتي وأعتقد اعتقادًا راسخًا أنّه الزعيم المناسب».
وتلقى رئيس الجمهورية جوزاف عون اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هنأه فيه بانتخابه رئيساً للجمهورية وجدّد له دعم فرنسا للبنان، وشدد ماكرون على أنّ الانتخاب «تمهيد لطريق الإصلاحات».
وشدّدت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس – بلاسخارت، على ضرورة «الإسراع في تكليف رئيس للوزراء وتشكيل حكومة دون أي تأخير، إذ إنّ المهام الملقاة على عاتق الدولة اللّبنانية ضخمة للغاية ولا تحتمل المزيد من إضاعة الوقت». وأضافت: «حان الوقت لكلّ صانع قرار أن يضع مصلحة لبنان في المقام الأول، فوق كافة الاعتبارات الشخصية أو السياسية.»
وأشارت إلى أنّ انتخاب رئيس جديد يبعث الأمل مجددًا، ويمثّل فرصة لتمهيد الطريق نحو تحقيق تقدّم في ترسيخ وقف الأعمال العدائية وضمان أمن واستقرار البلاد، بما في ذلك تعزيز سلطة الدولة على كامل الأراضي اللّبنانية ودفع عجلة الإصلاحات الشاملة والمستدامة. وأكّدت أن الأمم المتحدة تتطلّع للعمل مع الرئيس عون والسلطات المعنيّة لدعم لبنان في ما يتخذه من خطوات ملموسة ومجدية لتحقيق تلك الأهداف.
واعتبرت وزارة الخارجية الألمانية، في بيان أن «انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية اللبنانية مناسبة لإجراء إصلاحات في لبنان».
وهنأ الملك سلمان وولي العهد السعودي، الرئيس جوزاف عون بانتخابه رئيساً للبنان. وبارك أمير قطر تميم بن حمد، للرئيس عون انتخابه رئيسًا جديدًا للجمهورية، كما بارك للشعب اللبناني، مشيرًا إلى «أننا نرجو أن تمثّل هذه الخطوة بداية مرحلة جديدة من الاستقرار والازدهار».
وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مصر ستظل دائماً داعمة للبنان الشقيق وسيادته، وأنها مستعدة لتقديم المساعدة وكافة سبل الدعم الممكنة للبنان بما يضمن استقراره، ويعزز من قدرته على مواجهة التحديات، بحيث يبدأ لبنان مرحلة جديدة ينعم فيها بالأمن والاستقرار.
وهنأ رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد نظيره اللبناني جوزف عون بانتخابه رئيساً للبنان، وأضاف رئيس الإمارات عبر حسابه على منصة «اكس»: «أتطلع إلى العمل معه لما فيه خير شعبينا وأمن المنطقة واستقرارها».
********************************************
افتتاحية صحيفة اللواء:
جوزاف عون رئيساً بإجماع وطني: برنامج واعد لإخراج لبنان من أزمة «الحكم والحكام»
ارتياح عربي ودولي واسع لإنهاء الشغور.. والإستشارات النيابية الأسبوع المقبل
بعد الثانية من بعد ظهر الخميس 9ك2 (2025)، وبعد فراغ رئاسي استمر عامين وشهرين وبضعة أيام، انتخب مجلس النواب قائد الجيش العماد جوزاف عون بما يشبه الاجماع الوطني، ومشاركة كل الكتل تقريباً في عملية الاقتراع، رئيساً يحمل الرقم 14 لرئاسة الجمهورية الثانية، في خطوة شكلَّت انفراجاً سياسياً واسعاً، وارتياحاً شعبياً، وولدَّت دعماً دبلوماسياً عربياً ودولياً من أجل نقل لبنان من ضفة اللاستقرار والقلق والمخاوف من الانهيارات والتحولات والتغييرات الى ضفة الاستقرار واقامة الحساب لما هو حصل انطلاقاً من ارادة التوافق الوطني، بمشاركة المكونات الطائفية والكتل والاحزاب اللبنانية المشاركة في الحياة السياسية.
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أنه مع انتخاب الرئيس جوزاف عون تنطلق مرحلة سياسية جديدة حدد معالمها في خطاب القسم الذي تلاه ويتطلب استثماره كماً عملا سياسياً وحكومياً ونيابياً واسعاً ، وأشارت إلى أن أهداف وضعها نصب عينيه ويعمل على تحقيقها في وقت لاحق.
واعتبرت هذه المصادر أن اولى اختبارات انطلاقة العهد هو ترجمة التعاون في تأليف الحكومة مع العلم أن اسم رئيس الحكومة بات يتردد وهو الرئيس نجيب ميقاتي دون أي حسم .
وبعد عودة الحياة إلى قصر بعبدا ، يزاول رئيس الجمهورية نشاطه اليوم الأول لتسلمه مهامه الدستورية حيث يعقد لقاءات علم من بينها الرئيس ميقاتي على أن يكون الأسبوع المقبل محطة أساسية له لإجراء استشارات نيابية لتسمية رئيس حكومة مكلف تشكيل الحكومة.
المهم ان الجلسة انعقدت بحضور 128 نائباً، وانتخب العماد عون بـ99 صوتاً، بمن فيهم اصوات كتلتي الوفاء للمقاومة والتنمية والتحرير، من زاوية ما اشار اليه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد «بأننا اردنا من تأخير تصويتنا لفخامة الرئيس بأن نرسل الرسالة بأننا حماة الوفاق الوطني في البلد».
وكشف السفير المصري علاء موسى ان «الثنائي» صوَّت للعماد عون بعدما حصل على الاجوبة التي كان يحتاج اليها وذلك في الدورة الثانية.
انتخب العماد عون رئيساً للجمهورية، بمجموع 99 صوتاً. هو الرئيس الـ14 للجمهورية اللبنانية، والجنرال الخامس الذي يأتي رئيساً للجمهورية. والقى خطاب القسم امام نواب الامة وضمّنه تعهدات كثيرة وجوهرية دستورية وسياسية واصلاحية بينها اعداد قانون جديد للإنتخابات وتطبيق اللامركزية الادارية الموسعة، وادارية وامنية واقتصادية ومعيشية- اجتماعية وتربوية وقضائية وبيئية، وتنموية تلحظ اعادة اعمار ما هدمه العدوان الاسرائيلي وحماية الحدود بتعزيز قوة الجيش، يحتاج تنفيذها الى حكومة متجانسة ومتفاهمة مع الرئيس لانكايات وسلبيات وتعطيل فيها، والى دعم نيابي بالتشريع لتحقيق الاصلاحات الموعودة.
ونجح عون في الوصول إلى سدة الرئاسة بالدورة الثانية، بعد تصويت نواب الثنائي حزب لله وحركة أمل له، عقب إخفاقه في الدورة الأولى بتحصيل المجموع الذي يخوله النجاح في الانتخابات وهو 86 صوتاً حيث نال 71 صوتاً، وهو الرقم الذي يعدل من خلاله الدستور ضمناً ليتمكن المجلس النيابي من انتخاب موظف درجة أولى بصفة قائد الجيش رئيساً للجمهورية. ولكن لوحظ ان عدد الاوراق البيضاء التي وضعت في صندوق الاقتراع في الدورة الاولى كانت صوتا لعدم تصويت نواب الثنائي والتيار الوطني الحر وبعض المستقلين والتغييرين فانخفضت في الدورة الثانية من 37 ورقة الى 9 اوراق فقط. بينما بقيت الاوراق الملغاة بين 4 و5، وحصل شبلي الملاط على صوتين في كلٍّ من الدورتين.
وحضر الجلسة الموفدان الفرنسي جان إيف لودريان والسعودي يزيد بن فرحان الموجودان في بيروت. إلى جانب ٧٢ سفيرا عربيا ودوليا، بينما غادر بيروت امس الموفد الأميركي اموس هوكشتاين بعد سلسلة لقاءات عقدها مع كبار المسؤولين، وحضر جلسة الانتخاب السفيرة الأميركية ليزا جونسون.
وبعد تلقيه التهاني بانتخابه في المجلس النيابي، غادر الرئيس عون الى قصر بعبدا ووصله في موكب رسمي، وعزفت موسيقى الجيش لحن التعظيم ثم النشيد الوطني. وحيا العلم اللبناني. في هذا الوقت، تم رفع العلم على السارية الرئيسية لمدخل القصر وفوق منزل الرئيس. بعدها استعرض رئيس الجمهورية كتيبة تشريفات من لواء الحرس الجمهوري. واطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة ترحيبا بالرئيس، بينما اطلق البواخر الراسية في مرفأ بيروت صفاراتها للمناسبة. بعد ذلك، صافح الرئيس المنتخب المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير والمدراء العامين في الرئاسة وقائد لواء الحرس الجمهوري.ثم انتقل الى صالون السفراء وسط صفين من رماحة الحرس الجمهوري، حيث التقطت له الصور الرسمية على كرسي الرئاسة، لينتقل بعدها الى مكتبه حيث تسلم وسام الاستحقاق اللبناني الوشاح الاكبر من الدرجة الاستثنائية والقلادة الكبرى لوسام الارز الوطني، والتقطت له الصور مرتديا الوشاح ومتقلدا القلادة.
وكانت شهدت الطريق الى القصر الجمهوري حضورا شعبيا كثيفا احتفاء بالرئيس المنتخب، لا سيما في مسقط رأسه بلدته العيشية.
وغادر الرئيس المنتخب القصر الجمهوري عائداً الى منزله على أن يستأنف نشاطه الرئاسي الرسمي صباح اليوم في القصر.وفي المعلومات، أن الاستشارات النيابية لتسمية رئيس للحكومة تبدأ مبدئياً الأسبوع المقبل. ويبدأ اليوم الجمعة النشاط من الساعة .٩:٣ صباحًا.
تسويه ما قبل الانتخاب
وعقد اجتماع خلال فترة الساعتين الفاصلة بين جلستي انتخاب رئيس الجمهورية، بين النائبين علي حسن خليل ومحمد رعد وقائد الجيش للحصول على ضمانات منه تردد انها حول امور عديدة منها انسحاب الاحتلال واعادة الاعمار. وحول التمثيل الشيعي في الحكومة وليس الثلث الضامن او المعطل...وبعد التوافق معه قالا له مبروك. وجرى التصويت له رئيسا من قبل الثنائي.
وأفادت المعلومات ان التواصل بين عين التينة والموفد السعودي يزيد بن فرحان، استمر خلال ساعات الليل المتأخرة للبحث في مسار الجلسة والضمانات التي يطلبها الثنائي، لكن يبدو انها لم تصل الى النتيجة المرجوة، وظهر ذلك في تصويت نواب الثنائي للعماد عون بورقة بيضاء في الدورة الاولى.
وقال النائب علي حسن خليل في تعليق على انتخاب الرئيس جوزيف عون رئيسا للبلاد بالقول: عبرنا اليوم عن موقف له علاقة بإدارة هذه المعركة الانتخابية خلال المرحلة الماضية، والأهم أننا وصلنا إلى التوافق الوطني العريق، الذي أمن وصول قائد الجيش العماد عون.
أضاف حسن خليل في تصريح من مجلس النواب: اليوم، صفحة جديدة أنهت فترة الفراغ مما يتطلب تعاون كل المكونات مع بعضها، وما سمعناه من كلام رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون يشجع على بناء علاقة ثقة بين المؤسسات للوصول إلى واقع أفضل.
ومع انتهاء مراسم الانتخاب والانتقال الى قصر بعبدا والتقاط الصور الرسمية، تلقى الرئيس عون سيلا من اتصالات وبرقيات التهنئة بإنتخابه من دول عربية وغربية كثيرة متمنية لعهده النجاح في تحقيق الاستقرار والازدهار للبنان والاصلاحات ومتعهدة بتقديم المساعدة للبنان. كما صدرت مواقف داخلية سياسية واهلية مهنئة ومرحبة بإنتخابه.
ومساء اعلن قصر الإليزيه: الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيزور لبنان «قريبا جدا».
نفض الغبار
نفض مجلس النواب الغبار عن كرسي الرئاسة، وأزاح الفراغ الذي استوطن في قصر بعبدا على مدى سنتين وشهرين وتسعة أيام، من خلال إهداء قائد الجيش العماد جوزاف عون عشية عيد ميلاده الستين رئاسة الجمهورية ليتوّج الرئيس الرابع عشر للبنان، حاصدا تأييد 99 نائبا، فيما صوّت 9 نواب بورقة بيضاء، كما صوّت 12 نائبا بورقة «السيادة والدستور»، وحصل شبلي الملاط على صوتين، أما الأوراق الملغاة فبلغت 5.
وفُهم ان نواب «لبنان القوي» صوّتوا بتدوين عبارة «السيادة والدستور» والبعض منهم بورقة بيضاء في الدورتين، وهذا ما لم يحصل مع نواب «التنمية والتحرير» و«الوفاء للمقاومة» الذين صوّتوا بورقة بيضاء في الدورة الأولى، وفي الدورة الثانية جرى تعديل هذا الموقف وذهبت أصواتهم لصالح العماد عون. وقيل ان اجتماعا حصل بين عون والنائبين علي حسن خليل ومحمد رعد في مكان ما خلال فترة استراحة الساحتين، كما رصد حوار على الواقف بين السفير السعودي والنائب خليل قبل انطلاق العملية الانتخابية.
وما نغّص التفاهم شبه التام على انتخاب عون هو السجال فوق العادة الذي اندلع على جبهة النائب سليم عون من جهة، وجبهة النائبين بولا يعقوبيان وفراس حمدان، وقد استخدم في هذا السجال عبارات نابية من العيار الثقيل، مما استدعى تدخّلا من الرئيس بري طالبا الهدوء وشطب كل ما قيل من كلام من محضر الجلسة.
ويأتي صعود الدخان الأبيض من البرلمان بانتخاب رئيس الجمهورية بعد فشل المجلس على مدى 13 جلسة انتخاب من تحقيق هذا الهدف، وبعد حركة موفدين عرب وأجانب فشلت أيضا في تحقيق التوافق السياسي على شخصية تعبّد الطريق أمامها للوصول الى قصر بعبدا.
وكان الرئيس بري رفع جلسة الإنتخاب لساعتين،لأن الأمر بحاجة إلى هكذا خطوة.
وكان لافتاً أمس عدد المرات التي قاطع فيها النواب بالتصفيق الرئيس المنتخب الذي ألقى خطابا بعد القسم الدستوري، حيث توجّه الرئيس عون برسائل الى الداخل والخارج، ووصف بأنه خطاب جامع وتاريخي يحاكي كل ما يحصل في لبنان والمنطقة، عبر خارطة طريق سينفذها خلال سنوات عهده وهو قال: «عهدي إلى اللبنانيين أينما كانوا وليسمع العالم كله أن اليوم بدأت مرحلة جديدة من تاريخ لبنان وسأكون الخادم الأول للحفاظ على الميثاق ووثيقة الوفاق الوطني وأن أمارس صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة كحكم عادل بين المؤسسات».
أضاف: «إذا أردنا أن نبني وطنا فإن علينا أن نكون جميعا تحت سقف القانون والقضاء». وأكد أن «التدخّل في القضاء ممنوع ولا حصانات لمجرم أو فاسد ولا وجود للمافيات ولتهريب المخدرات وتبييض الأموال».
ولفت عون الى ان «عهدي هو التعاون مع الحكومة الجديدة لإقرار مشروع قانون استقلالية القضاء، وأن أطعن بأي قانون يخالف الدستور، وعهدي هو الدعوة لإجراء استشارات نيابية في أسرع وقت لإختيار رئيس حكومة يكون شريكا وليس خصما»، معلنا «سنجري المداورة في وظائف الفئة الأولى ضمن الدولة كما سنقوم بإعادة هيكلة الإدارة العامة، كما سأعمل على تأكيد حق الدولة في احتكار حمل السلاح». أضاف: «اننا سنستثمر في الجيش لضبط الحدود وتثبيتها جنوبا وترسيمها شرقا وشمالا ومحاربة الإرهاب ويطبق القرارات الدولية ويمنع الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان»، وقال: «آن الأوان لنراهن على استثمار لبنان في علاقاتنا الخارجية لا أن نراهن على الخارج للاستقواء على بعضنا البعض». وأكد «رفض توطين الفلسطينيين»، وقال: «نؤكد عزمنا لتولّي أمن المخيمات، وسنمارس سياسة الحياد الإيجابي ولن نصدّر للدول إلّا أفضل المنتجات والصناعات ونستقطب السياح»، داعيا الى «بدء حوار جديّ ونديّ مع الدولة السورية لمناقشة كافة العلاقات والملفات العالقة بيننا لا سيما ملف المفقودين والنازحين السوريين».
ارتياح عربي ودولي
ولاقت خطوة انتخاب العماد عون ارتياحاً وسعاً عربياً ودولياً.
وهنأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان الرئيس عون لمناسبة انتخابه رئيساً للجمهورية.
وهنأ الملك عبدالله الثاني الرئيس اللبناني ووقوف بلاده الى جانب لبنان وسيادته وأمنه، وكذلك هنأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس متمنياً ان يتجاوز لبنان تداعيات العدوان الاسرائيلي.
واعرب امير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد الرئيس عون عن رجائه بأن تمثل الخطوة بداية مرحلة جديدة من الاستقرار والازدهار.
كما تلقى الرئيس عون برقية تهنئة من رئيس دولة الامارات الشخ محمد بن زايد آل نهيان، تمنى فيها للبنان الازدهار، متمنياً التوفيق للرئيس عون بتحقيق تطلعات شعبه الى التنمية والازدهار.
واعتبر الرئيس الاميركي في تهنئة الرئيس المنتخب حسب بيان البيت الابيض، ان يحظى بثقته، وهو الدعم المناسب، وقال: سيوفر عون قيادة حاسمة بينها وينفذ لبنان واسرائيل وقف الاعمال القتالية مع عودة مئات الآلاف من الناس الى ديارهم».
واكد الرئيس عون لنظيره الاميركي تطلعه الى تعاون وثيق بين البلدين.
وهنأت تركيا عون بانتخابه، وقالت الخارجية التركية: نأمل ان تساهم الحكومة المقبلة التي ستشكل في استقرار لبنان.
واكد الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين ان انتخاب عون خطوة نحو السلام والاستقرار في لبنان.
وحسب الموفد الرئاسي الفرنسي لودريان ان مرحلة جديدة بدأت لم يشهدها لبنان في السباق، وأن رئيس الجمهورية هو عامل اضافي لتنفيذ القرار 1701، واتفاق وقف اطلاق النار..
وأعلنت السفيرة الأميركية ليزا جونسون لدى لبنان، بأننا «سعداء للغاية» لانتخاب جوزاف عون رئيسا للبلاد».
وأشارت السفارة الايرانية في بيروت في بيان، إلى «اننا نبارك للبنان الشقيق إنتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية في ظل أجواء توافقية جامعة».
ولفتت السفارة الايرانية الى اننا نتمنى لفخامته النجاح والتوفيق في مهمته، ونتطلع إلى العمل سوياً لتعزيز العلاقات بين الجمهوريتين الإسلامية الإيرانية واللبنانية والتعاون في مختلف المجالات بما يخدم المصالح المشتركة لبلدينا ويعزز الإستقرار والإزدهار في المنطقة.
ورأت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا غيرترود فون دير لاين في انتخاب عون «بارقة أمل» للبنان، بحسب ما نقلت وكالة «أ ف ب».
عودة يؤمن قيادة الجيش
ومنعاً للشغور في قيادة الجيش، كلف وزير الدفاع موريس سليم رئيس الاركان في الجيش اللواء حسان عودة تأمين قيادة الجيش لحين تعيين قائد اصيل للجيش اللبناني.
في الجنوب، استمر الجيش الاسرائيلي بعمليات تفجير المنازل، واقدم على نسف منازل في عيتا الشعب.
ونقل موقع اكسيوس عن مسؤولين اسرائيليين ان نتنياهو ووزير الدفاع كاتس وقيادة الجيش الاسرائيلي لا يريدون سحب القوات بالكامل من جنوب لبنان.
********************************************
افتتاحية صحيفة النهار:
جوزف عون في بعبدا منهياً فراغ السنتين والشهرين خطاب القسم: ليسمع العالم إنّ مرحلة جديدة بدأت
عصر أمس الخميس في التاسع من كانون الثاني 2025 وضع انتخاب العماد جوزف عون حداً لأزمة الفراغ الرئاسي المتمادية منذ سنتين وشهرين وتسعة أيام فيما صار الرئيس المنتخب الرئيس الرابع عشر للجمهورية اللبنانية وخامس قائد للجيش يُنتخب رئيساً والرابع منهم على التوالي بعد الرؤساء اميل لحود وميشال سليمان وميشال عون. وإذا كان انتخاب الرئيس جوزف عون باكثرية 99 نائباً حال دون نشوء مشكلة تتصل بدستورية انتخابه بلا تعديل دستوري، فإن الجانب الأكثر دلالة في إتمام الاستحقاق الدستوري أمس تمثل أولاً في ضخامة قياسية للدعم الداخلي والخارجي الذي تكوكب حوله ووفر له قوة الدفع لانتخابه، وثانياً في تجاوز مطب اساسي تمثل في استقطاب تأييد الثنائي الشيعي لانتخابه بعد “رسالة” إخفاق الدورة الأولى في انتخابه لكي يجري وضع اللمسات الأخيرة على مظلة التوافق الواسع حوله بما أبقى واقعياً “التيار الوطني الحر” وحده ككتلة نيابية مع عدد محدود من النواب في موقع المعارضة للعهد الجديد.
ولا مغالاة في القول إن اللبنانيين الذين ترقبوا الإطلالة الرئاسية الأولى للرئيس جوزف عون سمعوا منه خطاب قسم ينطبق عليه وصف “أجمل من يصدق”، ولكن الرئيس المنتخب بدا أكثر من صادق وحازم ومصمم في خطاب الدولة واسترداد الدولة بل وعهد الدولة. ذلك إن خطاب القسم تميّز باستثنائية عالية في التعهدات المتصلة بـ”المرحلة الجديدة” لبناء الدولة وتوزعت عبره الرؤية لهذه الدولة من منطلقي الالتزام الصارم بالقانون والإصلاح على أساس العدالة والتوازن بين مطالب الفئات اللبنانية على اختلافها. وإذ يعدّ الرئيس المنتخب لأول محطات مسؤولياته في إجراء الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف الشخصية التي ستشكل الحكومة الجديدة جاء خطاب القسم الذي دوت قاعة الجلسات في مجلس النواب طوال إلقائه بالتصفيق الحار ليطلق مجموعة تعهدات قياسية في إعادة النصاب إلى مفهوم الدولة. قال إن “لبنان هو من عمر التاريخ وصفتنا الشجاعة وقوتنا التأقلم ومهما اختلفنا فإننا عند الشدة نحضن بعضنا البعض وإذا انكسر أحدنا انكسرنا جميعا”. وشدد على أنه “يجب تغيير الأداء السياسي في لبنان، وعهدي إلى اللبنانيين أينما كانوا وليسمع العالم كله أن اليوم بدأت مرحلة جديدة من تاريخ لبنان وسأكون الخادم الأول للحفاظ على الميثاق ووثيقة الوفاق الوطني وأن أمارس صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة كحكم عادل بين المؤسسات”. وتتلخص أبرز تعهداته بـ: “إذا أردنا أن نبني وطناً فإن علينا أن نكون جميعاً تحت سقف القانون والقضاء، التدخل في القضاء ممنوع ولا حصانات لمجرم أو فاسد ولا وجود للمافيات ولتهريب المخدرات وتبييض الأموال، عهدي هو التعاون مع الحكومة الجديدة لإقرار مشروع قانون استقلالية القضاء، وأن أطعن بأي قانون يخالف الدستور، وعهدي هو الدعوة لإجراء استشارات نيابية في أسرع وقت لإختيار رئيس حكومة يكون شريكاً وليس خصماً، سأعمل على تأكيد حق الدولة في احتكار حمل السلاح، سنستثمر في الجيش لضبط الحدود وتثبيتها جنوباً وترسيمها شرقاً وشمالاً ومحاربة الإرهاب ويطبق القرارات الدولية ويمنع الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، سنناقش استراتيجية دفاعية كاملة على المستويات الديبلوماسية والاقتصادية والعسكرية بما يمكن الدولة اللبنانية من إزالة الإحتلال الإسرائيلي وردع عدوانه، عهدي أن نعيد ما دمره العدو الإسرائيلي في الجنوب والضاحية والبقاع وفي كل أنحاء لبنان، آن الأوان لنراهن على استثمار لبنان في علاقاتنا الخارجية لا أن نراهن على الخارج للاستقواء على بعضنا البعض، سنمارس سياسة الحياد الإيجابي ولن نصدر للدول إلا أفضل المنتجات والصناعات ونستقطب السياح”.
وللمرة الاولى منذ نهاية ولاية الرئيس السابق ميشال عون استعاد قصر بعبدا عصر أمس حركته الناشطة باستقبال رسمي للرئيس جوزف عون على أن يبدأ الاقامة الثابتة فيه بدءاً من اليوم. ويُتوقع أن تحدد دوائر القصر مواعيد الاستشارات النيابية لتكليف رئيس الحكومة الجديدة في مطلع الاسبوع المقبل.
وأثار انتخاب عون ترحيباً خارجياً عارماً، فأعربت فرنسا “عن سعادتها البالغة بانتخابه وتقدمت بالتهاني الحارة منه، وأكد الناطق باسم الخارجية الفرنسية أن “هذا الانتخاب يُنهي فراغًا رئاسيًا دام عامين، أضعف البلاد، ويفتح صفحة جديدة للبنانيين. يجب أن يكون مصدر أمل لهم ولكل شركاء وأصدقاء لبنان الذين وقفوا إلى جانبه لسنوات. كما يُعد تشجيعًا لفرنسا التي بذلت جهودًا كبيرة لإعادة تفعيل المؤسسات اللبنانية”. ودعت فرنسا جميع المسؤولين السياسيين والسلطات اللبنانية إلى “الالتزام العاجل بالعمل على النهوض الدائم بالبلاد. ويجب أن يتبع هذا الانتخاب تشكيل حكومة قوية تدعم رئيس الجمهورية”. وتلقى الرئيس المنتخب اتصالاً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هناه فيه بانتخابه.
لماذا دعموه؟
ونقلت مراسلة “النهار” رندة تقي الدين عن مصدر فرنسي رفيع وصفه خطاب الرئيس جوزف عون بأنه خطاب قوي، ولفته أن الرئيس عون لم يذكر في خطابه كلمة “المقاومة “. وأضاف المصدر أن أسباب قناعة اللجنة الخماسية بجوزف عون للرئاسة أن أعضاء اللجنة رأوا أن هناك ضرورة أن يكون على رأس البلد رجل نزيه قادر على الحصول على ثقة دولية ويقود البلد إلى القيام بالإصلاحات الضرورية في القطاع الاقتصادي والمالي والطاقة، وجوزف عون يملك هذه المواصفات إضافة إلى أنه شخصية من خارج تنافس الأطراف والأحزاب في بلد يشهد فقراً متفاقما وهجرة للشعب. ونوّه المصدر بدور الخماسية في الدفع إلى انتخاب رئيس وفرنسا كان دورها مهماً مع جهود أساسية من السعودية التي تدخلت بشكل أساسي لدفع الانتخاب. وعن انخراط السعودية المتأخر ولكن الحاسم في لبنان شرح المصدر أن السعودية كان لها تقليدياً دور كبير في ماضي قريب في لبنان خصوصاً مع الطائفة السنية لكن عندما تولى الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد وشهد فشل الطبقة السياسية اللبنانية في الخروج من الأزمة السياسية والاقتصادية في البلد اعتبر أنه من الصعب أن يعمل لمساعدة هذه الطبقة. لكن هذه الفترة أصبحت من الماضي الآن. وأصرّ الرئيس إيمانويل ماكرون على اقناع ولي العهد بضرورة انخراط المملكة في لبنان خصوصاً لجهة أن السعودية لا تريد أن يكون في جوارها أي زعزعة للاستقرار في بلد في المنطقة قد يمثل مشكلة للداخل السعودي. فلا شك بأن هناك مصلحة للسعودية في أن تنخرط من أجل أن يتحسن الوضع في لبنان على أن يكون هناك حكومة مع رئيس بإمكان فرنسا والسعودية أن تعملا معها. وقال المصدر إن هذا الانتخاب يمثل منعطفاً سيظهر انخراط المجتمع الدولي لمساعدة الشعب اللبناني.
وبدوره أكد الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين أن “انتخاب جوزف عون خطوة نحو السلام والاستقرار في لبنان”.
وقالت السفيرة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون إنها “سعيدة للغاية” بانتخاب عون، وأكدت السفارة التزامها العمل “بشكل وثيق مع الرئيس عون مع بدئه جهود توحيد البلاد، وتنفيذ الإصلاحات وتأمين مستقبل مزدهر للبنان”.
وقال سفير بريطانيا هاميش كويل “إنها بادرة أمل للبنان بعد العديد من التحديات. الخطوة الرئيسية التالية تحت قيادته هي التشكيل السريع للحكومة الملتزمة بالمضي قدماً في الإصلاحات التي تشتد الحاجة إليها. بريطانيا على استعداد لدعمه”.
وقالت سفيرة الاتحاد الأوروبي ساندرا دو وال: “مبروك للبنان انتخاب رئيس . تصريحات مشجعة جداً للرئيس جوزف عون. المسؤولية تجاه الأجيال المستقبلية، والوحدة بين الطوائف، والإصلاحات واحتكار الدولة للسلاح. نتطلع إلى تشكيل سريع للحكومة كخطوة تالية. إن الاتحاد الأوروبي مستعد لتقديم الدعم”.
*******************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية:
العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية... أعلن برنامجاً متكاملاً للانقاذ
الليل الطويل من المشاروات على خط عين التينة ـ الرياض ـ واشنطن انتهى فجر أمس إلى اتفاق على الضمانات، وهذه الضمانات، حسب قول أحد الذين شاركوا في هندستها لـ»الجمهورية»، هي أميركية ـ سعودية، أُعطيت للثنائي الشيعي خصوصاً وللبنان عموماً، وأتاحت حصول التوافق شبه الجامع نهاراً على انتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية، وتقضي الضمانات بإلزام اسرائيل بالانسحاب من الجنوب في الايام المتبقية من هدنة الستين يوماً التي تنتهي في 27 من الجاري وتنفيذ القرار الدولي 1701، وتثبيت مرجعية الثنائي في القرار الشيعي وموقعه في السلطة التنفيذية الجديدة التي كان انتخاب رئيس الجمهورية اللبنة الاولى فيها. فيما يُنتظر ان ينطلق الرئيس الجديد إلى إجراء المشاورات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة الجديدة مطلع الاسبوع المقبل.
بأكثرية 99 صوتاً من اصل 128 انتخب مجلس النواب في الدورة الثانية من جلسته الانتخابية برئاسة رئيس المجلس نبيه بري قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية، منهياً فراغاً في سدّة الرئاسة دام سنتن وشهرين وعشرة ايام، وذلك في مقابل 15 ورقة كتبت عليها «السيادة والدستور» و9 أوراق بيض و5 أخرى اعتُبرت ملغاة. وذلك بعدما كان نال 71 صوتاً في الدورة الاولى قبل رفع الجلسة لساعتين كانتا كافيتين لاستكمال المشاورات التي دارت بين المعنيين واستمرت حتى الفجر، خصوصاً بين الموفد السعودي الامير يزيد بن فرحان وبين الرئيس بري عبر معاونه السياسي النائب علي حسن خليل، وكان على خطها الموفد الرئاسي أموس هوكشتاين والسفيرة الاميركية في لبنان ليزا جونسون، وكذلك اللقاء الذي عقده رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد والنائب خليل مع قائد الجيش العماد جوزاف عون خلال فترة الساعتين التي سبقتا الدورة الثانية من الجلسة الانتخابية التي انتهت بتصويت كتلتي «الثنائي» تأييداً لجوزاف عون ما مكّنه من الفوز بـ99 صوتاً، وتخطّي قطوع أي طعن بدستورية انتخابه، حيث كان بري حسم الجدال الدستوري في بداية الجلسة بالتأكيد انّ نيل عون أكثرية ثلثي اصوات النواب يمنع الطعن بفوزه امام المجلس الدستوري. فيما غرّد تكتل «لبنان القوي» خارج سرب التوافق على انتخاب عون مقترعاً بإسم «السيادة والدستور» مثلما فعل في دورة الاقتراع الاولى.
ترحيب واسع
ولاقى انتخاب جوزاف عون ترحيباً عربياً ودولياً واسعاً، وتلقّى اتصالات وبرقيات تهنئة من رؤساء وملوك دول، منهم الرئيس الأميركي جو بايدن الذي اتصل به مهنئاً، ووصفه بأنّه «الرئيس المناسب للبنان». وقال: «الرئيس عون سيوفر قيادة حاسمة بينما ينفّذ لبنان وإسرائيل وقف الأعمال العدائية بالكامل». وأضاف: «جوزاف عون يحظى بثقتي وأعتقد اعتقاداً راسخاً أنّه الزعيم المناسب». وأشار إلى أنّ «الشعب اللبناني اختار مساراً يتماشى مع السلام والأمن والسيادة وإعادة الإعمار بالشراكة مع المجتمع الدولي».
وتلقّى جوزاف عون اتصالاً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هنأه فيه بانتخابه رئيساً للجمهورية، وجدد له دعم فرنسا للبنان. وابلغ اليه أنّه «سيزور لبنان قريباً جداً».
وهنأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الامير محمد بن سلمان جوزاف عون بانتخابه رئيساً للبنان.
وكذلك بارك أمير قطر تميم بن حمد، لعون انتخابه، مشيرًا إلى «أننا نرجو أن تمثّل هذه الخطوة بداية مرحلة جديدة من الاستقرار والازدهار».
وتلقّى جوزاف عون تهنئة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي أكّد «إيمان مصر بقدرة الرئيس اللبناني على قيادة البلاد خلال هذه المرحلة الدقيقة التي يمرّ فيها لبنان والمنطقة، وتحقيق تطلعات الشعب اللبناني الشقيق».
وهنأ رئيس دولة الامارات الشيخ محمد بن زايد نظيره جوزاف عون بانتخابه رئيساً للبنان، وقال عبر منصة «اكس»: «أتطلع إلى العمل معه لما فيه خير شعبينا وأمن المنطقة واستقرارها».
وأبرق الملك الأردني عبدالله الثاني الى جوزاف عون مهنئاً ومكرّراً «تأكيد وقوف بلاده إلى جانب لبنان في دعم سيادته وأمنه وسلامة أراضيه»، مشدّداً على «متانة العلاقات الثنائية المتجذرة، والحرص على توسيع فرص التعاون، وإدامة التنسيق بما يحقق المصالح المشتركة، ويعزز وحدة الصف العربي».
واعتبرت وزارة الخارجية الألمانية، في بيان أنّ انتخاب جوزاف عون «مناسبة لإجراء إصلاحات في لبنان».
خطاب القسم
وبعد أدائه القسم على الدستور، قال جوزاف عون، في خطاب القسم «شرّفني السادة النواب بانتخابي رئيساً وهو أعظم وسام أناله». وأشار إلى انّ «لبنان هو من عمر التاريخ، وصفتنا الشجاعة وقوتنا التأقلم ومهما اختلفنا فإننا عند الشدّة نحضن بعضنا البعض واذا انكسر أحدنا انكسرنا جميعاً». ورأى أنّه «يجب تغيير الأداء السياسي في لبنان»، وقال: «عهدي إلى اللبنانيين أينما كانوا وليسمع العالم كله، أنّ اليوم بدأت مرحلة جديدة من تاريخ لبنان وسأكون الخادم الأول للحفاظ على الميثاق ووثيقة الوفاق الوطني وأن أمارس صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة كحكم عادل بين المؤسسات». وأضاف: «إذا أردنا أن نبني وطناً فإنّ علينا أن نكون جميعاً تحت سقف القانون والقضاء». وأكّد أنّ «التدخّل في القضاء ممنوع ولا حصانات لمجرم أو فاسد ولا وجود للمافيات ولتهريب المخدرات وتبييض الأموال». ولفت الى انّ «عهدي هو التعاون مع الحكومة الجديدة لإقرار مشروع قانون استقلالية القضاء، وأن أطعن بأي قانون يخالف الدستور، وعهدي هو الدعوة لإجراء استشارات نيابية في أسرع وقت لاختيار رئيس حكومة يكون شريكاً وليس خصماً»، معلناً «سنجري المداورة في وظائف الفئة الأولى ضمن الدولة، كما سنقوم بإعادة هيكلة الإدارة العامة، كما سأعمل على تأكيد حق الدولة في احتكار حمل السلاح». أضاف: «اننا سنستثمر في الجيش لضبط الحدود وتثبيتها جنوباً وترسيمها شرقاً وشمالاً ومحاربة الإرهاب ويطبّق القرارات الدولية ويمنع الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان». وتابع: «سأسهر على تفعيل عمل القوى الأمنية كأداة أساسية لحفظ الأمن وتطبيق القوانين كما سنناقش استراتيجية دفاعية كاملة على المستويات الديبلوماسية والاقتصادية والعسكرية بما يمكن الدولة اللبنانية من إزالة الإحتلال الإسرائيلي وردع عدوانه». وأكّد جوزاف عون أنّ «عهدي أن نعيد ما دمّره العدو الإسرائيلي في الجنوب والضاحية والبقاع وفي كل أنحاء لبنان. وشهداؤنا هم روح عزيمتنا وأسرانا هم أمانة في أعناقنا»، وقال: «آن الأوان لنراهن على استثمار لبنان في علاقاتنا الخارجية لا أن نراهن على الخارج للاستقواء على بعضنا البعض». وأكّد «رفض توطين الفلسطينيين»، وقال: «نؤكّد عزمنا لتولّي أمن المخيمات، وسنمارس سياسة الحياد الإيجابي».
بحاجة لكل شيء
وكان بري قال بعد إعلانه فوز جوزاف عون: «أتقدّم بإسم الامة واللبنانيين جميعاً بالتهنئة إلى فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وبخاصة في هذه الظروف الحرجة، لا سيما في الجنوب، حيث يتعرّض أهلنا إلى أبشع وأشدّ الحروب قساوة من أي حرب أخرى». وأضاف : «لبنان اليوم بحاجة لكل شيء والمناطق الجنوبية الحدودية بحاجة لكل شيء وكذلك كل الجنوب».
مواقف
وأكّد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، «أننا أردنا من خلال تأخير تصويتنا للرئيس جوزاف عون أن نرسل رسالة بأننا حماة الوفاق الوطني في البلد، كما كنا حماة السيادة». وقال: «نحن حماة حقيقيون للناس وعلى رأس الدماء التي قدّمناها سيدّ المقاومة السيد حسن نصرالله»، مضيفًا «سنبقى أوفياء لبلدنا وأهلنا على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم ليكون البلد منارة في الشرق».
وأكّد رئيس «التيّار الوطنيّ الحر» النائب جبران باسيل، مساء امس أنّه «بتوفيق رئيس الجمهورية جوزاف عون يكون التوفيق للبنان كلّه فهنأناه طبعًا». وقال لقناة «LBCI»، انّ «جوزاف عون أتى بعملية تعيين وفرض من الخارج، لكن رغم ذلك سنتعاطى مع المرحلة الجديدة على أساس السعي نحو النجاح». واضاف: «نبّهت من أن نصبح تحت وصاية دولية. فكما فرضوا علينا رئيسًا يمكنهم فرض رئيس حكومة وغيره».
************************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط:
عون رئيساً... يوقظ حلم الدولة والإصلاح
شدد على «الحياد الإيجابي» للبنان واحتكار السلاح... وترحيب عربي ودولي بانتخابه
انتخب البرلمان اللبناني قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيساً بـ99 صوتاً من أصل 128 بعد سنتين وشهرين وعشرة أيام من الفراغ الرئاسي، ليوقظ توليه الرئاسة الأولى حلم الدولة والإصلاح بعد سنوات من الأزمات المتلاحقة التي عاشها اللبنانيون.
وحمل خطاب القسم الذي أدلى به عون مضامين لافتة، أبرزها تأكيده «التزام لبنان الحياد الإيجابي» وتجاهله عبارة «المقاومة»، خلافاً للخطابات التي طبعت العهود السابقة كما تأكيده العمل على «تثبيت حق الدولة في احتكار حمل السلاح». وتعهد عون الذي لاقى انتخابه ترحيباً دولياً وعربياً، أن تبدأ مع انتخابه «مرحلة جديدة من تاريخ لبنان»، والعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للبنان. وأكد أنه سيكون «الخادم الأول للحفاظ على الميثاق ووثيقة الوفاق الوطني، وأن أمارس صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة كحكم عادل بين المؤسسات». وأكد أن «التدخل في القضاء ممنوع، ولا حصانات لمجرم أو فاسد، ولا وجود للمافيات ولتهريب المخدرات وتبييض الأموال».
ولفت عون الذي أثنى على خطابه معظم الأفرقاء اللبنانيين إلى أن «عهدي هو التعاون مع الحكومة الجديدة لإقرار مشروع قانون استقلالية القضاء، وأن أطعن بأي قانون يخالف الدستور، والدعوة لإجراء استشارات نيابية بأسرع وقت لاختيار رئيس حكومة يكون شريكاً وليس خصماً»، معلناً العمل «على تأكيد حق الدولة في احتكار حمل السلاح وسنستثمر في الجيش لضبط الحدود وتثبيتها جنوباً وترسيمها شرقاً وشمالاً، ومحاربة الإرهاب، وتطبق القرارات الدولية، ومنع الاعتداءات الإسرائيلية». وأضاف: «سنناقش استراتيجية دفاعية كاملة على المستويات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية»، متعهداً إعادة الإعمار، ومشدداً على أنه «آن الأوان لنراهن على استثمار لبنان في علاقاتنا الخارجية، لا أن نراهن على الخارج للاستقواء على بعضنا بعضاً».
كما أعلن رفضه «توطين الفلسطينيين والعمل على ممارسة سياسة الحياد الإيجابي، داعياً إلى بدء حوار مع الدولة السورية؛ لمناقشة العلاقات والملفات العالقة، لا سيما ملف المفقودين والنازحين السوريين». ورحب أعضاء مجلس الأمن بانتخاب عون، وأكدوا «دعمهم القوي لسلامة أراضي لبنان وسيادته واستقلاله السياسي». كما دعوا إلى التنفيذ الكامل للقرار 1701 وقرارات مجلس الأمن السابقة ذات الصلة بالوضع في لبنان.
*************************************************
افتتاحية صحيفة الشرق:
مجلس النواب يختار الرئيس جوزيف عون بدلاً من الفراغ
جوزيف عون الرئيس الرابع عشر للجمهورية اللبنانية وقائد الجيش الخامس الذي ينتقل من اليرزة الى بعبدا، منهياً عامين وشهرين وتسعة ايام من الشغور الرئاسي الثقيل. انتخاب بشق النفس، ولو انه بدا مُنسقاً ومدروساً بحرفية واتقان من جانب الرئيس نبيه بري وحليفه في الثنائي الشيعي، حزب الله. الجلسة الانتخابية التي سبقتها مناورات ورهانات بدأت بدورة اولى لم تمنح عون الاصوات الـ86 المُلزِمة، وفق سيناريو الاوراق البيضاء، فعلقها بري لساعتين، افساحا في المجال امام موفديه لزيارة اليرزة والاتفاق مع القائد، ليتبنيا على اساس الزيارة انتخابه وهكذا كان.
بـ99 صوتا قطع العماد عون طريق الطعن الدستوري برئاسته، القى خطاب رجل دولة بامتياز.وحدد عناوين المرحلة بما تستوجبه من تحولات. التزم أمام الشعب اللبناني ببسط الدولة سيطرتها وحقها في احتكار حمل السلاح ، بالاستثمار في الجيش لضبط الحدود وتثبيتها جنوباً وترسيمها شرقاً وشمالاً ومحاربة الإرهاب وتطبيق القرارات الدولية ومنع الاعتداءات الإسرائيلية”. تعهد بمنع التدخل في القضاء والتمسك بالاقتصاد الحر والحاجة إلى مصارف لا يكون الحاكم فيها إلا القانون. وأكدّ عدم التهاون في حماية أموال المودعين، واعادة ما دمره العدو الإسرائيلي في كل أنحاء لبنان.
وعلى امل ان يرسم عهد العماد جوزيف عون نهاية مآساة لبنان، فتُترجم الوعود الدولية بمساعدته والداخلية بالتعاون لإعادة نهضة البلد، يبقى ان يستعيد البرلمان اللبناني حيث كل شيء مباح راهناً ، وقاره، ويكّف بعض النواب “الصغار” المتلطين خلف دستور انتهكوه تكرارا لمصالحهم عن تشويه صورته في حضرة سفراء دول العالم، وقد نسفوا الحدود الفاصلة بين الجرأة وقلّة التهذيب، وبين النقد والانتقام السياسي. ولمن فاتته المهزلة نحيله الى فيديوهات للنائب سليم عون على مواقع التواصل الاجتماعي.
الشغور انتهى اذاً، وبدأت مرحلة جديدة مع رئيس رؤيوي اصلاحي انقاذي رفع لاءاته في وجه كل الفاسدين والمسيئين للوطن، لا بدّ ان تنطلق عمليا مع بيان الاستشارات النيابية الملزمة ليقلع في مشوار الانقاذ.
خطاب القسم
اثر فوزه في الدورة الثانية وبعد القسم على الدستور، قال رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، في خطاب القسم “شرفني السادة النواب بانتخابي رئيسا وهو أعظم وسام أناله”. وأشار الى ان “لبنان هو من عمر التاريخ وصفتنا الشجاعة وقوتنا التأقلم ومهما اختلفنا فإننا عند الشدة نحضن بعضنا البعض واذا انكسر أحدنا انكسرنا جميعا”. ورأى عون أنه “يجب تغيير الأداء السياسي في لبنان”. (النص الكامل لخطاب القسم في مكان آخر).
تهنئة بري والمجلس
من جهته، تقدم رئيس مجلس النواب نبيه بري، باسم “الامة اللبنانية واللبنانيين بانتخاب جوزيف عون رئيسا للجمهورية، خاصة في هذه الظروف الحرجة وبخاصة في الجنوب اللبناني حيث يتعرض اهلكم هناك لابشع وأشد قساوة من أي حرب اخرى، لذلك لبنان في حاجة الى كل شيء، الجنوب بحاجة وكل لبنان بحاجة وكلنا في انتظار العهد الجديد”. وتوجه بري الى عون: باسم العهد الجديد أتقدم بالتهنئة لفخامة الرئيس”.
خطوة نحو السلام
وفي اول موقف دولي، اكد الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين ان انتخاب جوزيف عون خطوة نحو السلام والاستقرار في لبنان.
الدورة الاولى
وفي وقائع الجلسة، نال الرئيس عون في الدورة الأولى، 71 صوتا، فيما بلغ عدد الأوراق البيضاء 37. وحصل شبلي ملاط على صوتين. وكذلك، اقترع 14 نائبا بعبارة “السيادة والدستور”. وفي مؤشر اضافي الى عدم تهيب الموقف وجدية الاستحقاق الرئاسي كتب نائب على إحدى الأوراق “جوزيف آموس بن فرحان”، فيما دوّن آخر “يزيد بن فرحان”. وحملت ورقة كلمة “الوصاية”. وصوت أحدهم بعبارة “السيادة مش وجهة نظر”. وقد اعتبرت الأوراق الأربع ملغاة.
مداخلات
وبعد تلاوة مواد دستورية وأخرى من النظام الداخلي للمجلس حول الانتخاب في مستهل الجلسة، وفي حضور الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، الموفد السعودي يزيد بن فرحان، وسفراء اللجنة الخماسية وعدد من الديبلوماسيين. تحدث عدد من النواب.
***********************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن:
جوزيف عون الرئيس الرابع عشر
انتصر تحالف الشرعية وانكسر محور الممانعة وباسيل
جوزاف عون قائد الجيش الرابع عشر أصبح رئيس الجمهورية الرابع عشر. محطة مفصلية في تاريخ لبنان الحديث، أوضح معالمها خطاب القسم الذي حدد عناوين المرحلة بما تستوجبه من تحولات تحت عنوان “التغيير الكبير، بناء الجمهورية القوية القادرة وعودتها إلى حضنها اللبناني برعاية إقليمية ودولية”.
وصول الرئيس جوزاف عون إلى قصر بعبدا لم يكن سهلاً، فخخته أطراف داخلية مرات عدة، عطلته بكل الوسائل المتاحة وغير المتاحة، فيما سهلته أطراف أخرى، قامت بجهود استثنائية وجبارة لتعبيد طريقه إلى القصر.
في هذا السياق كشفت مصادر مطلعة على آخر التطورات التي سبقت جلسة الانتخاب، بأن “القوات اللبنانية” قامت بجهد استثنائي لتسهيل طريق الرئيس جوزاف عون إلى بعبدا.
وأشارت المصادر إلى “أن الجميع يعلم جيداً أن التمديد للعماد جوزاف عون، قائداً للجيش، ولمرّتين كان أساسهما تكتل “الجمهورية القوية” الذي شكل رأس حربة في التمديد، الأمر الذي شكل قاعدة أساسية لاستمراريته في قيادة المؤسسة العسكرية، مما ساعده على البقاء في موقعه، موضع ثقة باقي اللبنانيين به والدول الصديقة للبنان إلى أن نال دعمهم في الانتخابات الرئاسية.
أضافت المصادر: “في خلال الأسبوعين الأخيرين، كان لـ “القوات اللبنانية” بعض الأسئلة وأرادت نقاشاً عميقاً مع عون، الأمر الذي تكلّل بلقاء بين العماد جوزاف عون ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع”.
في المقلب الآخر، وبحسب مصادر “لم يوفر فريق الممانعة و”التيار الوطني الحر” وسيلة إلا واعتمداها لتعطيل ورفض وصول عون إلى الرئاسة حتى الساعات الأخيرة قبل الجلسة. حملات بالجملة أطلقها محور الممانعة شككت بوطنيته وألصقت تهم العمالة والصهيونية بشخصه، وأكثر من مرة صوب الأمين العام لـ “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم على حظوظ عون الرئاسية”.
تتابع المصادر: “اضطر فريق الممانعة أن يصوت لعون في النهاية بعد حصوله في الدورة الأولى على 71 صوتاً من دونهم وهذا رقم كبير، بالإضافة إلى الضغوط والإجماع العربي والدولي حول اسمه، فما عاد باستطاعتهم أن يقفوا في وجه زخم ترشيحه. حاولوا في المحطة الأخيرة انتزاع ضمانات حكومية وغير حكومية منه، وعبثاً حاولوا”.
انتخاب جوزاف عون رئيساً للجمهورية، شكل خسارة إستراتيجية كبرى لفريق الممانعة، نظراً إلى غياب نفوذ المحور الذي ينتمي إليه في إتمام الاستحقاق الرئاسي، بعد الالتقاء الأميركي – السعودي بشكل رئيسي على رئاسة عون. وهذا من أبرز أوجه التبدلات الإقليمية مع سقوط محور الممانعة وتراجعه الكبير في المنطقة.
تعتبر المصادر، أن الخاسر الثاني هو جبران باسيل لأن جوزاف عون منافس جدي داخل قواعد “التيار الوطني الحر”، نظراً لما يمثله من خلفية عسكرية تعاطف معها العونيون من قَبل مع ميشال عون الذي نقل قيادة “التيار” إلى جبران باسيل، الذي لم يحصل على مشروعية من هؤلاء. جوزاف عون منافس جدي في هذا المجال.
ختمت المصادر بالإشارة إلى أنه من المتوقع أن يلتحق بعض النواب، غير الذين تركوا تكتل “لبنان القوي” من قبل، بتكتل نيابي حول رئيس الجمهورية الجديد.
إذاً، من المتوقع أن يؤسس العهد الجديد الرؤيوي والإصلاحي لمرحلة جديدة ستنطلق بالدعوة لإجراء استشارات نيابية بأسرع وقتٍ لاختيار رئيس حكومة يكون شريكاً وليس خصماً، على أن يستعيد مجلس النواب دوره التشريعي، بدل تلطي بعض نوابه خلف دستور انتهكوه مرات عدة خدمة لمصالحهم، ورشقوا زملاءهم بعبارات معيبة ومهينة أمام الحضور الدبلوماسي.
كيف بدأ اليوم الانتخابي الطويل؟ بعد مرور سنتين وشهرين و9 أيام على الفراغ الرئاسي، و12 جلسة آخرها كانت في 14 حزيران 2023 وأولها في 29 أيلول 2022، تصاعد الدخان الأبيض، وانتخب قائد الجيش جوزاف عون رئيساً للجمهورية اللبنانية في الجلسة 13 بدورتها الثانية بـ 99 صوتاً من أصل 128، قاطعاً الطريق على تعديل دستوري، فيما صوت 9 نواب بورقة بيضاء، 12 نائباً بورقة “السيادة والدستور”، وحصد شبلي الملاط على صوتين، أما الأوراق الملغاة فبلغت 5.
وكان قد حصل الرئيس جوزاف عون في الدورة الأولى قبل أن يرفعها رئيس مجلس النواب نبيه بري، على 71 صوتاً، فيما بلغ عدد الأوراق البيضاء 37 وحصل شبلي ملاط على صوتين واقترع 14 نائباً بعبارة “السيادة والدستور”. وكُتب على أربع أوراق “جوزاف آموس بن فرحان”، “يزيد بن فرحان”، “الوصاية”، “السيادة مش وجهة نظر” واعتبرت ملغاة.
الجلسة حضرها الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، الموفد السعودي الأمير يزيد بن محمد بن فهد الفرحان، سفراء اللجنة الخماسية وعدد من الدبلوماسيين.
وفي خلال استراحة الدورتين التي منحها الرئيس بري للنواب لمزيد من التشاور، شهدت اجتماعاً خاصاً بين وفد لـ “الثنائي الشيعي” مع الرئيس عون.
عملية انتخاب رئيس للجمهورية بمواصفات سيادية في خضم التغيرات الإستراتيجية الكبرى، التي بدأت بسقوط نظام بشار الأسد في سوريا، مروراً بضرب وشلّ قدرات أذرع إيران ووضع مستقبل نظام الملالي على المحك، توحي برغبة المجتمع الدولي دفع لبنان إلى اللحاق بالتغيير الحاصل، الذي يسابق تسلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مقاليد الحكم في 20 من الجاري.
أنعش خطاب القسم للرئيس المنتخب جوزاف عون قلب الدولة ومؤسساتها، شكل انقلاباً على أطماع الدويلة وقطع عليها الطريق، أعاد الأمل إلى الشعب اللبناني بإمكانية عودة الدولة القوية السيدة الحرة والمستقلة، التي لها وحدها الحق بامتلاك شرعية السلاح، ” عهدي أن أمارس دوري كرئيس للمجلس الأعلى للدفاع لتأمين حق الدولة باحتكار السلاح وسنستثمر في الجيش لضبط الحدود وتثبيتها جنوباً وترسيمها شرقاً وشمالاً ومحاربة الإرهاب، وتطبيق القرارات الدولية ومنع الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، كما سنناقش إستراتيجية دفاعية كاملة على المستويات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية بما يمكن الدولة اللبنانية من إزالة الاحتلال الإسرائيلي وردع عدوانه”.
وفيما كان يلقي الرئيس المنتخب خطاب القسم وتحديداً في خلال حديثه عن حصرية السلاح، علا التصفيق الحار داخل المجلس فيما آثر نواب “الثنائي” الصمت، وتصفحوا الرسائل التي وردت إلى هواتفهم.
استجاب الخطاب لتطلعات الشعب اللبناني من خلال العمل على إقرار مشروع قانون اللامركزية الإدارية الموسعة، وإعادة بناء مؤسسات الدولة وفي طليعتها الجسم القضائي، ومنع التدخل السياسي الفاقع فيه، “إذا أردنا أن نبني وطناً فإنه علينا أن نكون جميعاً تحت سقف القانون والقضاء… التدخل في القضاء ممنوع لا حصانات لمجرم أو فاسد ولا وجود للمافيات ولتهريب المخدرات وتبييض الأموال وعهدي هو التعاون مع الحكومة الجديدة لإقرار مشروع قانون استقلالية القضاء”.
عون الذي تعهد بإعادة ما دمره الإسرائيلي في كل أنحاء لبنان، أشار إلى أنّه “آن الأوان لنراهن على استثمار لبنان في علاقاتنا الخارجية لا أن نراهن على الخارج للاستقواء على بعضنا البعض”.
خارطة الطريق التي رسمها خطاب القسم بجرأة ووضوح في ما خص الشأن الداخلي، قابلها تصور لعلاقة لبنان بدول الجوار والمنطقة، إذ دعا “إلى بدء حوار جدي وندي مع الدولة السورية لمناقشة كافة العلاقات والملفات العالقة بيننا لا سيما ملف المفقودين والنازحين السوريين”. كما رفض التوطين للفلسطينيين وأكد عزمه على تولي أمن المخيمات”.
بعد الانتخاب وتلقي التهاني في البرلمان، توجه الرئيس المنتخب إلى قصر بعبدا، في حين عمت الاحتفالات لبنان ومسقط رأسه في العيشية. كما تلقى سيلاً من الاتصالات المهنئة، أبرزها من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي سيزور لبنان قريباً، رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط وغيرهم.
وعلى وقع الاتصالات المهنئة والتأكيد على دعم لبنان، لفت موقف السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني قال فيه: “هناك مثلث ذهبي جيش شعب مقاومة وهذا المثلث يجب أن يستمر والمقاومة جزء من لبنان”.
هذا التدخل المتكرر والسافر في الشأن الداخلي اللبناني، سيصطدم هذه المرة بالرئيس القوي الذي ومن خلال خطابه قطع الطريق على التحريض الإيراني المستمر، لا بل نسف مثلثهم “جيش شعب مقاومة” عن بكرة أبيه بثلاثية ذهبية حقيقية “جيش شعب وطن “. وعلى إيران أن تدرك أن ما قبل هذه الجلسة ليس كما بعدها، وأن المقاومة الحقيقية في بسط الشرعية على كامل التراب اللبناني، والوقوف سداً منيعاً في وجه تدخلاتها التي أنهكت لبنان.
*********************************************
افتتاحية الأنباء:
يومٌ انتظره اللبنانيون طويلاً... رئيس الجمهورية يَعِد باستعادة الدولة
الخميس ٩ كانون الثاني ٢٠٢٥، يوم تاريخي للبنان، ومفصل بالحياة السياسية اللبنانية. يوم انتظره اللبنانيون طويلاً بعد شغور رئاسي جرّ الأزمات إن لم يكن الويلات. وما الإحتفالات والفرح الذي أظهره المواطنون وعبّروا عنه على وسائل التواصل الاجتماعي إلا تأكيد على أهمية هذا التاريخ الذي يؤمَل أن يكون فاتحة خير لمستقبل البلد وناسه.
وقد شكل انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية إنتصاراً أولا للمواطن اللبناني وثانياً لمؤسسات الدولة بعد تغييب دورها أو مصادرته لأكثر من سنتين. والشكر لكل صوت ساهم في إنقاذ البلد والجمهورية بانتخاب رئيس لها.
وكما هو معلوم فإن جهوداً دبلوماسية وسياسية بذلت لفكفكة العقد وتذليل العقبات التي وضعت بطريق انتخاب قائد الجيش رئيساً للجمهورية، بدءاً من انسحاب المرشحين الى تأمين أكثرية الثلثين لتجنب التعديل الدستوري، لأن تجاوز هذه الثغرة كان من شأنه أن يطيح بجلسة الانتخاب.
وبعد الدورة الأولى التي نال فيها عون ٧١ صوتاً، أعلن الرئيس نبيه بري رفع الجلسة مدة ساعتين لاستكمال المشاورات التي نجحت في نهاية المطاف في انتخاب عون بـ٩٩ صوتا.
وبعد أداء اليمين الدستورية أكد رئيس الجمهورية في خطاب القسم الذي قوطع بالتصفيق مرات عدة، على وجوب تغيير الأداء السياسي في لبنان. معاهداً اللبنانيين للبنانيين أينما كانوا أنه سيكون الخادم الأول للحفاظ على الميثاق ووثيقة الوفاق الوطني. واعداً بأن يمارس صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة كحاكم عادل بين المؤسسات. وقال اذا أردنا ان نبني وطناً علينا أن نكون جميعاً تحت سقف القضاء. مؤكداُ ان التدخل بالقضاء ممنوع ولا حصانات لمجرم أو لفاسد. ولا وجود للمافيات وتهريب المخدرات، وتبيض الأموال. مشدداً على التعاون مع الحكومة لإقرار مشروع استقلالية القضاء، والطعن بأي قانون يخالف الدستور. وأنه سيكون شريكاً لرئيس الحكومة وليس خصماً. لافتاً بأنه سيعمل على تطبيق مبدأ المداورة في وظائف الفئة الاولى، واعادة هيكلة الادارة العامة. وقال اننا سنستثمر في الجيش لضبط الحدود وتثبيتها جنوباً، وترسيمها شرقاً وشمالاً. ومحاربة الإرهاب وتطبيق القرارات الدولية ومنع الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان. والسهر على تفعيل القوى الامنية كأداة أساسية لحفظ الأمن وتطبيق القوانين. واعتبر أنه آن الأوان لنراهن على استثمار لبنان في علاقاته الخارجية، لا أن نراهن على الخارج للاستقواء على بعضنا البعض. عازماً على تولي أمن المخيمات الفلسطينية، وممارسة الحياد الإيجابي. كما دعا لبدء حوار جدي وندّي مع الدولة السورية لمناقشة كافة الملفات العالقة. والتمسك بالاقتصاد الحر وحماية أموال المودعين وإقرار قانون اللامركزية الموسعة.
رئيس مجلس النواب نبيه بري، تقدم بإسم الأمة اللبنانية واللبنانيين، بالتهنئة بانتخاب العماد جوزيف عون رئيسا للجمهورية، خاصة في هذه الظروف الحرجة وتحديدا في الجنوب اللبناني حيث يتعرض اهلكم هناك لأبشع وأشد قساوة من أي حرب اخرى، لذلك لبنان في حاجة الى كل شيء، الجنوب بحاجة وكل لبنان بحاجة وكلنا في انتظار العهد الجديد".
جنبلاط
الرئيس وليد جنبلاط أجرى إتصالا برئيس الجمهورية العماد جوزيف عون مهنئا بانتخابه، ومثنيا على "خطاب القسم وما أورده فيه من وعود تعزز الآمال بالانطلاق نحو لبنان الجديد". وشكر الرئيس عون لجنبلاط مواقفه الوطنية والدور الذي لعبه في سبيل تحقيق الإنجاز الرئاسي.
وأبرق جنبلاط إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، شاكرا له "الدور الذي لعبه في سبيل إنجاز الاستحقاق الرئاسي"، مشيدا بجهوده التي أثمرت. كما أجرى جنبلاط اتصالات بكل من الموفد الفرنسي الخاص جان إيف لودريان والسفير الفرنسي في لبنان هيرفي ماغرو، شاكرا لهما جهودهما في سبيل إنجاز الاستحقاق الرئاسي.
واتصل بالسفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون للغاية نفسها، وقد بادرته السفيرة جونسون بالشكر على الدور الوطني الكبير الذي قام به وفتح الطريق أمام إنجاز هذا الاستحقاق. واتصل جنبلاط أيضا بكل من الموفد السعودي الأمير يزيد بن محمد بن فهد الفرحان شاكرا الدور السعودي الذي بذل في هذا المجال. ونقل الأمير يزيد لجنبلاط شكر وتهنئة المستشار نزار العلولا ومدير المخابرات السعودية خالد الحميدان على الدور الذي لعبه في دعم ترشيح العماد عون والذي ساعد على انتخابه رئيسا.
كما اتصل جنبلاط بالسفير القطري في لبنان سعود بن عبد الرحمن بن فيصل آل ثاني، والموفد القطري الخاص الشيخ أبو فهد جاسم آل ثاني، وسفير مصر في لبنان علاء موسى، شاكراً لهم دورهم في سبيل إنجاز الاستحقاق الرئاسي.
تيمور جنبلاط
رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط هنأ عون، متمنيا له التوفيق في هذه المهمة الكبيرة. وأكد أن المطلوب اليوم التفكير والعمل من أجل المستقبل، والبحث عن طريق إنقاذ لكي نخرج من المشاكل والأزمات التي يعاني منها اللبنانيون، بالشراكة والتعاون. وبحكومة فاعلة يمكن النهوض بالوطن وتحصين الدولة ومنح المواطن أمل جديد.
ترحيب دولي وعربي
رئيس الجمهورية تلقى اتصالا من الرئيس الأميركي جو بايدن، هنأه فيه بانتخابه. وأكد وقوف الولايات المتحدة إلى جانب لبنان ودعمه في المجالات كافة. وكان الرئيس بايدن اعتبر في بيان صدر عن البيت الأبيض أن "الرئيس عون هو الزعيم المناسب لهذه المرحلة. وهو يحظى بثقتي.
وتلقى العماد عون اتصالا هاتفيا، من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هنأه فيه ب"انتخابه رئيسا للجمهورية". وجدد الرئيس الفرنسي "دعم فرنسا للبنان في المجالات كافة ووقوفها الى جانب الشعب اللبناني".
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان أبرقا إلى الرئيس عون مهنئين، ومعبرين عن أصدق التهاني وأطيب التمنيات بالتوفيق والسداد لفخامته، ولشعب الجمهورية اللبنانية الشقيق المزيد من التقدم والرقي.
عبدالله الثاني
الملك الأردني عبدالله الثاني، هنأ الرئيس عون بنيله ثقة مجلس النواب، وأعرب في برقية باسمه وباسم شعب الاردني والحكومة، عن أحر التهاني وأصدق المشاعر الأخوية بهذه المناسبة، مجددا تأكيد وقوف بلاده إلى جانب لبنان في دعم سيادته وأمنه وسلامة أراضيه.
وبعث رئيس دولة الامارات محمد بن زايد آل نهيان برقية تهنئة إلى الرئيس عون.
كما تلقى عون اتصالا هاتفيا من نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، هنأه بانتخابه رئيسا للجمهورية، مؤكدا دعم بلاده للبنان.
الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين أكد أن "انتخاب جوزف عون خطوة نحو السلام والاستقرار في لبنان.
أبو الغيط
الامين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط تقدم بصادق التهنئة للبنان على انتخاب الرئيس جوزيف عون بعد طول انتظار. متمنيا له التوفيق في مهامه الجديدة ولشعب لبنان السلام والاستقرار والرفاه.
كما كانت مواقف عبر الأنباء الإلكترونية عبرت عن ارتياحها لانتخاب العماد جوزيف عون.
شهيب
عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب أكرم شهيّب بارك للبنانيين بإنجاز الاستحقاق الرئاسي وانتخاب عون، مشيراً عبر جريدة الأنباء الالكترونية إلى أن خطاب القسم "مريح" ونسبة التصويت كانت جيدة، مؤكداً أن مضمون الخطاب هو ما طلبناه، لاسيما تنفيذ إتفاق الطائف واتفاق الهدنة والقرار 1701 وحماية الحدود.
ملامح المرحلة المقبلة
عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى أكد عبر جريدة الأنباء الالكترونية أن وجود الرئيس سيحرك حتماً آلية العمل الذي يبدأ بتشكيل حكومة وملء المراكز والتصدي للملفات العالقة المتراكمة التي كانت عصية على الحل.
موسى وصف خطاب رئيس الجمهورية بالمهم حيث تطرق الى كافة المواضيع. واعتبره خطاب افتتاح لعهد جديد، متمنياً أن يتمكن الرئيس الجديد من تحقيق الكثير من العناوين التي تضمنها الخطاب.
مؤكداً على الدور الأساسي للرئيس بري في عملية الإشراف على الانتخابات بحكم صلاحياته بحسب الدستور والنظام الداخلي. وقال: لقد أدار الرئيس بري الجلسة بشكل جيد. وكان له موقف أساسي في ايصال رئيس الى سدة الرئاسة تنطبق عليه مواصفات المرحلة. وكان له دور اساسي في عملية التصويت. وأوضح موسى أنه في اول دورة كان يفترض ان ينال قائد الجيش 86 صوتاً لتجنب تعديل الدستور. ولما رأى الرئيس بري انه لا بد من التشاور مع الفرقاء رفع الجلسة ساعتين لاستكمال التشاور، وفي الوقت المستقطع حلت كل الامور. مشيراً الى التزام كتلتي التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة مئة في المئة لصالح الجنرال عون.
من جهته، النائب ميشال الدويهي لفت على هامش جلسة انتخاب الرئيس إلى أنَّ "هذا اليوم تاريخي بانتهاء الفراغ الرئاسي، وتجديد المؤسسات، مشيراً إلى أننا "كلنا أمل بالبدء بالاستشارات النيابية الملزمة بأسرع وقت لتكليف رئيس حكومة وتشكيل حكومة إلى جانب العمل التشريعي بالمجلس النيابي".
وأضاف الدويهي عبر جريدة الانباء الالكترونية: "هذه لحظة تاريخية وعلينا الاستفادة منها كلبنانيين لإعادة بناء الدولة والمؤسسات"، مؤكداً أنَّ "الخلاف السياسي هو جزء من الحياة السياسية، وسوف يبقى، وبقاءه صحي، إنما الآن حان الوقت لأخذ نفس وطني لبناء المؤسسات مجدداً ولإنقاذ لبنان، إذ إنَّ ما عاناه لبنان واللبنانيين هائل وحان الوقت ليستعيد لبنا دوره".
تسيير شؤون قيادة الجيش
وبعد انتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون رئيساُ للجمهورية. وقع وزير الدفاع الوطني موريس سليم قراراً بتكليف قائد الاركان اللواء الركن حسان عودة تأمين قيادة الجيش بالإنابة، والعمل بهذا القرار ابتداء من 9 كانون الثاني 2025 الى حين تعيين قائد للجيش.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :